ᴅᴏɴ'ᴛ ᴛᴇʟʟ ᴀɴʏᴏɴᴇ ᴀʙᴏᴜᴛ ᴍᴀʀɪᴀ...

Oleh asoum_an

1.1M 54.8K 53.7K

ترغب ماريا روزا بدأ حياة جديدة متخلية عن أكاذيبها الصغيرة السابقة إلا أن قدرها يختم بقدر فتاة أخرى وكذبة أكبر... Lebih Banyak

𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛𝟷: شقراء غير محظوظة
𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛2:كاذبة سيئة
𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛3:كالرَجل كَإِبنته
𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛4:الحب أم المال؟
cհαթԵҽɾ5:ميلانو
cհαթԵҽɾ6:لقاء
chapter 7:صوفيا سولارا
chapter 8:هوس جديد
𝙲𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛 𝟿:العشاء الأخوي الأحمر
chapter 10:الشَقِيقة المزيفة
chapter11:أُرِيدك
chapter 13:فتى الدراجة
chapter 14:غريبين وغرفة واحدة
chapter 15:واحد وعشرون زهرة
chapter16:الإخوة الحمر
chapter 17:المهمة الأولى
chapter 18:رافقيني
chapter 19:إستعراض
chapter 20:الطائر المحاكي
chapter21:إجعل مني إستثناء
chapter:العقد
chapter 23:حُلم مدفوع
chapter 24:الأرشِدُوق وزَوْجاته الثَلاثَة
chapter 25:موعِد مع الشَيطَان
chapter 26:هدية
Part 27:يوم سيء
Part 28:هدنة
chapter 29:حلم صغير
chapter30:ثِقِي بي
31:MI ROSA

chapter 12:بين الأسوأ

24.7K 1.5K 1K
Oleh asoum_an

"لقد وضحت من قبل أنني لست هنا لأكون حبيبتك الموسمية سيد أغوست,سيكون عليك أن تبحث عن عارضة أزياء تناسب ذوقك"

بنفس واحد أسهبت في الحديث,كانت تلك ردة فعل طبيعية عندما أشعر أنني عاجزة تماما عن الرد

"هل لديك إخوة؟" سأل

"لماذا تسأل؟ ظننت أنك تعرف كل شيء عني" مشاعر الصدمة تحولت للفضول التام

"لم تجيبي عن سؤالي " ألح

"هذا يجعلنا إثنين,أنت تتجاهل أسئلتي أيضا"

الصدى البعيد لقهقهاته المتهكمة كانت تصل لمسامعي

"أنا لا أعرف أي شيء عنك انسة صوفي"

وقبل أن أسأل عن السبب قاطعني مردفا "مجرد إجراء أمني"

"يبدو أن هناك الكثير من الإجراءات الأمنية في هذا القصر" بنبرة ساخرة لم أتعمدها خرجت كلماتي وبنبرة ساخرة بدت أنها متعمدة رد وعلي "سأود معرفة رأيك بخصوص الإجراءات الأمنية إن حدث وانضممت إلى المنظمة"

حتى وأنا أستغرب من الفترة الطويلة التي أمضيناها أمام البوابة الرئيسية للقصر فقط للتفتيش كنت ممتنة أن القصر أمن ولا يمكنهم الوصول إلى هنا

"أشعر بالفضول بشأن شيء ما"

"لست متفاجئا" بنبرة ساخرة قاطعني لكنني تجاهلته أكمل حديثي

"هل الإجراءات الأمنية في القصر كانت دائما هكذا؟"وددت أن أسأل بشكل مباشر إن كان النظام نفسه قبل إختفاء صوفيا لكنني فضلت أن أتجنب الحديث عنها,ليس وأنا على وشك انتحال هويتها,وكما توقعت شعرت أنه فهم الكلمات المحذوفة من سؤالي

"النظام الأمني القوي جزء لا يتجزأ من سمعة أل سولارا"

كنت أقف بجذعي العلوي على السرير ووحدها ذراعي أمدها على الوسادة , وللحظة وضعت الجهاز أمامي ووسدت جسدي كقطعة من الخشب الرطبة بين الملاءات الحريرية الناعمة,ما قاله جعلني أستوعب أخيرا ما أنا قادمة على الخوض فيه

