عالم أطلانتس الضائع 《ℂℕℂ𝕆》

Per RAHAF-3XX

1.9K 159 207

English version is in my ig account @ rahaf_3xx ♡ قَدْ تُغَيِّرُكَ الحَياة فِي لَحْضَة لَمْ تَحْسِبْ لَ... Més

《 INTRO 》
1-《واقع أم خيال》
2- 《ضائع في عالم آخر》
3- 《 كرة الشيطان 》
4 -《 عالم الشياطين 》
5- 《 أين كريس ؟ 》
6 - 《 غائب عن الوعي 》
7- 《 كريستال عاد ! 》
8-《 ذكريات مؤلمة - الجزء الأول 》
9-《 ذكريات مؤلمة -الجزء الثاني》
10 - 《 رؤيا الملك 》
11 - 《هل سأعود إلى طبيعتي ؟》
12 - 《 شكراً لإعادتي لشغفي 》
13 - 《 ألم يُفترض أن تكون رحلة؟ 》
14- 《 لوكي للمساعدة! 》
15- 《 حقيقة كريستال 》
16- 《 قوة مضاعفة 》
17- 《 وجهات مختلفة 》
18- 《 لستُ طفلا 》
20 - 《 تنفّس 》
21- 《 بداية النهاية 》
22- 《 من أجلك 》
23- 《 قلب الجبل 》
24 - 《 منقذتي 》
25- 《 فلتنبض 》
26 -《 أريد العودة للمنزل 》
27- 《 أرِس وفقدان الأمل 》
28- 《عودة الأمل》
29- 《 قلادة 》

19- 《 رسالة 》

47 3 5
Per RAHAF-3XX

رمضان مبارك عليكم 🌙
أتمنى تعجبكم الحلقة ، لا تنسو التعليق و ☆

.

تذكير

كان جويل قد عاد من رحلته القصيرة ، مشى بالحديقة الأمامية للقصر بينما يمسك كيساً بيده و أول شيء سمعه بعدما خطى داخل القصر كان صوت إنفجار من الطابق العلوي

ترك الكيس ليهرع إتجاه الصوت

" كريس؟!! "

صعد جويل الأدراج ليجد كريس مرمياً على الأرض إثر الإنفجار اللذي حصل داخل الغرفة و اللذي جعله يصطدم بالباب و يكسره

وقف جويل مكانه عدة لحظات ثم تكونت إبتسامة حاول منعها إلا أنها تحوّلت إلى ضحك بعض لحظات

أبعد كريس قطع الخشب من عليه ليستقيم بجذعه بينما ينظر ببغض لجويل اللذي لم يستطع التوقف عن الضحك

" علامَ تضحك!!! "

أقفل جويل فمه مانعاً صوت ضحكه بينما يتكأ على حافة الدرج يكاد يسقط للجهة الأخرى

" إلهي مظهرك ... مضحك يا رجل .. ماذا فعلت "

كان كريس مغطى بالكامل بالغبار الأسود اللذي إندثر عليه من ذلك الحاسوب اللذي قرّر أن ينفجر بوجهه

" توقف عن الضحك و ساعدني! "

صرخ كريس بينما جويل أخفى ضحكه بإبتسامة فحسب ليمسك يد كريس و يساعده على الوقوف من تحت ركام الباب اللذي تحطم لعدة أجزاء

مسح كريس ظهره ليتأوه

" جويل أقسم إن لم تتوقف عن الإبتسام سوف... "

نظر إليه إلا أن جويل يبدو مضحكا بدوره بينما يضم شفتيه للداخل وهذا جعل كريس يبتسم

" أنت مغفل "

" حسناً معك محق يكفي ، هل أنت بخير ؟ "

" الآن تسأل ! ، لستُ بخير حطمتُ ظهري "

" دعني أتحقق "

إستدار كريس ليريه ظهره إلا أن الآخر صفعه له بقوة ليصرخ كريس بإنفعال

" أحمق!! لما فعلت هذا!! "

لم يبرّر جويل وإستمر بالضحك حتى جلس بالأرض متعباً من كثرة ضحكه

" آه أنت مسلّي "

" لست دميتك لتلعب بي ! "

قلّب كريس عينيه بينما يضم يديه لصدره ، لأول مرة يشعر أنه يتعامل مع طفل بجسد رجل

" إذهب و إستحم سأتولّى أمر الكارثة اللتي حصلت في هذه الغرفة ، تبا ماذا فعلت ليحصل هذا؟ "

" حاولت أن أشغل جهاز الحاسوب فحسب "

همهم جويل بينما يلتقط قطع الخشب من الأرض و يضعها فوق بعضها البعض

مسح كريس وجهه من الغبار اللذي يغطّيه ليسأل

" جويل أنا لا أفهم لما لا وجود للخدم هنا ؟ أعني إنه قصر ملكي ، أليس من المفترض أن يوجد خدم لتولّي أمور التنظيف و أشياء أخرى.. "

وضع جويل آخر قطعة خشب فوق الأخريات ليلتفت لكريس بينما يمسح يديه بسرواله

" سأحكي لك الأمر لكن الآن إذهب و إستحم لأني لن أتوقف عن الضحك "

" إلهي! كيف تضحك على مظهري! ، أنت شرير لم تسألني إن كنت مصاباً حتى .. كل ما تفعله
هو الضحك "

" لست شريراً ، كنت متأكد أنك بخير لو شككت ولو واحد بالمائة أنك مصاب لما ضحكت عليك "

" حقاً "

" بالطبع لا "

إلتفت كريس ممثلاً الغضب بينما إستأنف الآخر ضحكه مجدداً

" أمزح يا صاح "

صرخ جويل عندما دخل كريس لغرفته مُقفِلاً الباب خلفه

...

