𝐊armA | العاقبة

By _RaisAwatt_

45.8K 1.7K 1.7K

مَن هِي ! سُؤالٌ جَابَ عُقولَ جَميعِ سُكانِ الوِلايات المُتّحدَة لظُهورِ سَفاحةٍ تَجولُ مَدينَة شيكاغو و تَع... More

Entrance
chapter 01: حفيدة الشيطان
chapter 02: تغيير في الخطط
Chapter 03:عدو مجهول
Chapter 04:ظلال المافيا
Attention
Chapter 06 : مستعدة للموت
Chapter 07 : مخططات سرية
Chapter 08 : مهمةٌ وردية

Chapter 05 : جريمة الحب

2.1K 96 108
By _RaisAwatt_

« الرأس الجميل قد يكون يخفيّ أقداماً
غير سليمة »

♡ Vote & Comments

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


في عالم حكمته الفوضى و الفساد و اتسمى فيه الناس بالجشع و الطمع ،، في زمنٍ قُطعت فيه صفحة العدالة ليحل مكانها سفك الدماء ،، هناك حيث يفنى الضعيف و ينجو القوي ،،

حيث اختلف تعريف القوي الآن فأصبح كل من خدع و مَكَر بالناس قويّ ،، و من سفك دماء الأبرياء عظيم ،،

عالم مظلم مبني بجماجم الأبرياء و قصور من الدم و الفساد ،، هنا حيث تنطبق مقولة ،،

القوي يلتهم الضعيف

فالقاتل و عديم الإنسانية سيعلو بشره على حساب أرواح النزهاء و الشرفاء أولئك من فضلوا الفناء على أن تتلوث كفوفهم بالقذارة ،،

و كي تحيا في هذا العالم عليك أن تكون القوي ،، أن تكون الوحش و الشرير في قصتك على أن تكون ضحية لشرير آخر ،، قرر بناء مجده بنهب روحك و امتصاص دمائك ،،

و هذا ما فعله آل بوفير قديماً و ما أفعله أنا حاضراً ،،

رضيت بأن أكون الشرير و القوي على أن أن أكون الضحية الساذجة التي يُدعس عليها كالنكرة في الطريق الى السلطة و النفوذ ،، ببساطة الى القوة ،،

و جراء هذا تلوثت روحي بالسواد و الخطيئة و غُمست في الدماء ،، و أنا أرى العالم من فوق مع أصحاب السلطة و القوة ،،

و هذا تماما ما كنت اطمح لاصل اليه ... ان اكون حاكما من حكام العالم على ان اكون دمية يمشونها حسب مصالحهم ,,,

اكتسبت النفوذ و تجرعت السلطة مع الظلام فقط كي ارى الخوف في العيون و الرعشة في الابدان عندما ينطق اسمي او تطئ قدمي المكان ,,, عندها حتى ابليس يخشى بطشي و ما اكنه من طغيان ,,, فلم يجرأ أحد على العبث معي أو العصيان ,,,

لتظهر مجموعة فتيان ،، في أحد الأيام و يعبثون معي أنا .. الشيطان ،،

لقد كانت صفقة مهمة و ستعود علي و كونراد بمنافع كثيرة دون إهمال أمر حصة المنظمة ،،

لكن الآن لدي جثث لحرقها و أفواه لغلقها و أوغاد لإرضاءهم ،،

عقدت و كونراد إتفاقاً مع كارتال المكسيك بمنحه شحنة كبيرة من الكريستال ميث ،، هو أحد المخدرات التي تأخذ شكل الزجاج الكريستال وهي شديدة الخطورة ... يتم استخدامها في الغالب لعلاج حالات الاكتئاب و هو ما يعانيه الكثير من الأوغاد في المكسيك الذين أفضل مناداتهم بالحمقى الجبناء

الذين يهربون من واقعهم إلى عالم اللاوعيّ و الإنتشاء بدل مواجهة آلامهم و مشاقهم فيؤدي ذلك إلى تلف وظيفة عقولهم ما يسبب حدة اكتئابهم أكثر و في أسوء الحالات موتهم كالكلاب الضالة و هذا

يعد خسارة طائلة لأرواحهم و أنا أكره الخاسرين فبعد كل شيء الجميع عداهم رابح فأنا استفيد بأموال ضخمة و تاجريّ المخدرات كذلك فقط متعاطيها هم الخاسرين ،،،

الكريستال ميث من أكثر المخدرات طلباً في السوق بسببب ظهور حالات النشوة والفرح بعد تعاطي تلك المادة، ويتم استخدامه بغرض الحصول على إطالة الفترات الجنسيةكذلك ،

و بعد بناء الجدار الفاصل بين حدود الأمريكية و المكسيكية الذي يفضل الناس تسميته بجدار ترامب فقد تم بناءه تحت توصيته و اشرافه خلال فترة حكمه من أجل الوقف من الهجرة الغير شرعية للمكسيكيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية

هذا ما أرادت الحكومة منا رأيته لكن في الخفاء قد كانت صفقة عقدت في الظلال بين الرئيس السابق للولايات المتحدة ترامب مع حكام المافيا في المكسيك ،، حيث تم الإتفاق بين الطرفين على بناء الجدار من أجل الغلق على تجار المخدرات الصغار الذين كانوا يضرون الرؤوس الكبرى بسبب تخفيضهم لأسعار المخدرات فتأثرت السوق و أصبح الطلب من عند التجار الصغار أكثر من الرؤوس الكبرى ،،

و لحل لهذا المشكل تم بناء الجدار كل تكاليفه مدفوعة من كبار المافيا المكسيكية حيث يكون ترامب هو الغطاء لهذه الفوضى في العالم السفلي كما يستفيد من كل هذا في حملته الإنتخابية كونه يفكر في مصلحة الشعب و ما يصاحب ذلك من هراء ،،

و لكن هذا لم يكن ذا منفعة للمكسيك فقط بل لي أيضاً ،،، فبسبب الجدار قد غلقت الطرق التي تسمح بتهريب المخدرات بين الطرفين إلا إذا كان أحدهما مافيا قوية ذات نفوذ لديها طرقها الخاصة للتهريب
و هذا ما لديّ أنا ،،

لقد كثرت الصفقات معي بسبب نوعية المخدرات لديّ و ندرتها،،و طرقي المختلفة في التهريب و التي لا يعلم عنها أحد ،،

فأنا أهرب المخدرات عبر الطائرات و السفن و لتفادي رصد الشحن من قبل الكلاب البوليسية ،، يقوم رجالي المختصين بتجميد كل كيس بوزن 10g من المخدرات في مكعب ثلج كبير إلى حد ما ،، ثم يتم تغليفهم في علب من صنع المختصيين لديّ ،،

مصنوعة من الرصاص و مغلفة من الداخل بالأليمينيوم و بهذا يستحيل على الكلاب رصد رائحة المخدرات خاصة وأنا أنا أحملها وسط طائرة كاملة من العطور مختلفة الروائح و الأنواع ،،

و هذه الصفقة بالتحديد مهمة جدا لأعمالي في المكسيك كوني بهذه الصفقة سأضمن ولاء الكارتال و عن قريب و بمساعدته سأضم و أخيرا المكسيك إلى الدول التابعة لي،، و بهذا تابعة للمنظمة كذلك و هذا ما كانت تتوق له بشدة فالمكسيك المكان المناسب للأعمال الإجرامية دون الحاجة إلى إخفاءها أساساً ،،

فمع فساد الحكومة المكسيكية و ترابطها مع المافيا أصبحت المكسيك أكثر البلدان رغبة في امتلاكها في كافة أرجاء العالم السفلي،،

و ضمها إلى الدول التابعة للمنظمة سيكون أعظم إنجازٍ لي من بعد انظمامي لها طبعاً ،،

و إفساد هذه الصفقة سيكون بمثابة فتح أبواب الجحيم في وجوهنا و غضب المنظمة أفظع من الجحيم بأضعاف صدقوني ،،

لكن رجال كونراد الحمقى أخفقوا و بشدة في حماية البضاعة و الأشد سخرية هو هزيمتهم أمام كومة مراهقين تأثروا ببضعة أفلام شاهدوها ،،

لذا كان علي التصرف و بسرعة ،، لذا بمجرد إعلامي بما حدث في مقر كونراد أول ما فكرت فيه هو إلهاء المنظمة و كسب رضاها في نفس الوقت و بهذا أمتص غضبها ،،

لذا في حرب مُحكمة بين الرؤوس الكبرى في الولايات المتحدة و عدوتهم الوحيدة التي تدعى «بالعاقبة»

كنت أنا المخرج و المتحكم في هذه المسرحية حيث استخدمت كامل نفوذي لتتبعها ،،

و مهما كان ذكاءها و خبرتها في الإختفاء دون أثر ،، إلا أنه جاء يوم و تركت لي طرف خيط و قد استغليته جيداً ،،

يوم تسلل عصابة الشوارع الناشئة تلك إلى مقر كونراد و نهبهم لبضاعتنا و ألماسنا الخام كنت خارج التغطية ،، لكن بمجرد إتصال كونراد بي في رقمي الشخصي أدركت أن خطباً ما واجهه ،،

و عند إخباره لي بأنهم فروا من بين يديه و قد وجد رجاله مصابين و أحدهم مقتول ،،

أخبرته بتنظيف المكان و تغطية الأمر عن الشرطة و لكنه أخبرني أنه تكفل بالأمر و أثناء تنظيف الرجال لأماكن القتال ،،

وجدوا أمراً مثيراً للإهتمام ،،

لقد كان الرصاص في مسرحين من أصل ثلاث ينتمي إلى «العاقبة» ،،

كان الرصاص خاصتها فريداً و مشهوراً في كافة أرجاء العالم ،،

من لا يعرف رصاصة كيوبيد !

رصاصة كيوبيد هي رصاصة ذكية لا أحد يعلم عن كيفية صنعها سوى « العاقبة » ،،

تم تسميتها برصاصة كيوبيد إقتباساً من سهم كيوبيد ،، آلهة الحب اليونانية الذي لا يخطأ هدفه أبداً ،،

و كذا كانت رصاصة «العاقبة» ذكية جداً لدرجة أنها لا تخطىء هدفها حتى و إن كان فهداً برياً يركض بسرعة 200km/h

و هذا ما جعلها عدواً خطيراً ،،

فرصاصة كيوبيد قادرة على القيام بأمر أكثر من مجرد اتباع مسارها المحدد، مثل الدوران أو تغيير السرعة أو إرسال البيانات. ويمكن إطلاق مثل هذه القذيفة من سلاح ناري دقيق التوجيه قادر على برمجة سلوكه.

لقد كانت « العاقبة» داهية و لوعة الإنتقام المتقدة في روحها الحارقة ،، تجعلها دماراً لأعداءها ،،

و قد كنت كذلك .. أنا عدوها ،،

و أطمح لتدميرها قبل أن تفعل ذلك!

و لهذا تماماً سأكشف هويتها مهما كلفني الأمر ،، حتى و إن استدعى ذلك حياكة لعبة قذرة و ملتوية محفوفة بالأسرار المظلمة ،،

و بيادقها مجموعة مراهقين لا دخل لهم في هذه الحرب العاتية ،، سوى كونهم على صلة « بالعاقبة»

فاستخدامهم لرصاصها الخاص ليس محض صدفة بتاتاً ،، إنما كان لطخة في خطتها المثالية ،،

و هذا ما جعلني أقوم بكل هذه الضجة في شيكاغو ،،

لإلهاء الشرطة عن عملنا و عن تورطنا في هذه الجرائم بترك رمز «العاقبة » لجذب الأنظار كلها ناحيتها و توريطها كي تصبح محاصرة من قبل المشاكل حيث تصبح مطلوبة أكثر من طرف المنظمة و الحكومة ،،

و تخويفها هي و كومة المراهقين تلك بكوني أعلم عنهم كل شيء و سأستغل ذلك جيداً ،،

و التخلص من رجال كونراد الفاشلين حيث أنهم الضحايا 15 ،،

و أخيراً كسب رضا المنظمة بدلاً من غضبها بتحويل تركيزها كله ناحية عدوتهم و كم أسعى للقبض عليها بدلاً من خسارتي للبضاعة ،،

نعم ،، لقد كنت السبب وراء كل شيء و الآن بعدما رميت الطعم و عبثت مع فرسان الظلام كما يطلقون عليهم ،،

سأجلس و أنتظر ظهورها ،،

ظهور « العاقبة» ،،

⁦⁦⊙◎⊙◎⊙◎⊙◎⊙◎⊙◎⊙◎⁦⊙◎⊙◎


.

" لذيذ جداً "

أردفت رايتشل. بعد أن التهمت علبة مثلجات بنكهة الكراميل وسط تجولها في أنحاء ممرات الثانوية..

إنه وقت إستراحة الغداء و قد انتهت للتو من غداءها و قد حان وقت التحلية وهي مثلجات متجمدة في يوم عاصف من فصل الشتاء...

غريبة أطوار..

هذا ما جال عقول كل طالب مرت عليه بعلبتين من المثلجات.. إلا أن لا أحد تجرأ على النطق بذلك في حضرتها..

فمن يرغب بإعادة تركيب ملامح وجهه فليزعج كومة الغضب هذه..

نعم هذا كان لقبها في الثانوية...

فمنذ أول يوم لها هنا و هي تعنف كل من يقطع طريقها و تقريباً تكره الجميع...

و ما زاد من مصداقية لقبها هي ملامح وجهها الحادة حيث امتازت رايتشل بعيونها الثعلبية الزرقاء و رموشها الكثيفة التي تزيد من سحر عيناها سوداء اللون كشعرها متوسط الطول في سواده..

أنف صغير منحوت و شفاه مرسومة ملونة بملمع شفاه براق و طولها الذي يزيدها جاذبية...

لقد كانت من أولئك الأشخاص الذين بمجرد النظر لهم تشعر بالإرتباك من هالتهم و ملامحهم العابسة و الخطيرة...

و بالنسبة لرايتشل هذا كان شيئاً عظيماً حيث تجنبت الكثير من الحمقى بسبب ملامحها الحادة بالفطرة..

و مظهرها و هالتها الداكنة فحرفياً هي مهووسة بالملابس السوداء خاصةً إذا كانت من الجلد..

حيث ارتدت اليوم تنورة قصيرة و ذيقة مع قميص صوفي بأكمام طويلة و سترة جلدية واسعة و دافئة مع جوارب طويلة و سميكة تحمي ساقيها الطويلتان من زمهرير أكتوبر مع حذاء شتوي من الجلد الأصلي أنيق و أنثوي.. و هذه الإطلالة طبعاً جميعها سوداء اللون...