"أل سولارا"

فكرت في كل مرة كان علي أن أنطق فيها إسمي الكامل في المدرسة والمشاعر التي كانت تستحوذ علي أثناء ذاك,الخزي والعار ومشاعر الشفقة التي تنهش داخلي كلما فكرت في إحتمالية حدوث نفس الشيء لجيوفاني. حتى وأنا لا أقوى على سؤاله إلا أنه لا يخفى علي المرات التي يغيب فيها عمدا عندما يصبح والدي أضحوكة في القرية.

هل صوفيا كانت تتحدث عن سمعة عائلتها بثقة تامة مثله هكذا؟

هل كانت تتفاخر أنها ولدت بهذا الإسم؟ كم من مرة احتمت من قسوة الحياة فقط لأنها صوفيا سولارا؟

أردت أن أسأل كل هذه الاسئلة,وللحظة أردت أكذب منطقي وأن أصدق أنها حية وأنها هنا وتستطيع إجابتي عن كل الأسئلة التي تدور في عقلي

"أنت..يجب أن تعرفي هذه الأمور من الأن فصاعدا" أردف

بطريقة غير مباشرة كان يقول إن أردت أن تكوني صوفيا سولارا يجب أن تعلمي ما يحمله وزن هذا الإسم أولا.وقد كان محقا كما كانت إيزابيلا محقة...أنا لا أعرف أي شيء عن هذا العالم الذي أدخلت نفسي فيه. كنت ساذجة جدا لأظن أن هوسي بالمجلات قد يعطيني أي مميزات.

"لدي أخ واحد" حاولت تغيير الموضوع ورد الإجابة بإجابة أخرى.

"أصغر أم أكبر منك؟"سأل

"أصغر"

"هل تتذكرين يوم ولادته؟" بدى سؤالا لكنه لم يكن كذلك "أنت تتذكرين يوم ولادته" كمن يريد نبش ذكرياتي لا أكثر.

"نعم"

جيوفاني في العاشرة الآن وعلى وشك أن يكون في الحادي عشرة بعد شهرين فقط,لكنني مازلت أتذكر يوم ولادته كأنه البارحة.كنت أول شخص أحمله وأول شخص ينظر إليه بعد خروج والدتي من العملية القيصرية. حتى أنني جلست ساعات أمام زجاج غرفة الرضاعة أنظر إليه من بعيد خوفا أن يتم خلطه مع باقي الأطفال أو اختطافه...

"أتذكر يوم ولادة ...صوفيا أيضا " بدى أنه يجد صعوبة في نطق إسمها خصوصا أمامي ولسبب ما بدت نبرته غاضبة.ربما لأنه يتذكر أن الفتاة التي يتحدث معها الآن كانت تنتحل هوية شقيقته قبل ساعات فقط

"ولا أريد أن أشهد وفاتها أنسة صوفي,وأعلم أنك تعلمين مدى سوء هذا الأمر "

"سأفعل أي شيء لتعود صوفيا"أردف

"أعلم.أخبرتني إيزابيلا بهذا" لم أكن أريد وضع معلومة كهذه في الوسط بيننا لكن لساني لديه رأي آخر. ما أن إستوعبت ما قلته حتى أغمضت جفني بحرج وندم شديدين

"يبدو أنها أخبرتك أيضا أن لا تثقي بأحد حتى بها" بسخرية تامة تكلم

"يبدو أنك تعرف موظفيك جيدا"

"لنقل أنني أعرفها أكثر مما تعرفني...هي من النوع الذي سيقول شيئا كهذا. كان متوقعا منها"

"لهذا وظفتها" أردف

"أي نوع من الأشخاص هي؟"

"شخص جيد كفاية ليحذرك" أجاب

"ماذا عنك؟ هل أنت شخص جيد سيد أغوست؟"

"لا أعتبر نفسي كذلك ومن الأفضل أن لا تفعلي أيضا"

"أنا لا أعتبرك شخصا جيدا أيضا"