كان ايريك يشاهد التلفاز بغرفته بينما يستلقي على بطنه ويدحرج ساقيه ذهاباً و إياباً ، كان يرتدي قميصاً أبيض قصير الأكمام و سروالاً رمادياً

كان هنالك طبق به العديد من أنواع الطعام الفاخر و الفاكهة واللتّي أكل منها القليل فحسب

شارف موعد نومه لكنّه لا يشعر بالتعب فهو أخذ قيلولة قد منحته طاقة زائدة ليكمل بها الليلة

إلا أن أحدهم له رأي مخالف

طرق زابديل الباب بظهر إصبعه الأوسط وسمح لنفسه بالدخول فوراً

نظر ايريك قليلاً إتجاه الباب ثم أعاد توجيه نظره للتلفاز الضخم أمام السرير اللذي إستوطنه مؤقتاً

" لما لازلت مستيقظاً "

سأل زابديل ليرمي نفسه على السرير ، متعب من إجتماعه اللذي إستغرقه اربع ساعات لينهيه ، طرأت العديد من المشاكل و إضطرّ لحلّها و الآن كل ما يفكّر فيه هو كوب قهوة ساخن ليستأنف به مشاكل المملكة

" لستُ متعباً كما أني أشاهد التلفاز "

عدّل زابديل من نفسه ليجلس بإستقامة يناظر الشيء اللذي يشاهده الأصغر بملل

لابدّ أنه لا يستمتع بالمشاهدة فهو لا يحبّذ الكرتون و كل برامج الصغار تلك

" ألم تكبر على هذا؟ "

نظر ايريك للأكبر ليعدّل من جلوسه جانبه

" لكنّه ممتع! "

إبتسم الأصغر ليرفع يد زابديل و يحاوط نفسه بها

" إن كان هذا يسعدك فلا بأس "

أكمل كلامه متثائباً

" على عكسك أنا أحتاج لبعض النوم ، سأتفقّد ريتش هيا تعال معي لابدّ أنه نال قسطاً جيداً من الراحة ، متأكد أنه يريد رؤيتك "

قفز ايريك مبعدا يد الأكبر جاذباً إياه بها

" أجل أريد الإعتذار "

وقف زابديل معه ليجرّ نفسه خارج الغرفة لا يزال يتثائب كل بضعة ثواني

عندما وصلوا لغرفة العناية كان الباب مفتوحاً بمقدار ضئيل ، كان الطبيب غائباً و ريتشارد بنفس وضعيّته السابقة ، الشيء الوحيد اللذي إختلف هو أنه هذه المرة يصدر نفساً متعباً ، كأنه يحرّر ألما من خلال صوته فحسب

غادر التعب جسد زابديل لوهلة ليقوم بفتح الباب على مصرعه لا يزال ممسكاً بيد ايريك

" ريتشارد .. كيف تشعر الآن ؟ "

إقترب زابديل لنفس الكرسي و نزع له يده عن عينيه كالمرة السابقة

كان ريتشارد يتنفّس بسرعة هائلة ، وصوت تأوهاته الغير مبررة ملأت الغرفة وهذا لم يُرِح أياً منهما

" ريتشوكي "

إقترب ايريك مربّتاً بخفة على صدره المكشوف ، رفع ريتشارد يده ومدّها للأصغر ، كأنه أراد الكلام معه لكنّه لم يستطع فوجد طريقة أخرى للتعبير

أمسك ايريك بيده المرتجفة و الساخنة ليعتذر بأسف

" آسف أخي ، آسف على كل شيء "

هو الآن قد إرتاح قليلاً لمعرفته أن ريتشارد ليس غاضباً منه فرغم وضعه حالياً إلا أنه أومأ رأسه مظهراً إبتسامة بسيطة

كان هذا على مرأى زابديل اللذي حاول تحليل إجابة لألف سؤال يجول بعقله عن وضع القابع أمامه

" ريتشارد ماذا يحصل معك؟ "

الآخر لم يستطع الإجابة و صوت نفسه يزداد حدة ، إستمر هذا بضع ثواني بعد سؤال الأكبر ليقتحم الطبيب الغرفة بلا مقدّمات

حالما رآه بتلك الحالة طلب من الملك و الأمير أن يخرجا قليلاً لكي لا يعرقلا عمله

وافق الإثنان ليغادرا الغرفة ، بينما لا يزال زابديل يناظره من النافذة الصغيرة

كان الطبيب ينزع عنه الغطاء و يتفقّد حرارته و نبضه ، كان يبدو متوتّراً كأن الحالة لا تزداد سوى سوءاً

أما عن ايريك فهو لقصره لم يستطع رؤية أي شيء فظلّ يسحب الأكبر من ثيابه و يسأله

" ما به ريتشوكي! "

إلتفت زابديل وجلس على أحد ركبتيه ليقول بنبرته المهدّئة

" ريتشوكي متعب قليلاً فحسب ، سيعود كما كان "

أومأ أخضر العينين ليشير له الأكبر لغرفته قائلاً

" إذهب و أكمل برنامجك التلفزيوني ولا تفكّر بأي شيء قد يقلقك همم "

أومأ ايريك للمرة الثانية ليلتفت عائداً إلى غرفته

" تصبح على خير زابدي "

" و أنت على خير "

ظلّ زابديل بجوار الباب قليلاً إلا أنه قرّر الدخول ، هو لن يعرقل عمل الطبيب ، لكنّه سيطمأن أكثر وهو بجانب أخاه و اللذي لا يعلم احد ما أصابه حتى الآن

كان الطبيب قد أخذ عيّنة من دمه قبل ما يقارب الساعة ولذالك هو كان غائباً ، و الآن و قد ظهرت نتيجة ذالك التحليل إستأذن نفسه خارجاً ليتفحّصها بمختبره المصغّر بالقصر

" سأعود خلال دقائق سموّك "

