شمس أوستن

By 4BOUNA

25.4K 1.8K 1K

لَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح... More

المقدمة
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوّج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي ، لكن ..
الفصل السادس : لن اخسر ، سوف اتسلق !
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه !
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية !
الفصل التاسع : الارشيدوق
الفصل العاشر: أميرة عالقة
الفصل الحادي عشر: قرار ترحيل
الفصل الثاني عشر : سيدي حامل السيف المقدس
الفصل الثالث عشر : ابكي بشكل جميل !
الفصل الرابع عشر : مهمة زوجتي العزيزة
الفصل الخامس عشر : مُلاحِقَةُ الثّنائيات !
الفصل السادس عشر : أنا اعرفك !
الفصل السابع عشر : حفلة الشاي
الفصل الثامن عشر : كانت كذبة!
الفصل التاسع عشر: استمتعي بالبكاء ، سينا!
الفصل العشرون: لحن آخيليس الحزين
الفصل الحادي و العشرون : مظهر جديد
الفصل الثاني و العشرون : مجدداً و لكن
الفصل الثالث و العشرون : ذلك اليوم من الصيف الحزين
الفصل الرابع و العشرون : حربُ الأفئدة
الفصل الخامس و العشرون : تمثيل!
الفصل السادس و العشرون: ما أريد و ما يجب!
الفصل السابع و العشرون: بداية جديدة
الفصل الثامن و العشرون : كل شيء و لا شيء!
الفصل التاسع و العشرون: أنا معجبٌ بك!
الفصل الثلاثون : العدو الأكبر
الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك
الفصل الثاني و الثلاثون: أفرغي قلبك لي، سينا
الفصل الرابع و الثلاثون: توقعات بلهاء!
الفصل الخامس و الثلاثون: القرار
الفصل السادس و الثلاثون: لا شيء كالحلم
الفصل السابع و الثلاثون: أحبكِ!
الفصل الثامن و الثلاثون: خبئني!
الفصل التاسع و الثلاثون: المسني لتعرفني!
الفصل الاربعون: قبلني كيران!
الفصل الحادي و الأربعون: المصمم الأفضل على الإطلاق
الفصل الثاني و الاربعون : موعد كزوج و زوجة.
الفصل الثالث و الاربعون: الطريقة لقتل روح

الفصل الثالث و الثلاثون : ضائع

298 23 12
By 4BOUNA

" اعتقد ان عليك الاطلاع على هذا "

يضع جيروم الجريدة على المكتب ثم يؤشر على المقال بأصبعه و يتبع

" لقد فعلوا ذلك مرة اخرى "

يخفض كيران ناظريه و يحدق في العنوان المكتوب بخط غليظ

[ زوجة أم مجرد هوس جديد؟ ]

يتنهد و الانزعاج باد على ملامحه، يزم شفتيه ثم يرفع حدقتيه و يسأل

" هل تعرف سينا بالأمر؟ "

يحرك جيروم رأسه و يقول :

" لا اعتقد ذلك .. لقد تحدثت مع خادمتها هذا الصباح "

يزفر كيران براحة

" جيد "

يحدق كيران في نص المقال مجدداً مفكرا

بعد الإعلان عن زواجه ، بدأ كيران في سماع بعض الشائعات حول كون زواجه متعلق بهوسه حول التحف القيمة في المزادات و كتبوا عن أن سينا مجرد تحفة أخرى يضيفها إلى مجموعته لذلك فهو لا يستحقها

كما علق الكثيرون بوقاحة عن رغبتهم في الزواج من سينا و أملهم في طلاق قريب حتى يتمكنوا من اعطائها القيمة التي تستحقها

كما تحدثوا عن علاقاته السابقة و ماضيه و الفترة التي قضاها في المصحة كسجين

كان ماضيه يظهر دائمًا في كل مرة يبدأ فيها الشعور بالتحسن وتدمير كل شيء

والآن بدأ يفكر في ما ستقوله سينا بعد معرفة كل هذا

في ذاكرته .. ماضيه دمر كل علاقة مر بها ، و عند التفكير في الأمر .. لم يكن الانفصال موجعا جداً لأن ارتباطه بهم لم يكن شديدا ..

لكن سينا؟

تجعدت جبهته

مجرد التفكير في ذلك جعل أنفاسه تحتبس في صدره

قد لا أستحقها فعلا ، و ربما لست الأفضل بالنسبة لها ولكن .. لا أستطيع السماح لها بالرحيل!

