جندي الجبل

By celineUchiha

5.1K 400 783

رواية مليئة بالأحداث الملحمية، تقص حكاية شعب كورينيث الذي كاد أن يندثر تاريخًا وحضارة! وعن تحرك جماعات بأكمل... More

ذات الشعر الأحمر
الحِلف العَظيم
محض جارية
جيش آكايشي العظيم
مـــــــــــاضــــي
رابطة صداقة
وجهك القبيح الغارق بالدموع
متعجرفة سمراء جميلة
هكذا هن النساء المتوحشات
خليفة أفروديت
أميرة جارية
الحرب
عاشق .. أم مقاتل
عودة
لقد ناديتكم كثيرًا ...
عار
ولي عهد جديد
أخفضت دفاعك
لا تقومي بخيانتي
متهمة تحت التحقيق
النوايا الشريرة رائحتها تفوح
لعنة سترافقه حتى القبرْ
إعلان زواج
سر كالسحر
سأحظى بقلبكِ يومًا
لازالت زوجته، لكنها غاضبة
أظن أنني سأفعل
أريدها أن تختارني
حِقدٌ مُتقد
ألم وأمل
قرار صعب
وليّ العهد
اجتماع بباطن الجحيم
وداع
غراب ثرثارة
مفاجأة
حمقى!
خيولٌ مُسرعة
تطور

عاصفةٌ هادئة

74 5 0
By celineUchiha


إلتفتتا نيفادا وناتاسيا لما تقوله بإنصات، ووسط إرتباك أختهما الأكبر وضغطها على أصابع يدها بقسوة إنسابت دموعها ومع أول كلمة انهارت وهي تبوح بكل ما حدث..

.....

"عودة جنودك وإمدادهم بالزاد من طعام وماء مقابل حياتك سمو الأمير، ما رأيك ؟" قالت كاسندرا بأريحية من يملك خيوط اللعبة كلها..

لحظات من الصمت وإلياس متمسكًا بجلادته على الرغم من موقفه الخاسر ..

أن يعود جنوده بدونه أو لا يعود أحد على الإطلاق!

الأمر لا يحتاج إلى الكثير من التفكير، لكنه لم يعتد الخنوع .. التنازل لم يكن يومًا خيارًا..

لقد وقع بشباك سحر تلك الحاقدة،
ليس أمامه حلول إلا أن يتخلي عن حياته..

لكن لديه عائلة الآن،
ترآءت له لحظات ضمهم وتقبيل جبينهما قبل الذهاب،
لقد كان يعلم أنه لن يكون سهلًا أبدًا لكن لم يتوقع أن تكون كاسندرا جزءًا من المكيدة بالإضافة كونها ساحرة !
......

هذه تضم أختها وهي تبكي بحرقة كالأطفال وتلك تضم كلتيهما، عيناها تكادان أن تخرجا من مقلتيهما وهي تشد على كتفي أختيها تارة وتمسد على شعرهما وهي تهذي بكلمات توعد حتى وضعت ماديرا يدها على كف أختها فإنهارت على الفور وبكت كثيرًا مع أختيها اللواتي ظلوا يضمون بعضهم بعضًا كالجراء المتروكة بالمطر دون مآوى ..

ظلوا على هذا الحال لوقت طويل حتى هدأن آخيرًا وقوتهم قد خارت تماما

" لقد كان ساميراما يعلم إذًا" قالت نيفادا بفتور

"لقد طلبت منه ألا يخبر أحدًا أي شيء خاصة أنتِ نيفادا " قالت ماديرا بحزم

ثارت نيفادا "حتي أنا ماديرا"

" طفلة متهورة مثلكِ.. ليس من الحكمة أن تعلم" قالت ماديرا برصانة

"أنا أعلم بالفعل سمعت صدفة من ميساكي أن الملك طلبك، لم أرد إخبارك خِفت أن أذكرك، وبغضت عقلي ولا زلت أبغضه، فأنا في الحرب ترأى لي صوت صراخك لكني لم أفعل شيئا أنا آسفة ماديرا .. آسفة " قالت نيفادا نادمة ببكاء فعنقتها ماديرا مرة آخرى مخبرة إيها بابتسامتة حنونه أنه لا بأس ولتسامح نفسها فلن يكن بيدها شيئ تفعله من الأساس، فصلتا العناق وسرحت كل واحدة بخيالها.. حتى لمست ناتاسيا ذراع ماديرا بحذر وقالت بخوف "ماديرا"

ونظرت كلتيهما لنيفادا التي كانت تمسك رأسها وقامت بالصراخ بألم وانفجر كل ما هو مكبوت داخلها وكأن تلك هي اللحظة المناسبة التي قررت كل مشاعرها الغاضبة تلك الخروج فثارت كبركان كان خامدًا لآلاف السنين وقرر الانفجار وقت وقوع قشة فوقه ..