أومأ له زابديل ليجلس بنفس الكرسي ، يستطيع القول أنه لم يرى ريتشارد بهذه الحالة من قبل و الأمر غريب بالنسبة له ، فريتشارد دائماً ما يخفي ، يخفي ألمه و حزنه و إضطرابه هو لا يظهر مشاعره لأحد ، أو ربما ليس له على الأقل

نفسه لا يزال مضطرباً للغاية ، جسده يغلي ولا يكف عن التصبب عرقاً ، صدره يعلو و يهبط مع كل شهقة يخرجها و كأنه يمر بعذاب

يألمه زابديل رؤية هذا لكنّه قوي بما فيه الكفاية ليبقى جانبه ، ليسانده ، سيبقى معه ولن يدع تلك الرؤية تتحقق بكل بساطة ، ليس الآن ولا ابداً ، لم يحن الوقت ولن يحين حتى يستسلم الأكبر و اللذي لا يفكّر بفعل هذا

هو لا يستطيع فعل شيء حالياً ، لا شيء بيده وهو يكره هذا فكل ما عليه فعله هو إنتظار الطبيب اللذي غادر قبل قليل

حرّك ريتشارد رقبته إتجاه زابديل

" ماللذي يؤلمك أخبرني "

سأل زابديل بهدوء تام و الآخر فقط أغلق عيناه بقوّة لينطق بصوت ضعيف

" لا .. لا أعلم تقريباً كل شيء "

مسح زابديل له شعره لربما يجعله هذا يسترخي

" ستكون على ما يرام ، أنت أقوى من هذا "

لم يرد الآخر سوى بصوت نفسه المتعب ليأتي الطبيب مسرعاً و يقول

" سموك ، أحتاج أن أحدثك في أمر ما "

كان زابديل لا يزال يمسح على شعر ريتشارد عندما دخل الطبيب إلا أنه نزع يده و أومأ برأسه موافقاً لما قاله الآخر

هو لم يعلم أن ماكان يفعله قد أراح المستلقي بالفعل ليقول بتأني

" لا تذهب "

وقف زابديل و إبتسم بخفة له فريتشارد لا يقول هذا بالعادة

" سأعود "

...

إنتهي كريس لتوّه من حمّامه الثاني لهذا اليوم ، خرج بينما يمسك بمنشفة زرقاء صغيرة يجفف بها شعره

" أنا جائع "

تمتم لنفسه بينما ينزل الدرج ، أخذ خطواته للغرفة جانب المطبخ ليطرق على الباب بخفة بينما يده الأخرى لازالت تجفف شعره

كان يرتدي قميصاً أصفر باهتاً و بنطال أبيض مع حذاء أبيض لامع ، ملابسه تبدو كملابس طفل بعمر العاشرة ، قد لا يبدو طفلاً بتصرّفاته ولكن بمظهره فهو كذالك بالفعل

إنتظر كريس قليلاً ليُفتح الباب لكنه لم يفعل ، إستمر كريس بالطرق لكن بلا فائدة فلا صوت بالجوار

" جورجي؟ "

سأل كريس لكن لم يجبه سوى صدى صوته في أرجاء القصر الخالي ، وضع كريس يده على المقبض ليفتح الباب و يتفقّده بنفسه لكنّ الباب كان موصداً

إستغرب ليلتفت ، معدته تصدر أصواتاً دون توقّف هو جائع للغاية فهو لم يذق الطعام منذ ليلة أمس و الشمس قد غربت الآن بالفعل مما يجعله غائب عن الطعام منذ يوم كامل

خرج كريس للساحة الخارجيّة حيث تضيئه تلك النباتات

وجد جويل يقوم ببناء شيء ما ، كان هنالك منصّة مصنوعة من الخشب لم يرها من قبل ، كأنها منصّة للغناء قيد البناء ، يُمكن رؤية عدّة أشياء خاصّة بالتدريب متراكة ولابدّ أنه سيقوم بتثبيتها بتلك المنصّة

كان هنالك لوح خشب طويل للغاية لم يفهم كريس كيف أحضره جويل أو كيف قام ببنائه بتلك السرعة إلا أنه فعل

تقدّم كريس للأمام وقد تعرقلت قدمه بخيط كان متّصل بتلك القطعة اللتي تمتدّ لأعلى كأنها منصة للشنق أو على الأقل هذا ما فكّر فيه كريس

وقف جويل بينما يمتلك عدة مسامير بفمه و مطرقة بيده لينظر لكريس في جزء من الثانية اللتي تعرقل فيها بذالك الخيط ليتبع الخيط بعينيه

رفع جويل ناظره لتلك القطعة الخشبية لتبدأ بالسقوط ببطئ إثر حركة كريس الغير مقصودة حتى إرتطمت بالأرض و تحطّمت إلى قطع

لم يبلي جويل أي ردة فعل غير أنه نزع المسامير من فمه ووضعهم بجيبه

" آسف آسف جوي ! "

قال كريس بينما أنزل المنشفة وقضم شفته بأسف

أعاد جويل نظره للخلف وحرّك كتفيه بينما يعود لإبتسامته

" ليس بالأمر المهم ، أنقذت نفسك من التدريب اليوم "

ضحك آخر جملته بينما كريس قد لاحظ كميّة الطاقة الإجابية اللتي يحملها هذا الشخص ، هو لا يشبه ريتشارد أبداً بتصرّفاته ، لا يفهم كيف يكونان أصدقاء حتى الآن

جلس جويل بالأرض بينما يقول لكريس

" إسمع هنالك كيس بجانب الباب ، أحضره و تعال "

أومأ كريس فهو لن يعارض أي طلب منه بعدما هدم له ما كان يعمل بجدّ عليه

" أين هو ذلك الكيس ! "

إلتفت كريس يمين و شمال بعدما وصل لباب القصر ليجده و يمسكه بيده ، إتجه بعدها لجويل اللذي وجده جالسا على العشب الأخضر ينظر لقدميه كأنه إكتشفهما لتوّه

