عودة فاينا

By Medusa_Morae

2.8M 117K 55.5K

"هل تعتقد أنك قوي لمحاربتك بعض البشر؟.. فقط جرب محاربة أفكارك مثلي" -فاينا فيدور نيكولاييف. ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ في عا... More

الشخصيات الرئيسية
الفصل الأول "كوابيس"
الفصل الثاني "الأمل الضائع"
الفصل الثالث "خيبة أمل"
الفصل الرابع "الحفل"
الفصل الخامس "ترحيب مبهر"
الفصل السادس "باعت جسدها؟"
الفصل السابع "ال DNA لا يصنع العائلة"
الفصل الثامن "رصاصة!"
الفصل التاسع "إيما!؟"
الفصل العاشر "لما لا ننم سوياً؟"
الفصل الحادي عشر "مشاعر مبعثرة"
الفصل الثاني عشر"الحقيقة"
الفصل الثالث عشر "وغد متملك لعين"
الفصل الرابع عشر "ميت لا محالة"
الفصل الخامس عشر "قاتلة رحيمة؟"
الفصل السادس عشر "صفعة"
الفصل السابع عشر "بيتروڤ إيجور"
الفصل الثامن عشر "قُبلة"
الفصل التاسع عشر "موعد غرامي مع المافيا"
الفصل العشرون "غيرة قاتلة"
إقتباس "الوداع يا حبي"
الفصل الواحد والعشرون "عاهرة"
الفصل الثاني والعشرون "فضيحة؟"
الفصل الثالث والعشرون "جاسوسة؟"
الفصل الرابع والعشرون "مكر أنثى"
الفصل الخامس والعشرون "آل نيكولاييف"
الفصل السادس والعشرون "مارسيل؟"
الفصل السابع والعشرون "ظـل القمـر"
إقتباس "القاعدة رقم واحد: لا تثق بأحد"
الفصل الثامن والعشرون "هروب مُرتجل"
الفصل التاسع والعشرون "كريستوفر فونيكس"
الفصل الثلاثون "طباخ السم يتذوقه"
الفصل الحادي والثلاثون "هدوء ما قبل العاصفة"
إقتباس "لأني وقعت بحبك..."
الفصل الثاني والثلاثون "إبتزاز عاطفي"
الفصل الثالث والثلاثون "فقط لأجلك"
الفصل الرابع والثلاثون "تملك مُخيف"
الفصل الخامس والثلاثون "كـارثـة!"
الفصل السادس والثلاثون "الوجه الآخر"
الفصل السابع والثلاثون "كـرم فريـد مـن نوعـه"
الفصل الثامن والثلاثون "نبش في المـاضي"
الفصل التاسع والثلاثون "صداقة بنكهة الموت"
الفصل الأربعون "أخوية المُسوخ"
الفصل الواحد والأربعون "كراسيفا"
الفصل الثاني والأربعون "هدية وكرم ضيافة"
الفصل الثالث والأربعون "فريا سوليفان"
الفصل الرابع والأربعون "صلاة وتضرع للرب"
الفصل الخامس والأربعون "هدية ثمينة للغاية"
شروط الفصول...
الفصل السادس والأربعون "ذكريات ضائعة"
الفصل السابع والأربعون "آباء وقسم الدماء"
الفصل الثامن والأربعون "بيكاسو ولوحة المعاناة"
الفصل التاسع والأربعون "أساطير الموت وعرش الدماء"
الفصل الخمسون "فاينا فريدريك فونيكس"
الفصل الواحد والخمسون "عباءة الفجور وعدالتها المُلتوية"
الفصل الثالث والخمسون "رفاهية الموت والسراب الملعون"
الفصل الرابع والخمسون "الجراند ماستر"
اقتباس من الفصل القادم 🤍
الفصل الخامس والخمسون "لعنة الأفكار التي لا تموت... أبدًا!"
أين يمكن ايجادي 🤫🤗
الفصل السادس والخمسون "قتل ثلاثة طيور بحجر واحد!"
إقتباس "لقد فقدت نفسي.."
الفصل السابع والخمسون "دموع في الظلام"
إقتباس من الفصل القادم.. "فن مواساة الزوجة ١٠١"
الفصل الثامن والخمسون "الخيانة تجري في الدماء"
الفصل التاسع والخمسون "في ظل الضغائن القديمة"
إقتباس من الفصل القادم... "إنه ملكي"
الفصل الستـون "مائدة من الجحيم"
الفصل الواحد والستون "في غياهب الماضي"
الفصل الثاني والستـون "غـرام القـديس"
الفصل الثالث والستـون "سيمفونية الرغبة والمـوت"
إلى قرائي الأعزاء... يكفي!
الفصل الرابع والستـون "العنقاء والغرفة الحمراء"
إقتباس من الفصل القادم - كأس الغيـرة
الفصل الخامس والستون "جنون على حافة النصل"
الفصل السادس والستون "مناورة الأشقاء"
إقتباس من الفصل القادم.. "عصير التفاح"
الفصل السابع والستون "نذير بالرحيل"
الفصل الثامن والستـون "الاسم ألكساندر.. حامي العائلة"

الفصل الثاني والخمسون "عقدة الذنب ونذر بالهلاك"

27.6K 1.7K 1.1K
By Medusa_Morae

*هينزل الفصل الواحد والخمسون يوم الجمعة الموافق 17/2/2023 باذن الله لو الفصل كمل الشروط كلها وهي انه يوصل لـ ٧٢٠ تصويت و ٨٠٠ تعليق*

الفصل 8302 كلمة

هاتوا أي مشروب ساخن تحبوه وأستمتعوا بالقراءة ومتنسوش التعليق بين الفقرات ❤️

هتلاقوني علي تيك توك واليوتيوب باسم: Medusa_Morae

وعلي تيليجرام باسم: روايات نرمين عصام

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

"كل من في الغرفة لاحظ وقوع الكأس؛ لكن لم يلحظ أحد رجفة يده سواها"

{في إحدى الغرف الخاصة بنادي ليلي في مكان غير معروف بعيدًا عن إسبانيا ولندن}

"فعلت ماذا؟؟" هذا ما قاله الزعيم بينما يسعل الخمر الذي احتساه قبل لحظات عندما أخبره مساعده بآخر التحديثات الخاصة بفاينا أو ابنة نيكولاييف كما يلقبونها.

سارع الرجل بمنديل ورقي لزعيمه بينما يجيب باحترام علي سؤاله معيداً حديثه: لقد قامت باقتحام قتال حتى الموت، هددت نقابة توردو بزعيمهم وقامت باختطاف زعيم عشيرة الخطيئة وامرأة مجهولة الهوية كما كان بصحبتها ألكساندر فونيكس.

امسك المنديل من مساعده واخذ يمسح فمه أثناء ضحكه بصورة صاخبة وهو يقول بعدم تصديق واضح في نبرة صوته: هذه الامرأة مجنونة!

وعندما انهي تنظيف فمه من الخمر رمي المنديل باهمال على الطاولة أمامه وهو يعود بظهره على الأريكة مسترحياً فارجاً ساقيه اثناء قوله من العدم موجهاً حديثه لمساعده: أتعلم لو لم يكن بيننا ما بيننا من عداوة لما كنت تركتها سوي وهي زوجتي.. أعني هذا الجنون والتهور هو كل ما ابحث عنه، هذا بغض النظر بالطبع عن القوة والجمال اللذين تتحلي بهم..

صمت لوهلة وهو يطالع الفراغ قبل أن يتابع بشغف وهو يؤشر نحو رأسه قائلاً: تخيل فقط ان يتحد جنوني مع جنونها؟

بمجرد انهاءه لهذا الاقتراح المجنون ابتلع الرجل الجالس مقابلاً له لعابه بصعوبة فقط من مجرد تخيله للأمر.. ابنة نيكولاييف وزعيمه معاً؟ هذا الجنون بعينه!

فرج فمه للحديث عندما لاحظ نظرات زعيمه المسلطة نحوه منتظراً لإجابته... شعر بحبيبات العرق تتشكل على جبهته بسبب هذا المختل الذي لا يتساءل اي سؤال من فراغ... دائماً ما يكون خلف اسئلته معنى خفي، لذلك، قرر ان يختبر حظه وهو يجيبه بهدوء مزيف ليس وكأنه يحتضر بداخله: لم يكن هذا سيحدث ابداً زعيم، فلو لم تفعل ما فعلته لم كانت ستبقى على قيد الحياة للان.

"بينجو!" هذا ما علق به زعيمه بمرح أثناء اشارته بسبابته عليه قبل أن يتابع مردفاً بجنون لمع في عينيه: وهذا هو مربط الفرس... في كل زمان لا يوجد ما يجمعني بها... وفي كل زمان ستكون إما عدوتي أو جثة هامدة! كلانا نفس القطب المغناطيسي؛ لا يمكن أن نتجاذب ابداً حتى ولو كنت معجباً بجنونها... وهذا لأمر مؤسف حقاً، ولكنها هي من كتبت مصيرها في تلك الليلة وليس أنا!

أنهى حديثه وأصابعه السميكة تتلاعب بخاتم ذهبي يحمل شعاراً للتنين، بينما مد يده مخرجاً هاتفاً قديم الطراز وأخذ يقلب فيه للحظات وهو يقول داخلياً أنه لقد حان الوقت لدفع ثمن أفعالها.

ابتسم ابتسامة عريضة وهو يكتب رسالة ما عليه... لقد عمل بجد للتأكد من أن الرموز الموجودة في الرسالة غير قابلة للاختراق ولا التتبع... و لن يعرف أحد ما تعنيه كلماته سواها هي!

نقر على "إرسال" واتكأ على الأريكة مسرورًا بنفسه بينما يقول بابتسامة تحمل الكثير من الشر والاختلال:

"فالأعبث بأعصابها قبل أن أقبض روحها... آن الأوان لتعلم أنها دخلت لُعبتي!"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 17 فبراير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{على متن الطائرة المتجهة إلى موسكو، روسيا}

بغرفة ذات مساحة صغيرة حوائطها مزيج بين اللون البيج والكريمي، بها فراش يتسع لشخص واحد فقط تمتد طاولة صغيرة منه للحائط وفي الخلف يوجد نافذتين تطلان على السحاب وفوقهما مصباحين مثبتان بالحائط ينيرون الغرفة إنارة خفيفة.. بجوار الفراش يوجد مقعد ذو حجم متوسط مصنوع من الجلد البني الفاخر مع تواجد مصباح للانارة علي بعد نصف متر منه.

