شمس أوستن

By 4BOUNA

35.8K 2.4K 1.2K

لَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح... More

المقدمة
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوّج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي ، لكن ..
الفصل السادس : لن اخسر ، سوف اتسلق !
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه !
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية !
الفصل التاسع : الارشيدوق
الفصل العاشر: أميرة عالقة
الفصل الحادي عشر: قرار ترحيل
الفصل الثاني عشر : سيدي حامل السيف المقدس
الفصل الثالث عشر : ابكي بشكل جميل !
الفصل الرابع عشر : مهمة زوجتي العزيزة
الفصل الخامس عشر : مُلاحِقَةُ الثّنائيات !
الفصل السادس عشر : أنا اعرفك !
الفصل السابع عشر : حفلة الشاي
الفصل الثامن عشر : كانت كذبة!
الفصل التاسع عشر: استمتعي بالبكاء ، سينا!
الفصل العشرون: لحن آخيليس الحزين
الفصل الحادي و العشرون : مظهر جديد
الفصل الثاني و العشرون : مجدداً و لكن
الفصل الرابع و العشرون : حربُ الأفئدة
الفصل الخامس و العشرون : تمثيل!
الفصل السادس و العشرون: ما أريد و ما يجب!
الفصل السابع و العشرون: بداية جديدة
الفصل الثامن و العشرون : كل شيء و لا شيء!
الفصل التاسع و العشرون: أنا معجبٌ بك!
الفصل الثلاثون : العدو الأكبر
الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك
الفصل الثاني و الثلاثون: أفرغي قلبك لي، سينا
الفصل الثالث و الثلاثون : ضائع
الفصل الرابع و الثلاثون: توقعات بلهاء!
الفصل الخامس و الثلاثون: القرار
الفصل السادس و الثلاثون: لا شيء كالحلم
الفصل السابع و الثلاثون: أحبكِ!
الفصل الثامن و الثلاثون: خبئني!
الفصل التاسع و الثلاثون: المسني لتعرفني!
الفصل الاربعون: قبلني كيران!
الفصل الحادي و الأربعون: المصمم الأفضل على الإطلاق
الفصل الثاني و الاربعون : موعد كزوج و زوجة.
الفصل الثالث و الاربعون: الطريقة لقتل روح
الفصل الرابع و الاربعون : لأنكِ سيناي.
الفصل الخامس و الأربعون: مجرد امرأة.
الفصل السادس و الأربعون: حياة سابقة؟
الفصل السابع و الأربعون : دعيني أتركك.

الفصل الثالث و العشرون : ذلك اليوم من الصيف الحزين

361 39 20
By 4BOUNA

الاحتفالات بالذكرى السنوية للتتويج بدأت و الوفد الملكي الذي رافق الأميرة ديانا حط رحالة على أراضي الإمبراطورية قبل يومين ، ديميتريوس كان سعيداً بلقاء صديقة طفولته ،الشابة الجميلة  قدمت بالنيابة عن والدها لحضور الاحتفال و المباركة إلى جانب الانتهاء من بعض الأمور الشخصية السرية

مرت ساعتان على انتصاف النهار عندما  توقفت عربة فاخرة أمام محل مشهور للفساتين في أحد أشهر شوارع العاصمة ثم ترجلت المرأة الشابة  من العربة  بخطى متناسقة

 يداعب النسيم  خصلات شعرها البني بينما تطالع بعيونها الخُضر المحل و تعرض أمام ناظريها كل ذكرى سابقة تربطها بالمكان.

" سيدتي "

رفعت لويز رأسها و تنظر إلى صوفيا الواقفة أمام الباب

" لديك زوار "

" طلبت إلغاء جدول اليوم "

" بلى فعلت لكن هؤلاء قدموا فجأة "

تجعدت جبين لويز

" من هم ؟ "

سألت لويز عندها تنهدت صوفيا ثم باعدت شفتيها

" لويز! "

رفعت لويز يدها تستوقف المرأة الشابة التي تهرول نحوها باسطة ذراعيها تقول مهددة :

" لا تجرئي على التفكير في ذلك حتى! "

توقفت المرأة مكانها ثم ابتسمت

" لم تتغير قط "

