1965: TK

By baraatta

23.8K 684 113

" أنت خطرٌ على قلبي تايهيونغ و أشدُ خطورةً مِن الحرب بِذاتها" " فقط أخبرني مالي أهابُك و كأنك جسدت مِئة ج... More

Intro
Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 17
Part 18
Part19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
Part 33
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
Part 38
Part 39
Part 40.5
Part 41
Part 42

Part 16

603 20 3
By baraatta




استمتعوا ~

.
.





قبلة تبادلاها طال مداها فوق السرير الصغير الذي جمع جسديهما
معاً

بهدوء الغرفة المظلمة عدا من ضوء القمر الذي إنساب من نافذتها
مضيئاً منظرهما بحفاوة

أصوات العاصفة خارجاً قد تخللت ذلك الهدوء معطية إياه صخباً
خافتاً تناسب مع صخب مشاعرهما عندها

وطرق على الباب قد أفسد هدوء اللحظة التي جمعت شفتيهما بغرقِ
عميق ما كان له النجاة مأخذاً

لتبتعد شفتي جونغكوك ببطئ تاركة أثار عشقها فوق شفتي تايهيونغ
المتوردة برطوبة أحدثتها شفتي الجندي فوق نسيج شفتيه

وصوت والدته التي قد سأمت من طرق الباب المقفل عليهما قد أخبره
إن تلاحم شفتيهما قد إنتهى ليطلق جونغكوك سراحه من سجنه بدون
رغبة منه للحرية

" جونغكوك ، تايهيونغ تعاليا لغرفة المعيشة لقد قمت بإشعال المدفأة "

وبعد عودة خياله من رحلة كان بها سجيناً بين قضبان شفتي
جونغكوك هو أجابها بصوت مرتفع نسبياً من مكانه بين ذراعي
الجندي

" أنا عاري أمي "

بندقيتاه قد كانت أسيرة لسوداوتي جونغكوك المراقبة لبندقيتيه بهيام
أثناء نطقه لذلك

ثواني معدودة فقط قد مرت قبل أن يسمع صوت والدته مجيبةً

"أنا ذاهبة للنوم و لن أخرج حتى الصباح ، أخرجا لغرفة المعيشة
الآن "

بعد نطقها لذلك هي قد توجهت فوراً لغرفتها دون أخذ إجابة منهما

ليفارق الدفئ جسده عندما إبتعدت ذراع جونغكوك الملتفة حول ظهره
متبوعة بإنسياب كفها من بين يدي تايهيونغ المحتض لها ناحية صدره

" دعنا نذهب "

همس جونغكوك الهادئ بقرب أذن تايهيونغ جعله يغمض عينيه للحظة
قبل أن يجمع شتات نفسه ناهضاً من مكانه بعد أن إستقام جونغكوك
قبله

متمسكاً بأحد الغطائان يخفي به عري جسده والآخر كان بيد
جونغكوك الذي التقطه من على الأرض بعد سقوطه إثر نهوض
تايهيونغ من مكانه

يد تايهيونغ قد عادت لأخذ نصيبها من الدفئ عندما تشابكت بيد
جونغكوك الذي سحبه معه خارجاً من الغرفة

ليستقرا أمام تلك المدفأة المشتعلة نيرانها الخفيفة معطية غرفة المعيشة
ضوئاً أحمراً خافت بسبب تلك النيران

جونغكوك جالساً أمامها متكئاً بظهره على الأريكة خلفه ، وتايهيونغ
قد شغل الفراغ بين قدميه عندما جلس هناك كما كانا في الغرفة

مستندا بجانبه على صدر جونغكوك وجسده
مائل للأمام قليلاً لتكون
المدفأة في محيط بصره

جبينه مستقر على عنق جونغكوك من الجانب حيث دفن رأسه هناك
وعينيه قد عكست نيران تلك المدفأة بتسليطه بصره عليها

بندقيتاه قد رسم بداخلها شعلة نار إنعكست مما كان مشتعلاً في
قلبه من لهيب حارق لمشاعره

وكون جونغكوك جندياً عاشق لتلك البندقيتين قد أعلن ولائه لها مسبقاً

هو تاه بها ، بفضاء كواكبها التي سببت الكثير لقلبه

" جونغكوك "

نبرة تايهيونغ تلك قد أعادته من تلك المجرة ليحط على أرض الواقع
مهمهما له لإدلاء ما كان بخاطره

" إحكي لي قصة "

نطق بما يرغب و عينيه قد كانت تائهة بنيران تلك المدفأة التي كان
يحاول معرفة أي نيران هي أحرق

