بارانويا | «جُنون الإرتياب» (...

By Ahlam_ELsayed

6K 422 2.2K

مُنذ الصِغر ونحنُ نعلم جيداً أن الخطان المتوازيان لا يلتقِيان أبداً ، فـ هل مِن المُمكن أن تتغير تِلك القاعِد... More

♡ إقتباس ♡
الفصل الثاني : إضطِراب
الفصل الثالث : حادِثة صُدفة
الفصل الرابع : غريبًٌ مُصاب
الفصل الأول : البداية
الفصل الخامس : الجانِب الأخر للجميع.
الفصل السادس : هروب.
الفصل الثامن : ليلى تكلمَت.
الفصل السابع : أجواء غير مُعتادة.
الفصل التاسع : كوثر تقلق.
الفصل العاشر : نِزاعات وتغيُرات
الفصل الحادي عشر : شِجارين في آنٍ واحِد
الفصل الثاني عشر : غُموض بين السُطور
الفصل الثالث عشر : بداية البداية
إعتذار بسيط♥ملحوظة الإعتذار قديم
الفصل الرابع عشر : خارِج عن المألوف.
الفصل الخامس عشر : شعور مُختلِف
الفصل السادس عشر : التهور والإندفاع
الفصل السابع عشر : تجمُع عائِلي
الفصل الثامن عشر : فضول أم شفقة.
الفصل التاسع عشر : عاد لـ ينتقِم
الفصل العشرون : هادِم الملذات ومُفرِق الجماعات
الفصل الثاني والعشرون : أهُناك أمل؟
الفصل الثالث والعشرون : مِشوار العِلاج
الفصل الرابع والعشرون : ضّي الشمس
الفصل الخامس والعشرون : مأساة.
مهم ♥
الفصل السادس والعشرون : المرض النفسي ليس جنونً
الفصل السابع والعشرون : نبضات
صور تقريبية للأبطال♥
الفصل الثامن والعشرون : إنكشف السِتار
الفصل التاسع والعشرون : لن أترُككِ للظلام
هام🇵🇸♥.
الفصل الثلاثون : عُصفورً جريح.
الفصل الواحد والثلاثون : مرحباً بالمشاكِل
الفصل الثاني والثلاثون : قبل الطوفان بساعات
الفصل الثالث والثلاثون : فضيحة على الملأ.
الفصل الرابع والثلاثون : يومًا لك ويومًا عليك
الفصل الخامس والثلاثون : نُزهة مليئة بالحقائِق
الفصل السادس والثلاثون : سابِق ولاحِق
الفصل السابع والثلاثون : بنفسِج برائِحة التوت.
الفصل الثامن والثلاثون : لا مفر مِن الحقيقة

الفصل الواحد والعشرون : أشياء جديدة

123 11 50
By Ahlam_ELsayed

{بسم الله الرحمن الرحيم}

أذكر الله.

♡صلوا على نبينا محمدﷺ♡

ڤوت وكومنت لتشجيعي💜🐰.

تجاهلوا أي أخطاء إملائية إن وجد.

.
.
.
قراءة ممتعة.

............

'بعض أنواع البشر لا يجب التعامُل معها إلا بـ الطريقة السيئة ، فـ إذا تهاونت معهُم قد يفترسون لحمك حيّاً'.

•••••••••••••

حل السكون على الجميع بعد جُملة أنور ، وقبل أن ينحدِر الموقف إلى القاع هرول رحيم تِجاهه وقام بـ مُعانقتِه هاتِفً في ترحيب شديد.

"نورت يا أبو نسب .. ده إنت أول المعزومين يا راجِل!".

بينما همس في أُذُن أنور الذي تجمد مذهولاً.

"عدي الليلة وكلامنا بعد ما المعازيم يمشوا؟".

لا يعلم كيف ولِما وافق أنور على هذا الحديث ، إبتعد مُتجِهً نحو ليلى وهو يُخرِج مِن جيبِه عُلبةً زرقاء صغيرة وعلى ما يبدوا أن بداخِلها خاتم ، وقدمها لها قائِلاً.

"هدية خطوبتِك يا بِنت خالتي .. ألف ألف مبروك يا عروسة".

نظرت ليلى إلى رحيم تستغيث بِه في صمت ، فـ أومأ لها إماءةً غير ملحوظة لـ تأخُذها مِنه ، وبـ الفِعل أخذتها بيدٍ مُرتعِشة لأنها لم تتوقع مجيئ أنور اليوم .

ذهب أنور وجلس بـ جانِب والديه وعيناه يملؤها التحدي ، بعد ساعتين مِن التهليل والإحتفال إنتهت المُناسبة على خير ، ذهب المعازيم كُلاً مِنهُم إلى بيتِه لـ يظل الأهل معاً حتى يُبارِكون مُجدداً.

أخذ رحيم ليلى وأنور وعزيزة وسميح في غُرفة الضيوف ، كي يتحدثون بعيداً عن البقية مُراعاةً لـ شعور ليلى ، وفور أن دلف أنور إلى الغُرفة حتى نطق بـ بغيظ واضِح.

"لو كُنت فاكِر إني عشان سكتت وعديت اليوم يبقى هتاخُدها مِني؟ .. فـ أحِب أقولك إن ليلى ليا مِن وهي في اللفة".