"جيد"

"ماذا عني؟ أي نوع من الأشخاص تظن أنني عليه؟"

"ظننت أن إيزابيلا قد حذرتك من عدم طرح الأسئلة التي لا تريدين سماع إجابتها" بهدوء قال

لم أكن شخصا حساسا أبدا,دائما ما وضعت نفسي في مواقف أكبر من حجمي وعايشت أصعب وأعمق وأسوأ المشاعر حتى تعودت عليهم لكنه كان محقا كنت حساسة للحقيقة بشكل خاص,سقوط عالمي الوهمي أمام عيني كان كرؤية نهاية العالم أكثر من مرة.

مهيب,مألم,مدمر وحقيقي جدا ..إلا أنني أود أن أعرف ولو ألمتني الحقيقة

"طفلة ضعيفة"

غيرت رأيي بعد ثانية واحدة ..لم تكن تلك الحقيقة التي أريد سماعها

توقعت الكثير من الإجابات,لكن ما سمعته كان الأسوأ من بين كل ما توقعته. سمعت من قبل أنني كاذبة,منتحلة,سيئة,دون أخلاق لكن طفلة ضعيفة؟

"سأتذكر أن لا أسأله مرة أخرى" صرخ عقلي بتبلد وصدمة

"لماذا؟" بنبرة جافة سألت

"مازلت مصرة على طرح الأسئلة,ظننت أنك أذكى من هذا"

"لماذا؟" أصررت

"لا أعلم ما مدى شعور القوة التي ظننت أن كذباتك الصغيرة تمدك بها,إلا أنك مجرد طفلة ضعيفة تحاول الهروب من الواقع"

كان محقا وكرهت أنه كذلك

"من السهل التحدث عن الواقع والحقيقة عندما يكون واقعك مربوط بعائلة أعرق من القرية التي قدمت منها"

"حذرتك من طرح أسئلة إن كنت تريدين مواجهة الحقيقة"

"أنا لا أهرب من الواقع سيد أغوست,أنا أحاول صناعة واقع خاص بي.

لم يتم سؤالي عن الإسم الذي أريده أو العائلة التي أريدها,ولدت وسط أشخاص وأشياء لا أريدهم ولا يريدونني

لماذا أتقبل شيئا لم أختاره؟"

"لا مبرر للكذب" نبس باحتجاج

"كذباتي الصغيرة أنقذتني وأنت بحاجة لكذباتي الصغيرة أيضا لإنقاذ صوفيا,الحقيقة لم تنقذها ومواجهة الحقيقة لن تنقذها

قد أكون مجرد طفلة قليلة الخبرة لكن مهما كانت هذه المنظمة السرية تخطط لفعله لن يتم التصدي له بالبحث عن الحقيقة

ربما يجب أن تبدأ بالبحث عن الكذبات الصغيرة التي كانت تدسها اأخوية في طريقك طوال هذه المدة ربما هكذا ستتقدم خطوة بدل التحرك في مكان واحد كما فعلت لستة أشهر"

لا إجابة

كل ما كنت أسمعه هو صوت أنفاسه العالية. كان غاضبا وهذا يعجبني,أردته أن يغضب لا يمكنه نعتي بالطفلة الضعيفة وينهي الحديث بهدوء ,ليس وهو يتحدث معي.

"لقد أخبرتك أنني أريدك"

استيائي وغضبي تحول للصدمة كأول مرة سمعته ينطق هذه الكلمة,مهما حاولت توقع ردوده كان يفاجئني برد لم أتوقعه أبدا.

"أتذكر..وأتذكر أيضا أنني أجبت على هذا.."قاطعته

"لم يكن هذا ما قصدته .لقد سألتني مرتين عن ما أريده منك و فكرت في هذا وقد فكرت في احتمالية رفضك للعقد أيضا .

أعلم أن ما أريده منك ليس سهلا.وسيكون خطرا لكن في حالة رفضك لعرضي أود أن اوضح أنني أريدك وسأقبل بأي ثمن سيكلفني قبولك" بصوت هادئ وثابت استرسل كل كلمة,بدى أنه درس كلماته كثيرا قبل أن ينطق بها

"ظننت أنه لا يمكنني الرفض"

"لا يمكنك الرفض وتوقع أن حياتك ستكون نفسها أو أن تكون لك حياة بعد ذلك لكنني مجبر على تخييرك,القبول لن يكون أفضل سيكون عليك مواجهة الخطر الذي وضعت نفسك فيها في كلا الحالتين"

"إن رفضت ماذا سيحصل؟"سألت أقرب الجهاز مني

أخذ منه الرد على سؤالي بعض الثواني ,كان مترددا

"سأكون دقيقا معك,هناك الكثير من الإحتمالات أولها أنك ستموتين فور خروجك من القصر في حال تأكد الأخوية من أنك مزيفة,الإحتمال الثاني يجب أن أمدك بهوية جديدة تماما وأرحلك من هنا.وهذا يشمل تغيير لأسماء العائلة بأكملها و انتقالك لخارج إيطاليا للأبد وحتى مع هذا الإحتمال الخطر من إيجادك وقتلك سيكون قائما"

لم يكن مترددا كما توقعت,كان يعد إحتمالات موتي كمعادلة رياضة,الحسابات ما كانت تأخر رده ,حتى أنه لا يوجد شك عندي أنه يملك نسبة مئوية لكل إحتمال وضعه لي.

"ليس أمامي إختيار إذا" بشرود خرجت كلماتي فارغة تماما

"سيكون عليك الاختيار من بين الأسوأ, لكنه ما زال اختيارا"بدى أنه يحاول مواساتي وتلطيف الحقيقة المرة التي وضعها أمامي

"لا"

"ماذا؟" كان مستغربا.

"لن أختار" بعناد قلت ما كنت أفكر به

"لا يمكنك.."

"لماذا يجب أن أختار عندما تكون النتيجة نفسها؟" قاطعته

"الاختيار بين الهرب والموت والمواجهة والموت ليس اختيارا. لقد عانيت كفاية لأضع نفسي في طريق تتطلب موتي ,مهما كان عملا بطوليا أو شجاعا.هذا لا يهمني ..لم أنجذب للبطولات أبدا,كل ما فعلته حتى الآن كان محاولة مني للنجاة سواء كان العمل أو الكذب أو حتى إنتحال هوية أخرى فعلت كل شيء أستطيع القيام به لأنجو وسأستمر بفعل هذا.."أردفت

"ماذا تقترحين؟" سأل بعد دقائق طويلة من الصمت

"لا يمكنني الرفض بالتأكيد,ولكنني لن أقبل أيضا..لن أوقع أي عقد,ستقدم لي ورقة بيضاء عليها توقيعك وسأضع فيها الثمن الذي أراه مناسبا للمهمة وفي اللحظة التي أرى أن حياتي مهددة بالخطر لدي كل الحق في الانسحاب وأنت من سيتكفل بإجراءات سلامتي وسلامة عائلتي ابتداءا من الآن وحتى بعد إنسحابي إن حدث وقررت الانسحاب..

قد لا أكون محبوبة جدا ولكن لدي أشخاص أحبهم وموتي سيكون ألما مزمنا لهم,أنت لست الوحيد الذي لا يريد حضور جنازة شخص تحبه. ولادتي بالإسم والسمعة الخطأ لا يعني أنني سأقبل الموت فقط لأن فتاة أخرى بالإسم والسمعة المناسبة تستحق العيش أكثر مني.

سيكون عليك حمايتي بنفس الطريقة التي ستحميها بها سيد سولارا,إن شعرت أنك تضعني كطعم لإنقاذ صوفيا سأتأكد من أن لا واحدة منا ستخرج حية من الأخوية"

عانيت بسبب ظروفي لكنني سأتأكد أنها ليست سبب موتي أو معاناة أي من عائلتي من بعدي.