نيران المدفأة التي تشكلت بسبب حرقها لأخشاب جاعلة منها رماداً
أسود ؟

أم نيران قلبه التي تشكلت بإحراقها لأوصاله مردية بها رماداً
لتخيله يوماً ينتظره يكون به بلا جونغكوك ؟

بالأصح لحياة تنتظره وليس يوم

جونغكوك الذي كان كاهناً بقرائته لما بتلك البندقيتين هو قد علم أثناء
مراقبته لها بما كان بداخل قلب تايهيونغ

متأسفاً منه لما سيودي به من ألم بسببه ، ذلك القلب الذي إحتواه
مساعداً له هو مضطر لإيذائه و كسره يوماً ما برحيله المحتوم

" إحكي لي قصة جونغكوك "

همس تايهيونغ قد أعاد نفسه طالباً منه عندما وجد الصمت جواباً
لطلبه الأول

برغبة منه لسماع نبرة جونغكوك الهادئة والدافئة على مشاعره

قاصداً إشباع مسمعه منها قبل رحيله لتبقى كترنيمة موسيقى يعيش
على صداها بأذنيه لباقي حياته
" ليس عندي أي قصة "

إجابة جونغكوك بنبرته الهادئة جعلت عيني تايهيونغ تلمع بدون أي
رمشة متابعة مقارنة حرارة نيران المدفأة بحرارة قلبه

" أي قصة ، إخترع واحدة لأجلي "

همسته المتألمة التي أخبرت جونغكوك إنه على وشك البكاء إن لم يفعل
جعلته يمسح خلف إذن تايهيونغ برقة هامساً هو الآخر

" أصبحت رقيقاً للغاية مؤخراً "

وبدون إيذائه أكثر هو بدأ بسرد قصته ، قصة مبتذلة ترائت لعقله
تلبية لطلب لا يستطيع رفضه لمعزة صاحبه على قلبه

" يحكى إن هناك نجمة "

و قبل البدأ بقصته هو قد تسلل لمسمعه ولمرأه قهقهة ممن نظر نحوه
ببندقيتيه سائلاً
" أستكون مبتذلة ؟ "

إبتسامة خفيفة رسمت على شفتي جونغكوك إثر تلك القهقهة التي لم
تُخفي ما خلفها من ألم

لينطق مؤنباً لتايهيونغ الذي كان ينظر له بإبتسامة كأبتسامته تماماً
" أخبرتك إني ليس لدي واحدة "

ليعود رأس تايهيونغ مستقراً بعنقه بعد أن أطلق سراح تنهيدة متألمة
من بين شفتيه هامساً
" إحكي لي عن تلك النجمة جونغكوك "

لتبدأ ليلتهم بسرد تلك الحكاية التي تناول محورها واقعهما

لترافق نبرة جونغكوك الهادئة أصوات العاصفة المحملة بقطرات المطر
خارجاً
بوسط تلك الغرفة المنارة بضوء أحمر بفعل نيران المدفأة

وبغطاء قد خبأ جسد تايهيونغ جيداً لجسد الجندي الذي كان يحيطه
بذراعه

يد جونغكوك الأخرى قد بحثت تحت الغطاء عن يد تايهيونغ ليشابك
يده معها رافعاً إياها ناحية شفتيه

ليغمض سوداوتيه عندما طبعت شفتيه قبلة عميقة فوق يد تايهيونغ
الذي كان ينظر له بلمعة حزينة بعينيه

فاتحاً عينيه بعدها وناظراً لبندقيتي تايهيونغ التي شكت له عن
حزنها

شفتاه متحركة بخفة فوق يد تايهيونغ ليبدأ ساردا قصة تلك النجمة
بنبرته التي نافست دفئ نيران المدفأة بقلب من إستمع لنبرة من عشقه
قلبه بتلك القصة

" تلك النجمة قد كانت تعود لمجرة منشغلة بحربها ضد مجرة أخرى
جاورتها
لتتعرض يوماً لإصابة في الحرب التي جمعت تلك المجرتين معاً

تلك النجمة قد أغمضت عينيها مودعة الحياة وما فيها ، راجية أن
تؤخذ روحها سريعاً قبل عذابها طويلاً
بندقيتان جميلتان قد كانتا أمام نظر تلك النجمة عندما فتحت عينيها
لتعلم إن حياتها لم تنتهي بعد
تلك البندقيتين كانت تعود لنجمة عنيدة للغاية ، نجمة جميلة ، طيبة
وبلسان لاذع

النجمة المصابة قد بقيت مع تلك النجمة صاحبة البندقيتين ووالدتها"

