شمس أوستن

By 4BOUNA

25.5K 1.8K 1K

لَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح... More

المقدمة
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوّج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي ، لكن ..
الفصل السادس : لن اخسر ، سوف اتسلق !
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه !
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية !
الفصل التاسع : الارشيدوق
الفصل العاشر: أميرة عالقة
الفصل الحادي عشر: قرار ترحيل
الفصل الثاني عشر : سيدي حامل السيف المقدس
الفصل الثالث عشر : ابكي بشكل جميل !
الفصل الرابع عشر : مهمة زوجتي العزيزة
الفصل الخامس عشر : مُلاحِقَةُ الثّنائيات !
الفصل السادس عشر : أنا اعرفك !
الفصل السابع عشر : حفلة الشاي
الفصل الثامن عشر : كانت كذبة!
الفصل التاسع عشر: استمتعي بالبكاء ، سينا!
الفصل العشرون: لحن آخيليس الحزين
الفصل الحادي و العشرون : مظهر جديد
الفصل الثاني و العشرون : مجدداً و لكن
الفصل الثالث و العشرون : ذلك اليوم من الصيف الحزين
الفصل الرابع و العشرون : حربُ الأفئدة
الفصل الخامس و العشرون : تمثيل!
الفصل السابع و العشرون: بداية جديدة
الفصل الثامن و العشرون : كل شيء و لا شيء!
الفصل التاسع و العشرون: أنا معجبٌ بك!
الفصل الثلاثون : العدو الأكبر
الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك
الفصل الثاني و الثلاثون: أفرغي قلبك لي، سينا
الفصل الثالث و الثلاثون : ضائع
الفصل الرابع و الثلاثون: توقعات بلهاء!
الفصل الخامس و الثلاثون: القرار
الفصل السادس و الثلاثون: لا شيء كالحلم
الفصل السابع و الثلاثون: أحبكِ!
الفصل الثامن و الثلاثون: خبئني!
الفصل التاسع و الثلاثون: المسني لتعرفني!
الفصل الاربعون: قبلني كيران!
الفصل الحادي و الأربعون: المصمم الأفضل على الإطلاق
الفصل الثاني و الاربعون : موعد كزوج و زوجة.
الفصل الثالث و الاربعون: الطريقة لقتل روح

الفصل السادس و العشرون: ما أريد و ما يجب!

217 30 6
By 4BOUNA

عندما كنت صغيرة و بصفتي فردا من العائلة الحاكمة، لم تكن كيفية التعامل مع هذه الأشياء مجال دراستي، لكن لدي الخبرة الكافية لمعرفة جودة الاشياء، ما هو اصلي و ما هو مزيف و كيفية اكتشاف ذلك و الفضل يعود الى غاندالف الذي علمني الكثير، لدي بعض الخبرات عن أمور البستنة لأنها هوايته المحببة، لقد زرع حول الكوخ العديد من النباتات و الأشجار و الزهور لأغراض طبية كما أنه اعتاد على تسجيل ملاحظاته في دفاتر خاصة حتى أتمكن من الاطلاع عليها


" أريد ترميم الحديقة حقا "

دون رفع ناظريه عن المستندات يرد كيران

" تعلمين انك لست بحاجة لذلك، سننتقل الى الدوقية على أي حال "

" ماذا عن الان؟ "

" ليس مهما "

" بالطبع لا يهمك لكنهم سيتحدثون، ثق بي "

تضيف :

" كما ان علي الترتيب لحدث واحد على الاقل "

يرفع كيران رأسه و يقول :

" حسنا، ما المطلوب مني؟ "

تعبس سينا و ترد :

" انت تعلم من الصعب ايجاد مهندسين و بستانيين لان معظمهم ينتمون الى العائلات النبيلة "

يرفع كيران حاجبا

" انت جزء من احدى العائلات النبيلة تعلمين هذا ، صحيح؟ "

تضيق سينا عينيها

" ما الذي تعنيه؟ "

يتنهد كيران و يقول

" من انا؟ من اكون؟ "