علي هذا الفراش الذي يتسع لفرد واحد كانت هناك، فريا ممددة بينما يكشف عليها خافيير ويقف في الزاوية ألكساندر بينما تقف فاينا متكئة على إطار الباب.

انهي خافيير الكشف عليها وهو يتلفت قائلاً بعملية بينما يوزع نظراته بين ألكساندر وفاينا: توجد كدمات منتشرة على جذعها العلوي مصحوبة ببعض الجروح بالوجه والتي قمت بتعقيمها ومن المفترض مع التنظيف المستمر لهذه الجروح ان تلتئم في خلال الأسبوعين القادمين، لا توجد كسور، الأضلاع سليمة، ساقيها وذراعيها سُلام، ولكن..

"قل ما عندك دفعة واحدة فلا مجال لهذه الإثارة والتشويق بالحديث الآن" كان هذا رد ألكساندر البارد علي خافيير الذي اكتفي بأن يومئ باحترام مكملاً حديثه: ولكن لا استطيع الجزم بأن الرأس لم يُصاب لكون الضربة التي شرحتها لنا الآنسة فاينا قد تكون تسبب بشرخ بالجمجمة أو ارتجاج بالمخ.. وهذه الاشياء لا استطيع معرفتها بمجرد معاينة عادية، الأمر بحاجة إلى أشعة للتأكد من هذه الاحتمالات.

أنهى كلماته تحت نظرات ألكساندر التي أخذت تحتد بينما كانت فاينا شاردة في الفراغ ويبدو انها لم تستمع لأياً مما قاله.

عندما طال الصمت بين ثلاثتهم حمحم خافيير بحرج وهو يردف باحترام بالغ: لقد انتهت مهمتي هنا.. عن اذنكم.

بمجرد ان قال هذه الكلمات اتجه نحو باب الغرفة ووقف منتظراً ان تفسح له فاينا الطريق ولكنها فقط لم تلاحظه ولم تلاحظ أي أحد وظلت واقفة مكانها بدون حراك وبدون حتي ان ترمش بعينيها!

حالة فاينا الغريبة لم يلاحظها خافيير وحده فلقد لاحظها ألكساندر الذي هتف باسمها بعدما رأى حالتها متسائلاً: فاينا ما بك؟

عندما استمعت فاينا لاسمها استفاقت من شرودها وهي تعتدل في وقفتها تنظر لكلاهما وهي تحاول أن تستشف ما حدث أثناء شرودها ليقابلها عيونهم المتسائلة؛ لتنظف حلقها وهي تقول بهدوء وكأنها كانت متابعة للمحادثة التي دارت وهي تأشر لخافيير بيدها: تفضل خافيير وشكراً على مجهودك.

أومئ خافيير لها وتخطاها خارجاً من الغرفة وما كادت ان تتبعه إلا ووجدت أحدهم يقبض على ذراعها الأيمن في خفة والذي كان ألكساندر، التفتت له وهي تعقد حاجبيها بخفة وقبل أن تتسنى الفرصة لها بالحديث كان سابقها هو موجهاً لها سؤاله في رفق: سألتك ما خطبك؟

اغمضت عينيها للحظات قبل أن تعاود فتحهما وهي تبتسم بخفة قائلة ببساطة: لا شئ، فقط متعبة ولم أنم بالقدر الكافي في الليالي الماضية.

كان كلامها مقنعاً.. ولكن ليس له.. شرودها وشحوب وجهها.. صمتها وهدوئها المريب.. نعم، هذه الأشياء قد تكون مظاهر لقلة النوم ولكن له؟ فلقد شعر بأن هناك شئ آخر تخفيه.. أم أنها لا ترغب في مواجهته والرد على أسئلته التي لم يسألها بعد والتي يعرف كلاهما معرفة وثيقة انه سيسألها؟

وقبل أن يجادلها في الحديث كانت سحبت ذراعها من بين أصابعه في هدوء وهي تتجه للخروج من الغرفة قائلة: سأقوم بغسل وجهي لاستفيق قليلاً وأتي إليك مرة اخرى.. ابقي عينيك على الخالة فريا.

وبهذه الكلمات كانت أغلقت باب الغرفة خلفها تاركة ألكساندر مع أمه ليلتفت نحوها بينما يقوم بسحب الاغطية علي جسدها الغافي قبل أن تفقد قدماه القدرة علي حمل ثقل جسده.. الآن لم يعد بحاجة للتظاهر بالقوة ولا بالثبات.. هوي بجسده جالساً على المقعد المجاور لها وعيناه لم تترك وجه أمه وهو يقول بصوت منخفض بلا مشاعر كما لو كان قد استنزف تماماً من أي عاطفة: إذاً، لقد كانت حياتي بأكملها مجرد كذبة؟

لقد أمضي ما يقارب من نصف عمره متيقن أن والدته ميتة، والآن يُقال له أن هذا ليس صحيحًا.. لم يكن لديه أي فكرة عما يؤمن به أو بمن يثق الآن.

حقيقة أن أمه التي ظنها متوفاة لما يقارب نصف عمره كانت حقيقة هزته حتى صميمه، كان في حالة صدمة، نعم كان يعرف ان امه على قيد الحياة ولكن فكرة رؤيتها أمامه على بعد خطوة واحدة فقط؛ كان أمر يصعب عليه استيعابه..

من المفترض أن يكون سعيداً الآن؛ ولكن كل ما يشعر به في تلك اللحظة هو المرارة.. كذبة تلو الأخرى خربت ودمرت حياته.. لقد شعر أن عالمه قد انقلب رأسًا على عقب، ولم يكن لديه أي فكرة عما يجب فعله بعد ذلك.. لقد كان مرتبكًا تمامًا، ولم يكن لديه أي فكرة عن كيفية المضي قدمًا.

امتلأت حياة ألكساندر فجأة بعدم اليقين.. كل ما كان يعرفه وجده يتغير بين ليلة وضحاها.. وفاة والدته والتي كانت من أكبر الحقائق في حياته اكتشف انها كانت مجرد خدعة.. كان عليه معرفة كيفية المضي قدمًا، ولم يكن متأكدًا من أين يبدأ.. كان لديه الكثير من الأسئلة، ولم يكن متأكدًا من مكان العثور على الإجابات.. كان عليه أن يأخذ خطوة إلى الوراء ويعالج الموقف قبل أن يتمكن من المضي قدمًا.

عليه الان استحضار واحدة من أكثر ذكريات حياته آلماً.. عليه مواجهة ماضيه.. عليه الرجوع لتلك الذكرى.. الذكري التي اعتقد انه خسر فيها والدته.. كان عليه استدعاء ذكرى وفاة أمه..

(فلاش باك لقبل ستة عشر عاماً)

"لم تخبر والدك بما اخبرتك به في الصبح.. صحيح ألكساندر؟" هذا ما سألته فريا لابنها الجالس على المقعد بجوارها لينفي برأسه وهو يخبرها بصدق واعتزاز طفولي لكتمانه السر: لا لم أخبره بأي شئ لكي لا أفسد مفاجئتك له.

ابتسمت فريا وهي تنظر نحوه للحظة قبل أن تمد يدها اليمني تبعثر شعره وهي تقول بحب: فتي جيد.. لم تخبرني يا حبيبي ماذا تريد أخاً أم أختاً أخرى؟

صمت ألكساندر لثواني وكان يبدو انه يفكر بعمق قبل أن يجيبها: أرغب في اخت.

عقدت فريا حاجبيها بتعجب قبل أن تقول بمرح: سأخبر فاينا بأن ألكساندر حبيبها المخلص يحب الفتيات لدرجة انه يرغب في اخت جديدة!

اتسعت عينا الآخر في ذعر من تنفيذ امه لحديثها وهو يُسارع شارحاً موقفه: لا، الأمر ليس كذلك.. كل ما في الأمر أن إيما ليس لديها اخت تشاركها اهتماماتها مثلي أنا.. فأنا لدي كريس.. أما هي فلا.

رمقت فريا ألكساندر بنظرة فخر وهي تبتسم بحب له.. لطالما كان ألكساندر أكبر من سنه في فكره وأرائه.. احياناً تشعر ان هنالك روح رجل بالغ في جسده الصغير.. استدارت لتستمر في طريقها إلى المتجر حيث قررت شراء الحلويات والديكورات منه حتى يفاجئوا أوين الليلة.

عندما وصلوا عند المتجر الذي كانت تقصده أمه قالت بنبرة مرحة: ها نحن ذا.

ليتحمس ألكساندر بشدة قبل أن يلاحظ أن أمه تخطت المتجر ليعقد حاجباه بتعجب ناظراً لأمه التي وجدها تنظر للأمام في ذعر بينما يسألها: أمي لقد تخطينا المتجر.

شاهدها ترمش بعينيها عدة مرات قبل أن تبتلع لعابها قائلة بنبرة مضطربة: أعرف يا حبيبي.. أعرف.

"هل سنذهب لمتجر آخر؟" هذا ما قاله وهو يتوقع ان امه رغبت فجأة في تغيير المتجر لمتجر آخر غير عالم بأنها عندما ضغطت على المكابح وجدتها لا تستجيب ولم تكن ستستطيع أن تبقى في موقف السيارات لانها حتماً ستصطدم بالسيارات به وهي معها طفليها.. هي قد تتحمل هذا الصدام ولكن هم؟ لا تستطيع المخاطرة بحياتهم.. لذلك، قررت ان تكمل القيادة لحين تصل لطريق فارغ وتسحب حزام الامان من عليها وهي تحمل طفليها قافزة من السيارة..

"أمي.. هل هناك شيء خاطئ؟" كان هذا سؤال ألكساندر عندما رأى الذعر واضحًا على وجه والدته، لترد عليه بابتسامة مصطنعة لتطمئنه قائلة: لا يا حبيبي.. فقط قررت تغيير المتجر لأنني تذكرت أن هناك متجر آخر به حلويات ومواد زينة أفضل من المتجر الذي اعتدنا الذهاب إليه.

ثم ظلت صامتة للحظة قبل أن تخبره بهدوء: هل يمكنك إحضار إيما من المقعد الخلفي؟

أومأ إليها مطيعًا رغم اندهاشه من طلبها، لكنه قام بالاستناد على ركبتيه على مقعده ليصل إلى مقعد أخته وفك أحزمة الأمان من حولها وحملها بحذر ورفق بين ذراعيه قبل أن يجلس في مكانه مرة أخرى بينما كان يحتضن أخته الرضيعة النائمة.