حينما رفعت رأسها لتنظر لأختيها الخائفتين وأجيلار الذي بدأ البكاء فور صراخ أمه -ووجد نفسه سحب لحضن خالته- تراجعتا على الفور ..

لقد كان نصف وجهها تحول للون الأحمر الداكن بالفعل،

لم تتحمل نظرات الخوف بعيونهم فخرجت على الفور ركضًا وهي تبكي،

يظنون أنني وحشٌ بالتأكيد،
يظنون أنني سأقوم بأذيتهم،

ذلك القذر ألسيديس لا يهم إن كان ملكًا لمملكة الآكايشي الكاسرة أو ملكًا للحلف العظيم كُلِه، لكن مساس أحبائها يجعل كراهيتها له أمرً شخصيًا بالتأكيد !

كيف سمحت له أن يقوم بأذيتهم وهي التي أقسمت على حماية عائلتها بحياتها !

إنها خاسرة !

ضعيفة وفاشلة !

تُري كيف تنظر إليها أمها من السماء الآن !

أمسكت قلادتها وهي تشعر أنها تقوم بخنقها،

تلك القلادة التي إعتادت أن تقيد غضبها..

تذكر جيدًا كيف كانت لتلك القلادة فضلًا عليها بوقت ما..

منذ أن كانت طفلة بالسادسة، بإحدى ليالي الشتاء السقيعة، تنام نيفادا الصغيرة وشعرها الأحمر المميز متناثر على وسادتها تشعر بألم كالحرق بجسدها لكنها تمنع نفسها من الصراخ، لأنها بكل مرة تخبر أحدًا أنها تشعر بحروق بجسدها لا يصدقونها لأن جسدها يبدو بخير تمامًا ..

لقد ظنوا أنها تريد جذب الانتباه ليس إلا ..

وضعت يدها على فاها لتكتم صراخها لكن الأمر لم يعد يحتمل فالألم كأنه يتسلق لعنقها ووجهها..

قفزت من على الفراش بسرعة وركضت لغرفة والدتها الملكة بذعر ..

لم تستطع أن تنتظر الخدم ليخبرونها بل إخترقت صفوفهم دون سابق إنذار..

" ماما .. أنقذيني ماما " صرخت نيفادا وهي تركض نحو والدتها التي قامت على الفور تنظر لابنتها..

لقد كان الأمر مروعًا عندما نظرت إليها..

صغيرتها مشوهةٌ تمامًا وتصرخ من الألم !

" نيفادا !! " قالت أمها وهي تسحب وشاحها على رأسها وتحمل طفلتها الصغيرة وتذهب على فرسها بسرعة الريح نحو المكان الوحيد الذي تظنه المكان المناسب لمثل تلك الحالة،

معبد أثينا..

وصلت لمدخل المعبد بشق الأنفس وما إن وصلت حتى وضعت ابنتها أمام بوابة المعبد ..

" أثينا !! أنتِ من قام بلعن ابنتي!" قالت الملكة بغضب وأمسكت شعلة كانت معلقة على أحد جدران المعبد.. وابنتها تصرخ أرضًا!

" أثينااااا !! إن لم تنقذي ابنتي سأقوم بحرق المعبد .. سأحرق المملكة كلها " قالت الملكة وكادت أن تضع قدمها على أول درجات المعبد لكن سطع ضوء قوي من الداخل لتخرج إمرأة مرتدية رداءً أبيض يزينه درع ذهبي مصقول، ورمح ضخم بيدها ودرع بيدها الآخرى ..

جثت المرأة على ركبتيها جانب ابنتها وهي تضمها وعيناها لم تتحركا من على المرأة التي تخرج من النور،

لقد كانت كمن أحيطت بالمجد والثقة.. وخصلات شعرها الطويلة تتطاير بفعل الرياح القوية التي هبت مع ظهورها ..

لقد ظنت أن أثينا حضرت بالفعل لتخلص ابنتها،

لكن عندما إقتربت كانت شابة بشعر أحمر وعيون زرقاء ومظهر مهيب،

" أهذه .. نيفادا ؟!" قالت الملكة دون فهم،

إقتربت الشابة لتمسح على رأس نيفادا الصغيرة وابتسامة رقيقة مرتسمة على شفتيها، لتفقد الطفلة الوعي بالحال،

هكذا فقط ثم اختفت الشابة وهالة الضوء وكل شيئ كأنه لم يكن..

تكرر الأمر مرات عديدة، واستطاعت الملكة أن تفهم حل تلك المعضلة، تظهر على ابنتها تلك الأعراض عندما تفقد رباطة جأشها، عندما تنفعل وتغضب،

لقد زرعت بابنتها المتمردة على الدوام أنه على الحزانى أن يتعلموا كيف يغضبون في الاتجاه المناسب، والوقت المناسب، فوحده هذا الغضب الآمن يعيد ترتيب الدماء، ورصف القلب، وإعادة الأمور إلى نصابها بعد أن إلتوت على نفسها مثل العظام المشوهة.

الغضب يشبه تعويذة التحول، فقط عندما نغضب نفقد عقلنا ونتحول لوحوش تريد البطش .. لا نكون نحن، وكذلك كانت هي،

وضعت الملكة قلادة حول عنق ابنتها، حتى تتذكر من هي وألا تفقد ذاتها يومًا كلما شعرت بقلادة والدتها..

وقد أهدت الملكة قلادة لكل الأميرات والأمير لتذكرهم دائمًا ألا يفقدوا أنفسهم داخل ضجيج العالم..

تمسكت بقلادتها وتنفست الصعداء، تلك القلادة التي تذكرها بآدميتها .. أنها ليست وحشًا،
عليها أن تتعلم كيف تتحكم بغضبها، هي ليست كأي شخص إنما أميرة تحمل دماء أسرة الكورنيث الحاكمة..

تلك المملكة التي لطالما نبذت الهمجية والتصرفات الغير حضارية..

وجدت أدونيس يضع جبينه على جبينها، إنه يواسيها بهذه الطريقة فقد مرت بالكثير مؤخرًا..

محاولة إختطاف طفلها ثم أختها وقد نجحت بإعادة الأحجار إلى مكانها مرة آخرى ..

أدونيس أصبح أبًا هو الآخر ربما لهذا السبب يشعر بما تمر به،

"أتعلم أدونيس، أنت الأفضل " قالت نيفادا وتوجهت للقصر وأرسلت لأختيها أنها ستعود للقصر لأنها مرهقة.

عادت للقصر وهي تمشي ببطء متجهة إلى جناحها مرهقة للغاية فهي لم تنل أي قسط من الراحة منذ استعادة شقيقتها،

"سموكِ .. سمو القائد آزرا أرسل تلك الرسالة من أجلكِ" قالت إحدى الوصيفات وهي تناولها رسالة مغلقة بالختم الشمعي الأحمر..

"شكرا لكِ، هل تحضرين صغيري من فضلك ؟" قالت نيفادا وتناولت الرسالة ودخلت جناحها لتستلقي على فراشها وما هي إلا دقائق حتى أصبح طفلها بين ذراعيها وضمته وهو الآخر ووضع ذراعه المكتنز كحبه البطاطا المسلوقه حول عنق أمه كأنه يضمها،
قرأت نيفادا الرسالة على عجل.. أنه يخبرها أن تنتظر حتي يقرروا ما يفعلون بجنود تاي ..

داعبت نيفادا أنف صغيرها وهي تهمس له " سيدفعون ثمن محاولة إختطافك صغيري"

🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀

وفي البيت الكبير على التل حيث يعيش ساميراما وماديرا، كان ساميراما ينظر بالأوراق ويُعدها استعدادًا لاجتماع اليوم..

