بارانويا | «جُنون الإرتياب» (...

By Ahlam_ELsayed

6K 422 2.2K

مُنذ الصِغر ونحنُ نعلم جيداً أن الخطان المتوازيان لا يلتقِيان أبداً ، فـ هل مِن المُمكن أن تتغير تِلك القاعِد... More

♡ إقتباس ♡
الفصل الثاني : إضطِراب
الفصل الثالث : حادِثة صُدفة
الفصل الرابع : غريبًٌ مُصاب
الفصل الأول : البداية
الفصل الخامس : الجانِب الأخر للجميع.
الفصل السادس : هروب.
الفصل الثامن : ليلى تكلمَت.
الفصل السابع : أجواء غير مُعتادة.
الفصل التاسع : كوثر تقلق.
الفصل العاشر : نِزاعات وتغيُرات
الفصل الحادي عشر : شِجارين في آنٍ واحِد
الفصل الثاني عشر : غُموض بين السُطور
إعتذار بسيط♥ملحوظة الإعتذار قديم
الفصل الرابع عشر : خارِج عن المألوف.
الفصل الخامس عشر : شعور مُختلِف
الفصل السادس عشر : التهور والإندفاع
الفصل السابع عشر : تجمُع عائِلي
الفصل الثامن عشر : فضول أم شفقة.
الفصل التاسع عشر : عاد لـ ينتقِم
الفصل العشرون : هادِم الملذات ومُفرِق الجماعات
الفصل الواحد والعشرون : أشياء جديدة
الفصل الثاني والعشرون : أهُناك أمل؟
الفصل الثالث والعشرون : مِشوار العِلاج
الفصل الرابع والعشرون : ضّي الشمس
الفصل الخامس والعشرون : مأساة.
مهم ♥
الفصل السادس والعشرون : المرض النفسي ليس جنونً
الفصل السابع والعشرون : نبضات
صور تقريبية للأبطال♥
الفصل الثامن والعشرون : إنكشف السِتار
الفصل التاسع والعشرون : لن أترُككِ للظلام
هام🇵🇸♥.
الفصل الثلاثون : عُصفورً جريح.
الفصل الواحد والثلاثون : مرحباً بالمشاكِل
الفصل الثاني والثلاثون : قبل الطوفان بساعات
الفصل الثالث والثلاثون : فضيحة على الملأ.
الفصل الرابع والثلاثون : يومًا لك ويومًا عليك
الفصل الخامس والثلاثون : نُزهة مليئة بالحقائِق
الفصل السادس والثلاثون : سابِق ولاحِق
الفصل السابع والثلاثون : بنفسِج برائِحة التوت.
الفصل الثامن والثلاثون : لا مفر مِن الحقيقة

الفصل الثالث عشر : بداية البداية

113 13 27
By Ahlam_ELsayed

{بسم الله الرحمن الرحيم}

أذكر الله.

صلوا على نبينا محمدﷺ

ڤوت وكومنت لتشجيعي💜🐰.

تجاهلوا أي أخطاء إملائية إن وجد.

.
.
.
قراءة ممتعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

'لا تجعل أخطاء الماضي تُلاحِق حاضِرك وتؤثِر على مُستقبلِك ، قِف و واجِهها بـ كامِل قوتِك وأ
إنتصِر عليها ، فـ نحنٌ لا نعيش مرتين وما ضاع مِنا لن يعود مُجدداً!'.

...............

شعر بدر بـ الإستغراب لـ كلِمات صديقه ظنً أنه يُهلوِس بـ حديث فارغ ، فـ ما مقصِده مِن جُملة 'أنه سبب موت شقيقتِه'.

تأمل نوح قبرِها وهو يتذكر ما حدث قبل سنتين فقط ، ثُم إستكمل لوم ذاتِه وجلدِها دون رحمة.

