عــشـــــق آل جـــــبـران "عن...

By jayleenradwan

3.9K 182 14

دائماً ما تجمعنا اقدارانا مع اشخاص ليس من الضروري ان يشبهونا ،و لكننا مع ذلك ننجذب لهم بتلقائيه دون ان نشعر ،... More

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الشخصيات
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر الجزء الأول
الفصل الثالث عشر الجزء الثاني
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الثامن عشر
اعتذار

الفصل الأول

1K 17 0
By jayleenradwan

يقف امام المرأه برداء الحمام (البرنص) يصفف شعره بيده و هو يغني و يحرك جسده مع ايقاع الاغنيه :

- انا في الهوا شارد
لا زاد و لا ميه
و الشوق إليك قايد
سهر لياليا
انا في الهوا شارد
لا زاد و لا ميه

و الشوق إليك قايد
سهر لياليا
انت اللي في الخاطر و انت اللي في النيه
انت اللي في الخاطر و انت اللي في النيه
عيني..عيني
عيني..عيني
نفسي ومُنى عيني
عيني..عيني
عيني..عيني

كانت عندما تأتي كلمة "عيني" يقوم بتحريك خصره الى اليمين و عندما تنعاد مره اخرى يقوم بتحريكه الى اليسار

انتهت الاغنيه و مع انتهائها ارسل قبله طائره لنفسه في المرأه ، قبل ان ينتفض من مكانه ملتفتاً واضعاً يده على قلبه و ينهج بفزع بسبب صوت ابنه الذي ظهر فجأه بعدما قام بأقفال الاغنيه :

- انت بتعمل ايه يا بابا؟!

سأل ابيه بأستغراب و هو يرفع احدى حاجبيه ، اعتدل عبدالعزيز في وقفته و هو يناظر ابنه بأنزعاج متحدثاً :

- ايه يا بني مفيش ولا أحم ولا دستور فجعتني (افزعتني) ..طب كنت كُح حتى وانت داخل بدل مكنت هتجبلي سكته قلبيه كده !

تجاهل أيهم( ابن عبدالعزيز) حديث والده وهو يرفع اصبعه تجاه وجهه أبيه مردداً بأستنكار:

- ايه اللي انت عمله في وشك ده يا بابا؟؟

شاور عبدالعزيز على الماسك الذي يضعه على وجهه ثم بدأ يجيب أبنه بكل حسن نيه :

- ده؟..ده ماسك ، بس ماسك ايه رهيب

انهى عبدالعزيز حديثه وهو يُشدد على اخر كلمه ، و كاد أيهم ان يتحدث لكن قاطعه الاخر و هو يخبره بوصفة الماسك :

- بص انت هتجيب صفار بيضة مع ملعقة كبيرة عسل وملعقة كبيرة زيت زيتون مع ٢/١ كوب دقيق شوفان و تخلطهم كويس اوي و بعدين ايه بقا..تجيبه و تحطه على وشك لمدة تلت ساعه (20 دقيقه)وبعدين تغسل وشك ، وايه بقا مقولكش هتلاقي وشك ده بقا نضاره ايه و بياض ايه هتبقا بدر منور

كان يشرحله نتيجه الماسك ببسمة فخر لا يعلم أيهم سببها

- و انت جبت الكلام ده منين ؟

سأل أيهم والده:

- من على التيك توك

- و انت بقا جربت البتاع ده قبل كده عشان كده متأكد من النتيجه؟

- لاء..بس أم مروه جربته و قالت قد ايه هو رهيب و بتنصح الكل يجربه

- أم مروه مين؟

- اللي على التيك توك اللي جبت منها الوصفه

ظل أيهم و والده يتبادلون النظرات لثواني في صمت ،أيهم ينظر لوالده بفراغ و الاخر يبادله بأستغراب من نظراته

قاطع أيهم هذا التواصل البصري بأغماض عينه وهو يتمتم:

- بر الوالدين أهم حاجه بر الوالدين

- بتقول حاجه يا أيهم ؟

فتح أيهم عينه و ابتسم قائلاً :

- لا يا بابا..انا كنت جاي اقولك يلا عشان ملاك جهزت الفطار

- طب يلا يا بني يدوبك نلحق الاكل و هو سخن

كاد عبد العزيز يخرج من الغرفه لكن صوت أيهم الذي استوقفه متسائلاً :

- انت رايح فين ؟

- خارج يا بني عشان افطر

اجابه عبدالعزيز بأستغراب ، فسأله أيهم وهو يشير على ما يرتديه والده :

- كده؟؟

نظر عبدالعزيز على ما يرتديه نظره خاطفه من ثم نظر على أبنه متسائلاً :

- و ماله البرنص يا بني ؟

مسح أيهم على و جهه وهو يقول :

- مالوش يا بابا

ثم امسك والده و اخذ يسحبه الى داخل الغرفه مره اخرى و هو يقول :

- خش كده انت بس و روح استر نفسك يابا الله يكرمك بدل متستهوى روح..و ابقا امسح اللي على وشك ده بالمره

- اللاه بس التلت ساعه لسه مخلصوش!

- يلا يابا ابوس ايدك اعمل بس اللي بقولك عليه..خلص وابقا انزل احنا مستنيينك

انهى أيهم حديثه ثم اغلق باب الغرفه خلفه بعدها خرج منها ونزل الى اخوته ذاهباً تجاه طاولة الطعام.

- ايه ده! اومال فين بابا؟

سألته ملاك اخته بعدما رأته اتى بمفرده

- بيغير و هييجي

تحدث أيهم متخذاً مكاناً له على الطاوله ، ثم نظر حوله و لاحظ غيابه فنظر لاخته و سألها:

- اومال فين قا...

لكن قاطع سؤاله دخول قاسم بعدما من الخارج و يقول بمرح كعادته :

- جود مورنيج افري وان

- كنت فين ؟

تحدث أيهم متسائلاً ، فرد عليه الاخر و هو يتخذ مكاناً له بجانبه :

- كنت بشوف حاجه

اومأ له أيهم برأسه بتفهم بدون ان يسأله ماهي ، فهو لا يريد أن يتدخل و يزعجه بسؤاله فإذا كان قاسم يريد منه أن يعرف كان قالها من تلقاء نفسه

- حاجة ايه دي بقا ؟

كان هذا صوت عبدالعزيز الذي اتى و وقف خلفهم دون ان يشعرو به ، انتفض قاسم بسبب ظهور ابيهم المُفاجأ بينما أيهم لم يرف له جفن ظل ملتزم في هدوئه

- خضتني يا بابا!

