شمس أوستن

By 4BOUNA

25.5K 1.8K 1K

لَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح... More

المقدمة
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوّج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي ، لكن ..
الفصل السادس : لن اخسر ، سوف اتسلق !
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه !
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية !
الفصل التاسع : الارشيدوق
الفصل العاشر: أميرة عالقة
الفصل الحادي عشر: قرار ترحيل
الفصل الثاني عشر : سيدي حامل السيف المقدس
الفصل الثالث عشر : ابكي بشكل جميل !
الفصل الرابع عشر : مهمة زوجتي العزيزة
الفصل الخامس عشر : مُلاحِقَةُ الثّنائيات !
الفصل السادس عشر : أنا اعرفك !
الفصل السابع عشر : حفلة الشاي
الفصل الثامن عشر : كانت كذبة!
الفصل التاسع عشر: استمتعي بالبكاء ، سينا!
الفصل العشرون: لحن آخيليس الحزين
الفصل الحادي و العشرون : مظهر جديد
الفصل الثاني و العشرون : مجدداً و لكن
الفصل الثالث و العشرون : ذلك اليوم من الصيف الحزين
الفصل الرابع و العشرون : حربُ الأفئدة
الفصل الخامس و العشرون : تمثيل!
الفصل السادس و العشرون: ما أريد و ما يجب!
الفصل السابع و العشرون: بداية جديدة
الفصل الثامن و العشرون : كل شيء و لا شيء!
الفصل التاسع و العشرون: أنا معجبٌ بك!
الفصل الثلاثون : العدو الأكبر
الفصل الثاني و الثلاثون: أفرغي قلبك لي، سينا
الفصل الثالث و الثلاثون : ضائع
الفصل الرابع و الثلاثون: توقعات بلهاء!
الفصل الخامس و الثلاثون: القرار
الفصل السادس و الثلاثون: لا شيء كالحلم
الفصل السابع و الثلاثون: أحبكِ!
الفصل الثامن و الثلاثون: خبئني!
الفصل التاسع و الثلاثون: المسني لتعرفني!
الفصل الاربعون: قبلني كيران!
الفصل الحادي و الأربعون: المصمم الأفضل على الإطلاق
الفصل الثاني و الاربعون : موعد كزوج و زوجة.
الفصل الثالث و الاربعون: الطريقة لقتل روح

الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك

342 24 20
By 4BOUNA

بعد كل شيء قرر كيران أن يمنحها ما تريد ، علاقة زوجين متعاقدين ، شعرت سينا بالراحة عندما أصبح التواصل بينهما يقل تدريجياً، كما أنها اعجبت بكيفية تغير كيران اللحظي لكنها شعرت بالخيبة بعض الشيء ، إذ على عكس الطريقة التي كانوا يستمتعون بها أثناء تناول الطعام ، كانت الوجبات في اليومين الماضيين مختلفة ، لم يفتح أي منها المجال للحديث و ركز الاثنان ناظريهما على ما يقدم من أطباق  ..

 بالنسبة لكيران ، كان الأمر على ما يرام في السابق لأنه نشأ مع ضوابط و آداب للمائدة كأي وريث ذو دماء نقية و أهمها : يمنع التحدث أثناء تناول الطعام

ولكن الآن ، بعد الشهر و النصف  الذي قضاه مع سينا أصبح ذلك عادة حلت محل الأصلية التي يجب عليه استردادها

شعرت سينا بالاستياء بعض الشيء في داخلها في كل مرة تراه  يعمل بشكل طبيعي كما لو أن شيئاً لم يحدث ما جعلها تتساءل عن طبيعته و تشك في اعترافاته و تمدح قدرته ببساطة على أن يرمي الأمور خلفه ويستمر

رغم استياءها منه و من نفسها رغبت بشدة في أن تكون مثله

لم تستطع سينا تقبل و فهم  حقيقة أنها تريد التحدث وقضاء  الوقت معه .. و أن لا تفعل أيا من ذلك في نفس الوقت ..

دفعه بعيدا عنها  هي الطريقة للحفاظ على سلامته قبل أن يتطور شعوره نحوها

تشعر بالخوف كلما فكرت في ذلك

" أي شيء اخر؟ "

جيروم الذي كان يخطو مهرولا محاولا مواكبة وتيرة سير سيده و دفتره بين يديه سأل  

يحرك كيران يده نافيا و يخطو صوب الباب في تلك الأثناء دوى صوت ارتطام عنيف من الأعلى فتوقف كيران مكانه ثم استدار ووجه ناظريه نحو مصدر الصوت

ما كان هذا؟!

يخفض كيران ناظريه و يوجههما نحو جيروم ثم يسأل

" من في المكتبة؟ هل هناك أشغال أو شيء من هذا القبيل؟

يحرك جيروم رأسه

" لا "

في تلك الأثناء ركض سيفي باتجاه السلالم هلعا  

" السيدة! "

 سيفي الذي صرح صارخا  واصل تخطي السلالم جعل كيران يشعر بأن قلبه سقط من مكانه ، صوت دقات قلبه الذي يخفق و ينتفض بعنف بين ضلوعه

مسترجعا صوت الارتطام العنيف الذي صدح في الارجاء جعل الأفكار السوداوية تتزاحم في ذهنه ببشاعة

" س-سينا "

ثم تحرر من مس الصدمة الذي اعتراه، يخطو باتجاه جيروم بأرجل مرتخية ثم يلقي كيران بسترته في وجه خادمه و يندفع نحو السلالم

صوت خفقان قلبه يدب و يكاد يفجر طبلة أذنه و أنفاسه تتلاحق لاهثا

مع كل خطوة كان يخطوها كيران تصبح الأفكار السوداوية البشعة أكثر

قلقه و رغبته في الوصول إليها بسرعة   

يحاول طرد تلك الأفكار المظلمة عن ذهنه

متجاهلا الألم الذي ينتشر من شدة الضغط على ساقيه يواصل كيران تخطي السلالم بسرعة جنونية

أخيراً ..

يخطو بأرجل مرتعشة و يقف أمام باب المكتبة الموارب و يستمع للصوتين المألوفين القادمين من الداخل

« أنا بخير حقا! »

نبرتها المتذمرة أرست الطمأنينة في نفسه، قاوم كيران ارتخاء ساقيه و القوى الغربية التي تسحبه نحو الأسفل

يمد كيران يده و يفتح الباب فاتجهت الأنظار نحوه

 " أوه! "

يرتفع حاجبا سينا و تتسع عيناها

" كيران؟! "

يلتفت كيران نحو سيفي فيومئ سيفي ايماءة خفيفة بالرأس ثم يخطو صوب الباب و يغلقه خلفه

تطلق سينا تأوها متوجعة و تتلمس أسفل ظهرها

" اعتقدت أنك غادرت "

تدنو و تلتقط الكتب المبعثرة على الأرض ثم تعتدل واقفة و تسأل

" هل نسيت شيئا؟ "

تنظر إلى وجهه الخالي من أي تعبير يمكن قراءته لبرهة ثم تستدير و تتجه نحو رف الكتب

" في حال لديك أشغال هنا .. أنا لن استغرق وقتا طويلا، فقط-

تتسع عيون سينا و هي تشعر باللمسة الزاحفة على فستانها و صدره الصلب ضد ظهرها، تحتبس أنفاسها في حلقها  و يرتعش كتفاها اثر قشعريرة باردة ركضت على طول عمودها الفقري

يأخذ كيران الكتب من بين يديها فيعقد حاجباها، تلتفت سينا نحوه  

" لما- "

تراقبه سينا يضع الكتب على السلم الخشبي بهدوء ثم يميل نحوها، يلف ذراعيه حولها و يرفعها إلى صدره

تتمسك بقميصه و قلبها الذي قفز من مكانه يخفق بتفاجؤ

تنظر سينا في وجه كيران الهادئ و ترمش محاولة استيعاب و فهم ما حدث يبادلها كيران النظرات ثم يشيح بوجهه و يخطو متجها نحو ركن القراءة

يجلس على الأريكة الجلدية و جسدها بين ذراعيه، حجمها الضئيل في حضنه

يجوب بناظريه فاحصا

" هل تأذيت؟ "

تحرك سينا رأسها نافية

لم تكن سينا تدري ما عليها فعله في ذلك الوضع خاصة و نظرات كيران المسلطة عليها

ما هذا الآن؟!

تحط بقدمها على الأرضية

" إلى أين أنت ذاهبة؟ "

" اه! شيء .. " تنحنحت " الجلوس! أعني .. أنت ربما- "

يقرب وجهه من خاصتها فترمش سينا بارتباك، تبتلع اللعاب بقلق ثم تفصل شفتيها

" كيران "

همهم كيران

" أنا لم اتورط في مصيبة هذه المرة، أقسم "

" أتعتقدين ذلك؟ "

" ما الذي اقترفته؟ "

" جعلتني قلقا "

" هل هذا سيء؟ "

" جداً "

تطأطأ سينا رأسها

" هل سقطت؟ "

سأل كيران فأومئت برأسها

" انزلقت قدمي من السلم و سقطت أرضا ثم سقط السلم "

" هل ظهرك يؤلمك؟ "

الشعور بكفه  تتحرك على ظهرها  ولد  قشعريرة دغدغت امعائها و عبثت بوتيرة أنفاسها

" لا- "

القى القبض على ناظريها فابتلعت ريقها ثم اشاحت سينا بنظرها بينما تراجع ما قالته

" أعني .. بعض الشيء "

غير قادرة على التنفس بأريحية تشعر سينا بثقل الهواء الذي يدخل رئتيها و يصعب إخراجه

يطلق كيران تنهيدة ثم يميل نحوها قائلا

" على المعالج تفقدك "

" لا! "

هتفت سينا رافضة مثبتة يديها على صدره لمنعه من الوقوف

" أنا-أنا بخير .. "

بصوت مهتز ألحت

" لا حاجة لذلك، أرجوك "

لاحظ كيران الارتباك و الخوف الذي اعتراها و الرجاء في نبرة صوتها، يخفض ناظريه و ينظر إلى يديها الصغيرتين على صدره ما جعل سينا تنتبه لوقع نبضه المحموم تحت كفها


" كيران! قلبك- "

ترفع ناظريها و تحدق في وجهه

" ما به؟ "

ترفع سينا يديها و تشيح بوجهها

" لا- لا شيء "

سكتت لبرهة ثم نظفت حلقها و قالت

" إذا .. أنت بخير أيضا؟ "

مشوشة تزاوج بين النظر في عينيه و تجنبهما في الآن ذاته، ثبتت بنظرها للحظة ثم خفضت بصرها

" هل تعتقدين ذلك؟ "

خرج صوته العميق الاجش من حلقه

" نعم ، أنت تبدو وتؤدي اشغالك العادية و- "

" صحيح .. "

ترتفع زاوية فمه في ابتسامة ساخرة

" المستاء لا يمكنه القيام بأي أعمال "

لم ترد سينا لكن هيئتها المرتكبة الخائفة جعلته ينزعج و يشمئز من نفسه

هل هي خائفة مني ؟

ينكمش وجهه بحنق و يخفض ناظريه، يثبت نظره على يديها، يعقد حاجباه و تتجعد جبهته

" ما الذي ..! "

الطريقة التي تقوم ينهش و تقشير الجلد حول اضافرها بعصبية و توتر جعلت جسد كيران يقشعر  

" توقف! "

يقبض على إحدى يديها و يطالعها و الانزعاج باد على ملامحه،  يشابك أصابعه بخاصتها

" ما الذي تعتقدين نفسك فاعلة؟! "

معاتبا يقول كيران

" انظر إلى ما فعلته ، لقد جرحت إصبعك! "

تنظر سينا إلى الدم يتدفق من طرف ظفرها

" إنه .. هذا ليس- "

" سينا انظري الي! "

يبعد شعرها جانبا و يمسك وجهها بكلتا يديه

" ماذا دهاك؟ "

ترمش سينا بسرعة محاول. لجم الدموع و تتفادى لقاء نظراته  

" أنت على وشك البكاء "

تحرك رأسها نافية

" بل أنت كذلك "

توجه سينا ناظريها نحوه و بريق الدموع واضح في عينيها ثم تسأل بصوت جريح

" هل هو خطأي؟ "

" ماذا؟! "

مصدوما يرد كيران معارضا

" لا! إنه ليس خطأ حتى "

" إذا لما أشعر بالضيق تجاه استياءك؟ "

" هل أنت مستاء أيضا؟ "

تومئ سينا برأسها

" هل تعلمين لماذا؟ "

" لأن .. " تبتلع انفجار الدموع ثم تتبع و صوت البكاء في نبرتها

" لأنني لا أستطيع التعامل معها .. "

تنفجر باكية

" ليس لدي خيار! وأنت .. تبدو وكأنك تلومني و – "

ترتفع الشهقات المتلاحقة ثم تخمد فتتبع سينا

" لا أعرف ما علي فعله أيضًا – "

تتبع في نواح عال

 " أنا خائف جدًا "

