بعد الفراق

By Yasminaaaziz

50.4K 1.2K 198

كانت بريئة وساذجة عندما ظنت ان الحب وحده سيكفي، احبته حتى بلغ العشق منتهاه و لم تهتم بالفروق الاجتماعية بينهما More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس ووالعشرون
الفصل الاخير

الفصل الثامن

1.2K 45 7
By Yasminaaaziz

في الأسفل و تحديدا في الحديقة....

خلعت سالي حذاءها و بدأت تسير
بقدميها الحافيتين مستمتعة بملمس الاعشاب
الرطبة التي كانت تعانق سطح بشرتها
بنعومة....

إستنشقت الهواء النقي بقوة عدة مرات
حتى شعرت ببرودة داخل رئتيها...
و هي تسرح بناظريها حولها حيث
طغى اللون الأخضر على المكان.. عبست
فجأة عندما تذكرت شقتها الضيقة
التي تقع في تلك الحارة القذرة
ذات الازقة الضيقة...تمنت لو أنها تستطيع
البقاء في هذا المكان بقية حياتها
و لا تعود إلى هناك أبدا...

مريم ليست افضل منها او زينة اللتين
تنعمان بهذا الجمال و الراحة يوميا..
و ليس ذنبها أيضا أنها ولدت في
أسرة فقيرة...لكنها ستسعى بكل جهدها
حتى تغير واقعها المرير حتى لو كان
على حساب أشخاص أبرياء لا ذنب لهم... .

غير بعيد عنها كانت زينة و والدتها
تجلسان تحت المظلة الخشبية التي
تتوسط الحديقة تتحدثان...

مديحة بانزعاج :
- هي البت دي مش ناوية ترجع
بيتهم و إلا عجبتها القعدة هنا...

دافعت زينة عن صديقتها قائلة :
- يا ماما إنت عارفة إن سالي صحبتي
الأنتيم و مفهاش حاجة لو جت
باتت معايا يوم و إلا إثنين...

لوت مديحها شفتيها بحنق من عناد
إبنتها هاتفة :
- مش خايفة من أخوكي ليعرف إنت
جبتيها هنا ثاني ...هيزعل
منك أوي عشان هو بنفسه اللي طردها
آخر مرة و نبه عليها مترجعش هنا
لا هي و لا أي حد من عيلتها ".

علقت زينة بعد أن لاحظت أن والدتها
سعيدة بهذا القرار :
- شايفاكي مبسوطة".

ترشفت مديحة كوب الشاي الخاص
بها باستمتاع مصدرة صوتا :
- جدا.. مش عاوزة حاجة تفكرني بأيام
الفقر و الغم اللي كنا عايشينها و خصوصا
وش البومة عنايات و بنتها..

إلتفتت نحو إبنتها التي كانت تنظر نحو
سالي و التي تبدو أنها تستمتع بوقتها
ثم أضافت من جديد :
- بقلك إيه يابت فتحي ودانك
و إسمعيني كويس أخوكي بكرة جاي
و أنا مش عايزاة مشاكل بسببهم
خليها تغور من هنا أنا مش فاتحة
بيتي لوكاندا..طول عمرك غاوية فقر
مش عارفة تصاحبيلك كام بنت
غنية من بنات الاغنياء اللي حوالينا....

زينة بضيق :
- متقلقيش يا ماما انا بقى عندي صاحبات
كثير بس كلهم مزيفين بيتقربوا مني
عشان عارفين إني أخت عمار الدكتور
المشهور إنما سالي أنتيمتي من أيام
الطفولة و أنا مش هقدر
أطردها دلوقتي .. بس إن شاء الله بكرة
الصبح هتكلم معاها...

مديحة بسخرية :
- خايفة على مشاعرها بنت عطيات..
ماشي ياختي أما نشوف أخرتها إيه ".

عند سالي...
إستدارت لترى زينة و زوجة خالها
لا تزالان تجلسان في مكانهما لتبتسم
بخبت و هي تخرج هاتفها و تتصل يشقيقها
الذي كان ينتظرها على أحر من الجمر....
مالك بلهفة :
- ها إيه الأخبار...

سالي :
- عمار هيرجع بكرة من ألمانيا..الظاهر إنه مش
قادر يبعد أكثر من كده عن حبيبة القلب
يعني مفيش وقت لازم نخلص كل
حاجة الليلة...

مالك : ماشي...هكمل شغل و آجي
على طول، طابخين إيه عالعشا هناك...

ضحكت سالي و أجابته :
- متقلقش طنط مديحة رغم إنها
مش طايقاني بس عاملة جهدها
عشان تبينلي قد إيه هما بقوا ناس
عليوي..
أضافت مستدركة :
- ااه و متنساش تكلم البت زينة
نيم دماغها بكلمتين حلوين عشان
حساها زعلانة منك اليومين دول..

تأفف عند ذكر إسمها لكنه رغما عنه
إستجاب لطلبها ليدمدم :
- أي أوامر ثانية يا ست سالي ".

سالي :
- لا مفيش.. أسيبك انا دلوقتي
و متنساش زي ما قلتلك".