قالها قاسم مما جعل عبدالعزيز ينظر له بسخريه قائلاً:

- سلامتك من الخضه يا خويا.. ايه شوفت ابو رجل مسلوخه؟!

ابتسم له قاسم قائللاً بمشاكسه:

- لاء يا بابا متقولش كده على نفسك..هو احلى اكيد

لم يشعر قاسم بعدها إلا بصفعه تسقط على رقبته من الخلف ( خد على قفاه ) ، نظر للفاعل و لم يكن غير والده الذي يناظره ببرود والاخر بادله بأنزعاج و هو يُدلك مكان الضربه

اتجه عبدالعزيز ليجلس في مكانه المعتاد ليتركز الطاوله على يمينه ابنته الوحيده ملاك وعلى يساره اولاده الاثنين أيهم و قاسم، ثم باشروا في الاكل والصمت سيد المكان ، و بعد مرور دقائق قاطع هذا الصمت سؤال عبدالعزيز الذي كان موجهه لأيهم :

- اخبار الشغل ايه..الدنيا مشيا معاك ازاي انت و اخوك ؟

- كل حاجه مشيا كويس الحمدلله

- طب و حوار السكرتير بتاعك اللى سرب معلومات من الشركه ؟

عندما سمع أيهم هذه الكلمات من والده وجهه نظره الى قاسم الذي كان يجلس بجانبه يناظره بشر لانه علم انه هو من اخبره بهذا لان لا احد يعلم هذا الموضوع غيره هو و قاسم، وعندما ابصر قاسم أيهم ينظر له هكذا اخذ ينظر الى السقف ببلاهه و هو يقول ببهور مصتنع :

- الله تصدق السقف جامد اوي اول مره الاحظه..هو انتو دهنتوه جديد ولا ايه

تحدث أيهم وهو يضغط على اسنانه و مازال يناظر الاخر بشر :

- اه تصدق وهيبقا احلى لما تشوفه من قريب *يقصد انه هيعلقه يعني*

وجهه أيهم نظره لوالده قائلاً بهدوء ليطمأنه:

- متقلقش يا بابا انا حليت الموضوع وانتهي و طرده مع دفع شرط جزائي و انهارده هنشوف اللي متقدمين للوظيفه و انا اللي هشرف و هختار بنفسي الشخص المناسب ليها

انهى أيهم حديثه مستقيم يقبل رأس والده ثم قال :

- استأذن انا بقا..يلا قاسم

انهي حديثه اخذاً معطف بدلته ومفتاح سيارته ومتعلقاته الاخرى من احدى الطاولات الصغيره التي تقع في زاويه الغرفه ،تحت تذمرات قاسم:

- بس انا لسه مخلصتش اكل

قالها وهو يأخد قطعة خبر من امامه و كاد يضعها في ثغره لكن شعر بيد تنتشله من ثيابه من الخلف جعلاً منه يستقيم و قطعة الخبز تقع من يده الى الصحن مره اخرى ، ولم يكن إلا أيهم الذي انتشله واخذ يجره خلفه و كأنه امسك لصاً تحت تذمرات الاخر :

- انا لسه جعان سبني ، طب يااخي انت معدتك صغيره وبتشبع بسرعه انا مالي سبني اكمل اكل

كل هذا تحت ضحكات عبدالعزيز و ملاك

********************

يجلسون على مائدة الطعام يتناولون فطورهم مع تحدثهم في امور عشوائيه ، وسط كل هذا تدخل احد من الثلاثة شبان يدعى سيف بسؤاله الموجه لاخته توأمته :

- صح لقيتي شغل ولا لسه يا ليل ؟

نفت ليل برأسها وهي مستمره في الاكل كإجابه لسؤال الاخر ثم تحدثت مكمله بعدما ابتلعت ما في جوفها :

- انهارده اخر محاوله إن شاءالله بأذن الله هتقبل المره دي

- و لو متقبلتيش زي المرات اللي قبلها هتعملي ايه ؟

كان هذا شقيقها الثاني او لنقل توأمها الاخر يدعى سفيان

- هقعد في بيت ابويا معززه مكرمه لحد ما ييجي ابن الحلال..و بعدين اسكت انت بس و متقررش فيها بالله عليك ان شاء الله هتقبل

انهت ليل حديثها بأخر ذرة امل لديها

- هو انتي كنتي اطردتي من شغلك ليه صح ؟

سألها سيف مستفسراً مهي لم تخبرهم عن سبب من قبل و كلما سألها احد تقوم بتتويه الموضوع او تتجاهل السؤال دون ان تُجيب وهذا ما يجعل الشك يتسلل في ابدان اخوانها

فقالت ليل مصححه حديثه :

- اسمها استقلت لو سمحت

فأجابها سيف بسخريه واضحه:

- و استقلتي ليه يختي ؟

- لسبب شخصي متحشرش مناخيرك انت و خليك في حالك

قالتها و هي تحاول التهرب من سؤاله ثم ناظرت لأخيهم الاكبر إلياس قائله برجاء:

- هو ممكن توصلني في طريقك

هز رأسه بمعنى حسناً دون ان يتحدث فقط يناظرها بهدوء ليس وحده بل سيف و سفيان يناظرونها بنفس الطريقه ، مما جعلها تتوتر و لكنها لم تظهر ذلك فقط استقامت قائله :

- طب انا هستناك بره بقا لحد متخلص اكلك

انهت حديثها خارجه من هذا المكان هاربه من نظراتهم

- اموت و عرف انتي مخبيه ايه و مش عيزانا نعرفه

قالها سيف بصوت منخفض نسبياً ، فرد عليه والده الذي كان صامتاً طوال هذا الوقت و كل ما جرى كان تحت مسمعه قائلاً بهدوء يكسوه الغموض :

- سيبها براحتها احنا ادناها فرص كتير عشان تحكي لكن هي في كل مره بتتهرب انا بقا هعرف بطريقتي اللي حصل و ساعتها لو طلع في حاجه حصلت متعجبنيش و هي ساكته و مخبيه كل ده هيكون ليا تصرف تاني معاها...