يضمها إلى صدره، يمرر كيران يده على ظهرها و يمسد شعرها محاولا تهدئتها   

" لا، هذا ليس صحيحاً، ليس صحيحا على الإطلاق! أنا لا أفكر في ذلك ولن أجبرك على فعل أي شيء كما أنني أريدك أن لا تجبر نفسك أيضًا "

يمسك وجهها بيديه و يتبع

" سنفعل ما تريدين ، حسنًا؟ إذا كنت تريدين التوقف .. سنتوقف ، وإذا كنت تريدين منا أن نبدأ من جديد .. سنبدأ من جديد "

ملمس يده الخشنة العطوفة التي تمسح الدموع المنهمرة على خديها

" لن أجبرك على أن تبادليني أيا من المشاعر ما لم تكن لديك الرغبة في ذلك .. لن أجبر أحداً بعد الآن "

و العيون لبعضها يواصل كيران قائلا

" أؤمن أنه في بعض الأحيان الأشخاص الذين نحبهم لا يبادلوننا نفس المشاعر و أنا أتفهم ذلك تماما،  و .. هذه- هذه المحاولة .. أعتقد أن هناك شيئًا مختلفًا .. قلبك- قلبك مختلف تمامًا ولا أعتقد أنني سأندم على أي شيء يتعلق بك .. أنا فقط .. "

يبتسم كيران بدفء 

" لا أصدق أن هذه الحياة أعطتني شيئًا جديدًا و نقيا  بعد كل هذه السنوات "

يمرر إبهامه بلطف على رموشها

« سينا .. »

يمسح الدموع المنهمر على خديها و يقول :

«  أنت تذرفين دموعاً من ذهب سينا .. لا أحد يستحق أن يصبح غنيا منك، لا أحد! »

متمسكة بكتفيه و تشعر بلمسته العطوفة و الحذرة تداعب داخلها

" لا تهدريها هكذا "

لم تفهم سينا الطريقة التي تسير بها الأمور  أو كيف يجب عليها التفاعل مع ذلك ، هي معجبة بهذا الرجل حتماً ولكن .. إنه حامل السيف المقدس

الشخص العظيم الذي سينقذ الامبراطورية منها

من سوادها

كل صباح كانت تستيقظ في حياتها ( صباح الخير ) بالنسبة لها هي : [أنك ستموت] و ( ليلة سعيدة ) بالنسبة لها هي: [ لا تتذمر ، كوني مسؤولة! ] و منذ ذلك الحين أصبحت لا تلقي بال  لحقيقة أنها ستموت قريباً كما لو أنها حقيقة مزيفة لا أساس لها من الصحة

لم تكن تأمل شيئا أو تنتظر حدوث معجزة لكن الآن بعد لقائها بكيران أصبحت ( ماذا لو ) جزءا من حياتها البائسة

تضيق قبضتها على قميصه بإحكام

الأمل .. الامل يقتل!

« سينا .. »

صوت كيران المنبه أيقظ وعيها، تنظر سينا إليه بانتباه

" لست أمتلك العالم ، لكن يمكنني أن أعدك بأنني سأعمل بجد أكبر و أحصل عليه و أعطيك إياه .. لن أكذب، سأكون سعيدًا جدًا إذا حدثت معجزة و غيرت رأيك "

يلف خصلة الشعر خلف أذنها و يتبع

" إلى ذلك الحين .. "

ينظف كيران حلقه و يتبع باعتداد

" سأبحث عن واحدة! لأن لقبي يناسب اسمك كثيراً "

ها؟!

" بجدية؟! "

تنظر سينا باستغراب و تفاجئ

" خربت اللحظة الشاعرية كيران "

" لا يمكنك رفضي، أنا رائع! "

" لم ارفضك لوجود خطب ما فيك كيران! بالعكس أي امرأة ستكون محظوظة  بوجودك في حياتها "

" كوني محظوظة إذا "

" كيران! "

" قلت أن أي شخص سيكون محظوظًا بي ، كوني محظوظة "

" أنت لما تتصرف بعناد؟! "

" ببساطة لأنني أريدك سينا ، أريدك "

" أنا لا أريدك كيران "

" مهلا! دعينا نصحح ما قلته، أنت لا تريدينني أم أنك لا تريدين أن تريديني لأنهما مختلفان تماما "

يرتفع حاجبه و إحدى زوايا فمه، ينظر كيران بثقة و  ينتظر الإجابة التي يعلمها مسبقاً

" لنكون صادقين، أنت لست نوعي المفضل من النساء حتما "

" لماذا أنت جاد ما دمت لا  تراني جذابة؟ "

أنت على حق ، .." يهمهم مفكرا " أنت لست جذابة .. إن كنت نوعي المفضل من النساء كنت حتما ستكونين جذاب في نظري  ولكن .. " تتجعد جبهته يتمتم باستنتاجه بصدمة مصطنعة

 " أنت لست كذلك! "

تدرك سينا جيدا أن ما يفعله لمضايقتها و ازعاجها لكن كلماته جعلتها تشعر بالاستياء، لطالما كانت سينا تعتقد أنها لست النوع المفضل لأي شخص  و لن تكون و لكن كلمات كيران الصريحة جعلتها تبني نوعا من الأمل لنفسها لكن الآن .. في زاوية ما من قلبها شعرت بالخيبة

" كيران أنت ما الذي- "

يسحبها كيران من خصرها نحوه فتجفل

" مستاءة؟ "

" لما قد أكون مستاءة؟! "

صرحت بانفعال

" لما قد أهتم لما تقوله .. نوعك المفضل؟! "

تضحك بسخافة  

" لست مهتمة لذلك أو اي مما تقوله "

" انظري الي اذا "

غير قادرة على الحفاظ على التواصل بالأعين، تستمر سينا في قطع الاتصال، نظرة واحدة الي عينيه الهادئة تعتريها الرغبة في البكاء

يضحك كيران بخفوت ثم يمسك وجهها بين يديه و يقول

" سوف أجد الكثير من النساء اللواتي يناسب ذوقي ولكن أنت؟ أنت .. أنا متأكد من أنني لن أجد لك شبيها  أبدا، لقد كسرت جميع توقعاتي، مختلفة بشكل مبهر و فريدة من نوعك ما يجعلك أكثر جاذبية  حتماً و بلا منازع .. "

يدفن رأسه في شعرها

" أنت تصيبينني بالجنون! "

يرفع كيران رأسه و يقول عابسا

" أنا معتاد على أن تسير الأمور   وفق ما أخطط له لكن أنت جعلتني أبدو كالأبله  وقد لفتت انتباهي ، أنت شخص سيء بروسبر سينا كينجي! "

يتذمر بانزعاج  

" تستمرين في تحطيم معتقداتي و آمالي و جعلي عاجزا، عالقا و على ما يبدو أنت لا تعرفين كم أحب الأشخاص السيئين .."