كتفت لويز ذراعيها أمام صدرها

" نحن لسنا مقربين حتى، ما الذي أتى بك؟ "

" أوه! لويز هذا تصرف لئيم منك "

" عزيزتي، أنا دائما لئيمة ، انت أدرى بذلك حق الدراية "

عبست ثم وجهت نظرها الى مدخل القاعة حيث يقف ديميتريوس

" كنت فقط اطلب أن تنضم الي في هذه الجولة "

تقترب منه و تمسك يده تضيف ببراءة :

" أنا لا افهم لما تعاملني هكذا ، لويز تجرح مشاعري "

" ديانا ، لقد أخبرتك من قبل ، لم تعد حارستي الشخصية بعد الآن "  

" ما يقوله صحيح .." علقت لويز " أغربا! "

" مهلا لحظة! .. "

غرقت زوايا فمه ديانا عميقا في خديها

  " اذا الآن انت بمثابة عامي وضيع المستوى؟!"

على صدى صوت طقطقة حذاء ديانا و هي  تتردد  في القاعة جيئة و ذهابا مفكرة ثم توقف فجأة عندها باعدت شفتيها تقول  بثقة :

" بصفتي الأرفع شأنا آمرك بحمل سيفك و امساك قبعتي الغالية حالا أو .."

ضحكت بعجرفة تتبع :

" سوف اقدم شكوى .. انت لا تحبين أن تتم معاقبتك، سيكون والدك خائب الظن حقا إن سمع بذلك بعد كل هذه السنوات"

تنظر لويز إلى قبعة ديانا الارجوانية المزينة بالريش ثم ترفع رأسها، تتنهد ثم تخطو خارج قاعة الاستقبال ، وتتخطى السلالم بعدها  تدخل غرفة المكتب

تنظر الى السيف المعلق على الجدار و تتمتم :

" ستكون هذه الأخير، أعدك "

علقت لويز السيف على خصرها ثم جمعت خصلات شعرها و قامت بربطه بإحكام

" سيدتي ؟! "

نظرت صوفيا إلى مظهر سيدتها بعيون متسعة متفاجئة و راقبتها تقوم بارتداء حذاءها الجلدي الطويل  

" اعتني بالمتجر في غيابي، حسنا؟ "

 اومئت صوفيا برأسها 

" أنا لا أريد الخوض مع ديانا في نزاع ، لست أدري ما تريد الوصول إليه ولا اهتم على أي حال كل ما أريده هو جعل فمها يبقى مغلقا "

أغلقت أزرار السروال الاسود الجلدي و القميص الابيض الفضفاض تتبع :

" لأنه من الصعب إقناع والدي حتى إن كنت غير مذنبة "

قررت لويز أن تكون شخصها الثاني، المرأة الحارسة صاحبة السيف ، الشخصية التي أجبرت على أن تكونها، بعد أن تخطت عتبة الباب 

" سيدتي! لم أرك منذ وقت طويل "

استقبلت أذنها صوتا مألوفا ، فالتفتت نحوه بلهفة ، ابتسامة واسعة زينت ثغرها و هي تنظر إلى ملامح الوجه المألوفة

" روميو! "

إنه حتما شخص منحها ذكريات جميلة حتى تبتسم في وجهه بنقاء و صدق ، شخص ما هي ممتنة لوجوده في حياتها

" أرجو أن تكون بصحة جيدة "

روميو و لويز جمعتها صداقة قوية في الماضي ، تشارك الاثنان نفس التجارب تقريبا ، عندما كان روميو يقف بجانب الأميرة ديانا كانت لويز تقف بجانب الأمير المتوج ديميتريوس

 كان لكليهما نفس المشاعر تقريبا و المحن العصيبة ، كلاهما حمل السيف في سن صغيرة جدا ، كانا يجتمعان في بعض الأحيان للتذمر من سادتهم

 روميو كان مجرد عامي حالفه الحظ كما يقال و لويز كانت امرأة لا تستحق ، كان ذلك سببا كافيا لعدم الاعتراف بكليهما لكنهما لم يستسلما ، النظرات المستحقرة و الساخرة أصبحت اعتيادية جداً بالنسبة لهما

" سمعت أن عقدك انتهى ، هل هذا صحيح ؟ "