************************

في احدى المناطق الشعبيه في منزل بسيط يقع في حارة يعيش فيه اختان توأمتان بعدما ورثوه عن جدتهم.

ذاهبه تجاه غرفة اختها لكي تيقظها لانها بالفعل متأخره على كليتها ،عندما دخلت الى غرفتها رأتها نائمه بشكل فوضوي :

- ليان بت يا ليان انتي يا بت قومي يلا عشان اتأخرتي

كانت تهزها املاً في ان تستيقظ لكن الاخرى لم تفعل شيئ سوى التململ على السرير وتتمتم بكلمات غيرمفهومه ، فرجعت تخبرها مره اخرى عن تأخرها :

- يا بت قومي بقا الساعه 11

انتفضت الاخرى من على السرير بفزع عندما سمعت كم الساعه ، اخذت تنظر حولها باحثه عن هاتفها لتتأكد من الساعه و هي تقول:

- ليه يا لليان سبتيني نايمه لحد دلوقت كده المحاضره فاتتني مصحتنيش ليه على 9 زي مــ...

توقفت عن الحديث عندما فتحت هاتفها و وجدت ان الساعه 8:59، رفعت رأسها ناظره للتي تقف امامها بغيظ و الاخرى بادلتها ببسمه بارده ارتسمت على ثغرها قائله :

- مهنش عليا اسيبك تتأخري شوفتي بقا ، يلا بقا عشان نفطر سوا

انهت خارجه من الغرفه تاركه الاخرى تنظر لاثارها ببلاهه

استقامت ليان من على طاولة الطعام الصغيره ( الطبليه) لتغير ملابسها وتذهب الى كليتها تحت نظرات لليان التى تراقبها بهدوء وهناك شعور سيئ يراودها كلما نظرت لاختها ، تشعر ان هناك شيئ ما او شخصاً ما يضايقها او يمسها بسوء وهي تخبئ عليها ولا تحكي لها..وهذا ما تخافه فأختها نقطة ضعفها ولا تحب ان يقترب منها احد او يؤذيها حتى لو بنظره لن تتردد حينها في اقتلاع عينه ، و كم تتمنى ان ما تفكر به هذا يكون خطأ وان مخيلتها فقط تبالغ ؛ لكن هذا الشعور الذي يلازمها منذ فتره و يخبرها ان هناك شيئ اختها تخفيه عنها يقلقها و يجعل من دقات قلبها مضطربه خوفاً من ان يكون ما تخفيه عنها ضرراً لها

اغمضت لليان عيناها مرجعه رأسها للوراء سانده اياه على طرف الاريكه بحكم انها جالسه على الارضيه ، وتدعو ربها من داخلها ان يحفظ لها اختها من اي ضرر و يحجبها عن نظر الاشخاص السيئين و ان تكون دائماً بخير، فهي الشخص الوحيد المتبقي لها من بعد والدتها و جدتها....

**********************

تدخل الشركه و تدعي بداخلها ان يتم قبولها هذه المره ، ذاهبه بأتجاه الاستقبال و التي كانت تتوسطه فتاه ، ابتسمت بعدما ارتكزت امامه قائله :

- انا جيت اقدم على الوظيفه الى انتو كنتو عرضنها

نظرت لها الفتاه قائله:

- اه تقصدي وظيفه السكرتريه..سيبي السيفي بتاعك هنا واتفضلي اقعدي هناك مع المنتظرين

نظرت اليها ليل بعدم فهم عن اي سكرتريه تتحدث هي اتت لتكون مترجمه فهتفت بتسرع لتصحح سوء الفهم :

- لاء انا مش جايه لكده..جايه لوظيفة المترجمه اللي كنتو عرضنها

تأفأفت الموظفه بأنزعاج فهي بالفعل ليس لديها طاقه لخلق محادثه كهذه فهتفت قائلا:

-اديكي قولتي كننا يعني الوظيفه اتخدت..لو هتقدمي على السكرتريه تقدري تسيبي السيفي هنا زي مقولت لحضرتك قبل كده وتتفضلي تقعدي هناك

ظلت ليل تناظرها بطريقه ليس لها اي تفسير فهي لم تعجبها بتاتاً الطريقه التي تحدثها بها ، رفعت الموظفه رأسها بعدما لم تسمع اي رد من الاخرى وعندما رفعت رأسها لاحظت نظرات ليل لها و ارتبكت من الطريقه التي تناظرها بها فقالت تحاول اخفاء ارتباكها :

- ايه هتفضلي بصالي كده كتير يلا اتفضلي شوفي حضرتك هتعملي ايه

تركت ليل السيفي خاصها و هي مازالت تنظر لها بنفس الطريقه و ما زاد الامر سوء هو قولها بنبره تبدو بارده للبعض ولكن جعلت من الرعب مسكناً لقلب الاخرى التى ابتلعت ريقها و هي تسمعها :

- اتفضلي..بس اقولك نصحيه لو حصل نصيب و اتقبلت في الشغلانه دي و اجتمعنا انا و انتي في مكان واحد احسنلك تتلاشيني حفاظاً على خريطة وشك الحلوه دي

انهت حديثها بأبتسامه بارده و كأنها لم تفعل شيئ ومازالت نظرتها للموظفه كما هي ، التفت ذاهبه لتجلس في المكان الذي اشارت لها عليه ، تاركه خلفها الاخرى تبتلع ريقها بصعوبه..

في مكاناً اخرى في نفس الشركه تحديداً في غرفه الاجتماعات ، حيث يجلس أيهم في المنتصف و على يمينه قاسم و على يساره السكرتير الذي يعمل مع قاسم كل ما يفعله هو ان يدون كل ما يقوله رئيسه ، و امامهم من الجهه الاخرى ثلاثه اشخاص الذين قدموا على الوظيفه يجلسون مستقيمين و يتحدثون برسميه عندما يتم سؤالهم بواسطة قاسم وأيهم فقط يراقب في صمت لا يتحدث إلا عندما يجد انه يجب عليه فعل ذلك

- تقدرو تتفضلو و هنبقا نتواصل معاكم

كانت المتحدث قاسم الذي انهى حديثه بأبتسامه صغيره ، ثم اشار للموظف الذي دخل للتو بعدما خرجوا الاخرين ان يجلب الذين بعدهم

دخلوا ثلاثه اخرين و القى قاسم عليهم نفس الاسأله ثم طلب منهم ان يذهبوا وسوف يتواصل معهم ، تكرر الامرر سبع مرات حتى انهت المقابلات و لم يتبقى إلا واحده ، فأخبر قاسم الموظف ان يخبر المتبقي في الخارج ان يدخل

ثواني و دخلت ليل و جلست امامهم و على ثغرها بسمه هادئه فبادلها قاسم قائلاً:

- هو اللي مزكور ادامي هنا انك جايه تقدمي على مترجمه

قالت ليل تؤكد كلامه :

- ايوه فعلاً أ..

قاطعها أيهم بنبره ساخره :

- وهي الانسه مش بتعرف تقرأ ولا ايه..معرفتيش تقرأي اننا طلبين سكرتيره مش مترجمه

ثم اكمل بصرامه و حده :

- ولا حضرتك جايه تهزري هنا

نظرت له ليل و مازالت على وجهها ذات الابتسامه من ثم ارجعت نظرها لقاسم متجاهله ما قاله الاخر و هي تضغط على قبضتها دون ان يلحظ احد فهى تحاول تمالك نفسها حتى لا تخسر اخر فرصه امامها فأكملت حديثها لقاسم :

- أصل كانت الشركة عارضه انها عايزه مترجمين فكنت بحسب ان الوظيفه لسه متاحه بس لسه عارفه انها اتخدت

هز قاسم رأسه بتفهم و هو يقلب و يقرأ في السيفي الخاص بها ثم سألها:

- طب و ليه مجتيش في ساعتها عشان تلحقي الوظيفه

ردت عليه ليل بهدوء و بكل تلقائيه :

- مكنتش فاضيه كنت بترفض من شركات تانيه

- نعم ؟؟

قالها قاسم ببلاهه و عدم فهم و كلا من أيهم و الشاب الاخر ينظروا لها بأستغراب و عدم فهم ، لاحظت نظراتهم لها فـأبتسمت قائله تحاول تصليح ما قالته :

- لاء اقصد يعني..بص انا هشرحلك انا اول ما اطردت من شغلي الاول و بعدها ابتديت ادور على شغل كنت بقا بجمع اسماء كل الشركات اللى محتاجه مترجمين و لما جمعتها قعدت اروح كل وحده و كنت كل ما اروح وحده اترفض لحد موصلت لشركه دي و اكتشفت ان الوظيفه اتخدت و عرفت انكو محتاجين سكرتيره فقولت مش اشكال اهي اي شغلانه اجيب منها مبلغ محترم و ده غير أن الشغل ده اخر بريق امل ليا..

كانت ليل تتحدث بأرياحيه و كأنها تحدث احد من اقاربها و تحكي لهم عن مشاكل حياتها المُره و في آخر كلامها كانت تحاول استعطافهم ، و الثلاثه الاخرين ينظرون لها ببلاهه من ما تقصه لهم ، فسألها أيهم :

- و ايه سبب رفضهم ليكي ؟

- بسبب سبب طردي من شغلتي الاولى

- و ايه سبب طردك ؟

- عــ...

صمتت ليل قليلاً وهي تلعب بأصابعها على الطاوله ماسحه شفتها في بعضهما قائله :

- هو لازم اقول ؟

ابتسم أيهم بسماجه و اومأ برأسه بمعنى نعم ؛ بادلته نفس الابتسامه و هي تسبه بداخلها فهي منذ دخولها لهذه المقابله و هي لم تطيقه ، و كانت تحاول تجنبه بقدر الامكان حتى لا تفتعل مشكله و تنهى هذه المقابله في سلام ، تنهدت مغمضه عيناها مخرجه جميع الافكار السلبيه من دماغها..

ثم فتحتها ناظره للثلاثه الذين امامها الاثنين الذين على الجانبين يناظروها بفضول اما الذي في المتصف اكتفى بنظراته البارده المعتاده

- ضربت المدير

اخذت تراقب تعابيرهم ، كانو ينظرون لها بصدمه و لكن أيهم اكتفى بنفس نظراته السابقه ، فتحدث قاسم بعدما خرج من صدمته:

- و السبب؟

- عشان حاول يهزر معايا بس هزاره كان تقيل شويه

هنا تشنجت ملامح قاسم :

- نعم؟!

تحدثت ليل بتسرع لتصحيح سوء فهمه وهي تحرك يداها قائله :

- مش بيهزر هزار بالمعنى الحرفي يعني...

توقفت عن الحديث مديره رأسها ناظرتاً جانبها متنهده بأنزعاج بسبب تذكرها لهذا الامر، ثم عاودت النظر الى قاسم مره اخرى تشير له بيداها قائله :

- خلاص مش مهم افهم زي متفهم

ناظرها قاسم بأستغراب بسبب طريقة تحدثها الغير رسميه هذه وكأنها تحدث احد اصدقائها ثم تنهد قائلاً :

- تقدري تتفضلي و هنبقا نتواصل معاكي

استقامت ليل من مكانها خارجه من هذه الغرفه من ثم من الشركه كلها وهم تتمتم في نفسها انها بالتأكيد رفضت ككل مره ، و هنا اليأس اصبح مسكناً لها

اخذت تسير الى المجهول لا تعلم وجهتها كل ما تعلمه انها لا تريد العوده الى المنزل الان بعد خسارة اخر بريق امل لديها فبالتأكيد اخيها سيشمت فيها بعدما افرطت في الثقه الزائده امامه في انها سيتم قبولها في هذه الوظيفه بكل تأكيد..

اخذت تلعن نفسها وتضرب فمها بيداها بخفه...