دخلت ماديرا وهي تعيد خصلات شعرها للخلف بضيق، لمحها زوجها وهو يستعد لنوبة غضبها المعتادة..

لكنه وجدها تقف خلفه وهو جالس على مكتبه وتضمه من ظهره "كيف هو العمل" قالت هامسه بأذنه،
كيف تبدل حالها هكذا بسرعة
ابتسم ساميراما وهو يشعر ببعض الريبة وقال "كل شيء على ما يرام سموكِ"

طبعت ماديرا قبلة على خده وجلست قباله وقالت" تعمل جيدًا لدى نيفادا"

" إنها تدير الأمور بشكل جيد" قال ساميراما بتلقائية

عبست ماديرا وقالت"لكن بأي صفة تدير نيفادا الأمور؟"

رفع ساميراما رأسه باستنكار وأطرق قليلا ثم قال "لست أفهم؟!"

تنهدت ماديرا وقالت " هذا المنصب يجب أن يكون لأخينا الأصغر"

أعاد ساميراما ظهره للخلف وقال " لكن سمو الأمير ليس هنا بعد، على أحدهم تولي القيادة"

قامت ماديرا تتحرك ذهابًا وإيابًا وقالت "إذًا يجب أن يكون أكبرنا هو الحاكم بتلك الحالة"

عقد ساميراما حاجبيه بصدمة وقال "تعنين أنكِ تريدين حكم المملكة؟؟!"

عرت ماديرا بالتوتر للحظة وقالت "على الأقل أن نعرف ما الذي يحدث بمُلك والدنا وكيف تتصرف به نيفادا !"

"أنتم من بالضبط؟" قال ساميراما موليًا إياها كل تركيزه تاركًا ما كان بيده،

"أنا وناتاسيا بالطبع، نيفادا الآن زوجة لولي عهد مملكة الآكايشي وولاؤها سيكون لهم بالنهاية !" قالت ماديرا بجدية

وضع ساميراما يده على جبينه مصدومًا وقال "أنتِ تشكين بولاء نيفادا حقًا ! ما هذا الهراء "

اقتربت ماديرا ووضعت يدها على صدره وهي تنظر لعينيه مباشرة وقالت "فكر بالأمر، ستكون وزير المملكة .. أليس هذا هو المنصب الذي تستحقه ساميراما .. إن قمنا بإثارة الأمر فسيقوم المواطنون بالمطالبه بحاكم ولاؤه لكورنيث .. أما نيفادا فهي ستذهب مع زوجها بالنهاية، كل شيء مُعد أريد دعمك فقط "

أمسك ساميراما يدها وأبعدها وقال بحزم " أنتِ تطلبين أن أخون نيفادا ! هذا مستحيل ! وسأقف بوجه من يعترض طريقها حتى إن كان أنتِ !"

تسمرت ماديرا مكانها بصدمة، كيف إستطاع أن يقول كلامًا بهذة الحدة هكذا !
أين ساميراما المغرم بها حتى النخاع
ما الذي يجري ..

كانت تراقبه وهو يدير ظهره لها وهم ليخرج من الغرفة لتوقفه ماديرا "غبي ! كنت أريد أن أجعل مِنك شيئًا ! "

إلتفت إليها ساميراما وقال "أنصحكِ ألا تبدأي هذا سمو الأميرة .. هذا الذي تريدين الحصول عليه ليس حقًا لكِ أو حتى لنيفادا .. إنه مُلك أخيكم سمو الأمير آريس، وإلى أن يعود سالمًا ستكون نيفادا حاكمة المملكة، لا تنسي أن المملكة تحت حماية إلياس آكايشي وهو وكلها بإدارة الآمور "

" أخرج من هنا ولا تعد إلى منزلي" قالت ماديرا والغضب يشغل قلبها

" أمركِ سمو الأميرة .. يُمكنكِ التحرر أيضًا من هذا الزواج إن أمرتِ بذلك " قال ساميراما وخرج من الغرفة بل ومن البيت كله واتجه للقصر الملكي..

🥀🥀🥀🥀🥀🥀

لم تلبث أكثر من ساعتين حتى استيقظت نيفادا وطلبت من وصيفاتها مساعدتها بتجهيزات اجتماع الوزراء فورًا بعد إطعام طفلها الصغير..