يقول كيران بعزم و جدية

« أنا آسف لكن سوف أحصل عليك سينا ، لن أتركك! ذلك ضرب من الجنون! لأنني أريدك ولن أتوقف حتى أحصل عليك .. و سأفعل! »

انشرح صدرها برضى و سرور  لكنها قالت

" سوف أغادر عندما ينتهي هذا العقد "

" حسنا .. " يضيف كيران بثقة  " لا يزال هناك المزيد من الوقت لا تستبقي الأحداث "

تضحك سينا

" هل أنت مجنون كيران؟  "

يتنهد كيران و يقول :

" دعيني أفكر في الأمر .. " يهمهم مفكرا ثم يتبع : " دخلت المصحة من قبل كما أن لدي طبيب نفسي خاص يدعى جوناس ، لذلك على الأرجح .. ربما أكون مجنونًا. "

تقهقه سينا ضاحكة ثم تنظر إلى كيران باسمة

أنا فقط- لا أفهم .. لماذا؟!

 لماذا هو – نحن، لا يمكننا أن نكون سيئين كما قدر لنا أن نكون .. ليس هناك بصيص من الأمل في ذلك حتى لكن-

تسحب نفسا عميقا

أنا غاضبة! و أريد البكاء أيضا وليس من الواضح لماذا و لكن–

وجهها ينقبض كما لو كانت تحجم شيئا

أريد اللعن! لا! أريد الصراخ!

 تتأفف بغضب في وجهه و تصرخ

" ربي كم اكره هذا، أكرهه بشدة! "

ينفجر كيران ضاحكا

" علام تضحك؟! "

تلكم صدره و تكرر بحنق

" علام تضحك ايها المخبول! "

" تبدين جذابة للغاية عندما تغضبين "

اثبت يا سينا اثبت لا يمكن لهذه الكلمات أن–

تزفر تنهيدة بعمق و تنظر بعيون ذابلة

قمرة القيادة في رأسها خرجت عن السيطرة، يصرخ صوت العقل في ذهنها

سينا، عودي وعيك!

تفتح سينا عينيها و ترمش بوعي ثم تنظف حلقها و تقول

" أتعلم ما اريد فعله بشدة الآن؟ "

" ماذا ؟ "

تقول بحنق

" لكم وجهك! "

" هذا الوجه؟ "

ينظر كيران ببراءة و يشير إلى وجهه متبعا  

" هل أنت متأكدة؟ "

" بجدية .." يعبس و يتذمر " لقد أصبحت اتعرض للتعنيف منك مؤخراً إن لم تتوقف سأضطر إلى تغريمك، كان علي أن أحصل على نفقة الأذية لنفسي "

لأنك ترفع ضغطي! تصرخ بعصبية  " أنت لا تستمع إلى كلامي  و تستمر في عنادك! "

يغمز كيران ضاحكا بخباثة

" لكنك تحبين ذلك "

ترفع سينا ناظريها عاليا و تتوسل بنفاذ صبر

" الصبر يا إلهي، ألهمني الصبر "

" أتعلمين سينا .. "

" ماذا؟! "

يمسك ذقنها و يبتسم قائلا

" أنا لا أحب المذاق الحلو ولكن أنت .. "

يهمهم بتلذذ

" لذيذة للغاية! "

تصفع يده

" أبعد يديك أريد المغادرة "

" بروسبر سينا كين- "

تكمم فمه فتبتسم عيناه

" هل أنت بلاء! هل أنت بلاء يا هذا؟! "

يبعد يدها عن فمه و يقول

" بلاء لكن جميل " يغمر " لا يمكنك إنكار ذلك "

تسحب يدها من قبضته

" أنا أكرهك! "

يبتسم بإشراق و يقول :

" يا لها من صدفة، أنا معجب بك أيضًا "

تنظر إليه مطولا بحيرة مفكرة في كيفية التعامل معه  تتنهد و  تحاول فك أصابعه المتشابكة لكن دون جدوى

" كيران افلتني! "

" قولي من فضلك "

" كيران! "

" حسنا، حسنا "

يفك كيران تشابك أصابعه محررا إياها لتقفز سينا بعدها واقفة على قدميها

 ترمقه بمقت ثم تستدير و تدب بخطى غاضبة صوب الباب بينما تتمتم بغيض

غير قادر على. كبت ضحكته أكثر انفلتت منه لكنه كبح الباقي و تنحنح عازما على مواصلة ازعاجها

« لقد نسيت كتبك سينا »

انتظر كيران بترقب ردا ثم سمع صوت تأففها بعصبية فانفجر  ضاحكاً باستمتاع


بعد أن قامت يختم الأوراق المطلوبة دخلت سينا جناح كيران و أعادت الختم إلى مكانه، ذلك الوقت من الظهيرة لم يكن كيران نوع الأشخاص الذين ينامون في العادة نهارا الا في حال كان منهكا من العمل

تخطو سينا على أطراف أصابعها مقتربة بحذر

متسطح على الأريكة التي تتناسب تماما و بنيته الجسدية، يسند رأسه المائل ما جعل خصلات شعره الداكن تستقر على الوسادة و النسيم المنعش يهب على بشرته من الشرفة بينما يراقص الستائر  

" ماذا لدينا هنا؟ "

تشابك سينا يديها خلف ظهرها و تميل بجذعها نحوه و هي تطالع مظهره المسالم 

" حتى و هو نائم؟! "

تغمغم سينا ثم تتنهد 

" أنا لا أفهم سر جاذبيته المتفجرة اللعينة هذ- "

غير قادرة على تدارك الأمر و التعامل مع القوة الجاذبة التي تسحبها أصبح جذعها العلوي أثقل فجأة فاختل توازنها كما لو أن أحدهم دفعها من الخلف

ابتلعت سينا صرخة و كممت فمها ثم صدح صوت الارتطام

متوسدة  صدره ترفع سينا رأسها بينما تدعو في سرها أن لا تكون قد ايقظته، تفترق جفونها ببطء ثم تزفر الصعداء

لا يزال نائما، كان ذلك- اوه!

تفتح عيونها الذهبية باتساع فور شعورها بثقل يديه المتشابكة فوق ظهرها

يميل كيران برأسه إلى الجانب الآخر و يواصل نومه الهنيء تاركا سينا المرعوبة التي سقط قلبها للتو من مكانه تتعامل مع ذلك

رباه! كان ذلك وشيكا   

في العادة كيران يكون شديد اليقظة تحت وقع أي صوت مهما كان خافت لكن الآن ..