اتجهت نحو ساحة الثانوية الداخلية حيث هي بقعة واسعة إلى حد ما تنتشر في ضواحيها أرائك و مقاعد حيث يجلس الطلاب هنا في وقت الإستراحة..

كما أنها مكان إعلان أي خبر ففي أحد زوايا القاعة هناك منبر يحتوي على مكبر صوت للمدير أو أي أستاذ هنا يريد الإعلان عن شيء ما...

و هذا ما حدث الأسبوع الماضي حيث تم الإعلان عن قيام المدرسة بتنظيم حفل هالوين و يجب علينا أن نقوم بتزيين المدرسة و تنظيم أنشطة...

و هذا سبب تواجد العديد من أدوات التزيين و بالونات.. أضواء ملونة.. بعض لوحات جماليه و سلالم لتعليقها..

أغلب الطلاب مجتمعين هنا سواءً للمساعدة في تنظيم الحفل أو الجلوس و الدردشة مع الرفاق..

إلا أن رايتشل تجاهلت كل تلك التجمعات التي التفتت نحوها لتتجه نحو مكب القمامة لتقوم بالتخلص من علبة المثلجات الأولى و تقوم بفتح الثانية...

اختارت مجلساً على الأريكة الكبرى حين لمحت كلا من جيسيكا كلوي و ميلي ينتظرنها هناك..

لتبدأ جلستهن الطويلة التي لا تخلوا من النميمة حول الآخرين... إلا أن شيئاً قد لمحته جعلها تتجمد في مكانها و الملعقة عالقة بين ثنايا ثغرها..

لقد كان ليام...

مقابلها تماماً كان يقف مع رفاقه ضخام البنية فقد كانوا جميعاً أعضاءً في فريق الهوكي و هو قائدهم...

لكن ليس هذا ما لفت انتباهها بل أنها رأت كيف يتجاهل النظر لها ولا يعيرها أيّ إهتمام على خلاف ذكور ثانويتها فقد كانت رايتشل محط اهتمام كبير فجمالها الحاد و جرأتها جعلها نوع الجميع المفضل...

إلا هو..

لقد كان ليام أول شخص لا يعتبرها مركز الكون و لم يناظرها بنظرات شاذة أو خبيثة...

بل لم ينظر نحوها أساساً و هذه لم تكن المرة الأولى وهذا تماماً ما جعله مثيراً للإهتمام...

لقد اعتادت أن تكسب انتباه الجميع بمجرد خطوها لأي مكان و هو لن يكون إستثناء..

ستتأكد من ذلك قريباً جداً...

فقط إذا لم تتدخل بعض الكلاب الضالة كي تشتت إنتباهه عن الذئاب الحقيقية...

لقد كانت ذئبة مفترسة تريد اصطياد فريستها لكن ظهر أن بعض الكلاب تريد سرقتها منها...

هذا ما فكرت به و هي ترى رينا تقترب من ليام و تتغزل به ثم أعطته كوب شاي ساخن و هي تتظاهر باللطافة...

" القرف ... أريد أن أتقيء مما أراه"

تحدثت رايتشل للفتيات و هي تضع علبة مثلجاتها جانباً...

لتتبع الفتيات إتجاه نظرها فيفهمن مقصدها ..

رينا ستيف أكثر فتاة متصنعة عرفتها البشرية ،، هذا رأيهن على الأقل...

" تبدو أنها معجبة بليام"

نطقت ميلي و هي تراقب كيف تضحك بتزييف لما قاله أحد رفاق ليام..

" تحلم بذلك... لا يمكنها العبث بما يخصني و ليام يخصني"

تدخلت رايتشل بنبرة عنيفة و هي تضغط على أسنانها بغضب و غيرة...

" أريها ذلك رايتشل... أثبتي للجميع أنه محجوز و لا يجوز العبث حوله"

هذه كانت جيسيكا التي قفزت على صديقتها تشجعها على تحرير أفكارها العنيفة...

لتبتسم رايتشل بمكر و تنهض من مكانها متوجهة نحوهما..

و في منتصف طريقها توقفت عند مجموعة أولاد و أعطت أحدهم علبة مثلجاتها الغير مكتملة دون حتى أن تنظر له تحت تجمده و جميع من شاهد ذلك ..

ليس بسبب توقفها أمامهم أو حتى لتلامس كفه بأصابعها.. حسناً يمكن اعتبار ذلك سببا ثانياً في تجمد الفتى و لكن السبب الرئيسي هو تخليها عن مثلجاتها...

حرفياً رايتشل لا تتخلى عن مثلجاتها أبداً تحت أي ظرف..و هذا يعني أن شيئاً سيئاً سيحدث

" أعتقد أنها فكرة سيئة للغاية فتيات.. إنها رايتشل ستُحدث مصيبة"

تحدثت كلوي بعد أن وضعت كعكة القرفة جانباً مركزة تماماً مع صديقتها المجنونة التي لا تنوي على خير...

.
" أووه نعم .. إنها فكرة سيئة تماماً لهذا دعمناها على تنفيذها ،، بحقك أين المتعة في الجلوس و مشاهدة تلك المتصنعة تحوم حول ليام"

تحدثت ميلي و هي تبتسم بإشراق و هي ترى صديقتها تقف أمام ليام...

" نعم لقد احتاجت رايتشل إلى دفعة صغيرة كي تنصاع لأفكار شياطينها... و ماذا يقولون الأصدقاء وقت الذيق لقد فعلنا مهمتنا بنجاح "

وافقتها جيسيكا و الكل يتتبع ما يحدث قبالتهن.

بينما لدى رايتشل التي ظلت تتقدم إلى وجهتها و الجميع يلتفت لها و يتبعونها بأنظارهم فهالتها انتشرت في المكان توحي لهم بأنها على وشك افتعال مشكلة ما ..

مما أدى هذا إلى سقوط المكان في صمت شديد مركزين على المشهد الذي ستصنعه..

و هذا لفت أنظار كل من ليام و رفاقه و بالطبع تلك رينا ،،،

ركز الجميع عليها عندما توقفت مقابل ليام و رينا التي تلتصق به كالصمغ...

لتقوم بثنيّ مرفقيها حول صدرها بوقفة واثقة و هي تخاطب الأشقر قبالها..

" أهلاً ليام،، لم أرك صباحاً مع الرفاق"

" أهلاً رايتشل...كان لدي تدريب صباحي لذا ذهبت مباشرة فكما تعلمين المدرب لا يحبذ التأخير"

رد عليها ليام وهو يعبث بشعره الأشقر الحريري..

" طبعاً أدرك ذلك ،، أخبرني لا بدّ أن التدريب كان صعبا عليك.. أمر عسير أن تتدرب في الجليد وسط يوم عاصف كاليوم "

تحدثت و هي تركز عليه تماماً متجاهلةً رينا تماماً مما سبب انزعاج هذه الأخيرة...و الجميع لاحظ هذا التوتر بينهما لذا ببطىء انسحب رفاق ليام من أرض المعركة...

" لا أبداً أنا متعود على درجة الحرارة المنخفضة رايتشل ،، كما أن ملابس الهوكي ثقيلة تساهم في رفع درجة حرارة الجسم خصوصاً عند اللعب و سريان الدم بشكلٍ سريع. حتى أننا نتعرق من شدة الحرارة.. لذا لا لم يكن بالأمر العسير عليّ ،، لكن مع ذلك شكراً على السؤال"

ابتسمت رايتشل بخبث عند إجابته فقد وصل إلى النقطة التي أرادتها تماماً..

" بالطبع سأسأل إذا لم أهتم بك فمن سيفعل!!
بعض الفتيات الرخيصات ؟ بالطبع لا "

اوووه هذا كان هدفاً رائعاً في مرمى رينا ،،

نظر ليام بين الفتاتين و هو يلاحظ تلك الحرب الصامتة بينهما ،، تباً هو وسط ماذا؟

أخرجته رايتشل من تحديقه بها عندما اقتربت منه لدرجة اسنشاقه رائحة أنفاسها المحلاة التي تفوح منها رائحة الكراميل ،،

لتضع يدها على ذراعه أسفل كتفه بقليل و هي تخاطبه ،،.

"إذاً بما أنك لا تشعر بأي برد على الإطلاق ،،على عكسي تماماً فكما ترى لقد ارتديت هذه الملابس القصيرة و أنا أكاد أتجمد ،،لذا هلا أسديت لي معروفاً و أهديتني هذا الكوب الساخن من الشاي؟ "

" نعم بالتأكيد تفضلي ،، لم يكن عليكي سؤالي حتى"

آنياً قام بإعطاءها كوبه دون تفكير عندما لاحظ قُصر ملابسها بالفعل ،،

مما جعل رينا تكاد تنفجر غيظا ،،

كيف يعطيها كوب الشاي الذي أحضرته له ؟

تباً لن تصمت عن هذا بعد الآن ،،

" ماذا تفعل ليام ،، كيف تعطيها كوب الشاي الذي أحضرته لك ؟؟ و أنتِ أعيدي له ذلك الكوب وإلا ،،"

" رينا!! توقفي ما الذي دهاك ،، لقد أهديتني إياه و أنا ممتن لكي لكن ما أفعله بهذا الشاي أمر خاص بي و أنا أعطيته لها لذا توقفي و لا تخاطبيها بنبرة التهديد هذه ثانيةً،، "

قاطعها ليام بنبرة جادة يتخللها التحذير ،،

لكن رايتشل ليست فتاةً تحتاج من يدافع عنها بل هي تحل مشاكلها بنفسها و بطريقتها أيضاً ،،

" أووه رين أنتي هنا ؟ منذ متى و أنت تقفين هناك و تتنصتين علينا ألم يخبرك أحد أن التجسس على خصوصية الآخرين فعل مخل للآداب!!!"

هذه طريقة جيدة لإستفزاز فارغة العقل تلك،،

و هذا يفسر سبب تقدم الأخرى منها و وجهها يكاد ينفجر من الغيض ،،

" أولاً إسمي رينا و ليس رين ،، ثانياً لم أكن أتنصت بل كنت هنا قبل أن تأتي حتى..."

لم تنهي حديثها لأن رايتشل قد قاطعتها ،،

" أووه إعذريني فأنا سيئة في تذكر أسماء الحثالة ،، كما أن هذا ما يقوله الجميع حين يتم القبض عليهم يتجسسون على حياة غيرهم"

" ماذا ؟ "

نطقت رينا بصدمة من حديث الأخرى و ضحك جميع الطلاب و التفافهم حولهم ،،،

" هيا لا تكوني خجولة أخبريني كيف هو شعور أن تعيش دوماً في الخلفية و تشاهد حياة الآخرين ،، لا بدّ أنك جيدة في هذا "

" هذا يكفي ،، أنت وقحة جداً ،، ثم لما الجميع صامت هل أنا الوحيدة التي ترى كيف تسيء لي ؟
ليام قل شيئاً "

صرخت رينا في الجميع ثم التفتت نحو ليام متشبثة بذراعه و كأنه سيحميها منها !

أووه ،، تلك الساذجة لا أحد سيحميها منها ،،

لا أحد ،،

" هذا يكفي رايتشل.. لا تكبري الموضوع"

نطق ليام مدافعاً عن رينا مما جعلها تغضب أكثر ،،

" حسناً! ما بال الجميع أصبح مملاً لقد كنا نمرح فقط.. كان ذلك ممتعاً أليس كذلك رينا ؟ "

تحدثت رايتشل بمرح و حيوية كأنها كانت تلعب حقاً ،، مما جعل رينا تناظرها بتشوش لتغيرها هكذا هل هي مجنونة ؟

" هيا بحقك لا تكوني طفولية لقد مزحت معكي فقط رين.. "

" إسمي رينا !"

" إنه نفس الشيء ! ،، ثم لقد أعجبني قميصك جداً ..لقد رأيته في مكان ما لكنني لا أتذكر "

نظرت رينا إلى قميصها ثم عادت إلى رايتشل التي تبتسم لها بشكل واسع ،،

سعادتها بهذا المدح جعلتها تغفل عن عينيها الثعلبية التي تلمع بمكر الثعالب ،،

" شكراً لكي ،، إنه قميصي المفضل "

ردت رينا بفرح و متغاضية تماماً عن إساءة الأخرى لها قبل لحظات ،،

غبية

هذا ما فكرت به رايتشل لتجيبها هي الأخرى ،،

" من واجبي ،، آه لقد تذكرت أين رأيته ،، لقد كان في سلة التبرعات العام الماضي أنا أذكر أني وجدته هناك عندما كنت أتبرع بملابسي القديمة و قد فكرت من سيرتدي شيئاً كهذا!.."

صرخ بعض الذكور عند إنتهاءها من كلامها فقد كانت ضربة مرتدة غير متوقعة بتاتاً ،،

بينما ظلت رينا متجمدة في مكانها كيف تجرأ!
لقد اشترته بسعر غالي لتأتي هذه المغرورة و تقول أنها وجدته في سلة التبرعات العام الماضي!!!

ابتسمت رايتشل بانتصار لأنها بالفعل لم ترى هذا القميص من قبل أبدا..و لكن جمهورها كثير و سيصدقون أي شيء تنطق به و هذا جيد لإحراج الأخرى...

خرجت رينا من صدمتها و إحراجها الشديد و هي تقترب من رايتشل صارخة بها ،،

" كفى ،، لقد تخطيتي حدودكي أيتها الساقطة المغرورة.. أرجعي لي كوب الشاي و انصرفي بعيداً عنا.. لقد كنا بخير قبل مجيئك "

وضعت رايتشل يدها على أذنيها و كأنها لا تحتمل صوت الأخرى ،،

لقد كانت تعلم تماماً كيف تلعب ،،

" هذا سيء رين لا يجب أن تشتمي في وسط الثانوية ،، ثم هل تريدين الحصول على الشاي ؟ إذا احصلي عليه بنفسك هيا "

حدقت رينا بها بغضب و حقد شديدان لكنها لم تجرأ على التقدم منها.. فرغم غباءها إلا أنها لا تزال طالبة هنا و تعلم تاريخ رايتشل المليء بكسر أنوف الآخرين ،،

" ماذا هل أنتِ خائفة ؟ هيا سأساعدك عزيزتي.."

