عودة فاينا

Par Medusa_Morae

2.8M 117K 55.5K

"هل تعتقد أنك قوي لمحاربتك بعض البشر؟.. فقط جرب محاربة أفكارك مثلي" -فاينا فيدور نيكولاييف. ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ في عا... Plus

الشخصيات الرئيسية
الفصل الأول "كوابيس"
الفصل الثاني "الأمل الضائع"
الفصل الثالث "خيبة أمل"
الفصل الرابع "الحفل"
الفصل الخامس "ترحيب مبهر"
الفصل السادس "باعت جسدها؟"
الفصل السابع "ال DNA لا يصنع العائلة"
الفصل الثامن "رصاصة!"
الفصل التاسع "إيما!؟"
الفصل العاشر "لما لا ننم سوياً؟"
الفصل الحادي عشر "مشاعر مبعثرة"
الفصل الثاني عشر"الحقيقة"
الفصل الثالث عشر "وغد متملك لعين"
الفصل الرابع عشر "ميت لا محالة"
الفصل الخامس عشر "قاتلة رحيمة؟"
الفصل السادس عشر "صفعة"
الفصل السابع عشر "بيتروڤ إيجور"
الفصل الثامن عشر "قُبلة"
الفصل التاسع عشر "موعد غرامي مع المافيا"
الفصل العشرون "غيرة قاتلة"
إقتباس "الوداع يا حبي"
الفصل الواحد والعشرون "عاهرة"
الفصل الثاني والعشرون "فضيحة؟"
الفصل الثالث والعشرون "جاسوسة؟"
الفصل الرابع والعشرون "مكر أنثى"
الفصل الخامس والعشرون "آل نيكولاييف"
الفصل السادس والعشرون "مارسيل؟"
الفصل السابع والعشرون "ظـل القمـر"
إقتباس "القاعدة رقم واحد: لا تثق بأحد"
الفصل الثامن والعشرون "هروب مُرتجل"
الفصل التاسع والعشرون "كريستوفر فونيكس"
الفصل الثلاثون "طباخ السم يتذوقه"
الفصل الحادي والثلاثون "هدوء ما قبل العاصفة"
إقتباس "لأني وقعت بحبك..."
الفصل الثاني والثلاثون "إبتزاز عاطفي"
الفصل الثالث والثلاثون "فقط لأجلك"
الفصل الرابع والثلاثون "تملك مُخيف"
الفصل الخامس والثلاثون "كـارثـة!"
الفصل السادس والثلاثون "الوجه الآخر"
الفصل السابع والثلاثون "كـرم فريـد مـن نوعـه"
الفصل الثامن والثلاثون "نبش في المـاضي"
الفصل التاسع والثلاثون "صداقة بنكهة الموت"
الفصل الأربعون "أخوية المُسوخ"
الفصل الواحد والأربعون "كراسيفا"
الفصل الثاني والأربعون "هدية وكرم ضيافة"
الفصل الثالث والأربعون "فريا سوليفان"
الفصل الرابع والأربعون "صلاة وتضرع للرب"
الفصل الخامس والأربعون "هدية ثمينة للغاية"
شروط الفصول...
الفصل السادس والأربعون "ذكريات ضائعة"
الفصل السابع والأربعون "آباء وقسم الدماء"
الفصل الثامن والأربعون "بيكاسو ولوحة المعاناة"
الفصل التاسع والأربعون "أساطير الموت وعرش الدماء"
الفصل الخمسون "فاينا فريدريك فونيكس"
الفصل الواحد والخمسون "عباءة الفجور وعدالتها المُلتوية"
الفصل الثاني والخمسون "عقدة الذنب ونذر بالهلاك"
الفصل الرابع والخمسون "الجراند ماستر"
اقتباس من الفصل القادم 🤍
الفصل الخامس والخمسون "لعنة الأفكار التي لا تموت... أبدًا!"
أين يمكن ايجادي 🤫🤗
الفصل السادس والخمسون "قتل ثلاثة طيور بحجر واحد!"
إقتباس "لقد فقدت نفسي.."
الفصل السابع والخمسون "دموع في الظلام"
إقتباس من الفصل القادم.. "فن مواساة الزوجة ١٠١"
الفصل الثامن والخمسون "الخيانة تجري في الدماء"
الفصل التاسع والخمسون "في ظل الضغائن القديمة"
إقتباس من الفصل القادم... "إنه ملكي"
الفصل الستـون "مائدة من الجحيم"
الفصل الواحد والستون "في غياهب الماضي"
الفصل الثاني والستـون "غـرام القـديس"
الفصل الثالث والستـون "سيمفونية الرغبة والمـوت"
إلى قرائي الأعزاء... يكفي!
الفصل الرابع والستـون "العنقاء والغرفة الحمراء"
إقتباس من الفصل القادم - كأس الغيـرة
الفصل الخامس والستون "جنون على حافة النصل"
الفصل السادس والستون "مناورة الأشقاء"
إقتباس من الفصل القادم.. "عصير التفاح"
الفصل السابع والستون "نذير بالرحيل"
الفصل الثامن والستـون "الاسم ألكساندر.. حامي العائلة"

الفصل الثالث والخمسون "رفاهية الموت والسراب الملعون"

25.6K 1.5K 1.3K
Par Medusa_Morae

*هينزل الفصل الرابع والخمسون يوم الجمعة الموافق 3/3/2023 باذن الله لو الفصل كمل الشروط كلها وهي انه يوصل لـ ٧٢٠ تصويت و ٨٠٠ تعليق*

الفصل 8500 كلمة

هاتوا أي مشروب ساخن تحبوه وأستمتعوا بالقراءة ومتنسوش التعليق بين الفقرات ❤️

هتلاقوني علي تيك توك واليوتيوب باسم: Medusa_Morae

وعلي تيليجرام باسم: روايات نرمين عصام

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

"واستمرت الحياة.. ولكنها لم تعد كما كانت أبداً مهما حاول..."

{في أحد المكاتب بالمبنى الرئيسي لشركات آل فونيكس بلندن}

"كلير، تعالي إلى مكتبي على الفور مع أوراق صفقة الكاربيتيرا"

بعد هذه الكلمات جلس مارك مكانه خلف مكتبه بمنتهى الهدوء حاملاً فنجان القهوة اللعين فى انتظار حضور كلير الذي لم يدم طويلاً حيث استمع لصوت طرقات تكاد لا تسمع على باب مكتبه ليجيب بنبرة باردة بينما بدأ يطالع باب مكتبه بغل وكره: أدخلي كلير!

كان دم مارك باردًا عندما دخلت كلير المكتب وهي تحمل حافظة أوراقها وترتدي ملابس العمل المعتادة التي لم يلاحظها في المرة الأولى لكونه كان منشغلاً في العمل.. بعد أن شملها مارك بنظراته التقت عيونهم ليعطيها ابتسامة قسرية مشيرًا بيده الفارغة إليها إلى الجلوس على أحد المقاعد أمامه.

راقبها عن كثب وهي تقترب لتجلس على المقعد أمامه بينما كانت عيناها مرتكزة على الفنجان الذي بيده.. استقرت على المقعد وهو يبذل قصارى جهده للحفاظ على هدوئه وعدم إخبارها بأن هناك شيئًا ما خطأ.

"أوراق الصفقة سيدي" هذه كانت كلماتها التي قالتها وهي تخرج ملفات الصفقة التي طلبها منها واضعة إياها بينهما.. كانت تنتظر رداً من مارك ولكنه كان فقط يحدق بها بنظرة مبهمة جعلتها تتململ في جلستها بعدم ارتياح قبل أن تنظف حلقها وهي تقول معيدة حديثها: سيدي؟ أوراق الصفقة التي طلبتها.

حاولت جعل نبرتها طبيعية ولكنها لم تستطع السيطرة علي الرجفة التي احتلت صوتها في نهاية حديثها والتي لم تُخفي عن مارك الذي كان يتابعها كالصقر عندما وقع بصرها مرة أخرى على فنجان القهوة.

ضاقت أعينه على كلير التي كانت تبدو كطفلة ارتكبت كارثة وخائفة من اكتشاف والديها فعلتها.. ولكن الفرق هنا ان من عبثت معه كان هو وليس أحد والديها.. لقد عبثت مع الشخص الذي لم يكن يجب عليها العبث معه مهما حدث.

قام بتنظيف حلقه محمحماً، وبذل قصارى جهده لإبقاء وجهه ثابتًا بينما يقول بهدوء وهو يضع فنجان القهوة على سطح المكتب ويمسك بدلاً عنه أوراق الصفقة التي طلبها منها: شكراً كلير.. ولكن هناك مشكلة صغيرة..

قال آخر كلماته بهدوء ونبرة منخفضة لتنظر له كلير وهي تحاول ابتلاع لعابها بصعوبة بالغة من الخوف الذي اجتاحها عندما رأت أن الفنجان لازال به القهوة والتي يبدو انها لم يُشرب منها اي شئ، عندما طال صمتها وعيناها لا تفارق فنجان القهوة الذي وضعه جانباً أردف بحزم: كلير ألا أتحدث معك؟؟

جملته والحزم في صوته جعلها تنتفض بخفة في مقعدها قبل أن ترفع أحد يداها تحك مؤخرة عنقها أثناء قولها بصوت متقطع وهي تحاول تفادي النظر في عيناه: أنا.. آسفة.. آسفة سيدي.. لقد كان.. ضغط العمل اليوم كبيراً لذلك.. لذلك أنا لست في كامل كفاءتي الآن..

بمجرد اكمالها لجملتها ارتسمت ابتسامة تقطر شراً على شفتي مارك الذي مرر فنجان القهوة نحوها بخفة أثناء قوله ببساطة وهي يطالعها بعيون قاسية: يالا حظك السعيد.. هنا تفضلي احتسي بعضاً من القهوة لتستعيدي تركيزك وكفاءتك فلدينا الكثير من الأعمال كما ترين.

بمجرد أن استمعت كلير لكلام مارك شحب وجهها بشدة كما لو كانت قابلت شبحاً للتو وقالت متلعثمة اخيراً بعد صمت طالع للحظات: ش..شك..شكراً.. شكراً سيدي.. ولكني.. ش..شربت قهوتي للتو.

مط مارك شفتاه متجاهلاً تلعثمها وخوفها الواضح للكفيف وهو يخبرها ببساطة: ويبدو أنك بحاجة لأخرى.. أعني لقد اعترفتي للتو أنك لستي بكامل كفاءتك.. أليس كذلك كلير؟

صمتت لا تعرف بما تجيبه حتى وجدته يأشر لها نحو الفنجان وهو يقول بإلحاح: هيا هيا لا تخجلي يا فتاة.