تنهد رحيم بـ صبر وحاول أن يتفاهم معه بطريقة مُتحضِرة ، لأنه لا يرغب في فُقدان أعصابِه وضربِه ، رد في هدوء نسبي.

"أولاً أنا مخدتِش مِنك حاجة .. لإن ليلى مِش عروسة لِعبة عشان نِتخانِق مين أخدها مِن مين! ، ليلى كبيرة وناضجة كفاية إنها تِختار شريك حياتها اللي هتِقدر تكمِل معاه ، وشُغل أفلام الأكشن بتاعك ده بقى موضة قديمة أوي ، إنك تطارِدها وتهدِدها وحِوارات العيال دي قِدمِت خلاص!".

كاد أنور أن يعترِض فـ أوقفه رحيم وهو يُكمِل بـ نفس هدوئِه وتعقُله.

"عارِف لو كُنت بتحِبها فِعلاً .. مكُنتِش هتأذيها ولا هتخليها تفكر مليون مرة قبل ما تِتعامِل معاك! ، لكِن إنت عايزها لـ مُجرد إشباع رجولتك بيها ، عايز تحِس إنها المكسورة الضعيفة وإنت الطاغية الحاكِم اللي مِش بيستعصى عليه حد؟".

شئً ما جعل أنور يندهِش وكـ أنه شفاف أمام رحيم حتى يستطيع قرائته بـ سهولة هكذا ، فـ لم يتحمل المزيد مِن الحقائِق وصرخ غاضِبً يُداري على واقِع ما يقوله الأخر.

"كُل كلامك ده مِيهمنيش! .. ومهما حاوِلت تبعِدني عن ليلى هتِبقى ليا أنا في الأخر ، وهتشوف هقدر أعمِل إيه فيها وفيك إنت كمان".

إنتهت حلول رحيم في التفاهُم مع هذا الكائِن ، لـ يقترِب كثيراً مِنه وهو يتحدث بـ ثباتٍ إنفعالي.

"شوف يا كابتِن أبو الأنوار .. أنا طول الوقت ده كُنت ماسِك أعصابي عليك ، وإتعامِلت معاك بمُنتهى الذوق والأدب ، لكِن واضِح إنك بتحِب العُنف! .. وصدقني مِش عشان أنا دُكتور وشكلي مُحترم يبقى هخاف مِنك؟ ، بالعكس أنا خايف عليك مِن شري .. لإني مُتأكِد إن وشي التاني مِش هيعجِبك نهائي ، فـ نصيحة مِني ليك بلاش تهدِد عشان التهديد مبياكُلش معايا! ، ويلا إتفضل مِن غير مطرود بقى عشان بِننام بدري إحنا".

كاد أنور أن يقتُله بعد هذه الكلِمات وثِقته الزائِدة في ذاتِه ، تجعله يبغُضه أكثر ويزداد الحِقد في داخِله ، ولكِنه قرر أن يصبِر وسوف يُندِمه على كُل ما نبُس بِه للتو.

.............

في الخارِج إستغل بدر جلوس كوثر مع هالة وماجدة يتحاورون حول ليلى وإبن خالتِها ذاك ، فـ ذهب نحو شمس التي كانت تمكُث وحدِها في ركُنٍ بعيد وهي تُراقِبهُم بـ نظاراتِها الناعِسة.

"إنتي مِش فرحانة بخطوبِة صحبِتك ولا إيه؟".

فُزعِت مِن وجودِه أمامها وأجابته بـ ملل.

"وهفرح ليه وخطوبِتهُم مِن أوِلها غلط ومبنية على مصلحة؟".

لم يفهم بدر عن أي مصلحةٍ تتحدث هي ، فـ حسب ما لاحظه أن صديقه قام بالتقدُم إلى ليلى بـ سبب إنجذابِه لها! ، فـ لم يكبح فضوله وسألها.

"طب وحتى لو فيه مصلحة إنتي إيه اللي مضايقِك مِش فاهِم؟ ، يعني ليلى ورحيم مبسوطين المفروض تنبِسطي معاهُم!".

إنتصبت واقِفة وهي تهتِف في شراسة كـ أنها تود الإنقضاض عليه وتناوله حياً.

"وإنت مالك يا بني آدم؟ .. مِش ملاحِظ إنك بِتدخل في حاجة تِخُصِني أنا وبس! ، بجد إيه كمية التطفُل اللي عندك دي!؟؟".

وقف بدر يواجِهها وهو يصيح مُنفعِلاً ، فـ لقد تعدت حدودها معه هو فقط يُحاوِل الترفيه عنها بـ شتى الطُرق ، بينما في المُقابِل تُجافيه التعامُل.

"تصدقي إنك مُهزقة .. وأنا أستاهِل إني عبرتِك أصلاً! ، مالِك نافشة ريشك علينا ليه مِن ساعِة ما جيتي؟ ، ولا تكوني شايفانا مِش مِن مستوى حضرِتِك!؟".

بدأ جسد شمس يرتعِش بقوة بعد رؤيتِه يصرُخ عليها هكذا ، ولـ وهلة تذكرته بـ هيئتِه المُخيفة .. أجل هو كابوس طفولتِها تذكرته الأن ، حينما كان يصرُخ في وجهِها كي تُنفِذ أوامِره وتُطيعُه.