عندما وصلت لمنتصف الطريق الفارغ ذو الاتجاه الواحد، حاولت التحرر من حزام الامان لتنفذ خطتها بعدما وصلت لسرعة مناسبة تستطيع القفز منها.. ولكن كل آمالها وخططتها تبخرت عندما وجدت ان حزام الامان عالقاً لا يتزحزح!

كان ألكساندر منشغلاً في حمل أخته بعناية حتي لا تسقط وتتأذى ولكنه عندما رفع نظراته نحو والدته الصامتة علي غير عادتها وجدها تعقد حاجبيها بشدة وعيناها مثبتة على الطريق بينما كانت تحاول يائسة فك الحزام.

قامت بسحب الإبزيم دون جدوى.. انتابها الذعر ليتساءل ألكساندر مجدداً بنبرة مشوشة: أمي.. ماذا يحدث؟

حالما سألها هذا السؤال، امتلأت عيناها بالدموع لأنها رأت تلك الشاحنة في الأفق من بعيد تتقدم نحوهم قبل أن تخبره بنبرة صوت مرتجفة: حبيبي خذ اختك الصغيرة وضعها داخل كنزتك واحتضنها بقوة.. إياك وافلاتها!

احتضن إيما اكثر لصدره بينما سألها بعدم فهم لما يحدث: أمي ماذا سيحدث!

كان يعلم أن هناك شيئًا ما خطأ، لكنه ولصغر سنه لم يكن على دراية بخطورة الموقف.

"ضع أختك في كنزتك على الفور!" كان هذا صراخ فريا ليصيبه الذعر من صراخها وينفذ ما قالته على الفور بينما بدأت تتحدث والدموع تنهمر على خديها: أخبر إيما اني احبها كثيراً وأخبر كريستوفر اني سأفتقده.. أخبر أباك اني اعشقه وألا يحزن.. أما أنت يا حبيبي.. كنت اتمنى ان ابقى معك لوقت أكثر.. أليكس حبيبي أقفز الآن وإياك وافلات اختك!

عانق ألكساندر إيما داخل كنزته بقوة وهو يبكي بينما يقول: أمي.. أنا خائف.

بمجرد قوله لتلك الجملة فلتت شهقة من بين شفتى أمه وهي تقول أثناء خلعها لسلسال ذهبي من على عنقها ورميته نحوه: أرتديه بسرعة واقفز يا ألكساندر!

فعل ما قالته ونظر نحو الطريق من حوله في ذعر من طلب أمه ليردف بصوت مرتعش من الخوف: أمي لا أستطيع أنا خائف!!

"اقفز الآن!!!" هذا ما صرخت به في ذعر شديد.. وبعد هذه الجملة كل شيء حدث بسرعة حيث شاهد أمه تلتفت نحوه فاتحة الباب الذي بجواره قبل أن تدفعه بعنف ليسقط علي جانب الطريق حيث العشب بينما آخر ما رآه كان صورة أمه وهي تطالعه بعيون مذعورة بينما تقول ما لم يستطع سماعه ولكنه استشفه من حركة شفتيها: أنا أحبك!

وفي اللحظة التالية كانت تلتف لتنظر أمامها وهي تبتعد عنه أكثر بالسيارة قبل أن يتم سحق سيارتها بالشاحنة القادمة من الطريق المعاكس..

كان آخر ما رآه هو سيارة والدته وهي تحترق بينما هي كانت لاتزال بداخلها قبل أن يفقد وعيه هروباً من واقعه وما حدث معه.. كان عقله يحاول الهروب من حقيقة أن فقد والدته للتو!"

(عودة للوقت الحاضر)

اغمض عيناه بحسرة وهو يتنفس بصوت عالي.. رغبته في البكاء كانت تتعالى بداخله ولكنه فقط كان يقاوم نفسه.. فتح عيناه وهو يمد يده ليمسك بكف يدها المجروح ولكنه عندما كان على وشك لمسها سحب يده بعيداً قائلاً بصوت مختنق: هل ليّ الحق في الاقتراب منكي ولمسك يا امي بالأساس؟

شعر بموجة من الذنب تغمره وهو ينظر نحو والدته، لقد فعل شيئًا خاطئًا وكان يعلم ذلك... لقد خذلها وشعر أنه لا يستحق مغفرتها... فتح فمه للاعتذار لكن الكلمات لم تخرج... كان عليه أن يحاول مرة أخرى... ولكن مجدداً لم يستطع أن يعبر عما بداخله من أعذار وحزن... وبيأس شديد هبط كتفيه وهو ينحني متكأً بذراعيه على ركبتيه ودفن وجهه في كفيه المرتجفين اثناء قوله بصوت مخنوق مهموم: انا آسف... آسف يا أمي...

أراد أن يحتضنها بقوة ليخبرها أنه كان خطأه وأنه آسف، لكنه كان يعلم أيضًا أنه لا يستحق ذلك؛ ظل يتأمل تفاصيلها بقلب مثقل وهو يرى كفى يديها الخشنين الملئين بالجروح من كثرة القتال وشعرها التالف ووجهها الشاحب الذي ينتشر به الكدمات والجروح كما هو الحال مع كامل جسدها...

شعر ألكساندر بقلبه يغرق في الحزن وبدأت رؤيته تتلاشى من كثرة دموعه التي كان يحتجزها منعها من الهبوط بينما شعر بموجة من الحزن والمرارة تغمره.. لقد انهارت عليه الحقيقة المره لموقفه؛ لانه ادرك انه بغض النظر عما حدث وعما عاشه واعتقد انه مر به.. لقد كان الأمر كله مجرد كذبة!

كل شئ كان كذب! يُتمه كل هذه السنوات كان كذب!

كيف لم يضع احتمالاً لان يكون الأمر مجرد كذبة أم أن عقله في الصغر لم يكن يستوعب معنى المؤامرة؟؟

كيف يسامح نفسه على هذه؟ كيف سيواجهها؟ بالتأكيد كانت تعتمد عليه هو.. وهو لم يكن بقدر للثقة!

شعر كما لو أن قلبه مثقل بأطنان من الطوب ولم يستطع التخلص من الشعور بضيق صدره.. شعر كما لو أن كل طاقته قد استنزفت من جسده وبقي بلا حياة!

لقد مر بتجربة مؤلمة وأثرت عليه وعلى مشاعره... كان يكافح من أجل فهم واستيعاب كل شيء، محاولًا إيجاد طريق عبر الظلام حتى يتمكن من العثور على بعض الضوء في نهاية النفق...

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 17 فبراير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في غرفة غريس بقصر آل فونيكس في لندن}

كان قلب كريستوفر يتسابق وهو يصعد الدرج إلى الطابق الثاني.. لقد كان يحسب الساعات منذ أن رأوا بعضهم البعض آخر مرة، وقد قرر أخيراً أن الوقت حان للتصالح مع حبه.. غريس.. كان يتقدم نحو غرفتها وكله عزم على فهم لماذا آلت الأمور لهذا بينهم وما سبب هذا الجدار الغريب الذي قامت ببنائه بينه وبينها.. لقد كان عازماً على وضع نهاية لهذه السخافات والحصول على حبه مرة أخرى!

وصل إلى باب غرفتها وتوقف وقلبه ينبض بصورة أسرع.. رفع يده في محاولة واهية لطرق الباب ليبدو كرجل نبيل مراعي ولكنه فقط لم يستطع فعل ذلك.. لم يستطع التظاهر بالرقة والادب واتجهت يده مباشرةً لمقبض الباب يهبط به للأسفل ويفتح باب غرفتها في هدوء.

بمجرد أن خطى خطوة بداخل الغرفة عرف أن هناك شيئًا ما خطأ.. كانت الغرفة صامتة والصوت الوحيد المتواجد هو صوت الريح الخافت في الخارج.. انتابه شعور غريب غير مريح بالمرة ولكنه فقط تجاهله بمجرد أن وقع بصره علي غريس.. كانت جالسة عند النافذة المفتوحة وظهرها تجاهه لم تتحرك ولا تستجيب لفتح باب غرفتها بهذا الشكل في هذه الساعة المتأخرة من الليل، شئ ما في هيأتها المستكينة لم يريحه.. اتخذ خطوة نحوها ونادى اسمها دون وعي بهدوء: غريس.

لا رد.. وقف يبعده عنها بضعة خطوات قبل أن يعاود الهتاف باسمها بنبرة صوت أعلى من سابقتها: غريس؟؟

مجدداً، لا رد.. اخذ يتقدم منها بخطوات ثقيلة وهو ينفض شعوره بأن هنالك شئ خاطئ.. ولربما الأمر كله انها لاتزال تتجاهله بسبب خلافهم الذي لا يدري سببه بالأساس!

وصل خلفها تماماً و تردد للحظة ثم تحلى بالشجاعة و عانقها من الخلف وهمس قائلاً: حبيبتي الصغيرة.. فتاتي الجميلة.. لماذا لا تجيبيني؟

لكنها ظلت ساكنة.. جسدها ساكن في أحضانه.. بدأ القلق ينمو وهو يخطو أمامها خوفًا مما قد يجده.. وبقلب يقرع كالطبول في أذنه وأيدي ارتجفت لسبب مجهول؛ التفت حولها ليقف مقابلاً لها ويرى ما جعل قلبه يهوي عند قدمه.

كان المشهد أمام عينيه أكثر من أن يستوعبه في لحظة واحدة.. حبه، حياته، جالسة على المقعد في جسد ضعيف وبلا حياة.. وجهها الجميل كان شديد الشحوب بينما كانت ذقنها مبللة بالقرمزي، وملطخ فستان نومها الأبيض النقي بظلال مخيفة من اللون الأحمر.. أرسله مشهد جسدها الهامد والمدمى على الفور إلى نوبة من الغضب واليأس.

على صوت تنفسه وكأن أحدهم كان يقوم بخنقه بينما ترنح عقله وشعر وكأن عالمه قد تحطم.. تعثر إلى الخلف، وعيناه واسعتان ومغمرتان بالكرب..

أراد أن يصرخ بغضب، ولكنه لم يجد صوته.. أراد أن يلكم شيئًا حتى يزيل الألم، لكنه لم يقوى على الحراك.. شعر بأنه تعرض للشلل وكل ما استطاع فعله في هذه اللحظة هو الوقوف هناك والبكاء بالدموع الصامتة.. لقد سلب منه حبه في وقت مبكر جدًا، قبل أن تتاح لهم حتى فرصة المصالحة!

وبعد لحظات تخلت ساقاه عنه وسقط ارضاً جاثياً على ركبتيه والدموع تنهمر على وجنتيه بينما حُلت عقدة لسانه وأخذ يصرخ باسمها بهستيرية:

"غريس!!! يا إلهي! غريس!!!"

ملأ صوت صراخه باسمها الأرجاء، وشق سكون الليل وصمت غرفتها بتردد صدي قلبه الذي تحطم برؤيته لحب حياته.. طفلته.. ابنته.. صغيرته.. وهي على اعتاب الموت أم عبرت للعالم الآخر بالفعل وتركته؟

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 17 فبراير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في حمام الطائرة المتجهة إلى موسكو، روسيا}

كانت فاينا واقفة أمام صنبور المياه تقوم بملأ كفيها بالمياه الفاترة قبل أن تغسل وجهها عدة مرات متتالية في محاولة للتخلص من شعورها بعدم الارتياح الذي كان يغمرها... كان لديها أمل في أن يساعدها هذا الفعل البسيط على الاسترخاء وتصفية ذهنها من التوتر والقلق الذي كانت تشعر به.

بعدما قامت بغسل وجهها استندت بيديها على الحوض وهي تنظر لمجرى المياه في شرود... لقد كانت تشعر بالقلق والتوتر الشديد لما تلقته قبل قليل؛ فقبل صعودها على متن الطائرة وصلتها رسالة من رقم مجهول مفادها ما يلي:

"أتمنى أن تكوني قد استمتعتي بهديتي بقدر ما استمتعت أنا عند أعدادها من أجلك فقط، لقد كان لرؤيتك باللون الأحمر سحر لا يمكن إنكاره وجعلني أتساءل كيف سيكون الأمر إذا صبغت كل شيء من حولك بنفس اللون بينما يتلألأ الألماس الأزرق بالندى..

أراكي قريباً يا ابنة نيكولاييف"

استطاعت فك شفراتها بمجرد أن قرأتها!.. كانت الرسالة التي تلقتها واضحة جدًا ولا لبس فيها.. كانت تحذيرا من الهلاك الوشيك ووعدا بالدمار..

أتمني أن تكوني استمتعتي بهديتي بقدر ما استمتعت أنا عن أعدادها من أجلك فقط = اتمني ان تكوني استمتعتي بمحاولة اغتيالك التي دبرتها لكي...

كان لرؤيتك باللون الأحمر سحر لا يمكن إنكاره = جروحك النازفة كانت تليق بكي...

جعلني أتساءل كيف سيكون الأمر إذا صبغت كل شيء من حولك بنفس اللون = سأقوم بأذية كل من حولك حتى تري دمائهم.

بينما يتلألأ الألماس الأزرق بالندى = بينما تبكي عيناكي الزرقاوين بسبب ما سيفعله بمن حولك...

بمجرد قراءتها للرسالة، فهمت خطورة الوضع.. شئ بداخلها كان يخبرها أن كل ما سيأتي، سيكون سيئا وأنه يتعين عليها اتخاذ إجراءات والاحتياطات اللازمة لحماية من حولها..

كانت خائفة.. نعم هذا الشعور المقرف الذي ظنت انها لن تشعره يوماً مرة اخرى ولكنها لثاني مرة الليلة تشعر به.. أول مرة عندما كانت الخالة فريا على شفا الموت والثانية عندما تلقت تلك الرسالة.. لان من يهدد لم يكن يستهدفها هي.. بل يستهدف أهلها!

نعم فلقد أكدت الرسالة على الهدف.. عائلتها.. ولا ليس آل نيكولاييف.. بل آل فونيكس!!

نعم، كان يتقصد عائلتها البيولوجية بتلك الرسالة بلا شك.. توقيت الرسالة يكشف عن هذا بكل وضوح!

كانت هذه الرسالة تذكيرا صارخا بالخطر الذي كانت فيه وقوة عدوها المجهول الذي يبدو أنه يستمتع في لعب الغميضة والألغاز معها.. نظم عملية اغتيال مزيفة كما توقعت لم يكن الهدف منها قتلها بل ارسال رسالة لها والتي لم يمر وقتاً طويلاً قبل بعثه للرسالة الثانية وكأنه يخبرها "امسكيني إن استطعتي".. رقم محمي لا يتم تتبعه، رسالة منمقة بصورة مبالغ فيها تحمل في طياتها تهديداً ووعيداً، محاولة اغتيال "كهدية" على حد قوله.. ولكن يبقى السؤال هنا..

من هو؟

من تجرأ ليفعل كل هذا معها؟ من يعرف خطواتها بهذه الدقة؟ من يمتلك من الجرأة ما يكفي ليراقبها ويخبرها بأفعاله "نعم، أنا أراقبك.. أريني ماذا ستفعلين؟"

ولكن بغض النظر عن كل شئ.. كان عليها أن تكون حذرة وتبقى يقظة لأنه يبدو أنها كانت غافلة لدرجة ان يتم مراقبتها بهذا القرب وهي لم تلاحظ كما لم يلاحظ احداً من اتباعها هذا..

وعند هذه الفكرة خطر ببالها تساءل جديد.. هل يعقل أنه يتواجد بينهم خائن؟ هل يعقل ان الخطر بالقرب منها لهذا الحد وهي لا تعرف؟؟

كانت ترفض الخوف.. ذلك الاحساس القذر الذي تسبب في استغلالها في الصغر.. الخوف؟ لا وألف لا.. لن تعود لتلك الطفلة التي اختبئت في الزاوية تنتحب وترتجف خوفاً!

لم تصل لكل ما هي عليه اليوم لتسمح بهذا الشعور البغيض بالسيطرة عليها مرة اخري! وستفعل كل ما يتطلبه الأمر لئلا تشعر به مجدداً!!

رفعت يدها تغلق صنبور المياه وهي تنظر لإنعكاس وجهها في المرآة بعيون أخذت تحتد مع مرور اللحظات كلما تذكرت ما آتاها في الرسالة كشريط تَلف من كثرة الاستعمال قبل أن تردف بابتسامة مختلة ارتسمت على شفتيها ليس وكأنها كانت خائفة ومتوترة منذ لحظات، كما قالت بثبات وإصرار: يتلألأ الألماس الأزرق بالندى؟؟

فلتت ضحكة ساخرة منها وهي تكمل بسوداوية وقد قمعت خوفها في أعماقها مع تلك الفتاة الساذجة التي تبكي في الزاوية المظلمة بداخل عقلها: أقسم أني سأجعل عيناك تتلألأ بالدماء علي عبثك معي بهذا الشكل!! فقط لأعرف من أنت وستكون نهايتك على يدي!

بمجرد أن تفوهت بهذه الكلمات استمعت لصوت ضجيج في الخارج وقفت للحظة في محاولة لتحديد ماهية هذا الصوت حتي استمعت لصوت ألكساندر وهو يهدر بصراخ اخترق مسمعها: يا ابن العا*رة سأقتلك!!

"آوه لا!" هذا ما انزلق من شفتيها وهي تلتفت سريعاً خارجة من الحمام متجهة بخطوات سريعة للمكان الذي هي على يقين أن ألكساندر متواجد به الان.

وبالفعل، هناك عند فلكور كان ألكساندر يهيمن عليه بجسده مثبته في أحد الزوايا و ينهال عليه ضرباً بلا رحمة بينما يصرخ بأبشع الألفاظ... بينما كان فلكور والذي يبدو أنه استفاق بالفعل من ضربتها له؛ ينزف من كل مكان في وجهه ساقطاً أسفل قدم ألكساندر وفيكتور يحاول السيطرة على ألكساندر ومنعه من قتل فلكور... بينما لم يتدخل رجالها في الأمر وهو ما تفهمته بعد رؤيتها لهيئة ألكساندر، فقد كان كرجل كهف متوحش أو ثور هائج رأي اللون الاحمر وجُن جنونه!!

لقد كان يلكمه لكمة تلو الأخرى مشوهاً وجهه وهو كل ما يراه أمامه صورة أمه المرأة التي حبسها هذا الكلب لسنوات عديدة بعيداً عن عائلتها بينما يعاملها كعبدة له!!

يعامل أمه.. وزوجة زعيم المافيا البريطانية.. الجاسوسة رقم واحد بالمخابرات البريطانية كعبدة ذليلة؟؟

كانت هذه هي أول مرة تشهد فيها فاينا على نوبة جنون ووحشية له، والأمر الذي كان مخيفًا أكثر هو النظرة على وجهه؛ كان غضبًا خالصًا، وكانت العيون تلمع بجنون شديد.

لم تراه في هذه الحالة من قبل، أبدًا... ولكن، هل هي بقيت معه بما يكفي لتعرف إذا ما كانت نوبة جنونه هذه طبيعية أم لا حتى ولو رأت غضبه في بعض المواقف المتفرقة؟

خفضت بصرها أرضاً في حزن وهي ولأول مرة تدرك كم فقدت من سنوات عمرها بعيداً عنه... ابتلعت تلك الغصة المريرة التي تشكلت في حلقها ورفعت أنظارها نحوه مرة أخرى لتعلم أن الوقت قد حان للتدخل وإيقافه قبل أن يفعل شيئًا لا رجعة فيه.

اندفعت نحوهم في محاولة لمنعه من قتل فلكور بيديه العاريتين... نعم، كانت نظراته توحي بأنه سيقتله لا محالة وهذا ما لا تريده!

ولكن قبل أن تتمكن من الوصول إليه، رأت ألكساندر من بعيد يندفع ممسكًا بفلكور من حلقه ورفعه عن الأرض بقبضة واحدة دافعاً إياه بعنف على أحد جوانب الطائرة ضارباً رأسه وعنقه بالجدار!

حتى من هذه المسافة، كان بإمكانها أن تشعر بالرعب يشع من فلكور وهو يلهث بحثًا عن الهواء وعيناه متسعتان من الخوف وسمعت قرقرة هادئة في حلقه وهو يحاول يائسًا التنفس.. عرفت أن ألكساندر لديه القدرة على إنهاء حياته في لحظة حيث انه قبضته الشديدة حول حلق الآخر أخبرتها كما أخبرت الجميع بأنه علي وشك سحق حلقه بين أصابعه فقط! حيث كان كل ما يفكر فيه هو أمه التي سلب منها حريتها وسنوات حياتها! ملأه التفكير في معاناة والدته على يد هذا الرجل حنقه، وصرخ بكراهيته له: سأقتلك واشرب من دماءك القذرة!!

تعلم فاينا أن فلكور يستحق الموت ولكن، ليس الآن وليس علي يد ألكساندر فالأحق بقتله هو والده وليس هو!

ركضت أسرع من أي وقت مضى للوصول إليهم وقلبها ينبض في صدرها بعنف... عندما وصلت إليهم أخيرًا أمسكت بذراع ألكساندر الذي كان يخنق به فلكور وحاولت سحبه بعيداً ولكن ألكساندر لم يكن يتزحزح وعيناه مغلقة على وجه فلكور الذي كساه اللون الأحمر بشدة علامة على اختناقه لتأخذ نفساً عميقاً قبل أن تتحدث بهدوء لا يليق مع الموقف المُحتد وهي تقول: من فضلك، لا تفعل هذا.. أعلم أنك غاضب ولكن ليس من حقك أن تفعل ذلك وحدك، فكر بأبيك، الرجل الذي خسر زوجته لكل تلك السنوات.. ألا تريده أن يحصل على خلاصه وانتقامه هو الآخر؟ أتريده أن يشعر بالعجز والذنب لأنه لم يستطع أن يغرق يديه بدماء من تسبب بمعاناتكم جميعاً؟

أشاح ألكساندر ببطء عيناه بعيدًا عن فلكور ونظر إليها بطرف عينه.. كان وجهه يتلوى بالغضب والارتباك.. ولكن عندما رأى عينيها الهادئة واستوعب كلماتها وما كانت تقوله، تغير شيء بداخله وخفت قبضته على حلق فالكور.. نعم، كانت معها حق.. والده الذي عاني كل تلك السنوات حزناً على الفراق الوهمي لأمه.. الرجل الذي كان ينام في المقابر ليلاً ليؤنس وحده حبيبته.. الرجل الذي لم يكن لديه فرصة للانهيار لأنه كان عليه أن يتولى مسؤولية ثلاثة أطفال فقدوا أمهم للتو.. قد الدعم النفسي والجسدي لهم.. حاول عدم اشعارهم بفراق امهم بينما هو كان يموت بداخله.. هذا الرجل يستحق أن يجد خلاصه تماماً كما أخبرته فاينا.

أفلت فالكور فجأة ليسقط على الأرض وهو يسعل ويشهق بصوت عالى بينما يقهقه من بين شهقاته ضاحكاً وهو يقول بصوت متحشرج:

"هههه.. كلب تماماً كأبيك.. هل تتحول الرجال في عائلتكم عبيداً لنسائها؟ هل عندما اخبرتك بهذا الهراء تبدد غضبك وقررت ترك الرجل الذي سحق امك أسفل قدمه على قيد..."

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 17 فبراير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في غرفة أوين بقصر آل فونيكس بلندن}

كان هواء الليل باردا ونقيا، والنجوم تتلألأ في السماء أعلاه.. كان أوين يجلس في شرفة غرفته في صمت متلفح بوشاح نسائي حول عنقه يغطي به أنفه وفمه بينما كان ينظر للأعلى متابعاً حركة النجوم التي بعضها يأخذ في اللمعان ببريق بينما تختفي البعض الأخري.

♪الوداع يا حبي... أنا أكره أن أراك ترحل♪

تذكر زوجته الراحلة.. لقد كانت حب حياته، ولا يزال يشعر بوجودها في قلبه.. كان لا يزال يسمع ضحكاتها، والطريقة التي كانت تنظر إليه بحب لا مثيل له.. لقد فكر في كل الذكريات الرائعة التي تقاسموها معًا، واللحظات التي قضوها بين ذراعي بعضهم البعض.

"كانت الشمس تغرب وألقت وهجًا برتقاليًا دافئًا على الحديقة الشاسعة أمام هذان الزوجان اللذان يقفان في شرفة الجناح الخاص بهم وينظران إلى الأفق في هدوء.

لف ذراعيه حول خصرها وجذبها إليه ضاغطاً بشفتيه على عنقها.. لترتجف المرأة بسرور واتكأت عليه وجسدها يذوب في جسده.

قبل عنقها وامتد شفتيه إلى أذنها يهمس قائلاً بوقاحة بينما مد كف يده يمرره على بطنها المنتفخ بشدة وهو يقول: متى تلدين يا حبيبتي.. لا استطيع أن ابقي بعيداً عنكي أكثر من ذلك! هذا الوغد يبعدني عنكي وهو لم يأتي بعد!

شعرت بقلبها يرفرف وجلدها يرتعش بترقب لمعني كلماته وهي تخبره بغنج أنثوي بعدما التفتت بين ذراعيه لتقابله وجهاً إلي وجه: هل أجبرك أحدهم علي أن تجعلني حاملاً؟ ثم لا تلقب ثمرة حبنا بالوغد!

"هل تعتقدين أني سأكون رجلاً في كامل قواي العقلية إذا تركتك دون حمل قطعة مني بداخل أحشائك تربطنا معاً للأبد؟ ثم أي أحد يبعدني عنكي بهذا الشكل هو وغد سواء كان ثمرة حبنا او لا" هذا ما علق قائله بمنتهي الجرأة بينما يعاود تطويق خصرها بأحد ذراعيه.

كلماته جعلتها تذوب بين يديه وأخذت تبتسم بعذوبة وهي تقول بحب واضح في صوتها: حبيبي.. لا تقلق أنا لم ولن أتركك أبداً.. سأظل دائماً معك.

ابتسم باتساع رداً علي كلماتها التي عانقت روحه وهو يرفع يديه إلى وجهها واحتضن خديها مداعبهم بأنامله في خفة راسماً خطوط وهمية وهو ينظر في عينيها بعيون عسلية تلمع بالحب والشغف.. انحنى وقبلها بلطف وشفتاهما تتحركان بانسجام تام في رقصة بين روحيهما.

شعر أن الحب بينهما يغسله مثل الموجة.. ذابت في عناقه، وبقيوا هكذا لما بدا وكأنه الأبدية.. تعمقوا في القبلة وتشبثوا ببعضهم البعض فاقدين أنفسهم في اللحظة بينما اختفت الشمس ببطء تاركة إياهم في عتمة الليل.. لكنهم كانوا لا يزالون معًا، وكان هذا كل ما يهم"

ابتسم بامتنان لتلك الذكري، وهذا الحب الذي تقاسموه.. كان يعلم أنها لا تزال معه وأن حبها لا يزال معه، حتى لو لم تعد موجودة جسديًا.. كان يشعر بالارتياح من فكرة أنها ستكون له دائمًا في قلبه.

♪قال قلبي دعنا نجتمع... ولكن قلبك قال لا♪

وعلى الرغم من امتنانه الشديد للذكرى؛ شعر بحزن عميق في قلبه ليقينه من أنه لن يكون قادرًا على تجربة هذا النوع من الحب مرة أخرى.. أغمض عينيه بحسرة وترك الدموع تتساقط حدادا على زوجته الحبيبة التي غادرت وتركته مبكراً للغاية أثناء دفنه لأنفه أكثر في وشاحها يتنفس رائحتها منه وهو يهمس بشجن: لقد تركتني مبكراً للغاية يا فريا.. تركتني مبكراً وخالفتي عهدك.. هل هذا هو وعدك ليّ بأنك لن تتركيني أبداً؟

♪والآن يا حبي... انت بعيد جداً♪

أنهي كلماته وهو يعاود فتح عيناه مطالعاً السماء الداكنة وهو ينظر للقمر والنجوم ملتفة من حوله ليتساءل قائلاً: يقولون أن من يعبرون للعالم الآخر يتحولون لنجوم في السماء.. ولكن،...

صمت لوهلة وهو يطالع القمر الكامل في السماء بينما يقول بحب يغمر صوته الحزين: كيف يقولون ذلك عنكي يا قمري الدموي؟ في السماء ستكونين القمر ولا شئ أقل كما كنتي ومازلتي قمر حياتي الذي انار عتمة قلبي وروحي.

♪أرى وجهك أمامي... كل ليلة ونهار♪

أخذ نفساً مرتعش وهو يقول بصوت مرتجف: اشتقت لكي.. أعلم أني مقصر بحقك هذه الأيام ولكن ماذا أفعل وانتي تركتي شيطانين وملاك ليّ وتركتني؟

رفع نظراته مجدداً نحو القمر وهو يتابع مردفاً: ثمرة حبنا الأول؛ اختفى وكأنه لا يمتلك أباً سيموت من الخوف عليه.. أما ثمرة حبنا الثانية؛ أصبح مجنوناً بصورة رسمية..

♪لماذا تركتني؟... أين ذهبت؟♪

سكت للحظة وهو يقهقه بخفة قبل أن يكمل قائلاً: جنونه في الحب يذكرني بجنوني معكي.. وملامحه دائماً ما تشعرني بأنك تقفين أمامي.. أما ملاكنا الصغير تبدو وكأنه أخيراً وقعت في الحب..

ثم رفع يده مشوحاً بها في الهواء وهو يقول كمن يتحدث مع أحدهم بالفعل: ولا، لن اسمح بان تغادر جانبي ابداً ولا تحاولي تغيير رأيي في الأمر هي ملاكي الصغير وحدي أنا فقط وليست بملاك أي وغد آخر!

♪صدقيني يا حبيبي أنا بحاجة إليك♪

بعدما أنهى حديثه كان كمن وعي انه كان يتحدث للفراغ وغامت عيونه بالحزن ونظر إلى القمر مرة أخرى بعيون تملؤها الدموع.. كان يعلم أنه مهما مر من الوقت فلن ينساها أبدًا.. ستكون دائمًا حب حياته، وسيحمل ذكراها معه أينما ذهب.

تنهد بعمق وهو يقول مجدداً باشتياق وحنين واضح في صوته الذي اختفي في نهاية كلمته: اشتقت لكي يا حبيبتي.. متى ستأتين لتأخذيني لكي؟ طالت الغيبة يا قمري الدموي.

♪لذا أرجوك، أرجوك أن تعود إلى المنزل♪

أنهى كلماته وهو يحتضن وشاحها لصدره دافناً انفه فيه بعمق أكثر وكأنه يحاول عناقها هي ولكن كل ما تبقى منها كان مجرد مقتنيات... احتضن الوشاح بشدة وكأنه يحاول الشعور بها بين احضانه مرة اخري حتي وان كان وهماً...

قاطع خلوته بنفسه مع ذكريات حبيبته صوت طرقات رقيقة على باب غرفته ليعتدل في جلسته وهو يمرر كفيه على وجنتاه مساحاً دموعه بينما يقول بصوت أجش عميق: أدخل!

فُتح باب الغرفة كاشفاً عن جسد فتاة رقيق كانت ترتدي منامتها وشعرها منطلق بحرية علي كتفيها... لقد كان إيما... ابنته.