"دايماً كُنت حاسِس إنها مِش بخير بس كدِّبت إحساسي! ، قولت أكيد دي فترة صعبة هتعدي عليها وهتِرجع زي الأول وأحسن ، مكُنتِش أعرف إنها بتعاني كُل ليلة لوحدها بسبب الحادثة الزِفت؟ ، طبعاً فات الأوان قبل ما أساعِدها وماتِت! ، لحد دلوقتي مِش قادِر أقنِع عقلي إن ياسمين ميتة .. بضحك على نفسي وأقول إنها مسافرة ، لِسة فاكِر شكلها وهي بتِنطق الشهادة بين إيديا".

بدأ بدر يستوعِب ما ينبُس بِه وقد مرت أمام عينيه أحداث يوم موتِها المشؤومة .

......

قبل عامين .

صوت صُراخ هالة هز جُدران المنزِل بل المبنى بـ أكملِه ، خرج جميع السُكان مِن شُققهِم فزعين وهُم يركضون تِجاة مصدر الصوت ، لـ يصدِمهُم نوح وهو يخرُج مِن باب الشِقة حامِلاً بين يديه جسد شقيقتِه الأصغر الغارِق في الدِماء ، وقد إتسخت ملابِسه بـ أكملِها كما أن تعابير وجهِه كانت شاخِصةً في جمود.

إقترب صديقاه مِنه لـ يصرُخ رحيم بـ خوف شديد.

"حد يكلِم الإسعاف بسُرعة بدال ما أنتُم واقفين تتفرجوا كِدا؟!".

نطق صُبحي والدموع تُغطي عينيه بـ.إنكِسار.

"مفيش فايدة يا رحيم يا إبني ... ياسمين راحت للي خلقها خلاص".

تعالت صرخات هالة أكثر مِن الداخِل وصوتِها يُدمي القلوب ، لا تُصدِق ما حدث وما سمِعته فـ وحيدتِها وزهرة المنزِل قد رحلت بين ليلة وضُحاها.

في تِلك اللحظة قد كُسِر شئً عميقً داخِل نوح .. شئً لن يشعُر بِه أحد غيرُه هو.

.........

مسح نوح دموعه راسِمً إبتسامة مُشرِقة على مُحياه ونطق .

"يلا نروح بقى لأحسن الجو بدأ يبّرد؟".

تعجب بدر أكثر لـ حالِته وشعر بـ الخوف الشديد عليه فـ تصرُفاتِة أصبحت غير منطقية ، إكتفى بـ الإيماء له في صمت مُتحرِكاً معه خارِج المقابِر.

•••••••••••••••••

إنتهت عزيزة مِن تنظيف الصحون وساعدتها ليلى أيضاً ، بعد ذلك جلستا معاً يتبادلان أطراف الحديث ، وكانت عزيزة هي من بادر بـ الكلام.

"شوفي يا ليلى طبعاً أنا مِش محتاجة أقولِك إنتي إيه باللنسبالي؟ ، لإني بعتِبرِك بنتي اللي مخلِفتهاش .. حتى بعِزك أكتر مِن أنور ذات نفسه! ، وعشان بخاف عليكس ومش عايزاكي تِنضّري أبداً جيت أحذرِك".

عقدت ليلى حاجبيها بـ عدم فِهم وتسائلت.

"تحذريني مِن إيه بالظبط يا زوزو؟!".

إبتلعت عزيزة لُعابِها متردِدة ثُم تشجعت لـ تشرح لها الأمر.

"أنور يا ليلى مِستحلِفلِك .. هدِدني بـ إنه هيدور عليكي وهيأذيكي .. ده كمان حاول يراقِبني وأنا جيالِك عشان يِعرف مكانك وأنا توِهتُه المرادي ، بس يا عالِم المرة الجاية يجرى إيه؟ ، وإنتي يا ضنايا مِش ناقصة وقاعدة لوحدِك هِنا ، يعني لو عِرف عنوانِك تِبقى كارثة بجد!".

لن تنكِر ليلى أنها شعرت بـ بعض القلق والخوف ، هي تعلم أنور جيداً وتُدرِك كيف أنه شيطان مُتجسِد على هيئة إنسان ، إن عثر عليها لن يتردد في إنهاء حياتِها إما بقتلِها أو بقتل شرفِها.

حل الصمت ببنهُما لـ بُرهة وكـ أن ليلى تُفكِر في أي حل لـ هذه المُشكِلة ، لا تعلم لِما أتى رحيم بـ رأسِها في تِلك اللحظة ، قطعت عزيزة حبل أفكارِها قائِلة.