تهتف بحماس

" هل علي ان احزر؟ "

تفكر سينا قائلة :

" شخص .. انسان؟ ليست هذه الاجابة؟ حسنا .. "

تهمهم مفكرة

" انت كيران .. عصبي؟ حاد الطباع و مزعج "

" سينا، بجدية؟ "

يتنحنح ثم يسأل مرة اخرى

" ما مكانتي؟ "

" حسنا .. " تفكر قائلة " لديك الكثير من الالقاب و .. دوق؟ نعم، دوق كينجي و .. "

" اوه .. " تشهق بادراك و تصفق بيديها " الان فهمت "

" جيد، لا عليك سوف اتكفل بذلك "

تبتسم ملء شدقيها و تقول بسعادة :

" حسنا "

تراقبه يرفع ريشته و يقرأ الوثائق بعناية و هدوء، تركض حدقتاه الزرق بلون سماء منتصف الليل على الاسطر و تداعب انامله اطرافها ثم تقلب الصفحة، تنظر بإمعان الى هيئته

حتى دون قول كلمة هيئته توحي بهدوئه و رزانته .. الى جانب كونه مملا طبعا، لكن في بعض الاحيان اشعر بالفضول حقًا لمعرفة كيف يمكن أن يكون هادئًا للغاية أثناء القيام بنفس الأشياء المملة .. حياة كيران تشبه مشاهدة نفس المنظر طوال الحياة، لا تشويق او متعة فقط الروتين

لكن بطريقة ما .. هو مثير للاهتمام

لا اعرف ما الشيء المثير للاهتمام فيه لكن .. مهلا!

تسقط قبضتها على المكتب فجفل كيران، تصرخ :

" انت .. "

ينظر كيران بعيون متسعة مذهولة مستغربة

" لما انت جذاب جدا؟ "

تتذمر سينا بانفعال

" تعلق عيني عليك كثيرا، انت تفقدني تركيزي "

" معذرة؟ "

" انظر اليك، هذا ليس عدلا حقا "

تسأل بتذمر

" من يلبسك بهذه الطريقة؟ لما ترتدي الاسود؟ "

تتنهد

" الاسود يليق بك، ليس الاسود فقط فعليا لكن .. من الصعب مواكبة هالتك، أمامك يرى الجميع انفسهم بدونية "

" تلك مشكلة ثقة في النفس لا دخل لي! "

يجري مسحا على مظهره بناظريه ثم يتبع :

" اعتقد انني عادي "

تكتف ذراعيها أمام صدرها و ترد

" لكنك لست كذلك "

" لماذا؟ " يسأل

" لست أعلم "

تفكر للحظة ثم تضيف :

" لا يمكن لأي شخص ان يقف بجانبك و لا يخسر خاصته "

" لا، هناك شخص بالفعل "

تتسع عيناه، تسأل سينا بفضول

" حقا؟! "

يومئ كيران برأسه

" من هو ؟ "

" لم تلتق به بعد "

" اذا هل يعلم؟ "

ينظر سارحا في ملامحها للحظات ثم يقول :

" للأسف لا .. " يتنهد ثم يضحك بخفوت و يتبع " لكنني ارجو ان يدرك ذلك قريبا "

" لا تضحك، انت تزيد الطين بلة "

" هل انت منزعجة لأنني جذاب حقا؟ "

تومئ برأسها

" ما الحل اذا؟ "

تذبل زوايا فمها و تنظر سينا بعبوس

" لست ادري "

بعبوس مصطنع يقول كيران مقلدا طريقة كلامها

" لا تدرين؟ "

تومئ برأسها

" هذا ليس جيدا "

تومئ برأسها عابسة فينفجر كيران ضاحكا

" ما الذي سأفعله بك؟ "

تتأفف سينا " السؤال الغامض مرة اخرى؟ " ترفع حاجبا و تسأل " ما الذي تعنيه؟ "

" سينا "

يشابك أصابعه فوق المكتب

" ماذا؟ "

يسأل كيران :

" ما رأيك فينا؟ "