سأل روميو

" ماذا عنك ؟ هل فكرت في ذلك من قبل ؟ "

" بلى فعلت ، اعتقد أنني سأنسحب عندما تتزوج سموها "

" جيد "

" وما الذي تخطط لفعله بعد ذلك ؟ "

" أفكر في السفر الى الجنوب و الاستقرار هناك، جدتي ستحب ذلك، اعتقد انه القرار الافضل و- "

" روميو! "

سحبته لويز نحوها فجأة ثم رفعت يديها لتغطية رأسه

قبل لحظات عندما رأت لويز أحد الباعة يحمل ثلاثة صناديق مكدسة فوق بعضها يمر بجانبهم  ولمحت أحد الصناديق الخشبية يتزحزح و ينذر بالسقوط، تصرفت لكنها لم تدرك أن تصرفها المفاجئ أشبه  بزوبعة عصفت داخله

" كان ذلك وشيكا ، هل انت بخير ؟ "

روميو الذي احتبست أنفاسه و احمرت اذناه ينظر بعيونه الزُّرق الصافية الجاحظة  

" أ-أنا .. "

تلعثم ثم ابتلع اللعاب

" أنا .." اشاح ببصره بعيدا  " نعم، بخير "

" جيد "  نظرت لويز إلى صاحب الصناديق تقول : "سيدي أرجوك كن حذراً "

خفض البائع رأسه  و انحنى  معتذرا

" أرجو المعذرة "

" لا عليك "

رد روميو ثم التفت نحو لويز يقول :

" من الصعب التحكم في الأمور وسط هذا الحشد الغفير "

" انتما! "

صرخت ديانا

" اين صاحب الجلالة ؟! "

عندما تحدثت ديانا فُتحت عيون لويز على نطاق واسع و جابت بناظريها الوسط من حولهم

 الموقف ذاتها لكن المكان مختلف ، أُنعشت ذاكرتها بذكرى سوداء كئيبة اخترقت ذهنها ، ذلك اليوم من الصيف الحزين ،.تتذكر بالضبط آخر مرة فقدته فيها وعندما عثرت عليه ..

دق قلبها ناقوس الخطر و شعرت بأنفاسها تسحب

 كان غارقاً في الدماء!

لا تزال صورته على تلك الحال المزرية طريح الأرض تعرض أمام ناظريها   

تشوه الوسط من حولها و اختلطت الأصوات، تنظر إلى اليدين اللتين حملت جثته سابقا ، اليدين اللتين خيل لها تلطخهما بالدماء، الصوت الحاد في ذهنها يوبخها بشدة

[ عديمة الفائدة! ]

  تبكي بحرقة جاثية على ركبتيها و جبهتها ملتصقة بالأرض الباردة ، تردد :

[ أنا آسفة ، أنا آسفة ، آسفة .. أنا آسفة .. ]

 عندما نفذت دموعها جلست على الأرض ممسكة سيفها  و شفرته على رقبتها ، دون تردد، كانت تفضل أن تقتل نفسها على أن تسمع صوت والدها يدلي موافقته على وضع حد لحياتها خاصة بعد ما قاله ، صوته الصارم يقول :

[ إذا مات .. أنتِ ميتة أيضا  ]

أصبح كابوسها الأبدي

[ لا تمت! أتوسل اليك لا تمت .. لدي أحلام .. أريد أن أرى الجانب الخارجي ]

يرتعد جسدها بشدة و تصطك أسنانها بعنف ، ابتلعت لويز اللعاب بتوجس ثم التفتت نحو روميو، فهم ما تقوله نظراتها ، أومأ برأسه

" حسنا "  

تراجعت لويز خطوة نحو الخلف

" أنا اعتمد عليك روميو "

بعدها استدارت تركض مخترقة الحشد دون وجهة محددة

بينما كانت تسير متجهة إلى غرفتها رأت أحد الخدم يقف أمام جناح كيران ، تقترب

" هل هناك خطب ما ؟ "

" سيدتي ، لا أحد يجيب وأعتقد أنه ليس تصرفا صائبا الدخول دون الحصول على إذن "

"حسنا "

