بارانويا | «جُنون الإرتياب» (...

By Ahlam_ELsayed

6K 422 2.2K

مُنذ الصِغر ونحنُ نعلم جيداً أن الخطان المتوازيان لا يلتقِيان أبداً ، فـ هل مِن المُمكن أن تتغير تِلك القاعِد... More

♡ إقتباس ♡
الفصل الثاني : إضطِراب
الفصل الثالث : حادِثة صُدفة
الفصل الرابع : غريبًٌ مُصاب
الفصل الأول : البداية
الفصل الخامس : الجانِب الأخر للجميع.
الفصل السادس : هروب.
الفصل الثامن : ليلى تكلمَت.
الفصل السابع : أجواء غير مُعتادة.
الفصل التاسع : كوثر تقلق.
الفصل العاشر : نِزاعات وتغيُرات
الفصل الحادي عشر : شِجارين في آنٍ واحِد
الفصل الثاني عشر : غُموض بين السُطور
الفصل الثالث عشر : بداية البداية
إعتذار بسيط♥ملحوظة الإعتذار قديم
الفصل الرابع عشر : خارِج عن المألوف.
الفصل الخامس عشر : شعور مُختلِف
الفصل السادس عشر : التهور والإندفاع
الفصل السابع عشر : تجمُع عائِلي
الفصل الثامن عشر : فضول أم شفقة.
الفصل التاسع عشر : عاد لـ ينتقِم
الفصل العشرون : هادِم الملذات ومُفرِق الجماعات
الفصل الواحد والعشرون : أشياء جديدة
الفصل الثاني والعشرون : أهُناك أمل؟
الفصل الرابع والعشرون : ضّي الشمس
الفصل الخامس والعشرون : مأساة.
مهم ♥
الفصل السادس والعشرون : المرض النفسي ليس جنونً
الفصل السابع والعشرون : نبضات
صور تقريبية للأبطال♥
الفصل الثامن والعشرون : إنكشف السِتار
الفصل التاسع والعشرون : لن أترُككِ للظلام
هام🇵🇸♥.
الفصل الثلاثون : عُصفورً جريح.
الفصل الواحد والثلاثون : مرحباً بالمشاكِل
الفصل الثاني والثلاثون : قبل الطوفان بساعات
الفصل الثالث والثلاثون : فضيحة على الملأ.
الفصل الرابع والثلاثون : يومًا لك ويومًا عليك
الفصل الخامس والثلاثون : نُزهة مليئة بالحقائِق
الفصل السادس والثلاثون : سابِق ولاحِق
الفصل السابع والثلاثون : بنفسِج برائِحة التوت.
الفصل الثامن والثلاثون : لا مفر مِن الحقيقة

الفصل الثالث والعشرون : مِشوار العِلاج

99 7 37
By Ahlam_ELsayed


{بسم الله الرحمن الرحيم}

أذكر الله.

♡صلوا على نبينا محمدﷺ♡

ڤوت وكومنت لتشجيعي💜🐰.

تجاهلوا أي أخطاء إملائية إن وجد.

.
.
.
قراءة ممتعة.

•••••••••••••

'سمِعت مقولة أحدهِم ذات مرة بـ أن فاقِد الشئ لا يُعطيه؟ ، وأردت أن أقول له ويحّك يا هذا! .. فاقِد الشئ هو أكثر من يُقدِمه للأخرين بـ بزخٍ شديد ، فـ مِن أين لك بـ هذه التُرهات؟'.

..........

إستقلت ورد سيارة الأُجرى لـ تلحق بـ نوح و والديه ، لم تستطِع كبت فضولِها وقررت أن تُراقِبهُم وتتجاهل مُحاضراتِها تمامً.

رأتهُم يسيرون بـ سيارة الأُجرى خلف سيارةً سوداء اللون فاخِرة ، وقد توقعت أنها تخُص العروس المشؤومة ، توقفت السياراتين أمام متجر مجهورات كبير وهبطوا جميعهُم وألقوا التحية على بعضِهم البعض ، بينما كانت هالة تبتلِع لسانِها وتكتفي بـ الإيماء لهُما ، هبطت ورد خلفهُم وإختبأت وراء شجرةٍ ضخمة الأغصان كي لا يلمحها أحداً.


