𝟑:𝟑𝟑 ||ᵛᵏᵒᵒᵏ

By vk_yoon

17.3K 1.2K 268

هَل فَكرتَ يوماً مَا هي الخِطوة بعد الموت ؟ لمَ أفعل ، لكنني وجدت الجواب مِن دون طرحَ السؤال ، لازُلت حيً ،... More

𝐈𝐍𝐓𝐑𝐎
-1-
-2-
-3-
-4-
-5-
-7-
-8-
-9-
-10-
-11-
-12-
-13-
-14-
-15-
-16-
-17-
-18-
-19-
-20-
-21-
-22-
-23-
-24-
-25-
-26-
-27-

-6-

608 46 14
By vk_yoon

مرحَبا ..

حطولنا كومنت بين الفقرات لُطفاً
___

"أ.أنقذنِي"

كلمتهُ البسيطة اخترقِت أُذنهُ بوضوح تامً رُغم بُعد المسافة ، يستطيع الشعور بنبضهُ يتلاشى وَ يختفي وَ يتوقف كُل عضوً بجسدهُ مُستسلم لما أهداه إياهُ الشيطان

يزفُر أنفاسهُ بحُنق وَ يرفع رأسهُ ناظراً للأمام
وَ لمحَ ظلال ، هيئة تقف بالجانب الأخر ، على الجبل الثاني الذي يُقابلهُ ، ليبتسم بوسع وَ يغمُر قُرص عيونهُ السواد الكامل كـ سواد السماء الجافَ لهفة ، يخرُج اجنحتهُ وَ كاد يُحلق بها لولا صوتَ صديقهُ بالخَلف " ماذا بشأنهُ ؟"

جونغكُوك نظر لحيث مكان هذاك الشخص ليجدهُ ينُظر لهُ ثُم فر هارباً ، ليُحلق خلفهُ صارخاً بصوتاً عالي لكي يصل للأخر " أنقذهُ" ثُم راح يختفي بالسماء

يرتفع عالياً يلحق بالاخر الذي يطير بأجنحتهُ ، كان يطير بسُرعة كبيرة وَ نتيجة لهذا كان يخرُج صوتاً عالياً أشبهُ بنحر ذراتَ الهواء ، عيناهُ لا ترمُش
فَـ يُضيع هذا الشيطان الذي لا يستطيع أن يصل لهُ
فَـ سُرعتهُ كانتَ مثالية لأبعد الحُدود مما جعلهُ يشد على قبضتهُ وَ يهلُك اجنحتهُ بالسُرعة

لكِن وَ بعد عدة ثواني ، هو رمش ..
كانت رمشة واحدة جعلتهُ يُضيع الشيطان اللعين
ليتوقف ببطئ وَ يبقى جسدهُ يطوف الهواء ينظُر لجميع الاتجاهات ، لكن رائحة الاخر هي الأخرى مخفية ، لم يستطيع حتى معرفة ان كان شيطاناً عادياً ام غير عادياً ، كما أنهُ لم يصدر اي صوتً او اي حركة رُبما تظهر قوتهُ فيُميزهُ ، كان صامتاً حتى افكارهُ هادئة ، ام مخفية ؟

"سُحقاً" هسهس بحقد ليعود ادراجهُ مُحلقاً حيثَ كانَ ، بأفكاراً عديدة مليئة بالعنفوانَ وَ الخُبث ، وَ الغضب كان اساس دواخِلهُ ، يشعر بكون ذاك الشيطان اللعين يتغلب عليهُ وَ هو لا يحُب فكرة هُناكَ احدهُم افضل منهُ ، في بادئ الأمر يتدخل بشؤونهُ ثُم الان يظهُر لهُ إنهُ افضل منهُ ، هو يقسم على جعلهُ يموتَ حالمَا يقع بين قبضتيهُ

بعَد فترة وَ جيزة
كان جونغكُوك يتحرك ذهاباً وَ اياباً امام الفتى الذي عاد بذات الغُرفة التي أتى لها قِبل أسابيع ، مُقيد على الأرض التي أصبح جسدهُ لا يشعر بها لكون سيوجين جعلها باردة عليها ، لكنه الان ؟ استفاق لشدة الحرارة التي تُحطيهِ هو لم يُجرب تلك الحرارة مِن قبل مما جعل جسده يستيقظ وَ يفتح ناعستيهُ

"صباحَ الخير !" قال الأكبر متوقفاً عن السير يشبك يداهُ خلف ظهرهُ ليمسُك تايهِيونغ رأسهُ بسبب الصداع الذي يُداهِمهُ بكُل مرة يستيقظ بها ، يُبحلق بالشيطان الذي أمامهُ وَ يميل رأسهُ بغرابة
" هَل أنقذتِني ؟" سال بصدمة فَـ كيف حينما هو الذي حاول قتلهُ !