تقدمت منها ثم فجأة قامت بسكب كوب الشاي الساخن على قميصها مسببة صراخ الأخرى بألم و فزعها منفجرة بالبكاء و شهقات من الطلاب حولهم

" حسناً هذا ما يسمى بالفن التشكيلي أليس كذلك ؟"

" هل جننتي.. اللعنة عليكي أيتها الساقطة لقد فعلتي ذلك عمداً"

"هذا خطأي رين.. كان علي سكبه على لسانك الفاسد بدلاً من بطنك المتدلية..على الأقل ستتعلمين أن الصمت في بعض الأحيان هو نعمة عليكي "

تحدثت رايتشل بشر و هي تحكم قبضتها على ذقن الأخرى ثم دفعتها على السلم وراءها لتسقط عليه ببطنها مسببة ألماً مضاعفاً بسبب حروقها ،،

كانت ستتقدم منها مرة أخرى وسط صمت الجميع من الصدمة.. إلا أن قبضةً أحكمت إمساكها

نظرت لصاحبها من فوق كتفها لتجد ليام يناظرها بجدية ،،

" توقفي رايتشل.. ما فعلته يكفي لنذهب قبل أن يأتي العميد هيا "

سحبها معه متجهين إلى المخرج إلا أن صوت العميد اوقفهما ،،

" آنسة سميث.. هاربر أين تظنان نفسكما ذاهبان ؟"

" سحقاً "

قالها كلا من رايتشل و ليام و هما يحدقان في بعضهما..

⁦˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙˙⁠❥⁠˙


أرواح زاهية.. و قلوب شابة..ضحكات تتصاعد في الفضاء حول أولئك الطلاب و أحاديث مشوقة تدور بينهم.. تناقرات بين بعضهم و مزاح بين الآخرين ،،

وسط الملعب الداخلي للثانوية حيث تم غزوه من قبل بعض طلابها من جميع السنوات ،،

كان الطلاب على شكل مجموعات متفرقة في أنحاء الملعب و المدرجات هناك من يدرسون و آخرون يدردشون أما البعض الآخر فقد فضلوا الغداء هنا بدلاً من مطعم الثانوية ،،،

و في تلك البقعة من الملعب تحديداً مكان جلوس المدرب و اللاعبين الإحتياطيين أثناء مباراة كرة السلة كانت أودري تجلس كتفاً لكتف مع سمانثا بالمقعد جانبهم

كان يجلس كلاي و هو يحاول إقناع سمانثا بقبوله في نادي الملاكمة خاصتها الذي تم تدشينه حديثاً بعد أن عملت بجهد كي لا يُقبض عليها أثناء غشها في إمتحانات الفصل السابق...

فذلك العميد القذر قد اشترط أن تحصل على ممتاز في جميع إمتحاناتها و لو رسبت في أحدها فلن يوافق على فتح نادي الملاكمة ،،

و بعد أن فعل المستحيل كي لا يتم القبض عليهم و هم يغشون إلا أنها تنكر جميله الآن و لا توافق على ضمه إلى فريقها ،،

و لعناد الإثنين فقد تحولت محاولة اقناعها إلى شجار مما جعل أودري تتنهد و تضع سماعاتها كي لا تصلها أصواتهما الصاخبة ،،

بينما كان كلا من إيدن و جاكسون يلعبان كرة السلة بمفردهما حيث قاما بالتراهن على ألفيّ دولار حيث الفائز يكسب ألفيّ دولار و يصبح هو كابتن الفريق ،،

حيث أن إيدن هو الكابتن الآن و جاكسون مساعد الكابتن و إذا غاب إيدن قيادة الفريق تسقط على عاتقه..

لكن قول أودري أن جاكسون يستحق القيادة أفضل من إيدن كون هذا الأخير صار قليلاً ما يتدرب و أهمل الفريق بعض الشيء مؤخراً على عكس

جاكسون الذي ينصب تركيزه كله على كرة السلة و التدريب حتى أنه قاد الفريق بشكل مذهل في غياب إيدن ..

تابعت أودري المباراة و هي تلاحظ الحماس و روح التحدي التي احتلت الهواء حولهما ،،،

لكن لفت انتباهها صراخ فتيات قادم من المدرجات على يمينها.. كان الصراخ عالياً لدرجة أنه اخترق صوت المغنية الصاخب القادم من سماعاتها ،،

لذا حولت أنظارها إلى جهة الصراخ.. لتجد بيلي يقف أمامهن و بجانبه فتاة سمراء طويلة لقد كانت فتاة تعرفها من فريق الكرة الطائرة للفتيات ،،

و كانا حرفياً يقبلان بعضهما أمام الجميع و هذا بالتأكيد سبب صراخ الفتيات قبل هنيهات..

لكن على خلافها هي التي اشمأزت من المنظر كان صراخهن بسبب انهن وجدن ذلك رومانسياً أو ربما لأنهن يتمنين أن يكن محلها ،،

و بسبب اشمئزازها منهما تعكر مزاجها لذا حملت هاتفها تغير أغنية الراب إلى أغنية حزينة ،،

حسناً يبدو أن مزاجها متقلب كالجوّ هذه الأيام ،،

لكن وسط اندماجها مع الأغنية و شعورها بالحزن و الفقدان و كأنها انفصلت حديثاً عن حبيبها ،،

تمت مقاطعتها مرة أخرى من قبل جاكسون الذي جلس على كرة السلة أمام قدميها و العرق يتقاطر منه و يسافر عبر تقاسيم وجهه الوسيم مروراً برقبته إلى صدره المضطرب جراء ركضه ،،

" هل تمازحينني أودري ؟ لقد وعدتني بأن تشاهدينا نلعب و تراقبي ذلك الوغد إذا حدث و قام بالغش.. ثم انظر لأراكِ في عالم آخر ؟"

خاطبها جاكسون بسرعة و هو ينزع عنها الساعات كانت على وشك تبرير نفسها و مسح كل شيء في سمانثا و كلاي اللذان لا يزالان يتشاجران حد الآن

لكنه قاطعها مجدداً غير آذنٍ لها بالكلام ،،

" سحقاً.. ربما كانت فكرة سيئة أن أثق بكِ فأنتِ صديقته المقربة على أي حال.. بالتأكيد ستخفي عني الأمر إذا غش...كان علي جلب هايدن إنه حكم جيد و حيادي"

كانت ستدافع عن نفسها و تخبره أنها عادلة أيضاً رغم أنها ليست واثقة إذا كانت ستشيّ بإيدن لو حدث و غشّ ،،

لكن تمت مقاطعتها هذه المرة أيضاً لتتنهد فاقدة الأمل ،،

لكن هذه المرة لم يكن جاكسون من قاطعها إنما إيدن الذي أتى من خلف جاكسون و هو يتصبب عرقاً أيضاً و ووجهه و شعره الغرابي مبللان بالماء البارد من قارورة الماء التي لا يزال يحملها ،،

لكن ما فاجأها و جعلها و صديقيها يكفان عن الشجار و ينفجران بالضحك هو دفعه للكرة التي يجلس عليها جاكسون بقدمه مما جعل هذا الأخير يفقد توازنه و يسقط على ظهره ،،

" كف عن مضايقتها أيها الخاسر"

" إذا لقد فزت في الرهان!"

سألت و أنا أكف بصعوبة عن الضحك بسبب منظر جاكسون و هو يسقط ،،

لأراقب إيدن و هو يبتسم بجانبية ليسحب يده نحو جيب بنطاله الخلفي مخرجا ألفيّ دولار ليتلاعب بحاجبيه و تتسع ابتسامته قائلا ،،،

" بالتأكيد فزت ،، رغم تقليلك من قدراتي قبل قليل إلا أني أسامحكِ كوني صديقاً جيداً لن تصادفي مثله في حياتك.. لذا قررت عزمكي إلى العشاء غداً ما رأيك ! سيكون الأكل أكثر لذة لأنه بمال جاكسون"

خاطبني و غروره قد وصل إلى حدود السماء لكن ذلك جعلني أضحك على سخافته ،،

أما عن عرضه فأنا أقبل بالتأكيد من الغبية التي ستفوت فرصة عشاء لذيذ مجاناً ،،

" هذا أكيد سيكون مسلياً"

و جراء حديثي قلب جاكسون عينيه بغيض من فكرة أن نحضى بعشاء بماله من دونه ،،

بعد مدة كنا لا نزال في أماكننا كما كنا سوى أن إيدن الآن يجلس بجانبي الأيسر بينما جانبي الأيمن تجلس سمانثا و كلاي لكنهما يتحدثان الآن بسلام دون عراك و جاكسون كان لا يزال يقبع على الأرض متكئ بكفيه على الأرض خلف ظهره ،،

كنا نتحدث تارة و نضحك تارة أخرى حتى قاطع تلك الأجواء قدوم بيلي و هو يبدو كمن يحمل خبراً ،،

لذا بمجرد أن وقف أمامنا سألته سمانثا ما يجوب في عقولنا جميعاً ،،،

" يبدو أنك تحمل خبراً ما بجعتك لكن لا أستطيع الجزم إن كان جيداً أم سيئاً .. لذا اكشف أوراقك "

ناظرها بيلي لثانيتين ثم مرر بصره علينا جميعاً حتى شخص تركيزه عليّ قائلاً بعد أن أفرج عن ابتسامة واسعة ،،

" إنه جيد بل جيد جداً ،،"

رفعت له حاجبي كي يكمل حديثه ليفعل ذلك آنياً

" إنها رايتشل"

إسم واحد فقط جعل الإدراك يطرق عقول الجميع مما يفسر تنهدنا و قد قمت بشد خصلات شعري إلى الخلف في محاولة للتحكم في ذاتيّ و قهقهت بيلي جعلت الأمر صعبا.ً علي،،

....

لطالما كان اسم رايتشل يتبعه مشكلة لذا لا أعتقد أن هذا شيء جديد على أيّ منا و نحن نرى كل الثانوية متجمعة في قاعة الإستراحة حول رايتشل و ليام مقابل عميد الثانوية و الممرضة جاثية أمامهم

تساعد فتاةً مرمية على الأرض و هي تشهق باكية وسط فوضى من السلالم المرمية و اللوحات كذلك و بركة من سائل بنيّ فاتح يبدو كأنه شاي ،،

نعم إنها رايتشل ،،

نظرت حولي لأجد جيسيكا متجهة نحونا ركضاً و هي تبتسم بسعادة.. أنا واثقة أنها من حرضتها ،،

تباً لما أنا محاطة بالحمقى!!

" لقد فاتتكم المتعة الحقيقية يا رفاق ،، لم تروا كيف قامت بسحق تلك البعوضة .. آه أنا أشعر بالسعادة "

أردفت جيسيكا و هي تضرب كفها ضد خاصة بيلي اللذان نسخا نفس الإبتسامة الغبية على وجهيهما ،،

" صحيح أني لم أرى لكن بعض الفتيات اللاتي أتين ركضاً إلى تلك الفتاة التي كنت معها قبل قليل و قاطعوا لحظتنا الجميلة..قائلين أن كومة الغضب قامت بتلقين عاهرة ما درسها ،، لقد أعجبني العنوان عليك بكتابة مقال على صفحة الثانوية بهذا العنوان سينفجر بالإعجابات ،، اشكريني لاحقاً عزيزتي "

" هذا عنوان رائع لبدأ جلسات النميمة حتى نتخرج شكراً جزيلاً"

تعانقا هذان الغبيان و أنا لا أصدق ما يحدث ،،
حسنا كنت أعلم أن عصابتي مجموعة مجانين لكن ليس لهذه الدرجة ،،

أعدت تركيزي لمكان تلك المصيبة لأجد أن ميلي و كلوي هناك بجانبها أيضاً لذا بدأت في التقدم إليهم ،،

ليبدأ الجميع في إفساح طريق لعبوري و هناك من يرمي كلمات الترحيب على مسامعي لكن هذا توقيت مزري كي أرد عليهم لذا أكملت سيري وسطهم فقط ،،

" سيدي العميد"

قلت جاذبة انتباهه ناحيتي فقد كان وجودي إلزامياً ليس كون رايتشل صديقتي فقط بل كوني رئيسة مجلس الطلبة في الثانوية يلزم علي الحضور في أي حادثة تقع داخل الثانوية ،،

" أودري عزيزتي تعالي هنا ،،طرأ لكي عمل بسبب هذان الطالبان "

نظرت إلى صديقيها بلوم ثم أعادت تركيزها إلى العميد مبتسمة ببشاشة...

" حسناً إذا سأتكفل بهما حضرة العميد يمكنك الذهاب لا تضيع وقتك على مسألة بسيطة كهذه "

كونها رئيسة مجلس الطلبة فهي تتدخل عند حدوث أي مشكلة أو نزاع لتفكه كما أنها تحضر مع العميد كي تتكفل هي بكتابة تقرير لما حدث و الذي سيبقى محفوظاً في سجل كل طالب افتعل مشكلة لهذا تحدثت تحاول التخلص منه هي تنقذ صديقيها إلا أنه كان ذو رأي ثابت لا يتزعزع....

" أوه لا عزيزتي إنها ليست مسألة بسيطة بل هي إعتداء على طالبة في الثانوية و اصابتها من قبل طالبة أخرى.. آنسة سميث.هاربر إلى مكتبي حالاً "

تنهدا ثم تبعاه إلى مكتبه وسط شتم أودري لهما..

في مكتبه الكلاسيكي بمكتب من خشب البلوط اللامع و أرائك بلون أسود مع خزانة كبيرة ورائه مملوءة بالملفات...

علم صغير للولايات المتحدة الامريكية معلق على مكتبه و أغراضه منظمة فوق هذا الأخير ...

كانت أودري تقف خلف العميد الجالس أمام مكتبه بينما يجلس ليام و رايتشل في المقعدين المتقابلين و المقابلين للمدير...

كان ينتظر حظور رينا من عيادة الثانوية كي يستمع للحادثة من كلا الطرفين...

قاطع سكون المكان دقتين على باب المكتب ثم دلوف رينا التي كانت في حالة مزرية من شعرها الأشعث إلى وجهها الملطخ بآثار مستحضرات التجميل التي تلفت أثر دموعها...

و ضمادة تغطي بطنها تحت ملابسها المبللة و المتسخة و يدها اليسرى مجروحة جراء اصطدامها بالسلم...

كان بإمكانها تغيير زيها المدرسي و ترتيب هيئتها لكن يبدو أنها تريد كسب شفقة العميد نحوها...

تفحصها العميد جيداً ثم أعاد ناظريه إلى رايتشل التي تبتسم بسعادة لكنها ما إن شعرت بتحديقه مسحت ابتسامتها و استبدلتها بملامح متأثرة مع حالة الأخرى...