ظلت تُراقِبهُم حتى دلفوا إلى المتجر ، وهُنا تأكدت بـ أن نوح لم يكُن يكذُب وأتى ليشتري هدية الزواج لـ محبوبتِه!.

•••••••••••••••

أيقظت ماجدة ولدِها الذي لم ينم هكذا مُنذٌ مُدةٍ طويلة ، طلبت مِنه أن يُساعِدها في ترتيب البيت لأن شقيقتِه ذهبت إلى جامعتِها فـ لم يعترِض أبداً.

دق هاتِفه بـ.رقم ليلى لـ ترتسِم البسمة على ثغرِه ، لقد أصبح يُصاب بـ السعادة فور سماع صوتِها أو رؤية وجهِها الحسن ، أجابها مُتجِهً إلى الشُرفة.

"صباح الخير والسعادة على زينة البنات".

على الطرف الأخر شعرت ليلى بـ الإحمرار يُغطي وجهها لـ شِدة خجلِها ، وأجابته مُغيرةً الحديث في جدية.

"رحيم .. شمس شافِت الأدوية اللي كُنت بديهالها بـ أمر دُكتور مدكور ، وقالتلي إنها موافقة تِبدأ عِلاج معاك بس أوعِدها معمِلش حاجة مِن وراها تاني .. ونبلغها بـ كُل حاجة عن حالِتها أول بـ أول مِن غير ما نخبي عليها!".

تنفس رحيم بتريُث وفكر قليلاً قبل أن ينطِق عازِمً.

"خلاص عرفيها إننا هننفِذ اللي هي عايزاه كُلُه ، وبرضُه تعالوا إتغدوا معانا ونِتكلم كُلِنا معاها .. بِما إنها عرفِت يبقى مينفعش نخبي عليها بعد كِدا".

وافقت ليلى في سرور فـ هذه ستكون الخطوة الأولى في بداية طريق العِلاج لـ صديقتِها الوحيدة.

عاد رحيم لـ يتغزل بِها حتى يجعلها تخجل وهو يُردِف مازِحً.

"بس تصدقي إسدال الصلاة حلو عليكي!".

تعجيت هي لـ معرفتِه بِما ترتدي وهتفت بـ بلاهة مُستغرِبة.

"إنت عرِفت منين إني لابسة إسدال الصلاة؟ .. ألاّ تكون بتراقِبني وأنا مِش حاسة!".

قهقه هو على حماقتِها قائِلاً .

"ليلى إنتي واقفة في البلاكونة وأنا أكيد شايفك! .. مِش محتاجة نباهة دي يعني؟".

تركت الهاتِف ونظرت نحو شُرفة منزِله ، فـ وجدته يقِف هُناك فعلياً ، وفور أن تقابلت نظراتهُما لوح لها بيده ضاحِكً ، حمحمت هي وقد أدركت مدى غبائِها .. قال هو لها على الهاتِف بـ تعابير هادِئة.

"إدخُلي إندهشي جوا يا ليلى عشان المنطِقة كُلها بتِتفرج علينا".

عدّلت حجابِها ثُم هرولت إلى الداخِل مُغلِقةً الشُرفة خلفِها ، فـ ظل هو يتأمل موضِع وقوفِها بـ ذِهنٍ شارِد.

•••••••••••••••

جلس بدر مع إخوتِه يتناولون الفطور في صمت.

حتى قطع هذا السكون سامي وهو ينظُر إلى بدر موجِهً نحوه أصابِع الإتهام.

"مِتشيك كِدا ورايح على فين يا أبيه؟".

وضع بدر لُقمة الفول داخِل فمِه و رد دون تركيز.

"طنطك ماجدة عزماني على الغدا مع ليلى وأهلها".

صرخت سارة فجأة بينما تقِف فوق المِقعد بقامتِها القصيرة التي لا تُناسب عُمرها.

"يبقى شمسي هتِبقى هناك اللَّه بجد .. أنا عايزة أجي معاك يا أبيه؟".

هز بدر رأسِه في رفض مُكمِلاً تناول الطعام دون مُبالاة بـ الصغيرين ، ضربت سارة الطاوِلة بيديها الصغيرتان ونطقت بـ غضب.

