روايات احلام/ عبير : لا احد س...

By Rano2009

82.4K 1.7K 46

الملخص " لن تكوني زهرة في حديقتي أبدا" كان يردد لها هذا بينما يجمع الأخريات الأشد جرأة منها في باقات زاهية سر... More

1/ ضيف بلا مزايا
2/ وحدها في الحديقه
٣/ طعم لسمكه اخرى
4/حبي لك ويشبه ورده حمراء
5/ الحفله الراقصه
6/ ابتسامة النصر
7/جيده ولكن ...
9/ هزيمه جديده
10/ عدت الى قلبك
١١/ الاول والاخير(( الفصل الاخير))

8/ وانت بعيد

5.4K 125 2
By Rano2009


آخر يوم من الفصل الدراسي والجميع تعبون مرهقون ينتظرون العطلة بفارغ الصبر, لقد انتهت أمتحانات الفصل, والتلميذات ينتظرن موسم الأعياد والميلاد لينلن بعض الراحة من هموم الدراسة , أرادت لورين أن تطرح موضوع الصحافة عليهن للمحادثة وفي اعتقادها أنه سيطرد الملل من رتابة الدراسة , ويجلب بعض البهجة والمرح لنفوسهن , دخلت الصف وقد ملأت حقيبتها بالجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية.
من الصف الأول التكميلي الى صف المتخرجات , تجاوبت التلميذات معها بحماس ورغبة , فرشن الجرائد على الأرض ودرسن أسلوبها وتبويبها وحاولن تصنيفها وتحديد أهدافها ونوع قرائها.
لاحظن كيف تكتب القصة الواحدة بطرق مختلفة بين جريدة وأخرى , فانَ أسلوب السرد وتراكيب الجمل وقصرها , وعدَدن مقاطع الكلمات وحروفها بين المجلات الأسبوعية والجرائد اليومية.
قصصن تقارير الحوادث التي مرت بهن ووضعنها على ورق مقوَى وعلقنها على خشبة الأعلانات في الصف, استطاعت لورين أن تقودهن في آداء هذه التمارين باتباع الملاحظات التي قدمها جان , وكذلك ناقشت واياهن بعض الآراء , مثلا: كيف تساعد الجرائد اليومية في تكوين الرأي العام؟ كيف يمكن لبعض الجرائد المأجورة أن تدس معلومات مغرضة على أنها حقائق مسلم بها؟
" في الفصل المقبل سيكون عليكن تقديم تقرير عن صناعة الصحافة ( ثم أقترحت) في الوقت الحاضر عليكن دراسة ما أمكن من الجرائد اليومية ومطالعتها بما تسمح به ميزانية كل تلميذة لشراء الجرائد".
في فرصة الساعة العاشرة أخبرت لورين صديقتها آن عن تجربتها المثيرة , تجمع حولهما بعض المعلمين والمعلمات ينظرون اليها باشمئزاز وعدم رضى, فهمت لورين أن الموضوع لا يروق لهم.
قالت أحداهن:
" لا أحد يجرؤ على تقديم ما قدمت في صفوفها".
أيقنت الآنسة فارس أن القصة ستصل الى مسامع المديرة قبل المساء, لأن أحدى المعلمات سألتها:
" هل أستأذنت المديرة لتقديم هذه التجربة في صفوفك؟ لا يمكنك أن تعتبري هذا الموضوع من ضمن المنهاج المقرر..".
اعترضت الآنسة غريمسون وهي معلمة متقدمة في السن وصديقة للرئيسة قالت:
"عملك لن يفيد التلميذات للنجاح في الأمتحانات الرسمية , وهذا في رأيي ما ينتظر الأهالي مقابل الأقساط الباهظة التي يتكبدونها في تعليم بناتهم".
قالت لورين تدافع عن نظريتها:
" ربما أنت على حق, فالموضوع لا يدخل في صلب المنهاج ولكنه يساعد الفتيات على استعمال عقولهن وتفكيرهن ويتيح لهن فرصة للتعرف على ما يجري حولهن في العالم الخارجي... خارج أسوار هذه المدرسة القديمة والمحافظة".
قالت آن:
" يا ألهي كم تغيرت أفكارك , لديك جرأة كبيرة لم أعرفها فيك من قبل, ربما هو من تأثير صديقك الصحافي عليك...".
