عودة

211 13 19
                                    

قبلتها الأولى !

دائمًا ما كانت تتخيل كيف ستكون قبلتهما الأولى .

لكنها كانت تصفع نفسها داخليًا بمجرد تخيل وجهه قريبًا جدًا هكذا ..

كان متحكمًا بها تمامًا وهي فقط لا تستطيع مجاراته .

ابتعد قليلًا ليمرر إبهامه على شفتيها ليفرقهما بلطف ثم يعاود تقبيلها ..

استسلمت .. كأنها كانت قابضة على قلبها تخشي أن يفلت نبضتين أو ثلاث أمامه فينفضح حبها له ولنفسها العنيدة .

كان يرفق بها وهو يشعر بحرارة جسدها تزداد تدريجيًا ..

لطالما كان يراها كالزهرة البرية التي أرادها منذ نعومة أظافره .

يذكر عندما أتمت الرابعة عشر وهو كان بالسادسة عشر .. لم يعد يراها كـ نيفادا المزعجة المثيرة للصخب والجلبة ..

بل أصبح يراها كإمرأة .. وليست كأي إمرأة .. بل كإمرأته ...

تلك الغبية كانت تقترب كثيرًا منه بحماس الأطفال تريده أن يتدرب معها، ألا تعي أنها لا يجب أن تقترب هكذا من رجل فجأة !!

يذكر حينها أنه دفع كتفيها ليترك مسافة بينهما .

لكن انتهى به الأمر بتذكر ملمس بشرتها .. كانت ناعمة و..و ..

نعم يذكر أنه ظل ينظر ليده ليلتها !

ها هي الليلة بين يديه ..

ذقنه تداعب بشرتها .. لم يعرف كم من الوقت استمرا .. ولكنه ولأول مرة في حياته فقد السيطرة على نفسه ..

فقد إتزانه إندثر تحت نعومة بشرتها ..

أما هي فيبدو أن مشاعرها نحوه ألقت بظلالها على كل كيانها المتهالك..

يبدو أنها سعيدة.. سعيدة بامتلاكه لها!

إهتزت قدميها ويديها وشعرت أن الأرض تدور من تحتها..

كفه يقبض على معصمها ..يأسرها بشدة.. وفي داخل أعماقها أرادت رفع يدها ودفن أصابعها في شعره الأسود الناعم.

ببطء وصعوبة ابتعد عن شفتيها وهو يلتقط أنفاسه المتسارعة ويستطيع أن يسمع دقات قلبها غير المتزنة.. تعلن الحرب عليه..

شعرت بالوخزات المؤلمة في كامل جسدها وقلبها ينبض بعنف وقدميها كالهلام..

تلهث بأنفاسٍ مضطربة تشعر أن شفتيها متورمة...

حاولت أن تسيطر على دقات قلبها النابضة.. أن تستعيد بعضًا من غرورها وكرامتها الزائلة.

عيونها مغمورة ببحرٍ من الدموع وصدرها يرتفع وينخفض برئتين تقاتل للحصولِ على بعض الهواء فرائحتهُ العبقة تنتشر لتحيط بالجو ليصبح الهواءُ ثقيلًا عبقًا به برائحته..

جندي الجبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن