𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ...

De _Amiss_Ar

836K 47.4K 16.8K

كل سنة تختار شجرة الاقدار مجموعة من الفتية والفتيات لتجمع بينهم في رابطة زواج مقدس ، إنهم شبان من نخبة فصائل... Mai multe

◦•●◉✿ البداية ✿◉●•◦
◦•●◉✿ مقدمة ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 1 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 2 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 3✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 4 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 5 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 6✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 7✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 8✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 9 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 10 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 11 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 12 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 13 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 14 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 15 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 16✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 17✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 18✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 19✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 20 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 21 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 22 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 23 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 24 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 25 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 27 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 28 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 29 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 30 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 31 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 32 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 3 3 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 34 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 35 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 36 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 37 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 38 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 39 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 40 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 41 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 42 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 43 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل 44 ✿◉●•◦
◦•●◉✿ الفصل الأخير ✿◉●•◦
تنويه

◦•●◉✿ الفصل 26 ✿◉●•◦

11.9K 739 231
De _Amiss_Ar




تململت آنسيا قليلا من تحت ذراع جايد التي كانت تحتضنها .

كان وجهه مدفونا في عنقها بينما ينام على بطنه .ابتسمت عندما شعرت بأنفاسه المنتظمة تدغدغ بشرتها .أدارت وجهها ليقابل وجنته وهمست وهي تداعب أذنه بطرف أنفها :"لن تنطلي علي حيلة التظاهر بالنوم .هل نسيت أنني مستذئبة ".

تعرف آنسيا أن جايد كان يستيقظ دائما في وقت مبكر ويظل يتأملها بهدوء وهي نائمة الى أن تستيقظ .

تأوه جايد وهو يرمش بثقل بعينيه كأنها قد أيقظته من نوم عميق :"يا لك من زوجة مزعجة .إنك تفسدين نومي ".

"أوه حقا ".

قالت آنسيا وهي تتكئ على مرفقها مجعدتا حاجبيها بغضب زائف :"تستطيع أن تكمل نومك يا عزيزي، أما أنا فسأذهب للاستحمام  ".

رفعت أنسيا ذراع جايد وقبل أن تزيحها من فوق جسدها ، سحبها مرة أخرى لتسقط من تحت جسده ثم قام باحتضانها بقوة أكبر وهو يغمض عينيه مرتاحا :"نومي سيئ كما تعلمين .وأحتاج دائما الى وسادتي الإضافية ".

"يال ظرافتك  ".ضحكت آنسيا :"وسادتك الإضافية ستقوم بركلك لأنك متأخر أيها الدب الكسول ".

ورفعت ساقها لتركله في ساقه بشكل أخرق ما جعله يبدأ في الضحك وهو يرفع رأسه لتقبيلها :"مهاراتك القتالية لم تتحسن على ما يبدو ".ابتعد قليلا لينظر الى عينيها وهو مستمر في الضحك :"أراهن أن سمعتي السيئة كشرير المستعمرة ستفسد بعد رؤية الجميع لركلات زوجتي ".

احمرت وجنتا آنسيا وهي تقوم بقرص أذنه ثم صدره :"هذا خطأك .لأنك تشتت تدريبات بحركاتك الإغرائية المُشينة ".

"هل أفعل ؟".

همس جايد بشكل لعوب وهو ينظر اليها بتلك النظرة التي تثير جنونها .

"ها أنت تفعلها مجددا ".

"ما الذي أفعله ".

وغرق جايد في الضحك عندما رأى وجه آنسيا وهو ينكمش من الخجل بينما تدفعه وتقفز من السرير .

همست وهي تنظر نحو النافذة :"إيليار ".

كانت إيليار تطير بالقرب من إفريز النافذة بأجنحة صغيرة سوداء مثبتة خلف ظهرها .كان أحد الأجنحة مكسورا ما جعلها تسقط أكثر من مرة ثم تعود لتحلق بطريقة خرقاء كأنها فرخ صغير قد غادر عشه للتو ليبدأ رحلة الاعتماد على نفسه .كانت تطرق فوق زجاج النافذة وهي تنادي باسمي آنسيا وجايد .من دون أن تتمكن من رؤية أي شيء داخل البيت .