" لقد ساعدني جان كثيرا في تغيير بعض آرائي ( هزت رأسها بمرارة) وعندما يجد الوقت لذلك, فالحسناء اللعوب مارغو تأخذ معظم أوقات فراغه".
نظرت آن اليها آسفة:
" لا بد أنك تجابهين منافسة عنيدة , أنها حسناء فاتنة, أنيقة الملبس وتملك جاذبية لا تقاوم ولا ينقصها سوى الذكاء.... وعندما تتحلى الفتاة بجميع تلك الصفات فلن تحتاج للعقل".
أخبرتها لورين ما حصل معها حين كانت تعمل على هذه الملاحظات في غرفة جان, وكيف حضرت مارغو واستولت على أنتباهه عنوة....
عبست آن:
" ولماذا رغب في أبقائك معه؟".
" فقط ليزيد من لهيب غيرتها... أليس كذلك؟".
" ولكنه لا يحتاج لذلك. فهي دائما تشده اليها متى رغبت , وحتى حين تنبهر برجال آخرين لا تتخلى عنه , لقد اعترف هو بذلك , هناك لغز محير , على كل يا عزيزتي , تخلصي منه وأطرديه من كيانك وتفكيرك ... هذه نصيحة من صديقتك آن , أبعديه عن حياتك وركزي أهتمامك على ماتيو, هو متيم بحبك , وينتظر أشارة منك ليتقدم لطلب يدك , أنه شاب طيب وتتمناه كل فتاة".
انتهى الفصل , وبقي أسبوع واحد قبل حلول عيد الميلاد, نزلت لورين الى السوق واشترت ما يلزمها من الهدايا , وقفت في الصف في موقف الباص تنتظر دورها لتصعد عائدة بمشترياتها الى البيت , اقتربت سيارة جان من الموقف وفتح لها الباب قائلا:
" أدخلي يا لورين".
دخلت بسرعة وشكرته , وضعت مشترياتها قربها في السيارة وتابع سيره وسط الظلام والأزدحام.
" هل تنتظرين العيد بفارغ الصبر؟".
" تقريبا , وأنت؟".
" تقريبا (ردد نفس كلماتها , ضحكا سوية ثم أكمل يقول) أنا ذاهب غدا".
كانت تعرف ذلك جيدا, ذهابه يقلقها ويزعجها ويطرد النوم من عينيها , وكيف ستفرح أو تمرح وهي تشتاق لرؤية وجهه وسماع صوته البعيد عنها؟
" وهل تشفقين على صحافي وحيد يا لورين وتقبلين دعوته للعشاء؟".
فوجئت بدعوته وطريقته في الكلام, وبقيت دقائق تفكر بما تجيب,
| أذا كنت مشغولة فلا تهتمي , لن أحزن كثيرا وأنت تعرفين جيدا أن عواطفي بليدة".
أجابته بتردد:
" ليس لدي ما أفعله, شكرا, يسرني أن أرافقك خاصة وأن ماتيو لن يحضر هذا المساء".
" ومارغو مشغولة في تجربة ثوب العيد الجديد".
ضحكا سوية من جديد ثم قال:
" نحن وحيدان , كلانا بعيد عن رفيقه المختار".
هزت رأسها موافقة واستدارت بوجهها تتلهى بالنظر عبر النافذة , وتشاهد المارة محملين بالهدايا والأكياس والمشتريات ينتظرون في صفوف طويلة دورهم للصعود الى الباص والذهاب الى بيوتهم.
" هل تمانع والدتك؟".
" لا , سيحضر جيمس للعشاء وبالطبع سيفضلان الأنفراد , بعد العشاء, لديهما موعد للسهرة عند صديق".
" سأمر عليك في السابعة والنصف".
قال وهو يدخل سيارته الى المرآب.
" سأنتظر سماع جرس الباب بفارغ صبر".
" بل سأقرع على باب غرفتك قرعا عنيفا خاصة اذا تأخرت دقيقة واحدة, ثم سأفتح الباب وأخطفك".
كانت السعادة تغمرها وهي تخبر والدتها بموعدها للعشاء مع جان, نظرت اليها بريل متعجبة وسألتها:
" وهل يعلم ماتيو؟".
" ماتيو؟ وما شأنه؟ على كل لن يحضر هذا المساء , وكذلك فهو لن يمانع".
" فقط كنت أتساءل يا صغيرتي... أنا ووالده...".
ركضت لورين هاربة من المطبخ حتى لا تسمع تكملة الحديث. لورين وماتيو... وماتيو ولورين... من الواضح أنهما ربطا الأسمين سوية...
أرتدت لورين ثوبها الذي أحضرته لحضور الحفلة الراقصة , كان ثوبا رقيقا وقد أعجب جان به, خرجت من غرفتها والتقته في الممر ينتظرها. نظر الى ساعته وقال:
" خمس دقائق قبل الموعد المحدد, هذا مدهش لفتاة في مثل جمالك...".
" أنا لا أحب سماع المديح".
نزلت السلالم ركضا لترتدي معطفها وتخرج معه.
" هذه مشكلتي الكبرى معك".
تمتم وهو يتبعها:
" وأنت تبدو وسيما".
" وأنا لا أحب سماع المديح".
ثم ضحكا سوية, نظر اليها وسألها:
" لا أعرف سببا لمرحك وأنشراحك ( كان ينظر اليها بخبث) ستخرجين معي وليس مع ماتيو...".
" وهل أبدو بديلة مناسبة لمارغو؟".
" لا يوجد بديل لها".
ردد الكلمات كأنه يردد دعابة في التلفزيون.
كلماته أزعجتها وخففت من فرحتها, قالت:
" الى أين سنذهب؟".
" الى مطعم الصنوبرة, مطعم حديث ذهبت اليه في دعوة صحافية أنهم يقدمون طعاما شهيا وجوَه ودي".
المطعم حديث البناء , أنواره خافتة وجوه مريح, كانت الفرحة تغمر لورين وهي تجلس بجوار جان في أريكة لأثنين وفي زاوية منعزلة, لائحة الطعام مطبوعة على شكل كتاب أنيق , ألقت لورين نظرة سريعة على الأسعار وقالت:
" من الواضح أن الطعام باهظ الثمن يا جان".
" أنا سأدفع يا لورين, هيا أختاري ما تريدين, أنها فرصة سانحة , نادرا ما يخرج الشاب مع فتاته الثانية( ابتسم أبتسامة عريضة واقترب بوجهه منها) عليك أن تقتنصي هذه الفرصة وربما لن تسنح لك مرة ثانية".
ولماذا؟ هل ستطلق العزوبية وتتزوج؟".
راقب جان لائحة الطعام التي بين يديه بامعان ثم قال:
"ربما".
" هكذا أذن( غمرها الأسى والحزن) توصلت مارغو معك الى المستحيل... لو أوقعت بك وأحكمت الطوق حول عنقك وقامت بتدريبك لأصبحت الزوج المطيع المكافح, ابتسم ابتسامته المرحة ونظر الى لائحة الطعام من جديد كأنه يقرأ نكتة وقال:
" أنت على حق, كل أمكانياتي ستنفجر بعد أن أضع خاتم الزواج في بنصر فتاتي".
حضر الخادم وطلب جان الطعام بينما حدقت لورين حولها في الحاضرين , معظمهم من العشاق الشباب , نظرات الحب والوئام تلفهم, حسدتهم على تفاهمهم بينما قررت أنها وجان يجلسان متباعدين أكثر من أي أثنين في المطعم.
قال جان:
" والآن بعد أن راقبت المحيط حولك بتمعن أدهش الصحافي الخبير , أخبريني يا آنسة فارس عن ملاحظاتك...".
هزت رأسها نفيا وسرت لأن الأنوار الخافتة ستخفي أحمرار وجهها , ولكن ارتباكها فضحها وأصر جان على معرفة رأيها قائلا:
" هيا أخبريني... لقد أثرت فضولي , ما رأيك؟".
" جو مشحون بالعواطف , وهذا يؤثر كثيرا على الآخرين".
" ماذا أيضا ؟( نظر الى العشاق المتهامسين وابتسم أبتسامته المرحة ) فهمت سبب أرتباكك وهذا شيء يسهل تداركه".
اقترب منها حتى ألتصقت ذراعه بذراعها , تراجعت لورين قليلا .
أنزعج جان وقال:
" ولماذا فعلت ذلك؟".
" وكيف نستطيع أن نأكل ويدانا متلاصقتان؟".
ضحك جان لتعليقها وقال:
" هذا كل ما في الأمر, أذن سنعود ونتقارب وقت تناول القهوة( نظر اليها يستفزها) أنا دائما مستعد للأقتراب ما أمكن من فتاة فاتنة".
كلمات قاسية وجارحة , هي بالنسبة اليه فتاة, أي فتاة, فتاة دعاها للعشاء حين تعذر عليه العشاء برفقة مارغو.
أنتهيا من تناول الطعام وشرب القهوة, أحست بيده تلامس شعرها المنسدل وتداعبه بحنان, ثم زحف بذراعه وأحاط خصرها , تشنجت ولم تدر ما ينتظرها , تمتم باسمها بحنان: لورين... لورين.
استدارت اليه ولاحظت أنهما ليسا وحدهما , لقد انتصب رجل طويل أمامهما.