فتحت سينا الباب ثم سمحت للخادم بالدخول ، وضع الصينية على الطاولة ثم انصرف 

تنظر سينا حولها ، جو غرفة المكتب الهادئ المعتاد، خفضت نظرها  و حدقت مدققة عندما اكتشفت وجوده، ممدد على الأريكة و مغمض العينين

أدركت أنه كان مستهلك القوى تماما حتى يسقط نائما هكذا على الأريكة ، تساءلت عن منذ متى و هو نائم على هذه الحال بينما تقترب

   تدنو منه و تقوم بإبعاد خصلات الشعر المتساقطة على جبهته بحذر

أليس هذا كثيرا على إنسان؟

فجأة! فتحت العيون الزرقاء فزعة  باتساع

" لا بأس أنها أنا "

" سينا؟ "

هدأ من روعه عندما اكتشف ملامح زوجته

فرك كيران عينيه الناعستين ثم اعتدل جالسا على الأريكة

"هل هناك مشكلة؟ "

" لا ، فقط القهوة التي طلبتها "

أخذ لحظات من الوقت جالسًا دون أن يفعل أي شيء، ينظر إلى الأرض بعيون ناعسة ، يتثاءب تارة

" هل تفتقد شيئا؟ "

 سألت سينا فنفى كيران برأسه ، كان واضحا أن حواسه لا تزال فاترة و في حالة سبات ،احبت سينا خدوده الحمراء و أذناه التي جعلته يبدو ظريفا

" كيران ، أعتقد  أن عليك الحصول على  قسطٍ من الراحة "

رفع رأسه يبرر بهدوء عابسا

" لكن لا يزال لدي بعض الأمور  التي يجب علي التعامل معها "

هل أخذ كلامي كأمر؟!

" بعد ذلك إذا، حسنا؟ "

اومئ برأسه  

لا  أصدق أنه أخذ كلامي كأمر حقا !  لم أختبر هذا الجانب منه، هذا الجانب اللطيف عندما يستيقظ من نومه، يبدو تماما كطفل مسالم و هادئ ثم فجأة يصبح عنيدا و غاضباً

راقبته يسير باتجاه غرفته ثم إلى المغسل يغسل وجهه و يجففه بعدها يعود للجلوس على كرسي مكتبه

يمسك فنجان القهوة و يرتش منها بهدوء ، شاهدته سينا يفعل ذلك تتساءل :  

 لماذا هو دائما هادئ جدا؟

أرادت كسر الصمت السائد بشدة والحصول على فرصة للتحدث ، كانت تعتقد أن كيران ربما يكون مكتئبًا بسبب ضغط العمل الذي يتعين عليه القيام به

 استقامت من مكانها و جلست على الكرسي بجانب مكتبه ، تنحنحت ثم أشارت إلى الفنجان تقول :

" هل طلبتها بالسكر ام علي وضع أصبُعكَ فيها؟ "

تجعدت جبينه، فصل كيران شفتيه

"  ما الذي يعنيه هذا ؟  "

سأل باستغراب

"  أعني إن وضعت إصبعك فيها ستصبح حلوة المذاق، هل فهمت؟ "

" لا! " صاح " أنت .. سيحترق!  لماذا تريدين فعل هذا بي؟ "

تنهدت " انسى الأمر ، غلطتي "

وقفت  من مقعدها

 " سأغادر الآن، حتى تتمكن من إنهاء عملك "

جرَّت سينا خيبتها خلفها تسير باتجاه الباب ، تتبع كيران بناظريه خطواتها  إلى أن خرجت

"بدت مستاءة .. "

تمتم يتساءل :

"هل قلت شيئا لم يكن يجدر بي قوله؟! "

لماذا ؟! لماذا يجب أن أعيش هذا الكابوس دائمًا؟

تركض لويز مسابقة الرياح ، ذهن مشوش ، قلب مسعور و أنفاس حارة

 لماذا أنا .. خائفة! دائماً .. إنه يقتلني ، أنا .. أريد أن أشعر بالأمان ، لماذا أنفاسي دائمًا-

اصوات كثيرة من حولها ، لا أحد مهتم لحال المرأة الواقفة وسط الحشود، ذلك حتما ليس مكانا لتمثيل دور الصنم

يشتمون و يدفعونها بأكتافهم بلامبالاة فترتد كورقة شجر في مهب الريح

 الشمس على وشك تسليمها زمام الأمور للقمر ، تُلوح من الأفق البعيد مودعة قبل أن تخلد إلى النوم ولا يزال سموه مفقوداً، و لويز عبدة لأفكارها  

 لماذا ؟!