" آه أحضرته ! أعطني إياه "

أعطاه إياه كريس و جلس معه ليسأل

" ماذا يكون؟ "

" طعام! أحضرته من أحد مطاعمي المفضله ألست جائعاً ؟ "

" بل جائع للغاية ! "

" حسناً جيد لنأكل "

فتح جويل الكيس ليخرج صحناً كان مغلّفاً ويفتحه ، كان فيه قطع السمك مقليّة مع بعض البطاطس

وضعها بينهم ليبدأو الأكل فوراً بعدها تذكّر جويل أنه أراد أن يجيب على سؤال كريس سابقاً

" بالمناسبة أردتَ أن تعرف لما لا يحتوي القصر على خدم صحيح ؟ "

أومأ كريس وفمه مليء بقطع السمك وهذا يزيده لطفاً

" الآن أخبرني! لماذا فعل هذا ، لما قام بطردهم!؟ "

" إذا كا- أبعد رأسك! "

قال مقاطعاً نفسه ليبعد رأس الجالس أمامه بيده الفارغة ، وقد إستقرّ سهم ورائها تماماً

لم يفهم كريس ما حصل خلال تلك الثانية ولم يرى السهم فقد كان سريعاً

وضع جويل ماكان بيده في فمه ليتّجه إلى ذلك السهم ويرفعه يتفقّده لربّما كان عليه علامة تدلّ عن مطلقه

وقد كان هنالك بالفعل ، فقد وجد ورقة مربوطة به ، فكّ جويل السلك اللذي رُبطت به الورقة ليسأله كريس واللذي قد إستفاق من شروده للتو

" ماذا حصل! "

" أحدهم أراد إرسال رسالة "

فتح جويل تلك الورقة وتفحّصها عدّة مرّات ، بدأ بتقليبها و تقريبها من مرآه

" من فعل هذا جوي! مالمكتوب ؟ "

أعطى جويل الورقة لكريس ليقف ويقول

" أظنّ أن أحدهم كان يتمرّن و أخطأ بإرسال هذا السهم فالورقة فارغة ومع هذا سأذهب لأتفقّد .. إنتبه على نفسك "

أومأ كريس بينما يتفقّد الورقة الفارغة ولكن عندما أمسكها بدأت عدّة حروف تظهر حتّى كوَّنت جمل عديدة قد إمتلأت بها الورقة

كاد كريس أن ينادي على جويل ويخبره أنها ليست فارغة لكن ما قرأه جعله يصمت

' إن كنت تقرأ هذه الرسالة يعني أنّك كريستال فيليز ، لا يستطيع قراءة هذه الرسالة غيرك- '

تحرّك جويل للإتّجاه اللذي أُطلق منه السهم لعلّه يرى الفاعل ، هو قال لكريس أن أحداً كان يتمرّن و أطلقه بالغلط لكنّه فقط قال هذا لكي لا يقلق الأصغر فهو يعلم جيّداً أن تصويباً جيّداً إتّجاههم لا يأتي محظاً للصدفة

ومع هذا هو يعلم أيضاً أن الرامي لن يكون غبياً ويجلس مكانه منتظراً أحداً لكشفه

" لا أعلم إن كنت تختبأ بالجوار لكنّي أحذّرك يا هذا ! "

قال هذا بصوت عالي نسبياً وهو ينظر حوله ولكن لا صوت دوى بالجوار غير صوت الصراصير وهذا جعله يعود إلى ساحة القصر فحسب

أشار جويل بيده لأحد الحرّاس ليسرع إليه ، لا أحد منهم لحظ ذلك السهم ، فالمكان مظلم كما أن كريس وجويل كانو يجلسون بمكان بعيد نسبياً عن الحرّاس لكن لا أعذار لهم فهذه مهمّتهم

كان السهم لايزال بيد جويل فوضعه أمام وجه الحارس ليقول بنبرة تهديد رغم أن الإبتسامة لم تفارقه وهذا جعله يبدو مرعباً

" إن حصلت أي محاولة أخرى لقتل ذاك الفتى فهو لن يكون الضحيّة الوحيدة "

أمسك الحارس بذلك السهم ليفهم ماذا يعني جويل ويومئ رأسه متأسفاً ثم صفّر ليأتي ثلاثة حرّاس خلفه

" أوصلوا هذا السهم إلى مكتب التحقيق في المدينة الكبيرة ، أخبروهم أن يتوصّلوا إلى مصدره "

أومأ أوسطهم ليأخذ السهم منه ويتّجه ثلاثتهم إلى البوابة

" إعذرنا سيد جويل لن يتكرّر ما حصل "

" من الأفضل "

أكمل جويل بنبرة عادية ليعود إلى حيث يجلس كريس ليجده يتمتم لنفسه بينما يمسك تلك الورقة الفارغة

" ولكن كيف لي أن أعرف؟ كيف "

" كيف لك أن تعرف ماذا؟ "

سأل جويل بينما يقف خلف كريس ليمسك كريس الورقة بقوّة ويضعها بجيبه

" آه لاشيء "

أومأ جويل غير مبالي ليقول

" فلتدخل .."