أغلقت الهاتف و عادت نحو مديحة
التي حالما رأتها أدارت رأسها للجهة
الأخرى متمتمة بصوت منخفض :
- أبو شكلك و إنت عاملة زي السلعوة...

في نفس اليوم مساءََ.....

فتحت مريم عينيها على لمسات حنونة
تربت على كتفها لتجد الدادا سناء
توقضها :
-ميري.. قومي يا حبيبتي عشان تصلي
... المغرب أذن يلا يا بنتي ".

ازاحت الغطاء من فوقها لتتثاءب مريم
بكسل و تجيبها :
- حاضر يا دادا...ثواني بس اشوف
عمار اتصل و إلا لا....

فتحت هاتفها حتى تتفقده لكنها سرعان
ما رمته و هي تعبس بخيبة أمل لكن سناء
طمئنتها :
- متقلقيش يا بنتي الغايب عذره معاه
و جوزك مش بيعدي يوم غير لما يكلمك
مرتين ثلاثة...دلوقتي ادخلي توضي
و صلي و إدعيله ربنا يوفقه و انا متأكدة
إنه اول ما يلاقي فرصة هيتصل بيكي
و يطمنك....

إبتسمت مريم ببراءة ثم إستقامت من
مكانها حتى تفعل ما أخبرتها به الدادا
سناء... إنتهت من صلاتها و دعاءها
ثم توجهت نحو غرفة الملابس الخاصة
بها و غيرت ثيابها حتى تنزل للأسفل
لتناول طعام العشاء....

نزلت الدرج بخطوات بطيئة مترددة
ودت فقط لو أنها إستطاعت البقاء في
غرفتها حتى لا تحتك بتلك المدعوة
سالي.. ألا يكفي جفاء زينة و إنقلابها
عليها فجأة بدون سبب بعد أن ظنت
أنهما أصبحتا صديقتين مقربتين.. فقط
لو تعلم لما يكرهها الجميع رغم أنها لم تأذي
أحدا في حياتها.. بالعكس فهي قبلت
أن يمكثوا معها في منزلها... منزل والدها
الذي أصبحت تشعر فيه و أنها ضيفة
ثقيلة...

تابعت طريقها نحو طاولة الطعام
لتتفاجئ بوجود ذلك المدعو مالك
هي لا تعرفه جيدا و لم تره سوى
مرات قليلة منذ أن تزوجت بعمار
و رغم ذلك لم تشعر بالراحة لرؤيته
فنظراته لم تكن تمت للبراءة بصلة....

ألقت التحية قم جلست في مقعدها
بجانب على يسار مديحة التي إتخذت
من مقعد عمار مكانا لها...
تحدث مالك مرحبا بها و هو يبتسم
بسماجة :
- و عليكم السلام يا مريم هانم...إزاي
حضرتك.... ".

اومأت له دون أن تجيبه ثم بدأت تتناول
طعامها بصمت...لتتبادل زينة و سالي
نظرات ذات مغزى و كأنها تخبرها ألم
أقل لكي أنهما على علاقة....
كان العشاء كارثيا بكل ما تحمله الكلمة من
معنى... و رغما عنها أجبرت مريم نفسها على
تناول لقيمات تحت إلحاح مديحة التي
لم تتوقف عن نعتها بأنها ضعيفة و لا تعتني
بجنينها جيدا....

مسحت فمها بالمنديل ثم استأذنت
تريد الصعود لجناحها حتى ترتاح
بسبب شعورها بالنعاس فجأة...أسندتها
سناء التي كانت تنتظرها حتى تصعد الدرج
قائلة بعد أن لاحظت ضيقها :
- سيبك منهم خليهم يقولوا اللي هما
عايزينه دول ناس مؤذية و قاصدين
يضايقوكي و إنت عشان طيبة و غلبانة
م مش عارفة تردي عليهم لو كانت ست
ثانية غيرك كانت طردتهم من بيتها
من أول يوم...إنسيهم يا حبيبتي و
متفكريش في حاجة
غير في جوزك و إبنك اللي جاي...
إنت حامل و الزعل مش كويس
علشانك...

دلفت بها الغرفة لتتجه مريم مباشرة
إلى فراشها حتى تخلد للنوم بعد أن
تخدر جسدها و تضاعف شعورها بالنعاس...
لم تكن تعرف ماذا يحصل معها و ظنت
أنه من تأثير الحمل...أما سناء فكانت
تعتقد أنها حزينة على غياب زوجها
خاصة انه لم يهاتفها اليوم على غير
عادته...غطتها جيدا و أطفأت الانوار
مكتفية بالاضاءة الخافتة الصادرة من
الاباجورة بجانب الفراش....

في الأسفل كانت سالي تحث شقيقها
على البدأ في الخطة بعد أن وضعوا
منوم لمريم في كوب المياه الخاص
بها و الذي سرعان ما أعطى مفعوله...
بينما تولت زينة مهمة إلهاء والدتها
حيث شغلتها بالحديث محاولة إقناعها
أن توافق على ذهابها في رحلة مع زملائها
في الجامعة حتى لا تنتبه لمالك....