"للأسف الشديد ، أجل" نبس وَ اقترب ليُقرفص امامَ الأصغر الذي لازال لم يستوعب لما يقتلهُ ثُم ينقُذهُ ؟
هو بالتأكيد يُعذبهِ لكِن السؤال الأزلي يبقى لمَا ؟

"انظر لي" فعل الفتى وهو يشعر بالحرارة تبدأ تجعل جسدهُ يتعرقَ ، وَ يديهُ ترتجف ، كان يشعر بذاتَ الشعور الذي شعر بهُ حينما كان بالقُطار قبل شهرين مِن الأن ، وَ هذا بسبب قُرب وجه جونغكُوك منه بكلا الوقتين ، الأن ، وَ سابقاً

"سأختنِق .. أ.ألجو حارً" نطق بينما يلهثَ وَ يرتجف يرفع اناملهُ ليمسح قطرات عرقهُ مما جعل غضب جونغكُوك يتضاخمَ بداخلهُ " وماذا كُنت متوقعاً ؟ أنتَ لست بِـ هاواي عزيزي ، إنهُ الجحيمَ" يحاول قول جملتهُ ساخراً لكنهُ خرجت حادة وَ غاضبة جاعلاً الفتى يخفُض رأسهُ بخوفً لتلك النبرة ، وَ هذا عاد يجعل الشيطان غاضباً أكثر فهو أمره ان ينظُر لهُ

سلسل قبضتهُ ليشُد على ذقِن الذي صرخ بعلو صوتهُ المبحوحَ جاعلاً جونغكُوك يجفل ، لكنهُ لم يتوقف عن الصُراخ وَ امسك معصمهُ بكلا يديهُ يحاول أبعاد يده عن فكهُ " أ.أنتَ تحرُقني !!!!!" تأتأة ولم يكف عن محاولاتهُ ليبعد جونغكُوك يديهُ زافراً أنفاسهُ "لمَ أرى بشرياً مُزعجاً أكثر منك !" بعدم تصديق قال وهو يهز رأسه ثُم اخذ نفساً عميقًا ناظراً لوجه تايهِيونغ الذي اصبحَ يملكَ اثراً احمرً على ذقنهُ بطبعة اصابعهُ

"أجبني عن بعض الأسئلة حسناً ؟" قال الأكبر بهدوء ولم يبعد نظرهُ عن جلد الاخر وكم كان احمرً وَ يميل شيئ فَـ شيئ لِـ للأزِرقاقَ" بلى أنتَ من يجب عليه ان يُجيب على أسألتي !!!" صرخ الأصغر وَ كُلما حركَ فمهُ حباله الصوتية تجرحههُ وَ تحرق بلعومهُ لكنهُ يُقاوم فَـ لا يملك شيئ سوى لسانهُ جاعلاً جونغكُوك يستغرب وَ كاد ان يردف لولا الذي قاطعهُ
" لمَا انا هُنا ؟ ماذا تُريد مني تُلاحقني كـ كلب اضاع والدتهُ وَ اللعنة ما شأني بالجحيم وَ الشياطين ، انا بشري الا تفهم مدى اختلافُنا ؟؟؟" يصرخ وَ يضرب على صدرهُ دافعاً اياهُ للخلف يجعله يقع على مؤخرتهُ بعد أن كان يستند بجسدهُ على اقدامهُ