" من؟ "

" أنا و أنت "

" بادئ ذي بدء، نحن لسنا شيئا حتى أبدي رأيي "

" الا تشعرين بأي انجذاب نحوي؟ ولو قليلا؟ "

" الى وجهك نعم، أي شيء اخر لا .. "

" جديا؟ "

يعقد حاجباها

" لما انت جاد؟ هل انت منجذب الي او شيء من هذا القبيل؟ "

" ماذا لو؟ "

تنظر الى الجدار مفكرة للحظة ثم تقول :

" في الواقع، هناك ما يعجبني فيك اكثر من وجهك "

" اخيرا .. " يبتسم كيران ثم يسأل بفضول

" ما هو ؟ "

تشير سينا بيدها له كي يقترب بعدها تقترب ايضا و تكوب وجهه بيديها ثم تهمس ملحنة قولها

" سأحصل على اموالك .. سأهرب و معي اموالك "

تبتسم بخبث و تقول :

" فقط واصل على هذا المنوال، حسنا؟ "

يبعد يديها و يقول بانفعال

" سينا! "

الطريقة التي كانت تجيب بها على أسئلة كيران لم تكن جدية ، لم تكن ترغب سينا في التعامل معها بجدية البتة لعلها تبلغه مقصدها، لا تريد الخوض في موضوع كهذا لكن إصراره .. أرادت وضع حد لذلك

تتنهد سينا ثم تفصل شفتيها

" اذا كنت سأعجب بشخص ما مرة اخرى، يجب ان انسى حبي الاول اليس كذلك؟"

لم تنتظر ردا بل اضافت

" لم انساه كيران! و ربما لن يحدث ذلك أبدا الى أن احصل على سبب وجيه .. أما عن السبب الأكبر .."

" كيران .. " تعتدل في جلستها و تلعق شفتها السفلى ثم تتنهد و تتبع

" كيف يمكنني ان اعجب بالشخص الذي خدعني؟ "

" قد يبدو الامر كذلك، آسفة و لكن .. أنا لست النوع الذي يؤثر عليه وجه جميل و الكثير من الاموال، كيف يمكن ان اثق و احب شخصا يراني كوسيلة و يتودد لي للحصول على ما يريده فقط "

تتسع عيون كيران

" كيف- "

" تسأل الان عن كيف عرفت، صحيح؟ " تتنهد و تضيف :

" حسنا، اليك بهذا السر، أنا افعل المثل! "

" ماذا؟ "

" لقد خدعتك بمعاملتي، بروسبر كيران كينجي "

تنظر في عينيه و تتبع بجدية :

" و لنقل انك اصبحت معجبا بشخصيتي المخادعة، هل انا على حق؟ " بعبوس مصطنع تعترف :

" آسفة، لكن تلك الشخصية مزيفة .. " تبتسم " لقد صنعتها خصيصا لك "

تستقيم واقفة

" اخطط لشراء بعض البذور، سأذهب و ريوجان - "

يعترض مقاطعا

" لن تفعل "

يرفع ناظريه

" ليس قبل حصولك على حارس خاص "

تضحك بسخرية و تقول

" انت تمزح، صحيح؟ "

ينظر كيران مباشرة في عينيها و يقول :

" هل ابدو كذلك "

حسنا، تعبيره الجاد هذا مخيف

تبتلع سينا ريفها ثم تجلس على الكرسي و تكتف ذراعيها امام صدرها ، تزفر نفسا ثم تسأل

" حسنا، ما اقتراحك؟ "




لست اذكر كم مرة قلت فيها (لا) رافضة لكن ذلك الزوج اللعين مصر و ذلك يثير حنقي فعلا

جالسة على الكرسي تصرف بضجر كل فارس يظهر في مرمى نظرها الى أن لفت انتباهها شخص مألوف بالنسبة لها

" مايكي؟! "

تنظف حلقها ثم تشير له كي يقترب و تهمس

" اسمع، أنت تعلم انك جيد، صحيح؟ لكن لا يمكنني اختيارك لأنني خائفة من اقحامك في المشاكل و انت صغير جدا، هل تفهمني؟ "