توقف جونغكوك عن الكلام أكثر عندما شعر بغصة تكومت في حنجرته
لينزل عينيه ناظرا ببندقيتي تايهيونغ التي إزداد حزنها و بؤسها
عندما تشكلت تلك الدموع الزجاجية بها و هي تراقب سوداوتي
جونغكوك الحزينة

هى كانت تشعر بذنب كبير لما كانت تسببه لتلك النجمة من تعب
النجمة المصابة قد أحبت كثيراً ذلك الدفئ الذي حضت به من تلك
النجمة و والدتها ، ما فعلتاه من أجلها لن تنساه ما حيت "

بإبتسامة خفيفة صنعت طريقها على ثغره وهو ينظر عميقاً بداخل
بندقيتي تايهيونغ أكمل تلك القصة

"تلك النجمة ستبقى ممتنة للنجمة الأخرى ولن تنساها أبداً ،
ستتألم كثيراً يوماً لفراقها وفراق بندقيتيها التي أصبحت إدمان
بالنسبة لتلك النجمة

النجمة التي كانت مصابة قد تعلق قلبها كثيراً بصاحبة البندقيتين ،
هي أصبحت قريبة لقلبها بل بداخله عميقاً
كل ما إستطاعت النجمة تركه لصاحبة البندقيتين هي زهرة توليب
متعددة الألوان
زهرة تُعبر عن حبها لها وعشقها لبندقيتيها ، راجية أن تعتني بها بعد
رحيلها و عودتها لموطنها

لتكون ذكرى تجعل تلك النجمة لا تنسي النجمة التي إرتحلت بحياتها
فجأة ثم إرتحلت بعدها مغادرة "

و كأن قلب تايهيونغ يحتاج هما ليسرد جونغكوك قصتهما بتلك
الطريقة القاسية على قلبه

سوداوتا جونغكوك لم تستطع صبراً لتبقى صامدة خلف غطاء الجندي
الشجاع

هي إرتعشت بلمعانها بكرستالات تشابهت مع ما كان في تلك
البندقيتين من كواكب مضيئة

وبدون إكمال تلك الحكاية التي كانت تحتاج أن ينهيها القدر فأنهما
قد إلتحما بعناق قوي

بدمعتين قد تسللت إحداهما على وجنة جونغكوك بعيداً عن بصر
البندقية التي ذرفت الدمعة الأخرى

لتنتهي ليلتهما بمشاعر حارقة جعلت نيران تلك المدفأة تنطفئ إحراجاً
لبرودتها أمام نيران قلبي جندي إنجلترا وفتى ريف أسكتلندا عندما
أجتمعا معاً



سوداوتا جونغكوك قد فتحت ليلا معلنة عن إستيقاظه من النوم عند
شعوره بفراغ ذراعيه ممن كان بينهما

الأصوات العالية الناتجة من حركة الرياح خارجاً قد أخبرته إن
العاصفة لم تهدأ بعد

بصره قد تسلط فوراً على تايهيونغ الواقف بجانب نافذة الغرفة

تلك النافذة المفتوحة قد سربت قطرات المياه الخفيفة من خلالها
ساقطة على أرضية الغرفة مشكلة أرضية مبللة أسفل النافذة حيث
كانت قدمي تايهيونغ هناك

نظرة بندقيتيه الشاردة كانت مرتكزة على شيء من خلال تلك النافذة

يداه معقودة ناحية صدره متمسكاً بالغطاء حول جسده الهادئ

مع إنسياب بعض رياح العاصفة التي لم تكن عنيفة بسبب كون نافذة
الغرفة بعكس إتجاه الرياح لداخل الغرفة محركة خصلات من كان
واقفاً أمامها

بَرَق برق من السماء قد إنعكس ضوئه على بشرته السمراء ليعطيه
منظراً خلاباً قبل أن يختفي ملحوقاً بصوت الرعد المرافق له

جونغكوك الذي كان يراقب ذلك المنظر من مكانه على السرير بهيام قد
سيطر على جسده قد إستقام لتتجه خطواته الهادئة ناحية الذي لم
ينتبه لأستيقاظه
بعد

يده قد إمتدت لتحيط خصر تايهيونغ الذي جفل بمكانه قليلاً لشعوره
بجسد جونغكوك قد التصق به من
الخلف

لحظة إدارته لرأسه ناحية الواقف خلفه وعند إلتقاء بندقيتيه مع
عشيقتها السوداء قد برق ضوء أنار تلك اللحظة التي جمعت أعينهما