قال الرجل:
" هذا أنت يا جان!".
سحب جان ذراعه وتبدل مزاجه على الفور, قست نظاته وجمدت تعابير وجهه.
" أهلا يا جيم, ماذا تفعل هنا؟ كنت أعتقد أنك لا ترغب في زيارة المطاعم الباهظة الأسعار...".
" هذا صحيح. ولكنني هذه الليلة أريد أن أبهر فتاة جميلة قابلتها( نظر الى لورين وقال) أنا واثق أننا التقينا في مكان ما!".
قال جان:
: نعم, التقيتها في مكتبي يوم حضرت لتستعير مفتاح البيت...".
قال جيم:
" نعم,تذكرت, ولماذا تخجلين كثيرا يا معلمة المدرسة الصغيرة؟".
قال جان:
" لأول مرة في حياتك أصبت في تفكيرك".
بدا عليه الأنزعاج لوجوده.
صفر جيم وقال:
" يا آلهي, لو كانت معي آلة التصوير ... أنتظر حتى أخبر الشباب في الغد".
أمره جيم قائلا:
" أتركنا وشأننا وأذهب الى فتاتك الجميلة".
قال جيم:
" وهذا يعني أنك تريد أن تنفرد بفتاتك الجميلة أيضا, فهمت".
وبعد أن تركهما جيم بدا الأنزعاج جليا على محيا جان ورغب في الخروج , قال:
"هل أنتهيت من شرب القهوة؟ لنذهب".
دفع فاتورة الطعام وهرع خاجا الى سيارته وهي تلهث خلفه, قالت بعد أن استقرا في السيارة:
" ما الأمر؟ هل تخاف أن يخبر مارغو؟".
" اذا كان تفكيرك يقودك لهذا الأستنتاج ... لا بأس".
هدأت لورين وصممت وهي تحاول أخفاء دموع الخيبة , كانت لا تريد أن تفسد هذه الليلة وذكرياتها الجميلة...".
سألته:
" هل سنذهب الى البيت؟".
" لا , أريد أن أتمشى قليلا, سنذهب الى التلة فوق الحديقة العامة".
ولكن الوقت لا يناسب , الظلام دامس ونحن في ديسمبر (كانون الأول)".
"قلت لك أريد أن أتمشى ... واذا كنت غير راغبة سأوصلك الى البيت وأذهب وحدي".
" لا , أحب أن أتمشى أيضا".
أوقف سيارته وشرعا يصعدان التلة, الظلام دامس ولا قمر ينير طريقهما , أمسك بيدها وقادها صعودا.
الهواء قارس للغاية مما جعل لورين ترفع ياقة معطفها أتقاء البرد الشديد, ارتجفت وودت لو كانت ترتدي كنزة صوفية فوق ثوبها, ومع أن معطفها سميك ومن الصوف الا أنه لا يرد البرد القارس , كانت السماء صافية مليئة بالنجوم , أحاطها جان بذراعه ولف يده على خصرها وشدها اليه وصعدا سوية بسلام, عاد الر جل الهادىء الذي يختفي وراء المظاهر القاسية ... وعاد الرجل الذي تحبه دون جميع الرجال.
قالت مبتسمة:
" من يرانا يعتقد أننا عاشقان".
" أليس هذا صحيحا؟".
استدارت بسرعة تستوضحه الأمر , قال:
"لماذا تتعجبين؟ أنا أحب وكذلك أنت...".
صمتت من جديد وأتهمت نفسها بالغباء لأنها سمحت لآمالها أن تخدعها , قال:
"لماذا الصمت والهدوء؟".
" ألست أنت أيضا صامتا هادئا؟",
" أنا أحب الهدوء".
" وأنا أيضا".
أطبق بشدة على خصرها وضغط ضغطا خفيفا وقال:
" أنت أمرأة غير عادية... أمرأة تحب الصمت والهدوء , أمرأة تختلف كثيرا عن مارغو ".
" بالتأكيد , ولكنك تملك طرقا ووسائل لتبقي مارغو صامتة...".
" طبعا, أنت شديدة الذكاء, على كل لا أستطيع أن أفعل معك ما أفعله معها...".