"لو أقدر إني أحميكي مِنُه يا حبيبتي كُنت شيلتك في عيوني ، لكِن إنتي عارفة إن أنا مقدرش علية لوحدي برضُه؟".

تفهمتها ليلى وقدرت مُساعدتها لها كثيراً مُمتنةً لـ حنانِها هذا ، حاولت طمأنتِها رُغم تملُك الخوف مِنها.

"متقلقيش يا خالتوا أنا هخلي بالي الأيام الجاية كويس! ، ولو حصل أي حاجة هعرف أتصرف خصوصاً إن أهل المنطِقة هِنا بيعزوني أوي ، أهم حاجة بس خليكي على تواصُل معايا .. لو حسيتي بغدر عرفيني على طول؟".

وافقت عزيزة بـ كُل سرور وستُقدِم لها المُساعدة قدر إمكانِها ، بعد طول حديث تركتها ورحلت عائِدة إلى منزِلها ، فـ فكرت ليلى طوال الليل في حل ولم تجِد أنسب مِنه.

•••••••••••••••••••

إجتمعت أُسرة صادِق على طاوِلة الطعام يتناولون عشائُهُم بـ صمت خانِق ، بينما شمس إكتفت بتناول القليل وهس تُحرِك المِلعقة داخِل الطبق شارِدةً بـ تفكيرها.

طالعتها كوثر لـ تسألها بـ حنانٍ كبير.

"مكملتيش طبقِك ليه يا شمسي؟".

ردت بهيرة عنها بـ نبرة مُطعمة بـ السُخرية ، تبغُض تِلك الألقاب السخيفة التي تُطلِقها كوثر على إبنتها.

"هي طول عُمرها مسمومة كِدا .. مِش عارفة طالعة لمين بجد!".

أنهت جُملتِها ناظِرةً نحو كوثر بـ إبتسامة سمِجة ، شعرت كوثر أنها تُلقي الحديث السام عليها نظراً لـ رشاقتِها رُغم كِبر عُمرِها ، فـ ردت تُبادِلها الإبتسامة بـ أُخرى أكبر .

"طالعة سمبتيك لعيلة أبوها اللَّه يرحمُه ، كويس إنها ما أخدِتش چيناتِك يا بهيرة كان زمانها ميتة بدمها السِم ، مِش عيلتك برضُه كلُهم أفاعي؟!".

ضغطت بهيرة بقوة على قبضتِها لـ تجريح حماتِها بِها وبـ عائِلتها ، حتى أنهى هذا الشِجار الهادِئ دخول ثروت إلى غرفة الطعام مُبتسِماً بـ سعادة غريبة.

"مساء الخير عليكُم .. كِدا تاكلوا مِن غيري؟".

بدأت شمس تشعُر بـ عدم الإرتياح لـ تواجُده في نفس المكان حولها ،  وقد تململت بـ جلستِها لـ ينكمِش وجهها بـ ضيق شديد ، لاحظت كوثر تِلك التغيُرات على حفيدتِها وقررت أن تُدقِق في التفاصيل.

وقفت بهيرة تستقبِله بـ أوسع إبتسامة تملُكها.

"حمدِاللَّه على سلامتك يا حبيبي .. تعالى إستريح الأكل مِن غيرك مالوش لا طعم ولا ريحة".

رددت كوثر بـ سُخرية.

"أه .. عشان كِدا كلتي نُص السُفرة بس يا عيني!".

تجاهل ثروت زوجتِه وإتجه لـ يجلس جِوار شمس ، فـ تعالت أنفاسِها بـ توتُر أكبر  فـ عادت بهيرة إلى مِقعدِها بـ بعض الحرج لـ ردة فِعله التي لم تتوقعها تِلك.

حينما كادت شمس أن تترُك المائِدة وتذهب شعرت بـ شئ يُداعِب قدمِها أسفل الطاوِلة ، إتسعت عينيها في صدمة وهي تعرف جيداً أن ثروت من يفعل ذلِك.