فالمنزل كان محاطا بفقاعة من الطاقة العازلة من صنع أليخيس .والتي كانت عبارة عن إجراء وقائي لحماية خصوصية أفراد هانتريست  من أذان الظلال الهائمة .رغم أنه ليس  إجراءا يمكن الاعتماد عليه حقا ، لأنه يمكن لأي ساحر ماهر أن يخترق دفاعاته بسهولة .

فتح جايد النافذة وقام بإخراج رأسه من الفقاعة .بدا شعره فوضيا تحت أشعة النهار القوية ، حيث أغمض عينيه قليلا وهو يرمش قبل أن يتمكن من رؤية  إيليار :"لا أعرف يا شقيقتي لماذا تعشقين إزعاجي في هذا الصباح الباكر ".

ارتبكت إيليار وارتجف جناحُها المكسور لتعود الى الأرض قبل أن تستجمع قوتها وتعود للطيران من جديد .

قالت بحرج :"إنه منتصف النهار ".رفع جايد حاجبيه ، كان يعرف أن الوقت متأخر لكنه كان يستمتع بمضايقتها .فأضافت وهي تحاول تحريك الجناح المكسور :"كما أنه اليوم الأخير وعلينا أن نجتمع أمام البحيرة ".

تضايق جايد بعد تذكر أنه اليوم الأخير من العطلة المخصصة للأزواج .فقد مضى أسبوعين بعد أن انتقلوا الى بيوتهم الجديدة .وغدا عليهم العودة للانخراط في المجتمع وتلقي مهماتهم الرسمية الجديدة .

كان يعرف نوع مهمته فقد سبق أن قام بها من قبل بشكل غير رسمي .وكان يعرف أن مهمة آنسيا قد تكون مختلفة عنه كليا ،وهذا ما سيجعلهما يفترقان لفترة طويلة خلال النهار وهذا الأمر يجعله متضايقا بمجرد التفكير فيه .

فخلال الأسبوعين الماضيين  لم يفترق هو وآنسيا ولو للحظة واحدة .كانا يستيقظان في وقت متأخر من النهار ثم يمرحان طوال اليوم في الخارج ولا يعودان للبيت إلا بعد منتصف الليل ،ليغرقا معا في سريرها الدافئ .وأحيانا يستمتعان بالجلوس على أريكتهم الوثيرة في الشرفة مستمتعين بمراقبة النجوم وهي تضيئ عتمة الليل .

لكنه أيضا كان سعيدا من أجل آنسيا فقد بدت متحمسة لرؤية شقيقها بعد نهاية فترة انعزالهم .

استدار مكشرا بعد أن رأى آنسيا تتقدم نحوه وهي تجفف شعرها ،حيث استغلت تشتت انتباه مع إيليار لتستحم وترتدي ملابسها .فقد كان يعشق مضايقتها أثناء الاستحمام وهذا ما جعلها تستغل الفرصة لتفلت منه .

ضحكت آنسيا مستمتعة بمراقبة تعابير جايد اليائسة فحركت شعرها كي تبلله بالقطرات الباردة :"لقد وقعت في الفخ ". ثم مدت رأسها عبر الفقاعة لتحيي إيليار .

مضى أسبوعان منذ أن عرفت بأن جايد وإيليار شقيقين ولا تزال تندهش كلما تذكرت هذه الحقيقة .كانت قد شعرت بالغضب في البداية لأن لا أحد قد أخبرها بهذا الأمر المهم بالنسبة لها ، والذي بدا أن الجميع يعرفه وخاصة أنها قد فهمت أخيرا سبب تزويد إيليار لجايد بالترياق .وقد أحست بذنب كبير حينما تذكرت شكها بها .

قالت وهي تشير ال الجناح الذي يخفق مثل قلب تم تحطيمه :"ألم تتمكني من إصلاحه ".

كانت إيليار قد بدأت في تطوير مهاراتها في التجسد محاولة دفعها الى بُعد مختلف .وأول تقنية بدأت العمل عليها ، هي تقنية الاستعارة .حيث قامت باستعارة أجنحة الطائر في محاولة منها لتعلم الطيران بنفسها .وهي تقنية معقدة لا يُتقنها سوى القلة من السحرة في المستعمرة .

بدت محاولاتها الأولى  مضحكة ويائسة في الآن نفسه .حيث ارتطمت بكل جدران وأشجار سيلفرمون ،متسببتا لنفسها بالكثير من الإصابات .

ردت إيليار بإحباط :"لم أفعل ".

وبدت ساخطة بدرجة كبيرة ، ما دفع آنسيا بأن تعرف أنها لم تكن مضطربة بسبب الجناح المكسور بل بسبب مهمتها الرسمية التي ستتلقاها غدا  .كان يبدوا عليها القلق الشديد  وبدت كأنها راغبة في الهرب والاختباء في مكان ما للأبد بدلا من مواجهتها ليوم الغد الحافل .

آنسيا بدورها كانت قلقة فكما أخبرتها بيتي أنها لن تتلقى مهمتها الا بعد أسبوع كامل من التدريب ، حتى يتسنى لهم معرفة الوظيفة المناسبة لقدراتها .ورغم أنها كانت ستطير فرحا بسبب قدرتها على رؤية كاي ،إلا أن هناك شعور غريب داخل معدتها يتسع ويتمطط مسببا لها إزعاجا كبيرا .حيث تبدأ أمعاءها بالخفقان مثل جناح إيليار المكسور كلما تذكرت أمر التدريب والمهمة .

شعرت براحة يد جايد وهي تمسد خصرها من الخلف وكأنه قد شعر فجأة بقلقها .ومد رأسه الذي لامس رأس آنسيا مستمتعا بملمس شعرها الرطب الذي بلل وجهه وقال لإيليار :"بإمكانك يا شقيقتي أن تنتظرينا أمام المدخل كما يفعل الزوار الطبيعيون ".

كان الجو في الخارج منعشا بدرجة كبيرة .ورائحة الزهور الرائعة تجعلك راغبا في غلق أنفك واحتجاز ذاك العطر بداخلك للأبد .كانت أزقة القرية هادئة ما جعل آنسيا تفترض أن الجميع قد انطلقوا نحو الوادي .رغم أنها كانت متأكدة من أن ريكار وليانا لا يزالان في بيتهما .فقد كانا زوجين هادئين ومتعلقين بمنزليهما بدرجة كبيرة ، وناذرا ما كان يخرجان نحو الوادي ،إلا أثناء اجتماعات هانتريست الملحة والتي كانت قليلة .

في مدخل القرية صادفوا فريا وآيلا وهما جالستان على العشب بينما كريس زوج آيلا كان يجلس فوق فرع شجرة و عيناه تراقبان الطيور التي تحوم حول أعشاشها بملل بالغ .

كانت القرية الصغيرة قد ساهمت في التقريب بين أزواج القدر ، حيث تعرفت آنسيا بشكل جيد على الكثير من الأفراد وغيرت نظرتها على البعض منهم ، ووجدت أن بعضهم مثير للاهتمام حقا .حتى أنها وجايد قد بدأوا في تكوين بعض الصداقات والروابط الصغيرة .

لكن آيلا وفريا من الأشخاص الذين لم تتمكن من معرفتهم بشكل جيد .فقد كانتا تشكلان معا ما يشبه المجموعة الصغيرة المنعزلة، ورغم أن ليوس وكريس كانا يندمجان أحيانا مع باقي الفتية إلا أن زوجتيهما قد بدتا غارقتين في عالمهما الخاص .

لوحت آنسيا لهم لكن لم يبدوا أن الفتاتان مهتمتان برد التحية حيث انكمشتا وهما تنظران الى الاتجاه الآخر ، وخاصة آيلا التي كان وجهها المدور يصبح أكثر صغرا وعيونها أكثر حدة من عيون القطط نفسها ، بينما تبدأ اذناها في الرفرفة كلما رأت جايد .لم تفهم آنسيا سبب خوف آيلا الشديد من جايد وكأنه قد سبق له أن قتلها في حياة سابقة وعادت لتفهم أنه عليها تجنبه بأية طريقة ممكنة .

بادلهم كريس التحية بمجرد أن رآهم وقال بنبرة متعبة :"إنه يومنا الأخير ". وبدا قانطا مثل الجميع .

عندما وقفو فوق التلة تجولت أعينهم فوق الوادي الذي انبسط من تحتهم بكل جماله ومساحاته الزاخرة بالحياة .وكانت بحيرة سيلفرمون هي أروع ما يميز الوادي عن غيره من باقي الوديان في المستعمرة .

قال جايد وهو يحتضن آنسيا بذراع واحدة ويدفن رأسها تحت ذراعه :"ما رأيك في حملي حتى البحيرة .كتدريب أخير ".

ضحكت آنسيا وهي تلكمه في معدته ،فقد حاولت حمله من قبل لكنها لم تنجح حتى في تحريكه من مكانه ، لكنها قالت :"لنرى إن كنت قد صرت أخف وزنا ".

لوى جايد عنقه بلؤم ثم رمى بكل ثقله فوق ظهرها .لم يكن يتساهل معها أبدا أثناء التدريب فقد كان يأخذ الأمر بجدية كبيرة .فكلما وقعت عيناه على طوق العبودية الذي يلف عنقها كان يشعر بالغضب يتراكم في صدره .وهو ما دفعه الى محاولته لتطوير مهارة آنسيا بالسرعة الكافية كي يسمحوا لهم بالرحلة نحو الجبل الأسود .

فذاك المكان لا يُسمح لأي شخص بدخوله من دون تأشيرة .وهو ما لن تتمكن آنسيا من الحصول عليه إن لم تستطع استخدام قوتها .وهذا ما دفعه الى بدأ عملية تدريبها منذ يومهم الأول في سيلفرمون ، حيث كان يقوم بتحويل كل نشاط مهما كان صغيرا الى تدريب .

وعلى ما يبدوا أن الآخرين أيضا قد تأثروا بعزيمته ، حيث كان أغلبهم ينهضون في وقت مبكر من الصباح ليبدأوا تدريباتهم التي قد تستمر طوال النهار .

تبرمت آنسيا وهي تحاول أن ترفعه من دون أن تلاحظ أي تقدم يذكر .احمر وجهها وهي تقول :"لا أشعر أنني قد تحسنت على الإطلاق ".

داعب شعرها قائلا :"قد تشعرين بالفرق إن حاولت مواجهة أحد أولائك الفشلة .أراهن على أنك قادرة على تحطيم عظامهم من دون أن تبذلي الكثير من المجهود ".

تعرقت آنسيا بشدة من الخجل وهي تنظر باتجاه آيلا وفريا وكريس ، كانت آذان فريا الشبيهتان بآذان القطط تتحركان في الهواء بمجرد سماعها لكلام جايد .استدارت فريا قليلا كأنها كانت عازمة على قول شيء ما وبدت غاضبة حقا ، لكنها سرعان ما عادت لتكمل حديثها الخافت مع آيلا ، أما كريس فلم يكن مهتما بكل ما يجري من حوله كعادته ، وكأن حديثه مع حشرة صغيرة ملتصقة بإبهامه يبدوا له أكثر إثارة .

كانت آنسيا تخشى كثيرا من أن تتسبب معاملة جايد اللئيمة للجميع بتراكم غضبهم نحوها ،ما يجعلهم غير راغبين في الذهاب معها الى الجبل الأسود .ولم تعرف بأن تلك لم تكن سوى طريقته الخاصة في معرفة الأفضل والأكثر تحملا .فمواصلته الضغط عليهم ستجعله يعلم وقت الرحلة من ستكون رغبته في الذهاب حقيقية .فلم يكن مستعدا لأخذ أشخاص لا يثق بهم في مهمة بهذه الخطورة .

قالت إيليار وهي تفرك الجناح المكسور ثم ترتفع محلقتا بعدة بوصات فوق الأرض ملوحتا لهم :"سأذهب للتدريب ".

نظرت آنسيا الى جايد وابتسما معا في تآمر خبيث ، حيث كان كلاهما يعرفان أن التدريب لم يكن سوى حجة تعتمدها كي تسرع للالتحاق ببافي .

رفع جايد جسد آنسيا بيد واحدة ووضعها فوق ظهره بالسرعة الكافية التي ستمنعها  من الاعتراض  ثم ركض باتجاه البحيرة .

كان المكان خاليا وهادئا كالعادة .

واصل جايد الركض وارتمى بداخل الماء بينما لاتزال آنسيا فوق ظهره وهي تصرخ بابتهاج .واصلا السباحة بداخل المياه العميقة وعندما وصلا الى مسافة كافية لتبدأ أنفاسهما بالانقطاع ، أطلق جايد صفيرا حادا .

كان الصوت يبدوا خافتا وغير مسموع لآنسيا لكنه وصل لأذن ريغن القويتين .

راقباه وهو ينزلق باتجاههما بسرعة مذهلة .وكلاهما كان معجبين بالتطور الذي يظهر على ريغن تحت المياه ، فقد كان يختلف تماما عن الفتى الأزرق الذي يعرفانه ، كان يبدوا أكثر قوة ونفوذا بذيله الفضي اللامع وحراشفه الصلبة كأنها مصنوعة من الفولاذ وعيناه اللتان تضيئان بلون ذهبي جميل .

قالت آنسيا في المرة الأولى التي رأته فيها بانه يبدوا ككائن أسطوري أكثر منه شخصا حقيقيا ، فشرحت لها فاسليا أن ريغن لم يكن مجرد برمائي عادي ، فهو يحمل بداخله دماء ملوك البحر الأوائل ، وقد كان شخصا مختلفا ومميزا في قرية البرمائيين بأكملها .

وبسبب الهالة المذهلة التي كانت تحيط به والعالم الساحر الذي كان يظهره تحت الماء، لم يشعر جايد ولا آنسيا بالملل من مراقبته .

"تبدوا في حالة مريعة كالعادة أيها الأزرق ". قال جايد بلؤم .

فرد ريغن مبتسما :"شكرا يا رفيق ".

وغلف جسد آنسيا وجايد بفقاعتين من الهواء حتى يتمكنا من التجول بخفة تحت المياه من دون أن يشعرا بالاختناق .وقبل أن يذهبا للمرح كعادتهما قررا أن يراقبا قليلا ريغن أثناء انهماكه في معالجة سمكة دانوب مرقطة والتي على ما يبدو أنها قد علقت بين صخرتين وتعرضت لشق كبير وسط بطنها المنتفخة .

كانت فاسيليا تحمل تلك السمكة التعيسة بين يديها ، حيث رفعت رأسها باتجاه آنسيا وجايد عندما اقتربا وقالت :"تأخرتما ، لقد فاتتكم الكثير من المتعة ".

فاسيليا بدورها كانت تصبح مختلفة تحت الماء ، حيث ينبت لها ذيل أزرق شفاف وأجنحة خفيفة فوق حراشفها الشفافة ، حيث تبدوا كأنها فراشة تحلق وسط المياه .أما شعرها فيصبح أكثر طولا ولمعانا بينما تتلون عيناها بلون الليلك البري .

ورغم أن فاسيليا لم تكن حقا تسعى لتكون معالجة إلا أنها لم تتخلف ولو ليوم واحد عن مساعدة ريغن في تدريباته . فبعد نهاية المخيم قضى ريغن أسبوعه الأول تحت الاستجواب الصارم بسبب اختفاء زوجته جولينا ، وخلال تلك الفترة لم يذكر اسم جوردي قط واكتفى بالقول بأن زوجته مفقودة وبأن نسختها هي من شاركت في الطقوس ، ورغم أن جزءا منه كان واثقا من أنهم يعرفون الحقيقة إلا أنه قد اكتفى بالصمت والتظاهر بعدم معرفة أي شيء يستحق الذكر .

أضاء وجه فاسيليا بسعادة مريبة عندما عرفت بأمر جولينا وهمست لآنسيا بلؤم بأن جولينا لم تكن تستحق ريغن على الإطلاق ، فهو يحتاج الى فتاة تعرف بقيمته حقا ، ولم تدرك آنسيا في ذلك الحين بأنها كانت تقصد نفسها .

فمن خلال مراقبة آنسيا لفاسيليا وهي تعمل بجانب ريغن أصبحت واثقة من أنها واقعة في غرامه ، حيث كانت ملامح فاسيليا تتغير تماما بوجود ريغن ،و تصبح أكثر رقة وسعادة بينما يبدو صوتها رقيقا بعد أن تتخلى عن صخبها المعتاد .

وهو شيء جعل آنسيا تشعر بألم فضيع بخصوص فاسيليا ، فقد بدا واضحا أنه حب من طرف واحد بينما قلب ريغن وعقله كان منصبا كليا حول جولينا .