يومئ برأسه و يقول

"نعم سيدتي"

تعبس

" انا اسفة لكن علي ان اقول لا "

" لا بأس سيدتي "

" حقا؟ "

يومئ برأسه و يقول مطمئنا

" لا عليك سيدتي "

تبتسم سينا

" حسنا "

يتراجع مايك نحو الخلف و يعود الى بقعة وقوفه سابقا

تنضف سينا حلقها و تقول

" مرفوض! "

يلوح مايك لسيدته التي تفعل المثل و العبوس باد على ملامحها بينما يتجه نحو المخرج

بعد ان اختفى مايك خلف الباب تنهدت سينا

اريد فقط ان اخبرهم انني لا اريد أيا منهم لانهم ينتمون له

ترمق كيران بسخط

لكن لا يمكنني ان اقول ذلك

بعد أن تأكدت سينا من رفض الجميع لأسباب غير وجيهة البتة قالت :

" بما ان اقتراحاتك نفذت هل يمكنني الذهاب الان "

" لا، اطلبي من ريوجان شراءها "

ترد متذمرة

" اريد الذهاب ايضا "

" مرفوض! "

" لماذا؟ "

" لان خروجك وحدك غير آمن "

" لما انت مهتم كثيرا فقط دعني أ- "

" سينا اخرجي "

ليس قبل ان تسمح لي

" سينا "

" لن أ- "

يصرخ مقاطعا فجأة

اللعنة أخرجي! " ينتفض من مكانه و يدفع بيده صندوق عدة الكتابة في اتجاهها

" قلت لا الى متى سأكرر رفضي؟! "

متجمدة في مكانها تنظر الى الشخص امامها يستشيط غضبا و ساقاها مخدرتان، يرتجف فكاها و تسطك أسنانها ببعض

" أ-أنا .. "

تمسك دفتي الكرسي بيدين مرتجفتين ثم تقف

" سـ سوف .. "

تتراجع مبتعدة عن المكتب

" حسنا، سـ سوف أغادر الان و- "

" مكانك! "

يصرخ كيران و يلقى بزجاجة الحبر عرض الحائط فتجفل سينا، تلتفت ببط الى يسارها حيث البقعة السوداء على الجدار تخفض نظرها و تحدق في فتات الزجاج المتكسر على الارض

يندفع نحوها و يسحبها من معصمها بخشونة نحوه ثم يمسك ساعديها بقوة و يصرخ

" الى اين؟ "

جفلت من صراخه، تتلعثم

" كيران .. أنا آسفة حقا، أفلتني "

توسلت و وجهها منكمش اثر الالم الذي تشعر به ينتشر في ذراعيها

" تريدين أن اتركك تذهبين بمفردك صحيح؟

تحرك رأسها نافية

" سـ سوف أكون جيدة .. أرجوك

" حسنا، كيف سأشرح ذلك عندما تعودين ميتة؟ "

يهزها بقوة

" كيران أرجوك- "

"لا تجرأ على البكاء! "

يصرخ بحدة

" أنت لما لا تفهمين؟ "

لم تكن هناك على الاقل ليس بعد سماع كلماته الاخيرة .. كانت كلمات مألوفة تسمعها تتكرر في اذنيها بأصوات مختلفة، تنظر الى وجه كيران المتشنج بغضب و شفتاه تتحركان لكنها تسمع الاصوات الغريبة للأناس الغرباء فقط

المشهد امامها و الاصوات في اذنيها ليس متطابقا

{ لا تجرأ على البكاء .. مثير للشفقة }

تمسك رأسها متألمة بينما يتدفق الصداع كالشرار و ينفجر في رأسها و ضوء ابيض ينبض في عينيها المغلقتين بإحكام

تئن و تصرخ متألمة، صوت صراخها يستمر في الارتفاع

يرخي كيران قبضتيه فتتراجع سينا مترنحة ثم تسقط على الارض متعثرة بالسجاد

" أرجوك .. "