"ماليش دعوة بقى .. أنا عايزة أشوف شمس يا أبيه!؟".

رمقها بدر بـ حاجِبٍ مرفوع فـ عادت تجلِس مكانِها بـ أدب ، وقد علِمت أنها أسائت التصرُف كثيراً ، تنهد بدر بعدما رأها على وشك ذرف الدموع نابِسً بـ صوتٍ لّين .

"متعيطيش خلاص هاخدِك معايا العزومة ، وإنت يا باشا هتيجي معانا ولا لأ؟".

رفض سامي بـ قوة مُردِفً.

"لا طبعاً مِش رايح! .. أنا عندي إمتحان إنهاردة في المدرسة إنما سارة دي فاضية".

مسحت سارة دموعِها بطفولية وتسائلت في برائة شديدة.

"بس إمتحانات الشهر خلصِت مِن إسبوع يا سامي؟".

سعُل الصغير وكان يرغب بـ خنق شقيقتِه فوراً أمام بدر ولن يهتم حقً ، ثُم أجاب كاذِبً عليهِما.

"لا ده إمتحان عملي .. وبعدين إنتي مالِك يا رِخمة!".

أمسكه بدر مِن أُذنِه لـ يتأوه مُحذِراً إياه .

"لو سمِعتك بِتطوِل لسانك عليها تاني مِش هيحصل كويس؟ ، وإنتي بطلي لماضة وقومي إستحمي وإلبسي عشان منِتأخرش على الناس".

ركضت سارة إلى الحمام في الحال وهي تُهلِل بـ سعادة عارِمة ، بينما أمال بدر على شقيقهٌ وهمس مُتلاعِبً به.

"خلّي بالك أنا سايبك تِكدِب عليا بمزاجي ، ما هو مِش عشان قربت تِبلُغ هتِكبر على أخوك ياض! ، قسمً باللَّه يا سامي لو حاوِلت تصيع مِن ورايا .. هوريك أيام بالألوان الطبيعية فاهِم؟".

هز سامي رأسه مُطيعً حديث الأكبر بعدما دّب الرُعب في صدرِه ، وهو يعلم جيداً أن بدر لن يمزح بـ هذه الأشياء.

••••••••••••••

قام محمود والِد ليلى بـ زيارة أنور في شِقتِه التي قام بتأجيرها حديثً ، وقد كان وجهه يكسوه النفور والضيق ، سأله أنور مُستغرِبً حالته تِلك.

"مالك يا عمي؟ .. وِشك مقلوب ليه على الصُبح!!".

تنفس محمود بـ صوتٍ مسموع وهتف مُجيبً إياه.

"هتجنِن يا أنور .. مِش عارِف ألاقيها منين ولا منين؟! ، مِن بنتي اللي معرفلهاش طريق دي .. ولا مِن الحكومة اللي بدأو يدوروا عليا في كُل مكان! ، ولا مِن خالتك اللي مبتفارقنيش في نومتي .. كل يوم تيجيلى في الحِلم تكبِس على أنفاسي ، قال إيه عايزاني أروحلها!!!".

أخفى أنور إبتسامتِه بـ براعة ونطق مُصطنعًِ المواساة.

"قلبي معاك يا عمي .. وإنت هتلاقيها منين ولامنين فِعلاً؟".

إتجه محمود لـ يقِف مُقابِل الأخر وصاح بصوتٍ غليظ.

"لو دلِتني على مكان ليلى هرتاح ، لازِم أعرف هي فين! .. لازِم تِعرف إني أبوها وإني مموتِش؟ ، حتى لو هيكون أخِر يوم في عُمري".

صمت أنور دقيقة قبل أن يقول دون تردُد.

"وأنا ميرضنيش زعلك يا عمي ، بُكرا الصُبح هنعِملها زيارة مُفاجأة بس بشرط .. متلمِسهاش؟".

وافق محمود بـ لهفة ليس لـ شوقِه لأنه سيرى إبنته بعد كُل هذه السنوات ، بل لكي يستطيع منعها مِن زواجِها ذاك ، حتى ولو أُضطُر إلى تدميرها وجعلها تلحق بـ والِدتها.

إبتسم أنور مُجامِلاً الأخر.

"تِشرب شاي؟".

