الفصل الخامس

205 9 1
                                    

يجلس على الكرسي امام مكتب رئيس المباحث بملامحه البارده و هدوئه المعتاد و يجيب على كل سؤال يُلقى عليه

- يعني هو اللي حاول يتعدى على موظفتك و انت دفعت عنها

كان هذا الشرطي يوجه حديثه لأيهم الذي هز رأسه بالإيجاب كرد لسؤال الاخر

فهمهم الشرطي ثم قام بمنادات العسكري ليدخل ، فأمره قائلاً :

- دخلي الواد اللي بره

- امرك يا باشا

قالها العسكري ثم خرج و جعل الشاب يدخل كما امره الاخر ثم اغلق الباب

اقترب الشاب و وقف امام مكتب الشرطي و هو مُطأطأ الرأس ناظراً للأسفل ، فتحدث الشرطي بصوته الحاد و هو يوجه حديثه للشاب :

- احكيلي بقا اللي حصل

رفع الشاب رأسه و كان التوتر ظاهر بوضوح على معالم وجهه ، ابتلع ريقه ثم بدأ يقص له ما حدث بصوت جازف في اخراجه ثابت دون ان يظهر عليه توتره :

- انا و رامي اللي هو صاحب العربيه كنا في طريقنا عادي بس رامي من غير ميقصد موبيله فلت من ايده و وقع من الشباك ، فوقف العربيه عشان ينزل يجيبه و قبل مينزل فجأه حسينا بعرابيه خبطت فينا من ورا ، فنزل رامي عشان يشوف فيه ايه لقيت البنت اللي كانت بتسوق العربيه اللي هي خبطت فينا بتقرب من رامي وهي متعصبه و قعدت تزعق فيه و كانت هترفع ايدها عشان تضربه بالقلم لكن رامي لحقها و مسك ايداها قبل متعملها و كان لسه هيكلم عشان يوقفها عند حددها لكن جه الاستاذ *كان يشير على أيهم بيد مرتجفه دون ان ينظر له خوفاً منه* ده و بدأ يضرب فيه جامد لحد ما لقيت رامي اغمى عليه من كتر الضرب ، روحت مسكت التليفون و اتصلت بالاسعاف و بالبوليس عشان يلحقونا قبل ما الموضوع يكبر ،و لما قفلت التليفون و جيت ابص عليهم تاني لقيت البنت مشيت و هو واقف مكانه زي ما هو و باصصلي

كان الشرطي يسمعه بتركيز ،و أيهم كان ينظر له ببرود ثم ابتسم بسخريه عندما انهى الاخر حديثه قائلاً و هو يضع يده اسفل ذقنه :

- بجد والله كل ده حصل

ثم تحدث الشرطي قائلاً للشاب :

- و البت لما كانت بتزعقله كانت بتقول ايه ؟

تحدث الشاب بعدما بلع ريقه للمره المئه :

- معرفش يا باشا مكنتش سامعها عشان كنت قاعد في العربيه و هما كانو وقفين بعيد عنها

همهم الشرطي يمثل الاقتناع بحديثه ثم قال له مره اخرى :

- و يا ترى لما شوفت صاحبك رامي ده بيضرب منزلتش و دفعت عنه ليه ؟

- كنت خايف

قالها الشاب بتلعثم و هو يخفض بصره للأرض

كاد الضابط يتحدث و لكن قاطعه صوت الباب و هو يفتح بهاجميه دون طرق مما جعل كلاً من في المكتب ينظر تجاه الفاعل ، و عندما نظر أيهم وجد رجل ضخم البنيه طويل القامه عريض الاكتاف صاحب جسد رياضي و ملامح وجهه الحاده ظاهر عليها الغضب، و عرف انه في منتصف عمره اي في نفس عمر والده تقريباً عندما لاحظ الخصلات البيضاء التي تحتل شعره و الكثير منها في لحيته المنظمه ، دخل هذا الرجل بخطوات منتظمه و مسرعه ..و يتبعه دخول فتاه خلفه ؛ عقد أيهم حاجبيه بأستغراب و هو ينظر للفتاه هامساً :

عــشـــــق آل جـــــبـران "عندما يجمعنا القدر صدفه"Where stories live. Discover now