ثقُلت أنفاسِها وعلى ما يبدوا أنها على وشك الدخول في إحدى نوبات الهلع خاصتها ، وفور أن رأى بدر تغيُرها لـ هذه الحالة ، ظن أنها سيحدُث معها مِثل ما حدث أخِر مرة بـ منزِل ليلى ، نظر حولهُما فـ وجد أن الجميع غير مُنتبهين لهُما ، إنتهز الفُرصة وإقترب مِنها مُحاوِلاً تهدأتها دون لمسِها بينما يهمِس قلقً.

"إهدي لو سمحتي يا شمس! .. أنا أسِف واللّه مكنش قصدي أخوفِك ، وحياة سارة عندِك تِهدي؟ .. بُصيلي يا شمس ها بُصيلي هِنا".

نظرت إلى عينيه البُندقية وهي لا تزال ترتعِش وتُهذي بـ كلِماتٍ واهية غير مُدرِكة أنه قد يسمعها ، عاد هو يُحدِثها بـ إبتسامة مُطمّئِنة.

"أيوه خليكي معايا ماشي؟ .. نظمي نفسك كِدا وإهدي ، مفيش حاجة وِحشة هتِحصلِك وأنا .. قصدى وإحنا معاكي ، إنسي أي ذِكرى بتفكري فيها دلوقتي! ، إنتى أهو وسطينا وبخير".

هبطت دمعة مِن عينيها رُغمً عنها ، لقد أرهقتها هذه الحياة بـ شِدة ، هدأت في صمت بينما ظل بدر يُراقِب تعابيرها المُنكسِرة ، فـ من يُشاهِدها سيعرِف أن تِلك الفتاة سُرِقت سعادتِها مِنها بـ قسوة ، و دون شعورٍ مِنه نطق يوعِدُها بـ إصرار رُغم جهلِه بـ سبب ما تواجِهه.

"وعد مِني أيًّ كان مين اللس وصلِك لـ حالتِك دي ، إني هفضل وراه لحد ما أجيبلِك أجلُه".

تراجعت هي إلى الخلف بعدما إستوعبت ما قاله لها ، فـ فعل هو المِثل غير مُصدِقً أن لِسانه نطق بـ هذه التُرهات ولمن؟ .. لها هي!! ، ألم يكُن يتشاجر معها مُنذٌ دقائِق فقط! إذاً كيف ولِما فعل هذا؟.

قاطعهُما إقتراب ورد مِنهُما وهي تتسائل بـ حرج.

"حد شاف نوح؟"

تحمحم بدر وهو يُشير لها نحو الشُرفة و رد.

"هتلاقيه في البلاكونة مع خطيبِك".

إنخلع قلبِها مِن مكانِه فور سماعِها جُملتِه ، فـ ماذا يفعل نوح ومازِن معاً بِمُفردِهما؟ ، هل سيتخلى عنها مازِن ويُخبِر نوح حقيقة أمرِهُما! ، إستأذنت مِنهُما وذهبت سريعً نحو الشُرفة لـ تحصُل على إجابة سؤالِها .

بينما خرج أنور مِن غُرفة الجلوس و وجهٌه يكسوه الغضب والبُغض ، كان على وشك الرحيل لكِنه توقف حينما رأى شمس ، قام بالأبتِسام لها ونطق بـ خُبث ظاهِر.

"إزيك يا شمس؟".

تجاهلته شمس تمامً وأعطته ظهرِها فـ أجاب بدر بدلاً عنها ، فـ مُنذ رؤيته لهذا الشخص شعر بـ الكراهية تجاهه دون سبب مُحدد.

"خليك في حالك يا بابا وإتكِل على اللَّه!"

أومأ أنور مُقهقِهً ورحل مُتعهِداً أنه سيعود مُجدداً ، لـ يقضي على هذه الأجواء السعيدة إلى الأبد.

..........

دلفت ورد إلى الشُرفة فـ رأت مازِن وهو يقِف أمام نوح ، والصدمة الكُبرى أنهُما يُقهقِهان وكـ أنهُما أصدِقاء منذٌ سنوات طويلة ، بالطبع كادت ورد أن تُصاب بـ الشلل الكُلي على هذا المشهد ، هي أرادت إثارة غيرة نوح عليها وما حدث كان العكس ، لاحظ مازِن وجودِها لـ يقول بـ وِد.

"مقولتليش يعني يا وردتي إن صُحاب أخوكي لُذاذ كِدا؟".

سعُل نوح فور سماعِه لـ ياء الملكية لها مِن فمِه ، فـ ردت ورد بينما تبتسِم بـ تكلُف.

"مجتش فُرصة بقى معلِش .. وبعدين ما إنت إتعرفت على واحِد مِنهُم أهو! ، ونوح معروف طول عُمرُه بخِفة الدم".

إتسعت أعيُن مازِن على أخِرها وهمس في خفوت إلى ورد دون أن يُلاحِظهُما نوح.

"هو ده نوح اللي ..؟ ، أنا شكلي عكيت الدنيا ولا إيه!".

ضربته هي بكعبِها في ساقِه كي يصمُت ، شعر نوح أنه عازِل بينهُما فـ أردف مُتجهً نحو الخارِج.