تزفر سينا أنفاسها بعمق لعل قلبها الذي يخفق بقوة يهدأ بينما تنصت إلى وقع دقات قلبه النابض بانتظام، الشعور الدافئ يداعب فؤادها بلطف

لم تستطع سينا التعامل مع رغبتها الشديد في لمس وجهه ، تمرير أناملها على عينيه المغمضتين  .. أنفه وشفتيه ، المسح على شعره، تقاسيم وجهه بدت مغرية جداً في ناظريها ولم ترغب في تصديق أن قلبها الذي يخفق بحماس الان هو في الواقع ينبض لقربه

في تلك اللحظة لم تكن سينا تمانع البقاء على تلك الحل و النظر الى وجهه النائم إلى الأبد

ترتفع يدها الجريئة و  تتلمس بأناملها شعره الكثيف الأملس المستقر على جبهته

أنا حقًا أريد أن أغلق عيني و أنام بين هاتين الذراعين المريحتين وترك كل شيء خلفي

أريد التوقف عن التفكير للحظة

لحظة واحدة فقط

فقط النوم للحظة قصيرة حيث يمكنني أن أشعر بنفسي 

 لكن ..

تزفر سينا تنهيدة محبطة

أنا سوف أستيقظ!

عاجلاً أم آجلاً

هذه اللحظة من النعيم ليست أبدية و ستزيد آلامي أضعافاً

تخرج سينا تنهيدة بضيق ثم تتمتم

" أنا فقط .. " تبتلع الغصة في حلقها " أريد الحصول على المال. و المغادرة .. لماذا تجعل الأمر صعبًا جداً و معقداً؟ "

مقاومة النعاس الذي يولده دفء عواطفها و جسده تنسل سينا بحذر و هدوء من بين ذراعيه و تغادر  

« زوجتي! »

الكلمة الملعونة التي أصبحت سينا تسمعها كثيراً أثناء محاولتها تجنب التعامل مع كيران و السيطرة على عواطفها لكن عكس أهدافها استمر كيران في الظهور أمامها ​​بينما يناديها بزوجتي طوال الوقت

حتى عندما تمر بجانب ساحة التدريب و فور وقوع  ناظريه على هيئتها يَسقط تعبيره الجاد الحازم فجأة و معه الفك السفلي لكل فارس لحظة إشراق وجهه ببشاشة

 لم يفكر كيران مرتين وتوقف فجأة في منتصف الجولة، يرفع يده و يلوح لها  

ستة سيوف مصوبة نحوه و هو لا يزال ينظر إليها ويبتسم

" لهذا السبب أفضل البقاء اعزبا "

يلتفت جيرارد نحو غريغور الذي أطلق تعليقا فجأة و يرمقه باستغراب

" ماذا؟! "

يشير غريغور بعينه

" انظر إليه ، يبتسم لها ويعاملنا مثل الخيول "

 تتجعد جبهته جيرار باستغراب أكبر

" أنت .. " يرفع  أحد حاجبيه  و يهمس

" هل تغار؟ "

يضحك غريغور بسخرية

" لا تكن سخيفا .. "

يفرك رقبته المتشنجة و يتبع

" أنا مستغرب فقط ، كيف تطور الوضع لهذا؟ كما أنني أتساءل .. لقد توقف في منتصف التدريب ، هو لم يفعل ذلك مسبقا .. "

" ماذا تقصد؟ "

يوجه غريغور ناظريه نحو سينا و يتبع

" ما الذي سيفعله عندما تختفي تلك المرأة من حياته؟ "

يهمهم جيرارد مفكراً ثم يفصل شفتيه و يقول :

" أعلم أن كيران يصبح  مختلا في بعض الأحيان ولكن .. كما تعلم، نحن سنقف معه ظالما أو مظلوما على أي حال "

يلتفت نحو غريغور

" ما يريده نحصل عليه من أجله كأبوين صالحين ، سنقاتل ونقتل ونختطف ، ببساطة "

يتبادل الأثناء النظرات للحظة ثم يوجهان ناظريهما نحو كيران، يرمقانه ثم يتنهدان بقلة حيلة

كانت الأيام الثلاثة الماضية مع مطاردة كيران مزعجة للغاية بالنسبة لها ، الطريقة التي يظهر بها فجأة في كل مكان كانت غير مريحة لسينا ، لقد بذلت قصارى جهدها لتجاهله أثناء تناول الطعام .. وحقيقة أنه يجلس أمامها الآن و يستمتع بشرب الشاي معها

" ما كان هذا مرة أخرى؟ إنه ليس بذلك السوء "

بعد أن ارتشف من الشاي يضع كيران القدح و يشابك أصابعه على المنضدة ينظر  إليها و يبتسم  بود

" انظر اليك تبتسم ببلاهة "

ترمقه بازدراء و تبصق سينا الهواء

" قبيح! "

ينفجر كيران ضاحكاً فتضيق عيناه و تتلامس رموشه السوداء الكثيفة

" هل قلت قبيح؟! " يضحك " ربما لأنني بعيد عنك "

يمد ذراعه و يقبض على جانب كرسيها ثم يسحبه نحوه

تبتلع سينا صرخة و تتخشب مكانها تنظر إليه بعيون متسعة و ترمش بسرعة  

" ماذا عن الآن؟ "

يسأل كيران بينما يقرب وجهه من خاصتها و يهمس

" هل لا أزال قبيحا؟ "

 قلبها ينبض بعنف و سرعة لدرجة أنها لم تفهم إن كان ذلك بسبب الحركة المفاجئة أم بسبب قربه الشديد منها، أنفاسها تُسحب و تستهلك  بسرعة

تتسع ابتسامة كيران الذي يستمتع برؤيتها مشوشة و مرتبكة

" ما الخطب؟ "

يلاحق بإصرار و تصميم نظراتها بخاصته و تتفاداها سينا

" ت-توقف "

" ما الخطب؟ قلت أنني قبيح، ما الصعب في النظر إلى شخص قبيح؟ "

عاجزة عن فهم الرجل الجالس بجانبها تنظر سينا إلى كيران بسخط ثم توجه نظرها و تثبته على المنضدة الدائرة الصغيرة التي عليها قدحين من الشاي و أطباق متفاوتة الأحجام عليها العديد من أنواع المرطبات

تحدق في كعكة الفراولة بالكريمة الطازجة ثم تنفع أصبعها فيها و تمسح الكريمة على وجه كيران

" امسحيه "

" لن أفعل "