"ولكن سيدي..." حاولت الاعتراض ولكنه لم يعطيها فرصة لذلك حيث قاطع حديثها بصرامة وهو يقول بصوت أجش: ماذا؟ هل سأقضي باقي الليلة في التحايل عليكي لتشربي القهوة؟ فلتشربي لننهي العمل!

تحول نبرته من البساطة والهدوء للصرامة في لحظة جعلتها ترتعد بداخلها وهي تخبر نفسها داخلياً "بالتأكيد لقد علم ما فعلته! ولكن كيف؟ فهو لم يشرب منها شئ! ربما، ربما الامر ليس كما تعتقد وهو يعرض عليها القهوة بدون هدف خفي.. ربما حقاً يحاول مساعدتها ولكنها لا تستطيع قبول هذه المساعدة واذا استمرت على الرفض ستثير شكوكه نحوها.. ماذا تفعل؟ ماذا تفعل؟؟"

كان هذا الحديث القائم بداخل عقل كلير بينما ارتجفت يدها عندما مدتها نحو الفنجان ونظرتها تتجول في الغرفة في محنة محاولة البحث عن مخرج من تلك الورطة، ولحسن حظها وجدت الحل بمجرد أن لمست يدها الفنجان وهي تسحب يدها سريعاً كمن لدغتها حية: سيدي.. القهوة باردة للغاية.. لقد فسدت بالفعل..

ثم استقامت سريعاً واخذت تخطو نحو باب المكتب أثناء قولها بسرعة: ولكني سأذهب لأحضر قهوتان ليّ ولحضرتك.. خمسة دقائق فقط لن أتأخر!

راقبها مارك وهي تحاول الفرار هاربة و عيناه تضيقان بينما كان يشعر بأن دمه يغلي، وكان يعلم بلا شك أن كلير ستدفع ثمن خطئها وهو يهدر قائلاً بنبرة جهورة أثناء تمريره لأحد الأقلام بين أصابعه بسرعة كبيرة تدل على مدى انزعاجه: مكانك!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 3 مارس... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{على متن الطائرة المتجهة إلي موسكو، روسيا}

فتح الكساندر عينيه بنعاس ليشعر بدفء شديد يغمره، غرس رأسه أكثر في هذا الدفء لتخترق أنفه تلك الرائحة الحلوة؛ قام برفع عنقه ببطء ليرى من كان ملتفًا ضده محتضنه بتلك الحميمية وهو يعرف مسبقاً من تكون، فهو لن يسمح لأي امرأة الاقتراب منه بهذا الشكل سواها هي... فاينا.

كان يتحرك بحذر ولا يريد أن يزعج نومها، لكنه أراد أن يلقي نظرة أفضل عليها... ببطء كان قادرًا على تحريك جسده والنظر إلى وجهها... هناك في حضنه وعلى ساقيه ترقد المرأة الجميلة التي أحبها؛ رأسها على كتفه وذراعها ملتفان حول جسده بينما كانت أنفاسها اللطيفة مثل سيمفونية مطمئنة في الليل كما يمكنه أن يشعر بضربات قلبها المنتظمة على صدره... كان يشعر بثقل جسدها ملفوفًا عليه بلطف محكم، ولا يسعه سوى الابتسام على مظهرها الملائكي بعيناها المغلقة وشعرها الطويل المنسكب على ظهرها وأنفاسها الدافئة التي تداعب وجهه بخفة.

أثناء ابتسامه وقعت عينيه على الفراش المقابل له و رأى والدته النائمة في عالم آخر... غرق قلبه عندما مرر بصره على شكلها المرهق والأشعث في تناقض صارخ مع المرأة الذكية والحيوية التي كانت عليها من قبل.

تعلقت عيناه بها يراقبها بينما غزا شعور بالألم الشديد قلبه لأنه رأى بوضوح كل سنوات العذاب التي عانت منها والدته متمثلة على وجهها وملامحها الجامدة... كان يعلم أنه بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، لا يمكنه أبدًا أن يفهم حقًا مدى عمق معاناتها طوال هذه السنوات الستة عشرة بأكملها.

ترقرقت عيناه بالدموع متمنياً من كل قلبه أن يزيل كل آلامها ويأخذها هو، ولكن هذه تبقى أمنية يصعب تحقيقها...

ومع تساقط دمعة منه شعر بتململ القطة التي تتوسط احضانه وهي تدفن نفسها بجسده أكثر... استفاق من دوامة أفكاره الحزينة بسبب حركتها تلك التي كانت تبدو كما لو كانت تنقذه من الغرق بحزنه حتى بدون وعياً منها...

لم يكلف نفسه عناء الحركة، فقد ظل ساكناً في حضورها يشعر بالراحة لوجودها... لقد شعر بالاسترخاء والراحة في عالمه الخاص حيث هي وهو، مكان بعيد عن وحشية وعنف عمله وواقعه.

إنها لحظات كهذه تجعل ألكساندر يقدّر جمال اللحظة ومدى حبه لهذه المرأة... يجد راحة خاصة في معرفة أنه حتى في أحلك لحظاته تكون موجودة لتذكيره بالحب... حبه لها ليس حب طفولي ولا مجرد تعود ووهم... فاينا... فاينا هي حياته بكل ما تحمله الكلمة من معنى... لازال لهذه اللحظة لا يصدق أنه استطاع أن يعيش خمسة عشر عاماً بعيداً عنها... ولكن الله رحيم وربط على قلبه طوال هذه السنوات بأمل العثور عليها وفي النهاية كافئه على صبره بعودتها له بنفسها.

ظل يتأملها وكأنه يشبع عيناه منها تعويضاً عن تلك الليالي المعدودة التي افترقا فيها ويشعر ويتمتع بدفء جسدها مقابل جسده... رفع يده قليلًا لتمسيد شعرها مع الحرص على عدم إيقاظها.

لبضع لحظات، مكث هناك يراقبها وهي نائمة، يحفظ اللحظة بالذاكرة حتى يتمكن من العودة إليها لاحقًا... ثم قام بلطف بمد يده وجرف شعرها من وجهها ووضعه خلف أذنها حيث رأي ما لم يتوقعه!

تجمدت أصابعه على شعرها بينما اتسعت عيناه بذعر وهو يرى تلك الكدمة الكبيرة الممتدة على الجانب الأيمن من جبهتها باللون الارجواني! ما اللعنة؟ من اين اتت هذه الكدمة؟

هل اصيبت بها اثناء جلبها لامه؟ لا، لا بل كانت تغطي الجانب الأيمن من وجهها بشعرها حتى قبل أن تخطو داخل الملهى مما يعني انها اصيبت بهذه الكدمة قبلها.. وهو عندما تركها لتسافر كانت لا تحمل أية جروح سوي في ذراعها الأيمن!

"فيكتور... انت ميت!" هذا ما همس به ألكساندر من بين أسنانه وعيناه لا تفارق تلك الكدمة وبدون وعي منه تحركت يده نحوها ليتلمسها في هدوء محاولاً معرفة مدى سوءها ولكن يبدو انها ليست بكدمة فقط بل يوجد جرحاً بها لم يراه بسبب الإضاءة الخافتة ولون الكدمة الدان بالفعل!

بمجرد ان لامست أطراف أصابعه الخشنة جبهتها فلت من بين شفتاها بشكل متقطع أنيناً خافت مصاحباً لاسمه: آه... أليكس...

بمجرد همسها باسمه بتلك الطريقة شعر بموجة من الشهوة تغمره، وتفاجأ بحدة مشاعره... تسارع قلبه وشعر أنفاسه تتسارع بترقب حيث لاحظ ولاول مرة منذ استيقاظه وضعهما الذي كان يحثه على فعل أشياء يتوق بشدة لفعلها!

و قبل أن يستطيع السيطرة على رغباته؛ وجد ألكساندر نفسه ينزلق من حافة الهاوية، غارقاً في محيط عميق من الرغبة وهو يمرر يديه على جسد فاينا بهدوء وهو يشهد مستوى من العاطفة لم يشعر به من قبل... لم يكن عليه لمسها فلم تفعل لمساته لها سوي جعل جسده يؤلمه بشدة مع رغبة عارمة في أن يغرق في أحضانها.

حدّق بها غير قادر على النظر بعيدًا حتى وهو يصرخ بداخله أن يبتعد... كانت بشرتها مثل الحرير على يديه الخشنة، وكانت شفتيها جذابة للغاية... ازداد لعابه وهو يرمق شفتيها برغبة لم يشعر بها من قبل حتى اقترب منها أكثر بحذر وحرص على عدم إيقاظها وقام بدفن وجهه في عنقها وهو يتنفس رائحتها ويشعر بدفئها على جلده.

قام بمداعبة عنقها بشفتيه بحنان وهو يحاول احتواء المشاعر الجامحة المستعرة بداخله.

ولكن فعلته هذه لم تفعل أي شئ سوي وضع الوقود على النيران حين فلت تأوه اخر من بين شفتيها لتزداد وتيرة أنفاسه وهو يحارب تلك الرغبة الحيوانية التي كانت تتصاعد بداخله مع مرور اللحظات!

فكل ما أراده في تلك اللحظة دون غيرها هو أن يلمسها ويشعر بدفء جسدها مقابل جسده؛ لكنه لم يستطع أن يقلق منامها ويوقظها وهي تنام بتلك السكينة بين ذراعيه... لم يقدر قلبه علي اقلاقها من أجل رغباته؛ لذا، حملها بحذر بين ذراعيه كما لو كانت قطعة أثرية ثمينة... أراد أن يتأكد من حملها برفق حتى لا يوقظها واتخذ الخطوات بعناية حتى لا يصدر صوتًا ووضعها في مكانه على مقعد الطائرة مع التأكد من ربط حزام الأمان حولها في حال أي حركة مفاجأة بالطائرة، بينما خلع سترته بغاية تغطيتها بها لكون الأجواء في الطائرة كانت شديدة البرودة كما كان يريد ترك رائحته عليها تغلفها.

ولكنه عندما انحني يغطيها بسترته لم يستطع سوى التوهان في ملامحها التي تفتنه... ظل ينظر إلى وجهها النائم، وأضاءت ملامحها قليلاً بواسطة ضوء الغرفة الخافت ولم يستطع إلا أن يشعر بسحب غريب ورغبة أكثر وكأن هناك شيئًا بداخله يكافح لإيقاظها.