"طيب هروح بقى أشوف رحيم بيعمِل إيه .. عن إذنكوا".

توقف قُرب ورد ونطق بـ إبتسامة واسِعة قاصِداً إرباكِها.

"مبروك يا ورد ربِنا يتمِملكوا على خير".

إبتلعت غُصتِها وقد أصابتها الغُمة لـ عدم تأثُره بـ أمر ذهابِها لـ رجُلاً غيره ، وقد بدأت تقتنِع بحديث ليلى حينما أخبرتها أنه قد تتغير مشاعِره بعدما كبِر كِلاهُما ، حاولت إصطناع القوة مُخفيةً حُزنها لـ ترُد بـ ثِقة.

"ومبروك ليك إنت كمان .. عايزين نشوف عروستك المرة الجاية!".

نظر لها في تحدي والإبتسامة لا تُفارِق ثغره نابِسً .

"قُريب هتشوفيها وتتعرفي عليها كمان .. خطوبِتنا مِش بعيدة خالِص!".

إكتفت بالإماء له فـ ألقى التحية على مازِن وخرج ، إختفت إبتسامتِها المُزيفة بعد ذهابِه ، وتحدثت بـ حصرةً على حالِها.

"يعني أنا بعمِل كُل ده عشانُه! .. وفي الأخر هيخطُبها برضُه؟".

أعاد مازِن خُصلاتِه السوداء إلى الخلف وحاول التخفيف عنها هاتِفً بـ هدوء.

"مِش عارِف أقولِك إيه؟ .. بس صدقيني أنا أكتر حد عارِف يعني إيه حُب مِن طرف واحِد! ، متستسلميش مِسيرُه هيحس ويختارِك إنتي في النهاية؟".

إبتسمت بـ مرارة على حالتِها المُثيرة للشفقة ، وحديث مازِن يمُر داخِل عقلِها كـ الهواء.

..........

بعد رحيل أنور ظلت عزيزة تبكي ولأول مرة يتقهقر ثباتِها أمام الجميع ، وكُل هذا بفضل أفعال إبنِها العاق تِجاه ليلى ، إقتربت ليلى تُعانِقها بينما تتحدث بـ قوة ، تُحاوِل إزالة الغُمة عن قلب خالتِها.

"متعيطيش يا خالتوا .. محدش يستاهِل دِموعِك تنزِل عليه بجد!".

أردفت عزيزة في حُزنٍ شديد وهي تمسح دموعِها.

"أنا بعيط عشانِك يا ضنايا .. إبني الحيلة اللي مخلِفتِش غيرُه معرِفتِش أربيه تربية صالحة! ، طالِع فاجِر وعينُه بِجحة .. وإنتي يا حبيبتي اللي شايلة ذنب تربيتي الغلط دي؟ ، أنا خايفة عليكي مِنُه ده شراني زي ...".

كانت ستقول مِثل والِدك ولكِنها صمتت في أخِر لحظة ، فـ ليلى لا ينقُصها مصائِب الأن يكفيها أنور وتصرُفاتِه ، هدأتها ليلى وقالت بـ بشاشة وإمتنان لـ هذه السيدة ذات القلب الرقيق .

"إنتي ربتينا أحسن تربية يا زوزة ، العيب مِش عليكي هو اللي إنسان جاحِد وأناني ، وبعدين متخافيش عليا .. رحيم وأهلُه كُلهُم جمبي وشايليني في عينيهُم".

نطق رحيم مُأكِداً ما قالته ليلى حتى تطمئِن عزيزة ويهدأ قلبِها.

"أكيد طبعاً .. ليلى في حمايتي وتحت عيني ، ولو أنور أو غيرُه فكر بس يلمِسها .. هيشوف مِني اللي عُمرُه ما شافُه! ، وبعدين في حد يعيط في يوم زي ده برضُه؟".

إبتسمت عزيزة في فخر وقد شعرت بـ الراحة لـ هذا الشاب الخلوق الذي إرتبط بـ وحيدتها ، ثُم نظرت إلى زوجِها ولامته بـ شِدة.

"كُلُه مِنك يا سميح .. فضلت تقولي سيبي الواد براحتُه ده راجِل ، لحد ما بقى ميعرفش معنى الرجولة حتى! ، حسبي اللَّه ونِعم الوكيل فيك يا شيخ".

•••••••••••••

مرت الليلة بـ سلام وفي اليوم التالي .

ذهب بدر إلى شرِكة وحيد فـ قد قبِل العمل معه بـ شرط أن يكون تحت حمايتِه الكامِلة ، وها هو يقضي أول يومٍ له في الوظيفة الجديدة ، إتجه إلى مكتبِه لـ يجِد مُساعِدتِه التي قابلها معه المرة الأخيرة ، تجلِس فوق مكتبِها المُجاوِر لمكتب وحيد ، فور أن رأت بدر قادِمً وقفت تُهندِم مظهرِها ، ونطقت بترحيب حار.

"أهلاً أهلاً يا بدر الشِركة نورت حقيقي نورِت".

تجاهل بدر مُجاملتِها له فـ هو هُنا للعمل وجني المال فقط ، قال بـ تعابير بارِدة.

"بلغي وحيد بيه إني برا".