ليس بعد كل هذا المشوار

ليس بعد أن أصبحت جزءا مني

« كيران! »

فجأة فتح الباب على مصراعيه و اقتحمت سينا الجناح بحماس فاتجهت الأنظار المتفاجئة نحوها

لحظة من الصمت تحدق سينا في كيران و جيروم اللذين يفعلان المثل

« هل .. هل قاطعتكما؟ »

كيران الذي كان يحدق بعيون متسعة و أنفاسه تنفلت منه بإسراف، فور إدراكه لذلك استجمع نفسه ثم تنحنح و التفت نحو جيروم

راقبت سينا جيروم و هو يخطو نحوها ثم يتخطاها مغادرا الجناح بعدها التفتت نحو كيران

« بجدية هل قاطعتــــ- »

« اقتربي .. »

قال كيران بعد أن اعتدل واقفا ثم خطى مبتعدا عن مكتبه

« أصبحت فضوليا لمعرفة سبب حماسك هذا »

هرولت سينا نحوه ثم توقفت أمامه و قالت بحماس :

« كيف أبدو؟ »

لم يفهم أين هو الجزء الحماسي ولكن الطريقة التي كانت تطأطأ بها رأسها جعلته ينتبه للتاج الذهبي البراق على رأسها

« التاج؟ »

قال مستفهما يأمل أن يكون ذلك مقصدها و لحسن حظه اومئت سينا و قالت ببهجة

« ألا ترى؟ أنظر هنا .. النجوم .. انظر! تصبح أكثر بريقاً عندما تسلط الأضواء عليها .. أترى؟! »

راقبها تتحدث بحماس، تصف و تشير بأصبعها قائلة

« و هذه الخيوط! أترى؟! أنها تتدلى من التاج لقد قامت الخادمات بإضافتها أليست رائعة ؟! في الحقيقة لقد كان ذلك اقتراحهن لكنه اعجبني كثيراً أليس رائعاً؟ »

لم ينبس بكلمة واحدة فقط استمر في التحديق بصمت

مترقبة بحماس ما سيقوله طال صمت كيران أكثر ما جعل بعضا من الغمام يتسلل إلى صدرها

ربما لم يكن هذا هو الوقت المناسب لذلك فعلاً

فكرت سينا ثم تنحنحت

« حسنا أنا- »

« الآن أفهم لماذا الجميع في تنافس لأخذك »

« هاه؟! »

دون سابق إنذار لف كيران ذراعه حولها مباغتا فارتفعت شهقة و انفلتت من بين شفتيها و كرد فعل تشبثت سينا بكتفيه و قلبها يدب بقوة

تطالعه بعيون متسعة، مذهولة و مستغربة غير قادرة على كبح أنفاسها التي تنفلت منها دون هوادة

« ک-

رفعها أعلى إلى مستوى نظره .. يحدق كيران في عينيها بثبات

تبتلع سينا ريقها بينما تشعر بموجة من عدم الارتياح تحت وطأ نظراته المسلطة عليها ، غير قادرة على مواصلة جولة التحديق خفضت سينا ناظريها

« كيران- »

« كيف يمكنك أن تكوني ساحرة للغاية هكذا؟ »

ترفع ناظريها و تحدق في وجهه

بتعبير وجه جاد تحدث كيران بجدية تامة و صوت متزن هادئ.. لم يكن ذلك إطراء .. كان الأمر كما لو كان في حيرة و يتساءل بجدية و يرجو إجابة

يمرر اصبعه على رموشها

« هل أنت من الجنة؟ »

« معذرة؟! »

مستغربة قالت سينا

« أنا لا أؤمن بذلك ولكن أنت .. أنت خيالية للغاية » يتلمس خدها متبعا «لمساتك ووجودك سحري للغاية »

تتجعد جبهته

« لماذا أشعر أنك ستصبحين نجسة بمجرد لمسة واحدة مني؟»

« كيران- »

« أي نوع من التعاويذ هذا؟ و لما أنا بلا حيلة هكذا؟ »

مقطب الحاجبين سأل كيران

لطالما كانت تلك العاطفة محببة له لكنه لا يفهم سبب خوفه ، الشعور بالخوف يزعجه

يطارده ويؤذيه ، الشعور بأنه لا ضمان لما يحدث

يؤرقه ذلك و يشعره بعدم الراحة

يلعب بأعصابه

يتآكل داخله و يلهب بغيظ

و حقيقة أنه في ذهنه ..

كلما بدأ يفكر فيما قد يقدم على فعله للحفاظ على اشراقها

لم يكن خائفًا أو قلقًا من فعل أي شيء في سبيل ذلك

إلى جانب ذلك .. اعتقد أنه حتى في عالم محطم، يسوده الخراب و الفوضى، يمكنه ان يعيش فيه .. فقط إذا كانت بجانبه

يكفي أن تكون هي بجانبه

فقط هي

يفصل كيران شفتيه و يقول :

« لن ابلغ النعيم! أعلم ذلك ولا أهتم حقا .. لكنني أريدك أن تكوني التعويض على ذلك .. أريدك أن تكون جنتي في الحياة سينا »

تومض العيون الذهبية بتفاجؤ و يعلو صوت خفقان قلبها في أذنيها

« رجاءً .. كوني جنتي، سينا »

محدقة في العيون الزرق الهادئة تساءلت سينا كثيراً

تساءلت لماذا كل ما يقوله هذا الرجل يؤلمها؟ لماذا تشعر بالتعاسة في كل مرة يفصح فيها

ربما لأنه حقيقي .. وكل ما يقوله يشعرها بذلك، صادق ونقي

ماذا علي أن أفعل؟ تبادر السؤال كثيرا الى ذهنها ما جعلها أكثر حيرة

ذلك ليس عادلاً .. إنه لا يستحق

خافضة بصرها تقول

« هذا فقط لأن لديك عيون رائعة لهذا السبب ترى كل شيء رائع »

يبتسم كيران بخفوت ثم يسأل :

« تعجبك عيناي؟ »

