𝐊armA | العاقبة

By _RaisAwatt_

47K 1.8K 1.7K

مَن هِي ! سُؤالٌ جَابَ عُقولَ جَميعِ سُكانِ الوِلايات المُتّحدَة لظُهورِ سَفاحةٍ تَجولُ مَدينَة شيكاغو و تَع... More

Entrance
chapter 01: حفيدة الشيطان
chapter 02: تغيير في الخطط
Chapter 03:عدو مجهول
Attention
Chapter 05 : جريمة الحب
Chapter 06 : مستعدة للموت
Chapter 07 : مخططات سرية
Chapter 08 : مهمةٌ وردية

Chapter 04:ظلال المافيا

2.9K 169 261
By _RaisAwatt_

"يجب أن يكون هناك شخص واحد على الأقل. تذهب إليه عندما لا تعرف أين تذهب"

.. كافكا ..

Vote & comments

_______________________________

عجيب...عجيب كيف يمكن لشخص أن يؤثر على مزاجك و أفكارك .. نفسيتك و حياتك!!
فقط بمجرد كلمة.. نظرة..رأي..و فعل كيف لها أن تملك كل هذا التأثير عليّ !!
كيف لها أن تجعلني أسعد مخلوق في الأرض بمجرد ابتسامة منها..بمجرد أن تلتقي عيناي بعينيها الزمردية الساحرة أشعر أن العالم أخيرا قد اكتمل و قد حصل الجميع على نهايتهم السعيدة..قد عاد الرجل أخيرا إلى وطنه بعد سنوات من الغربة...قد حضنت الأم مولودها الجديد بعد أشهر من الإجهاد...سقطت دموع الفرح من عيني المرأة عند لقاءها بحبيبها العائد بعد أن شارك في حرب دامية بعد عام من الشوق...و قد سكنت روحي و استكان فؤادي بعد عقد من التعب و الألم و الخوف..
لقد كانت مرهما يشفي كل جروحي حتى أعمقها التي لم تصل لها يد أحد من قبل إلا يدها هي يد الحب خاصتها...لقد رأت أعماقي و لاول مرة لم أشعر بالخوف و النفور من أن ينظر أحدهم لجوف روحي و يكتشف ذلك التشوه و النقص الكامن داخلي و الذي مهما حاولت معالجته و التخلص منه لم أفلح
إلا معها..لقد شعرت بالاطمئنان و الراحة أن أخيراً هناك شخص يمكنني البوح له بما يخالجني من مشاعر و افكار..أن هناك شخصا قد اكون على طبيعتي معه و لا أحتاج إلى تزييف نفسي أمامه ولم يكن ذلك غيرها هي...أودري.. الفتاة المثالية التي لم أظن أنها ستنظر إلى شخص مبعثر مثلي... إلا أنها خيبت كل معتقداتي حولها و أثبتت أنني كنت مخطأً حولها لأنها نظرت لي...لقد رأتني..رأت حقيقتي لقد رأت ما يحدث داخلي من فوضى و قد كانت هي الهدوء و السكينة لي..

لكن في المقابل كنت الفوضى لعالمها الهادىء و المثالي ..لقد أخفقت و جلبت الدمار الذي يتبعني أينما ذهبت..لكن هذه المرة قد مسّ أغلى شخص بالنسبة لي و هذا حقاً مؤلم كاللعنة...

كنت أفكر في كل ما حدث هذه الأيام معي... حقاً لقد كانت هذه أسوأ يومين في حياتي بأكملها...فقط ألا يمكن أن نعيش بهدوء كبقية الناس العادية!!
لكن هذا كان صعبا على ما يبدو لاننا من اخترنا هذا الطريق و قررنا التورط فيه و الغرق في مستنقعه...

كان الوقت متأخراً و الظلام يحتل الشوارع إلا من تلك الأضواء التي تسمح لي برؤية طريقي دون السقوط و التعثر على الأقل...كانت الطرق زلقة و مبللة بفعل الأمطار التي هطلت طوال عشية اليوم مما جعل انعكاس المصابيح يلمع على تلك البرك الصغيرة في الأرض... الهواء البارد يضرب وجهي يجعلني أفقد الشعور به و أنا متأكد من أن أنفي و خداي قد أحمروا بالفعل و اكتسى اللون البنفسجي شفتاي المرتجفتان...فرغم كوني أرتدي ملابساً ثقيلة مناسبة لهذا الفصل إلا أن البرد كان ابن عاهرة و جعلني أشعر برجفة في عظامي..تباً علي الوصول للمنزل بأسرع وقت أو سأتجمد هنا...وحيداً مرة أخرى...

استمررت بالمشي أدفىء يداي بتخبئتهما في جيوب معطفي الجلدي الكحلي.. و حذائي الشتوي الأسود يضرب البرك المائية يجعلها تهتز و صورة المصابيح تتشوه قبل أن تستقر مجددا...أوراق الأشجار الجافة كانت تصدر صوتاً محببا لمسامعي عندما أخطو فوقها أو عندما يصلني صوت حفيفها عندما تحركها الرياح تجول بها الشوارع وهي تراقصها و لم يكن ذلك سوى صوت ضحكاتها و قهقهاتها ...لطالما أحببت هذه الأجواء و لكن الآن لم أملك الوقت لتأملها و الاستمتاع بها كون عقلي مشغول بحال أصدقائي و ما الذي يفعلونه هل يكرهونني الآن أم يلومونني على ما حدث لهم أم هم و كالعادة يمضون قدماً وهم يدعمونني و لا يفكرون أبداً بلومي... حقاً لا أعلم و لكنني أتمنى أن لا يكرهوني أيضاً فأنا حقاً بحاجة اليهم بجانبي فلن أتحمل هجرهم لي أيضاً كما فعلت أودري... قمري..

كان هذا من جهة و من جهة أخرى كنت أفكر في ردة فعل أبي على ما حدث فأنا متأكد أنه قد اكتشف أن لنا يد فيما حدث...ابتداءً من اختفائي ليلة الحادثة و عدم العودة للمنزل إلا في وقت متأخر وصولاً إلى ذعري اليوم و هيجاني عند رؤيتي للأخبار و خروجي المسرع من المنزل للقاء الرفاق في مكاننا المعتاد...
أنا متأكد أنه قد اكتشف الأمر فهو ليس بالغبي فبالأخير هو أشهر محقق في المدينة و الذي لا شيء محبب له أكثر من ادخال مؤخرته في حياتي و لعب دور المحقق فيها لذا لا بد أنه قد قام بعمله على أكمل وجه و الآن هو بانتظاري ليرطم هراءه في وجهي و يسبب لي وجع الرأس...

بمجرد انتهائي من التفكير في أبي و علاقتنا المشحونة دائما وجدت نفسي اقف أمام منزل كبير الحجم لحد ما بلون أبيض.. بحديقة خضراء مرتبة يدل على رقيً هذه العائلة...
و هذا لم يكن سوى منزلي...أخرجت من جيب سروالي المطابق لكل ملابسي في لونهم الأسود مفتاح المنزل و ولجت لداخل المنزل الهادىء...و رغم التدفئة الممتازة في البيت إلى أني لم أشعر بذلك بل بدلا من ذلك اشتد برودي...أو ربما برودة جوفي...

نضرت في الأنحاء اتفحص صالة الجلوس أين يحب والدي الجلوس عادة و هو يقرأ صفيحته أو يتابع الأخبار على التلفاز... و لكن و على غرار العادة كانت الصالة فارغة و يعمها الهدوء و الظلام.... و كان الحال نفسه مع المطبخ و الحديقة لذا خمنت أنه تعب من انتظار قدومي و ذهب للنوم لانه سيذهب للعمل باكراً
هذا جيد...بل ممتاز على الأقل سأختلي بنفسي و أرتاح قليلاً فنفسي تكفيني لا أحتاج من يزيد علي ألمي فنفسي تقوم بعمل رائع في جلدي و تعذيبي.. فأنا على علم مسبقاً أنه لن يغمض لي جفن هذه الليلة تماماً مثل اليومين السابقين...

ما الذي قلته عن أن جيرالد ويلسون قد سئم من انتضاري و ذهب إلى النوم !!

أنا اعتذر و بشدة عن تفكيري الساذج هذا .. فإن كان المحقق الشهير في شيكاغو بأسرها قد اشتُهر بشيء بعد ذكاءه في حل الجرائم فهو عزمه و صبره الشديدين اللذان مكناه من الاستمرار في هذا المشوار المليء بالمخاطر و القبض على أشرس المجرمين بعد ترصد قد يطول لسنوات و لكنه لم يمل أبداً ...

و فجأة قد تذكرت كل الليالي التي رأيت أبي يحبط و يصرخ..يغضب و ينفجر جراء الصعوبات التي يواجهها في قضاياه...ولكنني أبدا لم أراه مستسلما و هذا ما جعل اسمه يذوع صيته لهذه الدرجة...

هذا ما دار في خِلدي و أنا أناظر ذلك الجسد العضلي الطويل يجلس في الظلام على مقعد المكتب خاصتي...إنه أبي ... لطالما كنت فخوراً بجينات أبي التي ورثها لي فقد اكتسبت ضخامة الجسد و الطول الشديد منه هو..فرغم كونه يبلغ الأربعين من عمره إلا أنه لا يظهر ذلك عليه أبداً فمن ملامحه الوسيمة تكاد تجزم أنه في الثلاثينات من عمره و لا يملك أي أطفال بينما في الحقيقة ها هو ذا يجلس مقابلا لابنه الوحيد الذي يعتبر نسخة مصغرة منه و ما أكد تخمينات الناس حول والده هو جسده العضلي الضخم و طوله الفارع فوالده جاد و حازم فيما يخص الرياضة و نظام الغذاء خاصته الذي يداوم عليه للحفاظ على صحته و صحة جسمه الضخم و الذي رغم كونه ضخما طبيعيا من جيناته المتوارثة في عائلة آل ويلسون إلا أن مداومته على تمارين رياضية زادت من صلابته و شدته...

زفرت الهواء من فمي بضيق اختلجني جراء حدقتي والدي اللتان شعرت بهما تحرقانني لشدة تحديقه بي وأنا أسير داخل الغرفة و أرمي سترتي على سريري بفوضوية لأستقر بجانبها مقابلا لذلك الظل الطويل و التعب واضح على لغة جسدي إلا أن ذلك لم يعق والدي من مهاجمتي بكلماته اللاذعة و نبرته المتجهمة

"هل تذكرت أخيراً أن لك منزلاً تعود إليه!! أم أن كثرة تسكعك مع أولئك الحثالة جعلك مشرداً مثلهم عاشقاً للشوارع و الخطيئة !!"

تباً لهذا ...

مسحت على جبيني بتعب لأنني سأخوض في هذا النقاش معه للمرة الألف...فالآن سيبدأ جيرالد باستفزازي و إشعال غضبي بشتم الرفاق و التقليل من شأنهم و هذا بالتأكيد سينجح لأنهم جدار أحمر بالنسبة لي و ليس خطاً فقط...لذا سأبدأ بالصراخ و استفزازه كذلك مما سيجعله مشتعلاً و ستتصادم نيراننا و نحدث انفجاراً ضحيته كلانا...

"أبي رجاءً أنا مرهق جدا لذا دعنا نناقش هذا الموضوع غداً"

تحدثت بألين صوت أملكه الآن لأنني بالكاد استطعت ضبط نفسي...و الجحيم لما كل شيء يأتي دفعة واحدة و يدفنني تحت أنقاضه...أريد بعض السلام يا إلهي هل هذا محرم عليّ !!

" هل يا ترى أنت مرهق بسبب تورطك و عصابتك في ربما جريمة قتل فضيعة حدثت في هذا اليومان ؟"

نظرت لأبي و الغضب يشع في كل إنش منه وهو يتهمني و يراقب ملامحي بدقة بعد أن قام بتشغيل الإضاءة و فرّ الظلام بوحوشه بعيداً..
إلا أن الوحش الوحيد الذي سيلتهمني الآن يناظرني وهو يجلس في غرفتي و كأنها غرفة تحقيق تعيسة...

" ما الذي تتحدث عنه أبي !! أنظر أنا حقاً متعب و لن أخوض في هذا معك لذا فلتذهب للنوم و عندما يعود لك عقلك مجدداً سنتحدث لأن على ما يبدو قد تأثرت بقضاياك و بدأت تخلط بين عملك و حياتك الشخصية لذا...."

"إيدن ... أوقف اللعنة لن تفلت مني بهراءك المعتاد لذا فلتبدأ الحديث الآن
ما اللعنة التي تورطت فيها أيها الوغد هل آلَ بك الأمر لدرجة القتل ؟ هل أصبح ابني مجرماً ؟
هل هذا ما أصبحت عليه !!
هل تقول لي أني بينما أعمل ليل نهار كي أقبض على المجرمين خارجاً و أقلل من الفساد يكون ابني أكبر مفسد في المدينة بأسرها و يتورط بجريمة قتل مريعة... ماذا حدث لك إيدن "

قاطع حديثي صراخ والدي و هو يهرع قائما من كرسيه مسببا سقوطه أرضاً...و هو يلومني ضارباً الطاولة الصغيرة أمام أريكتي بقدمه

" لست متورطاً في أي جريمة قتل أو أي لعنة تتحدث عنها حسناً! "

" واصل الإنكار...واصل الكذب
و لكن هل ستواصل عندما أخبرك بكل الدلائل التي تركتها أنت و حفنة الأغبياء تلك"

" ماذا ؟ أي دلائل تتحدث عنها ! هل وجدتم دلائلاً حقاً..ماذا وجدت أخبرني هل وجدت ما يخص أصدقائي هناك!!"