 أريد أن أكون أنا .. وحدي!

لماذا له؟!

لماذا هو دائما؟!

حررني من هذا يا إلهي أرجوك! 

دعني أكون امرأة عادية

إلهي أنه يجعلني أجن!

" لويز؟ "

ومضت عيناها تسمع خفق قلبها يدب بعنف في أذنيها

ديمي-

تستدير نحو  مصدر الصوت ، جفون مثقلة بالدموع ، أطالت لويز النظر في شخصيته الواقفة ، رفض عقلها في لحظة ما من الزمن التصديق ، القوة التي كانت في ساقيها شفطت لكنها عارضت الرغبة في الانهيار و خطت

 تقترب  منه بخطى ثقيلة كما لو أنها تحمل السماء على كتفيها ثم توقف على بعد خطوة واحدة فقط، ارتفعت يدها المرتجفة  تتلمس وجهه ، كانت بحاجة لذلك ، التأكد من أنه حقيقي و يقف أمامها الآن  

" ما الخطب ؟ "

أمسك يدها المستقرة على خده و ينظر بعينه الرماديتين المحتارتين ، الالم  ينخر عظامها من الركض المطول و الرجفة في ساقيها

لماذا.. أشعر بكل هذا الضياع يا إلهي؟ أنا أريد أن أرسو!

" لويز ؟ "  

ايقظ صوته عقلها عندها سحبت يدها فجأة  فانفلتت من خاصته

" أين كنت؟! " صرخت " هل تعلم كم كانت الأميرة قلقة عليك!"

لكمت صدره تصرخ  في ثوران

" تتصرف بتهور هل تعتقد أن التجول وحدك آمن إلى هذا الحد؟! "

" لويز مهلا! " 

حاولت امساك يدها و تهدئتها لكنها صرخت في وجهه  

" لا تلمسني! "

جفل ديميتريوس

" أنا .. أنا فقط ، أردت أن .. أنتِ تحبين تجميع هذه" 

اسقطت لويز نظرها تنظر إلى العِقد بين يده ثم ارتفع حاجباها "  هذا ما جعلك تتخلفُ عنا ؟! " 

" أجل أنا- "

فجأة! خطفت لويز عقد الصدف من يده و رمته في البحيرة

" لويز! "

صاح و قبل أن يتمكن من إضافة كلمة امسكت لويز ذراعه بخشونة  

" الآن ستعود معي " 

 سحبته خلفها ، بقي نظر ديميتريوس عالقا على البحيرة، ينظر بخيبة عابسا إلى أن اختفت خلف الزحام

( أمسية اليوم التالي )

الحفل الملكي يستأنف رسميا الليلة ، العديد من الأسماء الثقيلة ستكون حاضرة، الملوك ، الزعماء و القادة العسكريين  وهذا يجعلني أشعر بالتوتر قليلاً لأن المزيد من الناس سيعرفون أنني زوجة بروسبر كيران كينجي.

" و الآن .. "

سحبت سينا نفسا عميقا ثم زفرته تتمتم :

" لنضع احمر الشفاه  هذا بشكل جميل "

استغرق الأمر وقتًا طويلاً لجعل شعري بهذه الانسيابية  لكن النتيجة  تستحق ذلك العناء

الخصلتان الجانبيتان المتدليتان مزعجتان  لكن ماري قالت أن علي أن أكون صبورة

 الفستان و الزينة من اختيارها أيضا ، قالت إن علي فقط أن اثق بحسها الجمالي أيضا

" نعم يا هذه! "

وضعت سينا احمر الشفاه جانبا تنظر إلى انعكاسها على المرآة  بإمعان مدققة

" آه! سينا! " شهقت بدهشة و فغرت فمها  " أصبحت جميلة جدا يا فتاة " تلف خصلة الشعر الجانبية خلف أذنها " يمكنك القتل بجمالك هذا "خاطبت انعكاسها على المرآة " انت رائعة ، تطلقين النار بهذه النظرات" تأفف  تقول : " لا زلت لا افهم ، كيف ترك موريس هذا الجمال الفريد ، هذا الجمال المبارك "