كان يُضايقها في الخفاء .. بينما أمام البقية يبدوا جالِساً بـ كُل هدوء يتناول وجبته ، حاولت شمس أن تُهدِأ نفسها وأمسكت بـالسكين الصغيرة بين قبضتِها ، وعلى حين غُرة قامت بغرزِها في يده بقوتِها.

صرخ ثروت مُنتفِضً مِن مكانِه وهو يُطالِعها بـ شر ، في حين أنها لم يظهر عليها أس تعبير وكـ أنها لم تفعل شئ ، رأت بهيرة نزيف يدِه فـ هرولت نحوه وهي تتسائل بقلقٍ ملحوظ.

"إيه ده يا ثروت إتعورت إزاي؟ إنت كُنت جاي سليم مِن برا!".

صاح بـ غضبٍ عارِم مُشيراً بسِبابتِه تِجاه شمس.

"إسألي بِنتِك يا هانِم .. قاعِد باكُل في أمان اللَّه تقوم ضرباني بالسكينة في إيدي؟!! ، بقولِك إيه يا بهيرة البِنت دي بقت مجنونة رسمي ولازم نِدخلها مصحة تِتعالِج .. دي خطر علينا كُلِنا!؟".

أومأت بهيرة له مُربِتةً فوق كتِفه في مواساة.

"حاضر يا روحي بس إهدى إنت عشان بتِنزِف جامد!".

أتى دور كوثر لـ تقِف أمامهُم بـ شموخ ثُم هتفت بـ هدوئِها المعهود.

"وإنتُم واقفين تقرروا مع نفسُكُم وكـ إن شمس دي ملهاش أهل؟ ، إنما مقولتليش يا ثروت بصِفتك إيه بتُحكُم على حفيدتي بـ الجُنون! .. وبصِفتك مين عايز تدخلها مصحة ولّي أمرها مثلاً؟ ، شمس أعقل مِنك إنت والعقربة اللي جمبك دي ، وطول ما أنا عايشة مِش هسمح لمخلوق إنه يتحكِم فيها أبداً .. حتى لو كانت أُمها بنفسها".

تقدمت كوثر وأخذت شمس لـ تصعد معهاا إلى الأعلى ، تارِكتان خلفهُما كُلاً مِن بهيرة القلِقة وثروت الغاضِب يغليان مِن حُرقتِهِما على فشل مُخططاتِهما.

••••••••••••

دلفت شمس إلى غُرفتِها بـ خطواتٍ سريعة ، لحِقت بِها كوثر خوفاً أن تفعل شئً ما بنفسِها .
بدأت هي تدور حول نفسِها بينما تُغطي أُذُنيها بيديها وتُخرِف بـ كلِماتٍ مُبعثرة .

"مينفعش الماضي يتكرر .. مِش هسمح بـ كِدا!! .. إنتي غبية يا شمس إنتي وِحشة إنتي مجنونة .. هُما عندُهُم حق أيوة إنتي مجنونة ومتوحِشة .. لا لا كلُهُم مجانين إنتي جميلة يا شمس ومتستحقيش اللي بيحصلك ده ... ليه بيحصل فيا كُل ده ليه؟".

كانت كوثر قلِقة عليها للغاية فـ حاولت ندِائِها حتى تعود لوعيها ولكِن دون أن تقترِب مِنها.

"شمس حبيبتي إنتي كويسة صح؟! ، طب بتعمِلي كِدا ليه في نفسِك فهميني بس! ، لو الزِفت ثروت ده كلامُه ضايقك أنا هاخُدلِك حقك يا قلبي .. بس عشان خاطري بلاش تعملي كِدا".

وكـ أن شمس في عالم أخر لا تسمع ولا ترى سوى الماضي ومُحاولات ثروت للتقرب مِنها بطُرق مُقزِزة ، ظلت كوثر تُراقِبها بـ حُزن ودموعِها تكاد تهبِط بقِلة حيلة ، فـ هي تجهل ما عليها فِعله لـ تُهدأها ، ولوهلة قد تذكرت ليلى صديقتِها لـ تتخِذ قرارِها بـ الإتصال بِها فوراً.

.........