بمجرد أن فلت الحديث من فمي أغمضت عيناي بغضب شديد....لقد وقعت في فخه اللعين لقد رمى لي الطعم و أنا بكل طواعية أكلته..

" لا تبدو لي هذه حالة شخص غير متورط في الحادثة أليس كذلك إيدن!!...إذا ألن تبوح بما حدث
و ما الذي كنت تفعله و رفاقك هناك
حتى حدثت الجريمة "

نظرت له و أنا أشعر بالاستسلام لم يعد هناك داعٍ للإنكار بعد الآن
كما أني أحتاج أن أعرف إن حقاً وجدوا أدلة ضدنا و إلى أين و إلى ماذا وصلوا في تحقيقهم
و حتماً لن أحصل على مبتغاي طالما أني لم أخبره..

" سأخبرك و لكنك ستخبرني كل شيء حول القضية أيضاً...لنقل أنها صفقة بيننا "

"حسناً ...و الآن افشي المكتوم "

" تباً لي"

لعنت تحت أنفاسي لقراري السيء على ما أعتقد لكن أنا مرغم لا يوجد خيار آخر

حسناً .... لقد بدأ كل شيء عندما أتى جاكسون و أخبرنا أن حيه مشتعل بخبر حدوث صفقة كبيرة للمخدرات بعد أسبوع بين أحد العصابات المشهورة في المدينة و أخرى لا يعلم أحد شيئاً عنها سوى نفوذ زعيمها....و بعد تخطيط و تفكير طويل قررنا التورط و النهب من بضاعتهم لأنها نوعية نادرة و باهضة الثمن كما أنها مطلوبة في السوق ،،لذا بعد وضع خطة محكمة ذهبنا لمقرهم و تسللنا و استطعنا السرقة و لكنهم اكتشفوا أمرنا فلم يكن أمامنا سوى التفرق لذا انقسمنا إلى ثلاث مجموعات كل ذهب في اتجاه و تولت أودري و مجموعتها تضليل الرجال عنا حيث أخذوا حقائب فارغة سوى واحدة كانت تحملها أودري...طاردهم الرجال لظنهم أن كل البضاعة المسروقة عندهم أما أنا و مجموعتي فهربنا بالبضاعة عبر نفق تحت الأرض كنا نسرع للخروج منه لأن الأوكسجين كان قليلاً و الهواء مليء بالرطوبة و لكن في وسط ركضنا سمعنا صوت حديث رجال و عندما تتبعناه وجدنا قاعة ضخمة مليئة بالمخدرات.أسلحة و أخيراً ألماس يحرصها رجلان فقط
كانت القاعة مليئة بالأضواء و مزودة بأجهزة تهوية
جعلت التنفس سهلاً...لذا بعد تشاور قررنا المخاطرة و نهب بعض الألماس كذلك فلن نفوت فرصة كهذه لذا أمرنا الفتيات بالبقاء و تسللنا نحن إلا أن جيسيكا قد عاندت و رفضت البقاء و الانتظار فقط لذا جاءت معنا...عندما انتهينا من تعبئة الحقائب كنا عائدين كي نذهب و بهذا تكتمل المهمة بنجاح إلا أن جيسيكا قامت باسقاط مزهرية كانت موضوعة هناك فانتبه لنا الرجال لكننا استطعنا الهروب منهم بمساعدة كلوي و بيلي من سماعاتنا....و بعد ذلك كنا عائدين إلى مكاننا و لم ننتبه لتتبع بعض الرجال لنا إلا بعد فوات الاوان
حدثت بعض المشادات بيننا إلا انهم كانوا ضخام البنية...عندها كنت محاصراً من قبل أحدهم عندما نظرت للبقية و وجدتهم محاصرين و مرميين أرضا بينما كان أحدهم يخنق كلاي و يحاول قتله لذا...
غضبت بشدة وتخلصت من الرجل الذي حاصرني و توجهت إلى من يخنق كلاي و بعد مشاجرة كان مستفزا كاللعنة فيها اشتد حنقي لذا.."

لم أستطع اكمال سردي لما حدث معي كوني رفضت الإعتراف لوالدي أن ابنه الوحيد قد صار قاتلاً ،،

لن أستطيع البوح بهذا ،، لذا أفضل حل هو التكتم عنه ،،

" ماذا حدث بعدها !٫٫تكلم إيدن "

سألني بنبرة ملحة و غير صبورة البتة ،،لأتمم سردي وأنا أخفي الحقيقة المظلمة وراء هذه الحادثة ،،

" لا شيء حسناً ،، لقد لكمته حتى أغميّ عليه فقط كي نستطيع الهرب ،، هذا ما حدث لم نقتل أحد و لم نتورط في تلك الجرائم الشنيعة "

صرخ إيدن بشدة لشدة الضغط و القلق بداخله كما أنه لا يستطيع اخبار والده المحقق ،، أن قتل شخصياً ببساطة ،،، لذا اضطر للكذب ،،

حملق به والده لثوانٍ ثم أومىء له بفهم ،،

_" هذا كل شيء!! "

سأل جيرالد و هو يتفحص ملامح ابنه و يدرس لغة جسده ،، و هذا ما يدركه إيدن تماماً لذا قد أتقن التمثيل و التحكم في نفسه ،،

_" نعم أبي ،، هذا كل شيء"

بصوت خافت أكد إيدن أقواله ،، ليجيبه والده ،،

_" أنا أصدقك إيدن ،، بالأحرى لم أشك من البداية أنك متورط في جريمة قتل مريعة كتلك ،، لا يمكنك قتل شخص واحد فماذا عن 15 شخصاً ،، كما أن مسرح الجريمة لا يشير اليكم بشيء ،، لقد استجوبتك بغية معرفة سبب فزعك يوم رأيت الخبر ،، لن أكذب لقد شككت أنك ربما واقع في مشكلة لها صلة بالحادثة و يبدو أن حدسي قد أصاب ككل مرة ،، "

تفاجأ إيدن بحديث والده و تعجب من ما يردف به ليستفسر والده أكثر ليوضح له الأمر ،،

_" ماذا تعني بأن مسرح الجريمة لا يشير الينا بشيء!! "

_" أعني بذلك عدم وجود أدلة أساساً ،، كان المسرح نظيفاً تماماً مما يدل على أن الضحايا لم يقتلوا في نفس المكان بل تم وضعهم هناك بعد وفاتهم بزمن قصير ،، طريقة التعذيب كذلك كانت محترفة كأن الفاعل معتاد على التعذيب أما عن تلك الأخطاء التي اقترفها الفاعل ليوهمنا أنه مبتدأ فقد كانت بحد ذاتها دليلا على احترافه فقد كانت أخطاءً دقيقة و مدروسة و للمفاجأة منظمة و غير فوضوية ، لقد كانت أول مرة أرى تعذيبا منظما كهذا ،، رمز العاقبة ؟؟ لا تمزح ،، لقد شهدت على عدة جثث لضحاياها و صدقني طريقتها المميزة في القتل لا تشبه هذه الجثث أبداً ،، يبدو أن الفاعل محترف في هذا المجال ،، له مصالح عديدة من وراء هذه الضجة ،، و أخيرا يريد نسب الجريمة للعاقبة و لا أدري السبب وراء فعلته إلا أن رغم تحليلاتي لا يزال هناك العديد من الثغور و الشقوق لا أستطيع ملأها،، يبدو أنها قضية ستأخذ مني وقتاً لحلها،، هذا ممتع "

حسناً ،، هذا كان متوقعاً من رجل فطنٍ مثل جيرالد مما جعل إيدن يدرك أن تحليلاتهم كانت صحيحة و أن عدوهم المجهول لم يكذب عليهم ،،

_" إذن تقول أنه لا يوجد أي دليل ،، أو بصمة ،، لا أدري أي شيء!! "

تساءل الإبن بفضول ،، ليرد عليه والده ،،،

_" نعم لم نجد شيئاً ،، كل شيء نظيف ،، لما تسأل ألم تخبرني أنك غير متورط!! لما كل هذا القلق إذا !! "

_" نعم انا غير متورط في هذا ،، لكن أحد مسارح الجريمة هو نفس المكان أين تقاتلت مع رجال تلك العصابة و أفقدت أحدهم الوعيّ "

_" تباً ماذا!! ،، هل الأشخاص الذين قاتلتموهم من الضحايا!! "

تفاجأ جيرالد بأقوال ابنه ليتساءل بسرعة طالباً إجابة ترضي فضوله ،، ليجيبه ابنه بصوت خافت ،،

_" لا ليسوا كذلك ،، لقد اختفوا من هناك و تم وضع الجثث في مكانهم ،، "

_" ماذا عن الأماكن الأخرى ؟ "

_" نفس الشيء جميع الأماكن التي وجدتم فيها الجثث ،، هي نفسها أماكن تواجد الفرق الثلاث منا ،، "

_" إذا اتخبرني ان الفاعل تعمد وضع الجثث في نفس أماكن تواجدكم و مقاتلتكم لرجال تلك العصابة!! "

_" نعم ،، هذا بالضبط ما حدث "

_" يبدو أنكم وسط لعبة قذرة يديرها حكام المافيا ،، ظلال المافيا بدأت بالحومان حولكم ،، و لقد بدأتم في الإنجراف في هذا المستنقع القذر ،،
لقد أخبرتك مراراً أن تترك هذه العصابة البائسة و تبتعد عن عالم المافيا ما دمت في عتبته فهو لا يرحم من يملك وجداناً ،، و انتم جميعكم تملكون لذا ستكونون وجبة طازجة لتلك الوحوش الضارية "

تحدث المحقق برهبة مخفية على ابنه الوحيد من انخراطه في فوضى العالم السفلي التي لا تناسبه بتاتاً ،، لذا قام بما سيقوم به أيّ والد في مكانه حتى أنه تأخر فقط لانصياعه لرغبات ابنه و مشاعره الحمقاء التي ستقوده إلى الهاوية ،،

_" من اليوم إيدن ،، لن أراك بصحبة تلك الفتاة و عصابتها أو أقسم أني سأعتقلكم جميعاً "

لذا و لإدراكه أن لا أسلوب سينفع مع ابنه العنيد قد هدد من أجل حمايته ،،

_" لا تتفوه بالهراء جيرالد ،، لن تتحكم في حياتي ليس أنت من يقرر من سأصادق "

أجابه إيدن و هو يهز رأسه بسخرية إلا أن داخله زُلزِل لإدراكه مدى عناد والده ،،

_" بل أنا من أقرر ،، أنا والدك و أعرف مصلحتك أكثر منك ،، مجرد مراهق تستهويه حياة الطيش و المغامرة دون القلق بنتائج أفعاله ،، بل كل عصابتك كذلك ،، هل فكر أحمق فيكم بنتائج التورط مع عصابتين و السرقة منهم !! ،، لا بل كل ما اهتممتم به هو المال الذي ستجنونه من هذه الفوضى "

انتقد جيرالد ابنه و باح برأيه حول الحادثة و العصابة و حول صداقاته الفاسدة بنظره ،،

_" مهما كان الخطأ الذي قمت به أو سأقوم به ،، فتلك حياتي أنا ،، و أنا من أقرر فيها ،، لذا لا تعد هراء الأب و الإبن التقليدي ،، فهو لا يلائمك أيها المحقق "

عانده إيدن بصوت عالٍ محتقن بالغضب ،،

_" إيدن ،،تكلم باحترام معي ،، لست فرداً فرداً من عصابتك الرديئة لتكلمني هكذا "

صرخ به والده كي يعيده لوعيه و يعيد النظر بالحدود التي تجاوزها ،،،

_" لن نتشرف بأن تكون فرداً منا أساساً "

أجابه إيدن بصوتٍ بارد و غير مبالٍ بغضب والده،،

_" لن أضع عقلي بعقل فتى مثلك ،، لذا هذه نهاية الكلام ستترك تلك العصابة و ستبتعد عنهم أو صدقني تلك الفتاة القائدة سترى الجحيم ما دمت حياً ،، هذا وعد مني "

_" فقط جرب الإقتراب منها أبي ،، عندها لن تبقى لك مكانة و لو ضئيلة عندي "

_" هل أنت غبي أم أعمى!! ،، الا ترى تأثيرها السيء عليك إنها تقحمك في مصائب أكبر من حجمك و أنا لن أجلس مكتوف الأيدي أشاهد ابني الوحيد يضيع من بين يداي و ينجرف مع رفاق السوء "

_" إنهم ليسوا سيئين ألا تفهم ،، ربما نحصل على المال بطرق غير شريفة و ربما نتهور أحياناً بأفعال طائشة قد يراها أمثالك سيئة ،، لكننا لا نؤذي أحداً و لا نسرق من البريىء بل نحن ننهب من أولئك الأغنياء و المجرمين السيئين حقاً الذين لا أحد يؤذيهم لشدة نفوذهم حتى أنت أبي "

_" لا أهتم إيدن ،، لا أحد يهتم بقصتكم البائسة عن أخذ حقكم بيدكم ،، بل كل ما يهتم به الناس هو أنك نهبت و أنك سرقت و بعت تلك السموم لذا في نظرهم أنت مخطىء إيدن ،، جميعكم كذلك ،، و أنا لن أسمح لك أن تخطىء ،،"