" لن يعجبك ما سأفعله إذا لم تفعل "

" إلهي! هل هذا هو الجزء الذي يفترض أن أخاف فيه؟ "

" لا .. " يبتسم بريبة " بل هذا "

يلطخ خدها بالكريمة فيرتد فك سينا السفلي بتفاجؤ

" حقير! "

تمد يدها في اتجاه الكعكة عازمة على رد الصاع صاعين

" أحذرك! أنا لن أتوقف اذا فعلت ذلك مرة أخرى "

تتراجع سينا نحو الخلف

" و الان .. "

يضع كيران المنديل في يد سينا و يقول

" امسحي "

تقبض سينا على المنديل و تهم في مسح وجهه بينما تلعنه  في سرها

بينما كانت سينا  تمسح الكريمة على وجهه لم يرفع كيران ناظريه عن خدها حيث لطخة القوام الخطمي الأبيض

يقترب منها فتجفل سينا

" ما-ماذا؟! " تبتلع سينا ريقها بتوجس " ما الذي تحاول فعله؟ "

يرفع كيران ناظريه و ينظر في عينيها للحظة ثم يخفضهما مجدداً

انا لست مرتاحة لهذه النظرات المريبة

" كيرا- "

يستند ممسكا بإحدى دفتي الكرسي ثم يخل أصابعه في شعرها و يلعق الكريمة على خدها بطرق لسانه

ترتفع  شهقة و تحتبس في حلقه

تطالعه سينا جاحظة العينين

" أنت– "

ترفع يدها و تشير بأسبعها إليه  صارخة

" ما الذي تعتقد نفسك فاعلا؟! "

لا تنفعلي!

لا تنفعلي سينا .. فقط ابق هادئة و أفعل شيئا

تسكن للحظة مفكرة ثم تندفع نحوه و تمسك وجهه بكلتا يديها تحدق في عينيه ثم تميل برأسها و تضغط بشفتيها على فكه

تلعق الكريمة الملتصقة بشفتيها ثم تبعد ذراعه و تستقيم واقفة

بينما تستكشف سينا الطعم في فمها تقول

" ذات قوام مخملي وناعم، خفيف ومليء بالهواء "

تمسح زاوية فمها و نظرها على كيران

" هل هذا كاف؟ "

"  لا في الحقيقة أنت تزيدين الأمر سوءًا  "

" اذا تريد للأمور أن تسير وفق هذا المنحى؟ "

" ماذا؟ "

 " هل تستمتع بأن يتم اغواءك من قبل شخص لا يبادلك الشعور ذاته؟ "

"  لا أشعر بأنك لست معجبة بي لأنك معجبة بي بغض النظر عن نسبة ذلك "

" حسنا .." ترفع ناظريها و تطالعه بجدية " دعنا نفترض انني معجبة بك .. "

تسكت لبرهة،  تحدق في عينيه ثم تفصل شفتيها

" ثم ماذا؟ "

تنكمش جبهة كيران

" ما الذي تقصدينه ؟ "

تتنهد سينا

" سترغب في تكوين عائلة ، صحيح؟  صحيح، ثم الحصول على طفل يرث لقبك ، أليس كذلك؟ عظيم،  لكن كما قلت سابقا  ..لقد كتبت بالفعل كلماتي الأخيرة كما أنه لا يمكنني إنجاب الأطفال! "

تضيف قطعيا  

" لا يمكنني إنجاب طفلك أو طفل شخص آخر! "

تكتف ذراعيها

أخبرني الآن ما الذي يجعل شخصًا مثلك .. " تشير إلى الوسط حولها " يمتلك كل هذا جاد جدًا حول شخص لديه حياة محدودة؟

" سنموت جميعًا في مرحلة ما "

" أنت تفهم ما أعنيه كيران، لا تراوغ .. فقط لماذا تحاول في حين أن النهاية مكتوبة بالفعل؟ "

تواصل قائلة

" بصراحة ، لا أريد أن أحاول معك أو مع أي شخص آخر .. أريد فقط لكل هذا أن ينتهي بأسرع وقت ممكن و إلى ذلك الحين كل ما أرغب به هو أن أكون حرة "

" التمسك بشخص لا يريد علاقة جدية مضيعة للوقت و الطاقة .. كما أنه تصرف غبي، لا تكن غبيا كيران "

" ماذا لو اخترت أن أكون غبيا؟ "

تضحك سينا  فيتبع كيران

" إذا كان الأمر يتعلق بمرضك .. سأجد طريقة أنا متأكد من أنني سأجد طريقة لشفائك "

" هل تعتقد أن الأمر متعلق بالشفاء فقط؟ هل تعتقد أن ذلك صعب علي؟ ايجاد حل ، هل تعتقد أنني اخترت أن أكون هكذا؟ "

 تقترب منه  و تتبع

" هل تعتقد أنني لا أريد العيش بسعادة؟ أن يكون لدي عائلة هو أحد أحلامي ، هل تعتقد أنني استسلمت دون سبب وجيه؟"

يفكر كيران في كلماتها مليا، ربما شخص مثله سوف يتخلى عن الحياة بسهولة لكن هي؟ هي شغوفة جداً لاكتشاف الحياة و–

« أنت تعجبني، كيران! »

ثبتت عيون كيران المتسعة على ملامح سينا التي قالت باسمة  بخفوت

« بجدية .. أنت تعجبني! »

فكرت سينا في ذلك كثيراً ، في كل مرة تنظر فيها إلى عينيه اللتين تنظران إليها بتطلع و أمل، المرات التي شعرت فيها بأن لمساته حقيقية للغاية

في كل مرة تستلطف أفعاله و تستمتع بالوقت الذي تقضيه بقربه

 و الآن و هي تطالع اشراق ملامحه ينمو ذلك الشعور أكثر جنبا إلى جنب و شعور الغدر الذي يلاحقها دائما

مجرد التفكير في أنها لن تتردد في هدم تلك القلعة الرملية   يشعرها بالاشمئزاز من نفسها لكن في ذات الوقت  ..

 ليس باليد حيلة!