يستمع لشكواهُ وَ يدعهُ يفعل ما يُريد وما يرغب بقولهُ " أعدني مِن حيث أتيت بي لا اريد البقاء هُنا لما تُعذبني ؟؟" يضرب وَ يضرب حتى ان يديهُ كانت تلتسع بسبب التماس يدهُ وَ صدر الأخرى ليدرك ان الشيطان هُنا هو مصدر الحرارة التي لم يكُن يشعر بها بتلك الايام ، لم يشعر بنفسهُ حينما عاد ليتلوى بألمً وَ يختنق نفسهُ وَ يتوقف نبضهُ ، الصق جونغكُوك جسدهُ بالحائط قابضًا على عُنقه ليحترق " مُتمرد صغير" ابتسم بسُخرية ثُم اكمل بحدة صوتهُ
" لأ ارغب بكَ هُنا لكن انا لا اترك مهامي للنصُف ، لذا أخبرني ، هَل تورط سابقاً مع شيطان ؟" يسأل بشكل جدي وَ يرغب إجابة من الذي يتمسك بذراعهُ الكبيرة بين كفوف يدهُ وَ يُصارع الحياة لكِي يأخذ نفساً مسموماً بسبب قُرب جونغكُوك منهُ

"أجبني !!" صرخ وَ اصطبغت عيناه بالسواد الكامل يشُاهد تفحج عينان الأصغر الذي ضرب على يدهُ التي تضغط فوق عنقهُ تمنع فمهُ من إخراج اي صوتً وَ تأمر روحهُ ان تُغادر جسدهُ "ضعيف جداً" سخر بقهر ليخفف على شد قبضتهُ وَ يسعل الاخر تاركاً يديهُ تقع على جنبهُ ثُم يغمض عيونهُ يلتقط أنفاسهُ بصدر يرتفع وَ يهبط أمام تلك السوداء الجافة من اي تفاصيل تُذكر ، جسده العاري وَ المنحوت رُغم انه لم يأكُل شيئاً وَ خسر العديد من الوزن لكنهُ مازال صامدًا بجسد مثالي وَ خصُرًا مِنحوتًا

"سَـ تراني سعيداً لو كُنت تورطت مع احد الشياطين سابقاً ، سأكون مُمتناً لكونني أعلم بالأثمَ الذي افتعلتهُ وَ انا أُعاقبَ عليهُ ، لكنني هُنا بين قبضتيك وَ بأسفل السافلِين أُعاقبَ على شيئ لا اعلمهُ" كان لازال يخفي بؤبؤهُ خلف اجفانهُ فَـ تُلامسَ رموشهُ بشرتهُ وَ هذا ما لاحظتهُ تلك العينان الغاضبة ليزفُر انفاسهُ لكونه يعلم أن الفتى لا يكذبَ وَ لا يحتال عليهُ هو صادقً ، أفلت جسده من قبضتهُ وَ حالمَا فتح تايهِيونغ عيناهُ يبصُر حوله

كان الاخر قِد اختفى
وَ اختفت معهُ الحرارة ..

. . . .

"لم يكُن ملاكً" نطق بها وهو يعقُد يديهُ خلف ظهرهُ ناظراً من خلال نافذتهُ ، قاصداً بحديثهُ الكائن الذي كان واقفاً فوقَ ذاك الجبل يُشاهد تايهِيونغ يموت
"مُستحيل جي !! ماحدث لا أحد يُمكنهُ فعلهُ سوى ابي وَ الشياطين السبعَ" يُصر على أقوالهُ فيتنهد جونغكُوك قائلاً موضح تلك الفكرة لأخيه الصغير الذي لم يكتمل ليكُن شيطاناً كاملاً " نحنُ شياطين يَون ، وَ ما هو أفضل مِن التمُرد بالنسبة لنا ؟" كان يلُف رأسه ناظراً بعينان أخيهُ السوداء ثُم يعود لينظر نحو نافذتهُ

"تستطيع الشياطين فعل أي شيئ ترغبهُ ، حتى ولو كان العقابُ شديد" بدور الصغير همهم ثُم وضع اناملهُ أسفل ذقنهُ يُمررها هُناك صعوداً لشفتيهُ لينبُس بعقدة حاجبيهُ وَ علامة الاستفهام الكبيرة فوق رأسه
" كيف تظُن إن تايهِيونغ عاش تلكَ المدة بأكملُها ؟"
وَ وضع الاخر تركيزهُ مع هذا السؤال الغريب لكنهُ صادق بعض الشيئ ، كيف يعيش ذاك البشري مِن دون طعاماً وَ فقط يتلقى التعذيب لمُدة اسابيع ؟