عندما لاحظ جايد غرق آنسيا في أفكارها قام بسحب قدمها الى الأسفل فالتفت حول نفسها وهي تدفعه باتجاه سرب من الأسماك الصغيرة التي تفرقت  مذعورة في كل الاتجاهات ، ثم انطلقا في العبث في الأرجاء وهما يضحكان على الكائنات الصغيرة التي كانت تفرهاربة منهما كأنهما وحشين شريرين .

كانت لعبتهما المفضلة هي البحث عن الأشياء الغريبة والتي تكون متراكمة ومنسية بقاع البحيرة .عثرت آنسيا مرة على صدفة سوداء صغيرة تُطلق صوتا كالعويل عندما تقوم بضغطها بقوة بأصابعك .كما عثرا على قشرة سمكة غريبة تقوم حراشفها باللمعان كالنجوم في العتمة وقد استخدماها كزينة لشرفة غرفتهما .

كان بحثهما غير موفقا في ذاك اليوم واكتفيا بالمرح مثل طفلين شقيين، ثم عندما شعرا بالتعب أخيرا خرجا للاستلقاء فوق العشب بجانب البحيرة .كانت الشمس ساطعة فرفع جايد يده ليحجب أشعة الشمس عن عينيه بينما يدير رأسه لينظر الى آنسيا .ويده الأخرى لا تزال تمسك بيدها .

واصلا النظر في عيون بعضهما بصمت قبل أن يلتف جايد ويضغط جبهته فوق جبهة آنسيا وهو يهمس:"أحيانا أستيقظ وأنا أتساءل إن كان كل ما نعيشه حقيقيا أم أنه مجرد حلم جميل سينتهي قريبا ".كانت أصابعه تتحرك صعودا ونزولا فوق عظام خديها .

"إنه حلم جميل حقا ".ردت آنسيا وهي ترفع أصابعها لتداعب شعر جايد المبلل :"لكنه لن ينتهي ، لأننا لازلنا في بدايته فحسب ".

انجذبت شفتاه نحو شفتيها المبللتين وغرقا معا في قبلة دافئة جعلت قلبيهما يضربان بعنف بين ضلوعيهما . ابتعد جايد أخيرا ونظرة مشوشة مرسومة فوق وجهه ،ثم لعق شفتاه كأنه يحاول أن يتأكد من أن القبلة كانت حقيقية .

قال لآنسيا وهو يساعدها على الوقوف :"لنرى مدى التقدم الذي أحرزته ".

لمعت عيون آنسيا من الحماس وهي تخلع فستانها المبلل وتقذفه باتجاه جايد بينما تتحول الى ذئبة ، وقبل أن تخطو خطوتها الأولى كان جايد قد تحول الى مصاص دماء وسبقها بالفعل .

عوت بصوت عال وهي تلحق بجايد بكل قوتها .ومهما بذلت من مجهود إلا أن اللحاق به قد بدا لها حلما صعب المنال ، حيث لم تتمكن حتى من تقليص المسافة بينهما الى النصف .

عندما وصلت الى الشجرة التي تكون دائما نقطة نهاية سباقهما ، كان جايد فوق أحد الفروع العالية وأقدامه متدلية للأسفل حيث قال بلطف مشجع:"هناك بعض التقدم لن ننكر هذا ".

لكنه كان يعرف في داخله بأنه تقدم بطيء ولن يساعدهما في أي شيء ، ومهما بذل من مجهود مع آنسيا إلا أن فصيلتيهما المختلفتين كانت تشكل عائقا أمامه . فالتقنيات التي يعتمدها المستذئبون في التدريب تختلف كليا عن التقنيات التي يستخدمها مصاصي الدماء .وكان بدأ في التفكير جديا في أخذ بعض النصائح من بافي وريكار ،إن أقتضى الأمر منه ذلك .

رمى جايد الفستان باتجاه آنسيا عندما عادت الى طبيعتها ، ثم راقبها وهي تتسلق للجلوس بجانبه وإمارات القلق مرتسمة على وجهها . احتضنها  بذراعيه حيث اتكأت بظهرها على صدره وهي تقول :"ماذا إن لم أتمكن من التخلص من هذه اللعنة؟ ".

"ستفعلين". أكد جايد بصرامة ."لن أسمح بغير هذا ".