_" أرجوك!! ،، لقد قلتها بنفسك أبي لا أحد يهتم إذا لما علي أنا أن أهتم ،، سأفعل ما أراه صحيحاً و مرافقة أودري و فعل ما نفعله هو أكثر شيء صحيح قمت به في حياتي بأكملها،، بغرار ما يظنه الجميع بنا من سوء نحن نجمع الأموال من أجل مساعدة بعض الناس التي كانت مهمة الشرطة حمايتهم لكن احزر ماذا،، لم تحمهم بل كانت سبباً في تعاستهم أيها المحقق،، لذا رجاءً لا تحدثني عن الصحيح و الخطأ و أنت تابع لدولة كهذه"

_" إيدن توقف ،،، سوف تتأذى بسببها صدقني ،،"

_" سيكون من دواعي سروري أن أتأذى بسببها و من أجلها ،، لأنها السبب في بقائي على قيد الحياة،،"

_" بل ستكون السبب في دفنك سبعة أقدام تحت الارض أيها الغبيّ ،، و أنا لن أسمح لها بذلك،، بل سأدمرها قبل أن تدمرك،، "

بمجرد فراغه من حديثه صرخ إيدن به و قد حوله الغضب إلى شيطان مسعور يريد غرس مخالبه في رقبة والده ،، ليدير نفسه عن والده كي لا يتهور و يلكمه لكمة ستكون كالقنبلة تدمر كلاهما ،، موجها لكمته نحو مرآة غرفته بدلاً لوجه والده ،،

تساقطت شظايا الزجاج على كامل أرضية الغرفة و أمطرت دمائه تروي سجادته الناصعة بلون النبيذ و الخطيئة ،،

_" إذا جال اسمها متبوعاً بأي مفرد أذى و سوء يضرها من فاهك ،، حينها فلتنسى أن ترى وجهي من جديد ،، هذا تحذيري الأخير لك سيد جيرالد ويلسون لن تقترب منها أبداً ،، "

بمجرد انتهاء تهديدي الصريح لوالدي الذي بقي هادءً يناظرني و أنا أتجاهل جروح كفي و الدماء التي تنزفها ،، رغم سوء علاقتي بوالدي نتيجة أفعاله في الماضي،، إلا أني لم أجرأ يوماً على تهديده بل رغم شجاراتنا المستمرة حافظنا على الإحترام بيننا كأب و ابن،، لكن هذه المرة مختلفة فقد هددني بأذيتها،، هددني بتدمير أساس عالمي و هو لا يدري أن بزوالها يزول عالمي و يضمحل،،،

فحملت سترتي مجدداً و مفاتيح دراجتي النارية لأخرج من المنزل سريعاً مبتعداً عن هذا الإحساس ،،

لم أعلم أين أذهب ،، بقيت أحوم في الشوارع الخالية و الباردة ،،

لا يمكنني الذهاب لأحد الرفاق فالوقت متأخر و الجميع نائم في منزله وسط عائلته ،،

سأكون مصدر ازعاج فقط ،،

نظرت إلى السماء حيث يتربع البدر بنوره مهيمنا على بقية النجوم و الكواكب ،،

هناك تذكرتها ،، الشخص الوحيد الذي سيفتح لي ذراعيه رغم جميع مساوئي و أخطائي ،،

و أنا أزيد في عداد السرعة حتى وصلت إلى أقصى سرعة يمكن لمحرك دراجتي الوصول لها ،،

غيرت وجهتي و سلكت طريق منزلها ،، القصر البلوري المكان الأنسب لاحتضان أميرة مثلها ،،

وصلت حيث القصر اللامع الذي يضيء الهضبة رغم ظلام الليلة إلا أنه يتألق صامداً كالبلور تماماً
لقد صدق من أطلق عليه هذا اللقب ،،

مررت بدراجتي من البوابة الرئيسية لأجد نفسي في الساحة الأمامية للقصر حيث يتوزع الحراس لحماية أهل المنزل ،،

لم أواجه أية مشاكل معهم كونهم يعرفونني حق معرفة لارتيادي المستمر للقصر ،،

نزعت خوذتي و شعور السوء و المرض ينتابني كلياً لتلك المصائب التي وقعت على رأسي دفعة واحدة ،،

رننت الجرس لتفتح لي الباب الخادمة باستغراب لرنيً المستمر ،،

أخبرتها أني أحتاج أودري في أمر عاجل لذا اتجهت سريعاً لقاعة الطعام لابد أنهم يحظون بعشاء متأخر ،،

عشر ثوانٍ لأجدها تتقدم مني بخطوات مسرعة و القلق استولى على ملامحها الجميلة ،،

كانت لا تزال بملابسها و لم تغيرها لملابس البيت ببطال جينز واسع و شيرت من الصوف أبيض مزين بالفراولة ،،

إنها براقة،،

_" إيدن ،، هل أنت بخير!! ،، "

سألتني بصوتها الرهيف و القلق بادٍ على معالم وجهها تتفحصني و تلاحظ تعبي و الحالة المزرية التي أنا فيها الآن،، آه برأيتها أنا أشعر بالحياة ،،

_" لا لست كذلك ،، أنا أحتاجك"

بحت لها برجائي كوني محتاج حقاً لضمها و الشعور بدفئها ،، هي العلاج لكل مشاكلي ،،

و بدون مزيد من الكلمات تحدثت و شكوت لها مكنوناتي فقط بنظرة و يا لروعتها حين تفهمني و تقرأني بسهولة ،،

لذا ثانية مرت لأشعر بها تضمني إلى صدرها في عناق ضيق و دافىء ،،

_" إنه النعيم ،، "

همست دون وعيّ و أنا أزيد من قوة احتضاني لها شعور الراحة و السلام احتلني بالكامل فقط بسبب عناق منها ،،

_" ماذا حدث معك إيدن ،، يا إلهي هل أصابك مكروه!! تحدث لا تصمت سأموت من قلقي عليك"

تحدثت و هي تبتعد عني بانشات قليلة تمسح على شعري و وجهي تجري مسحا شاملاً علي و تتأكد من سلامتي ،، إلا أن ما لا تعلمه أن الضرر ليس في جسدي بل في دواخلي ،،

_" لا تقلقي لم يحدث لي شيء ،، فقط تشاجرت مع أبي تعلمين ،، "

تنفست براحة لكنها أعادت نظرها إلي لتجذبني إلى السلالم لنصعد إلى غرفتها ،،

كنت قد رأيت كارمن و البقية عند مدخل قاعة الطعام لكنني لم أهتم كوني كنت بين أحضان قمري ،، يبدو أنهم لم يهتموا فقد اعتادوا على قدومي و احتضاني أودري ،،

وصلنا إلى باب غرفتها الأبيض المنقوش باللون الذهبيّ كسائر المنزل و الأثاث ،،

فتحت الباب لتدلف غرفتها و إيايّ لأقابل جناحاً كبيراً مطلياً باللون الأبيض مزينة بورود صفراء باهتة و براقة ،، جدار كامل من الزجاج و فيه باب يؤدي إلى شرفتها الكبيرة التي تحتوي على أرائك و طاولة صغيرة ،، يحتل سريرها الضخم المفروش بأغطية صفراء و ملاءات بيضاء الجهة الشرقية من الجناح و على جانبيه طاولتان صغيرتان حيث تتربع هناك و أدواتها الشخصية كسماعاتها و قارورة ماء مع كوبها ،،روايات للزينة فأنا متأكد أنها لم تقرأها بينما مجلات الموضة و الجمال التي تتموضع فوق كتبها فنعم تلك تتصفحها يومياً ،،

مقابل السرير طاولة الزينة حيث تمتلأ بمستحضرات تجميلها و عطورها ،، و مرآة كبيرة فوقها ،، بينما في الجهة الغربية فهي محتلة بتلك الأرائك البيضاء الناعمة و كرسي معلق بالسقف ،،

و هناك باب يؤدي إلى الحمام بينما الآخر فهو يؤدي إلى غرفة ملابسها الواسعة ،، التي يستطيع رأيت فوضويتها من هنا جراء الباب المفتوح على وسعه ،،

اقتادته من يده نحو الأرائك لتجلس بجانبه و تناظره بهدوء ثم فجأة تقوم بلكمه بسبابتها و وسطاها على الفراغ بين عظام ترقوته ،،، مما سبب بانتشار ألم فضيع على سائر جسده و مرور رعشة ألم مع انقطاع أنفاسه لوهلة و هو يصرخ بألم ،،

_" سحقاً أودري هذا مؤلم ،،، ما سبب هذا أيتها الفاسقة!! "

صرخ بتلك الجالسة قبالته وهي تبتسم بهدوء على ألمه ،،، لترفع حاجبها له ثم تمسك يده المجروحة و التي انغرست فيها قطع الزجاج الصغيرة ،،

_" أولاً لا يوجد فاسق هنا غيرك عزيزي ،، ثم هذه الضربة بسبب غبائك في المهمة و تورطك في جريمة قتل ثم صراخك علي قائلاً أني تأثرت بدور الزعيمة ،، ثم اخباري أنك مجرد وجع رأس بالنسبة لي و في الأخير و الأسوء عدم اهتمامك بصحتك و ايذاءك لنفسك ،، انظر ليدك أيها الأحمق كيف ترتجف "

و قد كانت محقة في كل كلمة نطقها فاهها الوردي ،، فقد أساء إليها في اليومان الفائتان أكثر مما فعل طول سنوات معرفته بها ،،

كما أنها على صواب بخصوص عدم اعتنائه بنفسه فهو في حالة مزرية عيناه غائرتان و تحيطهما الهالات السوداء ،، وجهه شاحب كأنه تم امتصاص دمه من قبل مصاص دماء بينما فقد وزنه لتظهر عظام ترقوته و وجنتيه بشكل واضح أكثر ،، ليزيد الوضع سوءًا جرحه ليده التي ترتجف الآن لشدة الألم و الدماء التي تغطيها ،،،

_" أنا أعتذر بصدق على كل المشاكل التي سببتها هذه الأيام و ايذاءك ،، لم أقصد ذلك بحق أودري سامحيني و لن أعيد الكرة من جديد"

تنهد بأسى على حالهم و حال صداقتهم الوطيدة التي دامت منذ طفولتها ،، و هو يعتذر و يقبل كفيها عسى أن تغفر له خطأه ،،،

لتبتسم له و تستقيم من على الأريكة تقف قبالته ثم تجذبه من كفه السليم كي يقف بجانبها ،، ثم صعدت فوق الأريكة أين كان مجلسهما قبل ثوانٍ لتقف فوقها كي تصبح بطوله و تفوته بانشات قليلة ،،

فتحت له ذراعيها على وسعهما وهي بنفس طوله بفضل الأريكة تدعوه كي يرتمي بأحضانها المحبة ،،

و بالتأكيد لن يضيع فرصة كهذه فعانقها دافناً وجهه في رقبتها مستنشقاً رحيقها الناعم ،،،

لقد كانت طريقتها في التعبير عن مسامحتها له ،،

لقد كانت لغتهما فيزيولوجية حيث أن جل مشاعرهما يعبران عنها بالملامسات و الأحضان و القبل ،،

بعد مدة مبهمة المعرفة ،،، ابتعدت أودري عنه قليلاً ليتقابل وجهها مع خاصته لتقبله من وجنتيه بلطف ،،

_" لا داعي للإعتذار لم أغضب منك أساساً إيدن ،، لقد كنت مرتعبة فقط و انفجرت في وجهك و جرحتك بكلامي ،، أنت تعلم أني لم أعني حرفاً من قولي ذلك اليوم صحيح!! "

ناظرت عيناه تبحث عن إجابة سؤالها ،، ليومىء لها و يبتسم بارتياح لحديثها ،،

_" أعلم ذلك ،، قمري"

اتسعت ابتسامة كلاهما لتبتعد عنه أودري و تنزل بخفة من فوق الكنبة و هي تتجه إلى حمامها ثم تعود إليه سريعاً و هي تحمل بين يديها علبة الإسعافات ،،، ليعودا جالسين على الأريكة متجاورين ،،، و هي تهتم بجراحه ،،

_" لقد أهملتك هذان اليومان ،، لذا الآن سأعوضك أيها الوسيم المحظوظ بوجودي في حياتك"

قهقه على كلامها ليمازحها كذلك و تعود له نفسه المعتادة المحبة للعبث و الحياة ،،

_" بل أنت هي المحظوظة لنظري اتجاهك و السماح لكِ بمصادقتي ،، أنت تجلسين بجانب نجم الثانوية يا فتاة"

_" أووه ،، سيد مغرور عُد إلى سباتك و أعد لي صديقي الآن"

و هكذا استمرت أودري في المزاح معه و ابهاجه كي ينسى ألم يده التي تعقمها له أولاً و ينسى ما مرّ به من مشاعر داكنة ثانياً ،،

انتهت أخيراً من تضميدها لتعيد ترتيب الأدوات الطبية التي استعملتها إلى العلبة تحت سكون المكان من حديثهم لتقطعه فجأة جاذبة انتباهه لها ،،

_" إذاً !! "

نطقت باستفهام تنتظر منه البوح بسبب حالته قبل قليل و إصابة يده ،، لكنه لم يفهم مقصدها لذا رفع حاجبه يعيد سؤالها بنفس النبرة المستفهمة ،،

_" إذاً ؟؟ ،،"

لتتأفف بضجر على عقله الذي سجل خروجه في لحظة غير مناسبة ،،

_" ليس وقت بطىء استعابك إيدن ،، أنا أسألك عن سبب حالتك عند مجيئك عند بابي في هذا الوقت المتأخر و أنت في حالة مزرية و يدك تتقاطر دماً "

_" لقد سبق و أخبرتك بالفعل أودري ،،، لقد تشاجرت مع أبي و احتدم الأمر بيننا و في لحظة غضب حطمت مرآة غرفتي ،، هذا فقط "