" رُكاب ذاك القطار لم يتحملوا أسبوع ، كانو مُملين !" نطق بعبوس فكان مُستمتعً بتعذيب اؤلئك البشرين ، وَ اخذ عندهُم دروساً مِن مُعلمهُ ليكون شيطاناً كاملاً لا ينقصهُ سوى عرشاً " مُثير للاهتمام"
هسهس بها الأكبر وهو يبتسم بخُبث ، فَـ الفتى هُناك بؤرة مِن الأسرار ، وَ التي يُحب انواعُها الغُرابي

"بلـ هو قوي ، جداً" بأنبهار نبس ثُم التفت بكامل جسدهُ ينظر للذي بادلهُ باستغراب لحماسهُ
"متى سأقُابلهُ ؟" هو لم يُفكر سابقاً بلقياهُ لكن الفتى الذي يعُم فوضى في الجحيم ، سيكون من الرائع مُلاقاتهُ بأقرب وقتً "حينما أنتهي منه ، سأدعك تراهُ" يون نظر له من الأعلى إلى الاسفل بأستنكار مما جعل الأكبر ينظر لهُ بسخط " مِن أخبركَ كُنت انتظر موافقتك ، انا سأراهُ حالمَا ارغب" بغرور قال للذي بعثر خصلاته مُقهقهاً ليبتعد عنهُ مُتجهاً نحو السرير يلقي بجسدهُ فوقهُ ليتسطح ويدهُ اسفل رأسهُ ناظراً للسقف

" تملُك غرفة يون ، فلتذهب" اغمض عيونهُ حينما سمع زفير الاخر بأنزعاج ليبتسم بهدوء" ماذا أفعل إن كانت غرفتك أجمل غرفة في هذا القصر اللعين"
ولم يتلقى إجابة فَـ جونغكُوك غطس في افكارهُ بشأن الفتى وَ بشأن ما يحدُث مِن اول يوم وقعت عينيهُ عليهُ

تلك اللحظات التي طلب بها إنقاذهُ
كانت نبرتهُ تسحبهُ لهُ ، تشُدهُ لكي يُحطم الجحيم مِن أجلهُ وَ يفتعل الكوارث بكُل الأماكن وَ انقاذهُ مِن كُل خطرً يتربص لهُ ، هذا الشعور البسيط جعلهُ شارداً بماذا يحدُث لكنه تجاهل الأمر برميتهُ وَ حاول التركيز على هدفهُ

لكن قبل هدفهُ
كيف يعيش الفتى حقاً ؟

فضولهُ لم يجعلهُ بمطرحهُ بلـ اخرجهُ مِن غرفتهُ كُلياً
يظهر بزوايا تلك الُغرفة ، وَ لا أحد يراهُ او يُلاحظ وجودهُ حتى الشياطين هو أراد مُراقبة الاخر لسبب مجهول ، يتكز بظهرهُ على الحائط وَ يتكتف بذراعيهُ صاحبة الوشوم البارزة مِن أكمامَ قميصهُ الأسود المُرتفعهُ مع تلك الازرار الأولى التي تظهر صدرهُ وَ مثالية عضلاتهُ مع شرايينهُ الناريهُ التي كان لونها هادئ بطريقة ما ، باهت بعض الشيئ

انفاسهُ هادئ وهو يتأمل الاخر ثانية تليها أُخرى
عيونهُ لا ترمش ، وَ قلبهُ لا ينبُض كُل شيئ حوله هادئ بطريقة غريبة ، تُشابه هدوء الفتى هُناك وَ هو يتكئ بظهرهُ على الحائط جالساً على الأرض بكُل قوة خائرة ، كان جسدهُ مليئ بالاتربة وَ بعض الدماء المُتيبسة مِن جروحهُ

طبع أصابع سيوجين على عُنقهِ وَ يدهُ كان بارزً
مع أصابع جونغكُوك على عُنقهِ كذالك وَ ذقنهُ ، كان مليئاً بالأحمرار حتى بجسدهُ وَ يبدو المكان حارً عليهُ حتى بعد أن جعلهُ سيوجين مُلائماً لهُ

خُصلاتهُ الرمادية التي تجعلهُ يبدو كَـ رماداً لجحيم الشياطين ، رموشهُ التي تُلامس خدهُ لكونهُ يغمُضهم ، فيذبل وجههُ عدى طول رموشهُ ، كانت شفتيه مُتيبسة وَ خديهُ كَـ حديقة ماتت مُنذ زمناً طويلً وَ لم تدخُلها وردة من قبل

