الفصل الثامن

995 41 7
                                    

في الأسفل و تحديدا في الحديقة....

خلعت سالي حذاءها و بدأت تسير
بقدميها الحافيتين مستمتعة بملمس الاعشاب
الرطبة التي كانت تعانق سطح بشرتها
بنعومة....

إستنشقت الهواء النقي بقوة عدة مرات
حتى شعرت ببرودة داخل رئتيها...
و هي تسرح بناظريها حولها حيث
طغى اللون الأخضر على المكان.. عبست
فجأة عندما تذكرت شقتها الضيقة
التي تقع في تلك الحارة القذرة
ذات الازقة الضيقة...تمنت لو أنها تستطيع
البقاء في هذا المكان بقية حياتها
و لا تعود إلى هناك أبدا...

مريم ليست افضل منها او زينة اللتين
تنعمان بهذا الجمال و الراحة يوميا..
و ليس ذنبها أيضا أنها ولدت في
أسرة فقيرة...لكنها ستسعى بكل جهدها
حتى تغير واقعها المرير حتى لو كان
على حساب أشخاص أبرياء لا ذنب لهم... .

غير بعيد عنها كانت زينة و والدتها
تجلسان تحت المظلة الخشبية التي
تتوسط الحديقة تتحدثان...

مديحة بانزعاج :
- هي البت دي مش ناوية ترجع
بيتهم و إلا عجبتها القعدة هنا...

دافعت زينة عن صديقتها قائلة :
- يا ماما إنت عارفة إن سالي صحبتي
الأنتيم و مفهاش حاجة لو جت
باتت معايا يوم و إلا إثنين...

لوت مديحها شفتيها بحنق من عناد
إبنتها هاتفة :
- مش خايفة من أخوكي ليعرف إنت
جبتيها هنا ثاني ...هيزعل
منك أوي عشان هو بنفسه اللي طردها
آخر مرة و نبه عليها مترجعش هنا
لا هي و لا أي حد من عيلتها ".

علقت زينة بعد أن لاحظت أن والدتها
سعيدة بهذا القرار :
- شايفاكي مبسوطة".

ترشفت مديحة كوب الشاي الخاص
بها باستمتاع مصدرة صوتا :
- جدا.. مش عاوزة حاجة تفكرني بأيام
الفقر و الغم اللي كنا عايشينها و خصوصا
وش البومة عنايات و بنتها..

إلتفتت نحو إبنتها التي كانت تنظر نحو
سالي و التي تبدو أنها تستمتع بوقتها
ثم أضافت من جديد :
- بقلك إيه يابت فتحي ودانك
و إسمعيني كويس أخوكي بكرة جاي
و أنا مش عايزاة مشاكل بسببهم
خليها تغور من هنا أنا مش فاتحة
بيتي لوكاندا..طول عمرك غاوية فقر
مش عارفة تصاحبيلك كام بنت
غنية من بنات الاغنياء اللي حوالينا....

زينة بضيق :
- متقلقيش يا ماما انا بقى عندي صاحبات
كثير بس كلهم مزيفين بيتقربوا مني
عشان عارفين إني أخت عمار الدكتور
المشهور إنما سالي أنتيمتي من أيام
الطفولة و أنا مش هقدر
أطردها دلوقتي .. بس إن شاء الله بكرة
الصبح هتكلم معاها...

مديحة بسخرية :
- خايفة على مشاعرها بنت عطيات..
ماشي ياختي أما نشوف أخرتها إيه ".

عند سالي...
إستدارت لترى زينة و زوجة خالها
لا تزالان تجلسان في مكانهما لتبتسم
بخبت و هي تخرج هاتفها و تتصل يشقيقها
الذي كان ينتظرها على أحر من الجمر....
مالك بلهفة :
- ها إيه الأخبار...

بعد الفراق Where stories live. Discover now