"هل ما زلت تريدني سيد أغوست؟" لم يكن سؤالا ولا أظن انه سيراه كذلك,أردت أن أحصل على ردة فعل منه بعد صمته المفاجئ وامتناعه الطويل عن الإجابة

"نعم"

مرة أخرى لم أكن أتوقع رد كهذا

"سأتأكد من أن يتواصل محامي العائلة معك صباحا,ليس قانونيا الإمضاء على عقد فارغ سيكون عليك وضع بعض الشروط على الأقل,ويجب أن أضع بعض الشروط أيضا"

"ماهي شروطك؟" سألت

"سيكون عليك قراءتها في العقد,غدا"

"لكن كبداية,أخبري صديقك المتذاكي أن النظام الأمني للقصر غير قابل للخرق,كنت أنا من أمر بقطع الإشارات والسماح لهم بالدخول. لكنني لست متساهلا دائما ,المرة القادمة التي يقف بها أمام القصر سأتأكد أنها أخر مرة يقف فيها"

كان هادئا ومع ذلك كل كلمة قالها بعثت القشعريرة داخلي وموجة صاعقة من الرعب.كنت سأنفي معرفتي به لكنني تذكرت قدوم لارا وتاتيانا وخمنت أنه صديق تاتيانا الذي أخبرتني لارا عنه من قبل .

"سيكون عليك الابتعاد عن الرجال ما دمت ستمثلين صوفيا.."

"الكثير من الاشخاص عرفوا صوفيا وإن لم يتذكرو وجهها,ليس هناك أي تشابه بينكما لا تلفتي الإهتمام إليك لأنه سيود الشك فقط" حاول تبرير شرطه الغريب

"ألم يكن عليك إخباري أن أبتعد عن الرجال والنساء الذين عرفتهم صوفيا ..لما الرجال فقط؟"

"لست مجبور لتفسير كل شيء لك, هذا شرطي وأنت مجبورة على إتباعه"

"مانويل عرف صوفيا من قبل وظن أنني هي" حاولت إستفزازه للإجابة على سؤالي لكنه تجاهلني تماما

"ستبتعدين عن مانويل سالفاتور بالخصوص"أصر

"لماذا؟ لقد كان في الإجتماع أيضا ربما يكون عضوا"

"وإن يكن,نحن لسنا بحاجته إبتعدي عنه فقط..لا أثق بتصرفاته المتهورة "

"وهل تثق بي سيد سولارا؟"

"لا" أجاب دون تردد

"أنا لا أثق بأي أحد وأنت لست إستثناءا آنسة صوفي"

****


تاتيانا

أمضت تاتيانا الصباح بأكمله تتصل على معارفها في المحكمة وشركتها القديمة للإستفسار عن "أخوية إسكاربوك" وما أن تنطق الإسم حتى يغلق البعض الخط أو يترددون في الحديث. ولا واحد منهم أخبرها أي شيء تريد معرفته من غير السيد جوريا الذي كان قاضيا متقاعدا وصديقا وفيا لها والذي كانت له الشجاعة الكافية ليحذرها من التورط معهم وإغلاق القضية إن كانت تملك قضية تورطهم.

وهذا جعلها تتأكد من شيء واحد,هي لا تستطيع معرفة أي شيء عنهم بشكل قانوني.

رشفت من كوب القهوة أمامها وأغلقت حاسوبها بينما تحمل ريكو "الذي تحاول أن لا تناديه ريكو" في حضنها وتتجه نحو الأريكة

"يبدو أننا نواجه تحديا أليس كذلك" بنبرة طفولية قالت وغرست أناملها في فروته وداعبت رأسه

"لكن والدتك تحب التحديات" أردفت تمطره بقبلات متقاطعة في كل مكان

اهتز الهاتف في الجيب الخلفي لسروالها الجينز الضيق وبحركة سريعة مدت عمودها الفقري تحاول إخراجه دون إسقاط القط السمين من عليها والذي بدى على وشك النوم.