في تلكَ الاثناء المليئة بتفاصيل الأصغر
وَ التي كان يكتشفُها الأكبر بطريقة غريبة ، ظهر ظلال وسط الغُرفة جعل جونغكُوك يعقد حاجبيهُ بقوة وَ يعتدل بوقفتهُ يفُك تلاحم ذراعيهُ على صدرهُ فَـ يشد فوق كفهُ وَ يبتسم حينما استوعب مِن هذا الشخص هُنا بخُبث شديد

قرر مُراقبة ما سَـ يحدُث فَـ استمرت عيناهُ التي تبدو كـ اسداً وجد وليمتهُ بمُاعينة أدق التفاصيل صُغراً وَ ما يحدُث ، كان ينتظر رهبة الفتى او خوفه من الذي ظهر لهُ ، لكنهُ فقط ابتسم وَ جلس مُعتدلاً ؟

كان يحمُل بين يداهُ كيساً ابيضاً ، يضعهُ امام الفتى الذي فتح الكيس سريعاً وَ كان هُناك علبة بيضاء مُخططة بالاحمر يُرسم عليها أفخاذ دجاج ، وَ محتواها كان كَـ الصورة فَـ الفتى بدأ يلتهم الطعَام كـ مِن لم يأكُل مِنذ مُدة ، لم يستطيع حتى أخذ أنفاسهُ
فيقُرفص الظل امامهُ وَ يمُد يدهُ لذقن الفتى الذي توسخ ببعض الطعامَ مما جعل تايهِيونغ يتجمد وَ يبتعد للخلف قليلاً مُبعد الاوساخ عن بشرتهُ بنفسهُ

كان يحدُث ما يحدُث أسفل حالكتا الذي لا يستطيع وصف مشاعرهُ ، ان كانت فرحة ام غاضبة ، لكونهُ وجد الشخص الذي اتي بقدميهُ لعرينهُ ، ام غاضب لكون تايهِيونغ كذب عليهُ وَ لم يستطيع كشفهُ ؟

تقرب جونغكُوك مِن تلك الظلال التي تظهُر هيئة شخصاً يرتدي عبائة سوداء طويلة وَ يضع قبعة تلك العبائة على راسهُ فَـ حينما اصبح الغُرابي يُقابِلَ وجههُ فكان خلفهُ ، لم يستطيع رؤية شيئ ؟ الظلام يُغطي وجههُ وَ لا يستطيع معرفة هيئتهُ او يُميز من أين اتى وَ من هو ؟

وَ لو كان احدكُم يرى
لأقسمَ ان الجحيم بداخل عينان جونغكُوك يحترق وَ يلتهُم كُل شيئاً ، شرايينه تُضيئ بشدة بلـ تلتهُب بداخل جسدهُ

أظهر هيئتهُ التي كانت تقف وسط الشيطان وَ تايهِيونغ خلفهُ ، يبتسم وَ يستطيع الشيطان لمحَ تَلك الابتسامة التي لا تملُك رحمة ، تسطيع الشعور بها تُرهبك وَ لو كُنت أعظم كائن "تأتي لعريني ؟ وقح وَ جريئ" بعد قولهُ مُباشرةً رفع يدهُ يفعلها على شكل قبضة ينوي الإمساك بالذي سبقه خطوة "لن تحزر ابداً" صوتهُ لم يكُن معروفاً وَ يبدو وكأنه ليس من هذا العالم ، فَـ لا يستطيع جونغكُوك حتى تميز صوت الذي اختفى قبل أن يقبُض عليه الغُرابي

التفت الأكبر للآخر الذي كان ينظُر نحوهُ وَ يرتجف ، ذاك الحوار جعلهُ يعلم بطريقة ما هو سيموت الليلة ،
يشد على قبضتيهُ التي يرميها فوق الأرض وَ يبدأ العرق ينزلق مِن كُل مسامة في جسدهُ