تومئ برأسها

« هل تريد أن نعقد صفقة و نتبادل؟ »

« هل حقا؟! »

هتفت بحماس فرد كيران

« لا! »

تغرق زوايا فمها بعبوس

« لكن- »

« لا يمكنك الحصول على عيناي ولكن أطفالك يمكنهم! »

تكتف سينا ذراعيها امام صدرها و تقول رافعة أحد حاجبيها

« ما الذي يجعلك متأكدا هكذا؟ »

يقرب وجهه من خاصتها و يهمس بخباثة « يمكننا المحاولة .. » ترتفع زاوية فمه في ابتسامة لعوب

« إن كنت تريدين التأكد »

« كيران! »

« اقترح فعل ذلك في غرفتي ما رأيك؟ »

« توقف! »

محاصرة بين ذراعيه التي تصبح أضيق تحاول سينا التملص منه

كيران افلتني!

مبتسما باستمتاع ضيق كيران العناق أكثر

كيران انت ما الذي-

تنفخ خدودها المحمرة و تتأفف بانزعاج و عصبية بينما تلكم صدره تارة و تحاول دفعه بكل ما تملكه من قوة تارة اخرى

« افلتني! افلتني حالا ! »

مستغرقا النظر في عصبيتها اللطيفة يطالع ملامحها بعيون ذابلة بهيام ثم يضحك

"حسنا .. " يرخي كيران ذراعه ببطء فتتراجع سينا و تنفجر صارخة

" انت حقا- "

يميل كيران بجذعه نحوها فجأة فتجفل، مشابكا اصابعه خلف ظهره، محدقا مباشرة في عينيها للحظة ثم يعتدل واقفا و يتنهد قائلا :

« أعلم أن هذا يبدو غير مريح لك ولكن بالنسبة لي .. أنا جاد، أريد أن ينتهي الأمر بهذه الطريقة .. معًا، كعائلة » يشيح بوجهه جانبا و يتبع في غمغمة

« فقط .. بطريقة ما »

بينما تنظر إلى شخصيته الخجولة .. اذناه المحمرة و تجنبه اي تواصل بالأعين معها بارتباك فكرت سينا

أفكر في ذلك بعض الأحيان و لا أفهم لماذا .. في كل مرة أنظر إلى عينيه تراودني رغبة ملحة في البكاء .. البكاء بحرقة إلى أن اغفو بين ذراعيه و اشعر بلمسة الحنون

هذا الشخص ..

تقترب و تسند رأسها إلى صدره بهوان و الغصة تخز حلقها

متفاجئا فتح كيران عينيه على نطاق واسع و تصلب جسده للحظة من اللمسة المفاجئة لكنه سرعان ما طوق جسدها

« يبدو أن هناك خطبا ما، هل قال أحدهم شيئًا ما أزعجك؟ »

تفرك سينا وجهها على صدره نافية

« تريدين التحدث عن الأمر ؟ »

« لا، أنا فقط .. أريد فقط البقاء على هذه الحال للحظة بعد »

ضمها كيران إلى صدره و شرعت كفه خلف رأسها تمسد شعرها بحنو

بالنسبة لكيران لطالما كانت سينا حساسة و هشة للغاية ، النوع الذي يجب أن يتم التعامل مع أفعاله بصبر، وبقيامه بذلك شعر وكأنه يقاتل ضده نفسه، لأنه إذا اتبع ما يريد، رغبته الملحة في التشبث بها وسؤالها كل الأسئلة التي تجول في ذهنه .. كان ذلك يخيفه، خوفه من أنه قد يتسبب في تشكل صدمة آخرى لها تجاهه كان السبب في عدوله عن ما يريد كل مرة يفكر في فعل ذلك

يتنهد كيران ثم يطبع قبلة على صدغها و يقول :

« تعلمين أن هذا لن يتم تجاهله ببساطة صحيح؟ »

زفرت سينا نفسا بضيق

« أنا فقط في حيرة من أمري و أجهل تماما ما علي فعله »

« هل المشكلة شيء يمكنني مساعدتك في إيجاد حل له؟ »

« لست أدري »

« حسنا »

« أنا حقا- » عاجزة عن التعبير حاولت سينا القول بضيق و انزعاج « إنه أمر مزعج جدا و- أكرهه! »

« سوف تتمكنين من التعامل مع ذلك بمرور الوقت، سوف نجد طريقة حتما ..»

« كيران؟ »

همهم كيران فقالت

« أنت مريح جدًا ولطيف مثل تهويدة »

« هل حقا؟ »

رد بتفاجؤ من التشبيه الغريب

« حقا .. أنت تشعرني بالألفة، نفس الشعور الذي يشعرني به صندوق الموسيقى الخاص بي »

حط بذقنه على رأسها ثم سأل

« هل هو سيء؟ »

« لا ، إنه اللحن الأكثر راحة الذي سمعته على الإطلاق »

قابضة على خامة قميصه ترفع سينا رأسها و تقول

« أنت شاحن الطاقة الخاص بي »

تتوسع العيون الزرق نسبيا ثم في اللحظة التالية تتقوس، مبتسما برضا يرد كيران :

« سوف أعتبر ذلك مجاملة إذا »

« حسنا »

« والآن .. » يداعب بأصبعه خط فكها قائلا: « يجب أن تمنحيني وعدًا بغض النظر عن ما هو عليه الحال.. لن تخاف من التحدث عنه، حسنًا؟ »

تومئ سينا برأسها

« نحن لسنا بحاجة إلى وعد الخنصر لتأكيد ذلك، أليس كذلك؟ »

« نعم »

يكور وجهها بيديه و يفرك أنفه على خاصتها ثم يقول ضاحكا

« عظيم »

إنها مجرد قصة ، خرافة، الجميع يقول ذلك ويؤمنون به ولكن لماذا لا استطيع فعل ذلك أيضًا؟

تفتح العيون الذهبية

لماذا؟

تحدق في السقف ذو النقوش الذهبية بحيرة ثم توجه نظرها إلى الثرية الكريستال التي تتدلى منه و تتلألأ ببريق ناصع

لم تكن هناك، على الأقل لم يكن وعيها حاضرا، ضائعة.. تتغلغل عميقا في مغارة أفكارها ، تبحث

« أتعلم .. أفكر في بعض الأحيان حول ماذا لو فعلت ذلك .. ماذا لو وضعت ثقتي الكاملة فيه وانتهى كل هذا بكونه مجرد فخ »

تزفر سينا نفسا بعمق ثم تتبع

« في تلك الحالة .. لن أستطيع الهرب أو النجاة بنفسي » تعتدل جالسة على السرير ثم تتبع: " لكن اتعلم .. ما زلت أفكر في العكس .. ماذا لو كان ذلك نابعا من شعوري بعدم الأمان فقط؟ "

لكن لماذا؟ ما هي المشكلة معك؟ لست افهم؟

تنظر سينا الى سيفي الجالس على الكرسي المسند لجدار الغرفة يطالعها باستغراب ثم تتنهد و تحط بقدميها على الارضية المفروشة و تقول

"بادئ ذي بدء، دعنا نرى ما الذي تريد لويز التحدث عنه بإصرار اولا "

" جلالتك هل انت منصت؟ "

يخفض ديمتريوس ناظريه و يحدق في البقعة خضراء العشب بشرود

في ذكرى سابقة له كانت تلك البقعة مكسوة بالثلج و أثناء التحديق المطول راودته الاسئلة ذاتها .. هل تفكر فيه كما يفعل؟

هل تفتقد ما كانوا عليه؟ هل تجد صعوبة في التشبث بحبل الوعي مثله ؟

هل صوته يطاردها كما يفعل خاصتها به؟

هل يسكن أحلامها كما هو الحال معه؟

بالعودة إلى الماضي .. لطالما كان يتذكر العيون الزرقاء المفعمة بالحياة و الفضول التي كانت تحدق نحوه، السحابة الضبابية التي كانت تتشكل من كل زفير تزفره الفتاة اليافعة التي تكتسي ثيابا ثقيلة من الفرو بينما تتطاير خصلات شعرها البندقي بفعل الرياح القارصة

شعر بالأسف حينها عندما فكر في أنها حتما ستكون مجرد بيدق آخر الغرض منه وضع حد لحياته .. و بطريقة ما في قرارة نفسه تمنى أن تكون فعلا من يخط سطر النهاية هذه المرة

يتذكر جيدا كيف حرر عجلات كرسيه المتحرك ثم استدار به و دخل جناحه متجاهلا، في كل مرة تقترب فيها منه خاصة بعد أن أدرك أن تلك الدخيلة ترفض فكرة التواجد هناك أساسا

{ ولي العهد و حارسه الأنثى }

عندما كان يطل من شرفته العالية و يحدق نحو الفتاة الواقفة تبادله النظرات لم يكن يتوقع قط بأنها ستقلب حياته رأسا على عقب

التصرف بلؤم و فضاضة كان طريقته لتخليص تلك الفتاة من الكابوس الذي لا تستطيع أن تنفك منه

الوقوف خارجا تحت المطر الغزير وسط باحة القصر، الاطباق التي تتطاير و الطعام الذي اعتاد رميه في وجهها

يتذكر جيدا تلك اللحظة التي كان فيها جالسا على كرسيه وسط الظلام، تلك اللحظة التي قلبت حياته رأسا على عقب

« لماذا؟ »

سأل ديميتريوس

« عفواً؟ »

يحرر عجلة كرسيه و يستدير به نحوها ثم يقول بانفعال

« لماذا تفعلين هذا؟ أنت لا تحبين ذلك إذا لماذا-

سكت فجأة و صك أسنانه بحنق

« صحيح ..

مبتسمة بخفوت اتبعت لويز

أنا لا أحب ذلك، الأصح امقت التواجد هنا بشدة .. كنت كذلك في البداية .. في الحقيقة لازلت كذلك و لكن ..

تخطو مقتربة من الزاوية المظلمة حيث يقف قائلة

« يعتقد والدي أنك ذكي و موهوب بما يكفي لحكم البلاد .. »

تتوقف لويز

« في البداية اعتقدت بأن والدي أساء الفهم لكن الآن .. أنت لا تعلم كم أنك تستحق أن تسطع، تفضل الموت والاستسلام في الحياة لأن الأمر سهل .. بدل ذلك .. لما لا تحاول التعافي »

تشابك لويز اصابعها خلف ظهرها و تعتدل واقفة بشموخ ثم تضيف

« وإذا كنت تريد مغادرتي بشدة .. افعلها! وحرر كلينا »

تستدير لويز و تخطو صوب الباب و قبل ان تدير مقبضه قالت :

«و لأكون اكثر وضوحا .. لست أطلب منحي ثقتك صاحب السمو كل ما أريد هو أن تثق في نفسك »

كانت تتحداه بنبرة خطابها، او على الاقل ذلك ما فهمه، جرح ذلك كبريائه، أدرك ديمتريوس ذلك ما ألهب صدره فنمت عزيمته بحيث كانت غايته الوحيدة هي مغادرتها

بعدها مع مرور الوقت أصبحت فكرة مغادرتها كابوساً موحشا بالنسبة له لم يعتقد قط بأنه سوف يصبح واقعاً.

« صاحب الجلالة؟ »

فتح ديميتريوس عينيه على الواقع إثر صوت رئيس الخدم الذي كان يثرثر حول ضرورة التخلي و فعل ما يجب فعله ثم تنهد و دلف إلى جناحه مجددا

كنت في الخامسة من عمري ولكني لم أكن طفلاً أبدًا و كما اعتاد عمي أن يقول بأنني بهجة وبؤس أبي معا

اذكر الجدال الذي دار بينهما بعد ذلك اليوم الدموي .. عمي كان غاضبا جدا و استمر يكرر قوله

{ الفتاة يجب أن تموت }

والدي الذي استمر بدفاعه عن ابنته الوحيدة لم يكن دفاعه سيخمد الثوران في النهاية ذلك لم يكن حادثا وكما قال عمي

{ ذلك ليس بفعل وحش من القصص الخرافية قدم فجأة وقام بنسف رؤوس الأطفال؟ }

كلمات عمي .. لا ازال اتذكرها بوضوح

{ لم تعد طفلة بعد الآن ألبرت .. انت من اختار هذا القدر لابنتك، إنها ليست إنسانًا طبيعيًا ، أنت اخترت لابنتك هذه العيشة .. لقد بعت ابنتك للظلام عليك تحمل تبعات ذلك، بما في ذلك هذه الحقيقة .. تقبلها! }

والآن عندما أفكر في الأمر بوضوح .. كان عمي على حق، و تماما كما اعتاد القول

{ أنا خطر في خطر ! }

" لقد فكرت في الأمر و أدركت أن إخفاء ذلك عنك أيضًا ليس بالقرار الصواب "

" اخفاء ماذا؟ "

ترفع سينا يدها و تريه الدائرة الموشومة على كفها التي بدأت معالمها تتضح تدريجيا

« أنا ساحر غير قانوني! سيفي »

تضع سينا يدها على إطار نافذة العربة فتتوهج الدائرة باللون الاحمر و معه صوت فرقعة خافت تزامن و تآكل زاوية إطار النافذة كالنار في الهشيم

« مع قوى مظلمة يمكن أن تقتل بمجرد التفكير في ذلك »

فتح سيفي عينيه على نطاق واسع و تنقل بنظره يحدق تارة في الاطار المتآكل و سينا

" لقد فكرت في ذلك للحظة فقط باعتبار انني واعية لا يشكل ذلك خطورة لكن .." تبعد سينا يدها عن اطار النافذة و تتبع: " عندما أفقد سيطرة عقلي تصبح أفكاري مظلمة، و تحت أي ضغط ضئيل .. كما قلت .. كل ما احتاجه هو التفكير في ذلك فقط "

تتنهد ثم تضيف:

" في العادة .. السحرة بحاجة لإتقان التعاويذ لتنفيذها .. أنا لا أفعل .. أنا فقط أفكر في ذلك، لحظة واحدة من عدم الاستقرار، الأمان أو التهديد .. كل شيء يصبح رماد! "

تمد سينا يدها و تقول :

" هات يدك "

يضم سيفي قبضتيه الى صدره قائلا

" ماذا؟! لماذا؟ "

" فقط افعل ذلك "

يمد سيفي يده فتحط سينا بأنملة أصابعها السبابة وسط راحة يده فيسحبها غريزيا بعدها اطلق تأوها متوجعا و صرخ بعصبية

"رباه! ما كان هذا؟ "

ينظر بوجه منكمش بوجع فتبتسم سينا و تقول:

"رأيت؟ هذا ما أتحدث عنه .. فكرت في جعلك تشعر بألم الوخز للحظة، وخز ابرة "

ينظر سيفي إلى راحة يده ثم إلى سينا برهبة

" و الآن انت تفكر بأنني سيئة ومخيفة في عقلك "

" لا انا لم- "

"سيفي .." تبتسم سينا بخفوت مطمئنة " لا نفع للكذب "

يخفض سيفي رأسه

" اعتذر على ذلك "

" لا بأس، لقد اعتدت، بدل ذلك .. أخبرني الآن .. هل لا تزال تعتقد أنه آمن لنا أن نكون معا؟ "

تسحب نفسا عميقا ثم تزفره و تقول:
" لأكون صادقة .. لا أستطيع أن أثق بنفسي في أن لا أكون سيئة، لذلك .. حتى لو تناسيت الأمر و التفتت إلى حياتي، خطأ واحد و سأساق إلى سجن القلعة بإذن من الوزارة كما أن كيران سيخسر كل شيء بتهمة التستر على ذلك .. في الحقيقة لا اريد ان اقضي ما تبقى من سنوات حياتي في سجن القلعة .. انا فقط لا يمكنني أن ارخي دفاعاتي، لا يمكن "

" ماذا عن مشاعره؟ إنه يبدو صادقا و- "

في كلتا الحالتين .. لا يمكنني فعل ذلك، أحتاج إلى معرفة ما يخفيه سيفي، إذا كان إدوارد جزءًا من هذا .. يعني أن هناك شيئًا اكبر بكثير من زواج مزيف ولعبة للحصول على العرش "
تتبع سينا بانفعال
" أخي الكبير إدوارد زيف وفاته و طوال هذه السنوات آمن الجميع بأنه ميت، ما الذي سيجعله يظهر فجأة؟ بعد الجهد الذي بذله لتزييف وفاته؟ "

متجاهلة الحرقة في عينيها و الغصة التي تخز حلقها قالت:

" ذلك ببساطة لأنه الوقت المناسب لذلك، جماعة المتنورين بدأوا البحث بالفعل"

" البحث عن ماذا؟ "

" الأوعية "

تجعدت جبهته

" ما- ما الذي يعنيه هذا؟ "

« انت حتما سمعت عن قصة النبوءة »

« تقصدين تلك الحكاية عن آخر الزمن؟ »

« بالضبط »

« بلى، فعلت »

" ما لا تعرفه هو أنه في دستور السحر هناك طرق محظورة الاستعمال و التعليم إحداها تدعى شطر الروح .. شطر الروح أحد أكثر الطرق المحظورة في دستور السحر، صاحبها يعيش الجحيم و لن يبلغ الجحيم الحقيقي هكذا ورد بالحرف في كتب تنظير السحر، كتبت كتحذير صريح و تلك العاقبة التي ينالها من يستخدم تلك الطريقة "
تُواصل سينا شرحها
" في فنون السحر هناك شروط أساسية لنجاح التعاويذ و هي الرغبة في الفعل، النية في الفعل، القدرة على الفعل " تضيف سينا مفصلة " توفر شرط واحد لا يكفي بل الثلاثة مجتمعة، ببساطة على الساحر المظلم أن تكون لديه الرغبة و النية في الايذاء إلى جانب إتقانه للتعاويذ، أما عن تلك الطريقة المحظورة فاسمها يدل تماما على الفعل المقصود "

رافعا أحد حاجبيه يقول سيفي باستغراب

" شطر؟ شطر فعلي؟ "

تومئ سينا برأسها

« عندها تصبح الروح حية في أجسام مختلفة لأطول فترة ممكنة .. أشبه بالخالدة »

« و تلك الأجسام هي ما كنت تقصدينه بالأوعية؟ »

« بالضبط »

يومئ سيفي بفهم ثم تتسع عيناه و في اللحظة التالية يرفع رأسه و يحدق في سينا

« لا! »

يحرك سيفي رأسه ضاحكا على سخافة استنتاجه

« لا! انها مجرد قصة خرافية أو شيء من هذا القبيل يستحيل أن- »

« لا دخان بدون نار »

« اذا وفقا للحكاية عندما يحين الوقت .. أنت .. تموتين!؟ و ذلك الشخص .. المحارب العظيم- »

« حامل السيف المقدس، أنا بالفعل بين يديه »

« ماذا؟! مهلا! أنت لا تقصدين- »

« إنه هو »

فغر سيفي فمه ثم حرك رأسه

" لا! لا هذا مستحيل، لا يمكن أن يحدث هذا بهذه الطريقة- "

يحدق باحثا في ملامحها عن ما يبطل ذلك للحظة ثم يخفض سيفي حدقتيه بخيبة و يحدق بصدمة و ذهن متجمد في أرضية العربة

« وإذا بدأنا في التفكير في كل هذا معًا، تمثيلية الزواج هذه .. ربما كيران يعرف من أكون و ربما الآن أنا مجرد ضحية لفخ محكم التدبير، وإذا كان الأمر كذلك .. أنا- »

اللعنة! لما هذا شديد الخطورة و التعقيد؟!

صرخ بعصبية ممسكا رأسه الذي يكاد ينفجر ثم رفع حدقتيه نحوها و قال :

« ما الذي ستفعلينه الآن؟ »

« الآن .. أفضل شيء أفعله هو أن أكون هادئة وأن أجد طريقة لكسب ثقته في اقرب وقت ممكن، يجب أن أعرف الحقيقة .. »
تسكت لبرهة، تبتلع ريقها بصعوبة و تتبع : « قبل أن يصبح الهرب صعباً »

تتذكر سينا جيدا ذلك الشعور المقيت، تلك اللحظة التي ادركت فيها أن كل شيء حقيقي

[ إدوارد .. إدوارد يعلم، إنه يعتقد أنه المناسب ]

لم تطل ماري الحديث بل قالت ببساطة تلك الكلمات القليلة التي كانت كفيلة بقلب الموازين بالنسبة لسينا

شعرت سينا بأن عقلها تجمد حينها و ظلت تطالع الأرضية حتى بعد مغادرة ماري الغرفة، لم تطبق جفونها تلك الليلة

على تلك الحال بقيت إلى أن تسللت أشعة الشمس إلى داخل الغرفة و حطت على جدرانها

استغرقت يوماً طويلاً لإدراك كل شيء ثم في لحظة واحدة حسمت سينا أمرها و سيل الدموع الفاترة على خديها

لا أعرف ما يعرفه إدوارد عن كيران ليؤمن به ولكن .. هذه الحلقة تصبح أضيق

وإذا كانت الأمور تسير على هذا النحو ..

تصك أسنانها بقوة

لا يمكنني السماح بذلك!

تسحب سينا نفسا عميقا و تزفره ثم تقول :

« لأنه مهما فعلت ينتهي بي الأمر أكون شرير القصة، لكن رغم ذلك .. »

ترفع حدقتيها و تنظر إلى سيفي الجالس أمامها

« لا أستطيع التخلي عن حياتي! »

حتى لو كان ذلك المصير

« كيف- أعني لماذا تستمرين؟ »

« هاه؟ »

« أعني - هذا ليس عدلاً ، أليس كذلك؟ »

تبتسم سينا برقة و تقول

« هل هو كذلك بالنسبة لك؟ »

تفرك يديها ببعضها بينما تحدق في الفراغ بشرود ثم تقول

« في الواقع .. لا أعرف كيف أتوقف فكما تعلم لا احد يريد الوقوف على حصير من الجمر بينما يمكنه التقدم لعل هناك فرصة ما »

« أرجو المعذرة لكن .. لا يبدو ذلك واقعياً .. أنت .. أعني .. سيستسلم الناس فقط وربما يبحثون عن طريقة لإنهاء هذا البؤس بأسرع ما يمكن .. لكن أنت- »

« تذكر ما سأقوله الآن جيدا سيفي .. ربما الامل قاتل لكن الندم أفجع »

« هل تؤمنين بذلك؟ » سأل

« من يدري .. ربما أحصل على ميتة أكثر رحمة »

كانت تضحك .. والدموع على ضفاف جفنيها في تلك اللحظة تساءل سيفي عن كيف يمكن لشخص بائس أن يبتسم بإشراق هكذا؟

« إنها حياة واحدة لا غير كما تعلم .. في النهاية أنت و انا، ولدنا لنموت »

محدقا باستغراب في شخصيتها تساءل سيفي عن طبيعتها الحقيقية

مزيفة أو ربما مجنونة .. لا مختلة، معتوهة! ساذجة؟

بحث عن كلمات لوصف عقليتها

كيف يمكن أن تكون على ما يرام مع كل هذه الحقائق

« ماذا عنه؟ ماذا لو تبين أنه لا نية له للتراجع؟ »

ذبلت ملامح سينا فجأة و تنهدت

« في تلك الحالة .. » سكتت للحظة من التفكير ثم رفعت حدقتيها و فصلت شفتيها قائلة:

« سوف أحرص على أن أكون الطرف السيئ في قصته »

ثم عم الصمت .. كانت بقية الرحلة هادئة للغاية ، واصلت سينا التحديق في المناظر المتلاحقة من النافذة بينما كان سيفي يسترق النظر إليها بين اللحظة والأخرى معالجا الكم الهائل من الحقائق الغريبة التي لا تصدق و الجو الكئيب الثقيل الذي خيم على الداخل

لحظات قليلة ثم توقفت العربة فجأة

بعد أن ترجل الاثنان من العربة و حط الاثنان بأقدامهما على أرضية الرصيف رفع سيفي رأسه ثم توسعت عيناه و تراجع خطوة نحو الخلف

« سيفي؟ »

كما لو كان مفزوعا ..

الأنفاس تنفلت منه بإسراف و القلب ينبض بسرعة و قوة مؤلمة ، الوقت متوقف ، لحظة واحدة فقط يعيش فيها الآن ، تعرض ذاكرته كل الذكريات .. الأرجل القوية الثابتة أصبحت ضعيفة واهنة غير قادرة على الوقوف بثبات

يمد يده المرتعشة و يتمسك بفستان سيدته

" سيفي؟ "

تحدق في ملامحه المضطربة باستغراب ثم تتبع مسار نظره حيث تقف المرأة بشعرها الاشقر القصير

تلك؟ أليست مساعدة لويز؟ صو-

تومض العيون الذهبية بإدراك و تفتح على نطاق واسع في اللحظة التالية

ببطء، تلتفت سينا نحو سيفي

" صوفيا! ص-صوفيا خاصتك، تلك- "

يومئ سيفي مؤكداً فتنفجر سينا ضاحكة بفرح عارم

" رباه! كيف لم أنتبه لذلك؟! " تضحك سينا بفرح ممسكة كتفيه و تهتف: " لقد وجدتها! وجدتها سيفي! " تقفز فرحة و تصفق بيديها ضاحكة: "وجدتها "

تمسك سينا يده و تسحبه خلفها قائلة

" تعال! لا مزيد من الانتظا- "

ثبّت سيفي قدميه رافضا التقدم خطوة واحدة

" سيفي؟ "

" لا! " يحرك رأسه رافضاً " لا! لا لا أعتقد أنها فكرة جيدة .. لا! أنا- "

« لكن لماذا؟ »

يميل بجذعه و يحط برأسه على كتف سينا

رباه! إنه يرتجف!