********************

دخل المُمرض مكتب الطبيب سامي مثلما أمره ان يذهب إلى مكتبه و يأخذ التقارير التي تقع في احدى ادراج المكتب الخاص به ، فذهب تجاه المكتب و قام بفتح الدرج الذي وصفه له الطبيب و اخذ جميع تقارير المرضى و قام بأغلاقه كما كان..، و قبل مغادرته لمح بعينيه انه يوجد تقرير اخر اعلى المكتب..كاد يمد يده ليأخذه لكنه تردد لا يعلم اذا كان هذا من ضمن باقي التقارير ام لا و لكنه اخذه في النهايه واضعاً اياه بين التقارير التي يحملها بعدما تذكر تنبيه الاخر له بأن يأخذ جميع تقارير المرضى دون استثناء الى الطبيب خيري حتى يشرف عليهم لحين عودته من السفر ..

خرج من المكتب مغلقاً الاضواء من ثم الباب كما كان ، متجهاً الى مكتب الطبيب خيري ليسلمه التقارير التي تتوسط يديه

- اتفضل يا دكتور خيري دي كل التقارير

مد سامي الرجل الذي يبده انه في اواخر الاربعينات يديه ليأخذ منه التقارير واضعاً اياها امامه على سطح المكتب شاكراً الاخر بأبتسامه رسمت على ثغره :

- متشكرين جداً يا سي أحمد ، بس لو ينفع بقا و انت في طريقك تعدي على ام محمد تخليها تعملي كوباية قهوه

ضحك أحمد بخفه قائلاً مشيراً الى عينه :

- يا سلام ده انت تأمر بس يا سيد الدكاتره

انهى حديثه خارجاً من المكتب ليفعل ما أمر به ، تاركاً الاخر يبتسم لاثره من ثم وجه نظره للتقارير التي امامه و بدأ يتفحصها بعنايه و صب كل تركيزه عليها ، حتى انه لم يشعر بأم محمد التى دخلت و وضعت القهوه و خرجت بهدوء حتى لا تشتته عندما رأت انه مشغول

فجأه توقف وهو ينظر لملف المريضه الذي يتوسط يده بأستغراب فهو بتاريخ قديم ليس شهر او شهران بالسنوات ، استغرب من وجوده وسط تقارير باقي المرضى..ازاح بنظره الى الاسفل قليلاً تجاه اسم الحاله و عندما قرأه اخذ يشبه على الاسم يشعر انه سمعه من قبل و لكن لا يتذكر متى و اين...

اخذ يضغط على ذاكرته لعله يعلم من صاحبة الاسم ، و بالفعل نجح في تذكرها كانت احدى مرضاه من ستةعشر عام وطلب منه سامي ان يستلمها هو و يكون المشرف على حالتها و علاجها بحجة انها احدى معارف شخص عزيز عليه وهو لم يستطع ان يرفض لصديقه طلبه فتنازل عن رعايتها للاخر دون تردد لانه يعلم انها ستكون في ايدي امنه...و لكن بعد مرور شهرين توفت المريضه و عندما سأل الطبيب سامي عن سبب وفاتها اخبره ان مرضها لم يستجب للعلاج و حالتها كانت تزداد سوءاٌ يوماً بعد يوم حتى اصبحت بنيتها ضعيفه و مع علاج الكيماوي الذي كان يفعله لها املاً في ان تتقدم حالتها ، لم تتحمل كل هذا التعبب فأخذ الخالق روحها رؤفاً بها و رحمها من هذا الالم و التعب الذي كان ينهش بها

وعندما سمع من صديقه هذا تأثر بشده و حزنه زاد اكثر عندما رأى منظر طفلتها الصغيره و هي منهاره على فراق والداتها وخصوصاً و هي في هذا السن الصغير

رجع من هذه الذكره المؤلمه يكمل قرأت تقرير حالتها بفضول ، انكمشت ملامحه بأستغراب من ثم اخذت تتحول الى صدمه و عدم استيعاب اخذ يقلب الى الصفحه الاخرى بتسرع و يقرأ بعدم تصديق ، الصدمه احتلت جسده بالكامل عقله اصبح مشوش لم يعد يفهم شيئ..لا يعلم ماذا يصدق ولا يعلم ماذا عليه ان يفعل الان!......

******************

- يا امي كفايه بقا حرام عليكي سبيهم في حالهم بقاا

تحدث الشاب صارخاً على والدته

نظرت والدته له بصدمه بسبب صراخه المفاجأ فقد كان هادئاً منذ قليل لتقول :

- بقا كده يا مالك انا عشان عيزه اضمنلكو حقكو قبل ما اموت تقوم مزعق فيا

تحدثت اخته الصغرى تؤيد حديث والدتها :

- ايوه يا مالك ماما عندها حق ده حقنا و لازم نخده

ابتسم مالك بسخريه قائلاً بنبره تملئها السخريه :

-حقنا؟!! يعني انتي عجبك كده؟؟!.. عجبك اللي انتي زرعتيه في دماغ عيالك ده..طب انتي مقتنعه باللي انتي بتقوليه ده بزمتك ؟

كان يوجه حديثه لوالدته التي قالت بأصرار:

- اه مقتنعه و انا بقا مش هسيبهم غير لما اخد منهم حقكو اللي اكلوه

- حقنا!! حقنا مين..هو انتي بتكدبي الكدبه و بتصدقيها..

كان مالك يتحدث و هو يحاول ان يتمالك غضبه و لكن نظرات والدته له و التي كان واضح عليها انها مازالت مُصره على ما تقوله جعلت من بركان غضبه الذي كان يحاول يتحكم به ينفجر دون ان يشعر:

- كفايه بقا هو انتي ليه مش مقتنعه ان ده حقهم ليه مستكتره عليهم الراحه ليـــه؟!!..متسبيهم في حالهم بقا كفايه اللي عملتيه فيهم وهما صغيرين ولا انتي نسيتي..لو نسيتي افكرك انا عادي ، لما كنتي هتموتي وحده فيهم لولا ان تيتا جت و لحقتها من تحت ايدك ولا لما وقعتي ميه مغليا على وحده فيهم و شوهتلها جسمها و الضرب اللي كنتي بتضربيه ليهم ، هو انتي فاكره اني هنسى الحاجات دي ؟؟..انا كل يوم لما بفتكر صراختهم و عياطهم و صوتها ولا شكلها لما كانت بتبوس رجلك و بتترجاكي عشان تسيبي اختها بكره نفسي اكتر كل يوم عن التاني..عارفه ليه ؟

انهى مالك حديثه و هو يسألها بصوت هادء يملئه الحزن و الوجع على شقيقاته من والده ثم اكمل حديثه بنفس النبره :

- عشان انتي امي..