مشى بخطوات بطيئة ثم ألقى بنظره على كريس و اللذي يبدو أن في رأسه عدّة أسئلة

" لما لازلت جالساً هناك ؟ "

زفر كريس الهواء ليحرِّك رأسه إتجاه جويل

" قادم "

إبتسم له الآخر ليقول

" إذهب للنوم ، غداً سيكون موعدناً في الصباح الباكر همم "

" هل ستبقى هنا؟ "

نظر جويل حوله للفوضى اللتي حلّت بعد سقوط اللوح الخشبي

" سأضطّر ، إذاً هيا إذهب لكي لا تشعر بالنعاس غداً "

إقترب كريس منه مناظراً المكان معه

" لكن هذا كثير عليك ، الا تريد مساعدة ؟ "

نفى جويل برأسه

" لا أقبل سوى تنفيذ كلامي ليكن هذا شرطنا عند تدريبي لك ! "

أومأ كريس متفهّماً ليتّجه إلى غرفته ، أو ربّما هذا ما أقنع به جويل

" تصبح على خير جوي "

اومأ له جويل دون كلام ، ربما هو قد إشترك في هذه الصفة مع ريتشارد

ألقى كريس بنظره لجويل من النافذة عندما وصل لغرفته

هو لايزال يبتسم ، لا يمثّل أمام أحد بل هذه حقيقته فحسب

ضحك كريس قليلاً لكن شعور القلق إنتابه ، فهو لا يزال غير مطمئن ممّا قرأ قبل قليل و ممّن سيقابل حالياً

خرج من غرفته على أطراف أصابعه كي لا يصدر أي صوت ، إتّجه للدّور السفلي وقد كان هنالك شبّاك ضخم ، لم يره كريس يُفتح قط لكنّه تمنّى أنه يفعل

وبالفعل هو يشعر أن القدر وقف بجانبه هذه المرة فذلك الشبّاك المطل على الحديقة الخلفيّة للقصر حيث الأحصنة و ساحة العشب الخضراء اللتّي تمتدّ إلى المالانهاية أو على الأقل هذا ما يظنّه كريس فُتِح بسهولة

أخرج كريس قدماً تليه الأخرى ليجد نفسه بتلك الساحة ، لم يكن فيها الكثير من النباتات اللتي تبعث الضوء في الأرجاء لذلك شعر ببعض الخوف ومازاده خوفاً هو صوت شخير تلك الأحصنة الموجودة في كل مكان

إبتلع كريس ريقه ليهدّأ نفسه

أخرج الورقة مرة أخرى ليرى المكتوب ثمّ أعادها

" أنا هنا "

قال بصوت ضئيل للغاية لكنّه كان كافي لذلك الشخص بأن يسمعه ويخرج له من خلف أحد الأحصنة

تلك الأعين البنفسجيّة و الهيأة الطويلة

" أنطونيو .. "

...

" كيف تسري الأمور ؟ "

سأل ذو الهيئة المخيفة و الملقّب بالشيطان الحاكم بينما يلقي بنظره لزجاجة النبيذ بيده اللتي يحرّكها بإستمرار وهو يتمشى فيما سمّاه بساحة العذاب ، حيث الأطلسيّون يُستخدمون كدمى تجارب لإختراعاته المؤذية

صوت الصراخ يريح أذنيه والبكاء يجعله يبتسم ، الشر قد تلبّسه تماماً فنسى أنه يوماً ما كان منهم

نسى أنه يمتلك قلب فتحجّر ، نسى أن يستخدم ذكائه للخير فإستعمله للإنتقام ، نسى العطف فصار بارداً ، نسى الحنان و الحب فصار وحشاً

أو ربما أغلق عليهم الباب ورمى المفتاح في أعماقه المظلمة

" الأمير ريتشارد سيلفظ أنفاسه الأخيرة قريباً "

كل الأخبار الموحشة تسعده فتراه يبتسم لحد أذنيه الطويلتين

" أحضرو لي عشرة من الأطلسيين لغرفة زار ، أريد تجربته قبل وضعه في ساحة المعركة "

أومأ الشيطانان على جانبيه ليتّجها فوراً لتلك الزنزانات حيث يوجد عشرات الأطلسيين المصابين و المنهارين ، جسدياً و نفسياً فهم يعلمون أن مصيرهم لن يكون سوى الموت

لم يعرف الشيطان الرحمة ، فمنهم النساء و الصغار كما الكبار في السن

طرق أحد الشياطين على إحدى الزنزانات ليرتعد من كان بالداخل

" فليخرج عشرة منكم فوراً "

أمر بصوت حاد ليخرج بعضهم ، غير راغبين بالخروج لكنّهم يعلمون أنهم سيتعرّضون لما لا يعجبهم إن رفضو

خرج كل الرجال المتوسّطون بالعمر من الغرفة ، تاركين النساء و الأطفال و كبار السن إلا أن عددهم كان ناقصاً ، إبتلع كل من بالداخل ريقه مناظرين بعضهم البعض ، من منهم سيضحي ويخرج ، هم حتى لا يعلمون إلى أين يأخذونهم

" هيا! أسرعوا !! "

صرخ أحد الحراس بينما الآخر يقيّد أيدي الرجال التسعة لتقف إمرأة كان إبنها ممسكاً بيديها يمسح لها تلك الندبات و الخدوش اللتي إستغلّت نقاء بشرتها لتزيّنها بطابعها الموحش

شهقاتها جعلتهم محط للأنظار

" فقط لا.. تلمسو إبني "

كان الفتى الوحيد بالغرفة لذا خافت أن يأخذانه

قالت بصوت مرتجف بينما ولدها ذو الشعر الأصفر الباهت قد تعلّق بقدمها المجروحة

وهو ليس بحال أفضل من والدته أو أيّ من الحاضرين ، فالجميع قد تعرّض للضرب فقط للمتعة

" لا .. تذهبي سأذهب أنا .. أمي ارجوك "

إنحنت لتطبع قبلة على جبينه وتبتسم

" لنلتقي في مكان أفضل همم.. لا تقلق يا عزيزي فحتى إن متنا الآن سنلتقي في النعيم "

رفض الفتى ليحرّك رأسه يميناً ويساراً بقوة

" لا ، ستفعلين مثل أخي قال نفس الشيء عندما غادر ، هو قال أنه سيعود لكنّه لم يفعل أمي لن تعودي أيضا ربما لن أراكي أبداً لا تذهبي "