لكن في الوقت الحالي، بدلاً من الاستسلام لهذا الدافع الغريب، تأكد من أنها مرتاحة وآمنة قبل أن يبتعد... ابتعد عنها بضع خطوات، وسمح لنفسه بالاستمتاع بدفء اللحظة قبل أن تكون الخطوة المنطقية التالية هي الذهاب إلى الحمام ليغسل وجهه ويستفيق من تلك الرغبة الجامحة التي لم يشعر بها تسيطر عليه هكذا طوال سنوات حياته الثمانية والعشرين!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 3 مارس... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{بالعودة لأحد المكاتب بالمبنى الرئيسي لشركات آل فونيكس بلندن}

"مكانك!"

توقفت كلير في خطاها برعب لم تستطع أن تكبحه.. بدأت تتنفس بوتيرة أسرع وهي تستمع لصوت احتكاك قوي لمقعد بالأرضية تبعه صوت خطوات اقدام أخذت تقترب منها حتى شعرت بمن يمسكها من شعرها بقسوة ساحبها منه لتُجر معه أثناء صراخها بألم وهي تحاول ابعاد يده عن شعرها: آه شعري! سيد.. سيد مارك.. ما خطبك!

ظل مارك محافظاً على هدوءه وهو مستمر بجرها من شعرها حتى وصل للمقعد الذي كانت تشغله وهو يلقيها عليه بعنف وكأنه يتخلص من قذارة قبل أن ينحني نحوها لتنكمش هي على نفسها في المقعد في محاولة للابتعاد عنه ولكنه كان محاوطها بكلا ذراعيه اللذان اتكأ بهما على ساعدي المقعد أثناء اخبارها بنبرة خالية من المشاعر: حسناً كلير.. حاولت إعطائك فرصة أخيرة لربما أكون أخطأت في حكمي عليكي.. ولكن يبدو أنك تعلمين ما محتويات هذا الفنجان بالتحديد لمحاولاتك المستميتة لعدم الشرب منه..

رفع احد يديه ليبعد شعرها عن وجهها لتتوضح له ملامحها المرعوبة اكثر بعيونها الجاحظة والعرق الذي بدأ يتكون حول جبهتها وفمها المنفرج في صدمة ومحاولة للتنفس وقال بابتسامة مختلة لا تمت بصلة للرجل الهادئ الرصين الذي عهدته: ولكن دعيني اخبرك بشئ مهم عزيزتي كلير الخائنة.. انا لم اكن أعرض عليك شربه بل كنت أمرك!

هنا لم يعد لدي كلير أدنى شك بأن مارك علم بشأن ما فعلته وبكونها وضعت مخدرات في فنجان قهوته فلقد أخبرها للتو بسبب رفضها لشرب القهوة!

ماتت رعباً بداخلها وهي تراه محاصرها وهو يرمقها بتلك النظرات التي تبدو وكأنه يتخيل أبشع الطرق لقتلها.. تلك العيون الكارهة القاسية أماتتها خوفاً.. لم يكن يجب أن تفعل ما فعلته.. ولكن، وعلى الرغم من يقينها التام بأنه لن يرأف بها قررت ان تخبره كل شئ لعل وعسى ألا يقتلها.

أي عقوبة غير الموت سترضى بها.. فلا يوجد ما هو أسوأ من الموت.. أليس كذلك؟؟

حاولت فتح فمها للحديث ولكنها كانت مليئة بالرعب المُسبب للشلل حيث كانت فقط تنظر نحوه بتعبير مذعور بينما مارك كان مازال يراقبها بعين حادة وعيناه لا ترمش حتي! وقبل أن تتمكن من الحديث كان انهي وصلة التحديق بينهما وهو يقول بصوت خشن وثقيل أثناء إمساكه لفكها في عنف: أمامك خياران كلير.. إما أن تتجرعي جميع محتويات هذا الفنجان الذي اعددته يداكي.. أو الموت!

"أرجوك.. أرجوك لا تفعل هذا!" هذا ما قالته من بين شفتيها المرتعشة وهي تبكي بصمت بينما كانت تستطيع أن ترى عدم اكتراثه في تعبيره البارد غير المقروء بينما كان الصوت الوحيد في الغرفة هو تنفسها غير المستقر..

سحبت نفساً مرتعشاً من بين شفتيها المنفرجة وهي تقول بسرعة محاولة تبرير خيانتها له: لقد كنت مجبرة.. أمي.. أمي مريضة للغاية وانا لا املك المال الكافي لمعالجتها..

ثم صمتت لثواني وهي تشهق بصوت عالي بينما تتحدث وبدا الأمر كما لو كانت تتحدث مع نفسها وليس معه: أنا مخطئة أعلم واعلم اني استحق الموت.. ولكني لم استطع المقاومة عندما ظهر بصيصاً من الأمل لمعالجة امي..

ثم رفعت رأسها تنظر نحو مارك الذي كان يرمقها بتعبير خاوي وهي تكمل بتوسل: ولكنها المرة الأولى أقسم.. اقسم اني لم افكر يوماً في خيانتك سيدي.. اتوسل اليك فلترحمني انا اسفة ومستعدة لتقبيل قدمك ولكن ارحمني!

بكت كلير وتوسلت من أجل حياتها، وصوتها كان يائساً ومرتجفاً يفطر القلب و لكنه لم يكن مفيداً أمام مارك، حيث كان مصمما على تدمير حياتها، تماما كما كادت أن تدمر حياته وتعيده لهذا المستنقع القذر!

يرحمها؟؟ هل قامت بالدعس على قدمه ليسامحها بمجرد ان تُريه دموع التماسيح هذه؟

يرحمها؟ ولماذا هي لم ترحمه وهي تعرف ما ستؤدي إليه فعلتها؟

وعلى ذكر فعلتها القذرة.. تبقي سؤال في ذهنه تفوه به اثناء هز لرأسه للاعلى والاسفل في خفة وكأنه اقتنع بتوسلها الواهي وهو يسألها بحدة: من وراء تلك الفعلة؟ من دفعك لتقومي بخيانتي؟

ابتلعت لعابها بصعوبة بينما إجابته بصدق متأملة أنه قد يعفو عنها: شخص يدعي خواكين.. أتاني منذ عدة ايام واعطاني المخدرات وهو يخبرني انها اوامر من السيد ألكساندر.. بالبداية رفضت بشدة وهددته بأنني سأعلمك بالأمر ولكنه هددني بأمي وهو يقول بدلاً من أن يعطيني المال لمعالجتها سيسحب روحها ويحرمني منها باكراً..

اتسعت عينا مارك للحظات بعد ما تفوهت به كلير وقولها بصريح العبارة أن من وراء تلك الفعلة القذرة كان ألكساندر.. وخواكين؟ خواكين قد قُتل علي يد ألكساندر امام الجميع قبل بضعة أيام.. ألكساندر؟ لا يمكن أن يكون هو من وراء تلك الفعلة وهو من ساعده للتخلص من إدمانه مسبقاً..

فهو يقسم لو رأي الكساندر يفرغ محتويات كيساً من الهيروين بكوبه لقال انه يفرغ كيساً من السكر وتناول القهوة من يده بدون أدنى شك!

وحتى لو لم يكن هو من ساعده لتخطي إدمانه هو متأكد أنه ما كان ألكساندر ليفعل شئ كهذا به هو! اذا لم يكن لكونه ابن عمه سيكون لكونه شقيق فاينا حبيبته!

لا شئ فيما قالته كلير يبدو منطقياً ولكنه فقط عاجزاً عن وضع يده علي ابن العا*رة أو ابنة العا*رة الذي يحاول الإيقاع بينهما مستخدماً رجال مافياهم تحت اسم ألكساندر؟؟

استفاق مارك من شروده وهو يتسمع لها تتابع قائلة: ارتعدت.. ارتعدت وحاولت التواصل مع سيد ألكساندر ولكن هاتفه دائماً ما كان مغلقاً وانا ليس لدي تصريحاً بالحضور للقصر في أي وقت بدون طلب سعادته.. لم أدري ماذا أفعل.. هل أرفض ويقتل امي وربما يتخلص مني انا الاخرى بعدها.. أم أقبل واحصل على المال واعالجها؟

هنا قاطعها صوت مارك القاسي وهو يقول باستنتاج بعدما انحنى إلي الوراء مبتعداً عنها قليلاً وعبوسًا عميقًا وجد طريقه لوجهه: وبالنهاية استقريتي على خيانتي مقابل المال.. أليس كذلك؟

لم تعرف بما تُجيبه حيث كانت متجذرة في المكان، مشلولة من الرعب غير قادرة على الحركة، بينما شعرت بقفصها الصدري يضيق على رئتيها جاعلها غير قادرة التنفس.. أراد كل جزء منها الهروب، الهروب من مصيرها على يدي الرجل الواقف مقابلاً لها.. لكنها عرفت أن هروبها ميؤوس منه وهي محاصرة بهذا الشكل من قِبله وهي غير قادرة على الحركة بالأساس!

مرر مارك لسانه على خده من الداخل في محاولة لكبح رغبته في قتلها على الفور لأن ما سيفعله بها سيكون أسوأ بكثير من مجرد طلقة تخترق رأسها.. ظل محدقاً في وجهها وهو يراها تحاول فهم تعابيره وتفسيرها لتعرف إذا ما كان صفح عنها أم لا، ليرسم ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يقول بهدوء وبساطة: حسناً كلير.. لقد اوضحتي وجهة نظرك وما حدث.. والآن اشرب هذا الفنجان لآخر قطرة من تلك القهوة كفتاة مطيعة جيدة.

هزت كلير رأسها نافيةً وعيناها لاتزال تذرف الدموع في رعب، أما مارك تقدم للأمام نحوها وانحني محتضناً وجنتيها المبللة وهو يقول برفق كما لو كان يتحدث مع طفلة صغيرة: عزيزتي أنتي ليس لديك خيار.. إما شربه أو ستموتين.. ولكن إذا اخترتي الخيار الثاني، لمن ستتركين والدتك المريضة؟ هل ستتركين خيانتك ليّ تذهب سدىً؟

رأي التردد في عينيها لذلك أكمل ضاغطاً عليها أكثر لكونه لم يرغب في موتها بسهولة كونه يرى أنه يجب أن يذوق الطباخ سُمه فهذا هو العدل!: كلير.. أنتي ميتة في جميع الأحوال.. تموتين الان وتموت امك خلفك ام تشربين هذا الفنجان بطاعة وتخرجين من هنا لمعالجة أمك؟.. الخيار لكي!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 3 مارس... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في مكتب ريتشارد بقصر آل فونيكس بلندن}

فتح عينيه ببطء وهو يشعر بالإرهاق الشديد وإحساس بالإعياء لا يمكنه تجاهله... أغلق عينيه للحظات محاولاً احتواء شعوره بالغثيان أثناء محاولته للاستقامة جالساً كونه وعلى ما يبدو أنه كان نائماً على شيء ما ولكنه ليس بفراشه وليس بالأرض.

اغمض عيناه واعاد فتحها عدة مرات وهو يمرر بصره على المحيط من حوله ليستوعب بأنه في مكتبه بالقصر... حاول أن يتذكر كيف انتهى به المطاف في مكتبه نائماً على الأريكة ولكنه فقط لا يستطيع التذكر!

نظر حول الغرفة وهو يملئه شعور بالرهبة لعدم تذكره أي شئ؛ لم يكن يريد أن يفكر في عواقب كونه متهورًا جدًا في الشرب... نهض ببطء وشعر برأسه يدور من الكحول وما كاد أن يخطو خطوة واحدة إلا وتعثر وكاد أن يسقط ارضاً لولا ذلك الذراع الذي التف حول كتفاه حامياً إياه من السقوط.

استدار برأسه للخلف ليري من الذي كان يمسكه بذراع من حديد ليقابله وجه شقيقه فريدريك الذي كان يبدو عليه أنه لم ينم منذ أيام بينما كان يطالع شقيقه بتعبير قلق وهو يسأله: ريتشارد... هل انت بخير؟

بمجرد سؤال فريدريك هاجم عقل ريتشارد كل الأحداث التي كان لا يتذكرها والتي كان ممتناً لنسيانها ولو بصورة مؤقتة...

أشاح بنظره بعيداً عن عيون فريدريك حيث لم يستطع تحمل رؤية القلق في عينيه بينما

انهار على أقرب مقعد وهو يفكر في اختياراته السيئة.

"ريتشارد كيف تفعل في نفسك مثل تلك الفعلة؟" كان هذا صوت فريدريك المتساءل عندما رأى حالة أخيه الذي منذ جلوسه على المقعد وهو شارد لدرجة أنه لم يسمع سؤاله.

"هاه؟" كان هذا رد ريتشارد على سؤال فريدريك الذي لم يسمعه في المقام الأول ليعقد فريدريك حاجبيه بشدة وهو يعيد سؤاله ببطء معتقداً أن حالة التوهان هذه ما هي سوى آثار الثمالة: كنت اسألك بماذا كنت تفكر وانت تستهلك كل هذا الكحول بينما تكرهه و مناعتك ضعيفة امامه؟ لقد اغمي عليك ليوم كاملاً تستيقظ فقط لتتقيأ ثم تعاود النوم كما لو كنت على وشك الدخول بغيبوبة!

"اذاً، هذا ما حدث بعدما ثملت؟" كان هذا السؤال من المفترض أن يبقى داخلياً بعقل ريتشارد ولكنه بدون وعي منه تفوهه بصوت هامس التقطته مسامع فريدريك الذي اومأ بهدوء وهو يجيبه: نعم، ولكن لا تقلق لم يعرف أي أحد بحالتك تلك، ولا حتى أوين فأنا بقيت هنا بجوارك حتى لا يراك احدهم في هذه الفوضى...

قال كلماته وهو يمرر بصره على شقيقه ثم على غرفة المكتب التي لم تكن في أفضل حالاتها كما أكمل قائلاً: واثناء غيبوبتك القصيرة هذه؛ قمت بإنهاء جميع الأعمال التي كادت أن تأخذ المكتب وتسقط ارضاً من كثرتها.

قال آخر كلماته بنبرة مرحة محاولاً تغيير الأجواء المضطربة بالغرفة ولكن مجدداً، لم يأتيه اي رد من ريتشارد ليحمحم بخفوت وهو يتساءل بجدية بينما ينظر بعمق عينا ريتشارد الزائغة: والان ريتشارد، ما سبب تلك الحالة المذرية التي كنت عليها؟

نظر ريتشارد إلى يديه وزاد ندمه واحساسه بالذنب؛ فكلمات فريدريك المراعية القلقة حتى بعد ما تسببت فيه ابنته لوسي؛ قتلته وشعر بصغر حجمه أمام شقيقه الذي ترك كل شئ جانباً وبقي بجواره في أسوأ حالاته...

"ماذا تفعل هنا فريدريك؟ آخر مرة رأيتك فيها كنت موجهاً مسدسك على رأسي!" هذا ما تفوه به ريتشارد بفظاظة محاولاً المراوغة حول سؤال "ما السبب في حالته تلك" لتضييق أعين فريدريك على أخيه وهو يجيبه في استنكار واضح: هل فقدت عقلك ريتش؟ مهما كانت الخلافات بيننا تظل أخي!

قطعت كلمات فريدريك أخيه مثل خنجر... لقد شعر بالخجل من سلوكه والطريقة التي عامل بها فاينا من أجل ابنته الكاذبة، ومع ذلك لم يستطع دفع نفسه للاعتذار.

أبقى نظرته ثابتة على الأرض، غير قادر على النظر في عين فريدريك، فهو لا يستحق مثل تلك المعاملة الجيد من أخيه بعد موقفه الأخير ضد ابنته التي كانت بعيدة عنه لخمسة عشر عاماً كاملين!

لقد كانت فاينا محقة... كونها كانت بعيدة عن العائلة جعله يشعر بانها ليس بفرد منها ولا تنتمي إليهم... ونسي... نسي انها ابنة اخيه الأقرب إلى قلبه...

أراد أن يخبر فريدريك أنه كان مخطئًا ولكنه بدلاً من ذلك، اختار التزام الصمت وقبول كلمات فريدريك أثناء هز رأسه ببطء ولكن فريدريك ما كان سيأخذ هذا الصمت كإجابة... أخيه وحزنه وبكائه المرير بالإضافة لشربه الكحول الذي يكرهه وترك نفسه في حال مذري كمن ينتقم من نفسه... والان يتفادي نظراته، يراوغ بكلماته ولكنه لن يقبل بذلك ابداً!

"ريتشارد، بدون مراوغة ولا مماطلة... اريد معرفة ما كان سبب بكائك بهذه الشكل في مكتبك وحدك بجوار زجاجة كحول شبه فارغة؟ ولن اقبل باقل من الحقيقة ريتشارد... لا تفكر حتي في الكذب!" كانت هذه كلمات فريدريك الحازمة... تلك النبرة التي يستخدمها الاب مع ابنائه؛ نعم فريتشارد لم يكن فقط شقيقه الصغير بل كان ابنه وصديقه أيضاً.

عرف ريتشارد أنه لا يستطيع تأجيل إخبار فريدريك بعد الآن حتى لو كان هذا ما يرغب به أكثر من أي شئ... ربما عليه الآن أن يكبر ويواجه عواقب افعاله...

وعلى الرغم من كونه خائفاً من نظرة خيبة الأمل التي قد يرمقه بها فريدريك في نهاية حديثه ولكنه كان حزم أمره وهو يعلم أن فريدريك لن يترك الأمر يمر ولو كذب سيعرف على الفور لكونه هو من قام بتربيته... أخذ نفسا عميقا مستجمعاً شجاعته وبدأ يتحدث: صحيح أنني كنت أبكي، لكن ليس بسبب ما تعتقده... لم يقوم أحدهم بأذيتي... لا أحد يقدر بالأساس... كل ما في الأمر إني كنت أبكي بسبب ابنتي؛ أنا فعلت شئ لم أود فعله أبداً ولكن هي من أرغمتني على فعل ذلك فهي..

"غريس!!! يا إلهي! غريس!!!"

قبل أن يتمكن من إنهاء جملته، سمعوا كريستوفر يصرخ بصوت عالي للغاية لينتفض فريدريك واقفاً من مقعده وهو يردف موجهاً سؤاله لريتشارد: انتظر لحظة، هل كان هذا صوت كريستوفر يصرخ أم هذه هلاوس قلة النوم؟

أومأ ريتشارد برأسه وهو يستقيم بصعوبة هو الآخر محاولاً الحفاظ على توازنه قبل أن يخرج كلاهما من المكتب بسرعة أثناء استناد ريتشارد علي فريدريك حتى لا يتعثر ويسقط ارضاً كما كان سيحدث بالمكتب قبل قليل.

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 3 مارس... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{بالعودة لأحد المكاتب بالمبنى الرئيسي لشركات آل فونيكس بلندن}

"كلير.. أنتي ميتة في جميع الأحوال.. تموتين الان وتموت امك خلفك ام تشربين هذا الفنجان بطاعة وتخرجين من هنا لمعالجة أمك؟.. الخيار لكي!"

أطلق مارك سراح وجهها وهو يعاود امساك الفنجان دافعه نحوها في صمت وهو يراها تائهة في افكارها ولكن في النهاية اختارت.. اختارت الحل الذي سيمكنها من إنقاذ أمها على الرغم من أن ذلك يعني إلقاء نفسها من الهاوية بكامل ارادتها..

تراكمت الدموع في عينيها حيث غمرها رعبها وتحول إلى خزي وهي تستسلام لمصيرها المحتوم بينما تمسك بيدها المرتعشة الفنجان من بين أصابعه ليخبرها هو بقسوة بالغة غير مبالي برعبها: إذا سكبتي قطرة واحدة منه سأجعلك تلعقيها من الأرض! لا تختبري صبري ولا تختبري حظك معي كلير!

بمجرد أن أنتهي من تصريحه القاسي وقف يراقبها في صمت وعيناه لا تترك وجهها أبدًا.. ابتلعت كلير بقية الفنجان وهي تغمض عيناها بقهر ودموعها تغرق وجنتاها بينما كان وجهها يشوبه الاشمئزاز والخوف.. لقد كانت تخطو بقدميها نحو مصيرها المظلم.. لقد خطت للتو لعالم المخدرات والإدمان.. كانت تظن انها لا يوجد مصير أسوأ من الموت ولكن مارك.. مارك اثبت لها انه توجد مصائر أسوأ من الموت بمراحل.. وحتى عندما كانت تتمني ان تُطالب بقتلها، لم تكن تمتلك رفاهية الموت..

رفاهية الموت؟ ما هذه القسوة التي تجعلها ترى الموت كرفاهية؟ ولكن لا يوجد من تلومه هنا غير نفسها.. ونفسها فقط!