كادت ليلى أن تذهب إلى فراشِها وتنام حتى رأت مُكالمة وارِدة مِن صديقتِها شمس ، ردت على الفور لـ يأتيها صوت كوثر المُتحشرِج تستغيث بِها.

"أيوه يا ليلى أنا تيتا كوثر .. إلحقيني يا بِنتي شمس حالِتها صعبة أوي بكلِمها مِش بترُد عليا إكنها مِش شيفاني أو سمعاني ، ومِش عارفة أتصرف إزاي معاها!!".

إنتزع قلب ليلى مِن مكانِه لِما مر على سمعِها للتو ، فـ قالت تُحاوِل طمأنتها

"إهدي بس وإعملي اللي هقولك عليه .. حاولي تقربي مِنها براحة وخُديها في حُضنِك وإفضلي إتكلِمي معاها .. حسسيها إنها مِش لوحدها ، وبعد ما تفوق هتلاقي عِلبة دوا في شنطِتها ، دوبِلها مِنُه قُرصين على  كوباية عصير وهتبقى زي الفُل بعدها".

حاولت كوثر إستجماع شتاتِها وتنفيذ ما أخبرتها بِه الأُخرى.

"طيب يا ليلى خليكي معايا على الفون وأنا هعمل اللي قولتيلي عليه".

بعد مرور عشر دقائِق نجحت كوثر في إستعادة وعي شمس ، وقامت بـ تجهيز كوب عصير لها وبعد أن إحتسته غرِقت في ثُباتٍ عميق.

عادت كوثر للتحدُث مع ليلى لـ تستفسِر ليلى مِنها.

"فهميني بقى يا طنط شمس إيه اللي وصلها للحالة دي؟! ، حد في البيت زعلها في حاجة؟".

تذكرت كوثر كلِمات ثروت السامة لها وإتهامِها بـ الجنون .

"ثروت الحيوان قال عليها مجنونة ولازم نوديها مصحة نفسية ، بس طبعاً أنا مسكتِلوش وهزقتُه هو وبهيرة .. وأول ما طِلعِنا أوضِتها حالها إتشقلِب".

ضغطت ليلى على يديها بقوة لاعِنة ثروت في سرها ، ثُم أردفت بنبرة غير قابِلة للنِقاش.

"لو سمحتي يا طنط كوثر عايزة شمس تيجي تُقعُد معايا هِنا؟ ، وجودها في الڤيلا مع اللي ما يتسمى ثروت ده هيخليها تِتجنِن بجد !".

ترددت كوثر كثيراً وتسائلت .

"بس إنتي عارفة يا ليلى مينفعش أسيب شمس لوحدها؟ .. دي ملهاش غيري في الدُنيا دي مِن بعد أبوها اللَّه يرحمُه ، حتى بهيرة مبقِتش ءأمن عليها معاها!".

إقترحت ليلى بـ إصرار شديد.

"مفيش مُشكِلة حضرِتِك كمان مُمكِن تيجي معاها أهو مِنها تِملوا عليا البيت ، ومِنها نشوف حل لحالة شمس؟ أرجوكي متُرفُضيش ولو عايزة تاخدي وقتِك وتفكري براحتِك .. بس صدقيني ده أنسب حل حالياً".

وعدتها كوثر بـ أنها ستُفكِر بـ الأمر وستُعطيها ردِها في الصباح ، أغلقت ليلى معها ودعت مِن قلبِها أن توافِق كوثر على فِكرتِها ، فـ بوجود كليهما معها سيجعلها غير قلِقة مِن بطش أنور وأمثالِه.

•••••••••••••

ومع حلول الصباح جر بدر قدميه ذاهِبً إلى علي لـ يستلِم نصيبه في العملية الأخيرة .

وصل إلى شرِكتِه بـ الدراجة النارية وحينما صعد للأعلى طلب مِن المُساعِدة إعلام علي بـ حضورِه ، فـ أمرها الأخر أن تُدخِله على الفور .

فور دلوفِه وجد من لم يتوقع حضوره هُنا وظل يُطالِعهًما بـ نظرات مُتعجِبة .