وبالفعل كانت نيفادا في قاعة الاجتماعات بالقصر الملكي

حيث كانت بجناح خاص ملاصق للحديقة الشتوية، وقد صُممت القاعة بأرضية خشبية وستائر سميكة باللونين الأحمر والأسود تغطي أغلب الحوائط وتطل على حديقة مغطاه بالزجاج المصقول حيث يتم زراعة مختلف الأزهار ويمكن رؤية الثلج المتساقط ينزلق من فوق السطح المائل للحديقة

(الحديقة الشتوية المغلقة)

وكانت القاعة مخصصة لاجتماعات الملك الرسمية، مع المستشارين والوزراء..

وكان في منتصف هذه الغرفة منضدة بيضاوية كبيرة ليجتمع عليها كبار رجال الدولة، كما كانت المقاعد مغطاة بقماش القطيفة الأرجواني الذي كان يحمل رمز عائلة آل كورنيث الملكي،

وبهذا اليوم جلست نيفادا على رأس الطاولة وعلى يمينها ساميراما الذي كان يبدو متوترًا ونيكولا وبلقيس وعلي يسارها آزرا وباستت وكلًا يقف أمام كرسيه،

"دعونا نبدء الاجتماع" قالت نيفادا ليجلس الجميع

وقبل أن يتحدث آزرا وهو خالها والأكبر سنًا بينهم سمعوا ضجيج للحراس بالخارج ثم فُتح الباب لتدخلا ماديرا وناتاسيا فجأة،

إلتفت الجميع إليهم باستنكار، وتبعهم حارس القاعة لينحني معتذرًا " لقد أصرت الأميراتان على الدخول قبل أن أطلب الإذن سموكِ"

لتتقدم ماديرا وناتاسيا خلفها " أرى أنه من المناسب أن نُدعي إلى الاجتماعات التي تخص المملكة"

لتقل ناتاسيا بخجلها المعتاد " نريد مساعدتكِ أختي "

نظرت لها ماديرا بشدة فصمتت ناتاسيا بإحراج،

لمست ماديرا الطاولة وقالت" يجب أن تكون هذه الطاولة مستديرة" ثم نظرت لنيفادا

"هذا ليس الوقت المناسب للنقاش بشكل الطاولة، وليست الطريقة المناسبة لدخول قاعة الاجتماعات" قال آزرا بغضب وهو يتمالك نفسه

" بل هذا هو الوقت الأنسب ! نريد أن نكون جزءًا من تلك الاجتماعات من الآن فصاعدًا وسنكون أصحاب القرارات الهامة هنا" قالت ماديرا بتصميم،

أصبح الجميع ينظر لنيفادا التي تنهدت وابتسمت وقالت "سنناقش أمر المحاصيل الزراعية القادمة من مملكة كونستا"

ثم أشارت لهما لتجلسا وبالفعل جلست ناتاسيا لكن ماديرا لم تفعل وقالت "سأجلس على رأس الطاولة بالطرف الآخر"

"حسنًا كما تشائين" قالت نيفادا بهدوء وأشارت لآزرا بالانتظار فيما يخص أمر جنود تاي،

انتهى الاجتماع واقتربت ماديرا من نيفادا وكذلك فعلت ناتاسيا،

"ما الأمر؟" قالت نيفادا ويبدو عليها الإعياء

"سمعتِ ما قلته نيفادا، سأكون هنا من الآن فصاعدًا.. وعلينا أن نتناقش فيما يخص إدارة المملكة والتي هي من حق أخي" قالت ماديرا بإصرار

بتلك اللحظة أتت بلقيس لتقف بجانب نيفادا وقالت "لدي ما أناقشه معكِ نيفادا"

لتغتاظ ماديرا وهي تعلم أن بلقيس تريد أن تنهي هذا النقاش بينهم وقالت وهي تنظر لها باستصغار "ألا ترين أننا نتحدث بأمر خاص"

نظرت لها بلقيس ببرود وقالت "ماذا بكِ يا إمرأة ! ألا ترين حالها! يجب عليها أن ترتاح، هي أليست أختك فلتراعيها إذًا وأتركيها وشأنها"