ظل صامتين لبرهة وكل واحد منهما يفكر في تلك اللعنة بطريقته الخاصة إلى أن قطع أليخيس حبل أفكارهما وهو يصرخ بمرح بينما يجر من خلفه جثة دب عملاقة .كان شعره مبعثر ووجهه ملطخ بالطين والدماء ولم يكن يرتدي سوى بنطال قصير متسخ مستعرضا عضلات بطنه المرسومة بدقة وهو يلوح لجايد مطلقا أصواتا شبيهة بما يطلقه فتيان الغابات الأوائل، بابتسامة ساخرة مرسومة على وجهه وهو يقول برضى عارم :"ما رأيك يا آرنو ، ألست ملك الصيد ".

لوح بذراعيه احتفالا منتظرا إجابة جايد الذي قفز باتجاهه وهو يتفحص جثة الدب ببرود ، ثم قال بسخرية موجعة :"هل تسمي هذا صيدا ".

ثم رفع حاجبيه لينظر الى صيد ليوس وبافي اللذان كانا قادمين من خلف أليخيس .وفوقهم كانت تطير إيليار متعثرة بين الحشائش مثل حشرة من حشرات الربيع المضحكة .

فتابع جايد قائلا وهو يرفع حاجبيه باستنكار :"أراهن أن إيليار ستتمكن من إحظار شيء أفضل من هذا ".

وكان جايد يعرف أن نقطة ضعف أليخيس كانت مقارنته بإيليار .فراقبه بسرور وهو يستدير لينظر نحوها بوجه عابس بعد أن تبددت ابتسامته الساخرة التي كانت تلمع فوق وجهه قبل قليل ،وظل يشتم بداخله دون أن يتمكن من النطق بصوت عال وهي ميزة تمكن من إتقانها بصعوبة في الآونة الأخيرة .

وقبل أن يغادر أليخيس وهو يجر خيبته ، تبادل نظرة غاضبة مع بافي ، فقد كانا قد تواجها معا في معركة عنيفة وسط بركة من الوحل مثل الخنازير البرية .فعندما رأى أليخيس إيليار وهي تطير بجناحها المكسور لم يمنع نفسه من الضحك وهو يناديها بالضفدعة المجنحة ، ولم يتوقع حينها أن بافي ،الفتى الهادئ و الرزين قد يهجم عليه بسبب مزحته الصغيرة .

انتبه جايد للجو المتوتر بين بافي وأليخيس وعندما وصلت إيليار بأنفها المحمر بدا متأكدا من أن شيئا ما قد حصل .لكن لا أحد منهم قد بدا مستعدا للحديث عن الأمر ،فاليوم قد أوشك على نهايته ولم يبقى هناك الكثير من الوقت أمامهم ليضيعوه من أجل سوء فهم بسيط .

قضى الأزواج ليلتهم الأخيرة من الراحة على أطراف البحيرة ، حيث تبادلوا الأحاديث المرحة وهم يتناولون اللحم الطازج ، بينما لم يتوقف أليخيس عن محاولة إضحاكه للجميع وهو يمثل لهم طريقة ليوس الغريبة في الصيد .ولم يبدوا على ليوس أنه قد تضايق من حديث أليخيس عنه بل شارك الجميع في الضحك بصدر رحب .

وانتهت ليتهم بتذكير ريكار لهم قائلا :"مهما كانت المهمة الموكلة لكم ، فتذكروا دائما أن تستغلوها من أجل جمع المعلومات اللازمة حول الظلال و جوردي .لدينا هدف واحد وعليكم ألا تنسوه مهما حدث .سأعلمكم باجتماعنا التالي عندما أجد المكان المناسب ".

فكما كان قد اقترح بافي من قبل أن هانتريست تحتاج الى وجود مكان سري أكثر أمانا من أجل اجتماعاتهم المقبلة .فقد تكون الأعين مسلطة عليهم في الوقت الحالي .

وقد كان جايد يفكر في اقتراح غرفة سرية موجودة تحت قصر عائلته ، لكنه تريث ريثما يتأكد من أنها لاتزال صالحة للاستعمال ،فلم يكن قد زارها منذ زمن طويل .