_" هل أنت متأكد!! لقد تشاجرت مع والدك مئات المرات إلا أنك أبدا لم تسمح لغضبك بالتفاقم إلى هذه الدرجة ،، لدرجة أن تؤذي نفسك "

ناظرها و هي لا تزال تبصره تنتظر الحقيقة الكاملة منه دون لفٍ أو دوران ،، لذا تنهد يستسلم لعينيها العشبيتين ،،

_" أنتِ على حق ،، فهذا الشجار مختلف فقد غضب أبي و هددني بتركي العصابة أو سيعتقلنا جميعاً ،، كما توعدني بأذيتكي و تدميركي قائلاً انكي تجرينني معكي إلى الهاوية ،، "

أنهى حديثه و هو يزيد من نبرته دليلاً على غضبه من كلام والده ،،،

_" أووه ،، يبدو أنها مشكلة كبيرة ،،، بالنسبة له طبعاً كيف تجرأ و أخبرك بتركي ألا يعلم أن ابنه يفنى من دوني في الوجود!!! "

تساءلت أودري بدرامية و هي تحرك يديها مع كل حرف تنطقه تحت نظرات الآخر المبتسمة ،،

إنها تعرف تماماً كيف تحول شيئا مأساوي إلى مزحة تنسيه همه ليركز على ملامحها و حركاتها العفوية ،،

ليقاطع تحديقه بها استقامتها من جانبه لتتقدم إلى ذلك الجهاز المعلق أمام باب جناحها ،، و قد كان ذلك جهاز اتصال موصول بالمطبخ ،،

حيث بمجرد ضغطها على زر ما هناك التقطت مسامعهما صوت لويسا و هي تسأل عن طلباتها لتخبرها أودري باحضار طبق سباغيتي بالدجاج المشوي مع صلصة الجبن ،، تماماً كما يفضلها إيدن ،،

دقائق قليلة ليسمعوا دقات خفيفة على الباب ثم يفتح من طرف خادمة بعدما أذنت لها أودري بالولوج ،،

لتتقدم بطاولة متوسطة الحجم تمتلك عجلات صغيرة ،، تحمل فوقها طبق إيدن و مشروباً غازي مع عصير الفواكه و الكثير من المسليات الأخرى كل ما استطاع فرزه منها هو صحن الفشار الكبير و علبة المثلجات ،،

_" شكرا لكي ميلا ،، "

نطقت أودري بهدوء و هي تشكر تلك الفتاة الشابة ،،

_" العفو أودري ،، ليلة هنيئة لكما "

أجابتها بلباقة و لطف شديدان ،،

_" شكراً ،، و لكي أيضاً"

أجابها كليهما بعد أن اعطت أودري إيدن طبقه و باشر في التهامه و هو يتلذذ بطعمه ،،

...

_" توقف إيدن ،، ستخربه لي و لم يجف بعد على وجهي ،، "

صرخت أودري و هي تحاوب ابعاد كفيّ الآخر التي تغلف عينيها تمنعانها من لمح التلفاز ،، الذي يعرض فيه فيلم رومنسي من اختيار فتاتنا طبعاً ،، و بالتحديد مشهد تقبيل البطل للبطلة ،، و هذا ما جعل إيدن يقفز عليها و هو يمنعها من ابصارهما غير مبالٍ بقناع الوجه خاصتها المصنوع من الطين و الورود و الذي انتهت من تطبيقه على وجهها قبل ثوانٍ قليلة فقط،، بحجة أنها لا تزال صغيرة و بريئة على هذه الأمور ،،

فقط لو يعلم حقيقتها الخبيثة تلك ،،

_" لن أفعل ،، لقد أخبرتكي أن لا نشاهد هذا الفيلم لكنكي أصريتي عليه ،، و الآن تحملي الأمر في النهاية يمكنك إعادة وضع قناعك الغريب هذا"

_" تباً لك إيدن"

تذمرت أودري و هي تضربه بكفها على ذراعيه العضلية ،، لتشعر بعد لحظات بذراعيه تبتعدان عن أعينها كون المشهد قد انتهى ،،

_" ماذا قلتي لتوكي!! ،، هل لعنتني أيتها المشاغبة الصغيرة ؟ ،، حسنا إذا فلتنسي أمر وضعك قناعًا لي"

قال و هو يكتف ذراعيه لصدره ،، لتتذمر الأخرى و تعانق ذراعه تتودد إليه ،،

_" لم ألعنك إيدن ،، لقد سمعتني خطأ فقط أرجوك دعني أضعه لك ،، إنه قناع فراولة و كرز أنت تحبهما كثيراً"

_" هممم ،، حسناً موافق ،،"

وافق بسبب كونهما فاكهتيه المفضلتين ،، و ذلك كون عطرها يحمل مزيجاً الفاكهتين ،،

قفزت الأخرى بفرح لتنهض ركضاً حاملةً كيس القناع لتتقدم و تجلس بجانبه على السرير حيث كانا مستلقيان هناك يشاهدان الفيلم معاً تحت ضوء غرفتها الوردي و المسليات منتشرة حولهما ،،

بدأت بفتح كيس القناع لتخرج قناعًا ورقياً أبيض و مبلل مصمم على شكل وجه ،، لتقوم بوضعه على وجه الآخر وسط أحاديثهما اللا متناهية ،،

عندما استلقت أعادت الإستلقاء في حضنه حيث يحيطها بيده و رأسها على صدره ،، و هما يأكلان الفشار و يكملان مشاهدة فيلمهما ،،

_" متى موعد مباراتك القادمة إذا !! "

تساءلت أودري و هي تتجرع من عصير الفواكه خاصتها ،،

_" بعد أسبوعين ،، لذا علي التدرب ضعف المعتاد ،، و كذلك الأمر معكي سيكون عليكي ابتكار رقصة جديدة غير خاصة المباراة الماضية ،، "

_" نعم ،، لكن لا تقلق عليّ أنا معتادة على الأمر كما أني خطتت لمعظم الرقصة بقي بعض اللمسات الأخيرة و تدريب الفتيات عليها"

ابتسم على حديثها ،، هو حقاً فخور بها فكل ما تقوم به تتقنه ،،

_" لست قلقاً عليكي من الأساس قمري ،، أنا متأكد و مؤمن بقدراتك "

_" هيا الآن ،، حرك مؤخرتك السمينة و هيا معي كي أغسل وجهي و أزيل عنك القناع "

أردفت أودري بعد هنيهات و هي تنهض من مضجعها صافعة مؤخرة الآخر الذي قهقه عليها عندما كادت تقع جراء ارتطامها بقدمه التي رفعها معيقاً إياها عن السير لتتكبل أرجلها موشكة على السقوط لولا ذراعه التي أمسكتها في آخر لحظة ،،

ليحملها من خصرها دالفا بها الحمام ليساعدها على غسل وجهها بامساك شعرها كي لا يتلطخ بالطين على وجهها ،،

ثم تقوم بنزع قناعه عنه و ترطيبه له كخاصتها ،، ليخرجا من الحمام بعدما فرشا أسنانهما و هما يرتديان ملامس نومها ،،

حيث ترتدي أودري قميصا أبيضا من دون أكمام و شورت قصير بنفس اللون مزينان بقلوب حمراء صغيرة ،،

بينما يرتدي إيدن قميصا صيفي خفيف رمادي اللون مع سروال عريض بنفس اللون ،،،

ليبدآ بتوضيب الغرفة من بقايا أكلهما و سهرتهما ،،،

و عندما انتها كانت الخادمة عند الباب لتأخذ الطاولة بعدما ناداها إيدن ،،

و عندما أرادا الإستلقاء و النوم أخيراً دق الباب مرة أخرى لتدخل كارمن عليهما ،،

_" يبدو أن سهرتكما قد انتهت ،، "

_" نعم ،، سننام الآن فغداً لدينا دوام"

_" حسناً ،، جئت لأتمنى لكما ليلة هانئة"

أخبرتهما ثم تقدمت من أختها لتعانقها و تقبل جبهتها تحت نظرات إيدن المستلطفة لهما و التي لاحظتها كارمن فتقدمت منه بعدما ابتعدت عن أختها لتعانقه هو الآخر و تهمس في أذنه ،،

_" إن أذيت نفسك مرة أخرى أو تصرفت بتهور حينها لن ينقذك أحد من قبضتي ،، "

ثم ابتعدت عنه و ارسلت لهما قبلة طائرة و هي تخرج من الغرفة مغلقة الباب خلفها ،،

تاركة الآخر يناظر مكان وقوفها سابقاً ،، لتتسع ابتسامته و يتجه إلى السرير و ينام مع أودري في أحضانه ،،

فكلامها ذاك يدل على اهتمامها به و اعتباره فرداً من عائلتها ،، و ذلك شيء رائع بالنسبة له ،،

بعد لحظات لاحظ ارتخاء جسد من تنام بين ذراعيه ليقبلها على حبيتها مستنشقاً رحيقها الناعم ،،

_" أنت مميزة جدًا بالنسبة لي "

✿✿✿✿✿✿✿✿✿⁦✿✿✿✿✿✿✿

" هذا منعش "

قلت بعد أن غطست داخل مسبح منزلي و غمرتني المياه بأكملي و لسعتني برودتها

بدأت بالسباحة و الغطس على طول المسبح و أنا أتلذذ بتجمد جسدي و القشعريرة التي يرتجف لها جسدي ،،، هذا هو النعيم

أخرجت رأسي من تحت المياه الباردة و أنا أمسح على وجهي و أرجع شعري الطويل خلف أذنايً
لأستلقي على ظهري و أغرق إلى قاع المسبح و أنا أستمتع بهذا الهدوء فالجميع نيام في هذا الوقت من الصباح ،،، و وسط استرخائي اقتحمت أفكاري بوابة راحتي لتبدأ بالطرق على جدران رأسي إلا أن هذا لا يزعجني فهذه هي أنا صاخبة وسط هدوئي و في صخبي حياة لي ،،

بدأت جميع الأحداث التي مرت علي خلال الأسبوع الماضي بالمرور أمام عيناي و بدأ عقلي بتحليلها و ايجاد خطط و سيناريوهات لما سأفعله،،

كونراد كورالت ،،رجل نبيل و راقي للجميع ما عدا من ينتمي لمستنقع الدماء الغارق فيه ،،رجل استطاع فرض سيطرته و اسمه في العالم السفلي نتيجة وحشيته و شراسته كما استطاع اخفاء ذلك خلف اقنعة ذهبية شقوقها تتقاطر بدماء الأبرياء،،،

قام كونراد بانشاء مافيا سربانتي (serpente)
بعد انظمام أخيه الأكبر و الذي كان حاكم عائلة كورالت لمنظمة نوسترو و لكن على ما يبدو أن وحش العائلة و الإبن الأصغر لم يرضى بأن يتم تقييده و التحكم فيه من قبل أخيه لذا قام بعقد صفقة مربحة مع المنظمة وهي أن يقبل الحكام به كزعيم للعائلة و فرد من المنظمة مع مساعدته في قتل أخيه و التستر على جريمته مقابل امتلاك المنظمة السلطة التامة على أراضي آل كورالت و عدة مزايا أخرى كأخذ فائدة و حصة من كل صفقة مربحة لمافيا سربانتي ،،

إلا أن خلال الفترة الأولى لحكم كونراد لاحظت المنظمة عشوائية و فوضوية هذا الوحش الكاسر و التي ستأتي بأضرار جسيمة للمنظمة فالعضلات لا فائدة منها إن غاب العقل و النظام ،،فوجب على حكام نوسترو ترويض هذا الوحش و كان الحل الأمثل هو دمج عمل كونراد مع شخص عاقل و منظم يمتلك العقل،الحكمة،البديهيةو التريث ،،
و قد كان إرينستو بوفير (Ernesto Bouvier )
الخيار الأمثل ،،فحاكم آل بوفير الرجل اللاتيني الذي عرف بدهاءه و خططه عالية الدقة و نظام المافيا الذي صار قانون يمشي على سننه وحوش عالم الدماء
الرجل الذي استطاع ترويض كل العالم السفلي،،
كان إرينستو حاكم لأعرق و أقدم عائلة مافيا فمنذ قرون اشتهر آل بوفير بعملهم الغير شرعي و ترصيصهم لبنية العالم السفلي و تخلصهم من الجرذان الجديدة التي تبث الفوضى في المافيا مع فرض سيطرتهم على أمريكا اللاتينية و تنظيم دولها من الفوضى التي عرفت بها مثل كوبا ، تشيلي ، البرازيل، كولومبيا و الكثير من الدول الأخرى ،،

و نتج عن اتحاد وحش كاسر و مروض وحوش ثنائي غير قابل للكسر،،فذاع صيتهم و لم يعبث أحد مع أحد من العائلتين،،

سوى مصيبة حياتي و أختي الصغرى و التي قررت سرقة أشرس وغد عرفه العالم السفلي،،

قامت بسرقة بضاعة كونراد كورالت التي تخص شحنة مجوهرات و مخدرات لصفقة ضخمة مع كارتال المكسيك مع العلم بأن للمنظمة حصة من هذه الصفقة،،لذا نعم نحن وسط بيت عنكبوت و المصائب تحيط بنا من كل جهة ،،

فتحت أعيني عند شعوري بيد ضخمة تحيط خصري و تجذبني إلى السطح لأشهق الهواء بكثرة جراء انقطاع أنفاسي و أنا غارقة تحت المياه مع أفكاري الصاخبة التي أغفلتني عن اختناقي و حاجتي للهواء ،،،