مهما بحثت عن بصيص من الأمل تعود دائما خائبة

الرضى الواضح على ملامحه جعل سينا تشعر بالاسى، ترفع يدها و تتلمس صدغه نزولا إلى خده ثم فكه

يمسك كيران يدها فتوجه ناظريها و تنظر مباشرة في عينيه ثم  تقول  

" ولكنني لا أثق بك! كيران "

ثم طرح أرضا، تحت سابع أرض، ينظر كيران بضياع و عقله مخدر، الشعور الدافئ للفرح في صدره تحول إلى غمام خانق،

تتراخى ملامحه في عبوس، يقول بخيبة

" كان بإمكانكِ التوقف عند ذلك الحد "

" لا يمكنني الوثوق بك لأحبك، لا أستطيع، هذا ليس شيئًا يمكنني التحكم فيه .. لا أريد أن أشعر بالأسف و الذنب لأنني لم أحذرك لكنني أود حقًا أن أسمع ما ستفعله حيال ذلك "

تتنهد بعمق ثم تواصل :

" قلت أنك ستجد طريقة إذا كان الأمر يتعلق بمرضي .. ماذا عن ثقتي، كيران؟ "

 بجدية تنظر سينا إلى كيران و تنتظر الجواب على سؤالها الصاعق

في تلك اللحظة بدأ كيران يفكر في الأمر

الثقة؟ إنها ليس شيئًا يمكنه فعل شيء حياله .. إنها ليس شيئًا يمكن أن يحصل عليه بالمال أو يمكن للمعاشرة أن تضمنه .. إنها  الثقة .. شيء لا يمكن الحصول عليه

فقط صاحبها يمكنه منح ثقته بإرادته أو لا يفعل ذلك على الاطلاق

مغلق الفم، لم يكن لدى كيران أدنى فكرة عما سيقوله، أمام سؤالها العميق وجد كيران نفسه عاجزاً مهزوما، أدركت سينا ذلك فتنهدت و وفصلت شفتيها

" كيران أنا لا أثق في الطريقة التي سيعاملنا بها القدر .. لأن ما تريده ليس ما يفترض أن نكون عليه و سيكلفنا ذلك الكثير "

تتبع سينا

" لا أثق بنفسي عندما يصبح الابتعاد لا بد منه "

تميل برأسها و تسأل  

" هل لا تزال راضياً بعد كل هذا؟"

" لا يجب أن أسأل لماذا أليس كذلك؟ "

تومئ سينا برأسها فيفتح كيران فمه

" إذن هذه المشاعر لا تكفي .. هذا ما تريدين قوله؟ "

" للأسف "

يرتفع حاجباه بتفاجؤ من ردها الصريح و المباشر، شعر كيران بأن داخله ينهار و الغمام يتكتل في صدره ، ضغط الثقل الجاثم على صدره يضيق الخناق على أنفاسه ، يمسح وجهه ثم يعض شفته السفلى ، ينظر إلى الأرض سارحا للحظات و وجهه منكمش بألم ثم يحرك رأسه بإذعان   

" حسنا "

يستقيم واقفا و يخطو باتجاه الباب  

" فقط امسحها كيران! "

يقف أمام الباب و قبضته على المقبض

" ربما يكون الأمر جيدًا الآن ولكن في المستقبل سوف تكتشف أنني لست شخصًا تتشرف بمعرفته أو ماضيه، لا تكن الوحيد الذي يكافح من أجل لا شيء! "

بعد أن غادر المكان و سمعت صوت الباب يغلق افرغت رئتيها في زفير عميق و طويل كما لو كانت تحمل على ظهرها صخرة عملاقة ثم ألقت بجسدها على الكرسي

تسحب الهواء كما لو أن  رأسها كان تحت الماء ثم بعد أن تأكدت من أن حالها أصبحت أحسن غادرت و اتجهت نحو غرفتها، تغلق الباب خلفها و تجلس على الأرض مسندة ظهرها إلى السرير

كانت الآمال مغرية لكن مهمتها في المرصاد دائما، خائفة من المحاولة و قلقة من عدم فعل ذلك ، سينا محاصرة بين هذين الشعورين، عقلها الصارم يحذرها من ذلك  لتجنب الألم و قلبها الذي يتمسك بأمل واهن يشجعها على اتخاذ خطوة

لكنه سيتأذى! عندما يحين الوقت سوف يتأذى بقدر ما سأفعل إن سمحت لنفسي بالمضي قدماً

ثم عندما يصبح كيران جزءًا من كل هذا يغمرها الشعور بالخوف

عالقة وسط الصراع الأبدية بين ما يمليه عليها عقلها و قلبها

سيترك وحيداً

  لكن ( ربما ) ..

 ( ربما ) خدعة!

ماذا عن الماضي؟ كيف يمكن أن تثق في رد فعله؟

صحيح! إنه لا يعلم عني شيئا

تعانق جسدها

عندما يكتشف ماضي ، جرائمي ، هويتي الحقيقية

سوف يهرب عندما أفقد السيطرة ..  الجميع يفعل .. هم لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال حتى

بغض النظر عن ما أقول أو أفعل

أمي

مربيتي دورثي

حتى غاندالف لطالما كان يتعامل معي بحذر كما لو كنت قنبلة موقوتة

موريس؟ الوحيد الذي لم يفر لم يكلف نفسه عناء الكذب حول سبب هجره لي

ربما كان البقاء مع ديلاس السفاح أرحم، على الأقل عندما رآني ملطخة بالدماء ربت على رأسي كما لو أنني قمت بإنجاز عظيم

تضحك بمرارة على سخافة ما تفكر فيه   

لا أصدق أنني فكرت في هذا لكن .. في بعض الأحيان اعتقد أنه الوحيد الذي يتقبلني كوحش ... وحشه الأليف

بغض النظر عن الأعمال القذرة التي فعلتها .. في عينيه تبدو ضئيلة جداً و تافهة

تمسح دموعها بكم ثوبها

" إلهي كم أكره التطلع لحدوث معجزة ما "

كم أكره تمثيل أن حياتي مجرد كابوس سوف أستيقظ منه قريبا

تنفجر صارخة

" إنها حياتك سينا، حياتك! و ليست كابوسا "

تقبض على جانب صدرها الأيسر حيث موضع قلبها و تئن باكية

" ربي أرجوك .. أنا أتمزق! "

تطبق يديها المرتعشتين، تتوسل سينا و العبرات على خديها

" أرجوك يا إلهي أنا خائفة! اجعل الانتهاء من هذه اللعبة أسهل و أسرع حتى أتمكن من المغادرة .. "

" أنا حقا أريد أن أكون جيدة، أريد أن أكون حرة! "

تلك الليلة دعت سينا  كثيرا  لعل الرب يحدث في ذلك تغييرا ، توسلت بعيون رطبة  و أنفاس متقطعة  و نامت قبل أن يجف مسار الدمع على خديها بعد أن خارت قواها تماماً

جاء الصباح ، صباح آخر .. كما لو أنه لم يحدث شيء ، الحركة تعم الجزء الشرقي للقصر الملكي كالعادة، كيران بذل جهده في البقاء على انتباه أثناء استماعه لمحتوى التقارير التي اعتاد على الاطلاع عليها لحظة دخوله