ناظرت الأم ذلك الحارس الغاضب و اللذي إنتظرها ليس صبراً منه لكن لأن الآخر لم ينهي عمله بتقييد الآخرين

" عزيزي نحن نتعذّب كل يوم منذ خمسة عشر عاماً ، هذا يكفي ، نحن لا نتقدّم بالعمر حتى ، هذا العذاب لن ينتهي ، كان يجب أن تكون رجلاً الآن لكن أنظر إلينا ، لا يتغيّر حالنا مهما مضى الوقت ، تعبت من كل هذا "

قوس الفتى الصغير فمه لأسفل ليسمعا صوت الحارس وهو يصفع باب الحديد بيده ليدفع الولد الصغير والدته ويتّجه هو للخارج عوضاً عنها ، أسرع بقدميه الصغيرتان لكي لا يغيّر قراره المجنون الآن

صرخت هي بإسمه لينظر لها بينما يمسكه الحارس بالخارج ويقيّده مع البقيّة

نظر الفتى لها لتدمع عيناها وتبدأ البكاء بقوة و الصراخ بإسمه

" ثيو!! ، لا تأخذو ولدي! "

أخذ الجميع ينظر إليها بشفقة وهي تصرخ و تحاول الوصول إليه من وراء القضبان ، لكن أحداً لم يبلي أي ردة فعل

هم لا يستطيعون حتى إن أرادو ، هذا ما يسمى بعالم الشياطين أو الجحيم الحي

" هيا تقدّمو ! "

دفعهم الحرّاس ليمشوا أمامهم ، في ممر لا يخلو من الجماجم و الجثث

ألقى ثيو بنظرة يأس لوالدته وحاول أن يطمأنها بإبتسامة طفيفة لكنّها في وضع لا يسمح لها بالتركيز بملامحه

إبتلع الجميع ريقه عندما ظهر الشيطان الحاكم أمامهم

لم يُرِد أحدهم رفع نظره إلا الفتى الصغير اللذي حدّق في عينيه دون خوف ليبتسم الشيطان إبتسامة مبتذلة شريرة ويشير بإصبعه ذو المخالب الطويلة للفتى الصغير ذي الملامح الجدّية ولون البشرة الباهت من قلّة الأكل

" فلتدعوا هذا الفتى يشاهد العرض معي "

أومأ الحارسان ليمسك أحدهما بكتف ثيو ويجرّه معه لمكان آخر بينما يأخذ الحارس الثاني الآخرين للباب المغلق أمامهم

فُتِح الباب ليُدخِلوهم ويفكّو وثاقهم ، ثم قاموا بإغلاق الباب ورائهم

كانت حجرة مهجورة ، كل ما فيها هو صندوق يشبه التابوت بالمنتصف ، مغلّف بعدة طبقات من السلاسل الحديديّة

كان ثيو و الشيطان الحاكم قد دخلو لغرفة أخرى كانت
بالطابق الأعلى ، بها شباك ضخم وسرير ضخم بالمنتصف

جلس الشيطان الحاكم أمام ذلك الشبّاك ليناظر السواد تحته ، تلك الحفرة السوداء اللتي تؤدي إلى اللاشيء

نادى بصوته العميق

" فلتخضرو الفتى ، سيستمتع بالمشاهدة "

أحضر الحارس ثيو ليرغمه على الجلوس على كرسي محاذي لكرسي الشيطان المخيف

لينظر إلى حيث ينظر الآخر ، كان كل شيء أسود لوهلة إلا أن الإضاءة الطفيفة بدأت تعمل ليرى ثيو ما يوجد بالأسفل

كان الرجال التسعة يمشون بعشوائية بتلك الغرفة اللتي أضائت بكامل قوّتها للتو

سمعوا صوتاً يدوي من داخل الخزنة الضخمة أو الصندوق بالمنتصف فنظر إليه جميع من كان بالغرفة

كان الصوت يزداد وقد إهتزّت الأرض بشكل واضح فبدأ الجميع بخطوات التراجع عن ذاك الصندوق .. شيئاً فشيئاً

" علينا الخروج من هنا ! "

هرع أحدهم ليطرق الباب بقوة وهو يصرخ طالباً إخراجه بينما يتحرّك ذلك الصندق بقوة أكبر ويصدر ضجيجاً عالياً وصل إلى أذني اللذي يشاهدهم من فوق

" ما هذا؟ "

سأل ثيو بصوت خافت إلاّ أن الشيطان قد أجابه بالفعل

" سلاحي السري ، لن يوقفه أحد .. حتى الملاك الحارس ، إنه زارك "

ما إن نطق بإسمه حتى فُتِح باب الصندوق المعدني بقوّة حتى دمّرت السلاسل المحيطة به

خرجت ساق تليها الأخرى من تلك الخزانة ، إنه أكبر بعشر مرات منها ، لا يعلم أحد كيف دخلها من الأساس

ناظر الرجال الشيء اللذي خرج للتو من الخزنة ليسرعوا للباب يطرقون ويصرخون ، يكاد يقتل أحدهم الآخر فقط للنجاة من هذا الشيء

توسّعت عينا ثيو مما يراه ،وشعر بالقشعريرة من مظهره ، فكّر في نفسه

' كل من حولي شياطين لكن هذا .. وحش '

كان بطول إثنا عشر متراً على الأقل ، بشرته قامتة وأعينه مغطّاة بغطاء أسود ، أسنانه تكاد تخرج من فمه لكثرتها وحدّتها كما كان حجمها مخيفاً فهو بلا شك يستطيع تقطيع أي شيء بها ولو كان معدناً صلباً