عندما انتهت، نظرت إلى مارك بعيون متوسلة في انتظار حكمه.. هل سيفرج عنها حقاً أم كان يوهمها بالسماح كما فعل من قبل.. ولكن دموعها وهيئتها الفوضوية.. رعبها وقهرتها.. مبررها وما ارغمها علي فعله لم يؤثر به ولم يرأف لحالها ولم يندم على إرغامها لشرب القهوة.. وما أكد على عدم شعوره ولو بذرة رحمة نحوها هو قوله بقسوة لا تسبر أغوارها أثناء التقاطه للفنجان من بين أصابعها المرتعشة: مرحباً بكي كلير في عالم الادمان.. اتمني لكي رحلة مليئة بالألم والمعاناة.. والآن انقلعي من امامي للأبد لأني لو رأيت وجهك مرة أخرى سأقطع رأسك واعلقها على باب مكتبي ليعرف الجميع عاقبة خيانة أحد آل فونيكس!

صمت لوهلة وهو يعاود الجلوس مكانه خلف المكتب بينما يمسك ببعض الأوراق التي أمامه وكان يبدو انه على وشك إكمال عمله وهو يراها من زاوية عينه تستقيم في صمت وكأنها سُحبت منها الحياة للتو ليستوقفها قائلاً: كلير..

التفتت تنظر نحوه بتعبير مشوش، تائهة، ولكن هذا لم يؤثر به وهو يخبرها بصوت خفيض وبارد ما يزيدها ندماً فوق ندمها: انتي الآن في حاجة للتعايش مع حقيقة ان امك كان يمكن إنقاذها اذا طلبتي المساعدة مني بمنتهي البساطة.. وانتي كان ممكن ألا تصبحي مدمنةً وتبقين على عملك معي كَـ سكرتيرة لمكتبي ولكنك اخترتي خيانتي.. وانا لا اتسامح مع الخونة مهما كانت هويتهم ودوافعهم! وداعاً كلير.. وداعاً للأبد!

بهذه الكلمات أعاد مارك نظره للاوراق التي أمامه وبدأ في الانغماس في أعماله دون أن يعطيها ادني اهتمام لأي شئ آخر.. تعثرت كلير في خطاها هي تخرج غالقة الباب خلفها ولا تعرف ما يجب فعله الآن ولا كيف تخرج من مصيبتها تلك التي كانت بسببها هي فقط ولا احد غيرها.. كيف نست ما هو مصير الخائن بهذه العائلة؟ كيف فعلت ذلك بنفسها وهي تعلم مدى خطورتهم؟ كيف كانت حمقاء وساذجة لتفكر بأنه لن يعرف بفعلتها وستكون طي النسيان؟؟ ولكن مما تبدو عليها الأمور أنها هي من ستكون طي النسيان وليس خيانتها له.

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 3 مارس... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في مطبخ قصر آل فونيكس بلندن}

استيقظ بيتروڤ وعيناه تكافحان للتكيف مع الإضاءة الخافتة... تحرك وفرك عينيه محاولا أن يفهم أين كان... ثواني واستوعب محيطه؛ لقد كان بالمطبخ... أطلق تنهيدة هادئة وأغمض عينيه في محاولة للاستفاقة بصورة أفضل بينما كان كل شيء من حوله صامتًا، باستثناء صوت الشخير الخافت الذي كان يخرج من مقعد المطبخ المقابل له حيث كانت هيلين تنام هي الأخرى في هدوء.

"لقد سقطت في النوم هي الأخرى!" هذا ما همس به بتروڤ أثناء استقامته واقفاً على قدميه محاولا تذكر أحداث الأمسية.. آخر ما يتذكره هو كونه كان يحتسي الشاي مع هيلين أثناء الحديث عن فاينا وألكساندر ولكن ما بعد ذلك لا يتذكره... هل كان مرهقًا لدرجة أنه نام هنا دون أن يشعر؟

حك وجهه ونظر خارج النافذة ليرى أن الوقت لازال ليلاً مما يعني أنه لم ينم لفترة طويلة... اتجه نحو هيلين ووقف بجانب مقعدها وأخذ يهزها برفق أثناء قوله بهدوء: هيلين... هيل، استيقظي!

تحركت هيلين وفتحت عينيها، مشوشة ومع ذلك لا تزال نائمة... ابتسم بتروڤ بخفة لها وهو يقول بمرح: يبدو أن جلستنا كانت ممتعة لدرجة أن كلانا غط في نوم عميق دون أن نشعر.

"غريس!!! يا إلهي! غريس!!!"

أومأت هيلين برأسها وهي تبتسم بنعاس وما كادت أن تفتح فمها إلا وقاطعها صوت صراخ كريستوفر الذي جعل كلاهما ينظر للآخر في تعجب واضطراب غير مدركين ما سبب هذا الصراخ قبل أن يلتفت بيتروڤ وهو يسأل هيلين بتعجب وخضة: ماذا يحدث؟

رفعت كتفاها تعبيراً عن عدم فهمها وهي تقول كمن استوعبت شئ للتو: لا أعرف ولكن هذا صوت كريس.. أنا متأكدة انه صوت ابني!

هذا ما قالته وهي تفر من امامه سريعاً وهي تصعد الدرج بسرعة تاركة بيتروڤ خلفها يرمق اثرها بنظرات مبهمة.

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 3 مارس... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في غرفة غريس بقصر آل فونيكس بلندن}

شعر كريستوفر كما لو أن قلبه قد اقتلع من مكانه بدون رحمة، كان بالكاد يستطيع معالجة ما حدث... هل حبيبته غريس رحلت؟

لم يشعر بنفسه وهو يلقي بجسده علي جسدها الهامد أمامه بينما يقول بهستيرية باكياً: غريس... لا غريس... ارجوكي لا ترحلي... غريس انا احبك و لم اتخيل أبدًا أن هكذا ستنتهي قصتنا!

دفن وجهه في معدتها أثناء صراخه وهو يقول بصوت متهدج من البكاء: غريس... لا حبيبتي ... غريس لقد حافظت عليكي كل تلك السنوات في انتظار اللحظة التي سنكون فيها معاً... كحبيب وحبيبته... والان ترحلين؟

"آه! يا الله هذا كابوس... لابد من انه كابوس وانا سأستيقظ منه الآن!" هذا ما قاله بينما يبعد رأسه عن معدة غريس وهو يمد يده ممسكاً بكف يدها الصغير بينما يقول بتوسل: هيا حبيبتي هذا مجرد كابوس... انتي حية... انتى حـ...

لم يكمل كلماته بعدما استشعر برودة يدها التي كانت تريحه وتربت عليه مرات عديدة من قبل.. حاول أن يظل هادئًا ومتوازنًا وهو يقنع نفسه انه مجرد كابوس ولكن كلما أطال النظر لوجهها الشاحب... دمائها التي لطخت وجهها وملابسها... عيناها المغلقة... يدها الباردة...

كان يغرق في استيعاب ما لم يرد استيعابه ابداً... استوعب في تلك اللحظة انه لن يراها مرة أخرى أبداً... ولن يسمع صوتها أبداً... ولن يكون قادراً علي التحدث معها حول الأشياء التي يحبها، أو يخبرها عن مدى اهتمامه بها وعشقها لها... كل التجارب الرائعة التي شاركوها، كل أوقاتهم السعيدة معًا، كل الخطط التي وضعوها للمستقبل قد ولت إلى الأبد الآن... هو حتى لم يستطع معرفة لما كانت حزينة وتتجنبه... لم تتسنى له الفرصة لمصالحتها... عناقها... تقبيلها...

في تلك اللحظة دون غيرها شعر أن ما عاشه معها كان وقتاً قصيراً... قصيراً للغاية... لم يشبع منها... لم يشبع بعد!

عاود عناق جسدها الميت بين ذراعيه وبكى بحرقة... كان يتوسل داخلياً للـ الله أن يكون هذا مجرد كابوس شديد الواقعية وسيستيقظ منه الآن ويجدها حية ترزق... كان يتمتم مراراً وتكراراً صلواته ودعواته لله علي الرغم من علمه أن كل هذا كان بلا جدوى... فلقد رحلت و تركته وحده وانتهى الأمر... الموتى لا يعودون... لا يعودون مهما بكينا او توسلنا... مهما انهرنا... مهما حزنا... الموتى لا يعودون... لا يعودون أبداً...

أثناء غرقه في بكاءه لم يشعر بعمته التي دخلت للغرفة بالفعل آثر صراخه ووقفت خلفه تشهد على لحظة رحيل ابنتها... تجمدت مكانها وهي تشعر ان الماضي يعيد نفسه... مرة اخري... شخص آخر عزيز على قلبها يتركها... وبنفس المصير... بالسم القاتل...

تقدمت منها وهي تحاول دفع كريستوفر بينما تقول بعدم تصديق: ما خطبك كريستوفر... اترك الفتاة لتتنفس ما بك متشبث بها وتبكي هكذا!؟

حاولت دفعه ولكنه لم يتزحزح... أصبحت تشده بعنف من ملابسه وشعره ولكنه لم يبتعد عن جسد غريس وهو ينفي برأسه... لم يكن يريد تركها... كان يشعر بأن روحه ستسحب منه في نفس اللحظة التي سيبتعد فيها عنها!

عندما لم تستطع شارلوت إبعاد ابن أخيها عن جسد ابنتها رفعت نظراتها لتنظر حولها محاولة ايجاد حل لتبعده؛ لتلتقي نظراتها مع العديد والعدد من العيون الذي وقفوا يشاهدون الموقف في رهبة... التقط نظراتها مع أوين الذي كان واقفاً بقلب ينزف وهو يرى الماضي يعيد نفسه للمرة الثالثة... هل حكم علي جميع نسله المعاناة بفراق من يحبون؟ أم أن هنالك لعنة أصابت عائلته؟ هو وابنه الكبير والان كريس؟

"أوين تصرف مع ابنك قليل الحياء هذا واخبره ان يبتعد عن ابنتي لتستطيع التنفس!" هذا ما قالته بعدما وقفت امام أوين ليطالعها بعيون دامعة جعلتها تهز رأسها بعنف وهي تسأله باستنكار: لماذا تبكي بحق خالق السماء! أبعد ابنك عن ابنتي قبل أن أقتله بيدي! اين مسدسي!