انصدمت والدته من حديثه و ظلت تناظره بصدمه و قبل ان تتحدث قاطعها الاخر بقوله بعدما مسح الدمعه التى كانت شقت طريقها على وجنتاه دون درايه منه :

- وحقنا اللي انتي بتقولي عليه ده مصنع امهم الله يرحمها بس جوزك هو اللي كان نصب عليها قبل وفاتها و خلاها تكتبه بأسمه قبل ما تموت وانتي اللي كنتي محرضاه على ده ولا انتي فكراني مش عارف الاعيبك الزباله اللي كنتي بتعمليها ، و بابا لما كتب المصنع بأسمهم ده كان الصح لان ده ورثهم من والدتهم من الاول اساساً و من حقهم و احنا ملناش فيه و بالنسبه للمبلغ اللي بابا سابه ليهم برضو من حقهم رغم انه قليل اوي على اللي عمله فيهم و خلاهم يعشوه في سن صغير و حتى لو مش حقهم يا ستي اعتبريه تكفير عن اللي عملتيه فيهم انتي و جوزك

ظلت والدته تسمع حديثه بصدمه وعند كل كلمه يذكرها كانت تنزل كالصاعقه على مسمعها فهي لا تعلم كيف يتذكر كل هذه الاحداث و كيف يعلم بكل تلك الامور ، فهو حتى لم يكن خلق في هذه الدنيا حينها فكيف علم هذه المعلومات ؟..

- أـأـأنت ازاي تكلم امك كده يا قليل الادب..احترم نفسك واعرف انت بتكلم مين و لا انت عشان كبرت خلاص هتتطاول عليا

كانت تحاول اخفاء توترها وتلعثمها الذي كان ظاهر بوضوح و هي تتحدث

فأبتسم مالك بسخريه على ما قالته في تجاهلت كل حديثه و ركزت على طريقته و هو على يقين انها تعمدت ذلك ، فتجاهل هو الاخر حديثها ذاهباً الى غرفته تاركاً خلفه والدته التى تنظر الى مكانه الفارغ بصدمه و الغل ينهشها من الداخل و هي تتوعد للاخرين بالعذاب فهم السبب في كل ما يحدث او هذا ما تعتقده هي ، و كل هذا يحدث تحت انظار اخت مالك التي تصغره بأربع سنوات و كانت تبكي في صمت بسبب ما كان يحدث امام عيناها منذ قليل و هي تحتضن اختها الصغرى و كانت تحاول ان تسد اذنيها حتى لاتسمع ما كان يجرى فهي ليس لديها ذنب لتسمع حقيقه امها المُره و هي نفسها ايضاً ليس لها اي ذنب في كل ما يحدث و كل ما حدث!...

دقائق مرت من ثم خرج مالك من غرفته يجر خلفه حقيبة سفر لامماً فيها جميع متعلقاته و حقيبة ظهر يرتديها متجهاً بها نحو باب المنزل تحت صدمت شقيقاته و والدته التى تحدثت بهدوء وهي مازالت واقفه في مكانها :

- لو خرجت من باب الشقه مش هتعتبه تاني

- متقلقيش من غير متقولي انا مكنتش راجع

تحدث مالك وهو يعطيها ظهره ممسكاً بمقبض الباب ، و بعد ان انهى حديثه خرج من المنزل من ثم من المبنى بأكمله و هو يقول لها في داخله "ان تنتظر قليلاً فقط تنتظر و سيرجع ليأخذ شقيقاته فهو لن يتركهن لها لتربيهم على هذا الحقد و الجشع فهو لم يعد يثق فيها بتاتاً ، سيرجع و يأخذهن و هي ستظل وحيده بمفردها فلتدع الجشع و الغل منفعاً لها ؛ لتنتظر قليلاً...قليلاً فقط......"

******************

تدخل لمنزلها بعد يوم شاق من العمل ، اخذت تفرك رقبتها بألم من ثم بدأت تنادي اختها بصوت مرتفع نسبياً لتسمعها و هي تخلع حذائها :

- ليااان

انهت خلع حذائها ذاهبه تتفقد اختها ولكن قبل ان تُعتب رجليها الممر الذي يقع فيه المطبخ و المرحاض وغرفهم كانت اختها اتت راكضاً من غرفتها واقفه امام اختها تمنعها من الدخول

رجعت لليان خطوه الى الخلف بتفاجأ بسبب ظهور اختها المفاجأ امامها و تمنعها من الدخول و كأنها تخفي شيئً في الداخل ، رفعت احدى حاجبيها بأستغراب :

- في ايه يا بت مالك وقفه كده ليه ؟

ابتسمت لها ليان بسمه واسعه قائله:

- لاء مفيش كنت بس جايه اطمن عليكي

بادلتها لليان بسخريه :

- بجد والله؟! طب اديكي اطمنتي ابعدي بقا كده من طريقي

قالت اخر كلماتها و هي تدفع اختها و لكن الاخرى لم تتزحزح من مكانها ، نظرت لليان لاختها بأستغراب من اعتراضها لطريقها هكذا قائله و هي تحاول دفعها مره اخرى:

- يابت فيه ايه ابعدي كده عايزه اخش اغير

و لكن ليان مازالت تقاومها قائله :

- مش هبعد غير متحلفي انك مش هتزعقي

انكمشت ملامح الاخرى من حديث اختها من ثم ضيقت عينيها مناظره اياها بشك :

- عملتي مصيبه صح؟

نفت لها ليان برأسها بسرعه

- اومال؟

ثواني وشهقت لليان قائله:

- اوعي تكوني دخلتي المطبخ تاني؟

نظرت لها الاخرى بأنزعاج تزامناً مع نفيها برأسها

تنهدت لليان براحه مغمضه عيناها قائله :

- طب الحمدلله..اومال في ايه ؟

- احلفي الاول و هقولك

اغمضت لليان عيناها بنفاذ صبر ثم دفعتها لثالث مره و لكن هذه المره بقوتها لان في المره الاولى و الثانيه كانت تدفعها بخفه دون استعمال كامل قوتها حتى لا تؤذيها دون قصد فهي تعلم ان بنية اختها رقيقه و الهشه أو هي من تراها هكذا بسبب خوفها الشديد عليها ، شاقة طريقها تجاه غرفة اختها بخطى سريعه لتعلم ما الذي تخفيه..، فتحت باب الغرفه بهجاميه ؛ عندما رأت ما تخفيه اختها احتدت معالم وجهها ناظره لاختها ليان التى ابتلعت ريقها بصعوبه بسبب نظرات لليان لها مخفضه رأسها للاسفل كالطفله التى توبخها والدتها بسبب خطأ ارتكبته..