أيديه عملاقة ومخالبه طويلة للغاية كما أذنيه ، و منتصف جسده يُري عظامه من الداخل

مليء بالندبات وكأنه جندي سابق ، إنه وحش بكل ما تحمل الكلمة من معنى

تحرّك جهة الرجال بينما رأسه تشير لإتجاهات مختلفة

صمت الجميع لوهلة ليهمس أحدهم

" لا يستطيع الرؤية "

تحرّك الرجال ببطئ ، مجموعة على يمينه ومجموعة أخرى على يساره ظانّين أنهم سينجون منه إن تسلّلو

لكن أذنيه قد إنتصبت ليمدّ يديه جهة اليمين ويرمي الخمسة رجال بيده محطّماً إياهم بالجدار

ضربة واحدة تكفي ، فأضلاعهم كلّها تكسّرت

إلتفت للجهة الآخرى ليصرخ بصوت مخيف كأنه مسجّل لأحد أفلام الرعب

إهتزّت قلوب كل من بالغرفة وهذا يكفيه ليعرف مكانهم لينقضّ عليهم بأسنانه ، يقطِّعهم واحد تلو الآخر بينما يصرخون ويحاولون الهرب لكن دون أمل

صوت الصراخ ، مظهر الدماء المتناثرة مع أجسادهم المقطوعة ، كاد ثيو يغمى عليه من المشهد اللذي إضطرّ أن يراه

كان الجميع طريح الأرض في غضون أقل من دقيقة

شعر أنه سيتقيأ ، ورغم كونه إعتاد مظاهر الشياطين إلا أن هذا الشيء ذكّره بأول مرة رأى منهم واحداً

ضحك الشيطان الحاكم لينظر إليه قائلاً

" لا تخف منه إنه مروّض أنظر إليه جيّداً "

أمسك برأس الفتى اللذي يحاول إبعاد نظره إلا أنه مجبر على النظر لأسفل حيث يقبع الوحش ، أُطفِأت الأضواء مرة أخرى إلا أنه رأى أعين جاحظة حمراء تحدّق به ليكبت صراخه اللذي تسلّل لحلقه

أبعد الشيطان الحاكم يده ليبعد ثيو نظره

" هل إستمتعت ! "

لم يبلي ثيو أي ردة فعل فهو لا يزال يفكّر فيما رأى

" أعلم أنك قوي أيها الفتى لذلك لم أضعك معهم ، ما رأيك أن تنضم لنا ، سأوفّر لك كل ما تطلب ، فقط إعمل من أجلي "

أخذ ثيو دقيقة تفكير

' إن رفضت إما سيعيدني إلى عذاب غير منتهي أو سيرميني لهذا الشيء .. الشيء المثير للإهتمام أنه ذكر شيئاً عن الملاك الحارس '

أومأ ثيو برأسه ليقول

" بشرط واحد فقط "

رفع الشيطان حاجباً لأعلى مستغرباً قبوله للعرض ، فهو يعذّبه وباقي الأطلسيين منذ سنوات عديدة ، لكنّهم أبو التحالف معه

" وماهذا الشرط؟ "

نظر ثيو لعيني الشيطان مباشرة ليقول

" أريد أن يكون أنطونيو زميلي فهو يريد قتل الملاك الحارس أما أنا فأريد قتل صديقه الجديد ، أريد لإنتقام من أخي"

أراح الشيطان رأسه للخلف بينما يبتسم ليقول

" هذا ما توقّعته منك أيها الفتى ، لك هذا ، لقد خانك أخوك أنت ووالدتك فلتنتقم منه هو يستحق الموت "

أومأ الفتى ليستأنف الشيطان قائلاً

" ألا تريد العمل مع والدك ، إنه أفضل من
ذاك المستجد "

توسّعت عينا الصغير لكنّه قال بجدّية

" ليس والدي ، لم يكن يوماً "

إبتسم الشيطان بجانبيّة ليقول

" أنت قوي ثيو وذكي للغاية ، أتوقّع منك عملاً ممتازاً ، أريدك أن تبحث عن أخاك وتقتله ، هكذا ستُثبت أنك تابعٌ لي "

إبتلع ثيو ريقه رغم أنه من طلب فعل هذا لكنّه أومأ ، هو لم يكره أخاه قط ، رغم أنه كان معهم يوماً ما لكنّه تخلّى عنهم ، هو يريد الإستفسار عمّا حصل ومن ثم سيقرّر إن كرهه أو مسامحته هو الحل المناسب

رفع الشيطان ذقن ثيو لينظر مباشرة لعينيه الحمراويّتين

" أنت تابعٌ لي منذ الآن ، فلتسمع كلامي ثيو دوليون "

إحمرّت عينا ثيو ليبتسم غصباً عنه فهو لا يتحكّم بتصرّفانه حالياً

طرق الشيطان بأصابعه ليجد ثيو كرة بيده ، هو رآها من قبل وهي تولت أمر إختفائه من المكان فوراً

...

" آه ! ، لا أستطيع النوم! "

وقف ايريك من على سريره ، حاول النوم لكن لا رغبة له بفعل هذا ، هو يشعر بالملل ، يريد العزف على قيتاره لكنّه ليس معه الآن ، حتى لوكي كان نائماً

خرج ايريك من غرفته ليبحث عن أخيه الكبير ، هو يريد إقتراض بعض المال و الخروج لشراء قيتار فهو لا يستطيع البقاء دون واحد وهو يحب العزف قبل النوم ربما لأن هذا ما إعتاد الأكبر فعله له خلال فترة من الزمن

ذهب لحيث إفترقا منذ قليل أمام باب غرفة ريتشارد ليجد زابديل يهمهم للطبيب بملامح جدّية للغاية

إقترب ايريك و إجتاز الطبيب ليشدّ رداء زابديل قائلاً

" أخي .. أخي "

أنزل زابديل نظره قليلاً وملامحه لم تتغيّر من الجدّية

" ايريك لا تقاطعنا "