قهقه علي بـ خِفة على تعابيره المُستغرِبه ثُم أشار له أن يجلِس قائِلاً وهو يعرفهُما بـ بعضهما.

"إتفضل إستريح يا بدر الباشا مِش غريب .. ومتهيألي إنتوا إتقابِلتوا إمبارح مِش كِدا؟!".

أومأ بدر وهو يتجِه نحو المِقعد جالِسً بـ إرياحية ، وإلتزم الصمت مُنتظرِاً مِن علي شرح الأمر له ، فهِم الأخر دون عناء وبـ الفِعل بدأ حديثه مُختصِراً.

"شوف بقا يا سيدي .. الباشا مِن ساعِة ما شافك إمبارح وشاف طريقتك في الشُغل ، وإنت عجبتُه أوي ودخلت دماغُه .. عشان كِدا هو جالي إنهاردة وبيعرض عليك إنك تِشتغل معاه ، ها قولت إيه؟!".

تململ بدر في جلستِه وعلامات المُقت ظاهِرةً على وجهِه لـ يُردف ببرودة تامة.

"وياترى الباشا عارِف إني مِش شغال تحت طوعك عشان هو يجي يطلُبني للشُغل معاه مِنك؟! ، أصل أنا زي العصفورة ببني عِشّتي فوق الغُصن اللي يريحني .. وشُغلي معاك هيبقى كلُه لبّش".

نطق الشخص الغريب هذه المرة بدلاً عن علي يُحاوِل مُجاراة تفكير بدر .

"أنا جيت هِنا مخصوص عشانك مِش عشان أطلُبك لِـ الشُغل مِن علي .. علي هيبقى مجرد وصلة خير بيننا! ، وبصراحة أنا بحِب اللي يتقِن شُغلُه زيك كِدا ، و أوعِدك لو قبلت عرضي هتكون تحت كامِل حمايتي؟!".

لم يُعطيه بدر أي رد فـ وقف الغريب مُستعِداً للرحيل وقال .

"شوف يا بدر أنا همشي دلوقتي وهديلك مُهلة تفكر كويس ، قلِب الموضوع في دماغك وعرفني ردك بعدين وأتمنى توافِق .. يلا سلام يا عليوة".

بعد رحيله نظر بدر إلى علي بـ حاجِب مرفوع لـ يبتسم له الأخر في سماجة قائِلاً.

"طبعاً لو حلفتِلك إني مليش دخل وهو اللي جالي بمزاجُه مِش هتصدقني! ، على العموم حاول تِفكر زي ما قالك دي فُرصة كبيرة ليك بلاش تِضيعها ، الراجِل ده مِش قُليل في البلد ولو إشتغلت معاه هتِوصل لفوق أوي".

تسائل بدر بسُخرية .

"مِش غريبة إنك بِتحاول تِقنِعنىطي أشتغل مع حد غيرك؟".

أراح على ظهرِه فوق المِقعد لـ يتزين ثغرِه بـ إبتسامة خبيثة مُجيبً.

"عيب عليك يعني أنا هفرط فيك ببلاش؟ ، أكيد يا نبيه هاخُدلي هبرة حِلوة مِن ورا المصلحة دي لو إنت وافِقت تِشتغل تحت إيديه ، ده حتى إنت الغالي إبن الغالي يا بيدو!".

تذكر بدر والِده ونتيجة ما أوصلُه إلى هُنا لـ يشتعِل صدره بنيران الكراهية والحِقد.

•••••••••••

دق جرس الباب فـ إتجه رحيم نحوه كي يفتحه.

تفاجئ بحضورِها في هذا الوقت المُبكِر مِن النهار ، وحينما إستوعب أنه ينظُر لها أنكس عينيه إلى لأسفل سريعاً بـ خجل مِن ذاتِه ، بادرت ليلى بـ الحديث مُحرجةً مِن موقِفها الأن.

"صباح الخير يا أُستاذ رحيم .. إحم أسفة إني جيت مِن غير ميعاد! بس محتاجة أتكلِم معاك ضروري".

إرتفعت زاوية فمِه بِـ بسمة خفيفة إستطاع إخفائِها فوراً قبل أن تلحظها ، ثُم أشار لها بالدخول ناطِقً .