••••••••••••••

وقفت ورد خلف زُجاج المتجر تُراقِب ما يحدُث في الداخِل وعينيها تلمع بـ حُزنٍ قاسي.

بينما في المتجر كانت سُكينة تختار خاتِم الزواج مُستعينةً بـ ذوق نوح ، أمسكت أحد الخواتِم الألماسية لـ ترتديه وأشارت بيدها نحوه قائِلة.

"إيه رأيك يا نوحي في الخاتِم ده؟ ... حِلو أوي صح!".

أومأ نوح لها لـ تشهق هالة ضارِبةً صدرِها بكفِها ، ونطقت مُستنكِرةً ما مر على مسمعِها تواً.

"نوحِك!!! .. واللَّه عِشت وشوفتك نوحها يا نوح ، هو ده دلع يا حبيبتي ولا مياصة؟ ، أصل بعيد عنك إحنا معندِناش المسخرة دي".

إبتلعت سُكينة كلِمات هالة في حرج ، بينما نادى نوح والِده الذي كان يقِف بعيداً مع والِد سُكينة يتحاوران في أمور الزواج ، لـ يأتي صُبحى مُستفسِراً.

"ها يا عروسة نقيتي شبكِتِك ولا لِسة؟".

إتسعت إبتسامة سُكينة ولوحت بيدها أمامهُم جميعً مُجيبة.

"أه يا عمو نقيت الخاتِم ده".

نظرت هالة نحو الخاتم وقد علِمت أنه مِن الألماس الحُر ، فـ إعترضت.

"بس ده يعملُه 100 ألف جنية؟ ، وبعدين إحنا أُصولنا بِنتجوِز بـ شبكة دهب يا حبيبتي .. شُغل الألماظ بتاع الناس الهاي كلاس ده مينفعش معانا!".

ردت سُكينة في ضيق مِن طريقة هذه السيدة العدائية معها.

"يا طنط الدهب ده بقي موضة قديمة خلاص! ، دلوقتي بيتخطبوا بخواتِم ألماظ ، وحضرِتِك متشغليش بالِك بالفلوس .. كِدا كِدا بابي اللي هيدفع".

حركت هالة شفتيها يمينً ويساراً وهي تهتف غير راضية عن ما قالته الأُخرى.

"يعني إيه بابي اللي هيدفع! .. وهو إبني مشلول ولا حد قالِك إنك هتِتجوزي أباچورة؟ ، الشبكة دي هدية العريس لعروسته .. وإحنا ناس على قد حالنا وبنهادي بالدهب".

حسم والِد سُكينة هذا الجِدال وخاصةً حينما لاحظ إنقلاب تعابير إبنتِه للحنق ، وقال لها .

"خلاص يا سوسكا خُدي الخاتِم اللي عجبك هدية مِني ، ونقي مع عريسك شبكة دهب .. مِش عايزين حماتِك تفكرنا مِش بنفهم في الأُصول؟".

تنهدت سُكينة و بدأت تختار دبِلة مِن الذهب لإرضاء هالة ، وأثناء إنشغالِها أدار نوح رأسه نحو زُجاج المتجر ، فـ لمح ورد تقِف في الخارِج والدموع تُغطي وجنتيها ، تقابلت أعيُنهُما معاً .. كانت نظرتِه لها مُعاتِبة لائِمة ، بينما هي نظرتِها مُنكسِرة كـ عصفورة صغيرة قُطِعت أجنِحتها بقسوة ولم تُعد قادِرة على التحليق.

مسحت دموعِها وهي لا تزال تنظُر إليه ، ثُم إستدارت لـ ترحل قبل أن يراها الباقية ، لقد أهانت نفسِها بعدما رأها تبكي لأجلِه ، ولكِنها أصبحت لا تهتم .. فـ ما الفائدة بعدما أصبح هو مع غيرِها الأن؟.

••••••••••••••

جلست ليلى رِفقة شمس تود أن تُطمئِن قلبِها مُردِفة.

"على فِكرة .. رحيم مُهتم أوي بموضوعِك ، وهو اللي إقترح عليا إننا نِبدأ معاكي مشوار العِلاج؟ ، وكُلِنا عايزينك أحسن .. صدقيني أنا قلبي بيوجعني يا شمس لما بحِس بخوفِك مِن الناس ، لما بلاقيكي قلقانة تقربي مِن أي حد لـمُجرد إنك فاكراه هيأذيكي!".