تنظر اليه الذعر في عينيها و تتراجع زاحفة بسرعة الى ان اصطدم ظهرها بالجدار بقوة

" لا تضربني، لن اعيدها، أقسم أنا .. فقط هذه المرة .. سأكون جيدا "

" سينا .. "

كيران الذي يقترب منها بأرجل ثقيلة من حجر تتسرب منها قواه و القلق باد على وجهه لم يكن الشخص الذي تراه سينا، الرجل الواقف في مرمى الضوء يحمل سوطا في يده

" لا! .. "

تصرخ باكية بحرقة و تكرر بهستيرية

" سأكون جيدا .. أرجوك، لا تضربني "

تتوسل و تضم ساقيها الى صدرها

" أضربك؟! سينا .. "

يدنو كيران منها و الصدمة بادية على ملامحه ثم يرفع يده المرتعشة للتربيت على رأسها و تهدئتها

" لا! "

تصرخ و ترفع سينا يديها بسرعة و تغطي راسها ثم تدفنه في حضنها

هل .. هل تعتقد انني سأقوم بتعنيفها؟

تساءل كيران بصدمة

" سينا .. "

في تلك الاثناء اندفع جيروم و ماري الى الداخل

" ما الذي حدث؟ "

صرخت ماري ثم هرعت نحو سينا

" سينا .. انها انا ماري، انظري .."

تلتفت نحو كيران و تصرخ في وجهه قائلتا

" ما الذي فعلته؟! "

" سينا عليك التنفس .. تنفسي عزيزتي، هيا سينا "

دفعت ماري كيران و صرخت

" ابتعد ألا ترى ذلك ، انت تخيفها "

تكور ماري وجه سينا بيديها و تقول

" لقد رحل و الآن تنفسي "

تعانق جسد سينا و تربت على ظهرها بينما تهمس في اذنها

" انت جيدة، تعلمين انك جيدة، انت جيدة جدا "

تنظر الى الفراغ والدمع يتدفق بغزارة من عينيها الذهبيتين الذابلتين و المشهد ذاته يعرض امام ناظريها؛ المرأة في ذكراها تصرخ موبخه و الرجل ذو النظارات الدائرية يرمي الكتاب في وجهها و يصرخ

{ انه ليس بذلك التعقيد لما لا تفهم؟ }

ينكمش وجهها و يتجمع الدمع في عينيها تدريجيا ، مختنقة تكافح سينا لإخراج الهواء المحتبس في صدرها، ألم الثقل الجاثم على صدرها و الشعور بالبرد القارص كما لو كانت في حوض ماء متجمد، يقشعر جسدها و يرتعش من اللسع الذي يقرص كل شبر من جسدها، تحرك يدها ببطء

" ماري .. "

تتجعد جبهة جيروم و هو ينظر الى يد سينا التي تتحرك باتجاه جانب صدرها الايسر ثم يفتح فمه و يقول

" اعتقد .. أعتقد انها تشير الى شيء ما أو .."

تلتفت ماري نحو جيروم

" ما الذي تعنيه؟ "

تتبع ماري بناظريها اصبع جيروم الذي يشير الى يد سينا التي تقبض على جانب صدرها الايسر

" اعتقد ان هناك مشكلة بقلبها او- "

" أوه! يا الهي! "

تشهق ماري و تضرب سينا على ظهرها و تصرخ :

" انها تتعرض لوخزات القلب مجدداً .. سينا عليك التنفس! سينا ارجوك! هيا "

تشهق سينا و تئن كما لو كانت روحها تنذر بانفصالها عن جسدها

" سينا ارجوك .. "

تهمس ماري في أذن سينا بصوت مهتز

" فكري، فكري في شيء جميل .. انظري سينا ، انت و ميش و الطفل تعيشون بسلام في بيت أحلامك، جميل جدا صحيح؟ "

تلمح في الافق، بيت صغير على التل الاخضر و الكثير من الورود الجميلة تحيط به، شجرة برتقال كبيرة على بعد امتار قليلة، نسيم دافئ و ضحكات سعيدة