هذا ما قالته وهي تنظر حولها بضياع وما كادت ان تبتعد عن أوين حتى احتضنها من الخلف بقوة شاللاً حركتها وهو يردف بصوت باكي: توقفي شارلوت لا تؤلمي قلبي عليكي أنتي الأخرى!

بعد سماع شارلوت لهذه الكلمات جُن جنونها وأخذت تحاول الفرار من بين يديه ولكنه فقط كان يمسكها بقوة وهو يستمع لصراخها به: أجننت أوين؟ اتركني! اتركني ابنتي في حاجتي! ابتعد عني! انه خطئي اني اتيت اليك لتبعد ابنك! بالطبع ستقف في صفه! ابتعد عني! اخبرك ان تبتعد عني! ابتعد عني بنتي في حاجتي! غريس! غريس ابتعدي عن هذا الوغد! اعلم أنه يعيق تنفسك! غريس!

كانت هذه آخر كلماتها قبل أن تفقد وعيها بين ذراعيّ شقيقها الذي هبط بها ارضاً يبكي وهو يعانقها... في تلك الاثناء اتى فرانك الذي دفع كريستوفر بكل قوته بعيداً عن أخته وهو لا يفهم ما سبب كل هذا الصراخ والعويل حتى رأى منظر اخته...

وقف فرانك أمام جثة أخته متجمدًا في حالة صدمة... لقد هرع إلى غرفتها بعد سماعه بكل هذا الصراخ ولكن لم يتوقع أبدًا خلال مليون عام أن يجد جثة أخته ساكنة على المقعد غارقة في دمائها.

كانت عيناه تتسع بعدم تصديق... أنها بالأمس فقط كانت مليئة بالحياة لكنها ذهبت الآن؟

بدأت الدموع تنهمر على وجه فرانك وهو يركع ببطء ويلامس وجه أخته؛ تحديداً دمائها محاولاً التأكد من أن هذا يحدث بالفعل امامه وانه لا يتخيل... بمجرد أن لامست اصابعه دمائها؛ أغمض عينيه وتمنى بشدة أن يكون كل هذا حلماً ولكنه ليس بحلماً لأنه عندما فتح عينيه مرة أخرى، كانت لا تزال مستلقية هناك وعيناها مغمضتان.

صراخ بعنف وهو يلتفت نحو كريستوفر الذي كان جالساً أرضاً بجوار قدم غريس دافناً وجهه بين ساقيه كمن يحاول الهروب من قدره وواقعه... كان يعلم من مظهر اخته أنها تسممت بلا شك.. ولكنه فقط كان في حاجة لأن يخرج قهره على أي أحد ولسوء الحظ... كان كريستوفر هو من أمامه... شد كريستوفر بصعوبة جاعله يقف أمامه قسراً وهو يصرخ به بقهر: ماذا حدث لها؟ هل هذه هي أمانتنا؟ هل هذا هو حبك؟ كيف حدث لها ذلك؟! أجبني!؟؟

أثناء هز فرانك له بعنف وصراخه في وجهه؛ كريستوفر لم يكن يستمع لأي شئ... كان كالجسد الذي فقد روحه للتو... كان عقله يحاول بجد حمايته من شدة صدمته... كان هذه حتى وقع بصره على تلك الواقفة بداخل الغرفة وعيناها تتراقص بفرحة عكس وجهها القذر الذي غلفته بتعابير مصدومة... هناك كانت هيلين، واقفة تتشفي في كريستوفر الرجل الجبروت وهي تراه على شفا الجنون واليأس... نظراتها فهمها، تلك النظرات الخبيثة المماثلة لنظراته... ولكنه كان غبياً... أحمق وساذج لكونه اعتقد انه اخفي غريس عن أعين تلك الأفعى!

كانت هيلين تنظر إليه مباشرة في صمت، لم تتحدث ولم تفعل أي شيء ولكن الغضب الذي شعر به لا يمكن إنكاره وقبل أن يعرف ما يفعله، دفع فرانك بعيداً عنه لدرجة تعثره عدة خطوات للخلف اثر دفع هذا المجنون له الذي اندفع نحو هيلين بسرعة البرق قابضاً على عنقها بكلتا يديه وهو يضغط بقوة بينما يصرخ بقلب مفطور: أيتها العا*رة! اخبرتك الا تلعبين معي! سأقتلك واريح العالم منكي!

كانت هيلين تصارع لحياتها وهي تمسك يديه بكلتا يديها تخدشه تارة وتدفعه في صدره تارة ولكن كريستوفر كان عازماً علي أن يقبض على روحها... اذا كانت غريس غادرته فلن يترك تلك العا*رة تتنفس نفساً زائداً وحبيبته ميتة!

كان يخنقها بينما يصدر منه هو صوت انين مُعذب وهو يبكي بحرقة وكل ما يراه هو صورة حبيبته في هيئتها الاخيرة!

لم يكن لديه ادنى شك بان هيلين من كانت وراء ما حدث وكل ما أراده في تلك اللحظة هو مشاهدتها تموت! لربما لو كان في وضع أفضل لـ علم ان موتها بالخنق هو رحمة لا يستحقها أمثالها.. ولكنه فقط كان يريد التخلص منها في تلك اللحظة بأي شكلاً كان!

لم يتدخل احداً من الواقفين فقد كانوا مصدومين بشدة لملاحظة تلك التي تكاد تلفظ نفسها الأخير على يد كريستوفر!

احمر وجهها بشدة وهي تتحشرج محاولة الحديث ولكن بلا فائدة... وفي تلك اللحظة أيقنت هيلين أنها تواجه نهايتها بالفعل! كانت ترى الموت يلوح في الأفق بينما لم يحرك أحدهم ساكناً نحوها!

أولاد العا*رة يستحقون كل ما فعلته بهم! يستحقون كل ما جعلتهم يعانوه! واذا رحلت الآن لن تكون منزعجة كونها رحلت بعدما أعطتهم هدية أخيرة ستجعلهم يعيشون سنوات في مأساة وهذا الكلب الذي يخنقها سيعيش ما تبقى من حياته كارهاً نفسه على ما طالع حبيبته الساذجة بسببه ولربما؛ لو كانت موفقة.. سيقتل نفسه من شدة العذاب!

فكريستوفر لا يمتلك الثبات الانفعالي الذي يمتلكه ألكساندر وهي متأكدة بأنه لن يعيش كثيراً بعدها وقريباً للغاية سيلتقون في الجحيم!

ستموت ومعها سيموت سر فريا، فاينا، مارك، إيما وغريس... ستموت بعدما هدمت تلك العائلة وجعلت الحزن يتجزر بقلوبهم... ستموت مرتاحة لان الجميع هنا ذاق ما ذاقته وشربوا من نفس الكأس!

بهذا الفكر المريض أغلقت عينيها مستسلمة لمصيرها راضية عن أفعالها ولا تشعر بذرة ندم... وعندما ظنت أنها على وشك الموت، شعرت بعنقها يتحرر من بين قبضتي كريستوفر الفولاذية!!

ولكن السؤال هنا.. من خرج عن صمته من أجلها هي؟

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 3 مارس... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{بالعودة للغرفة بالطائرة المتوجهة لموسكو بروسيا}

فتحت عينيها بصعوبة لأنها شعرت بألم رهيب ينخر في رأسها بدون رحمة... حاولت الجلوس، لكن بصرها كان مشوشاً واندفع بداخلها موجة من الغثيان والإحساس بالقرف... كان من الصعب تجاهل الصداع النابض برأسها لترفع يدها تمسك بجبهتها أثناء غلق عينيها مرة أخرى بقوة في محاولة لاستيعاب الالم.

فتحت عيناها مرة أخري ببطء واستقامت بصعوبة جالسة على الفراش بينما تحاول الرؤية بوضوح... جلست مكانها للحظات حتى بدأت رؤيتها تتوضح وبدأت التركيز على كل شيء ببطء، أدركت أنها كانت في غرفة صغيرة أو متوسطة الحجم لم تستطع التركيز للدرجة التي تتيح لها تحديد مساحة الغرفة، كانت الغرفة مضاءة بشكل خافت بينما هي تجلس على فراش صغير في الزاوية... كان بإمكانها تحديد أنها بطائرة ما من الهيئة المميزة للنوافذ بجانبها، استقامت بترنح وهي تنحني قليلاً لتنظر خارج النافذة وطلت على الخارج في الظلام لكنها لم تستطع تحديد مكان وجودها بالفعل من هذا الارتفاع الشاهق... لم يكن هناك أي شيء يبدو مألوفًا وكان الألم في رأسها يزداد سوءًا مع مرور اللحظات..

في تلك اللحظة، أدركت أنها لا تتذكر حتى كيف وصلت إلى هنا!

بدأ الذعر ينمو في داخلها لأنها شعرت بالارتباك الشديد بينما راودها سؤال لم تستطع اجابته... هل هي ميتة بالفعل أم ماذا حدث؟ بالتأكيد هي ميتة... لم تكن لتنجو من مصيرها الذي سارت إليه بقدميها في الحلبة... لم تكن لتنجو من هذا القتال إلا إذا حدثت معجزة... وزمن المعجزات قد ولى بالفعل!

رفعت يدها في تردد نحو النافذة... كانت مترددة للغاية وهذا كان واضحاً في رجفة يدها ولكن في النهاية لامست اناملها زجاج النافذة لتشعر بالبرودة الشديدة المنبعثة منه لتسحب يدها وهي تعقد حاجبيها بتعجب هامسة بعدم استيعاب: ما هذا؟ هذه البرودة تبدو واقعية للغاية...

ثم صمتت للحظة عندما تشكلت ابتسامة مريرة على شفتيها قبل ان تكمل بأسي: و دفئ أوين أيضاً كان حقيقي وواقعي وتبين في النهاية أنه...

تنهدت بحزن وهي تكمل قائلة بهمس: كان مجرد سراب...

استقامت مرة أخرى وهي تمرر بصرها في الغرفة في محاولة لمعرفة ما الذي تمر به في هذه اللحظة... هل هي ميتة أو حية... ولو كانت حية فكيف؟... أم انها تهلوس كما المرة السابقة؟

كانت هذه كلها التساؤلات التي غزت عقلها قبل ان يقع بصرها على امرأة جالسة على المقعد المجاور للفراش لم تلاحظها في البداية بسبب رؤيتها الغير واضحة ولكنها الآن لاحظتها... لقد كان امرأة نائمة لا ترى منها سوى شعرها البني وعينيها المغلقة حيث كانت عليها سترة رجالية مغطية إياها حتى عينيها...