إلتمعت مُقلتي الأصغر في تأثُر وهمست بـخفوت.

"تفتكري هرجع زي الأول وأخِف؟ ، يعني ينفع ثِقتي في نفسي وفي اللي حواليا تِرجعلي تاني!! ، الموضوع مُهلِك يا ليلى بجد".

كوبت ليلى وجهها بين كفيها مُزيلةً دموعِها عنها ، وإبتسمت تدعمها بـ طاقة أمل.

"عارفة وحاسة بـ اللي بتقوليه كويس أوي ، وبعدين إنتي زي ما إنتي! الحوار كلُه إننا عايزينك متخافيش؟ ، عايزين نشوفِك بتعيشى حياتِك وانتي مطمِنة ، مِش طول الوقت في قلق وضغط عليكي! ، وصدقيني إقتناعك بالداء هو أول طريق للشِفا بـ إن اللَّه".

إقتربت شمس مُتردِدة وألقت رأسِها فوق كتِف صديقتِها حتى تستمِد مِنها القوة والتفاؤول ، لـ طالما كانت شمس تنبهِر بـ صلابة ليلى رُغم ما عانته في حياتِها ، وتسائلت مراتٍ كثيرة كيف لها أن تتحمل تِلك الصدمات دون أن تنهار صلابتِها؟ ، ولكّنها تشكُر ربها لأن بدون قوة ليلى لن تجِد جِداراً تتكِئ عليه في الأزمات والهزائِم.

••••••••••••••••••

دخل ثروت إلى مكتبِه فـ وجد رغد بِه تنتظر مجيئه على أحر مِن الجمر ، كيف لا وهو أخبرها أن أملاك بهيرة أصبحت داخِل جيبِه.

إستقبلته بـ إبتسامةٍ مُتغنِچة وقالت.

"وريني التوكيل وفرحني!".

قبّل جبينها وأخرج ملفً.مليئً بـ الأوراق ومِن محتوياتِه هذا التوكيل ، إشتعلت عينيها كـ ضوء السيارة وأنتشلته مِن يدِه تتفحصُه بعناية ، ثُم نطقت والسعادة تغمُرها.

"ده أسعد يوم في حياتي .. أنا متخيلتِش إنك تمضّيها بـ السهولة دي! ، إحكيلي بسُرعة عملت كِدا إزاي؟".

خلع سُترته وألقاها فوق المِقعد وهو يُجيب بـ غرورٍ طاغٍ.

"عيب عليكي يا رغودة تسأليني سؤال زي ده! ، إنتي عارفاني مبغلبش وبهيرة دي خلاص .. بقِت زي حِتة الشطرنج في إيدي ، أحركها قُدام أحركها يمين أوقعها ... أعمل فيها ما بدالي".

وقفت خلفه وقامت بـ التمسيد فوق كتفيه نابِسة.

"كِدا نِقدر نِتجوز بقى ملكش حِجة مادام أملاكها كلها تحت إيديك؟".

أمسك كفها لـ يُقبِله و رد بـ إسترخاء.

"هيحصل يا حبيبي .. بس الصبر لما أطّلع عليها الجديد والقديم وأذِلها زي ما ياما ذلِتني ، بهيرة دي أنا حالِف ما أسيبها غير وأنا قاضي عليها خالِص".

••••••••••••

عادت ورد إلى المنزِل فـ فتح لها شقيقها ، وقد إنتابه القلق بعدما رأى وجهها باهِت اللون ، دلفت إلى الداخِل دون كلِمة وتوجهت نحو غُرفتِها في صمت ، خرجت ماجدة مِن المطبخ في ذات اللحظة وأمسكتها مِن ذراعِها تسألها بـ غرابة.

"إنتي لحقتي روحتي الكُلية وجيتي؟ ، وكمان مالِك مبوِزة ليه!".

إنتشلت ورد ذراعِها بعيداً بهدوء ، وأجابتها وهي تنظُر إلى الجِهة المُعاكِسة.

"الدكتور لغي المُحاضرات فـ رجعت .. أنا داخلة أنام صحيني لما تحضّري الغدا".