عندما لمح طيفها عقد حاجبيه باستغراب لتواجدها بغرفته في هذا الوقت المتأخر وهذا على غير عادتها... هل بها مكروه ما؟

عند هذه الفكرة اعتدل في جلسته وهو يمرر بصره على جسدها في تفحص ولكنها كانت بخير... اذاً... ما سبب هذه الزيارة المتأخرة؟

احتدت النظرة في عينيه وهو يصل لاستنتاجه عن سبب وجودها... هل أتت بسبب ذلك اللقيط المدعو بماكسيم؟ ذلك الوغد الذي وقف امامه يتواقح؟

نظرت إيما بعصبية حول غرفة النوم لمعرفة مكان تواجد والدها حتى رأته ينظر إليها من الشرفة... أخذت نفسا عميقا قبل أن تستجمع أخيرًا الشجاعة وهي تتقدم بحذر من والدها حتى وصلت للشرفة ودخلتها ووقفت بجواره.

بمجرد أن دخلت الشرفة رمقها أوين بنظرة متعجبة قامت هي فقط بتجاهلها وهي تفرك في يديها بتوتر واضح للغاية... قرر أوين ألا ينظر نحوها ليترك لها مساحة لاستجماع أفكارها فالتفت يتأمل الحديقة أمامه في صمت.

بعد لحظات من الصمت، التفت إليها بنظرة فضولية بسبب صمتها الذي طال لتفتح فمها بعصبية ووجدت الكلمات لتشرح سبب قدومها للتحدث معه.

بدأت حديثها بـ "أبي" وتوقفت لفترة وجيزة لتبتلع خوفها: لدي شيء لأخبرك به.

أومأ برأسه وقام بإيماءة مشجعة بيده وهو يقول مطالبها بالاستمرار: وما هو هذا الشئ يا نجومي الحلوة؟

لطالما لقبها بهذا اللقب الذي من وجهة نظرها غريباً ولكنها فقط لم تسأله ابداً عن المعنى الكامن وراءه... ولكنها لن تنكر أن استخدامه لهذا اللقب الآن خفف من حدة توترها بنسبة بسيطة وحثها على اكمال ما اتت من اجله حيث أخذت نفسا عميقا قبل أن تواصل وصوتها يرتجف لا تعلم من الهواء البارد أم من الخوف: أنا... أردت أن أخبرك بأني... أني...

"غريس!!! يا إلهي! غريس!!!"

قاطع لحظة اعترافها بحبها لماكسيم صوت اخيها كريستوفر الذي شق سكون الليل ليصل لمسمعها هي ووالدها لتتسع أعينهم في صدمة وكان أول من فاق منها هو والدها الذي هرول خارجاً من الغرفة متجهاً نحو مصدر صراخ ثمرة حبه الثانية!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 17 فبراير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{بالعودة على متن الطائرة المتجهة إلى موسكو، روسيا}

"هههه.. كلب تماماً كأبيك.. هل تتحول الرجال في عائلتكم عبيداً لنسائها؟ هل عندما اخبرتك بهذا الهراء تبدد غضبك وقررت ترك الرجل الذي سحق امك أسفل قدمه على قيد..."

لم يستطع اكمال حديثه حيث قامت فاينا بدفع قدمها داخل فمه أثناء حديثه لتخرسه وهي تدفع رأسه للخلف في عنف ليلتقي بنظراتها وهي تقول ببرود: من هم الكلاب يا ابن العا*رة؟ ها؟

بعدما أخرسته التفتت لألكساندر سريعاً وهي مستعدة للوقوف في وجهه كي لا يقوم بقتل ابن المستفزة الذي أمامها ولكنها فوجئت به يهز رأسه في صمت مانعها من الحديث واستدار وابتعد عائداً للغرفة المتواجدة فيها أمه مرة أخرى.. لم تكن تعرف ما الذي دفعه لذلك، لكنها كانت شاكرة لكونه لم يفقد أعصابه مرة أخرى وفعل شئ فظيع بعد استماعه لتلك الكلمات التي خرجت من هذا الفم القذر.

كان يحاول ألكساندر البقاء مسيطرًا على غضبه لئلا يؤذي فاينا دون وعياً منه، لكن عواطفه كانت تتغلب عليه.. كان يحاول أن يأخذ نفسا عميقا، ولكن الغضب كان لا يزال قائما.. كان يحاول التفكير بعقلانية، لكن جسده كان لا يزال يرتجف من الغضب.. كان يعلم أنه عليه أن يجد طريقة للتهدئة وإلا أذاها للوصول لابن الفاسقة الذي يحتمي خلفها محولاً استفزازه لأنه لا يوجد رجل عاقل يقول مثل هذه الكلمات لمن كان علي وشك سحق عنقه أسفل قبضته.. بالتأكيد هنالك شئ خلف هذه الكلمات القذرة وأياً كان هذا الشئ هو لن يحقق رغبة القذر هذا حتى ولو كان هذا كل ما يريد فعله.. لذلك، عندما التفتت فاينا نحوه للتحدث أكتفي بأن يهز رأسه في صمت وابتعد عن المحيط قبل أن يرضخ لرغبته في سحق جمجمة العا*ر هذا أسفل قدمه!

أما فاينا فانحنت وهي لاتزال محتفظة بحذائها في فم الاخر لمنعه من الحديث لتكمل وهي تقول أثناء شدها لشعره بعنف: ماذا؟ هل تظن بأنك ستسفزه لقتلك هنا والآن؟ هل تعتقد ان موتك بالخنق سيكون عادلاً مقارنةً بما فعلته انت كل هذه السنوات؟

صمتت لوهلة قبل أن تبتسم ببرود وهي تقول باستمتاع أثناء رؤيتها لعيونه الدامعة لاختناقه بسببها: هل انت خائف لهذا الحد من الوقع بين يدين عمي؟

عيناه المرتجفة اعطتها الاجابة لتخرج حذائها من فمه وهي تقول أثناء افلاتها لشعره وتلويحها بيديها في الهواء: لا تقلق يا فلكور سأتأكد من تسليمك لعمي بيداي هاتان.. ووقتها.. لو كنت رجلاً أصرخ بما قلته للتو وأخبره بأنه ليس برجل ليحولك لامرأة ويجعل رجاله يقومون باغتصابك حتي الموت!!

نعم، عمه قادراً علي فعل شئ بشع كهذا وبداخلها لا ترى ان هنالك شئ أسوأ من هذا يمكن فعله.. بالنهاية، قبل أن يفقد زوجته كان أكثر رجل يرتعد منه الجميع في بريطانيا لدرجة أن المخابرات البريطانية بنفسها كانت تحاول أن تتقي شره من خلال إرسال جاسوسة لتمسك عليه مستندات مهمة ليصبح أصبعه أسفل ضرسهم.

وبنظرة أخيرة لوجه فالكور الشاحب بشدة التفتت وهي توجه أوامرها لفيكتور وجميع الرجال من حولها: دعونا فقط نتأكد من أنه سينزل من الطائرة حياً.

"من تظنين نفسك؟ هل تعتقدين أن ستفلتين بهذه الفعلة؟ انتي تُعادين منظمة بأكملها! أنتي هالكة لا محالة والأمر كله مسألة وقت حتى تحين نهايتك!!" هذا ما أخذ فلكور يصرخه وهو يشاهد جسدها يبتعد حتى وقفت مكانها بعدما أنتهي من وصلة صراخه وهي تنحني خالعة حذائها قبل أن تلتقطه بيدها وتستدير قاذفة إياه نحو فيكتور الذي التقفه على الفور بتعجب، واستمعها وهي تقول بلامبالاة بينما أكملت سيرها مبتعدة:

"ضعه في فمه ليخرس فيبدو أن مذاقه قد أعجبه"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 17 فبراير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في غرفة أوليفر بقصر آل فونيكس في لندن}

"أفتح الباب أوليفر أنا أعلم أنك تسمعني!" كان هذا صوت روز وهي تطرق على باب غرفة أوليفر طرقات متتالية ولكنه فقط يتظاهر بأنه لا يستمع لتستشيط غضباً وهي تردف بحدة: أفتح الباب وإلا كسرته فوق رأسك!

ولكن يبدو أن تهديدها لم يأتي بثماره لتعاود القول بعدما توقفت عن الطرق: هل تظنني أهدد فقط لكوني لا أستطيع كسر هذا الباب بنفسي؟؟

ثم صمتت لوهلة قبل أن تكمل حديثها قائلة ببساطة: حسناً، ربما أنا لا أستطيع ولكن أبوك؟ أراهن أنه سيكسر رأسك مع الباب!

"فريدريك!!" كانت تنادي بصوت عالي للغاية وعندما كانت على وشك أن تنادي مرة أخرى: فريد...

قاطع مناداتها صوت المفتاح يدور بداخل الباب قبل أن يفتح كاشفاً عن ابنها الأصغر أوليفر في أكثر حالاته المزرية!

دفعته في كتفه وهي تتخطاه داخلة الغرفة بينما انكمشت ملامحها باشمئزاز وهي تمرر بصرها على الغرفة التي كانت تنافس مكب النفايات في القذارة!

التفتت ترمق ابنها بنظرة حادة قبل أن تقول بتساؤل وهي تشير بيدها علي الغرفة ثم عليه: ما هذا القرف؟ هل كان لديك مشروعاً خاص بكيفية تحويل غرفة آدمية لمكب نفايات أم ماذا؟؟

أخذ أوليفر نفساً عميقاً قبل أن يغلق الباب وهو يتخطى امه بدون رد متجهاً نحو فراشه ليتمدد ويسحب الاغطية عليه في هدوء وكأنه بمفرده في الغرفة!

فعلته استفزت روز التي اتجهت للطاولة المجاورة لفراشه وسحبت كأس المياه الفاتر من عليها والقته فوق رأسه ليشهق بصوت عالي وهو يجلس على فراشه بينما يمسح وجهه من المياه أثناء قوله بضجر: ماذا أمي؟؟ أردتني أن افتح الباب وفتحته ما سبب تلك الأفعال الآن؟؟

"وهل اخبرتك ان تفتحه لاجلس مع شبحك أم ماذا؟" هذا ما قالته وهي تتجه لتجلس على المقعد المقابل لفراشه قبل أن تضع ساقاً فوق الاخري وهي تسحب الروب الخاص بها عليها قائلة: لا تدعي الغباء يا ولد!