من هذه وماذا تفعل بجانبها؟

والسؤال الأهم... ماذا يحدث هنا؟

لم تهتم بالذهاب نحوها ومعرفة من هي بقدر ما اهتمت بالخروج من الغرفة لمعرفة ماذا يحدث معها... خطت خطوات صغيرة وشقت طريقها إلى الباب متخذة نفساً عميقاً في محاولة للتخلص من الدوخة التي كانت تغمرها... وعندما خطت خارج الغرفة كان الأمر تزامناً مع خروج أحدهم من باب مجاور للغرفة ويبدو أنه لاحظ وجودها حيث خطي للخلف سريعاً في محاولة للتأهب لما هو قادم ولكنها لم تدع له فرصة التأهب حيث اندفعت نحوه بقوة مصطدمة بجسده مما جعله يرتطم بالجدار بجواره بعنف بينما كانت تخنقه بساعدها وهي تتسأل من بين اسنانها لكي لا يعلو صوتها ويجذب أي شخص آخر وهي لاتزال لا تعرف ما تواجهه: من انت وماذا افعل هنا؟ وماذا يحدث هنا؟

كان متفاجأً بشدة لما حدث وما كان مسبب له صدمة ألجمت لسانه هو تلك المُثبتة اياه بالجدار بينما تطالعه بشراسة وهي تزيد من خنقه كما تتطلع حولها للحظة قبل أن تعاود النظر للرجل الذي يرمقها بنظرات مصدومة وقربت وجهها من وجهه وهي تقول بأمر ولاتزال عيناها تزوغ من وجهه للمكان من حولها في ترقب: لا تعبث معي لاني لن أتردد بقتلك! انطق! اريد الحقيقة الان!

ترقرقت عيناه بالدموع وهو لايزال صامتاً غير قادر على قول أي شئ لتدفع ساعدها بعنف أكثر على عنقه مما أزاد من خنقه أثناء قولها بعنف وهي لا تنظر نحوه بل حولها: ماذا هل انت اخرس؟؟

تمكن وأخيراً من تحقيق الاستقرار في نفسه ووجد صوته حيث اجابها بتلعثم واضح في صوته: أ... أم...أمي!!

كلمته باغتتها جاعلة إياها ترفع نظراتها نحوه لأول مرة منذ أن ضربته بالحائط... شاهدها وهي تمرر بصرها علي وجهه ببطء واثناء فعلها لذلك كانت تتسع عيناها بالتدريج بينما ارخت ساعدها عن عنقه وهي تقول بعدم فهم: ماذا؟ ماذا قلت؟

وقبل أن تتاح له الفرصة أن يتحدث كانت قالت بتعجب واضح في نبرة صوتها ولكن هذه المرة كانت نبرتها منخفضة للغاية ما كان سيسمعها لو لم يكن بهذا القرب منها: ولماذا تشبه أوين لهذا الحد؟

صمتت لوهلة وهي تنظر للأرض قبل أن ترفع عينيها نحوه مرة أخرى تطالعه بذعر شديد وهي تسأله في ترقب بصوت صارم: من أنت؟

لانت ملامحه وهو ينظر لها مشبعاً نفسه برؤيتها حية ترزق تتنفس وتتحرك وتتمتع بقوة جسدية تكفي لتثبيته بالحائط... ابتسم بخفة وهو يطالعها بعيون مشتاقة وهو يقول بحنان وحب: أنا ألكساندر يا أمي... ألكساندر أبنك.. أليكس صغيرك.

وقفت فريا هناك متجمدة في مكانها بعد هذه الكلمات، وعيناها واسعتان ويداها ترتعشان وهي تحدق في الرجل الواقف أمامها الذي يدعي كونه ابنها... لم تصدق ذلك.. لقد مرت ستة عشر عامًا منذ أن رأت ابنها الأكبر والآن ها هو يقف أمامها... مررت بصرها مرة أخري علي وجهه وهي تتشرب ملامحه... نفس العينان... نفس الشعر... نفس الملامح ولكن على أنضج...

لقد أمضت سنوات عديدة تتساءل عما حدث له وما إذا كان على قيد الحياة بعد ذلك الحادث... و الآن، ها هو أمامها مباشرة... أرادت أن تمد يدها وتحضنه لكنها شعرت بأنها مجمدة في مكانها وغير قادرة على الحركة أو الرد.

أما ألكساندر لم يقل شيئًا، فقط نظر إليها بصمت وبدا وكأنه يفهم كيف شعرت وينتظرها بصبر لتستفيق من صدمتها وتضمه لصدرها... نعم، ارادها هي ان تضمه لانه لهذه اللحظة لا يتجرأ علي ضمها... كان خائفاً من أن تنهره وتبعده عنها لكونه لم يكن قدر المسؤولية ولم يساعدها طوال تلك السنوات المنصرمة...

"لقد كنت طفلاً يا ألكساندر والأطفال ليس عليهم حماية أي أحد ولا حتى أنفسهم.. لا تحمل نفسك ذنب لم تقترفه.. "

نعم فاينا كانت محقة... ولكنه لازال مرعوباً من فكرة نفورها منه وعتابه...

كان الصمت بينهما أبلغ من مائة كلمة وعندما بدأت تقترب منه كان قلبه يقرع بداخل صدره بعنف وهو خائف، مضطرب، سعيد...

كان ألكساندر عبارة عن فوضى من المشاعر حتي لامست يدها خده مما جعله يغمض عيناه بهدوء مستمتعاً بلمسة يد أمه التي حرم منها لسنوات عديدة وظن أنه لن يشعر به مرة اخرى ابداً!

كان يهيئ نفسه للارتماء بين احضانها و البكاء كطفل تائه وجد أمه بعد دقائق مر بها مرعوباً من فكرة أنه ضل الطريق وفقد أمه... ولكن قبل أن يفعل كانت سحبت يدها بعيداً عنه ليفتح عيناه وهو يعقد حاجبيه بتعجب حتى رأها تتطلع حولها في ترقب كما لو كانت تبحث عن شئ وهي تتمتم بينما تهز رأسها نافيةً: لا، هذا مجرد وهم... هذه هلوسة كغيرها!

حالتها اخافته ووجدت نفسه يقترب منها أثناء قوله بصوت مضطرب قلق: أمي ما خطبك؟

"أخرس!" كانت هذا ردها عليه بمنتهي الحدة اثناء رفع إحدى يديها أمامه كما لو كانت تحمي نفسها منه! كان جسدها يرتجف قليلاً وهي تحاول فهم حقيقة ما يحدث؛ قبل أن تستمر في هز رأسها بهستيرية شديدة وهي تتحدث كمن يتحدث مع شخص خفي بينهما: ما هذه القسوة! لماذا! لماذا تتحد معهم ضدي! انت عقلي انا! يجب ان تعمل لصالح لا أن تتسبب في جنوني!

أنهت كلماتها وهي تصرخ بينما تضرب رأسها بعنف بيديها وهي تصرخ بصوت متهدج حزين: ما هذه القسوة عليك اللعنة! لماذا! في البداية أوين والان ابني!

لم يفهم ولا يستوعب ألكساندر ما كان يحدث ولا عما تتحدث ولا من توجه حديثها له ولم يقف للحظة في محاولة للفهم وهو يراها تؤذي نفسها حيث اندفع نحوها في لحظة وهو يمسك بكلتا يديها عاقدهم خلف ظهرها ليجن جنون الأخرى وهو تراه يلمسها وعلى هذه المقربة منها وهي تحاول ابعاده بينما تصرخ بعنف: ابتعد عني أيها السراب الملعون! لن أقع ضحية هذا الوهم القذر! ابتعد عني ايها الوغد!

"امي اهدئي! ما بك! مع من تتحدثين!" كان هذا صراخ ألكساندر المذعور من حالة أمه غير المفهومة وهو يحاول جاهداً تثبيتها ولكنها كانت تدفعه بعنف حتى ضربت جبهتها بأنفه مما جعل الدماء تنفجر منها وتسيل علي شفتيه وذقنه وهي تصرخ بعنف كامرأة فقدت عقلها: أنت لست ابني! انت مجرد سراب! سراب لعين!

ثم التفت تنظر حولها في هيسترية وهي تهدر قائلة للفراغ: متي ستظهر تلك الغرفة اللعينة! اظهري عليكي اللعنة لن تحطمي قلبي أكثر مما هو محطم! اظهري انتهت اللعبة!!

علي الرغم من ضربتها القاسية لوجهه ولكنه لم يفلتها ولم يتزحزح وهو يحكم أحد قبضتاه على يديها بينما اتجهت يده الاخري لنقطة معينة في عنقها وهو يحاول تثبيتها للضغط عليها ليفقدها وعيها حتى يعرف ما سبب هذه الحالة الهستيرية ولكنها كانت تنتفض بين يديها بشراسة وكادت أن تفلت من بين يديه بالفعل لولا تلك الحقنة التي اخترقت عنقها من خلفها لتدفع برأسها للخلف وتري امرأة بشعر بني اللون طويل وعيون زرقاء لامعة تحمل ملامح وجه حزينة للغاية قبل أن تقول بهمس وهي تغيب عن الوعي: روز؟!

سقطت غائبة عن الوعي بين احضان ابنها الاكبر ألكساندر الذي كانت تظنه مجرد وهم وسراب من نسيج عقلها... التقطها ألكساندر بايدي مرتجفة وهو يطالعها بعيون غارقة بالدموع ووجه مدمي وملابسه تلطخت بدمائه قبل أن يرفع نظراته بصدمة نحو فاينا وهو يقول بعدم تصديق وملامح باهتة: ماذا يحدث معها؟ ما كان ذلك؟؟

غامت نظرات فاينا بحزن وهي لا تعرف ماذا تقول... فهي استيقظت منتفضة من مقعدها على صوت الصراخ وخرجت لترى الجميع يشاهد الموقف في ترقب لترمقهم ببرود جعلهم يعودون لمواقعهم في صمت بينما دست هي يديها بداخل معطفها مخرجة حقنة المهدئ التي أعطاها خافيير لها تحسباً للظروف... ولكنها حقاً لا تعرف عما كانت تتحدث الخالة فريا ولا من كان تحادث...

تنهدت بعمق قبل أن تقول بهدوء لا يتماشى مع حدة الموقف ولكنها لم ترد أن تصيبه بالذعر أكثر مما هو مذعور على والدته: اعذرها أليكس... هي مصدومة وهذا طبيعي... لنعطيها فرصة لتستوعب ما يحدث وهي ستكون بخير... ليس بأمر سهل ان ترى ابنها الذي تركته صغيراً أمامها الآن كرجل بالغ بعد كل تلك السنوات...