مضيئاً بشرتيهما و بارزاً لوني عينيهما أكثر

خصلاتهما المتحركة
بفعل الهواء بخفة قد زادت منظرهما جمالاً

" لم أنت مستيقظ ؟ "

إنساب سؤال جونغكوك هادئاً من بين شفتيه قبل أن يعيد تايهيونغ
نظره ناحية ما كان ينظر له قبل أن يسرق الجندي إنتباهه

سوداوتاه قد تبعت نظرات البندقيتين ليشاركه النظر لتلك الزهرة
المتحرك غصنها بفعل الرياح

زهرة التوليب التي قد زرعها خلف المنزل بقرب نافذة الغرفة هي ما
سرقت إنتباه تايهيونغ طويلاً

ذلك الغطاء الذي قد بني حولها مانعاً عنها الرياح القوية قد أثار
إستغراب جونغكوك لينعقد حاجبيه بخفة سائلاً

" هل أنت من فعل ذلك ؟ "

أومأ تايهيونغ برأسه بخفة ليكمل مجيباً جونغكوك قبل أن يسأله إن
كان خرج تواً

" سابقاً عندما عدت مبللاً "

تنهد بسيط قد خرج من ثغر جونغكوك لعلمه إن تلك الزهرة ستسبب
الكثير من التعب لتايهيونغ بسبب حرصه عليها

يدا جونغكوك قد شدت على خصر تايهيونغ حاضناً إياه لجسده أكثر
قبل أن ترتفع إحداها متحركة على وجنة تايهيونغ بخفة

أنفه قد كان مستقراً فوق تلك الوجنة عندما نطق مؤنباً بعد أن إلتمس
بلل بشرة تايهيونغ الخفيف

" لقد تبللت مجدداً "


بدون أن يستمع لإجابة منه هو حرك أنفه ليختفي بين خصلات شعر
تايهيونغ مستنشقاً رحيقه الذي تفوق عطراً على ما تمتلكه تلك الزهرة
من رحيق

وبعد ثمله من رائحته هو قد أنزل شفتيه لتستقر على عنقه بقبلة طويلة
سببت زلازلاً أهدمت رباطة جأش تايهيونغ ليغمض عينيه مستشعراً
ملمس شفتي جونغكوك على عنقه

قبل كثيرة رقيقة قد كانت تتساقط على عنقه من تلك الشفتين لتنجرف
ناحية كتفه الذي قد سقط عنه الغطاء قليلا

مرتفعة بعدها نحو أذن تايهيونغ مستقرة خلفها بقبلة عميقة هناك قبل
أن يتسلل همسه من بين شفتيه

" تعال للنوم "

أطراف تايهيونغ المتخدرة بالفعل لم تعد تقوى على البقاء بمكانها
لمراقبة تلك الزهرة

هو وجد
نفسه بعد ثواني مستلقياً على السرير برأسه المدفون بعنق
جونغكوك الذي رفع الغطاء فوقهما ليغطا بنوم عميق ذاهبان لأحلام
إلتقيا بها بعيداً عن واقعهما المرير


عند إستيقاظ تايهيونغ صباحاً كانت تلك العاصفة قد هدأت قبلاً
و أول ما فعله بعد أن إستقام من على السرير هو تفقد أحوال زهرته
من النافذة ليجد إنها لازالت صامدة

راحة كبيرة تسللت لداخلة رافقت إبتسامة سعيدة تكونت على شفتيه
قبل أن يستدير ناحية جونغكوك الذي دخل الغرفة حاملاً معه ثياباً
بإحدى يديه

" الزهرة لم تمت جونغكوك "

نبرته السعيدة قد شكلت إبتسامة على ثغر جونغكوك الذي أتجه
ناحيته ملقياً نظرة خاطفة على الزهرة من خلال النافذة

بندقيتا تايهيونغ كانت تراقب إبتسامة جونغكوك الذي إستدار ناحيته
فجأةً

رفع يده جاعلاً كفها تستقر على جبين تايهيونغ لينطق بعد أن تنهد
براحة

" حمدا لله إنك لم تمرض "

هو بالفعل كان قد توقع أن يستيقظ تايهيونغ مع حمى بجسده بسبب
ما حدث في الليلة الماضية

أنزل يده ليمد الأخرى الحاوية على الثياب لتايهيونغ ناطقاً بتوضيح

" والدتك قامت بتجفيف هذه الثياب من أجلك ، إرتديها "