_"بماذا تفكرين ؟"

ناظرت تلك الحدقتان البنيتان اللتان تناظرانني بهدوء و دفىء ،،،هل سبق و شعر أحدكم بدفىء المنزل فقط بمجرد النظر لشخص!!
حسناً أنا أفعل ،،فهذا ما أشعر به دائما عند ابصاري ألبرت أو استنشاق رائحته الممزوجة برائحة الشاي الإنجليزي ،،

_"لا شيء ،،فقط كنت أراجع ما سنقدم عليه و ما سيصاحب ذلك من مشاكل"

قهقه على حديثي و ملامحي عندما دحرجت عيني تعبيراً عن ضجري و ارهاقي بمجرد التفكير في الفوضى التي تنتظرنا بأذرع مفتوحة،،

_"ليس بالشيء الجديد علينا كارمن،،لطالما صاحبتنا المصائب أين ما ذهبنا،،خاصة بعد قرارنا قبل 5 سنوات،،تذكرين صحيح ،،"

_"بالتأكيد و كيف سأنسى،،كان أخطر و أصح قرار اتخذته ألبرت،،و حتى مع كل هذه الصعاب التي تواجهنا و ستواجهنا فأنا لم و لن أندم أبداً و لو لوهلة عن اتخاذ ذلك القرار"

ناظرني ألبرت لهنيهات قليلة مع ابتسامة خفيفة مرسومة على أطراف شفتاه،، ليتحدث بصوت خافت يتخلله بعض الحنين للماضي،،

_"مرت السنوات بسرعة الضوء كارمن،،،قد كبرنا اذا و أصبحنا ما أردنا يوما أن نكون "

مسحت بكفي خده و ذقنه الخفيف ثم ابتسمت بانتصار و ارادة ،،

_"نعم،،لقد فعلناها ألبرت ،،نجونا و سنحقق عن قريب ما نحن متعطشين له "

قبلني من جبهتي ثم سبح بنا إلى ذلك السلم الصغير في المسبح ،،لأتشبث بالحديدتين على جانبي السلم و صعدت خارجة من المسبح لتصفعني نسمات الصبح الباردة خاصة في فصل الشتاء فيقشعر بدني جراءها مسببة ظهور ابتسامتي السعيدة الواسعة،،

تبعني ألبرت و مشى من جانبي نحو منشفتي و خاصته المرمية على كرسي المسبح ثم قام بلفي بها حارصا على حمايتي من نسمات البرد،،

_"هيا اذهبي لغرفتك و تجهزي فلدينا الكثير من العمل اليوم عزيزتي،،،و أثناء ذلك ستكون قهوتك المعتادة جاهزة"

ابتسمت له ثم التفت متوجهة إلى غرفتي في الطابق الثاني كي استحم من مياه المسبح و أتجهز ليوم جديد من الخداع و التزييف،،،

انتهيت أخيرا من وضع اللمسات الأخيرة في مظهري لأرش على نفسي من عطري الفواح لأناظر محياي جيداً متفقدة أطراف أحمر الشفاه خاصتي بلون وردي غامق يميل إلى الأحمر ،،

حملت هاتفي و حقيبتي لأخرج من غرفتي قاصدة غرفة الجلوس لتناول الإفطار ،،ليمتلأ القصر بصوت طرقات كعبي و أنا انزل السلالم بهدوء فأجد الجميع على الطاولة و هم بمظهر لائق ما عدا ذلك الأشقر الذي لا يزال نائما و هو يضع رأسه فوق طبقه

ناظرني الجميع و هم يتفحصون مظهري الكلاسيكي حيث أرتدي بنطال أسود واسع لكنه ذيق عند الخصر،،مع بلوزة بيضاء أترك أول أزرارها مفتوحة بطريقة فوضوية وفوقها أرتدي معطف أسود كلاسيكي مربوط بحزام عند خصري مبرزاً ذيقه و فتنته،،مع كعب عالي بنفس اللون و أنا أفرد شعري بحرية بعد أن جعلته مجعداً قليلاً،،،

اتجهت إلى طاولة الطعام مستطيلة الشكل و طويلة بلون الثلج مزينة بالذهب ككل أثاث القصر حيث كان مقعدي فارغاً في مقدمة الطاولة يليه ألبرت على جانبي الأيمن و بجانبه تيريسا و مونيكا ثم سيباستيان و على جانبي الأيسر جلست أودري يليها إيدن ثم جيمس يجلس مقابل مونيكا و التي ابتسمت حتى ظهر صف أسنانها اللؤلئية عندما رأت وجهتي عندما تخطيت مقعدي و أنا أمر خلف ألبرت حتى وصلت إلى ذلك الأشقر الكسول ،،

ارتسمت ابتسامة خبيثة على محياي عندما وجدت فريستي جاهزة و تنتظرني للانقضاض عليها ،،

فلطالما كان سيباستيان شخصاً ليلي و لا يحب الصباح أبدا و يبغض الاستيقاظ باكراً،،و جراء هذا كانت لي عادات ماكرة في ايقاظه أو بالأحرى اخراج قلبه من مكانه ،،،

_"سبيس ،،انهض هيا"

_"اغربي عن وجهي ،،"

نظرت له بحاجب مرفوع ،،ثم ابتعدت عنه متحدثة بصوت هادىء و أنا أسير لمقعدي ،،

_"حسناً كما تريد،،لذا فلتنم و أنا سأتخلص من بعض السيارات لدي،،فقد سبق و أخبرني جيمس أن مرأبي قد امتلأ لذا سأتخلص من تلك السيارة الزرقاء تحديداً ،،لم أعد أحب اللون الأزرق"

بمجرد فراغي من كلامي سمع الجميع صوت صحنه و هو يرتطم بالأرض و كرسيه جراء قيامه الفوري
مخافة أن أطبق تهديدي ،،

_"أيتها اللعينة،،كيف تجرأين لقد قاطعتي حلمي حول الحصول على نساء لاتينيات على متن سيارتي لن أسامحك أبداً كارمن"

_"العفو عزيزي ،،يجب عليك شكري لأنني أخبرتك بما سأفعل بسيارتك ،،على عكس مونيكا التي أخفت عنك حقيقة أنها استعمرت صغيرتك الزرقاء عند غيابك ،،،أليس كذلك مونيكا!"

نظر الجميع اتجاه مونيكا التي تشنجت ابتسامتها الشامتة في سبيس لتفاجأها ابنة خالتها بغدرها لها
تباً على صداقة كهذه ،،،

_"هل لديك ما تعترفين به نيكا عزيزتي!!"

نطق سيباستيان وهو يرص على أسنانه جراء غضبه من فعلتها و اقترابها من صغيرته ،،

لتضحك مونيكا بتوتر و هي تلعب بقرط أذنها

_"حقاً لا أعلم عن ماذا تتحدثون ،،أنا بريئة صدقني سبيس لم أقترب منها مسافة 3 أمتار مثل ما وعدتك ،،أليس كذلك جيمس!!"

أشارت إلى جيمس بأعينها أن يستمر في كذبتها و يجاريها،،الا أن الخائن صديق الخائنة الأخرى رفع لها حاجبه و هو يتشمت بها و هو يخبرها بأعينه
لقد حذرتك و الآن ضاجعي نفسك بعيداً عني

لتلعنه و الجميع بأبشع الألفاظ،،ثم تلتفت ببطء إلى ذلك الأشقر الضخم أمامها

_"لا أصدق سبيس هل حقاً أنت تكذبني!!،،أنا حقاً لم أقترب من سيارتك"

_" اقسمي إذا،،"

علت ضحكة جيمس في القاعة جراء حديث سيباستيان و هو يرى مونيكا تعقد حاجبيها بانزعاج كون جميع أبواب التملص قد انسدت في وجهها فهي رغم ما تقوم به من أعمال غير شرعية إلا أن ايمانها لم يزعزعه شيء و لا تزال ترتاد الكنيسة كل أحد و تصلي كما أن عنقها لا يخلو أبدا من عقود الصليب الجميلة التي تزيدها إثارة،،و هذا ما يجعلها لا تستطيع القسم على شيء باطل و هذا تماما ما استغله سيباستيان بل الجميع يفعل،،

لذا نظرت له بابتسامة واسعة و هي تسحبه من ذراعه كي يجلس في مكانه الذي نظفه الخدم أثناء شجارهم،،و هي تعانقه بجانبية و تقبله من خده،،

_"عزيزي سيباستيان ما الذي تريده مقابل ذلك،،مع العلم أنني لم أسبب لها أية أضرار بل قد قمت بتنظيفها لك لقد أصبحت جديدة،،"

تحدثت بودية فهي تعلم أنه سيطلب شيئاً منها مقابل ما فعلته،،لذا ستتودد له حتى لا يطلب شيئاً قذراً مثله،،،

ناظرها بخبث ثم تنهد وهو يرجع خصلة من شعرها القصير وراء أذنها،،

_"أنت تعلمين مسبقاً ما سأطلبه مونيكا،،"

ابتعدت عنه بسرعة و هي تصرخ به،،

_"لا ،،لن أعيدها مرة أخرى سبيس،،أفضل حلق شعري على إعادة ذلك الإحراج و القرف مرة أخرى"

_"حسنا موني،،أنت أدرى"

نظرت له لتجده بدأ بالأكل تماماً مثل البقية الذين كانوا يتحدثون دون الاهتمام بهما،،
لتحرق كارمن بعينيها فهي السبب لقد باعتها دون مقابل حتى،لتبعد عينيها بسرعة عندما ناظرتها كارمن و هي ترفع حاجبها لها مع ابتسامتها العابثة تلك،،تباً إنها مستفزة،،،
تنهدت بقلة حيلة ثم أرجعت نظرها إلى ذلك الألماني الشرير و هي تشتمه،،

_"حسناً أنا موافقة،،لكن من المسكينة التي ستقع بين يديك هذه المرة!!،،"

_"أووه،،تقصدين سعيدة الحظ التي ستحصل على شرف لقائي أنا،،،و بخصوص من ستكون فصديقتك الفرنسية تلك ستفي بالغرض ،،"

بمجرد انتهاءه من حديثها قهقهت بصوت عالٍ تجعل منه يناظرها باستغراب و تساءل من سبب ضحكها هذا،،

_" ياإلاهي سيباستيان إنها مخطوبة ألم تجد أي فتاة أخرى!!"

_"و ما هي المشكلة في كونها مخطوبة!،،تعلمين تحدث الخيانة أحياناً "

_"بحق الإنجيل سيباستيان ،،هل أنت جاد!!مستحيل أن أفعل هذا ،،أبداً"

...

_"حسناً ،،لقد وافقت و ستكون في انتظارك في الوقت المحدد في المكان الذي تحدده أنت ،،قد أعطيتها رقمك و أخبرتها أنك لا تعلم بأي شيء مثل العادة ،،"

تحدثت مونيكا و هي تعود لمقعدها بعدما أنهت الإتصال مع صديقتها الفرنسية المخطوبة بالمناسبة التي وافقت على لقاء سيباستيان ،، كونها أخبرتها أنه يريد الحصول على بعض المرح و الليلة سيذهب إلى الكازينو في شمال المدينة لذا هذه فرصتها للحصول عليه داخل سريرها ،، كانت محرجة جداً و متقززة من نفسها وهي تحث تلك العاهرة على خيانة خطيبها ،، ستصلي طول الأحد القادم و ستتصدق للأيتام حتى يغفر لها الرب خطاياها ،،

_"جيد،،،شكراً حلوتي "

_"تباً لك سيباستيان أيها القذر ،،"

صفعت يده التي وضعها على كتفيها يعانقها ،،لتحمل شوكتها مباشرة في أكل فطورها إلا أنها لاحظت جيمس المقابل لها و هو يتحرك في مكانه بعدم راحة لينزع سترة طقمه الرسمي واضعاً إياها بالمقعد الفارغ بجانبه الأيسر ،،ثم يعود ليشرب كوب الماء دفعة واحدة لتتلاقى عيناهما فتعقد حاجبها و تهز رأسها بتساءل عن حالته لتشعر بعيناه تحرقانها في مكانها و عروق رقبته قد برزت و أحمرت ،،لتعرف أنه غاضب من شيء إلا أن ابن الساقطة قد تجاهلها و حول نظره إلى كارمن مركزاً في حديثها مع ألبرت و تيريسا حول العمل ،،تبا له فليذهب للجحيم هو و غضبه اللعين ،،

لا تهتم بلعنته ،، ذلك الفاسق ،،

لماذا الجميع مستفز في هذا المنزل!!!

...

نهضت كارمن من مكانها ليتبعها كل من ألبرت و جيمس ،،لتناظر أختها متحدثة ،،

_"ستذهبين مع إيدن في دراجته النارية أم أخبر السائق أن يوصلكما!!"

_"شكراً على السؤال كارمن ،،لكن سنذهب في دراجتي"

أجابها إيدن بهدوء و إحترام لتبتسم له و تقبل أختها ثم تتجه إلى الخارج و هي في وسط كلا من ألبرت و جيمس،،،

_"حسناً ،،كما تريدان"

إلا أنها توقفت تناظر أولئك الثلاثة الذين لا يزالون جالسين و يناظرون أطباقهم و كأنهم يرونهم لأول مرة في حياتهم ،،،

_"هل تنتظرون دعوة أم ماذا!!"