تحمحمت بـ خجل لـ ردة فِعله الجافة وتجاهُله لـ ترحيبها ، فـ أشارت نحو باب المكتب مُردِفة.

"مِستر وحيد مِستنيك وقالي أدخلك ليه أول ما تيجي .. إتفضل".

دلف إلى الداخِل فـ وقف وحيد مُستقبِلاً إياه بحفاوة.

"بيدو حبيب قلبي .. عاش مِن شافك يا راجِل!".

ألقى بدر التحية عليه و جلس قائِلاً في جدية.

"نِبدأ شُغل بقى يا باشا؟".

ضحِك وحيد وقد أعجبه عزيمة هذا الشاب وحماسِه للعمل.

"طب نِشرب قهوِتنا الأول وبعدين نِتكلِم في الشُغل على راحِتنا؟".

وافق بدر فـ لن يُضيع كوب القهوة الفاخِرة هباءً.

••••••••••••••

في الجامِعة.

ذهب كامِل نحو مايا التي كانت جالِسة في المقهى مع بعض الفتيان والفتيات يتضاحكون ويتبادلون الأحاديث غير المُهِمة ، قام بسحبِها خلفه إلى الخارِج دون إنتظار رأيها.

أفلتت مايا ذِراعِها مِنه وهتفت بـ غيظ مكتوم .

"إنت إتهبلت يا كامِل؟ .. بتسحبني مِن بين صُحابي زى البهيمة كِدا إزاي!؟".

صرخ كامِل عليها وقد إكتفى مِن ألاعيبِها الطفولية ، فـ هي كانت السبب في نفور أي فتاة يُعجب بِها مِنه ، ولم يكُن يعلم السبب قبل أن تأتي شمس وتكشِف له أمرِها بعفوية.

"مِن إمتى وإحنا مخطوبين يا مايا! .. ليه قولتس قُدام شمس إني خطيبك هه؟".

عقدت يديها أمام صدرِها وردت دون مُبالاة بـ غضبِه.

"عادي يعني وفيها إيه لما تِعرف شمس؟ .. وبعدين مِش أُنكِل منصور كلِم بابي وطلب مِنُه إننا نِتخطب!".

إستغرب كامِل كلامِها فـ متى وكيف قام والِده بفِعل هذا؟ ، أكملت هي قائِلة بـ ثِقة.

"شكلك إتفاجِئت يا كمولتي؟ .. أنا برضُه كُنت مُتفاجئة زيك في الأول وكُنت رافضة ، بس بعدين إقتنعت لما حسيت إني .. بحِبك!".

نفى كامِل ساخِراً مِنها ومِن خِداعِها.

"بتحبيني! .. اللي زيك يا مايا مبتحِبِش غير نفسها والفلوس وبس ، ولو كُنتي فاكرة إنك قدِرتي تبعدي شمس عني فـ إنتي بتحلمي! ، أنا جِبت عنوانها وهروح أتقدِملها بعد الإمتحانات".

تركها ورحل فـ ظلت واقِفة مكانِها في ذهول ، وحِصن أمالِها ينهدِم أمام عينيها بـ التصوير البطيئ ، ولكِن لا ... هي لن تترُكه يذهب مِن بين يديها ، هو أملِها الأخير لـ تتخلص مِن تحكُمات والِدها بِها.

•••••••••••

إستيقظت كوثر وقد رأت شمس وليلى ماكِثتان يتهامسان بـ خفوت ، أصابتها الغرابة لـ وجودهُما حتى الأن بـ المنزِل .

"إنتوا مروحتوش الجامعة ليه يا بنات؟".

نظرت كِلتاهُما إلى الأُخرى لـ تتقدم ليلى وتُمسِك زمام الأمر مُجيبةً بـ تردُد.

"أصل .. رحيم يعني كان عايزنا نخرُج نِتغدا برا إنهاردة!".

عقدت كوثر حاجبيها وتسائلت مُجدداً.

"لوحدُكوا؟"

نفت ليلى سريعً فـ هي لا تُريد أن تفهمها كوثر بصورة خاطِئة.

"أكيد لأ .. هاخُد شمس معانا تِبقى مِحرِم ، وكمان إحنا هنخرُج في مكان عام ، فـ حبيت أقولِك الأول .. ها رأيك إيه؟".

إبتسمت كوثر إبتسامة بسيطة ، و ردت قائِلة.

"لولا إني واثقة فيكي وفي رحيم مكُنتِش هوافِق ، إخرُوجوا بس متِتأخروش عليا ماشي!".

أومأت ليلى بـ سعادة ونطقت .

"متِقلقيش على المغرب بالكتير هنكون في البيت".

ربتت كوثر فوق كتفِها وتحدثت بـ حماس بينما تُشير إلى شمس أيضاً.

"طيب تعالوا بقى وروني هتلبِسوا إيه؟".

•••••••••

على الجانِب الأخر تقابل أنور مع محمود في مكتبِه ، وقد أعطاه الخبر القُمبُلة وهو ينوي إقامة الحد على ليلى ورحيم.

"خطوبة بِنتك كانِت إمبارح يا عمي .. وأمي وأبويا راحوا وحضروا و كانوا مبسوطين أوي كمان! ، يعني بِنتك هتِتجوز العيل السيس ده في الأخر ومِن وراك؟ ، وأُمي مِش عملالك أي حساب خلاص وماشية ورا عمايل بِنتك ليلى!".