قبلت صورتها على المرآة  تهمس متوعدة :

" سأسلبك عقلك يا هذا، اجعلك تفكر في خسارتك الف مرة "

بعدها رشت من زجاجة العطر الحلو خاصتها

في تلك الأثناء ارتفع صوت طرقتين متتابعتين على باب الغرفة جذب انتباهها

" أدخل "

قالت ثم راقبت سينا الباب يفتح تدريجيا

" كيراني! "

زوجها الذي كان يقف مرتديا زيه العسكري و شعره الاسود مصفف نحو الخلف تتدلى منه خصلتان عنيدتان على جبينه  

" أرجو المعذرة، اعتقدت أنك أنهيتِ "

 همَّ كيران ينسحب للمغادرة لكن سينا استوقفته

" هلاَّ تقترب ؟ "

اغلق كيران الباب خلفه ثم خطى نحوها عندها وقفت سينا

" لست ادري ما الهدف من قطعة الحرير هذه التي وجدتها مع  الفستان لكنني لن أنكر أنه قد أحتاجها لذلك .. هل يمكنك الاحتفاظ بها من أجلي؟ "

"  بالطبع "

ابتسمت سينا ثم قامت بطي قطعة القماش الصغيرة ودسها في الجيب على صدره

" سوف انتظر في الأسفل لكن قبل ذلك، هل يمكنن ان اعرف بالضبط كم ستستغرقين من الوقت مجدداً"

" يا نبض قلبي ، هذه الحفلات مثل الحروب ، لن تذهب إلى الحرب بدون سلاحك أليس كذلك؟ "

رفع كيران حاجبه

" و سلاحك هو أحمر الشفاه؟  "

ابتسمت سينا

" بالضبط "

بعدها  فكرت للحظة ثم باعدت شفتيها تقول :

" خمس دقائق "

" اذا سننتظر ساعة أخرى؟ " رد كيران مازحا

" لا، أعدك ، فقط خمس دقائق، لا أكثر "

بعد دقائق معدودة من مغادرته غادرت سينا الغرفة أيضا و اتجهت إلى السلالم حيث يقف أسفلها

تتحرك حدقتاه ببطء تتبع تحركها  ،كيران راقب كل خطوة تخطوها سينا نزولا من السلالم إلى أن توقفت فجأة  في المنتصف لحظة انتباهها لوجوده عندها شاهدته  يسير مقتربا منها تهمس:

" أتدري، لا يزال من الصعب تصديق أنك زوجي حقًا"

" أعلم كما أعلم ايضا أننا متأخرون كثيراً "

" أوه! نعم ، آسفة .. " امسكت بطرفي الفستان الطويل تقول: " من الصعب المشي بسبب الفستان "

" هل تحتاجين مساعدة؟ "

نظرت إلى يده الممدودة نحوها ثم تمسكت بها دون تردد في اللحظة التالية

" شكراً لك "

يدا بيد نزل الزوجان السلالم و بينما يخطوان  معا على الأرضية باتجاه الباب توقف فجأة  كيران ثم باعد شفتيه

" اريد قول شيء "

استقطبت كلماته انتباهها فاتجه نظرها نحوه

" ما هو؟ "

سألت سينا

"  أنت .. تبدين جميلة "

 ابتسمت ملء شدقيها بإشراق

 " هذا لطيف حقاً، شكراً لك "

قالت ببهجة

" و ابتسامتك .. رائعة "

نظرت سينا إلى كيران بعيون متسعة و ارتدت شفتها السفلى  محتارة و مستغربة  استرابت سينا كلماته

" شكرًا .. شكرًا لك ، كان ذلك مفاجئًا "

قالت لكنها استمرت في التفكير

 ما كان كل هذا فجأة؟!   