بعد ذهابِها نظر رحيم إلى والِدتِه وبداخِلهُما نفس الشعور على تقلُب ورد ، ولكِن ماجدة حاولت إزالة القلق مِن قلب وحيدها قائِلة.

"أكيد متخانقة مع خطيبها .. أنا وأبوك اللَّه يرحمُه كُنا كِدا ، نِتخانق وتاني يوم يراضيني ، وإنت يا حبيبي طالِعلُهقلبك حنين شبهُه".

دق الجرس مِن جديد فـ كان بدر هو القادِم ، ومعه سارة التي يملؤها الحماسة وسامي الذي أجبره بدر أن يأتي معهُما عِنداً بِه ، رحبوا بِهم ودلفوا لـ يجلِسوا فـ نظر بدر حوله وتحدث.

"أومال فين يعني خطيبتك وبقية العيلة؟".

رد رحيم وهو يُقدِم لهُم بعض المشروبات البارِدة .

"ورد في أوضِتها .. وليلى كلمِتني مِن ساعة وقالِت إنهُم هيخلصوا اللي وراهُم ويجوا ، وفيه حاجة جديدة حصلت عايز أقولك عليها".

إقترب بدر مِن رحيم كي لا يسمعا الصغيران حديثهُما ، أردف الأخر بـ صوتٍ خفيض.

"ليلى قالِتلي إن شمس عرفِت بمكان الأدوية اللي كانت بتديهالها ، وإتخانقوا سوا بس في الأخِر شمس إقتنعِت إنها تِبدأ عِلاجها معايا..".

قاطعة بدر غير مُصدِقً ما يسرِده.

"لا معلِش ثواني! ... هو أصلاً شمس بتاخُد أدوية ليه وتِتعالِج مِن إيه بالظبط؟ ، عشان حاسِس إني توهت مِنك".

تنهد رحيم في صبر وقال.

" يا عم إنت لحقت تِنسى! .. مِش إحنا لما كُنا معزومين عندهُم وشمس أُغمى عليها ، قولتِلك إنها تعبانة وبلاش تزاوِلها لحد ما أتأكِد مِن الموضوع؟ ، أهو أنا بقى إتأكِدت خلاص .. وعرِفت بحُكم خبرتي في الطِب النفسي ، إنها عندها مرض نفسي إسمُه 'بارانويا' وعندي حالة في المصحة شبيهة لحالِتها وبرضُه مسؤول عن علاجها ، ده غير إنها كانِت بتِتعالِج عند دُكتور مشهور ، بس طِلع مشخصها غلط وبيديها أدوية لأمراض تانية ، خدت ليلى وروحنالُه وقعدت معاه ، عرِفت مِنُه إن في حد بيدفعلُه عشان شمس متخِفِش .. أو بمعنى تاني تِتجنِن رسمي".

إتسعت أعيُن بدر وقبض فوق يده في غضب ، عقلِه لا يزال غير قادِر على إستيعاب كُل هذا ، فـ هتف بـ إندفاع.

"الدكتور ده عنوانُه فين؟ ... هروحلُه وأخليه يقولي مين اللي وراه وعايز يعمل في شمس كِدا ليه!؟".

سخِر رحيم مِنه.

"يعني فِكرك أنا محاوِلتِش أقررُه؟ .. حاوِلت معاه يمين شمال ومقدِرتش أخُد معلومة زيادة ، وحتى لو روحتِلُه برضُه مِش هيقولك حاجة غير اللي قالها! ، وده يوضحلي إن اللي عايز يأذي شمس حد إيدُه طايلة .. وقُريب مِنها كمان ، أصل بِنت زي دي أكيد ملهاش عداوة مع حد ، ده غير إنها مِن عيلة غنية .. فـ إيه اللي يخلي حد يأذيها إلا إذا كان يعرفها وقُريب مِنها وغرضُه فلوسها؟".

تذكر بدر حديث علي عن عائِلة شمس ، وأن لديها والِدتها وزوج والِدتها تمكُث معهُما ، لكِنه لم يرغب أن يُخبِر رحيم بـ هذا الأمر ، إذا أخبره بـ التأكيد لن يهدأ رحيم قبل أن يعلم مِن أين عرِف هو تِلك المعلومات ؟ ، فـ وافقة الرأي مُدعيًّ الجهل.