حمحم العميد و هو يناظر رايتشل و ليام مشيراً بعينيه إلى رينا لكنها لم يفهما تلميحها إلى حين خاطبها قائلاً

" آنسة ستيف لابد أنها كانت تجربة مؤلمة و صادمة ... تريدين الجلوس!"

هنا فهم الإثنان تلميحه لكن رايتشل رفعت كتفيها بمعنى أنها لن تعطيها مكانها...

لذا ما كان على ليام سوى أن يتنهد و ينهض متخذاً البقعة خلف رايتشل مكانا لوقوفه..

و هو يستند على مسند مقعدها الجلدي بقدمه.

بعد جلوس رينا بدأ العميد تحقيقه بسؤاله الموجه إلى الضحية...


" إذا آنسة ستيف أخبريني ما الذي حدث دون كذب أو تلفيق للحقائق "

كانت نبرته الجادة و التي تغلفها الصرامة و التحذير أخافت المعنية....

لذا بلعت ريقها و باشرت في سرد ما حدث بعد أن أومأت له بطاعة...

" لقد كنت أجلس مع صديقاتي في قاعة الإستراحة ثم رأيت ليام رفقة أصدقائه لذا توجهت له و اقترحت عليه كوب شاي ساخن كي يريحه بعد أن ابتعته له كوني تذكرت إجهاد المدرب لهم.. "

توقفت للحظات كي تلتقط أنفاسها ليومىء لها العميد كي تكمل سردها لذا امتثلت له...

" و في وسط حديثي مع ليام قاطعتنا فجأة رايتشل ثم بدأت تتحدث مع ليام متاجهلة إيايّ بعدها بدأت بالإساءة إلي لفظيا و قد أذلتني بشدة أمام الطلاب و أيضا قامت بأخذ كوب الشاي الذي

أعطيته لليام و هنا قلت لها أن ترده لي كونها أهانتني و الآن تريد أخذ كوب الشاي خاصتي و لكن عندما طالبت به قامت بسكبه علي ثم دفعتني على السلم ورائي إنها متوحشة و مختلة..."

أنهت حديثها بشتم رايتشل التي ناظرتها بعينيها الثعلبية الحادة جاعلة إياها تخرس...

تنهد العميد بشدة عندما لاحظ ذلك ثم خاطب تلك المتعجرفة التي تجلس و كأنها صاحبة المكان...

" إذا لقد سمعتي ما قالته الآنسة ستيف هل لديك أي اعتراض عما قالته أو شيئاً لإضافته"

نظرت له رايتشل ثم أردفت بصوتها المغرور بالفطرة..

" سيدي العميد لابد أنك لا تعلم ذلك لأنه شيء خاص بأسرتنا فقط و هو حساس بالنسبة لنا لكن مع ذلك سأخبرك...كما ترى أنا ولدت بحواس حساسة لا أستطيع لمس شيء رخيص أو رأيته أو حتى سماعه لذا لا لم أسمع ما قالته للأسف لأن أذناي حساسة كما سبق و أخبرت حضرتك"

كانت تتحدث بجدية لدرجة أن الجميع صدق أنها ستصرح عن شيء جدي للغاية لكنها كانت تتلاعب بهم دون أي مبالاة للعميد حتى..

" لكن عندما قمت بتخويفها بعينيك عندما باشرت في شتمك لا يوافق أقوالك الآن آنسة سميث"

كان هذا العميد و هو يجيب رايتشل بنفس أسلوبها..

" ذلك لأن ليام أخبرني فوراً أنها تشتمني.. لابد أنك لم تره عندما فعل ..هذا متوقع فأغلب الشيوخ في سنك ضعف بصرهم"

شهقت رينا من جرأة رايتشل و وقاحتها مع العميد بينما فلت من ليام صوت ضحكته المخنوقة من صديقته المجنونة...

" حسناً..حسب أقوالكما هنا..آنسة سميث كنت سأفصلك لأسبوعين جراء اعتداءك على طالبة داخل الحرم المدرسي لفظياً و جسدياً "

" افتعالك للصخب و المشاكل وسط الطلاب و تقليل احترام عميد الثانوية..."

عدد العميد أخطاء رايتشل التي ارتكبتها وسط تنهد كلا من ليام و أودري لأنهما يعلمان أن مشكلة ستواجه صديقتهما المتهورة...

"لكني أعلم أن الفصل سيكون جائزةً لكي فجيلكم يكره الثانوية و قضاء ساعات فيها و أكثر ما تنتظرونه طوال اليوم هو انتهاء اليوم الدراسي لذا ما الذي سيكون أكثر ازعاجاً من امضاء المزيد من الساعات داخل قسم مغلق عليك دون أي شيء آخر...."

لا لن يجرأ على ذلك..ليس ما تفكر فيه...

" آنسة سميث أنت محجوزة لمدة أسبوعين لعدة ساعات بعد دوامك ابتداءً من اليوم مع المشاركة في تنظيف الثانوية خلال مدة عقابك"

أنهى العميد إلقاء حكمه على مسامع الحاضرين جاعلاً من رايتشل تفكر في رميه من النافذة خلفه...
.

لكنها صامت عن شتمه أو الإعتراض كي لا يطيل فترة حجزها و أكثر ما يغيضها هو تنظيف الثانوية..

تمزحون ؟

هي حقاً تحب النظافة و هي تساعد الطلاب المتطوعين بعدم إلقاء أي مهملات داخل و خارج الثانوية كما أنها قامت بدعمهم بأدوات تنظيف و قفازات في بداية العام الدراسي و من مالها الخاص إن كنتم تتساءلون...

لكن أن تنظف بنفسها ذلك مستحيل...

و جراء هذه الفكرة رفعت نظرها إلى أودري وراء ذلك العميد السافل مستعينة بها بأعينها...

و نتيجة لذلك تقدمت أودري من مكان العميد و نطقت محاولة الدفاع عن صديقتها...

" حضرة العميد لكننا لم نستمع للحادثة من طرف الآنسة سميث كيف سنعرف من المخطىء"

لكنه لم يغير رأيه...

" حسب ردة فعل كل واحدة منذ قليل فواضح من الضحية و الجلاد أودري لذا هذا هو قراري "

و جراء كلامه نظر ليام لسقوط أكتاف رايتشل و نفخها بغضب لذا اقترب يدافع عنها...

" هذا غير منصف أبداً سيدي العميد لقد كانت مشاجرة مشتركة فحتى ريتا استفزت رايتشل و نعتتها بأبشع الألفاظ كما أنها استخدمت شتائم فضيعة ممنوع ذكرها هنا"

تحدث بصوت عالٍ مدافعاً عن رايتشل ثم توقف ملتقطاً أنفاسه و مركزاً بصره على العميد فقط....

" لقد خرقت قانون المدرسة الداخلي سيكون ظالماً أن تعفوا عنها "

ناظرته ريتا بصدمة لحركته الغير متوقعة... كيف يغدر بها هكذا!!

" حسناً إذا...آنسة ستيف تعلمين أن ثانويتنا صارمة فيما يخص قانونها الداخلي و لا نتساهل مع أي خرق لأحد بنوده حتى وإن كان بسيطاً جداً "

كان هذا العميد موجها حديثه إلى ريتا التي لا تزال تناظر ليام بحزن و خيبة أمل من فعلته.....

" لذا سيتم معاقبتك بتخفيض علاماتك إلى المتوسط ،،، سيتوجب عليك الإجتهاد أكثر في الفصل المقبل كي تتخرجي عزيزتي"

كلماته جعلت صاعقة تضربها كيف بحق السماء ستتحصل على نقاط ممتازة هذا الفصل فهذا ما يلزمها كي تتخرج...

نقلت حدقتاها إلى ليام ثم استقرت على وجه رايتشل و ثغرها الضاحك...

كانت على وشك فتح ثغرها و اغراق مسامع الجميع بكل أنواع الشتائم التي تحفظها...

إلا أن صوت العميد قاطعها يجعلها تبتلع لسانها و تفقد قدرتها على الكلام...

" إن كنت لا تزالين ترغبين في التخرج و عدم الرسوب في الفصل المقبل فيستحسن أن تنصرفي الآن آنسة ستيف"

جراء كلماته الصارمة و بنبرته التحذيرية طبقت ريتا شفتيها في خط مستقيم و تنهض بصدد مغادرة المكتب...

لكن أوقفها صوت العميد مرة أخرى لذا استدارت تقابله و تنصت لكلماته بحرص تام ...

" لا أريد مصادفتكما في مكتبي بسبب مشاجرة مرة أخرى أو بسبب خرق لأحد القوانين ...
عندها لن أكون متسامحاً كهذه المرة معكما"

أومأت له ريتا بطاعة ثم استأذنت و انصرفت من مكتب العميد تتركه مع تلك المتمردة التي قلبت عيناها بملل و عدم اكتراث لتحذيراته...

فهي ليست جديدة على هذه التحذيرات و العقاب و الفصل و استدعاء اولياء أمرها...

لقد كانت كومة مشاكل متحركة....

لقد أصبحت تقضي معضم وقتها هنا مع العميد و هو يلقي عليها خطبة من النصائح و الإرشادات لحياة أفضل...

لكنها طبعاً لم تنصت له و لن تفعل ببساطة لأنها رايتشل...

ولدت كي ترسل الناس إلى مستشفيات عقلية بسبب طريقة تفكيرها و عنادها الشديد...

" إذا رايتشل لم يطاوعك قلبك الحنون على مفارقتي و مكتبي طويلاً لذا اسرعت و ارتكبت مصيبة أخرى حتى آتي بكي هنا!! "

نظرت رايتشل إلى العميد نتيجة كلامه المعنية به...

" لقد علمت أنك لن تستطيعي ضبط نفسك ليوم كامل دون افتعال مشكلة ما لهذا لم ارهق نفسي صباحاً في مطاردتك أو البحث عنكي كوني ادركت تماماً أنكي ستأتين بنفسك "

تنهدت سوداء الشعر بسبب حديثه لأنها قد صادفت صباحاً العميد و قد اوقفها بسبب ملابسها فهي لم ترتدي زيها المدرسي لذا اخبرها أن ترافقه كي توقع على تعاهد أنها لن تحضر دون زيها مرة أخرى و إن فعلت فسيتخذون اجراءات صارمة اتجاهها قد تؤثر على سجلها الدراسي كما اخبرها أنه سيعطيها زياً احتياطياً لترتديه حالاً...

لذا ما كان امامها سوى الفرار منه و الركض بعيداً عنه لكن ها هي الآن تجلس قبالته تنتظر مصيرها...

" أعلم أنكي لن تخضعي لي حتى و إن عنى ذلك رسوبك و عدم تخرجك...و أنا حقاً لا أريد ملاقاتك العام المقبل أيضاً لذا لن أتعامل معكي بالإجراءات القانونية ولن اجعلكي توقعين تعاهداً "

نظرت له رايتشل بحاجب مرفوع تنتظر تكملة كلامه كونها أدرى به و أنه لن يفعل شيئاً لطيبة قلبه خاصة لها لذا كانت تنتظر مقابله من الإتفاق...

" شرط!.."

لذا نطقت تحثه على الإفصاح عن ما يريد....

" شرط أن تتخرجي بعلامات ممتازة و لا تجعليني أبصرك مرة أخرى في الثانوية...أيضاً أن لا تتورطي في مشاكل كبيرة"

حسناً !! يمكننا مناقشة هذا خاصة الجزء الأخير...

نتيجة لهذا كانت على وشك فتح ثغرها و معارضته إلا أن يداً قوية أحكمت سد فاهها و تمنعها من افساد الأمر أكثر مما هو عليه...

" هذا جيد...بل عظيم سيدي العميد ستفعل ذلك بالتأكيد هي قادرة على ذلك كما أني سأحرص على ألا تفتعل شجارات أخرى بينما ستساعدها أودري في الدراسة و التخرج "

كان هذا ليام و هو يحادث العميد حارصاً على أن لا يجعل من تصارع يده و تحاول عضه تتكلم...

و في آخر كلامه ناظر أودري مشيراً لها كي تؤكد كلامه لذا تقدمت مخاطبة العميد...

" نعم حضرة العميد سأحرص على رفع درجاتها و جعلها من العشرة الأوائل في الدفعة بأكملها"

ابتسم العميد على فعلتهما ليومىء لهما موافقاً...

" حسناً إذا بيننا اتفاق...و بما اننا حللنا الأمر يمكنكم العودة فقد اقترب وقت بدأ الحصص المسائية"

جذب ليام ذراع رايتشل كي تستقيم راغباً في المغادرة في أسرع وقت ممكن...

لكن العميد اوقفهما بحديثه الموجه لرايتشل..

" حسب جدولكما لليوم فموعد انتهاء دوامكم الساعة الرابعة مساءً سأكون في انتظاركي آنسة سميث"

عند كلماته شعرت رايتشل بالتعاسة لماذا من بين كل الأيام قررت تلك السافلة مغازلة ليام...

مساء اليوم سيكون موعدهم مع كارمن و قد حذرتهم من التأخر...

تباً هي حقاً لا تود التأخر و تجربة عقابها...

و جراء شعورها باليأس و عدم الحيلة بدأت في عض أضافرها دون وعيّ منها...

لكن ليام قد لاحظ ذلك و أدرك ما يجوب في ذهنها لذا عاد بخطواته نحو مكتب العميد بعد أن كان أمام باب الخروج...

" بخصوص ذلك...هل يمكن أن تعفوا عنها اليوم و تبدأ أسبوعين عقابها غداً ! لأننا مقيدون بموعد مهم للغاية اليوم ولا تستطيع رايتشل تفويته "

رفع العميد حاجبه ثم أجابه..

" غير ممكن..كان عليها أن تفكر في موعدها قبل أن تتعدى على طالبة داخل الثانوية...هل تدركين الآن أن لأفعالكي الطائشة عواقب على المستقبل عزيزتي رايتشل!! عليك أن تتعلمي تحمل عواقب قراراتك اللحظية الآن "

تأففت رايتشل لأنها لأول مرة تجد هذا العجوز محقاً

" ماذا إذا شاركتها في الحجز و تنظيف الثانوية طوال الأسبوعين المقبلين هل ستأجل حجز اليوم إلى الغد ؟؟"

طرح ليام أول ما طرأ فكره تلك اللحظة حتى وإن كانت خطوة سيئة عليه إلا أن الصديق وقت الذيق أليس كذلك!!