فكرت في الأمر لبرهة ثم فصلت شفتيها

" كيران؟ "

" نعم "

" هل تخفي شيئا؟ "

 أخذ لحظة للتفكير ، ثم فتح فمه

" لا ، لا أعتقد ذلك "

نظفت سينا حلقها

" في حال لم  تدرك ذلك .. لقد قمت للتو بمدحي "

" أجل أعلم ، قُلتِ سابقا  انك تحبين ذلك "

شهقت تقول عابسة :

" إذا انت لم تكن تعني  ما قُلته ؟ "

" لا ! " نفى و  يبرر موقفه " لقد قصدت قول ذلك .. أنتِ جميلة و .. سينا! "

بدا منزعجا ، كيران الذي انقلب عليه الدور و اصبح مذنبا، عقد حاجبيه

" ما خطبك؟ أنت تريدين افتعال  مشكلة "

ضحكت سينا على انزعاجه اللطيف 

" هل انت غاضب ؟ "

" انت فقط تُقوّلينني ما لم اقله أو افكر فيه حتى "

تذمر فربتت سينا على صدره مهدئة   

" آسفة على ذلك، هل هذا كافٍ؟ "

أومأ برأسه

" لكنك لا تزال متجهم الوجه و ترفض النظر إلى "

أمسكت ذقنه  

" كيران انظر إلي " كررت بإلحاح  " كيران انظر "

عندما لم يبدي كيران اي رد سحبت سينا يدها التي كان يمسكها و توقفت مكانها ، غير مكترث، واصل كيران السير في اتجاه العربة  المتوقفة أمام البوابة الرئيسية

" يا بروسبر كيران كينجي! "

نادت سينا فتوقف كيران مكانه ، تنهد ثم استدار  نحوها

" سينا نحن- "

بتر كيران فجأة جملته بضحكة انفلتت منه فجأة ، زوجته التي كانت تصنع بوجهها تعابير طريفة لم تفشل في اضحاكه

" ما الذي تفعلينه ؟! "  

غير قادر على التوقف عن الضحك ، ينظر كيران إلى زوجته، واصلت سينا صنع  تعابير مضحكة بوجهها ، في تلك اللحظة لم يفهم كيران أيا مما يحدث ، رغم استغرابه تصرفها إلا أنه احب ذلك ، تفهّم أنها تريد لفت انتباهه و جعله يضحك ، كما يعلم أنها لن تجعله يبقى غاضبًا منها طويلاً ، لكن سينا لم تكن تعلم أنه لم يكن بمقدوره يوماً البقاء على تلك الحال غاضبًا منها لفترة أطول

بالنسبة له ، سينا شيء ما يحتاجه بالقرب منه ، شيء ما يجعل  الجزء الخفي منه الذي لم يكن يعرف أنه موجود في الداخل من الأساس و ينبض بالحياة

  شعلة ما اعتقد انها انطفأت قبل زمن بعيد

اقتربت منه و احتضنت وجهه بكلتا يديها تقول :

" لا تتجاهل زوجتك المحبوبة و الموهوبة لأنها لا تحب ذلك، هل هذا مفهوم ؟ "

بدى ذلك كتحذير ناعم، كيران أومأ برأسه ثم ابتسم

" حسنا، يا زوجتي "

__________________ 

نقطة.

أنا حالة لويز مزعلاني أوي😭 هل انتو زيي؟

الكوبل العسول : كيران و سينا 😘 العاقل و المجنونة 😂  تحبوهم  زيي ؟ اعتقد انا الوحيدة 🥺❤️

لا تنسوا التعليق و التقييم 😌

Continue Reading

You'll Also Like

3K 160 6
الكُل يَسأَل عن تِلك الفَتاة.. تِلك التّي عادَت مِن المَوت، التي دُفِنت تَحت الرّماد ونُسيَ أَمرُها ولكنّها عادت! عادت لتُذَكِّرَهم أن الوحيد الذي ي...
394K 38.3K 121
حتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق ال...
29.9K 4.4K 43
بعد إستيقاظي من صدمة أنني أصبحت تودوروكي ري والدة كل من دابي وشوتو، وضعت هدفا نصب عيني... الهرب من تودوروكي إنجي ومن الزواج منه. لم أكن أهتم إن كان ش...
339K 21.4K 24
كعقوبة لتسللها إلى منزل شرطي تحاكم ليانا بقضاء شهرين في خدمة المجتمع في مركز الشرطة. الآن، تواجه ليانا تحديين كبيرين، الأول هو غرامة مالية ضخمة، وأيض...