كان غاضبً بشدة يستطيع الفتى لمحُ ذالك
مِن تعابير وجههُ التي بدأت تصبحَ مُخيفة ، الشرايين التي تزايدت بجسدهُ بشكلاً مُرعب وَ مِن عند نهاية عينيه التي اصطبغت باللون الأسود بالكامل تظهُر أوردة سوداء ، وَ يميل لون جسدهُ للرمادي المُظلمَ فَـ يبدو مُهيباً مُرعباً أكثر من أي وقتاً شهد به تايهِيونغ على وجودهُ

لا يستطيع تايهِيونغ وصف حالتهُ لشدة غرابتُها
كُل ما شعر بهُ ان الشيطان امامهُ لم يعُد شيطاناً بلـ اصبح ملك الموتَ الذي سيأخُذ روحهُ حالاً ، يحُس بكونهُ وَ سطة النيران التي تلتهمهُ بعد أن كان فقط بُخارها يلوحهُ ، لكنهُ الان يحتضن النار بكُل خلايا بشرتهُ وَ جسدهُ الهزيل ، فَـ الحرارة هُنا لا يُمزح معها وَ لم تكن تشبه اي مرة من سابقتُها

كان جونغكُوك غاضباً لكون بشريً بتلك الهزالة وَ الضُعف كذب عليهُ وَ هو صدقهُ كـ الأهبل وَ لم يُلاحظ غرابة الموقف ، كان يشعر بكون تايهِيونغ متورط بتلك المهزلة التي تحدُث لتسخر منهُ "كِيف تجرؤ ؟" هسهس بها ليرتجف جسد الأصغر بشكلاً ملحوظ لكون هذا الصوت الغير بشري دبَ في كُل جسدهُ حتى أعادهُ لهُ صدى الحائط ، يجعلهُ مُخيفاً بأضعاف المراتَ التي كان بها وَ يتصاعدَ الخوف بداخل قلب البشري مِن غير رحمة

كانت حركة واحدة جعلت البشري يشعر بعضامَ جسدهُ تتحطَم واحدة تلو الأخرى حينما طَار جسدهُ وَ ارتطم بالحائط الذي بجانبهُ ليسعل بقوة وَ يأخذ أنفاساً كـ اللهيب لجوفهُ المُحترقَ ، يرفع ابصارهُ فَـ ينظر للذي رفع يدهُ وَ انزلها جاعلاً تلك البُندقيات تختفي خلف ستائُرها وهي ترتجف وَ رموشهُ مُبللة بقطرات المطر التي امطرت على حديقة خدهُ الميتةً

لم يحدث لهُ شيئاً ليفتح عيناهُ وَ ليتهُ لم يفعل
مظهر للشيطان تزايد رُعباً ، وَ ذاك السيف الذي اطرافهُ مليئة بالنيران المُشتعلة جعل نبضة يضرب بعُنف هذه المرة لا يشعر بهُ يتوقف فَـ يختفي
فَـ يظُنه ميتاً مُستسلم بدلاً عنهُ ، بلَـ كان معهُ يرتجف خوفاً وَ يبكي دماً لألم جسدهُ وَ دواخِلهِ التي ترتعب بما سَـ يحُل بها

أصبح تايهِيونغ يرتعشَ وَ يرتعش بجنونً بهسترية لا مثيل لها وهو يُبحلق بعيون مُتفحجة بذاك السيف
فَـ يتخيلهُ يُعنف أجزاء جسدهُ وَ كيف سَـ يهرب ؟ لأي مكان ؟ جسده يقودهُ للخلف ويصطدم بالحائط الذي يسخر منهُ بكون لا مخرج مِن هُنا لا أحد يستمع لهُ ، يتمنى ؟ وماذا سَـ يتمنى ليتمنى وَ يتخلص من عذابهُ الذي لا يُطيقهُ ، الموت ؟ الذي سيرميهُ مُجدداً في الجحيم فَـ أصبحَ يثق بكون الإثم الذي افتعلهُ كان لا يغُتفر ليُعاقب عليهُ حياً قَـ ما بالك وهو ميتاً ؟