_"انظري كارمن أنا حقاً متعبة من السفر و لا أشعر بأطرافي لذا سأرتاح اليوم و غداً سأستأنف العمل بكل نشاط ،،"

تحدثت تيريسا بسرعة و هي تزيف ملامح الألم ،،
ليوافقها سيباستيان وهو يومىء برأسه قائلاً،،،

_"نعم هذا صحيح كارمن ،،لقد أنهكنا السفر كما أني لا أزال أتألم من ظهري بسبب ثور ما قام بدفعي البارحة ،،سأذهب اليوم إلى الطبيب فيبدو أن فقرات ظهري قد تنحت من مكانها ،،هذا ما أخبرتني به لويسا البارحة أثناء دلكها لظهري،"

رفعت كارمن حاجبها ثم نظرت نحو لويسا امرأة أربعينية تقف أمام الطاولة تنظفها رفقة بقية الخدم ،،تسألها بأعينها عن صحة كلامه لتومىء لويسا برأسها تنفي أقواله وهي تضحك بخفة ،،

_"لقد نست بالتأكيد ،،تعلمين كارمن إنها في سن حيث يصاب المرء فيه بالخرف"

بمجرد انتهاء سيباستيان من كلامه شعر بصفعة قوية ترتطم برقبته من قبل لويسا ،،تباً يبدو أنه هو من سيصاب بالخرف الآن و ليس هي ،،،

_"كيف تجرأ ،،أنا لا أزال في ريعان شبابي"

_"نعم،،هذا تماماً ما قاله جدي قبل أن يتوقف قلبه لشدة قدمه و صدأه"

أجابها إيدن بعبث و هو يغمز سيباستيان بمعنى قد جاءك الدعم إلا أن فرحته لم تدم عند رأيته لكأس زجاجي طائر متوجه مباشرة لوجهه الوسيم كي يشوهه،، لذا سرعان ما انحنى يحمي وجهه من الكأس ،،

_"تباً لكما أيها الوغدان ،،،اذهبا إلى الجحيم"

صرخت لويسا وهي ترمي سكيناً جهة سيباستيان الذي قام بامساكه سريعاً لتتجه بغضب نحو المطبخ وهي لا تزال تشتم الإثنين ،،،

_"تباً ،،كان هذا وشيكاً "

تحدث إيدن وهو يعود للجلوس في مقعده تحت قهقهات أودري عليه لتتكلم بصوت عالٍ حتى يصل إلى مسامع لويسا التي يستطيعون سماع شتائمها من هنا ،،

_" ضربة موفقة لويسا ،،لقد تحسنت مهارتك على التصويب"

لترد عليها لويسا بنفس النبرة و بصوت لطيف كأنها ليست نفس المرأة الغاضبة قبل لحظات ،،

_" هذا بفضلك صغيرتي ،،شكراً بالمناسبة"

كل هذه الفوضى حدثت تحت أنظار كارمن التي حمحمت ترجع اهتماهم لها ،،

_" خمس ثوانٍ و أجد ثلاثتكم أمامي"

_" و لكن ،،"

اعترضت مونيكا إلا أن صوت كارمن الحاد قاطعها،،

_" 5 ،، 4"

نطقت كارمن وهي تخرج من القصر رفقة ألبرت و جيمس اللذان كانا يتناقشان بجدية ،،

...

_"ها قد اتينا ،، ماذا سنفعل! "

أبصرتهم كارمن بجدية لتباشر املاء أوامرها عليهم،،

_" تيريسا أريد منكِ و سيباستيان أن تتفقدا أعمالنا هنا ،، أبلغ جورج عن مشكلة في نهب أموال الأسلحة و يقول أنه بحاجة إلى الدعم لذا ستكونان الدعم له ،،،لا أريد أن أخسر بنساً واحداً من الآن و صاعداً ،،فهمتما "

_"مفهوم سنحل المشكلة و كأنها لم تكن من قبل "

_"جيد ،، أما عنك مونيكا فقومي بتنظيم أعمالي القانونية و غطي عني في الإعلام ،، هناك عدة مهرجانات عليّ حضورها كي لا أجلب الشكوك بغيابي ،،لذا قومي بالإهتمام بكل شيء و أنت تعلمين الباقي أساساً "

_"أكيد ،، لا تقلقي من ناحيتي ستجدين كل شيء مثل ما تريدينه "

_"أعتمد عليك إذا مونيكا ،،"

_"ماذا عنا كارمن ماذا سنفعل "

تساءل جيمس و هو يشير لنفسه و ألبرت ،،

_" أنتما ستذهبان معي ،، لدينا بعض الأعمال سننهيها ثم سأبدأ بالخطوة الأولى "

_" هذا يعني أنك ستظهرين له!! "

تساءلت تيريسا و هي ترسم ملامح الجدية و التركيز على كلام الأخرى كحال جميع المتواجدين هنا ،،

_"نعم تيريسا أريد إتمام المهمة في أسرع ما يمكن ،، غير مسموح بأي تراخي سأتخلص منه قبل أن يصل إلى أودري "

_" هذا صحيح ،، لذا نحن ذاهبان الآن ،، تعلمين مسافة الطريق إلى القطاع السادس ،،"

تحدث سيباستيان وهو يعود خطوة الى الخلف ساحبا معه تيريسا ،،

_"انتبهوا على أنفسكم"

حذرهما ألبرت ليومآ له بتأكيد ،،

خرجت سياتهما السوداء المظللة من القصر ليسمع صوت المحرك الصاخب و آثار العجلات ،،

لتتبعهما مونيكا بسيارتها الخضراء اللامعة ،،

...

بمجرد جلوسها في المقاعد الخلفية للسيارة الرئاسية السوداء المظللة قامت بتشغيل لوحها الالكتروني مستأنفة العمل ،، حيث احتل جيمس المقعد بجانبها بينما يقابلها ألبرت ،،

_" إلى أين أذهب سيدتي!! "

نطق السائق و هو يقود السيارة مبتعداً عن القصر البلوري ،، و ما إن سمعت سؤاله حتى
توقفت حركة أصابعها على لوحها الالكتروني لترفع رأسها تناظره من المرآة الأمامية ،،

_" إلى المقر الرئيسي إيان"

_" حالاً سيدتي ،، "

⁦✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪

35 دقيقة،،35 دقيقة لعينة قد مرت و أنا أنتظر هنا في هذا الجوً القارص ،،

فُتح الباب لتظهر فتاة شابة حنطية البشرة تميل إلى السمار بشعر بلون البّن تتخلله بعض الخصلات الشقراء مع عينان بندقية لامعة و أنف مستقيم صغير و شفاه منتفخة أشهد على لذتها ،،

كانت ترتدي لباس الثانوية الخاص المتكون من تنورة قصيرة مخططة بلون البيج مع قميص أبيض أزراره مغلقة بالكامل فوقه قميص من صوف بدون أكمام قصير بني اللون،،مع معطف اللباس الثانوي بنفس لون التنورة وفوقه معطف بني ينتهي مع نهاية تنورتها،،جوارب طويلة بيضاء مع حذاء كلاسيكي لطيف بنفس لون المعطف،،

شعرها الطويل محكم في كعكة مبعثرة أسفل رأسها بملقط شعر بني و بعض خصلاتها مبعثرة على وجهها الجميل،، حيث احمر أنفها و خداها جراء الهواء البارد في الصباح ،،

نزلت درجات منزلها ببطء وهي تحمل في احدى يداها هاتفها و الأخرى حقيبتها المدرسية لتمر من جانبه متجاهلة ذلك الشاب الذي قضى الأربعين دقيقة الفائتة وهو في انتظارها ،،

حسناً ما الذي يحدث هنا ،،

_" حسناً ،، يبدو أن أمنياتي عندما كنت صغيراً قد تحققت و امتلكت قوى خارقة تجعلني غير مرئي ،،،أليس كذلك!!"

تحدث كلاي وهو يسير بجانبها منتظراً تفسيراً لتجاهلها له ،،الا أنها استمرت في تجاهله ،،لتضع سماعات البلوتوث خاصتها غير آبهةٍ به ،،

_" ما خطبك يا رجل ،، هلا توقفت عن ازعاجي"

صرخت به سمانثا وهي تدفعه من صدره بيديها المتجمدتين كونه سحب سماعاتها بقوة و وضعهم في جيبه ،،

_" ما خطبي أنا!! ،، بل ما مشكلتكي أنتِ ،، تتجاهلينني منذ الصباح هل تشاجرنا في أحلامكي أم ماذا !! "

_" لا لم نتشاجر في أحلامي ،، لماذا قد أحلم بشخص مثلك مثلاً !! "

_" شخص مثلي!! ،، يا إلهي سمانثا هل اقتربت دورتك أم ماذا ،، أخبريني كي أهيء نفسي "

_" أووه ،، دورتي إذا !،، لماذا تظن أن المشكل في أنا و ليس فيك أنت ها "

تنفس كلاي بقوة وهو يمسح على وجهه ليهدىء من نفسه لأنه يعلم أن غضب سمانثا أصعب من عذاب القبر ،، و اشتعاله لن يفيده بشيء بل سيزيد الوضع حدة لذا هدأ نفسه ثم نظر لها بلطف متساءل ،،

_" حسناً ،، إنه ليس خطأك بل خطئي أنا و لكني لا أتذكر أين أخطأت لذا هلا أخبرتني لأصحح خطئي طبعاً ،، "

_" و لا تتذكر خطأك أيضا ،، أحسنت كلاي استمر هكذا ،، و الآن اذهب لا أظن أنك ستحب مرافقة نسوية مثلي تأخذ أخطاء الرجال سابقاً كذريعة من أجل الإساءة إليهم الآن ،، خبيثة ،، غير متفهمة ،، ثرثارة ،، مزعجة ،،، هل أكمل العد سيد بيرسفورد"

أووه،، إنه في مأزق حقاً،،كيف له أن يكون بهذا الغباء و يشتمها في لحظة غضب بسبب رفاقه تبا لهم أين هم الآن عندما يحتاجهم ،،

_" انظري سام ،، أنا حقاً لم أعني شيئاً مما قلته أمس كانت لحظة غضب فقط و أنا أعتذر بصدق لننسى ما حدث حلوتي ،، حسناً"

_" و اعتذارك مرفوض ،، لن أسامحك بسهولة هذا يعني أنك كلما غضبت ستأتي و تسيء إليّ ،، لم تحزر أبداً ،، و الآن سأذهب و لا تتبعني و إلا واجه وجهك قبضتي،، صديق سيء"

نطقت بغضب وهي تتحرك بعيداً عنه متخذة طريقها إلى الثانوية،، فقد اتفقت و الفتيات أن لا يسامحنهم على اسائتهم لهن يجب على الأصدقاء احترام بعضهم أيضاً ،، على عكس الأوغاد الذين يصادقونهن

_" لا تظنين أنني سأترككي تذهبين بمفردك في هذا الجو أليس كذلك!! "

أوقفها عن الإبتعاد و هو يحكم امساك رسغها لتلتفت له مناظرة إياه بضجر،،

_" لا أظن ذلك كلاي،، بل ذلك ما سيحدث لذا اختصاراً لكل ما سيحدث والذي بالمناسبة لا أريده أن يحدث كوني أخذ بالإعتبار كونك لا تزال مصاب لذا أفلتني،،هيا "

_" لا لن أفعل،، إن أردت الذهاب من دوني فعليك افقادي الوعيّ و الذهاب لوحدك،،،و بما أنك لن تفرطي بصديق عمرك لذا لنختصر الأمور سمانثا"

تكلم بعبث و ابتسامة واسعة مرسومة على شفتيه الرقيقة،،و عينيه السوداء الواسعة المغلفة بجدران من الرموش الكثيفة ،،حاجبيه الغليضان السوداوان و أنفه المستقيم ،،تباً لا تستطيع التفريط بهذا الوسيم حقاً ،، أثناء تحديقها بملامحه الوسيمة كان كلاي هو الآخر يناظر هيئتها ليلاحظ يديها التي ترتجف من برودة الجوّ و شفاهها التي بدأت بالإزرقاق و أسنانها تصطك ببعضها البعض،،

ليضع يده على ظهرها يسير و إياها مستمرين في طريقهم إلى الثانوية لوحدهما ،، فبعد الجرائم التي حدثت في شيكاغو انتشر الرعب بين أهالي المدينة لتخلو الشوارع و يحتمي الجميع في بيوتهم سوى من يملك سيارة فلا بأس له من الخروج ما دامه ليس في خطر مثلما يكون و هو أعزل في الشارع ،،
كما تم تقليص وقت الدوام في العمل و الدراسة لتجنب بقاء القاصرين لوقت متأخر ،،

إلا أن اليوم و بالخصوص شوارع شيكاغو فارغة أكثر من اليومين السابقين كون الجوّ اليوم ضبابي بشدة يكادون لا يرون الطريق أمامهم ،،يبدو أن عاصفة في طريقها إليهم ،،

و أثناء سيرهما الحذر شعرت سمانثا بيد تمسك حقيبتها و تنتشلها من يدها لتنظر إلى كلاي الذي وضعها على كتفيه من جهة بطنه ليبدو كأنه امرأة حامل ،،، و حقيبته تحتل ظهره ثم ينزع وشاحه الملتف حول عنقه ليلفه حول عنقها حتى أنفها تكاد تظهر أعينها فقط ،،

_" لطالما أخبرتك أن ترتدي وشاحك و قفازاتك إلا أنك ستظلين مستهترة بصحتك ،، انظري إلى نفسك كيف ترتعشين الآن ،،"

_" كله بسببك لقد اخترته بألوان قوس قزح ،،بعيداً عن ازعاج الجميع لي بقولهم أنني مثلية إلا أنه لا يتلائم مع ملابسي ،،"

_" فليذهبوا للجحيم ،، إن أزعجك أحد آخر فقط أخبريني و س،،،"

_" ما الذي ستفعله !!"