و إلا ماكان سبب شعوره بأنه سيفعل أي شيء حتى و إن عنى ذلك تنازله عن الكأس الذهبية الذي فاز بها العام الفائت في الأولمبياد...

فقط لمسح ذلك العبوس من وجه غرابية الخصلات و ارجاع ابتسامتها المغرورة لمحياها...

إنه شعور كل صديق مخلص لصديقته فقط

أو هذا ما يريد تصديقه!!

" هذا عرض مغري...فبعد كل شيء لا يوجد العديد من المتبرعين لحملة تنظيف الثانوية لذا أراكم غداً"

تنهد الثلاثة براحة و انصرفوا من مكتبه...

" يا إلهي لن أتورط في مشاكل داخل الثانوية أبداً خلال المليون سنة القادمة... سأحرص على إنهاء شؤوني في الخفاء بعيداً عن أنظار ذلك المشعوذ "

لوهلة شعر ليام بالفرح كونها تعلمت درسها إلا أنه نسي أنها رايتشل كومة الغضب و المشاكل المتحركة..

" يبدو أني سأكون ظلك من اليوم فصاعداً "

تنهد بشدة و هو يضع يده على ظهرها محركاً إياها إلى فصلهم فموعد الحصة على وشك البدأ ...

جراء كلامه ناظرته رايتشل بنظراتٍ خبيثة و هي تضع يدها على صدره...

" لماذا! هل تشعر بالقلق عليّ!!اكتشفت أخيراً أنك واقع في حبي و كنت تكذب على نفسك طوال هذه المدة!!.."

ضحك بسخرية على حديثها ثم نزع كفها الباردة عن صدره لكنه لم يفلتها و هو يجيبها...

" لا و للمرة المليون لم أقع في حبكي و لن أفعل أما عن سؤالكي الأول فسأرافقكي طوال الوقت لأني أشعر بالقلق على البقية منكي "

كشرت ملامحها في وجهه بانزعاج لتشتمه وسط ضحكه عليها وهم لا يزالان يسيران إلى فصلهما...

أما عن أودري لقد نسيها الاثنان و خلفاها وراءهما لذا هزت رأسها بسخرية منهما مغيرة وجهتها إلى حمام الفتيات....

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿


سكون تام و جو هادىء و راكد يعم المطعم الراقي وسط مركز مدينة شيكاغو العاصفة هذا اليوم...

أضواء كلاسيكية و براقة تضيء أركان المطعم..
طاولات من خشب أسود أصلي مفروش بأغطية من المخمل بلون أحمر دموي متفرقة في المكان بشكل منظم...

و في إحدى الطاولات في أكثر الزوايا المظللة و الهادئة في المطعم كان كوب القهوى الساخن مهجوراً من قبل صاحبه و البخار المتصاعد منه ليس إلا دعوة بائسة منه لصاحبه كي يرتشفه ولا يتركه وحيداً يقاوم برودة الجوّ منبوذاً حتى يستسلم و يفقد دفئه و يصبح غير صالح للشرب...

غريب كيف أن بعض الأشياء البسيطة تشابه الإنسان و مصيره و حياته...

نظر ذلك الغريب إلى كوب قهوته و هو يبرد شيئا فشيئا حتى توقف بخاره من التصاعد


عندها رفع مرفقه أمام وجهه كي يناظر ساعته السوداء الرجالية...

فتنهد و ابتسم باتساع عندما وجد أن ساعةً قد مرت على الوقت المحدد لموعدهما و ساعتين على قدومه إلى المطعم الراقي الذي حددته بنفسها...

أثناء اشرافه على عمله الغير قانوني الليلة الماضية استقبل هاتفه رسالة لمكان و زمان الموعد الذي عقده مع فانيسا دافيس...

كانت عادته أن يحضر قبل مواعيده في أماكن عامة كي يتأكد من سلامته و عدم الوقوع في أي مكائد أو مداهمات...

لكن اليوم و لأن ضيفته مميزة فقد حضر ساعة قبل الموعد إلا أن هذه الحسناء قد أهملت الموعد الذي اتصلت بنفسها خصيصاً لعقده...

مثيرة للإهتمام...

لذا كي لا يشعر بالملل قام بتقريب حاملة المناديل الورقية منه و بدأ بطيها و تشكيلها على شكل طيور و قوارب....

لقد كانت لعبته المفضلة في صغره حيث كان يُعَوِم قواربه في مسبح منزله و عندما شاركه أخيه في اللعب قام بإغراق قاربه لذا قام بدفعه في المسبح ليغرق أيضاً....

ضحك بخفة عند تذكره لذلك و كيف قام الحراس بإنقاذ أخيه من الغرق و نظراتهم له و كأنه مجنون لكنه فقط طبق ما علمه والده أن يفعل...

المعاملة بضعف ما عاملوك به...

إذا مزق أحدهم كتابك احرق محفظته بأكملها ،،
إذا سرق أحدهم حلواك اختطفه و اصنع منه تحلية لكلابك...

و أخيه قام بإغراق قاربه الذي أمضى ساعة في تعلم تشكيله لينجح أخيراً لكن ذلك الأحمق في دقيقتين أفسد تعب ستين دقيقة...

تباً لو لم ينقذوه ذلك اليوم لما اتخذ مشقة التخلص منه عندما نضجا و لما انظم إلى هذه المنظمة المتسلطة...

و في وسط طيه للمناديل و سرحانه في ذكرياته شعر بجسد يدخل محيط المطعم الرتيب ليرفع أنظاره إلى مدخل المطعم...

انفتحت أبواب المطعم لتخطو تلك المرأة المجيدة برزانة و ثقة جلية ترتديها كمعطف خام لا ينتزع من فوق كتفيها العزيزان أبداً ...

كانت امرأة سمراء بقوام رشيق و طويلة القامة بحلتها الكلاسيكية و البذخة تخطو نحوه بتأنٍ ..

شعرها الحريري البراق كالقهوة في لونه مرفوع كذيل فرس أنيق و عيناها الساحرة مختبأة خلف نظاراتها السوداء المظللة...

أصوات طرقات كعبها الوحيدة المسموعة في المكان منسجمة مع صوت المطر الخافت المتسلل من جدار المطعم الزجاجي غير العازل...

استقام من مقعده و عدل سترة بذلته الزرقاء الداكنة كسماء ليلة صيفية صافية...

ليسحب لها المقعد مقابله كلفتة راقية و مبتذلة للرجل المحترم بعد أن أعانها في نزع معطفها و أخذه النادل لتعليقه...

بمجرد أن عاد إلى مجلسه مبصراً أخيراً عيناها اللامعة بعد نزعها لنظراتها سألته بصوتها الأنثوي المغلف بالقوة و اللباقة...

" كيف حالك سيد كورالت ،، لابد أنك شعرت بالضجر في هذا المكان الفسيح لحالك"

ابتسم بجانبية و هو يحدق في أعماق عيناها مجيباً على تساءلها...

" بأفضل حال شكراً على السؤال..و بالفعل شعرت بالضجر بمفردي لقد تأخرتي على الوقت المحدد آنسة دافيس"

رفعت له حاجبها ثم ردت عليه بصوتها الغير مكترث تجعل من ضحكته تنتشر في أركان المطعم...

" لم أتأخر أبداً أنت من أتى مبكراً جداً"

بكل كبرياء أخبرته أنه خطأه و ليس خطأها..فعنادها أكبر من أن تعترف بانها تأخرت عليه..

أو ربما كان عليه أن يكون رجلاً راقياً و يتجاهل تأخرها القليل..

إنها مجرد ستين دقيقة انتظرها فيها!

ما باله يضخم الأمر!!!

غير لبق بتاتاً هذا النمساوي...

انتظرته حتى ينتهي من نوبة ضحكه لتدخل في سبب قدومها و لقاءه...

" إذا سبب لقاءنا كما سبق و صرحت في مكالمتنا سابقاً هو الأعمال.."

افتتحت فانيسا المحادثة بينهما بصوتها الرنان و الأنثويّ...

" نعم و ينتابني فضول لما هي هاته الأعمال التي ستجمعنا في مطعم وسط المدينة بدلاً من مكتب شركتي"

طرح كونراد ما يدور بجوفه من استفهام لهذا اللقاء و خاصةً هذه السيدة مقابلته...

" لأنه أمر أريده أن يكون سرياً و هو شديد الأهمية بالنسبة لي و لأعمالي و أنا أريد اشراكك فيه "

عجباً لها كيف أنها تحادثه بنبرة شديدة كأنها تخبره أن هذا ما سيحدث دون شك،،واثقة جداً....

" و ما الذي يجعلك تعتقدين أني سأوافق على إشراكي في أيًّ كان هذا العمل آنسة دافيس"

تساءل يبحث عن مصدر ثقتها بنفسها و تأكدها الشديد المنبعث من نبرتها و نظراتها و حتى لغة جسدها...

" لأنه سيكون ذا فائدة عليك و أعمالك سيد كورالت "

" أخبريني ما بجعبتك آنستي "

الآن هذه اللغة التي يفهمها...لغة الفوائد و المصلحة..

" سيكون بيننا تعاون لتطوير مشاريع تجارية جديدة حيث توفر أنت الأرض و الموقع المثالي لمشروعنا بينما أقوم بتطوير المنشآت التجارية من خلال خبرتي و معرفتي في إدارة المشاريع الضخمة ..."

بدأت فانيسا بتقديم فكرة مشروعها الجديد الذي تطمح في نجاحه...

" المزيد من المعلومات رجاءً "

أردف كونراد و هو يستند بمرفقيه على الطاولة شاخصاً تركيزه على كلامها ليتأكد من أنه في نفس الصورة معها أراد شرحاً أكثر لفكرتها...

" حسناً...الهدف من شراكتنا ليس تطوير مشروع تجاري ناجح فقط...ليس هذا مسعاي الأسمى إنما شراكتنا في حد ذاتها و إرتباط إسمي باسمك في نفس الجملة هي هدفي سيد كورالت"

حسناً...هذا يبدو مشوقاً جداً له لذا أومىء لها كي تكمل شرحها و تغرقه بأفكارها الذهبية...

" مقصدي من هذا هو..كلانا يعلم أن أي مشروع أدخل فيه يحقق نجاحاً باهراً و يمكنني قول نفس الشيء عن شركتك لذا أمر نجاح مشروعنا المشترك مفروغ منه...ما يهمني هو ما يلي نجاحنا .."

" فبعد أن يرى العالم نجاحنا يمكن لسلسلة الفنادق خاصتي وشركة العقارات خاصتك تطوير برامج تمويل مشتركة لتمويل المشاريع العقارية الجديدة، وذلك من خلال توفير الأموال اللازمة لتمويل المشاريع الضخمة....

كما يمكن للشركتين تبادل الخبرات والمعرفة في مجالات الإدارة والتشغيل والتسويق لتعزيز العمل المشترك والتوسع في الأسواق المختلفة..هل تفهمني الآن أريد أن أكتسح السوق العالمية في جميع المجالات من خلال تمويل مختلف المشاريع مقابل أسهم تخصني "

ناظرها كونراد بدقة يحللها و يغوص في تفاصيلها ليخرج باستنتاج وحيد عن هذه المرأة...

إنها إمرأة داهية..

طموحها و خطتها..طريقة تفكيرها و إستراتيجية عملتها توحي له بامرأة عقلها من ذهب...

لذا وجد نفسه يغوص معها في هذه الفكرة التي بسببها يستطيع رأية ملايين الدولارات التي سيربحونها جراءها...

" كيف تنوين تحقيق ذلك إذا ؟"

ابتسمت له ثم باشرت في طيّ المناديل الورقية مثلما كان يفعل عند مجيئها...

" ببساطة ستقوم سلسلة فنادقي باستخدام شبكتها الواسعة من العملاء والمتابعين للترويج للمشاريع العقارية الجديدة، بينما يمكن لشركة العقارات خاصتك استخدام خبرتها في تسويق المشاريع العقارية وتوفير الدعم اللوجستي "


تحدثت بتلقائية و صوتها الواثق يسحر الآذان..لقد كانت امرأة جميلة جداً عند أخذ أول نظرة لها و لكنها أيضاً كانت داهية عند خوض أول محادثة معها...

عندما رآها أول مرة في شاشات ناطحات السحاب
و حديث الصحافة المبالغ فيه عنها و اتخاذهم إياها قدوة لهم شعر أنهم يبالغون في تقديرها فقط لأنها حسناء...

لكن الآن هو يحترمها و بشدة فدون أي جهد برهنت له أنها حققت كل نجاحها و نفوذها الآن بإستخدام عقلها و ليس جسدها و جمالها مثلما يعتقد البعض..

فلطالما آمنت أن مهما اختلفت العصور ستظل المرأة دوماً محتكرة و مظلومة من قبل الرجال...

لذا لكي تنجو و تبرهن قوتها و نفسها...

كان على المرأة دوماً أن تستخدم عقلها و ذكاءها فتلك هي قوتها الحقيقية التي ستتحدى بها آلاف الرجال...

و هي طبقت تلك القاعدة بجدارة بل كانت هي القاعدة بنفسها...

" لكن لما اخترتني أنا لأكون شريككي في خطتكي الداهية في الإستحواذ على الأسواق "

تساءل كونراد و هو يفرك ذقنه الشقراء الخفيفة بأنامله الخشنة...

" لأنك المالك لأفضل شركة عقارات في الولايات المتحدة...و يمكنك القول أني أميل إلى الرجال النمساويين قليلاً "

أنهت حديثها بمزحة و هي تميل برأسها اتجاهها و ابتسامتها الجميلة تكشف عن صفوف اللؤلؤ الناصعة..

تجعل من هذا الأخير يضحك بشدة لتلميحها كونه من أصول نمساوية لكن عائلته تستقر في الولايات منذ عقود...

عند انتهاءه من الضحك ركز بصره عليها...

إنها حقاً شيء ما!

" إذا كيف حصلتي على رقم هاتفي الشخصي!"

قرر سؤالها كي يتأكد من أنها بحثت في خلفيته أو لها معارف قوية تجعلها تحصل على رقمه...

و دعوني أخبركم أن هذا شيء في غاية الصعوبة فهو حذر جدا فيما يخص معلوماته فليس أي شخص طبيعي يمكنه تحصيلها...

حتى أن شريحة جوال محمية كحال هاتفه الخاص...

لذا يريد معرفة إن كانت قد حفرت عنه و حوله...

" بنفس الطريقة التي تعلم بها الآن مكان اقامتي و بريدي الإلكتروني..أكثر الأماكن التي أتواجد بها.. حساباتي على مواقع التواصل و رقم هاتفي الشخصي..."

في آخر حديثها رفعت هاتفها تهزه أمام عيناه تخبره أنه يدري رقم هذا الهاتف هنا...

ابتسم بجانبية على حديثها و تلميحها أنها بالفعل بحثت في خلفيته كما تدري أنه فعل...

لكن كلماته التالية جعلتها تتوقف عن طيّ المناديل و ترفع أبصاره له فقط ...

" ربما لن يكون جيداً لكي أن يعرف العالم أنكي تستعملين طرقي في البحث"

ربما ما سمعته عنه لم يكن صحيحاً تماماً في الأخير فالوحش الكاسر قبالتها ليس فارغ العقل أبداً...

فعلى عكس سمعته المنتشرة أنه وحش المنظمة الذي يتعامل بالقتل فقط دون منطق أو ذكاء...

كان يجلس قبالتها وحش متنكر في هيئة رجل محترم..هادىء و مثقف...

و بالأخص ذكيّ ...

فيا إما الإشاعات حوله زائفة أو أن إرينستو بوفير قد أحسن ترويضه...

فعلى عكس ما سيظن أي شخص يسمع حديثه أنه مجرد جملة بسيطة و عادية...

في الحقيقة ليست كذلك!

لقد كان فخاً...

كان يجربها كي يحصل على طرف خيط قد ينهيها هنا و الآن...

كان يخبرها أنه ليس جيداً للعالم أن يظن أنها تتبع طرقه...طرقه المظلمة و الغير قانونية...

لكن لا أحد يدري عن طرقه تلك فقد أحسن اخفاءها عن العالم خلف الثياب الراقية للرجل المحترم...

و الآن حياتها تعتمد على إجابتها فإن أخبرته أنها بالتأكيد لا تتبع طرقه سيتأكد أنها تدري عن حقيقته و سيتخلص منها الآن و فوراً و دون أي دليل...

لكن إن أجابته بذكاء و التفت حول الحديث تجعله يخدمها هي حينها ستنجو...

" حسناً..أدري أن القيام بفعل الرشوة يعتبر جريمة ويمكن أن يؤدي إلى عواقب قانونية وأخلاقية سيئة.لكن بحقك نحن فقط نتبادل المصالح الشخصية بطريقة غير مشروعة..و نحن لا نؤذي أحداً بهذا لذا ليست طرقك سيئة في الأخير"

بحديثها أخبرته أنها تظن أنه قام برشوة أحدهم كي يحصل على معلوماتها مثلها..و لا تدري أبداً عن حقيقته...

و عند ابصارها لإبتسامته و عودته إلى تشكيل المناديل الورقية أدركت أنها ابتعدت عن منطقة الخطر دون أن تفجر رصاصة دماغها...

لقد كانت حيلة ذكية منه كي يعلم إلى أي درجة وصل عمق بحثها عنه و هل وصلت إلى ظلام حقيقته أم لا تزال في نور الجهل...

يبدو أن المقولة قد انعكست عند وصولها إلى كونراد لكن هذا كان صحيحاً تماماً فحقيقتهم كانت ظلاماً بحد ذاتها و الجهل عنها كان نوراً...

ووسط نقاشهما الطويل حول مشروعها الجديد و خطتها في رفع سعر أسهم شركاتها باستغلال البورصة...

رنّ هاتفها برسالة وصلتها من رجالها لتظهر ابتسامة واسعة على ثغرها نتيجة محتواها...

فرجالها أخبروها للتوّ أن ساقي البار على جهتها اليمنى قد التقط صوراً لها و كونراد...

لكن ليس هذا ما جعل ابتسامتها تتوسع و شعور الحماس و الترقب يرتفع عندها...

إنما هوية ذاك الساقي...

لقد كان إرينستو بوفير بعظمته يتنكر على هيئة ساقٍ في بار مطعم فقط كي يكون قريباً و يستطيع مراقبتهما و معرفة مرادها من لقاء شريكه...

تشعر بالنشوة حين ترى مدى تأثيرها...فحتى و هي في هيئة رائدة أعمال نظيفة لا دخل لها في عالمهم المظلم أفضل أعضاء المنظمة هنا يحاول التقصيّ حولها..و هذا يعني أنها تربكه و اختل توازن نظامه بدخولها المفاجىء...

لترفع كوب قهوتها الساخن و تخفي ابتسامتها عن الأنظار....

بينما إرينستو فابتسم أيضاً بسبب رسالة استقبلها لكن ليس لنفس سببها إنما بسبب أن الأوان قد آن و حقيقة تم تعريتها الآن و من قبله...

فيا ترى أي حقيقة أخرى ستكشف و أي توازن سيقلب!!

. نامت الشمس و استيقظ القمر إلا أنه تفاجأ بغطاء من السحب و الغيوم تغطيه علها تدفئه من برد هذه الليلة العاصفة...

كان البرق ينير السماء الكحلية بلمعانه الرقيق بينما يهز الرعد الأرض و أبنائها بصخبه المرعب...

و وسط مضيّ الدقائق و الثوانيّ ظلت هي في مقعدها تحت سقف المطعم الراقي صحبة رجل قاسيّ وجد نفسه في سلب نفوس الآخرين...

و في تلك الليلة العاصفة و الماطرة لعب القدر لعبته المفضلة و ربط طرق ثلاثة ظلال سيكونون نهاية بعضهم أو إعادة بعث ...

فعلى أثر رائحة المسك و الطين جمعهم القدر و جريمتها التي ارتكبتها جرتهم جميعاً إلى هاوية رجسها...

على غرار الجرائم الشنيعة التي افتعلها ثلاثتهم..

كانت جريمتها هي الأكثر ثقلاً في قانون القدر و الحياة...

جريمة الحب!

حيث قتلت قلباً صادقاً حمل جوهرة الحب العذري النادرة...

و ثمناً لفعلتها سيكون المقابل قلباً من قلوب الثلاثة لكن على من سيكون الدور هذه المرة!

و هل ستعاقب الجانية أم ستفر بفعلتها و في كتابها مئات الجرائم المماثلة...

جرائم الحب و الأفئدة!

⁦⁦☆⁩☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁦☆⁩⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩⁦☆⁩

" إذاً لن يأتوا ؟"

تساءلت كلوي بعد أن حضر ألبرت فقط دون البقية ،،

" نعم ،، لدى سيباستيان و تيريسا عمل مهم أما عن كارمن فقد ظهر لها أمر آخر في اللحظة الأخيرة لذا تعتذر عن التغيب و بهذا سأُدير الأمر بنفسي"

برر ألبرت سبب غياب الآخرين لهؤلاء المراهقين ذوي الأرواح المتقدة ،،

" حسناً إذا ما الذي ستخبرنا به! "

تساءل هايدن و هو يناظر ألبرت الذي يقف قبالتهم و هم جالسين جميعاً على الأرائك بعدما قام رجال كارمن بتنظيف المكان من فوضى البارحة ،،

" مباشرة في صلب الموضوع ،، معتاد منك هايدن لا تقلق وصلتني رسالتك و لن أثرثر كثيراً"

غزت إبتسامة واسعة ثغر هايدن وسط ضحكات خافتة من البقية ،،

" لقد وجدنا من الفاعل"

ثلاث كلمات كانت كافية بمسح ابتسامات الجميع و جعلهم يستقيمون في جلستهم ،،

" ماذا"

تساءلت ميلي بتفاجىء ،،

" لقد وجدت كارمن من افتعل تلك الجرائم الشنيعة و خطط لهذه اللعبة التي كنتم طرفاً فيها للأسف"

" بهذه السرعة!! هذا مذهل يا رجل لابد أن كارمن جيدة في هذا المجال"

تحدث كلاي و هو يصفر بانبهار من جديتهم و سرعتهم في إيجاد ذلك المجهول ،،

كلا بل..

عدوهم المجهول ،،

أثناء مزحه و خروجه عن موضوعهم الذي يبدو أنه جديّ لملامح ألبرت المقبوضة...

شعر بقبضة قوية ترتطم ببطنه تكاد تخترقه و تمكث وسط أمعاءه...

بعد صراخه و تقلبه في مكانه من الألم و سخرية رفاقه منه نظر أخيراً إلى جهة صاحب القبضة...

ليجد سمانثا تناظره بتشفّي و استفزاز...

و أثناء استعداده للثأر منها قاطعتهما كلوي بحديثها...

" ذلك غير مهم كلاي.. الأهم معرفة هوية الفاعل"

جراء حديثها استقطبت انتباه جميع الماكثين في المكان منتظرين تصريح ألبرت بفارغ الصبر..

لكن يبدو أن ألبرت له رأي آخر...

حيث تنهد و انقبضت ملامحه ليجيبهم بنبرة صارمة..

" هوية الفاعل ستظل مجهولة لكم لأسباب أمنية و حسب تعليمات كارمن التي لا نقاش بعدها فأنتم بصفتكم عصابة شوارع صغيرة في شيكاغو ستتوقفون عن ما تفعلونه أياً كان"

كادت أودري تعترض كلامه لولا حدقتيه الصارمة التي اخرستها ليكمل حديثه الجدي و الصادم بالنسبة لهم ،،

" لقد أعطيناكم حريتكم في فعل ما تشائونه و لم نتدخل أبداً في حل مشاكلكم السابقة كونكم تكفلتم بها بذكاء و حذر لكن هذه المرة فقد أدى تهوركم و غروركم بأنفسكم إلى تورطكم مع مافيا قوية لن يرمشوا أثناء سلخ جلودكم و وضع رصاصة في صدغ كل واحد منكم..."

توقف مؤقتاً يحلل ردة فعلهم عن كلامه ليرى الجميع منقبضاً في جلسته و ملامحهم حزينة و غاضبة في الوقت نفسه ،،

تنهد و هو يستقيم في وقفته أكثر متابعاً حديثه..

" لقد كان تصرفاً طائشاً من قبلكم و كان يمكن أن يموت أحدكم كأقل تقدير... لذا اعتباراً من الآن لن يقوم أحدكم اطلاقاً أكرر اطلاقاً بالقيام بأي فعل دون علمي أو البقية و عملكم المعتاد كعصابة

شوارع سيتوقف إلى أجل آخر حالياً ركزوا على دراستكم و تخرجكم منها و سأعمل و كارمن على حمايتكم و الحرص على عدم وصول أيادي المافيا لكم لذا ممنوع لفت انتباههم بالعبث مع العصابات الأخرى فقط اختفوا عن الوسط "

انتهى من كلامه يسمح لهم بالتحدث و إياه لتكون أودري أول من هدر...

" لكن هذا غير منصف لا نستطيع التوقف إنها ما نفعله..."

صامت عن الحديث عند ادراكها للوضع و خطورته فحقاً كارمن أعطتها كامل حريتها و كانت لا تتدخل إذا وقعت في مأزقٍ ما إنما كانت تدعمها و تنصحها بحلول للأمر...

لكن الآن هي تخبرهم أن يتوقفوا تماماً عما يفعلونه لذا لابد أن الأمر أخطر مما ظنت... لقد شعرت بالأمان عند حظور أختها لدرجة أنها تناست الهاوية التي كانوا على وشك الوقوع من حافتها...

إن ألبرت محق لقد أخفقوا هذه المرة و الحل ليس بالمواجهة كما اعتادوا إنما للنجاة عليهم الاختباء

إنها مافيا التي تورطوا معها و هي حقاً غاضبة من نفسها للموافقة على هذه المهمة من الأساس و تجاهلها لأمر المافيا و نفوذهم رغم تحذير جاكسون لهم إلا أن الأموال التي ستجنيها من تلك المخدرات أغرتها و جعلتها تتجاهل الأمر...

و الآن عليهم دفع ثمن خطأهم ..

" أنت محق في كل ما قلته لذا نحن موافقون على الأمر سنلتزم بتحذيراتك و نعمل بأوامركم علينا أن لا نجذب أنظار أحدٍ لنا الآن فإن لمعنا وسط الفوضى سنتأذى"

نظرت إلى وجوه رفاقها التي رغم عدم تقبلهم فكرة التخلي عن العصابة إلى أنها لم ترى لمحة اعتراض على وجوههم لذا ابتسمت لهم بتشجيع...

هي فخورة بهم..

" هذا جيد كنت أعلم أنكم لن تخيبوا ظني فيكم إنها فترة فقط و ستمر فقط ركزوا على دراستكم "

أومئوا له بالإيجاب لكن جاكسون طرح سؤالاً راوده


" لكن لماذا لا تخبرونا عن هوية الفاعل ؟"

" لأن هويته أخطر من أن تعرفوها "

أوه هذا يجلب لهم القشعريرة...

" إذاً لقد انتهى اجتماعنا لهذا المساء.. سأترككم بمفردكم و لا تفرطوا في التفكير حسناً!"

تحدث ألبرت و هو يقوم بتعديل سترة بذلته الرصاصية مودعاً اياهم..

" بهذه السرعة ؟ فلتبقى قليلاً بعد أريد أن تخبرني عن تجربتك في لوس أنجلوس..سمعت أن الفتيان هناك وسيمين كالجحيم "

قاطعت جيسيكا ذهاب ألبرت ناحية الباب بحديثها المتحمس جاعلة من هذا الأخير يضحك بخفة على طبعها الذي لا يتغير...

حمحم هايدن بجانبها كي تسحب كلامها لكنها رفعت له كتفيها و ابتسمت...

" كنت أريد ذلك لكن لدي عمل علي اتمامه..كما أن فتيان شيكاغو هم الأوسم خاص إذا كانت لهم أصول من سانتا مونيكا "

بصوته العتيق و لكنته البريطانية الجذابة رفض ألبرت دعوتها بنبالة كونه حقاً موكل بمهام أخرى عليه التكفل بها لذا عدل ساعته الكلاسيكية حول مرفقه و اختفى خلف الباب الفولاذي بعد أن غمز لهايدن في نهاية حديثه...

جاعلاً من الشباب يصرخون لتلميحه و ارتسمت ابتسامة سعيدة على ثغر هايدن فقد كان والده من ولاية كاليفورنيا تحديداً منطقة سانتا مونيكا و أغلب عائلة والده لا يزالون يمكثون هناك ،،

لذا نعم المعني بكلام ألبرت هو هايدن..


...


بعد ليلة طويلة من المرح مع بعض و جلسات التجميل و النميمة للفتيات و جولات من ألعاب الفيديو و البولينغ للفتيان قرروا أخيراً الإنصراف
و الحصول على بعض الراحة ،،

قد يبدو لكم أنه شيء غير طبيعي أن يستمتعوا بحياتهم بشكل معتاد دون التأثر بما صادفهم من مصائب في هذه الفترة..