" ولماذا؟ (قالت ساخرة) لديكما أشياء أخرى, يمكنك أن تفعل معها ما يحلو لك".
وافقها مسرورا وقد عاد اليه مرحه وأبتهاجه.
" أنت على حق".
ابتعدت عنه قليلا , ولكنه أجبرها على التوقف والنظر اليه وجها لوجه, ثم جذبها اليه , ولكن رجليها لم تعودا تقويان على حملها.... " سلام بيننا".
"سلام".
ثم تابعا الصعود من جديد حتى وصلا الى القمة , نظرا الى أسفل, العتمة تغلف المكان والسكون مريع والبرد شديد.
قالت:
" أحب هذا المنظر في النهار , كنت ألتجىء الى هذه التلة مرارا, أحيانا أترك مشاكلي خلفي وأعود, وأحيانا أصحبها معي وأحلها هنا... دائما كنت أنجح".
نظرت اليه خجلة لأنها أفصحت له عن مكنونات صدرها ومشاكلها...
" لا بأس , أعرف أن لديك بعض المشاكل , أنت من الأشخاص الذين يتركون مشكلة ليعلقوا بمشكلة جديدة".
وضحكا, شبك أصابعه بأصابعها وقال بحماس:
"هذه أول مرة تصعدين التلة في الليل , وهي أيضا أول مرة لي,(شد على أصابعها بود وحنان) شيء فعلناه سوية لأول مرة وسنذكره دائما... حين يفترق كل منا في طريقه, أنت ستخلصين لزوجك, كائنا من كان , وأنا, كما قلت في بداية السهرة , سأتبع المرأة التي سأتزوج...".
كان صوته مبتسما مع أنها لم ترى ابتسامته.
" هيا , عليك أن تضحكي (لم تتجاوب معه) ما الأمر ؟".
أمسك بذقنها بلطف وأدار وجهها اليه , وفي الظلام رأى تساقط دموعها ولكنه لم يعلق...
ارتجفت من جديد من شدة البرد.
قال:
" علينا أن نعود".
أمسك بيدها وركضا نزولا حتى وصلا السيارة.
وفي البيت أجلسها على كرسي وصنع لها فنجانا ساخنا من الشوكولا, وقال:
" سهرة عيد الميلاد قريبة جدا , هل أنت متحمسة للعيد؟".
قالت في نفسها: لماذا أتحمس وأنت بعيد؟.
" كنت أشعر بالحماس وأنا طفلة والآن كبرت ولم أعد أتحمس للأعياد".
" ولكن ماتيو سيكون قريبا منك".
" وما يهم؟ ماتيو مرح وكذلك والده...".
" ستكون هناك حفلة عائلية صغيرة..."
ظهر الحزن في صوته... ظنت لورين أنه سيفتقد مارغو لأنه سيكون بعيدا عنها في تلك الليلة.
قالت مواسية:
" ولكنك سترى مارغو بعد عودتك".
بدأت لورين ترتجف من جديد, قال:
" عليك أن تدخلي سريرك ولا حاجة لأنتظار عودة والدتك".
وضع ذراعه حول كتفها بعد أن أوصلها الى باب غرفتها, قالت:
"مساء الخير يا جان".
وفتحت الباب لتدخل.
" على مهلك سأغادر باكرا في الصباح وقبل أن تستيقظي من نومك".
شدها اليه, كانت واهنة القوى لا تستطيع أن تقامم, نظر الى وجهها فوجدت نظرته غريبة ووقحة , تراجعت الى الوراء, كان كأنه يقول لها:
" أنت تنادينني وعلي أن ألبي نداءك...".
قالت معاتبة:
" هل أنا مثل مارغو؟".
هز رأسه غير موافق وقال:
" لا , أبدا, مارغو تناديني بوقاحة وجرأة...".
" هذا يعني أنني أدعوك أيضا ولكن بطريقة مختلفة وأكثر دبلوماسية ".
" هذا صحيح , شأن النساء جميعا, وأنت أمرأة مثلهن".