تحدث و هو لا يزال يضبط وشاحه حولها باحكام حارصاً على عدم دلوف الهواء البارد إلى جسدها ،،لتقاطعه وهي تقرب وجهها من وجهه أكثر و ابتسامة عالية و فضولية تحتل فاهها ،،
ليضحك بخفة على طباعها و يرجع خصلة من شعرها الطويل خلف أذنها ،،

_" سوف أبرحه ضرباً و أرغمه على مضاجعة بني جنسه ليعلم من الشاذ منكما ،،"

_" همم ،، مثير للإهتمام ،، و ماذا إن كانت فتاة!! "

_" حسناً ،، لن يشكل ذلك فرقاً بالنسبة لي فمن يزعجك ستحل عليه لعنتي مهما كان جنسه "

_" ربما قد أغير رأيي فيك ،، أنت صديق جيد بعد كل شيء "

قهقه بمرح على تعليقها ،، ليرد عليها بخبث ،،

_" ربما لا تعلمين هذا و لكن سأخبرك على أي حال ،، "

_" ماذا !! "

رفعت سمانثا حاجبها له بتساءل و هي تبتسم بشقاوة لملاحظتها الخبث على ملامحه ،،

_" أنا جيد في عدة أشياء أخرى لا تعلمينها ،، لكن إن أردت تجربتها فسيكون ذلك مثيراً جداً حلوتي"

_" أوووه،، لا تنادني حلوتي يا رجل"

تحدثت بصراخ وهي تدفعه من كتفيه عندما استنبطت معاني كلماته الخبيثة تحت قهقهاته الرجولية التي أحدثت صداً في الشارع الخالي،،،

أكملوا سيرهم وسط حديثهم الشيق و الجدي أحياناً و هم يتساءلون عن ماذا سيحدث اليوم في اجتماعهم مع كارمن ،، إلا أن قاطع حديث سمانثا شعورها بيد كلاي التي أحكمت شدّ يديها الإثنتان بين يديه الكبيرتان الدافئتان ليدلكهما و ينفخ عليهما أنفاسه الحارة بغية بث بعض الدفىء لهما و ايقاف ارتجافهما و بعد لحظات و عند شعوره بتوقف ارتجاف كفيها وضع إحداهما في جيب معطفها بينما الأخرى احتفظ بها بين كفه ليدخلها في جيب معطفه مع خاصته،،،

_" إذا استمريت هكذا فسأسامحك بسرعة الضوء يا رجل،، دعني أصمد على موقفي قليلاً "

_" هذا ما أريده حلوتي ،، كما أني أخبرتك لن تجدي صديقاً جيداً بقدري أبداً "

_" حسناً ،، يمكن أن تكون محقاً في هذا قليييلاً "

_" قليلاً!!! ،، أيتها الناكرة للجميل "

قهقهت على ردة فعله لتعانق مرفقه و تتكىء برأسها على كتفه متحدثة وسط ضحكها،،،

_" أمزح فقط،،، أنت أفضل صديق لي كلاي من بعد أودري طبعاً"

_" نعم بالتأكيد ،، "

تحدث بملل لتزيد حدة قهقهاتها مما جعل ابتسامة صادقة تظهر على محياه ،،، ثوان ليشعر بها تفلته و تركض لترتمي في أحضان أودري التي كانت تجلس مع إيدن مائلين على دراجته النارية السوداء عند عتبة الثانوية ،، لينظم لهم مرحبين ببعضهم البعض في انتظار البقية حتى تكتمل المجموعة ،،،

˖˖✧⁠*✧⁠*✧⁠*✧⁠*✧⁠*˖˖

_" هل أنت متأكد !! "

سألت كارمن رجلها المسؤول عن جمع الإيتاوات من تجار المخدرات،، الأسلحة و حتى النبيذ بأنواعه ،، كل الأشياء التي يتم تهريبها من الخارج مقابل الحماية المطلقة التي توفرها لهم،،

_" نعم زعيمة،، كل شيء نظيف و تم إيداع المبالغ و وضعها في مكانها "

_" جيد ،، لا أريد أيّ أخطاء فيكتور ،، أين سايمون بالمناسبة!! ، لقد تم إعلامي بما حدث مع شركات البناء أخبره أن يتوقف عن كونه عاطفياً و يتعامل معهم كفرد من عصابتي بسلاحه إن رفضوا المفاوضات "

ابتسم فيكتور عندما استمع لأوامرها ،، لطالما كانت هكذا لا تعطي فرصة ثانية و تستخدم السلاح كأسلوب اقناع إن لم يقتنع الطرف الآخر بحديثها اللطيف من أول مرة ،، ليحمحم مباشراً في شرح موقف صديقه لها ،،

_" في الحقيقة ،، لم يرد قتله كونه خشيّ تسبيب مشاكل في أعمالنا مع شركات البناء كونكي لم تكوني في البلد و لم يستطع التواصل معكي"

همهمت له بهدوء فهي أدرى بعناد أولئك الحثالة فقد سبق و تعاملت معهم،، إلا أنها لم تواجه معهم مشاكل مرة أخرى منذ أول مرة حين قررت زيادة الفائدة التي تحصل عليها منهم من 40% إلى 50%
لكنهم رفضوا فلم تعطهم فرصة للتفكير و كانت حرائق مهيبة قد أشعلت في مشاريعهم حديثة البناء و مادة عملهم قد نهبت،، فاضطروا إلى التضرع من أجل الصلح و وافقوا على صفقتها و التي ضاعفتها لتحصل على 60% من فائدتهم جراء اغضابهم لها،،

_ شركات البناء و العقارات في كل من شيكاغو ،،دالاس ،،إنديانابوليس،،و نيويورك
تابعة إليها ،،، جراء الأزمة الاقتصادية في أمريكا و في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الفائتة تأثرت البورصة و سوق الأموال فنتج عن ذلك انخفاض سعر أسهم جميع الشركات الناشئة خاصة ،، فلجأت أغلب الشركات إلى كسب الأموال بطرق غير شرعية،،و كانت شركات البناء و العقارات أحد تلك الشركات لكن شركات البناء و العقارات كانت أكثرها نفعاً بالنسبة إلى كارمن
حيث لجئوا إليها كي تمولهم بأموال من أجل الاستمرار في أعمالهم مقابل حصولها على حصة من ربحهم و عندما تستعيد الشركات نفوذها و تستقر أحوالها سيسددون أقساطهم لها ،،،

لقد كانت صفقة مربحة بشكل هائل و تعاملت كارمن معها على أنها استثمار و قد عاد إليها بفائدة طائلة،،،
و بهذا تستولي على قطاع البناء و العقارات و تظمه إلى ظلالها،،ظلال المافيا ،،

_" لهذا جعلت لكم رقم الطوارىء فيكتور ،، إن أراد استشارتي فكان عليه الوصول إلي بأية طريقة حتى لو اضطر إلى الطيران بين القارات ،، و استخدام رقم الطوارىء لا شيء أمام عدة طرق أخرى ،، لا أصدق كيف وظفت أحمقان مثلكما و وافقت على انظمامكما إلي ،،"

تكلمت بصوت هادىء لكنه لاذع في نفس الوقت مما جعل الآخر يحمحم باحراج لعدم تفكيره باستخدام رقم الطوارىء ،،تبا له ،،

_" قد أراعي سايمون من غباءه المفاجىء كونه تناسب مع عائلة روتشيلد حفنة الحمقى تلك ،، لكن أنت فيكتور ما هو عذرك!! "

_" أعتذر قائدة ،، لم أفكر في ذلك لكنني أخبرته أن يهددهم بأن يصمتوا على أن نسحب تمويلنا لهم و قد كان ردهم إيجابياً "

_" حسناً هذا يغفر لك خطأك ،، أحسنت فيكتور ساتصل بك عندما احتاجك ،، يمكنك الانصراف "

_" بالتأكيد قائدة سأكون في الخدمة "

توقفت عن تفقدها لتدريب رجالها و تحميل الأسلحة و حمولات المخدرات لتسرحه من أجل إتمام أعماله الأخرى ،، و تكمل دورتها لوحدها ،،

كان المقر الرئيسي عبارة عن سوق تجاري كبير و مشهور في المدينة يحتوي على عدة متاجر للألبسة و الطعام،،مؤسسات تعليمية للرقص و الغناء و لتعليم اللغات،، مطاعم،،سينما،،ألعاب للأطفال،،متاجر لبيع الالكترونيات و أندية رياضية،، حرفياً كان سوقاً يحتوي على كل شيء و ليس سوقاً للبيع فقط،،

حسناً هذا بالتأكيد ليس مقر مافيا ،،
إنما المقر كان ما يكمن تحت السوق التجاري ،، حيث يتم النزول إلى السرداب أو المقر عبر مصعد الطوارىء ،، حيث نجد الطابق الأول و هو طابق كامل خاص بالأجهزة الذكية و أجهزة تعقب ،،كل شيء متطور يستخدم في القرصنة و المراقبة و الحماية القسوى كما يتم التجارة بالعملات الإلكترونية و اختراع برمجات جديدة و هذا هو سلاح المافيا الجديد للإفلات من الرقابة باستعمال العملات المشفرة ،،الطابق الثاني و هو طابق خاص بتدريبات الرجال من قتال و تدرب على التصويب و الاغتيال ،،التعذيب و التقنيص ببساطة هو مكان لتجنيد و صناعة وحوش كاسرة و ذات ولاء للمافيا،، الطابق الثالث و هو الخاص بجميع المهربات من أسلحة ،، مخدرات ،،و أدوية و يتم تنظيمها و حفظها هناك ثم تتم التجارة بها ،، و الطابق الرابع و هو الأهم هناك طابق متعدد المخابر حيث يختص الكيميائيون في اختراع أنواع جديدة من المخدرات و الأدوية كما يتم تصنيع الأسلحة النووية في مخابر عالية الدقة ، الحماية و التطور ،،

لقد كان عالماً جديداً من التقدم و العلم لكن بشكل غير قانوني ،،،

و كل هذا متواجد أسفل الأرض مخفي عن الأنظار في عمق ظلال المافيا ،،

أكملت تفقدها لسيرورة أعمالها و أنهت الأعمال التي أتت من أجلها لتتوجه إلى مكتبها في الطابق العلوي ،،

ولجت لمكتبها محكمة اغلاق بابه لتجلس على مقعدها الجلدي البني الذي تناسق مع مكتبها المصنوع من الخشب العتيق ،،

فتحت درج مكتبها لتجد عدة هواتف منظمة في صناديق زجاجية واجهتها مرسوم عليها اسم كل هاتف و في ماذا تستعمله ،،

لتتجه يدها إلى هاتف مكتوب على صندوقه
٫٫أعمالي القانونية ،،

لتأخذه دالفة إلى جهة الإتصال و تدون رقم هاتف غير مسجل عندها سابقاً ،،

ثلاث رنات ليأتيها صوت رجولي ثخن يرد بنبرة متسائلة عن هوية المتصل ،،

_" من معي !!"

_" مرحباً سيد كورالت ،، معك فانيسا دافيس "

تكلمت كارمن بصوت جاد و هي تتقمص شخصية رائدة الأعمال المشهورة في كل بقاع الولايات المتحدة ،، لنقل أنها القناع الرئيسي من عدة أقنعة تملكها ،،

_" أنسة دافيس!! ،، هل لي أن أعلم ما شرف اتصالك بي! "

رد عليها بفضول يوحي بحيرته من مكالمتها له ،،

_" حسناً بما أني رائدة أعمال كحالك ،، فلن يكون هناك سبب آخر لإتصالي بك غير العمل سيد كورالت "

أجابت و هي تقلب عينيها على سؤاله الأحمق بنظرها ،،

_" بالتأكيد ،، و لكن ما يثير اهتمامي هو لماذا اسمع منك شخصياً عوضا عن مساعدي! "

أووه ،، نعم هو محق هنا لما تتصل به شخصياً عوضا عن توكيل مساعدتها بمهاتفة مساعده و هو سيخبره،،و في هاتفه الشخصي غير المخصص للأعمال أيضاً ،، بعيداً عن تساءله من أين وجدت رقم هاتفه الشخصي ،، فهو لن يضيع فرصة محادثة حسناء أمريكا التي أتت إليه على طبق من ذهب ،،،

_" لنقل أنه عمل خاص و أريد مناقشته معك شخصياً عوض مساعدينا "

_" عمل خاص!! ،، مثل ماذا آنسة دافيس "

تحدث و هو يتلاعب بقلمه في يده متكئاً بظهره على كرسيه براحة و ابتسامة واسعة مرسومة على ثغره ،،

_" ستعلم عندما نلتقي سيد كورالت ،، إذا غدا على الثامنة مساءً ! "

خدش ذقنه و هو يبتسم بعبث على جرأتها و وقاحتها بنبالة ،،، تباً أول امرأة تقوم بأمره و ليس العكس ،،،

_" يلائمني آنسة دافيس ،، و الموقع!"