إلا أنها كانت طريقتهم في التفاعل مع المشاكل..

ففي صميمهم عميقاً هم يشعرون بالسوء و الحزن ولكن تعلموا أن لا يجعلوا مشاعرهم تتحكم في تفكيرهم أو في يومهم...

لذا كان كل فرد منهم يحاول التخفيف عن الآخر و هذا يجعلهم جميعاً أفضل من قبل...

خلال سنوات حياتهم القصيرة تَعلموا أن ينظروا دائماً إلى الجانب الجيد من كل حدث سيء

مثلاً الآن رغم أنهم كادوا يتورطون في جريمة قتل مريعة و يقضوا باقي حياتهم يتعفنون في السجن

إصابة كلاي و قتل إيدن لأحدهم ،،

رجل مجهول يسعى خلفهم و هددهم بهوايتهم..

مافيا قوية في شيكاغو تسعى لقتلهم أيضاً ،،

و أخيراً سيتخلون عن عصابة فرسان الظلام إلى أجلٍ غير مسمى...

و لكن رغم كل هذا لا يزالون أحياء و بصحة جيدة..معاً و بجعبتهم ثلاث حقائب مملوءة بالمخدرات و حقيبة من الألماس...

هم حقاً محظوظون لنجاتهم رغم كل هذا..

ذهبت أودري رفقة إيدن في دراجته النارية...

بينما قام هايدن بأخذ كل من جيسيكا.رايتشل و ليام بسيارته لإيصالهم إلى منازلهم كونهم يقطنون في نفس الحيّ ،،

و ذهب كلاي و سمانثا معاً لأنه دائماً ما يوصلها في طريقه لمنزله ،،

لذا بقي كل من ميلي و كلوي مع بيلي في مكانهم لأن اليوم كان الدور عليه في تنظيف المكان...

لذا بقيت معه ميلي كي يذهبا معاً و سحبت معها كلوي للمبيت معها ،،

كانت الفتاتان تجلسان على الأريكة و يرفعان أرجلهما فوق الطاولة الزجاجية مقابلهما و بيلي يقف أمامهما و يمسح الأرضية تحت قدميهما ،،،

كان يناظرهما بغضب و اشمئزاز من حقارتهما..

كان بامكانهما مساعدته كي ينتهي بسرعة و ينصرفوا من هنا إلا أنهما رفضتا ذلك و هما الآن يشاهدان مسلسلهما المفضل و يتذمران أنه بطيء و عليه الإسراع كي يذهبوا إلى المنزل ،،،

بعد زمن قصير انتهى أخيراً من ترتيب المكان ليتنهد بتعب و يطفىء جميع الأضواء و يغلق الأبواب جيداً كانت الأمطار غزيرة و قوية لذا قام برفع قلنسوة معطفه الثقيل على رأسه و سارع يهرول إلى سيارة والدته حيث تنتظره الفتاتان هناك...

صوت تصادم قطرات المطر مع سطح السيارات و الأرض...بعض السيارات تومض بالضوء و تطلق صوتاً مزعجاً جراء قوة هذا التصادم ،،

الرياح قوية يكاد يفقد توازنه و الضباب يحوم حوله كأنه في فيلم رعب ،،

رائحة المطر و التراب المبتل تعبر عبر ثقوب أنفه تشعره بالإنتعاش..

فتح باب السائق و صعد سريعاً يحتمي من المطر ليجد أخته تجلس بالمقعد على يمينه و كلوي تجلس في المقاعد الخلفية و كلاهما يفركان أنفسهما أملاً في الشعور ببعض الدفىء...

رغم أن نظام التدفئة تم تشغيله إلا أنه لم يتغلب على هذا الجو المتجمد خاصة في الليل ،،

قام بالإسراع في الطريق كي يصل إلى المنزل في أقصر وقت ممكن...

دخلوا المنزل مهرولين إلى المدفئة ليستقبلهم صوت الصحون و الملاعق من المطبخ...

" تبدون كقططةٍ مبللة فلتغيروا ثيابكم و تعالوا إلى المطبخ..لقد أعددت ألذ عشاء الليلة"

امتلأت غرفة المعيشة بصوت السيد هاكسون الصاخب و هو يسخر من أولاده و صديقتهم..

لقد كان السيد هاكسون أباً عازباً لتوأمان مزعجان و لكنه أتقن دوره و بمهارة فلطالما وازن بين عمله كطبيب نفسي و بين أسرته..

فلم يسبق له أن تأخر عنهم أو أهملهم منذ وفاة زوجته في عمر شاب...

و هو طباخ ماهر تصنع أنامله أشهى الأطباق كما أنه شغوف بالأكل المكسيكي خاصة و أن جدة أمه مكسيكية...

" كلوي عزيزتي استحمي أولاً في غرفة ميلي بينما تأخذ هي حمام غرفتي هيا بسرعة لا أريد أن أتغيب عن عملي بسبب سهري في رعاية غبي منكم"

تحدث بصوته المعتاد الذي يشع منه الصخب و الحياة...

لطالما كان روح المنزل و ألوانها...

" شكراً لك أبي أنت أفضل أبٍ صريح قابلته في حياتي كلها"

أجابته ميلي و هي تكشر وجهها لأبيها الذي ضحك على انزعاجها...

...

" لا تتذمر يا هذا.. فقط حركها عكس عقارب الساعة و لا تدعها تلتصق في المقلاة"

وبخ السيد هاكسون بيلي لأنه ظل يتذمر أنه غير جيد في ما يخص الطبخ و عليه مناداة كلوي بدلاً عنه ،،

" بحقك أبي لقد أخبرتني قبل عشر دقائق من الآن أنه لم يبقى الكثير و تنضج إلى متى سأنتظر"

" لم يبقى الكثير بيلي"

تنهد بيلي على إجابة والده المتكررة ...

بعد عشر دقائق أخرى كانت الطاولة اكتملت أخيراً و امتلأت بمختلف الأطباق الدافئة التي تلائم هذا الجو المتجمد خارجاً ..

كانوا يتناولون وجبة العشاء بهناء وسط مزاح السيد هاكسون و ضحك البقية...

" إذاً كلوي سمعت أنكِ شغوفة بعلم النفس أيضاً"

رفعت كلوي حدقتيها من على صحنها إلى السيد هاكسون...

" هذا صحيح.. أنا فقط معجبة بكيف أن علم النفس يمكن الشخص من تحليل المحيط حوله و إدراك كيان الفرد من خلال تفاصيل مهملة للبقية.. كيف أن عالم النفس يدري كل شيء حوله و لكن
العالم لا يدري ما في داخله كونه تعلم كيف يخفيه

أعني عند التعمق فيه أشعر بالقوة حين أمتلك تلك القدرة على فهم شخص من خلال ملامحه أو أفعاله بينما لا أحد سيفعل المثل لي لأنني أعلم بالفعل الطريق الذي سيتبعه "

أجابته بصراحة عن اعجابها بعلم النفس مما جعله يعجب حقاً بذكاءها و أقوالها فمعظم الناس يجدون علم النفس مملاً و أخرين يجدونه جنوناً ،،

إلا أن طريقتها في وصفه تجعل أي شخص يشعر بالمتعة و الحماس للإنخراط في هذا العالم الفسيح فالنفس شيء معقد يصعب فهمه و تفسيره..

و هذا يبرهن أنها مختلفة بفكرها و رأيها و تفضيلاتها لطالما أعجب بها و بشخصيتها الهادئة و الجائعة للعلم و الثقافة لقد كانت من أكثر الأشخاص فضولاً و حباً للإستكشاف و التجربة...

" هذا رائع كلوي أنت في الطريق الصحيح كبداية لكي في هذا العلم المركب...علم النفس يُمكن الفرد من فهم نفسه و من حوله و يزيد من إدراكه لنتائج أفعاله و أقواله على النفس و الآخرين لذا يصبح أكثر تعقلاً .."

أومأت له كلوي بفهم و هي مستعدة لخوض نقاش طويل معه في هذا الموضوع إلا أن صوت صديقتها قد قاطعها و شتت تركيزها عن موضوعها...

" هذا ممل و يجلب لي البأس أن أرى صديقتي تتأثر بأبي..توقفا الآن و حالاً..دعونا من موضوعكما الممل و لأحدثكما عن ما حدث لأخي العزيز "

قاطعتهما ميلي و هي بدرامية و هي تمثل أنها أصيبت بالدوار من فضاعة نقاشهما...

لكنها سرعان ما تتغير تعبيراتها و تتحول إلى خبيثة و سعيدة بأنها ستذل شقيقها...

" عزيزتي ميلي إياكي و أن تثرثري عني خاصة هنا سأحطمك أقسم "

حذرها بيلي و هو يكاد يقفز عليها و يصمتها إلى الأبد إلا أنها نظرت له بتحدي ثم تجاهلت تهديده مفشية أمره أو بالأحرى فضيحته كما يعتبرها هو...

" لن تصدقا هذا و لكنه حدث...إنها فتاة تلاحقه و قد سبق و اقتحمت قسمه و ظلت تلتصق به مخبرة الجميع أنه حبيبها و قد تركها و لكن هذا غير صحيح فأنا لم أره معها من قبل"

" ميلي "

نادى عليها كي تصمت فهو لا يريد أن تسمع كلوي أو والده عن مغامراته مع الفتيات..

إلا أنها عاندته و أكملت رويها للقصة...

" ثم هل تعلمون ما حدث! لقد اقتحمت مسبح الثانوية أين كان بيلي وسط التدريب حين قفزت في المياه و غرقت لأنها لا تجيد السباحة ولكن ليس هذا ما جعلني أدمع لشدة الضحك إنما ما حدث بعد ذلك "

" فعندما قام بعض رفاق بيلي بانقاذها من الغرق ظلت تضربهم و تحاول الغرق مرة أخرى كي ينقذها بنفسه..لكن بيلي رفض و قال لها لن أقترب منكي إن أردت الغرق فسيفلتونك و اغرقي دون أن تثيري الضجة..لقد كدت أختنق من الضحك عندما سمعت بالخبر "

أكملت ميلي سخريتها من توأمها وسط ضحك الأب عليهما...

بعد العشاء كان السيد هاكسون في غرفته يستعد للنوم بينما كان الثلاثة مجتمعين في غرفة بيلي التي تحتوي على تلفاز كبير في المنتصف و امامه على الأرض وسائد كبيرة و مريحة...

حيث كان التوأم يتنافسان في لعبة الفيديو بعد أن تراهنا.. و كانت كلوي الحكم بينهما حيث كانت تكشف كلاهما للآخر عند محاولته الغش..

و في الأخير خسرا كلاهما الرهان لأنهما بدلاً من اتمام اللعب بدآ في الشجار و التنازع لذا غضبت ميلي و قفلت الحمام على نفسها كي لا تنتف شعر توأمها مراعاة لأبيها النائم خشية ايقاظه و إلا لما كانت ترددت في جعله أصلعاً...

و في تلك الأثناء كان بيلي قد بدأ جولة أخرى مع كلوي و كان يضحكان على خسارة بعضهما...

" إذا بما أنك تعلمين الكثير عن علم النفس و تحليل شخصيات الناس ما هو تحليلكي لي!"

قطع بيلي جو اللعب و المزاح بينهما بسؤاله الجدي الذي جعل الأخرى تترك ما بيدها و تركز عليه فقط...

" حسناً لم يكن من الصعب تحليلك لأنك بالفعل صريح و شفاف و ليس لديك ما تخفيه "

" أوه حقاً..أخبريني إذا أي نوع من الاشخاص أنا"

" من الخارج أنت شخص مغرور و تحب نفسك بشكل كبير لكن ليس بشكل سلبي..تحب اللهو وتتهرب دوماً من المسؤولية..إجتماعي و تصادق الجميع..تحب المخاطرة و إكتشاف كل ما هو جديد..لا تحب اتباع الآخرين إنما دوما تترك لمستك الخاصة و تجعل الآخرين هم من يتبعونك..كسول و لكنك عاشق للرياضةو التجول "

تحدثت بهدوء وهي تركز عينيها على خاصته..

" يا إلهي هذا يجعل معدتي تنقبض...و من الداخل كيف أنا آنسة كلوي !"

" حسناً.. أنت شخص متواضع و تقدر الجميع خاصة أولئك المختلفين..عند الجد أنت شخص مسؤول و محب تساعد كل من يحتاجك..تفضل مصلحة الآخرين عن مصلحتك أنت..لا تثق بالجميع من حولك و إنما لديك دائرة من الأشخاص

الموثوقين بالنسبة لك فقط و هم من تكون على طبيعتك معهم..و أخيراً أنت تتعلق بشدة عندما تحب و هذا يجعلك دوماً في خوفٍ من الهجران أو فقدان من تحب لهذا أنت تلجأ إلى مواعدة عدة فتيات لوقت قصير كي لا تكن لهن أي مشاعر كما أنك لا تظهر حبك لمن تحبهم حقاً لأنك تفضل اظهاره بأفعالك و ليس أقوالك "

عندما انتهت أخيراً كانت متوترة من حقيقة أنها واجهته بحقيقته كونها تعلم أنه يخشى التعلق بالآخرين جراء الصدمة التي تعرض لها عندما توفت والدته إلا أن مخاوفها تبخرت عندما ابتسم لها أوسع
ابتسامة منحها لها اطلاقاً..

" تباً أنت جيدة تماماً في هذا لقد شعرت و كأنني أقابل نفسي و أتعرف عليها لأول مرة..لقد جعلتني أرى حقيقتي التي أغض عنها البصر"

خجلت من اطراءه لذا قامت بحك جبهتها و العبث بخصلات شعرها النارية و قد احمرت وجنتيها...

" توقف لست بتلك المهارة"

" بلا أنت كذلك"

ابتسم على خجلها و اجابها بالحقيقة التي استشعرها عندما كانت تحلله...

فتح باب الحمام أخيرا لتظهر منه ميلي و هي تتثائب

" لقد تأخر الوقت هيا لننام كلوي"

استقامت كلوي من مكانها جنب بيلي مقتربة من صديقتها التي تكاد تسقط من النعاس...لا تستبعد أنها نامت في الحمام منذ قليل...

" تصبح على خير بيلي"

ودعته و هي تخرج مع ميلي التي وضعت رأسها على كتفها نائمة...

" ليلة سعيدة لكما"

شاهدهما و هما تدخلان الغرفة و تغلقانها خلفهما ثم تنهد يدخل غرفته هو الآخر مستعداً للنوم...

✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯✯



الرأية ضبابية و مشوشة بسبب الأمطار الغزيرة التي تصطدم بالزجاج الأمامي لسيارتها المظللة...

صوت تصادم المطر الصاخب و طشطشة مياه المطر جراء سرعة إطارات السيارات في الطريق السيار...

كان البخار يتصاعد من انفها و ثغرها عند تنفسها نتيجة الجوّ البارد داخل السيارة فهي ليست من محبي مدفئة السيارة...

كانت تقود بتركيز تام و هي تحاول رأية الطريق بشكل سليم دون تخفيف سرعتها...

كانت وسط الطريق السيار تحيط به غابة مهجورة ما عدا السيارات التي تتخذ هذا الطريق معبراً لها لوجهتها فلا أحد آخر قد يمر هنا خاصة في يوم عاصف كاليوم...

لذا فقد كان المكان خالٍ من الأرواح و قد قلت السيارات العابرة من هنا....

لهذا أدارت مقود السيارة يميناً تركن سيارتها هناك مع إبقاء أضواء سيارتها الخارجية ترمش...

لكي توحي بوجود سيارة مركونة هنا في وسط هذا الظلام و الجوّ الضبابي المعتم...

رفعت أنظارها إلى شاشة السيارة لترى الساعة ثم ابتسمت بانتصار لتباشر العد ...


خمس ثوانٍ انقضت حين اتسعت ابتسامتها و انتشر في الطريق الخالي صوت محرك سيارة قوي و عم بصدى احتكاك إطرات السيارة بمياه المطر...

نظرت كارمن عبر مرآة سيارتها الجانبية لترى سيارة سوداء رياضية تقترب باتجاهها و هي تخفف السرعة حتى توقفت مركونة أمامها ببضعة أقدام...

زادت من سرعة تشغيل المسح الأمامي حتى تستطيع التركيز مع الشخص المجهول قبالتها...

و عيناها لا ترمشان بعيداً عن سيارته المظللة...

لقد كانت سيارة بورش 911 GT3. تتميز هذه السيارة بمحرك قوي ينتج 502 حصانًا، وتتسارع من 0 إلى 60 ميل في الساعة في غضون 3.2 ثانية.

لولا الموقف الجدي الذي هي في منتصفه لصفرت بإعجاب بهذه السيارة الأنيقة التي تتميز بسرعتها و آداءها العالي...

في منتصف المطر الغزير و الضباب الكثيف حولهم فتح الباب الأمامي للسيارة قبلها و ظهر منها هيئة رجل طويل القامة قويّ و متين الجسد...

يرتدي معطفاً طويلاً من الكاشمير الأسود و وشاح رمادي ثخين يلتف حول عنقه و ذقنه...

عندما تعرفت على هوية المجهول فرت من ثغرها ضحكة خفيفة على ادراكها لما هو قادم...

و على ما يبدو أن الرجل قد أبصر ضحكها فقد ارتسمت ابتسامة خبيثة على ثغره تزيد من شيطنة ملامحه الوسيمة....

عندما رصدّته يتقدم اتجاهها أقدمت على فتح بابها و الخروج لمحادثته إلا أنه شعر بحركتها لذا أشار لها بيده المغلفة بقفاز جلدي كحلي أن تبقى مكانها ولا تغادر سيارتها كي لا تتبلل...

بدلا من ذلك اقترب من المقعد بجانبها فتح الباب ثم صعد سريعاً بجانبها محتمياً من زخات المطر...

مع الأضواء الحمراء الخافتة التي تنير وجهيهما و تضيف طابعاً من الإثارة لجو السيارة..لفترة ظل كلاهما في سكون حتى قطعه هو بصوته الرجولي العميق...

" سيارتك متجمدة يا إمرأة...كيف لا تزالين تتحركين بسلاسة...أعني لديكِ مدفئة لما لا تشغلينها ؟"

تساءل بجدية و هو يمد يده مشغلاً المدفئة كي لا يتجمد هنا ...تحت أنظار كارمن التي تتساءل عن معاملته لها كأنها صديقة طفولته القديمة و ليست غريبة عنه تماماً و هذا يعتبر أول لقاء بينهما...

" لأني لا أحب استخدامها..كما أني أحب الشعور بالبرد في سيارتي"

أجابته و هي تعيد اطفاء المدفئة دون أن يلقي أي أحد نظرة على الآخر...

" هذا غير صحيّ..ستصابين بالروماتيزم سريعاً و آلام العظام قبل أوانها بسبب تعرضك للبرد طوال الشتاء...كما أنه من غير اللائق أن تجعلي ضيفك يتجمد بسبب تفضيلاتك الغريبة"

أجابها و هو يعيد تفعيل المدفئة مرة أخرى...

" إنها سيارتي.."

عند كلامها صمت كلاهما و سكنا في مقاعدهما لكن صوتها هو من قاطع سكون السيارة هذه المرة...

" لماذا كنت تتبعني طوال الطريق إلى هنا
سيد بوفير ؟"

عند نطقها للقبه ساد جو خانق في السيارة من الجدية التي اعتلت ملامحهما و حالة الحذر و الترقب التي كانا فيها...

لقد علمت بتعقبه لها منذ خطت أول قدم لها خارج عتبة المطعم مع كونراد...

و طيلة الوقت كانت تدري بهويته لهذا السبب غيرت وجهتها من إجتماعها مع فرسان الظلام إلى كشف خفايا أفضل أعضاء منظمة نوسترو...

لقد حضر كونراد ساعتين قبل موعدهما كي يحاصر المطعم و يحرص على أمنه و عدم تسلل أحدهم دون علم منه ..

و تخفى إرينستو على شكل ساقٍ في بار المطعم و ساهمت هالته الهادئة في تظليله و اخفاءه عن الأنظار ليبدو عاملاً بسيطاً...

بينما كارمن قد امتلكت المكان بأكمله في السر حيث لم تكن بذلك الغباء كي تلتقي بعضو في منظمة إجرامية بينما الآخر يراقبها ...

دون أخذها لإحتياطات لذا قد دعته إلى مطعم تحت سيطرتها و قد كانت أعلم بكل من يدخل و يخرج أو يمر أمام المطعم لذا منذ البداية كانت أدرى بأن السيد بوفير متخفٍ كساقٍ في المطعم...

لذا نعم قد كانت خطتها أن تأتي إلى هذا الطريق الفارغ كي تجذبه معها و تخرجه إلى الأضواء...

ارتاح إرينستو في جلسته أكثر كأنها لم تكشف أمر تتبعه لها الآن و برهنت له أنها استدرجته إلى هنا..

حسناً لم يكن ذلك سرياً أو شيئاً كهذا لقد بديهياً له أنها تستدرجه إلى مكان ما..فأي عمل سيكون لسيدة مثلها في هذه الضواحي المعزولة!

لذا نعم لقد أتى برضاه إلى المكان الذي ارادته فيه..
لماذا كل هذا؟

لأن كلاهما يطمحان للحقيقة و كلاهما يحملان أسرار بعضهما....

" تتبعك ليس المصطلح المناسب لحالتنا آنسة دافيس...المناسب قوله هو أني قبلت دعوتك و قد أتيت إلى المكان الذي حددتيه بنفسك "

حسناً يبدو أن أوراق كلاهما مكشوفة للآخر لذا لا مجال للّف و الدوران...

" ما الذي تريده.."

ثلاث كلمات اختصرت الكثير من الأحاديث و التلميحات... كلاهما يدري أن هناك مصلحة للآخر من هذا و هما يسعيان لمعرفة هذه المصلحة...

" أجوبة لتساءلات تراودني "

بنفس نبرتها أجابها و هو يلقي برأسه للخلف على مقعده...

" بعض الأجوبة يستحسن أن تبقى مجهولة
و بعض الحقائق مخفية"

بطريقتها الخاصة أخبرته أنه من الأحسن أن لا يعلم حقائقها و أنها لن تفشيها له...

لكن هذا لم يكن سببا كافياً كي يعود عن قراره لذا قرر كشف الغطاء عن حقيقتها المظلمة كي تفشي بنفسها عن ما يريد الوصول له....

لذا في لحظة الهدوء التي التفت حولهما أمال رأسه جهتها و كذلك فعلت للتقابل أعينهما لأول مرة و يغوص كلاهما في تفاصيل الآخر محولاً إيجاد ثغرة للقبض على جرمها...

و بصوت هادىء لكن قاطع كالحقيقة التي سيهدر بها زلزل مخططات سيدة لم تهتز أبداً...

و مثلما كانت سيدة الإستثناءات للجميع كان هو سيد استثناءاتها

و من سيجلدها بحقائق مرّ عليها الزمن و لكن يد رجل مثابر وضعها بين عينيه قد امتدت و حفرت بئرها ليأتي اليوم و تُحاكم على ما ارتكبته بعد
أن فرت لسنوات حتى تصادمت معه...

مع ملك الجشع..

الذي ما إن لمعت أمام عيناه ستكون نهايتها بين يداه

" بعض الحقائق كحقيقة أنكِ قاتلة زوجكِ ؟"

هنا وسط الفراغ حيث حاوطتهما الظلال في مسمعهما كانت همسات لنهاية البداية و ابتداء النهاية
نهاية قد يكونا فيها هما الناجيان أو هما الخاسران

لكن ما نعلمه هو أن وسط حرب العيون التي أعلنت بينهما الآن كانت بداية شيء جبار قد يخلد في تاريخ العظماء عن أن العاقبة قد لا تكون دائماً دماراً للأشرار فقد يحتمل أن تكون هي النجاة...

و أن وسط فوضى الحرب و السلام هناك نقطة التقاء حيث تتضارب القلوب و الألباب..هناك حيث استقر القدر بإمعان يرى قصص تحكى و أخرى تكتب ليقرر فتح السبل إلى السلام...

لكن وسط اختبارات الحياة لن ينجوا سوى من امتلك جوهر الحب الحقيقي مفتاحاً للوجدان...

فهل سينجو بطلانا من صراعات القدر و الحياة و يفتحا أفئدتهما للحب كي يستعمر روحهما و كيانهما فلا يبقى لهما مفر سوى الإستسلام وسط أحضان بعضهما المغمورة بالدفىء و الحياة...

أم سيعاندا و يخسرا في امتحان الحياة فيضلا سبلهما إلى السلام و يضيعا وسط الفوضى و الصراع.

كل شيء بدأ بتعرية حقيقة مظلمة فهل سينتهي بالمثل!

أم أن بعض الحقائق يفضل أن تبقى مخفية كي لا تنقلب العوالم و الأحداث!!!

🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️🌧️

Cuuuuttt 🎬

جريمة الحب!

شرايكم فالعنوان ؟؟؟

من العنوان تحسب الفصل رومانسية و حركات بس نووو 👀😭

ما في تعليق على الخاتمة 🙈💥

إرينستو يعرف حقيقة أنها قاتلة زوجها 😭💥

هل هذه الحقيقة الوحيدة التي يعرفها أم هناك المزيد ؟؟؟

علمها بتتبع إرينستو لها و ادراكه أنها تعلم 😩✨

بحس أذكياء لدرجة أن كلاهما يكشف ما يدور في ذهن الآخر و أنا واقعة لهم قبل ما يصير أي شيء بيناتهم....

أدري أن الفصل ما فيه كثير لحظات لإرينستو و كارمن لكن القادم سيكون مليء بهم ✨

لقاءها مع كونراد!!!!!!

لم ننتهي من النمساوي بعد أعزائي 😩✨✨

أبشركم أن كونراد من وراه مصايب كثير 😭💥

رايتشل و ليام 😩✨

رايتشل ذا باد بيتش يووو💳💥💳💥


ما تتساهل مع حدا إذا تعلق الأمر بممتلكاتها 💅

حبها الغير طبيعي للآيس كريم حتى فالثلج و العاصفة ما تتخلى عنه 😭💙💙

تمثلني تماما أنا عاشقة نامبر وان للآيس كريم 😋

أكثر لقطة عجبتني لما رايتشل هربت من العميد لما صادفته عشان ما كانت لابسة زيها 😂

بيلي و عشق الفتيات له

هو فاك بوي حقت الثانوية 😚

هايدن من سانتا مونيكا 😉💖

العميد شكله كرهم و مل من رايتشل و مصايبها لدرجة عم يتساهل معها بس عشان تتخرج و ما يشوفها العام المقبل 😂

بدو يتخلص من كل الدفعة كل ما يمر عليه طالب يقله شرط تتخرج بعلامات ممتازة 😂

الظاهر كل الطلبة بيغشوا الفصل المقبل عشان يتخرجوا بممتاز 😂😭

إرينستو مش ناوي عخير أبدا و هو حط فانيسا (كارمن) فراسه خلاص 😁😭


المهم أدعولي ما يفسد مزاجي أبدا مشان ما افقد شغف الكتابة و ما أتأخر عليكم 😭😭

أنا حقاً أرغب في نشر الكثير من الفصول و الانتهاء من الرواية لأن افكار الروايات الأخرى تتساقط علي كاوراق الأشجار...

لكن لا أريد أن انشر كل الرواية دفعة واحدة ثم اقع في مشكلة مع ضغط النشر و الكتابة...

حقا الافكار لدي لكن رغبة فتح التطبيق و الكتابة

أنا أبحث عن تطبيق املي له و هو يكتب 😂😂

من يعرف تطبيق كهذا يبعث لي اسمه 😂😭

لانني كسولة جدا بسبب الم اصابعي.....

المهم تحدثت كثيير انتظر اشوف تحليلاتكم رفاق

هذه هي حساباتي لمن لديه أي تساءل أو يريد أن يكون على علم بكل جديد حول الرواية يتابعني خاصة على الأنستغرام و التيليغرام 💕

فأنا أنشر التسريبات و فايب الشخصيات و الرواية...

God bless you 💗


Continue Reading

You'll Also Like

73.5K 1.6K 14
;نبذة عن الرواية نحن نعرف ان الهووس قد رايناه كثيرا وفي قصص وروايات مختلفة ولاك....هل رايتم من قبل هووس محصور بداخل عدة زواية من المستحيل ان الضحية ت...
1.1K 114 9
علاج المختل الوحيد هو الموت !
5.7K 368 41
مين يونغي ذو السبعة عشر عاما والابن الوحيد لرجل ثري ارمل كيف سيلتقي بنامجون وجين وهوسوك وجيمين وتايهيونغ وجونغوكوك وماذا سيكونون بالنسبة له من هي لي...