متأثرة بالوهم الذي ينسجه خيالها

تزفر سينا مخرجة الهواء فتتبدد السحابة الثقيلة داخل صدرها ثم تطلق نحيب افزع الطير على فروع الاشجار فرفرف

يسقط رأسها على كتف ماري ثم ببطء تذبل جفونها فتغيب الشمس





ينظر جيروم الى سينا المستلقة على السرير تغط في نوم عميق ثم يوجه ناظريه نحو ماري الجالسة بجانبها و يقول

" لست ادري كيف سأصيغ سؤالي لكن .. كيف؟ "

" طفولتها لم تكن بتلك الروعة "

تتجه ماري بناظريها إلى جيروم و تقول :

" جيروم، يمكنك الذهاب، سأتكفل بالباقي "

يستدير جيروم ثم يتقدم خطوة نحو الباب بعدها يعود ادراجه

" ماذا عن الغد؟ "

" لندعو ان تكون ذاكرتها بالمرصاد"

يعقد جيروم حاجبيه

" ما الذي يعنيه هذا؟ "

" ما فوق طاقتها يلغى تماما، ان تكون خارج سيطرة عقلها أمر خطير، ستفهم ما اقصده صباحا "

حسنا .. " سكت جيروم لبرهة ثم فصل شفتيه، يقول :

" سؤال اخر .. اهتزاز الاشياء و - "

يتوقف جيروم عن الكلام فجأة و يفتح عينيه باتساع و نظره ثابت على ماري للحظة

تخفض ماري ناظريها قاطعة التواصل و تقول:

" ابق ذلك سرا، رجاء "

يومئ جيروم برأسه و يقول

" يجب علي ذلك "






" عندما افكر في الامر مليا .. انفعالي، لسبب ما كنت اشعر بأنه نابع من رفضها أي نوع من المشاعر التي قد تربطنا ببعض لكن اعتقدت بأنني تخلصت منه .. ذلك الغضب من الرفض، اعتقدت .. "

مستندا الى الجدار بأرجل مخدرة غير قادر على الوقوف باستقامة يجرف كيران خصلات شعره المتدلية تحو الخلف

"هي محقة، أنت الشخص الذي أوضح ذلك من البداية و وضعت النقاط على الحروف .. "

يتبع جيروم

" كنت تريد علاقة تعاقدية مبنية على المصلحة و حصلت عليها ما الذي جعلك تغير رأيك؟ "

يصرخ كيران بانفعال

" لست أدري! "

يستعيد كيران رباطة جأشه و يتبع :

" لست اعلم حتى ان كان هذا اعجابا أم احتياجا عاطفيا ، ربما تعلقا لست ادري لكن- "

" اعتقدت ان الاتفاق كان عن الختم و ليس هي "

يسأل جيروم بجدية

" ما الذي تريده الان؟ الاثنان؟ " يرفع جيروم ناظريه و ينظر الى كيران ، الحيرة و العجز في العينين الزرقاوين جعلت جيروم يستشيط غضبا

" لا تنظر الى بتلك الطريقة و اجبني لأنك ان اكتفيت بالصمت سأعتبر ذلك اجابة بالإيجاب "

يجيب كيران صارخاً

" لست أدري! "

متجمد في مكانه ، ينظر جيروم غير مصدق عاجزا عن تقبل أي من الحقائق المفاجئة ثم ينهار على الاريكة ممسكا برأسه و نظره ثابت على السجاد يفكر

" ما الذي ستقوله لخطيبها؟ " يتبع جيروم بسخرية: " تعثرت و وقعت في حب امرأتك؟ "

يسحب جيروم نفسا ثم يزفره ببطء و يقول :

" تخلص منها! "

يرفع جيروم ناظريه نحو كيران و يتبع :

" عواطفك!، تخلص منها! افعل أي شيء! لأن هذا ما تم الاتفاق عليه، يحصل كل شخص على ما يريده، نهاية سعيدة "




" رباه! "