وجهت لليان نظرها للذي يجلس في الداخل مره أخرى و مازالت حدة ملامحها كما هي :

- انت بتعمل ايه هنا ؟

استقام الاخر ليبرر لها سبب وجوده و لكن قاطعته لليان بأبتعادها عن الطريق وهي تشاور له بيداها للخارج قائله ببرود :

- تقدر تتفضل

احتل الحزن ملامح الاخر مخفضاً رأسه خارجاً من الغرفه ساحباً خلفه حقيبته ذاهباً تجاه باب المنزل ، لحقته ليان بعدما القت على لليان نظرت عتاب و لوم و ذهبت ؛ تاركه خلفها الاخرى تنظر لمكان اختها الفارغ و هي شارده في نظارات اللوم التى كانت تلقيها عليها، و كل ما يدور في رأسها سؤال واحد فقط...أبعد كل ما حدث تأتي و تلقي اللوم عليها ؟!...

- استنى يا مالك

تحدثت ليان تزامناً مع مسكها ليده مانعه اياه من الذهاب ثم اكملت قائله :

- متمشيش خليك هنا

ابعد مالك يداها و قام برسم ابتسامه صغيره :

- لا مفيش داعي كفايه لحد كده مش عايز اعملكو مشاكل و بعدين مش عايز ابقا حمل عليكم

- حمل علينا! ايه اللي انت بتقوله ده يا مالك انت اخونا و مفيش بنا الكلام ده

اتسعت ابتسامة مالك من ما سمعه من اخته الكبرى ليان ، فقام بالمسح على شعرها قائلاً :

- ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي

تنهد ثم قال مكملاُ :

- بس انا مضطر امشي برضو..مش عايز اعملكو مشاكل ، خليكي بالك من نفسك و من لليان و ابقي طمنني عليكو على طول

انهى حديثه و كاد ان يذهب ولكن امسكت الاخرى يده مره اخرى لتوقفه متسائله:

- طب هتروح فين؟

تحدث مالك يطمأنها :

- هتصرف و اشوف حد من صحابي ابات عنده يومين لحد ما ادبر حالي..مش عايزك تقلقي انتي بس و ركزي في دراستك و متشغليش بالك بيا انتي في اخر سنه خلاص و هتتخرجي قريب

ختم حديثه بأبتسامه حنونه و استدار و كاد ان يذهب و لكن اوقفته ليان مره اخرى قائله:

- طب متخليك هنا..ده حتى بيت اخواتك و اهو اولى من الغريب

- مش هينفع عشان لليان مش متقبله وجودي

- خليك بس انت و انا هكلمها

تنهد مالك من اصرار اخته ثم اومأ لها بالموافقه ، ابتسمت الاخرى بسعاده قائله :

- روح بقا اقعد هناك و انا هروح اكلم لليان

كانت تشير على الاريكه التى تتوسط غرفه المعيشه ، من ثم تركته ذاهبه الى اختها

دخلت ليان غرفتها لترى اختها اذا كانت مازالت هناك ام لا ، و بالفعل رأتها تجلس تتوسط سريرها كما توقعت

ذهبت ليان و جلست بجانب اختها قائله بعتاب :

- ليه عملتي كده يا لليان؟ ده اتخانق مع امه و سايب البيت بسببنا و معندوش حته يروحها

نظرت لها لليان ببرود قائله بنبرتها البارده المعتاده:

- و احنا مالنا برضو..محدش ضربه على ايده و قاله اعمل كده و بعدين هو مش عيل صغير وعارف بيعمل ايه كويس متجيش تمسحيها فينا و تقولي بسببنا و مادام معندوش حته يروحها كان ساب البيت ليه

- ازاي بتقولي كده يا لليان اومال احنا روحنا فين! مش المفروض ان احنا اخواته و ان بيتنا يكون مفتوحله طول الوقت و نكون ملجأه الوحيد من بعد اهله

تحدثت لليان بنفس نبرتها السابقه :

- و المفرود عند المكوجي مش عندنا

انهت حديثها بأتسامه سميجه ، فتحدثت ليان بنفاذ صبر :

- لليان انا مبهزرش!

تحدثت لليان و هي تشير على وجهها :

- و انتي شيفاني بهزر؟

ضغطت ليان على شفتاها السفليه بغيظ بسبب افعال اختها ، ثم اغمضت عيناها لتتمالك نفسها و رجعت فتحتها قائله بهدوء:

- على فكره هو مكنش هيجي و مكنش راضي ييجي اساساً عشان عارف انك مش مرحبا بيه

- اومال ايه اللي جابه ؟

تنهدت ليان قائله وهي تلعب بيداها :

- انا اللي اتصلت بيه و قولتله ييجي و لما رفض قعدت اتحايل عليه لحد موافق ييجي و لما جه قعدنا انا و هو نكلم مع بعض شويه بس مرضاش يحكيلي ساب البيت ليه..لما سألته لقيته توه الموضوع فعرفت انه مش عايز يحكي فسبته براحته و مسألتوش تاني و قعدنا نهزر و....