« ما- سيفي؟! »

« ا-انا .. انا خائف! » مرتجف الصوت قال « ماذا لو- " يختنق صوته في حلقه فيبتلع ريقه و يكرر " ماذا لو لم تتذكرني؟ »

« ماذا؟! »

« في البداية كنت أفكر في أنه يمكنني التعامل مع حقيقة أنها لن تتذكرني ولكن الآن .. أريدها أن تتذكرني ، كما فعلت! طوال الثماني سنوات الماضية .. الأمل في أنني سأجدها يومًا ما .. »

لاهثا بضيق يتبع : " أفضل مواصلة البحث عنها لما تبقى من حياتي عن اكتشاف أنني لست أكثر من جندي مصاب قابلته و عالجته من باب الانسانية .. "

يرفع سيفي رأسه و يحدق بعيون دامعة قائلا :

" أفضل مواصلة العيش على أمل أنني سألقاها يوما ما عن خسارة ذلك للأبد "

منكمش الوجه بألم و انفاس مضطربة يضيف بيأس

" هي كل ما أريده! و إن لم يكن ذلك جزءا من المصير .. سأكتفي بذكراها "

« لكن سيفي، نحن لا نعرف .. ربما تتذكرك بالفعل »

تكور سينا وجهه بيديها

" إنها صوفيا ، صوفيا خاصتك سيفي، هل تعي ذلك؟ فقط فكر في ذلك .. كم من الوقت كنت تنتظر هذه اللحظة؟ لقد قطعت شوطا طويلاً .. لا يمكنك الاختباء بجبن الآن»

تبتسم سينا بدفء

" بدل ذلك لما لا تفكر في الأمر من الناحية الأخرى .. ماذا لو كانت بالفعل تنتظر أيضا "

انشرح صدره بمجرد سماعه لذلك الاحتمال، رفع سيفي حدقتيه و قال آملا

" هل تعتقدين ذلك؟ "

" في الحقيقة .. ليس لدينا ما ينفي ذلك، فقط ثق بي، كل شيء سيكون على ما يرام "

مكوبة وجهه بعطف تحدق سينا في العيون الخضر و تكاد تقفز من فرط الفرح المنعكس في عيونها الذهبية المضيئة بإشراق

«هلّا فعلت؟ »

لم يكن لديه خيار لكنه أراد أن يصدقها .. أراد أن يصدق أن كل شيء سيكون على ما يرام و أن ما يشعر به مجرد هواجس

ثم و قبل أن يستجمع شجاعته لمح ابتسامتها المشرقة المطمئنة قبل أن تستدير ممسكة يده بإحكام كما لو كانت من يقوم بمهمة الرعاية و الحماية

خطت سينا و تمايلت خصلات شعرها بفعل النسيم، راقب سيفي شخصيتها و لحظتها ولأول مرة شعر بالدفء يتسلل إلى داخله و يغمر صدره

حائرا ، لا يعلم ما إذا كان الوثوق بها هو ما يجب عليه فعله بعد كل الأشياء التي سمعها

يقول قلبه بأنه ليس عليه القلق لكن عقله حذر

لكن رغم ذلك .. شعر بأنه ينتمي .. محمي و قيم ثم و ببطء دون أن يعي ذلك أرخى جسده المنقبض بتوتر و سمح لها بتوجيهه بينما يشعر في قرارة نفسه أنه و بطريقة ما .. ليس وحيدا، بغض النظر عن ما سيحدث .. سوف يجد من ذلك مخرجا

بغض النظر عما سيحدث ، سوف يترك قلبه يقرر


__________________
نقطة.
رجعت الاسدة اللهم لا حسدة 😌😂

بداية اتمنى الكل يكون في احسن أحواله أما بعد
نبدأ ب playlist الفصل 😁 عامة الفصل برعاية lana del Rey

Dark paradise
Yes to heaven
Born to die

كما قلت سابقا لنعتبر أن هذا الفصل هو البداية الفعلية لخط الأحداث الأساسية في الرواية لذلك ترقبوا المزيد من التعاسة 😌✨

أرجو أن يضع الجميع توقعاتهم للأحداث اللاحقة أو اي تعقيب يريد الإفصاح عنه، اي أخطاء أرجو الإشارة إليها فضلا 🥺

تقييمكم للشخصيات فردا فردا 🌻

دمتم سالمين ✨


لقاء سينا و كيران في المعبد ✨

Continue Reading

You'll Also Like

565 95 23
أن أكتب لك عن كل الأفكار التي تقبّل رأسي تلك القبلة الفرنسية الرومنسية و الهادئة ... هذا الكتاب ، ليس فصولا أعترف فيها بحبي لك و إنما فتاة تتعرى لك...
16.9K 1.5K 24
« أُقسِم سأقتُلك!» قبَضت على المُسدس بإحكامٍ وجهرت حانِقةً،ليأتيها ردُّه المُفعم بالتحدِّي: « حاوِلي ذلك.» صكَّت على أسنانها وصوَّبت المُسدَّس نحوهُ...
596K 11K 19
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها لكن ... ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء م...
590K 13.9K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...