جالسة على السرير تتثاءب و ترمش لعلها تطرد النعاس الذي يتلبس بجفنيها و خدودها البارزة متوهجة باللون الوردي، ثوب النوم منزلق عن احد كتفيها و الضفيرتان مستقرتان واحدة خلف ظهرها و الاخرى على كتفها الايسر

تنظر ماري التي دخلت الى الغرفة بفزع بعد أن شهقت شهقة كادت تخرج روحها، تربت على صدرها

" لقد افزعتني "

تقترب و تسال :

" منذ متى و أنت مستيقظة؟ "

تفرك سينا عينيها و تنفخ مبعدة الخصلة المتدلية امام ناظريها ثم ترد :

" لست اعلم "

" حسنا، هل تريدين ان أعد الحمام لك؟ "

تومئ سينا برأسها

" من فضلك "



ينظر جيروم و ماري الواقفان إلى سينا الجالسة على الأريكة منغمسة في قراءة روايتها العزيزة و تتفاعل مع أحداثها بملامح وجهها ؛ تعبس تارة و ينكمش وجهها بانزعاج تارة أخرى

" هل قالت شيئا؟ "

يسأل جيروم هامسا فتحرك ماري رأسها نافية

" كيف سنعرف اذا؟ "

تتنهد ماري ثم تلتفت نحو جيروم و تقول :

" فقط اسكت، سوف أسألها "

تنضف ماري حلقها ثم تسأل :

" سينا، ما كان آخر ما فعلته الليلة الماضية؟ "

تنظر سينا الى ماري باستغراب ثم تجيب :

" تناولت الطعام و خلدت الى النوم .. مهلا! "

يجفل الخادمان

" لقد اعددت لي الحمام قبل ذلك صحيح؟ "

يتنفس جيروم و ماري الصعداء

" ماري حقا، لما سألت هذا السؤال فجأة؟ " تنظر الى جيروم و تضيف " و لما هو هنا؟ "

" اعتقدت انك تحدثت مع سيدي لمدة البارحة؟ "

قال جيروم

" لا.. " تنفي سينا " كيران عاد متأخرا البارحة "

يتبادل جيروم و ماري النظرات للحظة ثم تفصل ماري شفتيها و تقول :

" حسنا، سوف أغادر، إن كنت بحاجة الى شيء اخبريني، حسنا؟ "

تومئ سينا برأسها دون رفع ناظريها عن كتابها

بعد ان تأكدت من اغلاق الباب التفتت نحو جيروم الذي ينظر اليها فاغرا فمه

" ما كان هذا؟ "

تكمم فمه و تقول

" ليس هنا "

تمسكه من ذراعه و تسحبه خلفها





جيروم قال انه من المحتمل أن لا تتذكر أيا مما حدث

يزفر كيران بضيق بينما ينظر الى باب الغرفة الواقف على عتبتها، متردد لكنه يرفع قبضته و يطرق طرقتين خفيفتين بعدها يدير المقبض و يفتح الباب بروية

" سينا .."

ترفع سينا ناظريها نحو مصدر الصوت حيث يقف كيران على عتبة الباب و يسأل :

" هل أنت متفرغة الان؟ "

تومئ برأسها ثم تشير بيدها له كي يقترب ثم ترتبت على الاريكة حيث المساحة الشاغر بجانبها

يتقدم كيران نحوها ثم يجلس على المنضدة المقابلة لها

" هل انت بخير؟ "

يرتفع حاجبا سينا و تتسع عيناها قليلا، ترمش مفكرة ثم ترد :

" أعتقد ذلك .." تنظر بإمعان إلى ملامحه و تقول : " ماذا عنك؟"

يتبع كيران بناظريه يدها التي تتحرك في اتجاهه و يحس بوقع أناملها الباردة على بشرته برقة و حنان

" وجهك شاحب، هل نمت جيدا البارحة؟ "

لم تكن ليلة هنيئة ، ظلت الكوابيس عنها تطارده ، النظرة في عينيها، الطريقة التي كانت تحدق بها إليه كما لو كان أحقر و انذل الخلق