"معاك حق .. بس برضُه هي ملهاش قرايب ، أنا مِن يوم ما شوفتها وهي دايماً يا مع ليلى يا مع جدِتها كوثر! ، يبقى أكيد أبوها وأُمها ميتين؟".

إعترض رحيم مُفكِراً معه.

"وليه ميكونوش موجودين بس مِش عايشين معاها؟ ، أو حتى مسافرين .. أو ناس مِش كويسة فـ عشان كِدا جدِتها خدِتها تعيش معاها! ، وأصلاً لو عايشين أو لأ إيه علاقِتهُم بـ أذيتها؟؟".

كاد بدر أن يُجيب فـ قطع نِقاشهُما صوت الطرق فوق الباب ، فتح رحيم لـ يجِد أنها كوثر وخلفها الفتاتين ، إبتسم لهُم في ترحيب وأفسح المكان ليدلفوا إلى الداخِل.

فور أن دخلت شمس إلتقت نظراتِها مع بدر ، قامت بـ إنزال وجهِها إلى الأسفل كي تتجنبه وتسائلت في نفسِها عن سبب تواجُده هُنا ، لقد أخبرهُم رحيم أن تِلك العزيمة لهُم فقط.

خرجت ماجدة مِن المطبخ وهي تُلقي التحية عليهِم ، مُنهالةً على وجوههُم بالقُبلاتِ وكـ أنها لم تراهُم مُنذ سنوات ، ركضت سارة نحو شمس لـ تحمِلها وتتعلق في رقبتِها بـ عِناقٍ لطيف ، همس بدر إلى شقيقِه.

"قوم سلِّم على الضيوف زي أُختك .. بدل ما يقولوا عليك مِش متربي".

كتّف سامي ذراعيه ورفض بـ إصرار.

"عادي يقولوا اللي يقولوه أنا مبسلِمش على بنات!".

أتت ليلى إليه وإنحنت مُقبِلةً وجنتِه ، تصنم سامي مكانه غير متوقِع ما حدث تواً ، وبدأ وجهه يحمر تدريجياً كـ إشارة المرور ، كتم بدر ضحِكته على حال شقيقِه ، بينما تفحصتُه ليلى وتسائلت في قلق.

"هو بيحمّر ليه كِدا؟ .. إنت كويس يا سامي!".

أجابها بدر نيابةً عنه واضِعً كفه فوق فمِه حتى لا تفلِت مِنه قهقهاتِه.

"سيبك مِنُه أصل هو مِش متعود على إن حد يبوسُه يعني ، وإنتي غفلتيه بصراحة".

ضحِكت ليلى وقالت.

"بس كِدا! ...ليك عليا يا سيدي أبوسك كُل يوم لحد ما تِتعوِد".

إقترب رحيم مِنهُم مُردِفً بـ مُزاح.

"أه ومالُه ومالُه .. راعي إنُه عندُه 12 سنة يعني مِش صُغير على البوس ده".

صاح سامي بِهُم وهو يركُض لـ يختبئ في الحمام.

"ومين قالُكوا إني عايز حد يبوسني .. يعع".

شهقت ليلى غير مُصدِقة ما قاله على تقزُز مِن قُبلتِها؟ ، أتت كوثر ونظرت إلى بدر الذي وقف لـ يستقبِلها.

"منورة البيت يا تيزا كوثر".

رفعت كوثر عُكازِها وضربته بِه في قدمِه بينما تنطِق.

"تيزا في عينك يا جحش ... بقى أنا اللي مكمِلتش الأربعين سنة أبقى تيتا لـ شحط طويل زيك؟".

سخِر بدر مِنها لـ يستفِزها أكثر.

"أربعين إيه يا حجة صلي على النبي؟! .. ده حفيدتك لوحدها معدية العشرين سنة صباح الفُل!!".

إنضمت شمس لهُم ونهرته بـ غضب واضِح.

"ملكش دعوة بـ نانا يا عامود النور إنت!".

تضايق بدر مِن تلقيبها له بهذا اللقب الذي يمقُته منذٌ الطفولة ، وهتف ساخِراً مِنها هي الأُخرى .

"ما بلاش إنتي يا سنتي ونُص تِتكلمي أحسن".

حال رحيم بينهُما فـ هو لا يرغب أن يحدُث أية مُشاجرة الليلة ، وقال بـ مرح.

"ماجي بقى عملالنا صينية بشاميل إنما إيه عجب .. هتاكلوا صوابِعكوا وراها مِن حلاوتِها".

غمز ليلى فـ فهِمته وأخذت شمس قائِلةً لها.

"تعالي يا شمس نروح نشوف ورد بتِعمِل إيه؟"

سارت معها وهي تنظُر إلى بدر بنظراتٍ مُخيفة تتوعد له بِلقاءٍ أخر.

•••••••••••••

عاد نوح إلى منزِله بعدما أوصلهُم والِد سُكينة بـ سيارتِة الفارِهة ، وطوال الطريق كان عقلِه مشغول بالتفكير فيما رآه في محل المجوهرات ، كذب نفسِه كثيراً بـ أنه كان يتوهم تواجُدها وبُكائِها ، ولكِن قلبه يُخبِره أنها حقيقة وليست أوهام .

خرج مِن المرحاض بعد أخذِه لحمامٍ دافئ يُريح أعصابِه في هذه الأجواء البارِدة ، وأحضر هاتِفة جالِسً فوق الفِراش ، قام بفتح جِهات الإتصال بـ رقمِها ، تردد في البداية أن يُهاتفها وماذا سيقول لها ، وفي نهاية المطاف وجد أنامِله تطلُبها دون إرادة مِنه.

بعد ثواني قد ردت وأتاه صوتِها ناعِسً مُحشرجً دلالةً على كثرة بُكائِها.

"أيوة مين؟".

صمت غير راغِبً بالحديث فقط يود سماع أنفاسِها ، سألت مرة أُخرى.

"مين معايا؟".

لم يُجيب أيضاً فـ هتفت بـ ضجر.

"هترُد ولا أقفِل في وِشك؟".

رد وأخيراً بـ نبرة نادِمة على جعلِها تبكي.

"متعيطيش تاني يا وردة .. دموعِك بلاش تنزِل غير على الغالي وبس".

ردت عليه رداً أقل ما يُقال عنه قاسياً.

"كويس إنك عارِف إنك رخيص".

ثُم أغلقت المُكالمة في وجهِه ، ظل ينظُر إلى شاشة الهاتِف وإبتسامة مُتألِمة تعلوا ثغره ، هل أصبحت تكرهُه الأن؟ ، هل إنتهى أمرهُما معاً وليس هُناك فُرصة أخيرة! ، هل يرضى بالأمر الواقِع ويُتِمم زيجتِه بـ سُكينة وينسي أمر ورد إلى الأبد!! ، هل ستنتهي حكايتهُما نهاية حزينة كـ تِلك.

••••••••••••••

إنتهى.

وحشتوني يا حبايبي والله وطالت غيبتي عليكوا ، ورجعت أخيراً الفصل قصير مش زي ما متعودين بس ده اللي قدرت اكتبه حرفياً مفيش وقت فاضي عندي ، ولا فيه شغف وفيه انعدام رغبه عندي فظيعة في الكتابة ، وكل ده بسبب الدراسة والضغط اللي عليا بسببها ، بس هانت كلها ترم وأخلص خالص وأفضالكو بقى.

أتمنى الفصل رغم قصره وأحداثه القليلة يكون عجبكوا.

أشوفكم على خير يا قلوبي عن قريب💕🧸.

وداعاً.

Continue Reading

You'll Also Like

765K 32.4K 87
مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا...
7.8M 382K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
1.7K 122 19
(مكتملة)..معايير المجتمع تجبرنا دائمًا على فعل أشياء كثيره لا نُريدها، خاصةً النساء، فالمجتمع لا يرحم الأنثى ويرونها مخطئه دائمًا حتى وإن كانت على حق...
166K 13.3K 56
ما بينَ محاولة نسيان خذلانٍ قديم، ومحاولة الالتفات لحُبٍ جديد.. كان التناقض طرفٌ ثالث، فأضحت هذه العلاقةُ أكثر الأمور تعقيدًا. Cover by Anobeass.