كان محمود يتنفس بـ صوتٍ عالي كـ الثور الهائِج ، يكادٌ الدُخان يخرُج مِن أنفِه وهتف بـ وعيد.

"وكتاب اللّه الجوازة دي ما هتتِم إلا على جُثتي ، وبِنتي معذورة متِعرفش إني عايش برضُه .. الدور والباقي على أًمك اللي مِش ناوية تجيبها معايا لـ بر أبداً! ، شكلها عايزة تحّصل أُختها يا أنور؟".

إبتلع أنور ما بجوفِه وهو يعلم جيداً أن محمود لا ينبُس بشئً عبسً ، وإذا قال فـ سيفعل فـ سأله في تردُد.

"ناوي على إيه يا عمي؟ .. أنا معاك في أي حاجة هتعمِلها ، بس المُهِم في النهاية ليلى تكون ليا!".

إبتسم محمود بـ خُبثٍ شديد وقال مُهسهسً.

"متخافش ليلى مِش هتكون غير ليك .. حتى لو إضطريت أسلِمهالك جُثة في كفنها! ، بس إنت دِلّني على مكانها الأول".

وافق أنور بـ سرور فـ هو يرغب فقط بـ الحصول على ليلى ، مهما كانت الطريقة أو النتيجة.

••••••••••••••••

تلقى بدر مُهمته الأولى في العمل مِن وحيد ، وهي أن يذهب ويُشرِف على العاملين في قِسم الإستيراد والتصدير ، وإذا وجد أي أمر مُريب يقوم بـ تنبيه وحيد فوراً.

وقد قامت مُساعِدة وحيد بـ الذهاب معه حتى تُعرِفه على المكان قبل أن يبدأ عمله ، وأثناء سيرهُما إصطدم بدر في أحدٍ ما ، حينما رفع رأسه كي يعتذِر مِنه رأى أنها سيدة في مُنتصف العُمر ، ذات ملامِح جامِدة غير مُبهِجة بتاتً ، حادثته بـ أنفٍ مرفوع وتعجرُفٍ شديد.

"مالك نظرك ضعيف ولا إيه؟ .. مِش تاخُد بالك وإنت ماشي!".

لم يُعجب بدر بـ طريقتِها المُتعالية وكاد أن يتجادل معها ، فـ تدخلت المُساعِدة بـ ذكاء حتى لا تحدُث مُشكِلة.

"إحنا أسفين لـ حضرِتك .. هو بس جديد في الشُغل ولِسو ميعرفش سيادتِك".

رمقته السيدة مِن أعلى رأسِه إلى أخمص قدمِه بـ تقييم لـ هيئتِه ، وأكتفت بـ الإماء لهُما في غرور.

"إبقى خلي بالك بعد كِدا!".

تركتهُما ورحلت فـ تسائل بدر مُغتاظً مِنها.

"مين دي ومالها مِش طايقة نفسها كِدا ليه؟!".

همست له المُساعِدة بـ صوتٍ خفيض لكي لا يسمعها أي أحد.

"هُشش .. وطي صوتك شوية! ، دي مدام بهيرة تِبقى مرات مِستر وحيد وهي المُدير العام هِنا".

سأل بدر مُستغرِبً مِما قالته.

"مُدير عام إزاي؟ .. أُومال وحيد بيه بيعمِل إيه هِنا!".

قهقهت بـ ميوعة وهي سعيدة لـ حديثه معها حتى ولو لأمرٍ كـ هذا.

"مِستر وحيد يبقى نائِب المُدير بِما إنه جوزها ، ومدام بهيرة مُعتمِدة عليه في المكان إعتماد كبير ، وكفاية أسئِلة عشان تِلحق تِشوف شُغلك!".

•••••••••••••

خرج رحيم مِن منزِله وهو يرتدي بعض الثياب الثقيلة لـ شِدة برودة الطقس اليوم ، كان على أتم الإستعداد لـ قضاء بعض الوقت رِفقة ليلى.

وجد شادية تُعيق طريقه بـ عبائتِها السوداء ذات 'التِرتِر' المُؤذي للعين ، وكـ عادتِها تتشدق بـ لُبانة وبينما تبتسِم له هائِمة.

"باللّه أنا محظوظة إني إصطبحت بوِشك القمر ده يا إستاذ رحيم".

لم يُعلِق رحيم سوى على كلِمةٍ واحِدة.

"إستااذ؟!!"

حاولت وضع كفِها فوق صدرِه فـ إبتعد هو سريعً وصاح بِها في خشونة ، هو حقاً يكره تصرُفات هذه السيدة.

"إوعي إيدك دي يا سِت إنتي! .. فاكرة نفسِك مراتي ولا إيه؟".

تنهدت بـ عُمق وأردفت بتمني وحالمية.

"همم ... طب ياريت ده أنا مكُنتِش هسيبك تنزِل مِن البيت يا أخويا".

أتى زوجِها المعلم صابِر خلفِها وهو يبرُم شاربِه ، وفور أن رأهُما هتف مُدعياً الرجولة.

"خير يا ضكتور رحيم! .. واقِف مع الجماعة بتاعتي ليه؟".