أعاد الأكبر نظره لأعلى بينما إستأنف الطبيب كلامه معه فهو على ما يبدو لا يقبل التأجيل

" هل تعيرني بعض المال ، سأخرج قليلاً ولن أتأخر أعدك! "

لم ينتبه زابديل لما كان يقوله ايريك ، هو فقط سمِع أنه يريد بعض المال أو ربّما لم يسمع كلامه كاملاً حتى .. فأخرج له محفظته و أعطاه إياها دون النظر له فالطبيب لا يزال يشرح لزابديل شيئاً لم ينتبه له الأصغر

" شكرا "

غادر ايريك المكان ليخرج من القصر ، أخذ خطواته للخارج ليسأله أحد الحرّاس

" سمو الأمير هل تحتاج مرافقة ؟ "

نفى ايريك برأسه بينما يكمل سيره ، هو لا يحبّ أبداً أن يرافقه الحرّاس ، يجد الأمر مزعجاً غير قبله من الأمراء السابقين

ربما قد يكون هذا العصر مختلفاً عن غيره ، لم يعهد الملوك أن يكونو طيّبين و يمضون وقتاً مع العائلة كما يفعل زابدي

لم يعهد الأمراء أن يعملوا بجد ويرفضوا الأسماء المكرّمة اللتي يلقّبونهم بها و التصرّفات المعظّمة كما يفعل ريتشارد

ولم يعهد أمير أن يزال طفلاً بريئاً من مشاكل الحياة ، نفساً طاهرة تبعث الروح لغيرها كما ايريك

أجل لربّما يكون عصراً مختلفاً للجميع ، لكنّ الأطلسيّين يوافقون أنه الأفضل

" إلهي زابدي نقودك تكفي لشراء عالم آخر "

كان ايريك ينظر لعدد العملات الورقيّة واللتي لايقل أقلّها عن عشرة آلاف بوش ، حتى رأى فتى صغير يمسك رأسه ويبدو على ملابسه القدم كما كان مصاباً عدة إصابات

إقترب ايريك واضعاً المحفظة بجيبه ، ليسأل بقلق

" ماذا حصل لك أيها الفتى هل أنت بخير ؟ "

رفع الفتى عينيه الزرقاوتين لينظر بهما بتشتّت لإيريك

" أين أنا؟ "

سأل الفتى بينما لا يزال يمسك رأسه وعينيه جاحضتان لم يستطع فتحهما على مصرعيهما

" نحن في المنطقة الغربيّة لأطلانتس ، أين عائلتك ؟ "

إبتسم الفتى ليحضن ايريك بقوة ، أخذت أصابعه تشدّ قميص ايريك بينما لم يفهم ايريك ما به ، لكنّه فعل ما يجده مناسباً و أخذ يمسح له على شعره بخفة ويتمتم بكلمات مطمئنة

" هي .. لا بأس ، أخبرني بما حصل ، سأهتم بمشاكلك لا تقلق "

شعر الفتى بالفعل أنه بين أيدي آمنة ، أن الشخص اللذي يحضنه ليس بالفتى السيء

هذا هو الشعور اللذي يجتاح أي شخص يكون حول ايريك هو فقط بطبيعته ينشر الخير ، بإبتسامته يُشعر أي شخص بالأمان

" أخيرا .. أخيرا"

أخذ الفتى يبكي ويضم نفسه لأقرب شخص وجده أمامه

شعر ايريك بالحزن قليلاً فهو لا يعلم ما به فأبعده قليلاً لينظر له بعينيه

" أرجوك لا تبكي ، أخبرني ما إسمك؟ "

نظر الفتى لأسفل ليقول

" ثيو "

" لما البكاء ثيو ؟ هل أنت ضائع "

نفى ثيو برأسه و أبعد نفسه عن الحضن ، بدى جامداً للحظة فحتى أعينه قد تخلّت عن تلك الدموع دون أي مقدّمات

" أعتذر لتصرّفي الوقح معك ، سأرحل الآن "

إلتفت ثيو إلا أن ايريك أمسكه من مرفقه ملاحظاً تغيّر نبرة صوته للجدّية فجأة

" ليس بهذه السرعة ، لا تخف مني أنا أمير يمكنني تولّي الأمر فقط أخبرني ، ما سبب جروحك ولما ترتدي ثياب رديئة ؟ ، إن كان الأمر له خصوص بالمال فلا مشكلة سأ-"

قاطعه ليقول بهدوء

" قلت لك شكراً سأذهب من هنا ، أنا أبحث عن شخصٍ ما "

" ما إسمه؟ "

وضع ثيو يديه أمام عينيه فحتّى الإضاءة البسيطة من حوله و النابعة من الورود و الأشجار كانت قوية بالنسبة له ، فالضوء الوحيد اللذي يراه كان مصدره الأمل و اللذي إضمحلّ مع الوقت

" جويل "

..

إنتهت !

ااه جويل ㅠㅠ

Continua llegint

You'll Also Like

177K 4.6K 17
| مكتَملة.. قيدَ التعدِيل |. ما الذِي ستعيشُه تيانَا عندَ إنتقالهَا لعالمٍ آخرٍ؟، عندمَا تدركُ أنّها كانَت جزءاً منهُ وأنّها ذاتُ تأثير؟. كيفَ ستستَم...
191K 12.9K 28
تخيل تقوم من نومك تلاقي نفسك في جسم بشري ؟ _ايدا ماهو ده الطبيعي اه سوري نسيت اقولك انك في الأساس قطة _ايه ؟؟ ايه !! حينما صمم الفراعنة تماثيل...
42.5K 1.6K 41
" سُكري الأسمرَ هو مُلكً لِي ، خـصرُه الرقيق لأنامِلي ، ثُغره لشفتايَ و عُنقُه مقبرةً لِقُبلاتِي " TOP : Jk TK : ✓ © : rune_vk
280K 23.1K 70
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...