سوف يرى الجحيم مُضاعف بَـ مئات الملايين

جونغكُوك خطى خطوة نحو الأصغر الذي توقفت انفاسهُ وَ جميع أعضاء جسدهُ تستسلم وهي ترى هذا السيف الناري ، مظهره وحدة كان يُفجر عقلهُ مع مظهر الشيطان لم يتبقى لهُ عقل ليتفجر ، تفجُراً مِن الخوفً وَ الأسى المُميت ، لم تكُن لديهُ قُدرة ليفعل شيئ وماذا سَـ يفعل ، لكن تلك الروح التي تُقاتل على الحياة نطقت بدلاً عنهُ مُدافعة عن بذرات الامل
" مَـ.ماذا تفعل ، توقف أ.أرجوك انا لم أفعل شيئً" كان قولاً غبياً لكنهُ كُل ما استطاع فعلهُ ليوقف الشيطان امامهُ مِن ان يُعذبهُ فَـ واضح ما هو مُبشراً على فعلهُ بهذا السيف

اي طريقة سَـ تجعلهُ يعود بالزمن ولا يأتي لَـ إيطاليا وَ لا حتى تجربة قُطارها اللعين ، اي طريقة لتجعلهُ يعيش مِن جديد بحياتهُ التي يُحبها وَ التي تمُر أمام عيناهُ الان ، كُل لحضة بكى فيها وَ فرح بها ، كُل لحضة شعر بها بالأمان وَ الخوف ، تمُر امامهُ كـ اخر ذكريات يراها بتلك العينان المُظلمة

حَركة ..
سريعة جعلتهُ يصرخ صرخة ، يسمعُها سُكان الجحيم وَ النعيم ، حتى سُكان أرضهُ ، تتقطع حبالة الصوتية فَـ يشعر بالدماء تنهمر مِن جنب خُصرهُ ، يتمسك بمكان ضربتهُ التي شقها السيفَ وَ حرقها بذات الوقت ، وَ ألمان يقتلان قلبهُ يجعلون دموعهُ تتسارع على وجنتيهُ فَـ يختفي صوتهُ لصرختهُ الكبيرة ، يده ترتعشَ وَ عيونه تُشوشَ رؤيتهُ لجُرحه لكُثر دموعهُ

جونغكُوك كان يستطيع رؤية كُل شرايين الفتى تبرُز بجسدهُ وَ حتى اوردتهُ ، في جبهتهُ وَ عُنقهُ الاحمر ، يدهُ التي انملئت بالدماء وَ هو لم يملُك سوى غاية واحدة !

استنشاق تلك الرائحة العينة بأي قُدرة كانت !

لكنه فشل ..
هذا يجعلهُ غاضباً أكثر مِن الأول فمازالت قُدرة ذاك اللعين موجودة على الفتى لا يستطيع فكُها بألف تعويذة ، لا يستطيع حتى أن يجد تعويذة تُشابه هذه الحالة

كانت عينان الفتى متورمة وَ حمراء لشدة بُكائهَ ، شفتيهُ المُتشققة انهمر منها الدماء بسبب صُراخهُ الشديد فيؤذي جلد شفتيهُ ، كان الشيطان يُحاصرهُ مِن كُل الإمكان التي فكر بها تايهِيونغ لكي يهرب
فَـ يسخر عقلهُ منهُ لتلك الفكرة الغبية

عاد جونغكُوك يُعيد الكرة فيخفُض يديهُ سريعاً على جسدهُ وَ يشُق بنطال الاخر مِن عند فُخذهُ وَ جلدهُ لتنهمر صرخات الفتى مع دمائهُ " أخبرني مِن هَو ؟"
يعلم أن تايهِيونغ يعرف كُل شيئ يخُص الشيطان الذي يُلاحقهُ "هو شيطانَ مِثلكَ انا لا أ.أعرفهُ !" صرخ بصوتً مبحوحَ وَ خافت لكونهُ فقد صوته لصرخاتهُ العالية وَ المُتتالية لأيامَ ، فيبكي على ما يخسرهُ تدريجياً ، وزنه ، وَ خصلات شعره التي بدأت تتساقط مِن دون سبب ، الان الجروح التي يعلم لن يتعافى منها وَ سَـ يموتَ لا مُحالا

جونغكُوك لم يُصدقهُ كما فعل سابقاً فيهمُس جالساً القُرفصاء امام جسد الصغير " إُيها البشري المُخادع ، هل تظُنه قادرً على حمايتك مِني فتكذُب لأجلهُ ؟" سخر ليتلقى جواباً من تايهِيونغ المُرتجف
" وَ هل تظُنني احمقً لأخُاطر بحياتي لأجَل شيطاناً ؟" هذه كذبة كبيرة فَـ الابتسامة التي وجدها جونغكُوك حالمَا ظهر ظلال الشيطان وسط الغُرفة على شفتي الفتى لم تكُن كـ شخصاً لا يعرف من الذي يُقابِلَهُ لم تكُن عابرة حتى