رفع رحيم حاجبيه في عجب مِن هذا الثُنائي وهو يتسائل ، هل حقاً هذا كُل ما يهُم شبيه الرِجال ذاك؟ ، رد بينما يهبط إلى الأسفل بـ ضيق مِنهُما.

"لِم جماعتك يا معلِم عنِنا هه .. سلام عليكُم".

نظر صابِر إلى زوجتِه فـ مطت شفتيها وحركتها يميناً ويساراً ساخِرةً مِنه.

•••••••••••••

داخل المصحى النفسية.

أُصيب ممدوح فجأةً بحالة هستيرية مِن الصُراخ والغضب ، كُلما حاولت أحد المُمرضات التعامُل معه وتهدِأته حاول أذيتها بـ أي طريقة ، أتى مُدير المصحى بعدما إنتشر صوت ممدوح حول المكان.

وسألهُم عن سبب ما هو بِه.

"حصل إيه خلاه في الحالة دي؟ .. ما كان كويس مِن شوية!"

أجابته المُمرِضة بـ نبرة قلِقة.

"محدِش فينا عارِف السبب ولا عارفين نسيطر عليه ، اللي كان متابِع حالتُه وبيقدر يتعامِل معاه دُكتور رحيم! ، بس هو واخِد أجازة إنهاردة يا أفندِم .. ومفيش أي دُكتور تاني قادِر يوقفُه!".

لم يعلم المُدير كيف يتصرف فـ الأمر عاجِل إذا تركوه هكذا ، بـ التأكيد سيقوم بتخريب الأجهِزة الطبية أو إذاء نفسِه ، وجد أن أنسب الحلول هو إعطائِه مُخدِر قوي لـ ينام ، كما آمر المُمرِضات بـ مُحاصرتِه وتخديره حتى اليوم التالي.

وبعد إنتهائهُم مِن تخديره بصعوبة ، قامت المُمرِضة بـ الحديث مع المُدير وهي خائِفة.

"حضرِتك واثِق مِن نوع المُخدِر ده؟ .. مظُنِش واحِد في سِن وحالِة ممدوح هيستحمِلُه! ، خصوصاً إن الجُرعة مكنِتش قُليلة!!".

أخرصها هو بـ إشارةٍ مِن يده وقال قبل أن يخرُج.

"مكنش فيه حل تاني! .. سيبوه يرتاح وبُكرا هيفوق ويبقى زي الأسد".

•••••••••••••••

دق رحيم باب منزِلها ولم ينتظِر كثيراً حتى فتحت كوثر له ، وفوراً إستقبلته بـ الترحاب الحار ، تجادل رحيم معها حتى لا يدلُف إلى المنزِل ، ولكِنها أصرت على دخولِه فـ لبّى رغبتها في النهاية.

بينما كانت ليلى في غُرفتِها مع شمس التي ترفُض الذهاب معهُما خارِجً ، وهي تشعُر كـ أنها عازول بينهُما.

"بلاش أنا يا ليلى .. إنتي عارفة إني مبحبِش أخرُج كتير ، وكمان أنا لِسة متعودتِش على خطيبك! ، وبصراحة بقى نظراتُه ليا مِش بتخليني مِرتاحة؟".

إندهشت ليلى مِنها فـ كيف لها أن تخاف مِن رحيم؟ ، بعيداً عن كونِه خطيبُها هو لطيف وهادئ للغاية ، فـ لِما لا ترتاح أثناء تواجُده؟ ، نطقت ليلى في  عِناد.

"شوفي بقي يا شمس .. مهما عملتي برضُه هاخدِك معانا! ، عشان مينفعش أنا ورحيم نِبقى لوحدِنا .. ده غير إني ماليش غيرك ، فـ لو سمحتي قومي غيري هدومِك عشان نِلحق نِنزِل ونِرجع بدري؟".

وبعد إلحاحٍ طويل وافقت الأصغر على الفِكرة.

....

في غُرفة الضيوف.

ظلت كوثر توصي رحيم على الفتاتين بـ أن يأخُذ باله مِنهُما ، وأن يتعامل بحذر شديد مع شمس تحديداً ، وأن لا يتأخرون في الخارِج ، ويُطمئِنوها كُل نِصف ساعة.

لم يتأفأف رحيم مِن شروطِها ، بل على العكس تمامً لقد شعر بـ السعادة لأن تِلك السيدة تُذكِره بـ جدتِه الراحِلة كثيراً .

••••••••••••••

تفاجئ ثروت بـ حضور زوجتِه إلى الشرِكة دون إنذارٍ مُبكِر ، فـ إبتسم وسألها في لُطف زائِد.

"خير يا بهيرة؟ .. جيتي يعني فجأة مِن غير ما تعرفيني!".

ضيقت عينيها وهي تنطِق بشك لم تُخفيه.

"هو لازِم أخُد ميعاد عشان أجي أطمِن على شركِتي؟ ، وبعدين مالك مِش على بعضك ليه يا بيبي!".

حل ثروت ربطة عُنقِه قليلاً حينما شعر أنه يختنِق ، وإحتفظ بـ أبتسامتِه وهو يُجيبُها مُغيراً مِجرى الحديث.

"إنتي أكيد لِسة مشربتيش قهوِتك؟ .. خمس دقايق وأجيبهالك لحد عندِك".