وأكملت وعينيها تقدح شررًا " وأنا أفعل ما أريد وقتما أشاء فلا أُجبر على شيئ، ولا تحدثيني بتلك النبرة مجددًا فأنا لست من مملكة ما بل من عشيرة لذا لا تتعدي حدودك معي وإلا أسقيتك الآمرين فعشيرتي وأنا لسنا لقمة سائغة بفم أي أحد ولا حتى الحثالة والرعاديد"

"إهدأي بلقيس، ونتحدث بهذا لاحقًا ماديرا" قالت نيفادا وانصرفت فحسب وتبعتها بلقيس خوفًا عليها أن تسقط تاركتين ماديرا وناتاسيا بغرفة الاجتماعت

🥀🥀🥀🥀🥀🥀

" ما الذي تريدينه كاسندرا؟ لماذا تريدين موتي بشدة " قال إلياس واضعًا سيفه جانبًا

هزت كاسندرا كتفيها باستهتار وقالت مقتربه منه "دعني أوضح الأمر أكثر إلياسي .. لا أريد موتك بالمقابل بل حياتك"

ثم اقتربت منه بطريقة جنونية وهي تلهث قائلة "أريد أن أحصل عليك بالكامل أحصل على قوتك ومجدك أريد كل ما بك إلياس، أنتَ ملهمي! ومحرك قوتي!"

كان إلياس ينظر لها بفراغ واستنكار "أنتِ مختلة تمامًا"

أمسكت إحدى خصلات شعرها بغنج وقالت "أريد ردًا فيما يخص عرضي"

إطرق إلياس وهو يفكر باللاشيء فالأمر لن يحتمل التفكير،
"ما المطلوب إذًا؟ " قال إلياس

لمست كاسندرا وجهه بيدها ذات الأظافر الطويلة الحمراء وقال " الآن تعجبني أكثر "

ثم أحضرت صندوقًا خشبيًا كبيرًا ..
تنهد إلياس مهمومًا وهو يستمع لما لديها،

بعد قليل خرجت إحدى فتيات القافلة تنادي لإيوسيف،

" سمو الأمير إلياس يريدك سيد إيوسيف" قالت الفتاة التي كانت تخفي وجهها ..

أومأ إيوسيف وتبعها لداخل الخيمة ليلتقي بإلياس أخيرًا،

"إيوسيف"

"سموك!"

تنفس إلياس عميقًا وقال "أريدك أن تقود الجيش بهدوء إلى المملكة، سأتبعكم بالتأكيد لكن عليّ أن أنهي بعض الأمور هنا بنفسي"

"هل الأمور على ما يرام؟ " قال إيوسيف باستنكار وشك

"أجل كل شيئ جيد، بمجرد وصولك أريدك أن تعقد قرانك أنتَ وباستت" قال إلياس بحزم

كاد إيوسيف أن يتحدث لكن أوقفه إلياس بحركة منه وقال "أخبر نيفادا أنني سأعود من أجلها ومن أجل طفلنا"

"ما هذا العمل المهم إلياس أجبني!" قال إيوسيف بقلق

"إفعل ما آمرك به إيوسيف ..والآن إرحل مع الجيش،فلنفترق الآن وسنلتقي قريبًا بالعاصمة " قال إلياس ومسد على كتف صاحبه ثم أمره أن يذهب.
🥀🥀🥀🥀💔🥀🥀🥀🥀

Continue Reading

You'll Also Like

242K 3.5K 7
مالذي سيحل بليام الذي استيقظ ووجد نفسه شريراً في رواية كان قد قرأها من قبل؟ بداية كل شيء في وسط الظلام فتحت عيناه بصعوبة يبدو عليهما التعب والثقل..أ...
298K 25.9K 78
الابنة الكبرى كانت كعلبة قمامة عاطفية حيث يتم القاء كل إحباطاتهم عليها ، ليست محبوبة او ثمينة او شخصًا يُفتخر فيه ، هي كانت تعلم ذلك ومع هذا حاولت جا...
238K 21K 115
قد يقول أشخاص آخرون إنه كان زواجًا بدون حب ، لكنه لم يكن من أجل كلوي. لقد أحبت زوجها من كل قلبها. ولكن بعد ذلك ... "أعتقد أنك لا تعرف كم هو غير مر...
10.1K 521 46
قصة رمضانية