أومأ تايهيونغ برأسه قبل أن يلتقطها منه وينزل الغطاء عن جسده

ملحوقاً بقميص جونغكوك الذي كان لازال عاري الصدر عندها

ناول القميص لجونغكوك الذي إلتقطه منه مرتدياً إياه بسبب عدم
إمتلاكه لغيره حالياً و عينيه قد كانت تراقب جسد تايهيونغ الذي كان
يرتدي ثيابه أمامه هو الآخر

بعد هدوء الأمطار من بعد تلك الأيام العديدة والدة تايهيونغ قد قامت
بنشر كل ثيابهم على الحبل تواً

بعد تناولهما للإفطار هما خرجا ناحية الحقل الذي كان في حالة
مزرية بسبب عاصفة ليلة البارحة القاسية

جونغكوك قد إلتقط المنجل ناوياً بدأ العمل بعد شفاء إصابة كتفه قبل
أن يوقفه صوت تايهيونغ

" ماذا تفعل ؟ "

نظر ناحيته حيث إنه كان واقفاً أمامه بملامح مستغربة لينطق
جونغكوك موضحاً لهُ

" أعمل كما ترى "

حاجبا تايهيونغ قد إنعقدا بخفة قب أن يقترب منه ممسكا المنجل
ليحاول أخذه لكن جونغكوك لم يتركه مما جعله ينطق

" إصابتك لم تشفى بالكامل لتعمل ، سيفتح الجرح وتسوء حالته أكثر "

جونغكوك كان ينظر ناحيته بهدوئه المعتاد ، إصابة كتفه قد إلتئم
جرحها لكن تايهيونغ يبالغ بقوله ذاك مما جعله يتنهد ناطقاً

" أنت تعلم إني لن أتركه تايهيونغ لهذا أفلت يدك من عليه "

غضب قد تسلل لتايهيونغ من عدم مبالاته ليسحب المنجل أكثر ناحيته
معاندا و حاجبي جونغكوك قد إنعقدا إثر ذلك

" جونغكوك أتركه "


نبرته الغاضبة و المرتفعة جعلت جونغكوك يزفر أنفاسه ليلقي بالكثير
من الكلمات القاسية على قلب تايهيونغ

" أنا لستُ طفلاً صغيراً لتأمرني كما تشاء تايهيونغ ، أنا أدرى بصحتي لهذا توقف عن عنادك و رفع صوتك علي و أتركه قبل أن أغضب"

عينا تايهيونغ قد توسعت بغضب مبطن بحزن على كلماته تلك ليترك
المنجل بعنف قبل أن يستدير راحلاً

خاطياً خطواته مبتعدا عن جونغكوك الذي لاحظ لمعة عينيه التي
أخبرته إن كلماته قد أثرت به

زفر أنفاسه ليعيد شعرة للوراء بواسطة يده قبل أن يبدأ عمله بعيداً عن
تايهيونغ الغاضب والذي كان يحرص على كونه بعيداً عنه

يومهم قد كان شاقاً للغاية حيث إنهم إستمروا بالعمل طويلاً حتى
حلت الظهيرة لتتركهما والدة تايهيونغ راحلة للمنزل من أجل إعداد
الغداء

جونغكوك قد ترك المنجل من يده ليذهب بخطواته ناحية تايهيونغ الذي
كان منحنيا و هو يعمل بتواصل محاولاً تجاهل حزنه و خيبته من جونغكوك

يد من خلفه قد إمتدت لإمساك إحدى يديه الحاملة للمنجل ليعتدل
بوقفته بعد أن سقط المنجل من يده مديراً رأسه بخفة ناحية جونغكوك
الذي أحاط خصره بيده الأخرى ليصبح ظهر تايهيونغ ملتصقاً بصدره

" إبتعد "

نطق بين أنفاسه اللاهثة وهو يحرك جسده محاولاً الإبتعاد عن
جونغكوك الذي قد إبتسم بخفة لذلك
بدون أن يبعد جونغكوك أي من يديه بل أحكم كلتا ذراعيه حوله جاعلاً
من ظهر تايهيونغ يلتحم بصدره أكثر ليسأله بإبتسامته نفسها

" هل أنت غاضب ؟ "

هى المرة الأولى له تماماً أن يرى تايهيونغ غاضباً منه ، هما إعتادا
على كون تايهيونغ هو صاحب اللسان اللاذع الذي يغضب جونغكوك
دائماً

أن يراه غاضباً منه بتلك الطريقة و يرفض التحدث معه لم يستطع أن لا
يجده لطيفاً بذلك

بندقيتا تايهيونغ كانت تتجنب النظر لسوداوتيه عندما سكن جسده
مستسلماً لذراعي جونغكوك القوية

نظرته كانت مسلطة للأمام عندما شعر بشفتي جونغكوك المبتسمة
تتحرك على وجنته بخفة بعد أن دني برأسه ناحيتها من خلفه وهو ينطق

" حسناً أنا أسف ، لا تغضب مني "

جونغكوك كان مبتسماً وعلى وشك الضحك وهو ينظر لجانب وجه
تايهيونغ الذي كان يسلط نظره للأمام و شفته السفلي حبيسة بين
أسنانه محاولا عدم الإبتسام كونه غاضب من جونغكوك

شعر بجسده يتمايل بخفة بفعل جونغكوك ليضربه بمرفقه على صدره
عندما نطق جونغكوك


" أنت تبدوا لطيفاً و أنت غاضب "

ضحكة جونغكوك قد خرجت بدون إرادته عندما رأى تعابير تايهيونغ
الغاضبة عندما أدار وجهه ناحيته بخفة

عند سماع تايهيونغ لضحكته تلك هو لم يستطع أن لا يضحك معه
تلقائياً لتستقر كلتا يديه على ذراعي جونغكوك المحيطة لخصره
ولازالا بنفس وضعيتهما حيث ظهره مستقر على صدر جونغكوك

إبتسامة خفيفة إرتسمت على شفتيه بعدها لتتجرأ بندقيتيه بالتسلط
بداخل سوداوتي جونغكوك ناطقاً

" فقط ليكن بعلمك ، أنا أدرى منك بصحتك "

إبتسامة هادئة إرتسمت على شفتي جونغكوك ليقرب شفتيه من
خاصة تايهيونغ بمسافة بسيطة هامساً لهُ

" وأنا أقسم لك إني أعلم بذلك ، أنت طبيبي ودوائي تايهيونغ "

ليبتسم تايهيونغ بعدها برضى مقرباً من شفتيه لخاصة جونغكوك
مطبقاً إياها فوقها

هو مدمن على شفتيه و لا يتردد بأخذها بين خاصتيه عندما يرغب

وجونغكوك أشد منه إدماناً عندما تنساب شفتي تايهيونغ بين شفتيه
بقبلة تعيد له الحياة في كل مرة

لتنفصل تلك القبلة بعدها جاعلة من أنفاسهما تخرج متسارعة

لتتوه أعينهما ببعضها قبل أن يهمس جونغكوك بشرود راسلاً أنفاسه
لتلفح شفتي تايهيونغ

" بندقيتيك عشق بحد ذاتها وشفتيك إدمان ما تذوقت نبيذاً أشد
خمرة منه على جسدي "

‎أنفاس تايهيونغ قد إضطربت أضعافاً وهو أسير لسوداوتي
‎جونغكوك عجز عن إزالة بندقيتيه عنها

‎أيسر صدره قد ضرب وقعه قوياً حتى شعر بجسده بأكمله ينبض
‎وليس فقط أيسره

‎وعندما أكمل جونغكوك همسته تلك هو خارت قواه ليشد جونغكوك
‎على خصره قوياً

‎" أنت خطر على قلبي تايهيونغ وأشد خطورة من الحرب بذاتها "

‎ذلك الكلام كان صادقاً يخرج من ثغر جونغكوك الذي عجز عن وصف
‎ضعفه إتجاه تايهيونغ

‎" فقط أخبرني مالي أهابك و كأنك جسدت مئة جندياً يحملون بنادقاً
‎موجهة لي و أنا وحيد وسط حرب عاجز عن الحركة ؟ "

‎جسد تايهيونغ قد أفلت ذراعي جونغكوك من حول خصره ليستدير
‎ناحيته معانقاً إياه بقوة بعد أن تخيل ذلك المنظر وإرتعش كامل جسده من هوله

‎جونغكوك الذي أحاطه بذراعيه قد وجد إن وصفه لم يجسد ما يشعر به
‎من ضعف إتجاهه عندما تخيل نفسه في ذلك الموقف و وجد إنه لم
‎يكن ليخاف أبداً

‎سيفكر لحظتها بأنه سيتلقى الرصاص ويغادر الحياة بلحظتها بدون
‎أن يشعر بالخوف ، لكن أي رصاصة سيفكر بكونها ستخلصه من
‎إرتعاش قلبه بحضرة وجود تايهيونغ ؟


لذلك هو همس عاجزاً
" و لا حتى مئة جندي إستطاعوا أن يسرقوا هيبتك على قلبي "

تايهيونغ لم يعد قادراً على إستماع المزيد أبداً
لهذا هو شد على عنق جونغكوك بقوة عندما سقطت دموعه عجزاً منه
على تحمل ما آلت إليه حياته من مأساة بوجود جونغكوك