قامت بـ مُجاراتِه في ما يفعل فـ هي ليست هُنا لـ مُراقبتِه ، هي هُنا لـ مُراقبة العمل .

"صحيح .. مين الولد اللي مع سكرتيرتك ده؟".

رد هو مُرتاحً أنها حولت الموضوع لـ شئً أخر.

"الشاب الطويل القمحاوي؟ .. ده بدر موظف جديد هِنا ، ورغد كانت بتوريلُه مكان شُغلُه".

أومأت وهي تُعبث بخُصلاتِها الناعِمة.

"بس محسيتوش! .. وأظُن إنه مِش بتاع شُغل".

نفى ثروت ما قالته .

"بالعكس ده شاب مُجتهِد ويُعتمد عليه .. إنتي بس عشان لِسة متعرفتيش عليه كويس!".

صمتت هي لـ يفكر هو في إقتراح مُستغِلاً الموقِف ، ثُم قال

"بهيرة .. إيه رأيك أعزِمك إنهاردة على العَشا؟ ، لأحسن إنتي وحشاني أوي والشُغل كان واخِدني مِنك اليومين دول!".

لمعت عينيها كـ مُراهِقة و أعجبها إقتراحُه ، فـ بالفِعل هُما لم يجتمِعا سوياً مُنذٌ أسابيع و وافقت على الفور.

•••••••••••••••••

قرر نوح الذهاب إلى منزِل سُكينة وعرض الزواج على والِدها مرة أُخرى حتى يُهدِأ صوت ضميره الصاخِب.

إستقبلته هى بنفسِها والسعادة تغمُرها لـ عودتِه مُجدداً كي يطلُب يدها ، نطقت في همس.

"بابي مستنيك في الـ Guests room (غُرفة الضيوف) ، عشان خاطري يا نوح حاوِل متضايقهوش المرة دي! .. أنا تعِبت لحد ما أقنعتُه يقابلك تاني بعد اللي حصل في المصنع؟".

هز نوح رأسِه لها وطمأنها أن لا تقلق وكُل شئ سيُصبِح بخير ، دلف إلى الغُرفة لـ يُقابِله وجه والِدها المُنكمِش ، كـ أنه مُجبر على تحمُل نوح وإلا سيقتُله.

شاركتهُما سُكينة الجلسة وهي تُلطِف الأجواء بينهُما مُردِفةً.

"بابي نوح كان جاي عشان يتقدملي .. وأنا قولتِلُه إن حضرِتك موافِق مبدأياً!".

لم يرغب والِدها أن يكسِر قلبِها يكفي ما فعله هذا الدنيئ بِها ، والذي يرغب بـ إطلاق النار عليه حالاً ، لولا أنه يعلم بـ حُب إبنتِه له ، ورُبما هذا ما جعلها تستجيب إليه في فعلتِه القذرة.

تحدث بعد تفكير حتى يُنهي أي نقاشٍ قد يبدأ.

"الخطوبة وكتب الكِتاب هيكونوا في يوم واحِد .. وفي الميعاد اللي إنت تحدِدُه ، مِش هلزِمك بأي حاجة .. كُل التجهيزات والتحضيرات عليا ، وطبعاً هتعيشوا معايا هِنا ، الڤيلا واسعة وفيها غُرف كتير عشان لو خلِفتوا بعد كِدا .. قولت إيه؟".

بالطبع شعر نوح بـ الإهانة والتقليل مِن شأنِه ورجولتِه ، فـ هو يستطيع بِناء منزِل وتكوين أُسرة مُستقِرة دون الحاجة إلى أموال هذا الرجُل ، كاد أن يعترِض لـ تمنعُه سُكينة وهي تنظُر إليه بترجي ، فـ تنهد وأومأ بـ موافقة.

••••••••••••••••••

إنتهى.

متسألونيش إتأخرتي ليه لإن أنا ذات نفسي مش لاقية سبب للتأخير ده بصراحة🙂 ، بس يمكن الكسل وشغفي المنعدم كان ليهم دور في كدا ، بس الحمدلله إني نزلت فصل بعد عناء في كتابته وأخيراً.

الفصل في مفاجأة اللي لاحظها يكتبلي هنا هي إيه عشان اشوفكوا مركزين في الاحداث ولا لا.

متنسوش الفولوا يا حبايبي💜💜

أشوفكم على خير🤍🖇

وداعا.

Continue Reading

You'll Also Like

1.6K 128 17
لعل كل الأقدار كانت سبب فى تأخر امنيتها .. هذه الدنيا لا تعطى كل شئ .. ربما تخطط لحياتك ثم يأتى كل شئ فى لحظة قاطعة يخبرك بأنه لا ينفع .. كمثل الموج...
628 146 23
‏لم يكن حزني هذه المره ثائرًا كما اعتدته، لم يأخذ صوت كسرٍ عظيم بل بدا كما لو أنه نزيف هادئ. 31/3/2022 إهداء إلى صانعة الغلاف: @hibastansuga
2.6K 284 16
متلازمة جوسكا ؟ يعني اي متلازمه اصلا ! تعالي وانا احكيلك اسمع الي الموسيقي الهادئه ثم ابدا القراء ب استمتاع ♥️
510K 38.5K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...