يتنهد كيران براحة بعد أن انتهى بأعجوبة من كل ذلك ثم ينتبه لديمتريوس الذي نسي تماما أنه كان هناك من البداية

" المعذرة .. "

يفرك كيران المنطقة بين عينيه بتعب

" لقد نسيت تماما انك هنا "

" أستغرب ذلك، لم تنم جيداً؟ "

تسحبه ذاكرته إلى أحداث الليلة الماضية

" ديمتري؟ "

يوجه كيران ناظريه نحو الجالس أمامه و يسأل

" هل تعتقد أن هناك فرصة بطريقة ما؟ "

ديميتريوس الذي انتبه لشرود كيران الغير معهود من قبل عقد حاجبيه

" فرصة؟ لماذا؟  "

" فقط أجبني "

" أنا لا أفهم ماذا – أوه! "

يشهق ديميتريوس و يصيح

" وقعت في حبها؟! "

 يخفض كيران بناظريه

" إذا حدث فعلاً!  "

ينتفض ديميتريوس واقفا

" نظرة الحيرة و الضياع هذه .. أعرفها جيداً "

ينظف ديميتريوس حلقه ثم يحوم حول كيران بعدها يقترب و يهمس في أذنه

" إدوارد سوف يركل مؤخرتك إن علم بذلك "

يبتلع كيران اللعاب و يلتفت نحو ديميتريوس

" هل تعتقد أنه قد يعترض إن حدث ذلك؟ "

" يا رجل أنت تفطر قلبي بهذه النظرات "

يعتدل ديميتريوس واقفا

حسنا، إقناع ادوارد ليس مشكلة .. بل موريس، هل نسيت؟

يجلس ديميتريوس على الكرسي و  يشابك أصابعه على المكتب

" استمع .. كيران، قد لا يعجبك سماع هذا لكن أنت في وضع مشبوه و الوقوف في صفك صعب .. في هذه الحالة أنت أشبه بمذنب، لا يمكن التعاطف معك "

يعم السكوت لبرهة ثم يفصل ديميتريوس شفتيه و يقول

"  كنت تعلم جيدا أن قلبها ينتمي لشخص آخر على أي حال، ما الذي جعلك تتغير فجأة؟ "

" لكن-  "

 " كيران! "

صاح ديميتريوس

" أنت لا تريد أن يتكرر ما حدث مع ليليان ، أليس كذلك؟ "

يفتح كيران فمه

إنها ليست مثل ليليان!

أراد كيران الاعتراض بحدة جهرا لكنه وجد نفسه يطبق شفتيه مجدداً عندما أضاء ركن ما من ذاكرته بإدراك

 كنت أقول نفس الشيء عن ليليان!

يفكر 

 و بسبب تفكيري هذا .. تأزم الوضع

" لقد تأذيت واستغرق الأمر سنوات لشفائك ، وأنت تعرف كم كان مؤلمًا ، لذا ارجوك فكر في الأمر مليا ، أحتاجك بجانبي ، من فضلك لا تجعلني أشعر بالقلق عليك مرة أخرى، حسنا؟ "

غارق في شروده يتذكر كيران ما حدث في السنوات الماضية

صحيح! لقد بدأ كل شيء بتلك الطريقة .. امرأة تريد شخص آخر ورجل .. رجل يعتقد أنه يفعل الصواب من خلال إبقائها بجانبه رغم كون قلبها ينتمي إلى شخص آخر بالفعل

كان يعتقد أنه يستطيع تغيير شعورها ولكن كل ما حصل عليه هو ..

الكثير من الجلسات الطبية النفسية ، نوبات الهلع و الكثير الكثير من الأدوية

ينكمش وجه كيران باشمئزاز

مجرد التفكير في ذلك جعل وتيرة أنفاسه تضطرب و معدته تنقبض بعنف لحظة استحضار عقله للطعم المر للأدوية في لسانه  و الشعور المزعج  بالمرارة و الحاجة إلى التَّقيُّؤ في حلقه

" اتفقنا ؟ "

يرفع كيران عينيه اللتين تعكسان خوفه و حيرته و يحدق في عيون ديميتريوس

قالت انها لم تتخط بعد خطيبها لكنني لم ألقي لذلك بالا لأنني اعتقدت أنها قالت ذلك فقط كحجة لرفضي .. لكن الحقيقة هي .. كنت افكر في أنه يمكنني التعامل مع ذلك .. مجدداً

 هو على حق ،  الوضع متشابه تماما

غير قادر على سحب نفس طبيعي يومئ كيران برأسه و النفس   يحتبس في حلقه

كان ذلك تفكيراً خاطئا

سبق وأثبتَ ذلك في الماضي .. ما الذي قد يجعل هذه المرة مختلفة؟!

أنا وحدي مع رغباتي .. فقط أنا .. مجدداً

يكمم كيران فمه بيده و الصدمة و الحيرة بادية في عيونه الزرق من عدد الحقائق التي كان غافلا عنها، يتمتم كيران  بإدراك

" لقد كنت على وشك الانتحار! "

__________________

نقطة.

هالووز 💃 فصل آخر ياااي ✨

بداية عيدكم مبارك و كل سنة و انتو طيبين يا رب ينعاد عليكم بالصحه والعافيه أن شاء الله ❤️

تقبل الله منا و منكم 🦋

مش عارفة أبدا النقاش ازاي بس ... ياخي انا زهقت خلاص من الحالة ذي و الله😩 انا القارئ عايزة فرفشة لكن كل ما نقول خلص اهي اعترفت يظهر كيران insecure بردو 🙂 😭

المهم أنا لو اقدر اخنقني كنت خنقتني لكن ده مستحيل 😩

معلش قولولي أكثر مشهد حبيتوه في الفصل و في الرواية عامة ✨ أنا القارئ احب مشهد الوقعة فراشات 🙈🦋

اكثر جملة حبيتوها بردو 😁

بما أن العيد و رح نكون فاضيين فخلينا ندردش 💃

و الان انتهت رحلتنا في كوكب أكشن 😂

اشوفكم بخير ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

598K 12K 21
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها لكن ... ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء م...
42K 1.5K 12
رغبتي بك وغيرتي عليك أشد من ان تتحمليها.
1.9K 127 10
فنّان موهوب يعيش صراعات نفسية بعد تلقيه لصدمة عمره، يحارب عراقيل حياته مستعينا بفنّه و وظيفته المتواضعة. تجمعه الصدف بفتاة من عائلة نبلاء لتقع هي في...
596K 14K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...