بعجزه عن إستيعاب مقدار عشقه الذي تكون بداخل قلبه يحمله إتجاه
جونغكوك لأول مرة بحياته

لإرهاقه من فكرة أرقته وقتلته متخيلاً لحظة وداعه له بدون أن
يستطيع التحمل أكثر هو نطق متوسلاً جونغكوك

" توقف ، توقف أرجوك ولا ترهق قلبي أكثر "

شهقاته قد صدرت بغير إرادته عندما شدت ذراعي جونغكوك حول
جسده ليكمل كلماته

" رفقاً بقلبي جونغكوك فما عاد لفكرة بعدك يحتمل "

هو إنهار فجأة حزيناً و يائساً ، منكسراً و متوسلاً

" توقف و إترك كل شيء من أجلي ، إبقى بقربي و لا ترهقني ببعدك عني "

يد جونغكوك قد كانت تمسح على خصلاته بعجز غير قادر على
إنتشال ألم قلب تايهيونغ منه

أبعد وجه تايهيونغ المبلل بدموعه ناظرا له بإنكسار وهو يحاول أن
يمسح تلك الدموع التي كانت تستبدل بغيرها

هو ما كان لديه إجابة على توسلات تايهيونغ له غير أن ينطق

" أدعوا الرب فقط لو يحمل كل ذلك الألم من قلبك رامياً به بقلبي
لأتجرع قساوته وحيداً راضياً إن كان قلبك يعيش بسلام مطمئناً"

وها هو للمرة الثانية يتجاهل توسلاته وكأنه يخبره إني راحل حتماً

جاعلاً من تايهيونغ يرمي برأسه فوق كتف جونغكوك يائساً


‎بعد ساعات من العمل الطويل الذي أرهق ثلاثتهم كانت الشمس على
‎وشك الزوال

‎تايهيونغ بطلب من والدته هو حمل نفسه الحزينة متجهاً للقرية
‎لإحضار ما يلزمهم للمنزل

‎فمنذ وجود جونغكوك معهم هو لم يذهب لها حيث إنه كان ملازماً لهُ
‎طوال الوقت

‎الوقت قد مر هادئاً بعد أن عادا لطبيعتهما متجاهلين ذلك الحوار الذي
‎قد دار بينهما قبلاً

‎جونغكوك قد إستمر بالعمل وحيداً بعد ذهاب تايهيونغ و شعور بفراغ
‎كبير قد داهم قلبه

‎لأول مرة له أن يتواجد بدون وجود تايهيونغ حوله ،

‎ هو لم يجرب أن
‎يكون بلاه و لم يعجبه الأمر بعد أن جربه

‎هو معتاد على كونهما معاً لا يتفارقان أبداً ، ذلك الحقل قد كان هادئاً
‎بالنسبة له بدون تايهيونغ

‎والذي قد عاد بعد وقت ليس بطويل سارقاً إنتباه جونغكوك الذي
‎إبتسم قلبه فور أن رأه
‎هو الآن يشعر بكونه طبيعياً ، يشعر إنه في مكانه الصحيح عندما
‎تواجد تايهيونغ بمحيطه

فور إقتراب تايهيونغ منه هو قد لاحظ رأسه المنحني للأسفل متجاوزاً
إياه بدون أن ينطق بشيء

مسبباً عقدة تشكلت بين حاجبي جونغكوك لذلك وهو ينظر له ذاهباً
ناحية المنزل

هم كانوا قد أنهوا عملهم بعد حلول الغروب لهذا هو ترك المنجل من يده
لاحقاً بتايهيونغ ناحية المنزل

عند دخوله للغرفة هو قد وجد تايهيونغ مستلقياً على السرير و ذراعه
مخفية عينيه المغمضة خلفها

" تايهيونغ ؟ "

نده بأسمه أثناء إقترابه منه ولم يحصل على إجابة أو أي حركة من
تايهيونغ

يد جونغكوك قد إمتدت لتبعد ذراع تايهيونغ عن عينيه لتلاقيه تلك
البندقية اللامعة بنظرة خالية من الحياة
نظرة لم يعتد جونغكوك على رؤيتها أبداً

" ما بك ؟ "

‎بنبرته الهادئة سأله منتظراً منه إجابة تطمئن قلبه الذي دب القلق فيه

‎لكنه لم يحصل سوى على تلك النظرة الفارغة
‎نظرته لم تكن كتلك أبدأ قبل أن يذهب ، بعد محادثتهما الحزينة هما
‎قد عادا لطبيعتهما تماماً متجاهلين أمر الفراق ذاك
‎" سأنام"