رغم كل ذلك لم يرغب كيران في إظهار أي من ذلك، أومأ برأسه فقط

" كاذب! "

تمرر سينا ابهامها على جفنيه

" عيونك متعبة و - "

" سينا .. "

يمسك كيران يديها و ينظر مباشرة في عينيها المتسعتين نسبيا

" لست أعلم إن كان سماعك لهذا مهم لكنه كذلك بالنسبة لي لذلك ارجوك استمعي فقط للحظة "

تومئ سينا برأسها

" حسنا "

يسحب كيران نفسا عميقا و يزفره بصعوبة ثم يقول :

" لست أدري كيف سأفاتحك هذا لكن .. "

" سينا .. أنا لن أجرؤ أبداً، مطلقا، على رفع يدي و ضربك، مطلقا! "

ترمقه رافعة احد حاجبيها ثم تقول :

" كما لو انني سأسمح لك بذلك، سأركلك بين ساقيك بقوة و لن تحصل ابدا على من يرث املاكك "

يضحك كيران ثم يقول

" تصرف صائب "

" و الآن .." تسحب يديها من قبضته " هلا تبتعد قليلا لأنك تتصرف بغرابة و هذا مربك"

يتراجع كيران و ينظر إليها و هي تقوم بفتح كتابها مجددا و مطالعته

يراقبها تقع ذلك للحظات ثم يفصل شفتيه

" سينا .. "

دون رفع ناظريها عن الكتاب ترد

" هاه؟ "

" هل لديك شخص ما يمكن أن تقترحيه ليكون حارسا لك؟ "

ترفع رأسها و تنظر بعيون متسعة متفاجئة

" لما فتحت هذا الموضوع فجأة؟ لم أفكر في ذلك قط "

" اعتقدت أنك قد ترغبين في القيام بجولات او ترميم الحديقة مثلا "

تشهق بتفاجؤ

" كيف عرفت ذلك؟! "

تضيف

" لقد كنت افكر في ذلك فعلا! "

تعبس

" لكن من الصعب ايجاد مهندسين و- "

" سوف أتدبر أمر ذلك "

تتسع عيناها، تهتف سينا بحماس

" حقا؟! "

يومئ كيران برأسه مؤكدا

" رائع! "

تصفق بيديها فرحة

" شكرا لك "

يبتسم كيران بخفوت في وجهها ثم يقول :

" بما اننا متفقان هل يمكنك الاجابة على سؤالي؟ "

" حارس لي؟ "

تهمهم مفكرة

" من قد يكون مناسبا كحارس لي؟ "

تتنهد سينا و تقول:

" لا اعتقد انني اعرف احدا .." تسكت للحظة ثم " مهلا! "

ترتفع زوايا فمها في ابتسامة واسعة

" اعتقد انني أعرف المناسب "

تكور وجه كيران بيديها و تقول:

" هل ستسمح لي بالذهاب الى ماليديا؟ "

_____________________________

فصل جديد ✨

أخباركم يا قوم؟ الفصل قصير صح لكن أحسن من أن لا يكون أساسا 😌

في رأيكم منو رح يشرفنا في الفصل الجاي 😁

أشوفكم بخير و على خير 😘

Continue Reading

You'll Also Like

594K 14K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...
2.6K 521 19
المُـوبِقُ هُوَ الحَـاجِزُ العظِيمْ المُستحِيل لوقُوع شَئ. حَاجِرْ دِينِيْ، عقَائِدِي، إجتِماعِيْ، ثقَافِيْ وَ فكْرِي هـوَ ماسَيجعَـل إجتمَاع شَخصَان...
189K 18.8K 28
" ابتسمِـي لعل الحرب تخجل لعلّها من جمال ابتسامتكِ ترحل .." •••• حين بدأت الحرب العالميه الدولية الثانية في الاول من سبتمبر عام ١٩٣٩ في أوروبا التي...
95K 4.2K 26
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن ، .. .. روايتي جهدي الشخصي 😚 8/12/2023 ... #1التاريخية #3الروحانية #7الخيال العلمي