" ألست مملة ومضجرة ومحترمة؟".
" نعم , كل النساء يرغبن في ربط حياتهن برجل الى آخر العمر(حاولت أن تتهرب غاضبة ولكنه أمسك بها بشدة قائلا) لا يمكنك النكران. أنت قلت ذلك بنفسك".
هزت رأسها غير موافقة.
" هذا صحيح, لقد بدلت أقوالي , ولكنك صحافي وهذه من طبيعة عملك , تحوير الكلمات وتبديل المعاني( ظنت أنها ستغضبه بهجومها ولكنه ضحك... وضحكه أزعجها أكثر من غضبه) ما قلته هو... سأبقى مخلصة لرجل واحد مدى الحياة, حياتي أنا , وأن كنت لا أعجبه فهذا لسوء حظي أنا".
" سيان عندي أن ألبي رغبة أمرأة وقحة أو أمرأةمحترمة , كلاهما يشبع غروري ويزيد من ثقتي بنفسي".
كان يضحك ببساطة ومكر , لا زال يمزح ويعتبر الأمور بينهما مزحة كبرى, مما زاد في رغبتها بالتهرب منه, حاول أن يعانقها من جديد ولكنها أبعدته بقوة وهي تصرخ في وجهه:
" لماذا لا تتركني وشأني؟ أنا لست مارغو, أم هل أنت بحاجة ماسة لبديل عنها ولو كنت أنا البديل؟".
تكهرب الجو بينهما , وقفا متباعدين يتنفسان بصعوبة, لمعت عيناه كالشرر من شدة غضبه , وبسرعة تمالك نفسه وعاد لسخريته المعهودة وقال:
" من يقول أن معلمة المدرسة الشابة تملك لسانا لاذعا مريرا كلسانك؟ أنتبهي يا صغيرتي آنسة فارس ... يوما ما سيؤذيك لسانك أكثر مما تريدين ايذاء الآخرين".
فتح الباب الخارجي ودخلت بريل.
" هل عدتما من السهرة؟ وأنت يا جان ستسافر صباحا الى مانشيسر , المسافة بعيدة وتحتاج للراحة".
نزل جان السلالم ليتحدث مع السيدة فارس ودخلت لورين الى غرفتها تستعد للنوم , هدأت ببطء وتمالكت غضبها وعاد اليها توازنها وهي تفكر بما سمعته... وبعد أن اتضحت الصورة في مخيلتها , تذكرت أنها لم تشكره على السهرة... انتظرت صعوده الى غرفته وفتحت باب غرفتها بعد أن صممت على شكره, تركت كرامتها وراءها وخرجت الى الممر.
" جان؟( وقف في باب غرفته ونظر اليها دون أن يبتسم ) شكرا على السهرة والعشاء".
كان صوتها يرتجف ويبدو عليها الأستسلام , ولم يجبها أو يحرك ساكنا , بقي جامدا في مكانه .
نظر اليها يتفحصها من جديد كأنه يراها لأول مرة, ثم دخل الى غرفته وأغلق بابه...
وحين استيقظت في الصباح كان قد ذهب...

Continue Reading

You'll Also Like

22.5K 528 10
حب في الظلام آن هامبسون روايات عبير القديمة العنوان الاصلي للرواية بالانجليزية AN EAGLE SWOOPED الملخص : البصر نعمة لا تعوض كل شيء اخر يمكن اصلاحه سو...
3.4K 186 42
"العشق هو ماء الحياة والعشيق هو روح النار "
21K 909 29
ثلاث فتيات عاشو في بيئات مختلفه التقوا صدفه في الجامعه وبدات صداقتهم تنموا داخل اسوارها ..اطلق عليهن (ثلاثي الصداقه الابديه )..ظهور شخص سوف يغير مجرى...
11.6M 917K 70
صرت اهرول واباوع وراي شفت السيارة بدأت تستدير ناحيتي بمجرد ما يجي الضوء عليه انكشف أمامهم نجريت من ايدي وگعت على شخص ردت اصرخ سد حلگي حيل بعدها أجان...