‎نبرة تايهيونغ قد كانت مهزوزة عندما نطق بكلماته مخبراً إياه أن يتركه
‎لوحده

‎وضعه لم يعجب جونغكوك الذي مسح بأبهامه على وجنة تايهيونغ

‎ناطقاً بدفئ محاولا إنتشاله مما حل به ولا يعلمه هو

‎" دعنا نأخذ حماماً "

‎بندقيتا تايهيونغ قد أصدرت جمرا لما كان بداخله من نار إشتد لهيبها
‎بداخل صدره إنعكس ببياض عينيه عندما إحمر بقسوة

‎ذلك الجمر قد أحرق قلب جونغكوك معه عندما نطق بنبرته المهزوزة
‎نفسها

‎" أنا متعب جونغكوك أتركني "

‎إن لم يكن جونغكوك من ينتشله من تعبه فمن سيكون ؟

‎رفضه له بتلك اللحظة قد جعل جونغكوك يستوعب ما حل بداخل
‎تايهيونغ والذي أدى به أن يكون محطماً لدرجة أن يبعد جونغكوك عنه

‎وهو من كان لا يقوى على إبتعاده

‎قبلة عميقة على جبين تايهيونغ الذي أغمض عينيه قوياً هي ما كان بجعبته كرد على ذلك

‎ليبتعد بعدها أخذا معه ذلك الدفئ عندما ذهب للاستحمام ، ولأول
‎مرة بعد طوال الشهران هو سيستحم لوحده

فآخر مرة له إستحم وحيداً بها قد كانت بعيداً في وطنه

بعد وقت ليس بطويل هو قد عاد بعد أن إستحم بمنشفة مستقرة على كتفيه

مقترباً ممن لم يغير وضعيته على السرير أبدا ، دانياً منه قليلاً
ليهمس بهدوء بنبرة أذت قلب تايهيونغ كثيراً

" كان مملاً من دونك "

نبرته تلك وكأنه كان عالم بأنهما لن يستحما معاً مجدداً جعلت
تايهيونغ يشد على قبضته بقوة بدون إصدار أي صوت

" إنهض لتناول العشاء "

نطق جونغكوك بعد أن تنهد ولم يحصل على أي حركة من تايهيونغ

يداه قد إمتدت لتحيط خصر تايهيونغ رافعاً إياه عن السرير لتنزلق يد
تايهيونغ تلقائياً من على عينيه المحمرة

رفعه على كتفه متجاهلاً رفض تايهيونغ عندما سأله مستنكراً

" ماذا تفعل ؟ "

تجاهله ليذهب ناحية المطبخ واضعاً إياه على كرسيه حول مائدة
الطعام التي كانت تحتوي على صحون عشائهم بالفعل

جلس جونغكوك أمامه بكرسيه المعتاد كذلك قبل أن ينطق بنبرة صارمة


" تناول عشائك تايهيونغ "

تايهيونغ كان ساكناً بمكانه مع عينيه المحمرة بشكل جعل والدته
الجالسة بجانبه ترتعب منها خوفاً على إبنها

صدره المرتفع تارة و هابطاً بقسوة تارة أخرى

أنفاسه المهزوزة ناتجة
من إضطراب داخله بشدة

نظرته الفارغة والخالية من الحياة تلك لم تُعجب جونغكوك الذي كان
يبادله النظر مترقباً لما سينطق به

لما كان ينتظره أن ينطقه منذ علمه سابقاً بالخطب الذي به

ولكن لم قلبه إعتصره أكثر عندما سمعها من ثغر تايهيونغ بتلك النبرة المهزوزة ؟

بنظرة إلتقت بها أعينهما وكأن خللاً كونياً قد حدث

لتبتعد تلك المجرة البندقية عن ثقب عينيه الأسود

لتخبره إن الأوان قد حان ليخطا على أرض الواقع

وأخيراً بعيداً عن ذلك الفضاء الذى عاشا به لشهرين

لتخبره ان كل شيء قد انتهى فعلا عندما نطق تايهيونغ




" لقد حان موعد رحيلك"



يتبع ✨

Continue Reading

You'll Also Like

16.1M 345K 57
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
307K 14.6K 22
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
3.3K 140 1
نلتقي بعد قليل بعد عام بعدَ عامين و جيلْ .. - محمود درويش . - مُصوِرٌ هندي ، و نبيلٌ كورِي يلتقيَانِ في عمر الشباب . - تايكوك . - غلافُ ديكلان . [...
2.4M 50.3K 74
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...