"تاتي" صوت خشن نادى بإسمها ما أن وضعت الهاتف أمام أذنها

"أين كنت ؟ لقد إتصلت بك طوال الصباح"

أندريه كان أحد رجال ريكارد وقد تولى مساعدتها في الحصول على المعلومات وحل القضايا عندما تعرفت عليه وكانت ماتزال تعمل في شركة المحاماة وحتى بعد طلاقهما واختفائه كان يساعدها كلما طلبت مساعدته. إلا أنها تعلم أنه مازال يأخذ الأوامر منه بعض الاحيان

"هل حصل أمر طارئ؟"صوته بدى متقطعا وأنفاسه عالية

"ماذا تفعل؟" سألته

"أرسلني الزعيم في مهمة" بتردد واضح أجاب

كان بإمكانها سماع تحرك الآلات ورياح الأشجار من حوله ولسبب ما علمت أن إرساله إلى هناك كان عقابا. عاشت مع ريكارد لفترة طويلة كي تعلم أساليبه.

"أين أنت أندريه؟" أصرت

"مصنع النبيذ ..في رومانيا "

لعنت مسببة قفز ريكو من حضنها,كانت محقة إرسال شخص كأندريه إلى المصانع في رومانيا يعني شيء واحد أنه يعاقبها هي,بمنع أندريه من مساعدتها. لم يكن الأخير أحد رجال ريكارد الرسميين حتى,كان الأكسندر شريكه من وظفه ومهامه لا تتعدى جمع المعلومات والاختراق. إقحامه في المصانع في رومانيا أكثر من عقاب ...هو يريد استفزازها.

لم تكن المصانع تصنع النبيذ حقا ,كلمة النبيذ في العصابة ترمز لشيء آخر "المخدرات" .حتى أنها طلبت من ريكارد أن يوعدها أن لا يقحمه في المصانع أكثر من مرة. ويبدو أنه يتذكر الوعد جيدا ليستعمله ضدها هكذا

"قلت أن الأالكسندر من يدير رجال الساكرا"

"صحيح.لكن اليد السوداء عاد وانقسمت الإدارة كما السابق"

أغلقت الخط ترمي بالهاتف نحو الأرض بإنفعال.

كانت تلك هي طريقته لدفعها للتحدث معه,يقفل كل الأبواب في وجهها ويضعها أمام إختيار واحد "ألجأ إليه أو أتعفن مع مشاكلي".فعل نفس الشيء كلما إنفصلا وها هو يستعمل الطريقة نفسها.

أرادت أن تصدق أنه تغير وأن الرجل الذي رأته في الفندق كان رجلا آخر لا الرجل الذي تزوجته ,رؤية أنه مازال نفس الشخص يألمها أكثر مما تظن.

رفعت شعرها في ذيل حصان إلى الاعلى تاركة بعض الخصلات الطويلة تتدلى من مؤخرة رأسها وعلى ذقنها.

"صباح الخير" تثاءبت لارا وهي تمشي بخطوات ثقيلة إلى المطبخ

"إنها الظهيرة.يجب أن تستيقضي مبكرا إن أردت البحث عن عمل" تكلمت ترتدي سترتها الجلدية السوداء

"لماذا يجب علي البحث عن عمل بينما ماريا روزا تنام على وسادة من الحرير في قصر لعين" بحماس شدت على شطيرة التونة التي كانت تقضم منها

"ماريا روزا في ورطة,وجودها داخل قصر لا يخفي ذلك" بإنفعال أبعدت قطعة التوست الذي كانت تحاول إطعامها لريكو

"كم من مرة أخبرتك فيها أن الخبز يجعله يمرض"

استقامت لارا بإستسلام تضع شطيرتها على الطاولة وتتجرع الماء بعد اختناق الطعام في حلقها

"إرتدي ملابسك بسرعة سأنتظرك في السيارة"

"أين سنذهب؟" بصعوبة سألت

"الى الفندق يجب أن أتأكد من كاميرات المراقبة"

"لا أستطيع الذهاب" بتوتر رجعت إلى الخلف

"لن أذهب لمكتب المدير وأطلب منه سجلات كاميرات المراقبة لا تكوني سخيفة,سندخل من الباب الخلفي للفندق وأطلب معروفا من أحد معارفي " تكلمت بينما تفتح باب الشقة

"مع ذلك سيكون من الأفضل أن تذهبي لوحدك" بذعر وتلعثم إحتجت

أغلقت تاتيانا الباب دون أن تجادل معها,فسرت توترها و ذعرها الواضحين بكرهها العودة لنفس المكان الذي فصلت منه. قد لا تكون تلك مشكلة كبيرة بالنسبة لتاتيانا بما أنها لا تهتم لكن لارا في الثانية والعشرين فقط ومن الطبيعي أن تأخذ كل شيء بشكل شخصي في عمر كهذا.

"كلير" نادت على المرأة التي بدا أنها تبحث عنها

كانت تتكأ على سيارتها خارج الباب الخلفي لمطابخ الفندق بانتظار كلير.

"يا إلهى.تاتي" احتضنتها تشد على أكتافها لبعض الوقت وعينيها تشرقان بسعادة واضحة,

"إتصلت بك كثير,لكنك لم تجيبي على اتصالاتي ولا حتى على رسائلي"

" آسفة أردت بعض الوقت لنفسي فقط"

"صحيح ,صحيح" بفائض من العاطفة ردت تشد على كفيها هذه المرة

"أردت أن ألتقي بك أولا قبل أن أدخل,لا أريد لقاء ذلك العجوز فرنسيس مجددا"

"إتصلت بأليكس لكنه لا يرد ألم يأتي اليوم؟" أردفت

"من أليكس؟" سألت

"أليكس من القسم الأمني"

"ااه ,تقصدين الشاب الأسمر الطويل الذي تم توظيفه في نفس اليوم معك"

"صحيح"

"لقد تم فصله"

"لماذا؟" سألت بصدمة

"لا أعلم, تم تغير الطاقم الأمني كليا وفصلو الكثير من عاملات التنظيف ,زوليا تقول أنها أوامر من السيد سولارا نفسه"

"تبا" لعنت تركل إطار السيارة بإنفعال

"ما الذي تحتاجينه؟ ربما يمكنني المساعدة"

"أنا بحاجة إلى الوصول لسجل كاميرات المراقبة من يوم الإفتتاح"

"لا يمكنك الوصول إليها,تم نقل سجلات النظام الأمني القديم للشركة عندما غيروا الطاقم,أنا وزوليا من نظمنا إجراءات النقل والاستلام التي قامت بها الشركة"

نظرت لساعتها التي تقارب الثانية ظهرا

"حسنا,شكرا كلير سأتحدث معك لاحقا"

"إن إنتهيت من العمل باكرا سأمر إلى منزلك,أتركي المفتاح تحت السجاد" صدحت من وراء تاتيانا التي دخلت للسيارة

"حسنا"

"أين ستذهبين؟تبدين مشغولة هل عدت للمحاماة؟" بفضول وحماس وقفت أمام زجاج السيارة

"لا,سأقابل شخصا يريد مقابلتي" أجابت.

علمت أنها وصلت للمرحلة التي تجد فيها جميع الأبواب مغلقة وترغم على الإلتجاء إليه لكنها ستفعل ذلك بطريقتها هذه المرة.

وقفت طويلا مقابل الميناء حيث باخرات الساكرا,كانت تعلم أنه هناك,إن كان قد عاد حقا كما قال أندريه ويريد مقابلتها فهذا هو المكان المناسب ليلتقي بها.

المكان الذي قبضت عليه فيه بالتعاون مع قسم الجنايات قبل أكثر من عشر سنوات عندما كانت مدعية عامة,والمكان نفسه الذي احتجزها داخله عندما قام بخطفها ما أن تم إطلاق سراحه

"المكان نفسه حيث وافقت على الزواج منه"همست بشرود تراقب الباخرات التي تدخل للميناء والصافرات تعلن وصولهم.

نظرت إلى المرآة الصغيرة مقابلها,كانت تبدو شاحبة ومتعبة ,حدقت لدقائق طويلة في انعكاسها قبل أن تشغل المحرك مرة أخرى وتعود إلى المنزل

دخلت إلى غرفة لارا وماريا مباشرة تحاول البحث عن الملابس التي قدمتها لماريا كي تعدل عليها.كانت لارا ممدة على السرير وتحمل هاتفها بينما ريكو في الجهة المقابلة ينظف نفسه

"هل رأيت ملابسي؟" سألت لارا

كانت الطاولة التي تحمل آلة الخياطة فارغة تماما

"في السلة داخل الخزانة" ردت لارا بخمول

حملت السلة واتجهت إلى غرفتها تفرغ السلة فوق السرير

"تبا لك ماريا" لعنت تنظر لفستانها الأحمر من ديور المليء برائحة الكحول. كان فستانها المفضل كما أنها لم ترتديه إلا مرة واحدة قبل سنين في موعد غرامي لم ينتهي بشكل جيد.