"ولد؟!" هذا ما هتف أوليفر به في استنكار لتأشر روز نحوه وهي تعلق على استنكاره ببساطة: نعم ستظل دائماً طفلي فمهما كبرت لن تكبر عليّ أنا أمك!

رفع أوليفر راحة يده يمسح على وجهه في تعب قبل أن يتسائل بصوت منخفض: ماذا هناك يا أمي؟

اعتدلت روز في جلستها وهي تطالعه بعيون ثاقبة قبل أن تجيبه بمراوغة: أظن اني انا من يجب أن يسأل مثل هذا السؤال.. ما خطبك يا أوليفر؟ لماذا تحبس نفسك هنا منذ يوم الحفل؟؟ ماذا حدث يا بني لتنعزل بهذا الشكل؟

انهت كلماتها وهي ترمق الغرفة بنظرة شاملة قبل أن تعاود النظر نحوه لتراه يتنهد بإرهاق مجيبها: لا شئ فقط متعب.

"من ماذا؟" استمع لسؤالها ليمرر طرف لسانه على شفته السفلية قبل أن يجيبها بكذب: لا شئ فقط متعب من الدراسة ومن ما حدث في الآونة الأخيرة.. القضية وما إلى ذلك.

ضاقت عيون روز على وجه أوليفر الحزين بينما عقبت على حديثه بجدية: أنت تكذب!

رفع نظراته نحو أمه وهو ينظر لها بعيون متعجبة من تصريحها المفاجئ لتخبره وهي تكمل حديثها: لقد رأيت ما حدث بالحفل.. كيف كنت تنظر لـ آن وكيف كنت تشتعل غيرة وهي تراقص رجل آخر.

"من؟ آن؟ وأغار عليها؟" هذا ما أردف به في سخرية لتتجاهل روز سخريته وهي تتابع قائلة: ورأيت عندما اختفت آن كيف اختفيت انت الاخر..

صمتت للحظة وهي ترى ابنها يتجنب النظر نحوها لتقول بحنان أمومي: حبيبي لا عيب في الحب.. أخبرني هل رفضتك عندما اعترفت لها؟

نظر نحوها بسرعة وهو يقول: لا، لم يحصل أياً من هذا...

قاطعت انكاره وهي تستقيم لتجلس بجواره علي الفراش ممسكة بيده بين كفيها الدافئين لتبعث بعض الدفء في كف يد الذي ينافس الثلج من شدة برودته وهي تتابع بهدوء: حتى لو رفضتك؛ آن تحبك هي فقط تتدلل عليك لا أكثر فلا داعي للحزن والاكتئاب الذي انت فيه الان.. المرأة تحب الرجل الذي يطاردها.. لو رأيت ما فعلته في والدك في بداية علاقتنا لرأيت أنها لم تفعل بك اي شئ في المقام الأول.

أنهت كلماتها بمرح شديد وهي تتذكر كيف أرت فريدريك الويل قبل أن تخضع له ولحبه وغفلت للحظة عن ابنها الذي كان الندم يأكله بداخله..

"أوليفر ان تكذب صحيح؟ اخبرني ان هذه مجرد خدعة وانه لم يحدث شئ بيننا... هيا اخبرني!"

"كيف استطعت أن تفعل هذا بي أوليفر! كيف استطعت أن تفعل هذا بفتاة قاصرة وفوق هذا كيف استطعت أن تفعل هذا بابنة عمك! اجبني ايها القذر!"

كان الشعور بالذنب الذي كان يعاني منه أكبر من أن يتحمله وشعر أنه كان يزداد سوءًا مع مرور الوقت.. أراد أن يستعيد كل شيء ويمحو كل ما حدث، لكنه كان يعلم أن الأوان قد فات.. لقد أخطأ، وكان يعلم أنها تتألم بسببه.

ابتلع كل الكلمات التي كانت تهدد بالخروج ورغبته العارمة بالاعتراف بذنبه فماذا سيخبر امه في المقام الأول؟ كم أن ابنها شخص حقير؟

استفاقت من هيامها في ذكرياتها مع فريدريك علي كلمات أوليفر الباردة التي قال فيها ببساطة وهو يسحب كفه من بين كفيها: أنا لا أحبها ولم اعترف لها ولم ترفضي صدقيني.. كل ما في الأمر أني متعب فقط كما اخبرتك قبل قليل.

ظلت روز صامتة للحظات تحدق في وجه ابنها البارد قبل أن تتساءل بصوت عالي لافظة أفكارها علناً: لنفترض أن ما رأيتك كان وهماً وانك لم تكن ستموت غيظاً من رقصها مع رجل آخر.. ولنفترض أنك لم تختفي خلفها تماماً لتعترف لها.. كل هذا ينفي احتمالية أنك مجروح.. ولكنك منعزل وتعيش بفوضوية ومما أراه أنك لم تغادر فراشك منذ فترة طويلة..

سكتت للحظة قبل أن تنظر في عمق أعين ابنها وهي تقول ببطء: اذا لم تكن مفطور القلب.. فأنت فعلت كارثة.. حالتك هذه لا يوجد احتمال ثالث لها إما الحب أو الكارثة..

ثم ابتلعت لعابها بصعوبة قبل أن تتفوه بسؤالها الذي لم تكن ترغب في طرحه ولكنه هو من يدفعها لتظن به السوء: ماذا فعلت يا أوليفر؟ ولماذا آن هي الاخرى حابسة نفسها في غرفتها منذ تلك الليلة؟؟!

"لما أوليفر... حتى لو كنت أتيت إليك بنفسي... كنت تستطيع رفضي... لما فعلت هذا بيّ؟"

"لانك رخيصة! حتى لو كانت الدماء على الفراش هي دماء عذريتك فأنتي مازلتي رخيصة لكونك أتيت إليّ بنفسك دون اي جهد مني واعطيتني جسدك على طبق من ذهب"

ازداد اللعاب في فمه وهو يطالع والدته في صمت غير قادر على التفوه بشيء ولا اخبارها بما فعل وتسبب.. ولكن صمته الذي طال جعل قلب روز ينقبض بشدة وهي تعيد السؤال عليه مرة أخري ببطء: أوليفر.. ماذا.. فعلت.. في.. تلك.. الليـ...

ولكن قاطع تساؤلها لحسن حظه صوت صرخات كريستوفر الذي وصلهم وهو يصرخ بصوت مبحوح حزين يفطر القلوب:

"غريس!!! يا إلهي! غريس!!!"

ليستغل أوليفر الفرصة وهو يستقيم عن الفراش بسرعة متجهاً ليخرج من الغرفة تاركاً والدته خلفه تطالع مكان جلوسه في شرود قبل أن تستقيم هي الأخرى لتتبع صوت صرخات كريستوفر الذي لم يهدأ للحظة.

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 17 فبراير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{بالعودة إلى الغرفة التي على متن الطائرة المتجهة إلى موسكو، روسيا}

فتحت الباب بهدوء وفوجئت بالعثور عليه جالساً على المقعد فارجاً ساقيه وهو يستند بساعديه على فخذيه أثناء إخفاء وجهه بين كفيه اللذان مازالا ملطخان بدماء فلكور... كان ساكناً، هادئاً بطريقة مريبة... لا يفترض أن يكون بهذا السكون بعد ثورته وما فعله في الخارج... توقعت أن يثور... يكسر كل ما يقع عليه يده... ولكن ان يصمت؟

اغمضت عيناها للحظة وهي تملأ رئتيها بالاكسجين اثناء اغلاقها لباب الغرفة بهدوء، سارت ببطء نحوه بخطوات ساكنة حتى وصلت أمامه مباشرةً وهبطت جاثية على أحدى ركبتيها امامه وهي تستند بإحدى يديها علي ركبته بينما رفعت ذقنه بلطف بالأخرى، وعندما التقت عيناهما، كانت النظرة على وجهه نظرة يائسة... رأت أكثر تعبير يائس رأته في حياتها.

مررت يدها بعناية تداعب وجنته اثناء قولها في صوت ناعم هادئ: دع الأمر يذهب، لا تحبس مشاعرك أليكس.

كانت كلماتها مليئة بالعاطفة والتفاهم، شعر أليكس أن قلبه ينبض بشكل أسرع، نظر إلى عينيها الممتلئتين بالإيمان والمحبة نحوه وليس البرود كالعادة وشعر بدفء ينتشر في جسده وتأثرت روحه بكلماتها البسيطة هذه... وللحظة ظن أنه رأي فاينا الطفلة البريئة أمام عينيه وكأن عاد بالزمن لطفولتهما.. كانت عيناها دافئة تقطر حباً وتنظر نحوه مثلما كانت دائماً ما تفعل.. هل يعقل أن يكون الأمر كله مجرد تعاطف او اعجاب؟ أم أنها بالفعل.. بالفعل استعادت ذاكرتها ولكنها لم تخبره بالأمر؟ يرغب في سؤالها عن ذلك وعن كيفية معرفتها بأمر والدته ولكنه فقط لم يجد في نفسه الطاقة للخوض في تلك المحادثة الآن.. فلقد كان يشعر أنه مستنزف من كل شئ ما عدا الحزن...

تنهد بعمق وهو يميل برأسه على راحة يدها محاولاً استشعار دفئها أثناء إغماض عينيه، بدا الأمر وكأن الألم في قلبه أكبر من أن يتحمله... لم يشعر بهذه الطريقة من قبل؛ عندما فتح عينيه كانت الدموع تملأها واكتفي بالصمت وهو ينظر لوجهها المسترخي المبتسم لتسأله برفق: الآن، أخبرني كيف تشعر حقاً... لا تكبح شئ بداخلك... اعتبر أن تتحدث مع ذاتك بصوت عالي... أطلق العنان لمشاعرك... حزنك... ويأسك... سأستمع في صمت، لن أحكم عليك... لن اعلق... ولكني...

صمتت في آخر كلماتها ويدها تنزلق من على وجنته لتحتضن كف يده الدامي أثناء متابعة حديثها: ولكنني سأبقى هنا... اشاركك أياً كان ما تمر به... لذلك، أنا ارجوك لا تحبس شئ بداخلك.

كانت على دراية بمخاطر كتمان المشاعر بداخله... وكانت على يقين أنه ما لم يتعامل معه اليوم سيعود لصفعه في أكثر الأوقات حرجاً... إذا لم ينهار اليوم سينهار كل يوم... وكما يقول المثال: ألم ساعة ولا كل ساعة.