قاطع حديثها صوت احد رجالها وهو يقول: آنسة نيكولاييف، نحن على وشك الهبوط برجاء التوجه لمقاعدكم.

نظرت له فاينا بصمت واكتفت بأن تومئ له لينصرف وتتوجه هي نحو ألكساندر الذي يبدو في عالم اخر وهو يحمل أمه بين ذراعيه شارداً في وجهها بتعبير متألم بينما تقول بهدوء محاولة بث الطمأنينة لقلبه المذعور: هيا أليكس... ولا تقلق ستكون الخالة فريا بخير صدقني... تعال معي لانظف جرحك..

ثم نظرت بعيداً للحظة وقالت بهمس وصله متقصدة ان تشتت تفكيره عن أمه وما حدث للتو لانها تعلم انه سيظل يجلد ذاته داخلياً: عليك أن تكون في كامل تركيزك لأن من ستقابله بعد قليل.. يطيق العمى ولا يطيقك...

ويبدو أن حيلتها البسيطة نجحت في تشتيته حيث عقد ألكساندر حاجبيه بخفة وهو يلتفت ناظراً نحوها بتساؤل لتجيبه بدون أن يسأل: أنت على وشك مقابلة زعيم البراتفا... رجل روسيا الأول... الرجل الذي لا يطيق سماع سيرتك حتى! أنت على وشك مقابلة فيدور نيكولاييف!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 3 مارس... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{بالعودة إلى غرفة غريس بقصر آل فونيكس بلندن}

هوت هيلين ارضاً وهي تجاهد لالتقاط أنفاسها بينما استمعت لأحدهم يصرخ قائلاً باستنكار: ما مشكلتك؟ كيف تخنق امرأة بهذا الشكل؟

رفعت هيلين عيناها بذهول وهي ترى أن من قام بإنقاذها للتو كان بيدقها الجديد... بيتروڤ!

ارتسمت نصف ابتسامة على وجهها وهي ترى مخططها يسير تماماً كما خططت له مسبقاً والسعادة غمرتها كونها لن تموت الآن! كما انها الآن خارج نطاق الشبهات!

"ذكية هيلين... في غاية الذكاء هيلين... احسنتي عملاً وتخطيطاً!" كان هذا ثناء هيلين علي نفسها داخلياً بينما تري كريستوفر يدفع بيتروڤ في صدره ليعود للخلف خطوتان وهو يحاول تخطيه ليصل مرة أخرى لهيلين أثناء صراخه: ابتعد عن طريقي لن يرحم أحد هذه القاتلة من بين يداي! لقد قتلت غريس!

ليعترض بيتروڤ طريقه بينما يصرخ في وجهه بعنف: ما هذه الاتهامات الباطلة؟ هذه السيدة كانت تحتسي معي الشاي بالاسفل منذ فترة طويلة بينما نتجاذب اطراف الحديث! لذا، اياً كان من أذى تلك الصغيرة فليست تلك المرأة! عيباً عليك رفع يدك على امرأة وليست أي امرأة بل تكون أمك أيها الابن العاق!

عندما أنهى بيتروڤ حديثه التفت وجهه للجهة الاخرى جراء اللكمة التي وجهها له كريستوفر وهو يصرخ بجنون: تلك العا*رة ليست بأمي! كم دفعت لك تلك الرخيصة لتقول مثل هذا الهراء!

كانت هذه كلماته قبل أن يعاود الوصول لهيلين قابضاً على شعرها رافعها أمامه بواسطته لتطلق صرخة عالية ولكنه لم يهتم وهو يصفعها بظهر يده في عنف تسبب في سقوطها ارضاً بينما انفجرت شفتيها بالدماء!

كان متجهاً نحوها مرة اخري ولكن بيتروڤ وقف أمامه حائلاً بينه وبينهم بينما يقول في استنكار: ليست من الرجولة أن ترفع يدك على امرأة!

رفع كريستوفر قبضته بغضب أعمى مقرراً أن يقوم بلكم هذا الرجل الذي يحول بينه وبينها حتى الموت ليتفرغ للعا*رة التي تحتمي به.. ولكن ويده معلقة في الهواء استمع لصوت عمه فريدريك الذي لا يعلم متى دخل للغرفة وهو يصرخ بعلو صوته: غريس لاتزال على قيد الحياة! نبضها ضعيف ولكنها حية! اسرعوا بطلب الطبيب على الفور!!

تجمد جسد كريستوفر في مكانه بعدما استمع لكلمات عمه ووقف كما لو كان لا يصدق مسامعه قبل أن يلتفت عائداً عند جسد غريس الذي يمسكه عمه محاولاً بث بعض الدفء إليه وهو يقول بتلعثم وضياع كمن يتعلم كيفية الحديث لأول مرة: عمي... عمي... انت... انت لا... لا تكذب صحيح؟... غريس... غريس حية؟ قلبها ينبض؟ لم تتركني.. أليس كذلك؟!

كان يتحدث بتقطع وهو يشهق بعنف ليرفع فريدريك نظراته نحوه وهو يخبره بحدة صارخاً به: نعم حية ولكن لا اعتقد لفترة أطول! فلتستفيقوا وجمعوا شتات أنفسكم على الفوار! انت اتصل بالطبيب في الحال!

ثم التفت لأوين الذي كان يطالع كل شئ بعيون ميتة أثناء حمله لأخته المغشي عليها التي هربت مما يحدث وهو يصرخ به بعصبية: أوين استفيق! هي ليست بفريا فلتستفق! هذه غريس صغيرتنا تموت! فرانك! فلتساعدني! روز! جين! ابقوا مع شارلوت بينما يختفي جميع الصغار من هنا! الجميع لغرفهم الآن!!

قال كلماته وهو يحملها داخلاً بها الحمام وتبعه فرانك سريعاً قبل أن يصرخ فريدريك من داخل الحمام بصوت عالي: ريتشارد! أحضر ماء وملح ليّ على الفور! سأغسل معدتها من اياً كان ما تناولته لحين يصل الطبيب! بسرعة الوقت يداهمنا!!

كان الجميع جامداً في مكانه حتي اتاهم صوت فريدريك الصارخ من الداخل: تحركوا عليكم اللعنة ستموت مني!

الجميع تحرك تحت أوامر فريدريك علي الرغم من كونه ليس الزعيم ولكنه كان الوحيد الذي لازال يتمتع بثبات انفعالي حتى في موقف كهذا جعل الجميع متجمدين مكانهم لا يفعلون شيئاً سوى مشاهدة الموقف في صدمة... لربما ثباته الانفعالي هذا نابع من تجاربه الاليمة... تجربة فقدانه لابنته... فقدانه لفاينا...

أثناء تنفيذ الجميع للأوامر كان بيتروڤ يساعد هيلين المصدومة بشدة على الوقوف بينما ينفض عن ملابسها الاتربة ليسمعها تتمتم بصوت خافت غير مصدقة: كيف حدث ذلك؟

ضاقت أعين بيتروڤ عليها وعلى هيئتها المصدومة بينما كانت هناك ابتسامة لعينة تهدد في الظهور علي شفتيه وهو يسألها مستفسراً كما لو كان لم يسمعها: ماذا تقولين يا هيل؟

استفاقت هيلين من صدمتها وهي تنظر نحو بيتروڤ بضياع قبل أن تغتصب ابتسامة على فمها لم تصل لعينيها لكي لا تثير الشكوك حولها: كنت اقول الحمدلله أنها لاتزال على قيد الحياة!

هنا ابتسم بيتروڤ ابتسامة ساحرة تخفي خلفها الكثير والكثير من السخرية قبل أن يقول بتهكم مُغلف بلطف زائف: آه هيل، يا لكي من امرأة طيبة القلب حتى بعدما حاول ابنك الذي من لحمك ودمك قتلك لأجل فتاة غريبة ولم يتدخل احداً لإنقاذك مازلتي تحمدين الرب على نجاتها... انتي امرأة تتمتع بقلب من ذهب.. حاولي الحفاظ على طهارته ونقائه!

هزت هيلين كتفهما بخفة بينما تقول برقة مصطنعة وهي ترغب في الصراخ بأعلى صوتها وتكسير كل شئ ولكنها تحكمت في نفسها وهي تقول برقة مصطنعة حتي لا تشكف أمرها:

"ماذا أقول... بالنهاية هم عائلتي!"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 3 مارس... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

ربما دور فاينا بهذا الفصل ليس بالكبير ولكنها كانت تتمتع بالفصل الماضي والكثير من قبلها لنفسها.. أي تدخل لها في الاحداث اكثر من ذلك سيكون حشر اجباري لها لن يليق على الحدث.. أتمنى أن تتفهموا ذلك.. وشكراً.

»»————- ♡ ————-««

-انتهى الفصل الثالث و والخمسون 8500 كلمة 👩🏼‍💻❤️

{شوية اسئلة نتسلى في الكومنتات بيهم}

س: مارك؟

س: غريس؟

س: فاينا؟

س: ألكساندر؟

س: أوين؟

س: فريدريك؟

س: ريتشارد؟

س: كلير؟

س: فريا؟

س: بيتروڤ؟

س: هيلين؟

س: كريستوفر؟

س: فرانك؟

س: شارلوت؟

س: ريتشارد عمل ايه مع بنته لوسي خلاه في الحالة دي؟

س: ايه اللي هيحصل لما ألكساندر يقابل فيدور؟

س: ازاي غريس لسه عايشة؟

س: ايه اكتر جزئية عجبتكم في الفصل؟🖤

س: تفتكروا ايه اللي هيحصل في الفصل القادم؟

-متنسوش تسيبولي كومنت برأيكم وفوت للفصل علشان بيساعد الرواية توصل لقراء اكثر وبيشجعني معنوياً اني اكمل كتابة🤗✍️❤️

❤️‍🔥دمتم بخير❤️‍🔥

Continuer la Lecture

Vous Aimerez Aussi

16.3M 347K 57
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
2.6K 329 7
هذه شعلتنا، خذها؛ للتعرف على دروب الحب...
4.2M 62.5K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
1.2K 234 8
في حسراتِ الماضي، يُسجن جون بعد وفاة زوجته كلوي، وتُسجن آليسون، بعدما عانت مِن ما آلت إليها حياتها. فَيَلتقيان على طاولة مهمشة، بزاوية مظلمة من تلك ا...