- أرجوكي يا ماما وافقي عشان خاطري
كل زمايلي في الجامعة رايحين إشمعنى
انا اللي دايما لا زي ما اكون لسه عيلة
صغيرة...

نهرتها مديحة هاتفة برفض :
- رحلة إيه يا بت اللي طلعت
فجأة دي.. و إنت من إمتى بتروحي
رحلات....

زينة بإلحاح و هي تتمسك بذراعها :
- أنا مكنتش اروح زمان عشان ممعيش
فلوس الرحلات إنما دلوقتي إيه الحجة..
دول كلهم يومين في الغردقة ".

مديحة باستغراب :
- الغردقة؟ إنت متأكدة يا بت إنها
رحلة تابعة الجامعة".

زينة بإيجاب : أيوا يا ماما...و صاحباتي
كلهم رايحين.. ها قلتي إيه؟

مديحة بعدم إقتناع : قلت لا إله إلا
الله بكرة اخوكي ييجي إتصرفي معاه
أنا مليش دعوة مش بفهم في الحاجات دي .

إلتفتت زينة نحو سالي حتى تجد لها
حلا فوالدتها بالتأكيد سوف تخبر عمار
على هذه الرحلة الوهمية التي إخترعتها
من خيالها فقط لغرض إلهائها بينما
تسلل مالك للأعلى متجها نحو جناح مريم....
أشارت لها سالي بأن تطمئن و هي تبتسم
بخبث فمديحة لن تتفرغ لهذا الخبر التافه
بعد ما سيحدث...

في الأعلى....

تلفت مالك حوله حتى يتفقد المكان مخافة
أن يراه أحد الخدم اللذين كانوا يملأون الفيلا ثم
حرك مقبض الباب و دخل...
إستند على الباب عدة ثوان و هو يستجمع
أنفاسه فما يقوم به خطير للغاية و لو إكتشف
عمار لعبته هو و شقيقته ستكون نهايتهم
بالتأكيد...أنار الغرفة ثم توجه مباشرة نحو
الفراش حيث كانت مريم تغط في نوم عميق
بسبب تأثير المخدر....

نزع ملابسه العلوية بسرعة ثم خلع لها
ملابسها هي أيضا و هو يمسك نفسه بصعوبة
كي لا يتهور بل كان سيفعل ذلك لو لا ضيق
الوقت....
أخذ هاتفه و قام بتصوير عدة صور و فيدوات
لهما بحيث يبدوان و كأنهما على علاقة
ثم رتب لها ملابسها و دثرها كما كانت....

رن هاتفه معلنا عن وصول رسالة نصية
من شقيقته ليستقيم من مكانه على
عجل و هو ينظر لها واعدا نفسه
أن هذا الجمال سوف يكون له قريبا
قبل أن يسرع و يرتدي قميصه دون
أن يغلق أزراره....

وقف أمام الجناح منتظرا صعود مديحة
حتى تراه و هو يخرج من غرفة مريم و ما
إن لمحها حتى شهق بصوت عال ليجلب إنتبهها
ثم إلتفت للجهة الأخرى و ينشغل بإغلاق
قميصه...

توجهت نحوه مديحة على الفور و على
وجهها علامات الغضب لتصرخ فيه :
- إنت بتعمل إيه هنا... و إيه اللي طلعك
فوق ".

تراجع مالك للخلف هربا من لكماتها و هو
يتأتأ بزيف :
- أنا... أنا كنت...بدور على الحمام عشان
أغسل إيدي".

تفادى ضرباتها باعجوبة حيث كانت
مديحة مصرة على الفتك به...شتمته
غير مصدقة لحجته الواهية :
- بتدور على الحمام هنا يا واطي.. يا زبالة
إطلع برا و مشوفش وشك هنا ثاني
و خذ العقربة أختك معاك ..".

دافع مالك عن نفسه ملقيا على مسامعها
تلك الكلمات التي لقنتها له أخته سابقا :
- على فكرة يا ‎طنط أنا و مريم بنحب بعض من قبل ما تعرف عمار...و هي بتخدعكوا كلكوا و مش بريئة زي ما انتوا فاكرينها.... دفعها عنه ليتخلص الهرب من قبضتها ليركض نحو الدرج و يغادر الفيلا بصحبة سالي التي جمعت أغراضها مسبقا تاركين مديحة تفرغ غضبها في زينة...

يتبع...

ملاحظة مهمة الرواية قصيرة و قد كتبتها في وقت وجيز حوالي ثلاثة أسابيع و كنت هنشرها على احد المواقع الأخرى لكن عدت و نشرتها هنا.

دي صفحتي على الفيسبوك اهلا وسهلا بيكم

Continue Reading

You'll Also Like

8.9M 296K 66
حياتها بائسة...فالعيون الجائعة تترصدها بكل مكان فتجعلها تعيش الجحيم في كل لحظة من لحظات يومها البائس ..ظلت تقاوم و تحارب بطرقها الخاصة كما اعتادت منذ...
443K 34.4K 60
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
252K 12.1K 20
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
2M 41.5K 71
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...