جونغكُوك رفع يدهُ مرة أُخرى وَ قبل إن يخُفضها بسُرعة صرخ تايهِيونغ يرفع يده المليئة بالدماء يحتمي بها " توقف أ.ارجوك لو كَنت أعرفهُ صدقِني كُنت سأخبركَ لأتخِلص مِن جحيمك" وَ لم يجدي نفعاً ابداً فأنخفضت ذراع الأكبر الذي يبتسم بخُبث شديد يستطيع الشعور به الفتى يتطاير من خصلاته الغُرابية ، فيُمرر سيفهُ مِن وسط شق صدر الذي اغمض عيناه يأُن بألمهُ غير قادرً على مواجهة هذا الكائن المُقرف امامهُ "مُضحك يا غَسق" كان يسخر من نهاية جملتهُ بكونه سيتخلص منهُ

" لِن تتخلصَ مِني تايهِيونغ أعِدكَ ، سأكِونَ كوابيسكَ حَتىٰ وَ إنَ ظِننتَ حياتكَ عادت لتبتسُمَ لكَ ، سأكِونَ تلك النُقطة السوداء التي تكِبر وَ تكِبر الى ان تمِلئكَ
لدرجة تجعلكَ تظُن لا خيراً بالبقاء حياً وَ لا في الموتَ" المنطقة التي مر بها سيفهُ أصبحت ذات لوناً أحمراً تحرق الفتى بشده وَ لم يستطيع فهم كلام الاخر من شدة المهُ فيتأوه بأستمرار وَ يتلوى بألمهُ

"ستجدنِي بكُل اتجاهً تلتفُتَ لهُ"

تايهِيونغ اغمض عيناهُ مُستسلماً للموت ، او رُبما لما سيواجههُ مسُتقبلاً فَـ كُل بذرات الامل التي كان يملُكها وقع عليها اعصاراً هدمُها ، لم يتبقى لهُ شيئاً سوى الموت او العَذاب ، لا يستطيع أن يُفكر بأحداً غير نفسهُ التي ستُنفى مِن جسدهُ الذي لم يعُد يستقِبلُها فأنتهت طاقِتهُ

لكنهُ بقى يتسأل

"لمَا ؟"

لم يجد إجابة مِن الذي كان يتأمل دواخِل الفتى وكم هي هشة باحثاً عن لقائهُ مع ذاك الشيطانَ ، لكُن كما هو متوقع لا شيئ ، لا لقائهم ولا هيئتهُ ولا حتى اي فكرة تخُصه ، هو اخفاهُم عنهُ جيداً هذا الشيطان اللعين ، وَ يعود يقطع ذات القسم بداخِلهُ هو لن يترُكهُ حياً لطالما هو يستنشق هواء الجحيم !

"جونغكُوك" صوتاً خلفهُ جعلهُ يزفر نفساً عميقاً وَ تختفي شرايين وجهُ وَ تعود شرايينه الناري بالخفوتَ شيئا فشيئ ، فَـ يقف مُغمضاً عيونهُ قبل أن يفتحُها
فَـ تعود بلون النار كما كانت دائماً

"أبيك ، هو يُريد حضوركَ حالاً"

___

شيريد ابو جونغي يا تُرى
همممممم 🫣!.

Continue Reading

You'll Also Like

516K 28.6K 68
إن كنت صديقي.. ساعدني كي أرحل عنك.. أو كنت حبيبي.. ساعدني كي أشفى منك لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً ما أحببت لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً ...
49.4K 3.7K 14
"اخر شتاء قضاه جونغكوك في اشويل كان مأساه حياته وسلب منه اخر قطعه يملكها من روحه وعندما عاد إليها مره أخري بعد عشر سنوات لم يتوقع ان تهديه اشويل كل م...
37.9K 1.9K 35
حِينمَا يكُون هَوَس تايهِيونغ في العِيونَ طاغِي يؤدي بهُ لأقِتلاعهُم مِن محجريهُما مُسبباً خطايا وَ ذنوباً ترتِسم على محياهُ "تلكَ النُيران ألتِي يِ...