كانت آنسيا متعبة للغاية عندما عادت أخيرا الى البيت وبالكاد تمكنت من تغيير ملابسها قبل أن تندس في حضن جايد وتغرق في النوم وصورة كاي الصغير بوجهه المدور وأعينه الجميلة ترفرف بسعادة داخل وعيها .

عندما استيقظت في اليوم التالي كان قلبها ينبض بسرعة كبيرة .ارتدت ملابسها الرياضية والتحقت بجايد في المطبخ حيث كان قد استيقظ باكرا من أجل تحظير الفطور من أجلها .استقبلها بقبلة دافئة وهو يدس قطعة من اللحم الطازج بفمها .

رفضت آنسيا وهي تمسك ببطنها حيث شعرت أن أمعاءها تكاد تخرج من حلقها لفرط التوتر .ولم تشعر أنها قادرة على ابتلاع أي شيء في هذا للصباح .لكن لطف جايد الذي لم تكن قادرة على مقاومته والمجهود الذي بدله من أجل أن يحرص على ألا تذهب جائعة ، جعلها تتراجع وتتناول القليل وهي تثني على ملابسه الرياضية السوداء والتي كانت مطابقة لملابسها ، حيث أن جايد كان قد اختارها بنفسه .

"تبدو وسيما للغاية ". قامت بتقبليه قبلة سريعة فوق وجنته ، ما جعله يشر بالرضى والبهجة رغم ثقل هذا الصباح .

وقبل أن يخرجا ارتديا إشارة عرسان القدر، وهي عبارة عن شارة معدنية مسطحة محفور عليها شجرة الأقدار بفروعها الكثيفة ، قاما بتثبيتها بدبوس بجانب صدريهما .

كانت شوارع سيلفرمون صاخبة هذا الصباح على غير العادة ، حيث كان عرسان القدر يركضون نحو عرباتهم بوجوه منكمشة من التوتر .

"أتمنى لكما حظا طيبا يا رفاق ".

صاحت فاسيليا وهي تحلق عاليا بعربتها رفقة أليخيس الذي هز أصابعه محييا جايد بينما يختفي في الأفق .

كانت آنسيا تظن بأنها الأكثر توترا من بين الجميع ، لكنها غيرت رأيها عندما رأت وجه آيلا وإيليار وهما تركبان عربتهما بالقرب منهما بوجوه مصفرة كأنهما تُساقان نحو الموت .

وبعد أن ساعد جايد آنسيا على ركوب العربة التفت الى إيليار قائلا :"إنها مجرد مهمة سخيفة ، لا داعي لكل هذا القلق ".

وكان بدوره غير مقتنع حقا بما كان يقوله فأحيانا كان يُقدم للبعض مهمات قد تبدو من صعوبتها تذكرة نحو الموت .وتمنى ألا تكون مهمة آنسيا أو إيليار من هذا النوع .

───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────

مرحبا يا أحبائي ، كيف حالكم ❤️

ما رأيكم في الفصل ؟

وكيف شعرتم في بداية القسم الثاني من الرواية ؟

أنتظر تحليلاتكم 🤗

وتوقعاتكم 😙

قراءة ممتعة 😉

أحبكم ❤️🥰

Continuă lectura

O să-ți placă și

Y.O.L.O | BxB ✔️ De Iris

Ficțiune adolescenți

42.7K 1.3K 30
"Y.O.L.O" stands for : YOU ONLY LIVE ONCE كارتر جونز ، الطالب المجتهد و النموذجي في المدرسة ، كيليان هندرسون ، الفتى المشهور المثير للمشاكل و سيء ال...
240K 17K 28
حياتها أحجية معقده كاللعب بمُكعب الروبيك، فهل ستكون بالية بلعبها؟ All Rights Reserved To @goldwadna. [القصة حائزة على جائزة من مسابقة الواتيز العالمي...
1.7M 59.1K 40
سما : شو وخر اديك عني أمير: فصليه وشرط مو اني يمشي بوامر احد سما دفعته من صدره بقوه أمير : عصبت لزمتها بقوه من ايدها وركعتها راشدي سما : بقيت ابجي و...
1.9M 90.7K 43
إما أن تلعب أو أن تكون اللعبة . و أوليفيا سقطت في لعبة لا تعرف قواعدها ، لا تعرف اطرافها او نتيجتها . لعبة ؟ إنها حرب . " ساعطيك خياران أوليفيا ،...