"يجب أن أظهر بشكل جيد" وضعت كفيها على خصرها تنظر لباقي الملابس بنظرة فاحصة.

أثار انتباهها فستان قصير بأكمام طويلة مفتوحة باللون الأسود.بدا مختلفا تماما بالشكل الجديد

"ماريا موهوبة فعلا" همست بتفاجأ تضع الفستان على جسدها أمام المرآة.

أسدلت شعرها بعد محاولات طويلة لإيجاد تصفيفة مناسبة و وضعت بعض مساحيق التجميل.

فتحت درج خزانتها وحملت الخاتم الألماسي الذي كان يخص عمتها في راحتها تحركه بجمود لثواني قبل أن تضعه في إصبعها وتمد يدها في الهواء متفحصة شكله بين أصابعها.

بخطى سريعة إرتدت كعبها العالي وعادت لغرفة لارا التي كانت في نفس الوضعية التي تركتها عليها

"كيف أبدو؟" سألت تحوم حول نفسها وتضهر خاتمها أمام لارا.

بدت لارا متشنجة و عاجزة عن إيجاد الكلمات المناسبة,لم تكن تاتيانا من النوع الذي يطلب رأي شخص آخر خصوصا في شكلها وملابسها

"فاتنة" بتلعثم تكلمت لارا

"وأيضا؟" بخيبة أمل سألت

"تبدين كإمرأة متزوجة وفاتنة"

"جيد" أشرق وجهها أخيرا واقتربت من المراة تحت نظرات لارا تخرج أحمر الشفاه باللون القرمزي وتضع خطوطا رقيقة منه على خط شفاهها مبرزة شكلهما

"أنا جاهزة الآن" بنظرة واثقة شاهدت انعكاسها في المرآة للمرة الاخيرة قبل أن تغادر الغرفة

_______________________

دخلت لحتى أقرأ التعليقات ووجدت أنني نسيت أنزل الفصل وباقي في الدرافت 😭 ضنيت أني نزلته قبل ما أنام
كيف كان الفصل؟✨
الفصل القادم سيكون الجمعة وبعدها سأستمر في النشر يوم الثلاثاء أسبوعيا (سيكون فصل طويل)
(الفصل القادم سيشمل لقاء تاتيانا وريكارد ولقاء مانويل وماريا مع أغوست )
سيكون مشاهد ل لارا أيضا✨
لمن يسأل عن قصة تاتيانا وريكارد ستكون رواية خاصة بهما وسأنشرها مباشرة بعد نهاية الرواية حتى لا أحرق الأحداث ولن تكون طويلة مثل هذه الرواية. فصولها لن تتجاوز 20 فصل.
أحداث الرواية بدأت للتو ،ستكون رواية مليئة بالصدمات والأحداث والمشاعر 💋😉
لوفيوو❤

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

110K 6.6K 26
"هناك أسرار كثيرة في الغابة، ولكن بعضها يبقى مخفيًا عن العين المجردة. وكلما تعمقت في الأشجار الكثيفة، كلما اكتشفت أن الأشياء ليست كما تبدو على السطح"...
898K 63.1K 51
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...
32.7K 1.2K 10
الجميع ينتظر في امريكا شهر ديسمبر بفارغ الصبر، حيث تهطل الثلوج و يبرد الجو و يتشوق الجميع لشرب الشوكولا الحارة ولكن اهم ما ينتظرونه هي عشية الكريسماس...
151K 9.9K 16
قررت، القاعدة التِي ستتبعُها طيّلة مرحلتُها المدرسية الأخيرة هي تجنبُ الفتى الذي يُطعم الطيور.