_" سيصلك في رسالة ،،، اذا أراك غدا "

_" أراكي غداً آنسة دافيس،، "

مثيرة للإهتمام،،،

أبعد هاتفه عن أذنه و هو يقهقه و يبتسم كالمختل بعد أن أغلقت الخط في وجهه ،، إنها شيء ما حتماً ،،

تباً منذ زمن طويل لم يضحك بسبب امرأة،، لكن على ما يبدو أن هذه الحسناء سيدة الإستثناءات،،،

_" من المتصل ؟ "

نظر كونراد إلى المتساءل ليجد صديقه قد عاد ،، فعند اقباله على الخروج من مكتبه قبل قليل مخبراً إياه أنه سيحل شيئاً سريعاً و يعود رن هاتفه برقم غير مسجل مما جعل الإثنان يشعران بالفضول من هوية المتصل ،،

نظر إلى هاتفه الموضوع فوق طاولة مكتبه لثوانٍ ثم أعاد ناظريه إلى صديقه قائلاً ،،

_" لا أحد ،، إنه تشارلي فقط "

نظر له إرينستو بهدوء لثوانٍ ثم أومىء له إلا أنه يعلم أن كونراد يكذب عليه فلعقه لشفاهه حركة يفعلها عندما يكذب فقط ،،

إلا أنه أكمل اجتماعه مع صديقه و شيء واحد يلعب في رأسه و هي من تكون هوية المتصل حتى يتطرق صديقه للكذب عليه بشأنه ،،

☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯

ثلاث دقاتٍ على باب مكتبه أعلمته أن أجوبة تساءلاته قد وصلت ،،،

_" أدخل ،، "

سمح للطارق بالولوج و هو يستريح في جلسته متكأً بظهره على كرسي مكتبه الجلدي و هو يُرخي ربطة عنقه مستعداً لسماع ما جاء يده اليمنى به من أخبار ،،

ليلج مايكل إلى لُب مكتبه حاملاً بيده ملفاً أسودا ليضعه على سطح مكتب رئيسه و يبدأ حديثه بصوت هادىء و رزين ،،

_" إنها إمرأة سيدي ،،، تدعى فانيسا دافيس من أصول أمريكية أصيلة ،،يتيمة الوالدين حيث نشأت في ميتم في ضواحي لوس أنجلوس،،عند بلوغها السن القانوني تم تسريحها منه لتظهر قبل 3 سنوات كأصغر رائدة أعمال في الولايات و منذ ذلك الحين قد اشتهرت و حصدت عدة جوائز و ثروات كما أنها معروفة جداً سيدي بلقب الأميرة الذهبية أو حسناء أمريكا،،ملفها نظيف و لا شيء غريب حولها،، كل التفاصيل حولها موجودة في الملف مصحوبة بصورة لها"

أخبره بكل ما يعلمه حولها و هو لا يزال متعجباً من عدم معرفته لها ،، كون لا أحد يعيش في الولايات المتحدة و غير واقع لسحر حسناء أمريكا
فانيسا دافيس ،،

_" شكراً لك مايكل على جهدك ،، يمكنك الذهاب "

تحدث إرينستو بهدوء و هو لا يزال يتفحص ذلك الملف الأسود بين كفيه ،، ليومىء له مايكل باحترام و يترك المكتب لإكمال أعماله ،،

أمسك إرينستو بصورة فانيسا ليدقق في ملامحها الساحرة و الخطيرة ثم يبتسم بجانبية ،،

_" يبدو أنك قد بدأت اللعب و الكرة بحوزتك ،، إلا أنك نسيتي أنكي داخل ملعبي ،،"

فمنذ خروجه من مكتب صديقه و هو يفكر بهوية المتصل و سبب كذب هذا الأخير عليه ،،

لذا أمر يده اليمنى بالبحث في الأمر و إيجاد هوية المتصل ليجد أنها فانيسا دافيس ،،

و هو يعتقد أنه يعلم سبب اتصالها بكونراد ،،

_" سيكون اللعب معكي ممتعاً ،، حسناء أمريكا "

،

،

،

⁦✧✧⁩⁦✧✧⁩⁦✧✧⁩⁦✧✧⁩⁦✧✧⁩⁦✧✧⁩

بينما عند كارمن التي أنهت أعمالها الورقية لتنظر إلى ساعة معصمها فتجدها الثالثة بعد الظهيرة لتقوم بحمل حقيبتها و هاتفها متجهة إلى المصعد من أجل الخروج من المقر ،،

صعدت المصعد لتضغط على سهم متجه إلى الأعلى ليصعد بها المصعد فتخرج من مصعد الطوارىء في طابق المطاعم لتتجه للمقهى و تحصل على قهوتها فيستحيل أن تكمل يومها باتزان دون شرب قهوتها المثلجة في عشية اليوم حتى ولو كانت في وسط عاصفة فستحتي قهوتها المثلجة ،،

خرجت من المقهى حاملة كوب قهوتها لتصعد إلى المصعد مجدداً إلا أنه هذه المرة مصعد مخصص للشخصيات المهمة و ليس مصعد الطوارىء،،
ضغطت على زر المرأب لتنزل و تذهب إلى سيارتها المركونة هناك محاصرة بسيارات حراسها،،

فتحت باب السيارة الخلفي بنفسها بعد أن أشارت للسائق بعدم النزول،، لتجلس في مكانها مغمضة أعينها تستريح بصوت الهدوء مع طعم قهوتها ،،

انطلق السائق في طريقه بعدما أخبرته بوجهتها يتبعهم سيارات الحراس ،،

وصلت إلى وجهتها لتفتح بوابات السيارات و يحاوطونها رجالها من كل اتجاه ،،

نزلت بعد أن فتح لها الحارس الباب لتنظم شعرها الطويل ،، و تقرع بحذائها على طول الطريق الحجري المحاط بالعشب ،، عبرت تلك البوابة الحديدية الكبيرة المكتوب عليها ٫٫ مقبرة ،،

استمرت بالسير إلى أن وصلت إلى مبتغاها ،،

لتجد تسعة قبور متجاورة ،، قبرين متجاورين مكتوب على شاهدهما السيد ثيودور و السيدة فرانسيس فرانكلين ،،

ثم قبرين متجاورين مكتوب على شاهدهما السيد سايمون و السيدة روزالين فرانكلين ،،

بجوارهما قبر وحيد مكتوب عليه السيد جود فرانكلين ،،

ثم قبرين آخرين متجاورين مكتوب عليهما السيد ديفيد و السيدة فيكتوريا فرانكلين ،،

و في الاخير قبر آخر مكتوب عليه الآنسة كارمن فرانكلين ،،

وقفت تناظر قبرها و اسمها المنقوش على شاهدها مع معلوماتها الشخصية ،،

لتناظر قبر عائلتها التي كانوا أحياءً في يوم من الأيام ،، دمعة وحيدة نزلت على طول خدها و هي تناظر قبر جديها و عمها و زوجته ثم قبر ابن عمها و صديق طفولتها ،،

لكن كل مشاعر الحزن التي استوطنت فؤادها قد تجمدت فور وقوع بصرها على قبر والديها ،، بل كوابيسها ،، تجمدت مشاعرها للتحول إلى إلى غضب و حقد و لهفة للثأر ،، تغلغلت في أعماق قلبها و استولت عليه تجعله قاسياً كالحجارة ،،

تقدمت لقبر جديها ملامسة اياهما ثم فعلت المثل مع قبور عمها و زوجته و ابنهما ،،

_" اشتقت لكم ،، كثيراً"

همست لعائلتها الدافئة التي غمرتها بالحب و الحنان حيث كانت مدللة جديها و اعتبرتها زوجة عمها ابنتها التي لم تنجبها و كذلك فعل عمها ،،

على غرار والديها البيولوجيين كان عمها و زوجته المعنى الحقيقي للوالدين و علماها معنى الحب و العاطفة و أهمية العائلة ،،

تشتاقهم بشدة و تتعذب كل يوم لفراقهم ،، و لهذا قد عزمت على أخذ الثأر و الانتقام من قاتلهم ،،

ابتعدت عن قبر ابن عمها لتقف أمام قبر والديها ،،

لتنحني بالقرب منهما و تهمس بصوت حاقد ،،

_" أتمنى أنكما بخير في الجحيم ،، "

_" لقد حدث ما أردتماه ،، لم يحصل جود على الحكم ،، لم يحصل عليه أحد ،، لأنه لم يعد هناك ما يُحكم ،، لقد دمرتما كل شيء بطمعكما و أنانيتكما ،،بسبكما لم يعد هناك شيء يسمى آل فرانكلين ،، لقد دمرتما حكمنا و نفوذنا
فلتحترقا في الجحيم والداي "

أنهت حديثها مستقيمة لتخطو مبتعدة لكنها توقفت عند قبرها تناظر اسمها ،،

_" لقد قتلوكي كارمن ،، أنتِ توفيتي في ذلك اليوم لقد أحرقوكي و من رمادك نهضت أنا "

رفعت ناظرها من على قبرها ،، لتشعل سيجارة مرتشفة سمومها بانتشاء ،،

بعد لحظات من الهدوء جالت ببصرها محيطها الخالي سوى من أرواح الأموات المنسية ،، لتتوقف حدقتيها في ركن حيث الغابة و الأشجار الكثيفة و الطويلة تمنع الابصار من خلالها ،،

لترفع يدها التي تحمل سيجارتها و كأنها ترفع النخب ،،

عندها رأت أوراق الأشجار تبتعد ليظهر لها رجل ضخم الهيئة يرتدي الأسود من رأسه حتى أخمص أقدامه ،، ملثم بقناع كحلي و على رأسه قبعة تخفي وجهه عن الأنظار ،،

ليقف مقابل لها كلاهما يحدق في الآخر و يدقق فيه ينتظران من منهما يهجم أولاً،،

إلا أن ذلك لم يحدث عندما استقام الرجل الملثم في وقفته ليرفع قبعته و يعيد وضعها كنوع من التحية
و ذلك كان رده على حركتها سابقاً ،،

ليوليها ظهره و يبتعد وسط الأشجار و الأعشاب ،،

ابتسمت باتساع و هي متعجبة من أمر ذلك الغريب ،،

_" يوم غريب "

تحدثت لتدعس على سيجارتها و تلتف ذاهبة من المقبرة ثم من المكان بأكمله ،،

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

The End Of The Part >>

⁦☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯☯

يا مرحباً 🤍✨😭

في حدا لسا مستيقظ ؟؟

وحشتوني كثير 💞🤗.

كيفكم مع العطلة ؟؟

أنا شخصياً أشعر بالحرية أخيراً 💖😭

عنوان البارت ؟؟

حمسكم و لا لا ؟؟


آسفة على الغيبة بس ظروووف و الله ⁦༎ຶ⁠‿⁠༎ຶ⁩

البارت كان عن كارمن حبيبتي خصوصاً و عرفنا عن عملها الغير قانوني قليلا ،، فلا يزال الباقي أعظم ،،

شو رايكم بالمقر الرئيسي ؟؟🔥🔥

أودري و إيدن فهذا البارت 😭😭

فراشات 🦋✨

صداقتهم فريدة و مميزة و سنرى سبب تعلقهم ببعضهم البعض فالفصول القادمة 💓

سيباستيان و خرجاتو 😂😭✨✨

هو شخص إيجابي و sunshine فالرباعي خاصتهم 💛💛

مونيكا 😩💖💖

أنا حرفياً فالحب معها و هالتها و شخصيتها و شعرها 😭😭

جيمس حبيبي 🪐🪐😭

سبب غضبه ؟؟؟👀🙊

كونراد كورالت زعيم المافيا الي سرقتهم أودري 😩💥🤤

شو رايكم بخصوصه ؟!👀🤔

و اتصال كارمن به!! ماذا تتوقعون عن لقاءهم 😉🤫🤭

شخصية كارمن الثانية فانيسا دافيس!💥🤤💓😭

و أخيراً إرينستو بوفير 😭😭😭

شو تتوقعون عنه ؟؟

و حديثه فمكتبه حول فانيسا ؟؟؟

هذا و بس حبايبي 💓💓

آرائكم تهمني سووو 💖💖

لاتبخلوا علي بتحليلاتكم و ارائكم حول الرواية و الشخصيات و الأحداث ،،،🤗💞💕

زوروا حسابي على الانستغرام للتواصل معي و لرأية كل جديد حول الرواية ،، كما أني نشرت هناك بوستات توضيحية لشكل الشخصيات و فايبهم مع الموسيقى التي تمثلهم ،،

حسابي على الانستغرام:

X0_raisa_0X

تجدون رابطه فحسابي على الواتباد فاللينك المثبت 💕💕

نلتقي فالفصل الخامس من رواية العاقبة إن كنا من الأحياء 💓💓

ملابس كارمن فالفصل 💖🪐

Classic Lady 💘💘

Vibe OdrY and EdeN in this chapter>>

Love you my Dark Angels 💖💖

في لامان 💓💓

_RaisA_

Continue Reading

You'll Also Like

113K 8.4K 18
عائلة دافئة فتاة تتمنى ان تعيش بسلام مع والديها واختها وسط حبهم وحنانهم وتحقيق امنياتها واسعادهم ولاكن هناك من يخالف هاذا الرئي .......
953 57 4
لا أحد علم بهويته،،، لمدة تسع سنوات و منذ ظهوره الأول لا أحد علم عنه شيئا، أباد واحدة من أقوى العائلات في إسبانيا كلها و كان ذلك أول ظهور له بالعالم...
1K 65 5
ماذا لو كان البشر يعيشون في غابة معتمة... أشجار عملاقة وأوراق تغطي أي نور قد يصل لهم، أرض موحلة، نيران تأكل أغصان تلك الأشجار يتغذون على الحقد والدما...
79.6K 4.7K 14
"للحقِيقة عدّة وجوه..و أنا مستعدّة لإكتشافها جميعا" حينَ تحصُل عمليّة أنتحار في ثانوية مارتنِيز العريقَة حيثُ تموتُ أختِي التوأم و تَرمَى الأتهامات ف...