صمتت ليان فجأه ثم وجهة نظرها لأختها رافعه طرف شفتها بحنق و هي تناظرها بتضايق قائله :

- لحد ما وحده غتيته و بارده معندهاش زوق كده جت كسرت بخاطره

نظرت لليان لها بأستنكار و هي تشاور على نفسها فهي تعلم انها تقصدها من ثم ضحكت بعدم تصديق و كادت تتحدث لكن قاطعتها ليان وهي تترجاها ممسكه بيداها :

- وافقي يا لِيلِي بالله عليكي هو مالوش حد غيرنا يلجأله..والله مالك مش وحش يا لليان مالك غير امه و بابا نهائي مالك طيب و بيعتبرنا اخواته بجد صدقيني

ظلت لليان تناظرها بهدوء و الاخرى تبادلها برجاء ، وجهة لليان نظرها للجهة الاخرى و هي تتأفف بضجر تزامناً مع ارجاعها لشعرها بيداها للخلف ، ثم اشارت بيداها في الهواء امام وجه ليان بمعنى افعلي ما تشائي ، هنا ابتسمت ليان بسعاده تزامناً مع قفزها على لليان تغمرها بالاحضان من شدة فرحتها

كان مالك يتوسط الاريكه و ليان ولليان يقفان امامه ليان تنظر له و ابتسامه واسعه تحتل وجهها و لليان ملامحها لا توحي بأي مشاعر فقط تقف بجانب اختها مكتفه ذراعيها و هيتتأفأف بملل ؛ فتحدثت ليان محدثه مالك لتقاطع هذا الصمت بعدما لاحظت توتر مالك الذي بدأ يظهر عليه من هذه الاجواء :

- بص انت من هنا و رايح هتنام في اوضتي

وجهة لليان نظرها لأختها بسرعه البرق مع انكماش ملامحها بأستغراب من ما تقوله ؛ فقال مالك متسائلاً:

- طب و انتي ؟

ابتسمت ليان بأتساع و هي تتشبث في ذراع لليان قائله :

- هنام مع لِيلِي

رفعت لليان طرف شفتيها العلويه بأستنكار قائله برفض:

- مع مين يختي! و انا مالي هو انتي تروحي تضحي و تيجي على قفايا انا...ما تخليكي في اوضتك

تحدثت ليان من تحت اسنانها تزامناً مع نغزها لأختها بمرفقها :

- و مالك يالِيلِي هينام فين

فردت عليها لليان مجيبه ايها وهي تنظر اليها بأستغراب من سبب نغزها لها هكذا:

- مينام على الكنبه

جزت ليان على اسنانها قائله و هي تبرق لها بعيناها تزامناً مع قرصها لها في الخفاء حتى تفهم :

- ازاي يا لِيلِي دي الكنبه صغيره عليه مش هيعرف ينام

رفعت لليان حاجبيها بأستغراب من نظرات اختها وافعالها تلك ، فقالت و هي تزيح يداها التي تقرصها بها :

- بطلي قرص فيا بقا...و بعدين يبقا يدلدل رجله و هيعرف ينام مرتاح

تحدثت ليان بنفاذ صبر من غباء اختها قائله :

- لاء هو لما ينام في اوضتي هيبقا مرتاح اكتر

نظرت لليان لاختها و هي تجادل فيها قائله:

- طب على فكره بقا سريرك انتي كمان هيبقا صغير عليه و هينام و رجله مدلدله فدلدله بدلدله بقا خليه ينام على الكنبه مش هيخسر حاجه ولا انتي عايزه تلزقي فيا و خلاص

نظرت ليان لأختها بأنزعاج ثم و بدون سابق انذار قامت بقرصها ذراعها من ما جعل لليان تأن بألم و هي تنظر للأخرى بشر ، فتحدث و هي تمسح مكان ضربت الاخرى:

- طب ايه رأيك بقا ان انتي اللي هتريحي ( هتنامي) على الكنبه انهارده

انهت لليان حديثها ثم ذهبت راكضه الى غرفتها حتى تدخل و تغلق الباب من الداخل و تمنع ليان من الدخول ، اما ليان طلت واقفه لثواني لتستوعب ما قالته الخرى قبل ان تركض خلفها لتلحقها لانها ادركت للتو ما ستفعله..

كل هذا تحت انظار مالك الذي كان يحاول بكل جهده ان يكتم ضحكته من افعال اخوته هذه فهم يبدو كالطفال يكاد يقسم الان ان اخته الصغرى التى تبلغ التاسعه من عمرها انها عاقله عنهم قليلاً ، و لكنه في النهايه فشل في ذلك و اطلق صراح ضحكته التى رن صداها المنزل مع طراقات ليان لباب الغرفه و هي تترجا اختها ان تفتح

********************************

- هو احنا كده مفتريناش عليه ؟

تحدث متسائلاً و هو ينظر لاخويه ، فرد عليه احداهم ببرود و هو يفرد اقمام قميصه عادلاً ايها بشكل منظم:

- ده اقل واجب نعمله معاه ده يحمد ربنا انه خرج من تحت ايدنا عايش..لولا عياله كان زمان روحه دلوقت عند اللي خلقها

- على رأيك

قاطعهم اخيهم الاكبر و هو يعدل من هيئة شعره المبعثر بيده قائلاً لأخويه الذين يسيرون خلفه ببسمته البارده المعتاده :

- عايزكو تجهزوا للعمليه اللي جايه...

.
.
.

__________________________________

بتمنى الفصل يكون عجبكوا ♡.

دمتم سالمين يا حلويات 💕.

__________________

- بقلم / چايلين .

Continue Reading

You'll Also Like

180K 5.5K 46
شروق : اصل مقولتلكش الاوضه زى ما تقول كان بيسكن فيها معيز وبقر ومعفنه فقولت انضفها آدم لنفسه : بيسكن فيها معيز والله المعيز مبقتش بتسكن فيها غير دلوق...
4.1M 261K 100
What will happen when an innocent girl gets trapped in the clutches of a devil mafia? This is the story of Rishabh and Anokhi. Anokhi's life is as...
1.3M 115K 42
✫ 𝐁𝐨𝐨𝐤 𝐎𝐧𝐞 𝐈𝐧 𝐑𝐚𝐭𝐡𝐨𝐫𝐞 𝐆𝐞𝐧'𝐬 𝐋𝐨𝐯𝐞 𝐒𝐚𝐠𝐚 𝐒𝐞𝐫𝐢𝐞𝐬 ⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎⁎ She is shy He is outspoken She is clumsy He is graceful...
15.3K 126 24
Annalei Fantilli is Adam Fantilli's twin sister and younger sister of Luca Fantilli. She goes to Umich the same year as Adam and quickly becomes frie...