لقد جاءت إليه في الوقت المناسب، وكان ممتنا لوجودها معه في هذه اللحظة.. أومأ ببطء بالموافقة، مدركًا أنها كانت على حق وأن الوقت قد حان لترك العنان لدموعه ولكن قبل اي شئ امسكها من كتفيها في رفق يحثها على النهوض لأنه لم يحب رؤيتها تجلس أرضاً حتى وإن كان له ومن أجله!

أمر هذا الرجل عجيب.. في أكثر لحظاته انكساراً يهتم لها، يحبها ويقدسها.. حتى وإن لم يعرب عن ذلك علناً في تلك اللحظة بسبب حالته المضطربة، لقد كانت تصرفاته ونظراته كافية لتخبرها بمكانتها في قلبه.. لقد كانت حرفياً ملكة حياته بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

أما فاينا، لم تفهم سبب فعلته الغريبة هذه عندما كان على وشك قول شئ ما لتعقد حاجبيها بتعجب من طلبه وهي تعتقد أنه غير رأيه ولن يتحدث ولكنه فاجأها بمجرد استقامتها بسحبها نحوه من فخذيها لتسقط بداخل احضانه جالسةً مقابلاً له وهو يطوق جسدها بذراعيه أثناء دفن رأسه في صدرها... وبنفس واحد أخير عميق أطلق سراح كل مخاوفه وشكوكه وألمه وهو يقول بصوت مختنق حزين: أشعر بالذنب يأكلني من الداخل.. لا أعرف كيف سأنظر لنفسي في المرآة وأنا لم أستطيع حمايتكم.. لم استطع حمايتك في الماضي، ولم أستطع حماية والدتي لا في الماضي ولا في الحاضر... ما هو الهدف مني إذا لم أستطع حماية من أحب؟ ما فائدتي في هذه الحياة؟

كان يعيق دموعه لفترة طويلة، ولكن عندما احتضنته، شعر أخيرا بالأمان الكافي للسماح لهم بالخروج.. شدد من احتضانه لها بحثا عن الراحة والأمان وهو يبكي بصمت.. كان يكافح من أجل الحفاظ على عواطفه تحت السيطرة، ولكن احتضانها كان كل ما يحتاجه لإطلاق العنان لدموعه.. شعر بشعور الارتياح يغسله لأنه سمح لنفسه بأن يكون ضعيفا بين ذراعيها.. كان يعلم أنها لن تحكم عليه أبدا حتى لو لم تقل هي ذلك بنفسها، وأنها ستكون دائما هناك لتزويده بالدعم الذي يحتاجه تماماً كما اعتادت في الماضي أن تفعل معه.. كان متيقن ان فاينا الطفلة لاتزال متواجدة في مكان ما بداخلها وهو وحده من يستطيع ان يصل لها.

توغل برأسه في صدرها أكثر وهو يشدد بذراعيه على جسدها وكأنه يرغب في التوحد معها أثناء اكماله حديثه بنبرة باكية: قلبي يتألم من أجل الحياة التي لم أحصل عليها من قبل.. سنوات من السجن في ذهني، غير قادر على الهروب من الذنب الذي يأتي مع معرفة أنني لا أستطيع حماية من أحب!

احتضنته بإحكام، وذراعيها تلتفان حول جسده وهو يهتز بصمت في عناقها.. تدفقت الدموع على وجهه، ويمكنها أن تشعر بجسده يرتجف وهو يبكي.. أمسكت به عن قرب، في محاولة لتزويده ببعض الراحة وهو يطلق سراح عواطفه.. شعرت بدفء دموعه التي اغرقت ملابسها وتسللت لبشرتها، وبقيت معه، وقدمت له دعمها الصامت.

فلتت شهقة منه قبل أن يتابع بآلم واضح في نبرة صوته المكتومة: يؤلمني أن أعرف أن حياتي كانت كذبة، وأنني كنت ساذجًا للغاية لتصديقها.. أشعر وكأنني انجرف بلا هدف، غير قادر على إيجاد طريقي الحقيقي.. أنا ضائع للغاية في أفكاري وذكرياتي، ولست متأكدًا من المكان الذي يجب أن أذهب إليه أو حتى من أين بدأت.

لفت يديها حول رأسه في عناق لطيف بينما تقول بصدق محاولة أن تخرجة من دوامة الذنب التي إذا دخلها سيكون أسيرها للممات: لقد كنت طفلاً يا ألكساندر والأطفال ليس عليهم حماية أي أحد ولا حتى أنفسهم.. لا تحمل نفسك ذنب لم تقترفه.. لم تكن انت من أبعدني عن العائلة لكل تلك السنوات ولم تكن انت من حبس والدتك كل تلك السنوات.. توقف عن إثقال كاهلك بهموم وذنوب لم ترتكبها.. لا تقع فريسة لعقدة الذنب يا حبيبي.

كلماتها كان أشبه بتذكيراً بمحبتها و دعمها غير المشروطين له، وأنه لم يكن وحده في حزنه.. شعر بالسلام والأمل، لأنها كانت هناك من أجله في وقت حاجته.. لأنها لم تلومه ولم تتهمه.. هو حقاً لا يعرف كيف ولا ماذا كان سيفعل لولا وجودها هنا معه..

علت شهقاته وبكاءه ازداد شجناً كان يمر منه ليخترق قلبها ويمتلئ بالحزن على حبيبها، الرجل الذي لم ترحمه الحياة وأخذت منه من يحب واحداً تلو الآخر.. الرجل الذي ظل صامداً لسنوات عديدة.. اليوم.. اليوم سقط منهاراً داخل احضانها.. اليوم يبكي كطفل صغير فقد كل عائلته بداخل احضانها.. شددت من احتضانها له لتسمعه وهو يكمل بانهيار تام اثناء احتضانه لها بقوة تكاد تكسر اضلاعها: سنوات عمري أهدرت في الكذب... عشت وحدي بسبب الخداع...

أمسكت به بالقرب من صدرها، في محاولة لمواساته وهو يهتز بصمت علامة على بكائه، تحدثت إليه بنبرة لطيفة ومحبة، مؤكدة له: لا بأس، كل شيء سيمر.. لا داعي لأن تصبح أسير للماضي يا حبيبي.. ضاعت سنوات وأمامك سنوات اخرى تعيشها معها ومعي..

"آه" هذا التأوه المتألم فلت منه وهو ينخرط في البكاء الحزين.. لقد كان يتألم؛ و آلمه كان يؤلمها.. تشبثت به عن قرب، مما وفر الراحة والعزاء في الوقت الحالي له.. كانت تعلم أنه يتألم وتريد أن تفعل كل ما في وسعها لجعله يشعر بتحسن.

"أنا.. أنا تائه.. تائه.." ظل يكرر آخر كلماته بصوت مبحوح لتحتضنه بقوة وهي تقبل أعلي رأسه و تربت على شعره الحريري مخبرة إياه بصوت حزين صادق وهي لا تشعر بتلك الدموع التي أخذت تنساب من عينيها مغرقة وجنتيها: وأنا سأجدك.. دائماً ما سأجدك.. لا تخف أنت لست وحدك يا حبي.

كان احتضانها مصدرا للراحة والقوة له، وكانت كلماتها تذكيراً بالأمل وتحريراً من الذنب.. في تلك اللحظة، شعر بالأمان والحب، وبدأ الذنب والحزن الذي شعر به يتلاشى ببطء بدفء أحضانها وكلماتها التي كانت تعانق قلبه وتربت عليه.

ظلت تهدهده كالطفل الصغير الذي تهدهده أمه للنوم.. تربت علي شعره تارة.. وعلى ظهره تارة.. تقبل رأسه تارة.. وتشدد من احتضانه تارة.. تهمس له بكلمات مطمئنة تارة.. كانت تريد أن تشعره بالأمان بأي شكل وكل ما كانت تمتلكه في هذه اللحظة هو الجلوس بداخل احضانه وإمساكه بحنان بينما هو اخذت شهقاته في الانخفاض وهدأت رجفة جسده وجفت دموعه.. كان احتضانها له علامة على الحب والرحمة، وتذكير بأنه لم يكن وحده في حزنه.

تثاقل رأسه على صدرها مما يدل علي انه غفي من كثرة البكاء.. ابتسمت بخفوت على هذا الرجل الذي نام ولكنه مازال يمسكها بذراعين من الفولاذ!

مالت برأسها علي رأسه تقبله بعمق، غمرتها رائحة الكولونيا الحلوة خاصته والشعور بقوة احتضانه.. شعرت بالحب والأمان والرضا حتى عندما كانت هي من تقدم المواساة كان يحتويها بطريقة او بأخرى، لقد مر وقت طويل منذ أن شعرت بهذه الطريقة.

اسندت خدها علي أعلى رأسه وهي تشدد من احتضانه مغمضة عينيها هي الأخرى لتنعم بقربه وبالنوم الهانئ الذي جافاها منذ تركت جانبه...

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٨٠٠ تعليق و ٧٢٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الجمعة 17 فبراير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

»»————- ♡ ————-««

-انتهى الفصل الثاني و والخمسون 8302 كلمة 👩🏼‍💻❤️

{شوية اسئلة نتسلى في الكومنتات بيهم}

س: كريستوفر؟

س: غريس؟

س: فاينا؟

س: ألكساندر؟

س: أوين؟

س: فريا؟

س: إيما؟

س: فالكور؟

س: أوليفر؟

س: روز؟

س: رسالة التهديد؟

س: ايه اكتر جزئية عجبتكم في الفصل؟🖤

س: تفتكروا ايه اللي هيحصل في الفصل القادم؟

-متنسوش تسيبولي كومنت برأيكم وفوت للفصل علشان بيساعد الرواية توصل لقراء اكثر وبيشجعني معنوياً اني اكمل كتابة🤗✍️❤️

❤️‍🔥دمتم بخير❤️‍🔥

Continue Reading

You'll Also Like

240K 17K 28
حياتها أحجية معقده كاللعب بمُكعب الروبيك، فهل ستكون بالية بلعبها؟ All Rights Reserved To @goldwadna. [القصة حائزة على جائزة من مسابقة الواتيز العالمي...
488K 26.2K 54
فسخت ماريغولد خطبتها لتنقذ طفلا صغيرا، لكنها تجد نفسها متهمة بمحاولة خطفه من طرف خاله القاسي! يسجنها راعي البقر هارولان كينغ في إصطبل على أرضه عقابا...
2.4K 304 3
مجموعة من القصص القصيرة التي لاتنفع لأن تكونا كتابا لحالها لكنها تأبى الانسحاب إلى سلة المهملات
2.6K 329 7
هذه شعلتنا، خذها؛ للتعرف على دروب الحب...