"أه طبعاً إتفضلي .. ورد والحاجة ماجدة موجودين جُوا".

أفسح لها الطريق لـ تدخُل بـ خطواتٍ خجولة وأغلق الباب يتخدث قبل أن يتجه نحو غُرفة ورد.

"إتفضلي إستريحي لغاية ما أصّحي ورد".

قاطعته هي برفض .

"لا حرام سيبها نايمة بلاش تِقلِقها .. أنا هكلِمك في حاجة بسيطة وهمشي على طول ، لو ماما ماجدة صاحية خليها تيجي تُقعُد وسطينا!".

أتت ماجدة مِن المطبخ حامِلة بين يديها صينية بِها كوبين مِن الشاي مُردِفةً بـ وجهٍ بشوش.

"أنا جيت أهو يا قلب ماما ماجدة مِن جُوا".

وقفت ليلى لـ تأخُذ مِنها الصينية وتُسلِم عليها في إشتياق ، وبعد جلوسهُم إستجمعت ليلى شجاعتها قائِلة بنبرة مُرتعِشة.

"رحيم تِتجوزني؟".

•••••••••••••

تجهزت شمس وبداخِلها شعور غامِر بـ السعادة ، فـ قد أخبرتها جدتها أثناء تناولهُما الفطور أنهُما سيذهبان للمكوث رِفقة ليلى ، وكم كان هذا الخبر كـ لوحٍ مِن الثلج على قلبِها.

قامت بتحضير حقيبة مليئة بـ الملابِس وساعدتها كوثر أيضاً في ذلِك ، مُتعجِبة لـ سعادتِها مُنذ إعلامِها بـ ذهابِهما إلى صديقتها.

أتت بهيرة تقِف لهُما أمام باب الغُرفة مُكتفةً يديها وتحدثت بـ صوتٍ مُغتاظ.

"هتاخدي بنتي مِن بيتها عشان تِقعديها في بيت واحدة غريبة يا حماتي؟".

لم تُعيرها كوثر أي إهتمام وكـ أنها غير مرئية ، بل كانت تتبادل الضحِكات مع حفيدتِها المُتحمِسة على غير العادة.

إحترقت بهيرة أكثر حتى كاد الدُخان يخرُج مِن أُذنيها ، لـ رؤيتهُما يتجِهان إلى الأسفل بعدما قامت كوثر بـ إزاحتِها عن طريقها ، وقبل أن تلحق بِهما صعد كِلاهُما داخِل سيارة كوثر الفارِهة وإنطلقتا بعيداً عن مرمى النظر.

ظلت هي مكانِها مُتصنِمة في ذهول غير مُصدِقة أنهُما رحلتا بـ الفِعل.

••••••••••••••••••

كان نوح مُتكِئً فوق فِراشِة بـ سكون يُقلِب في هاتِفه بين صورِها ، يتأمل أدق تفاصيلها إبتسامتِها المرِحة عينيها البريئتان .. ملامِحها الرقيقة كُل تفصيلة بِها تستحِق التأمُل لـ سنوات مُتواصِلة هامِسً بـ وجع.

"وحشتيني أوي يا ياسمينتي".

قاطع لحظاتِه الخاصة رنين هاتِفه المُزعِج ، لم يشعُر أنه بخير للحديث مع أي كائنٍ كان ، خاصة بعد مِعرِفة هوية المُتصِل والتي لم تكُن سوى سوسكا ، قام بضبط الهاتِف على وضع الطيران وأكمل تقليبه بين صور  شقيقتِه.

لـ يتم مُقاطعتِه للمرة الثانية على التوالي ولكِن مِن هالة هذه المرة ، حيث قامت بـ الدلوف إلى الغُرفة غاضِبة لـ تصيح بِه ودموعِها تتسابق فوق وجنتيها.

"برضُه روحت تزور قبرها مِن ورايا يا نوح!".

••••••••••••

إنتهى.

هااي إزيكم وحشتووني أوس بجد ، بعد غيبة طويلة قررت أنشُر فصل خفيف كدا كـ تصبيرة ، طبعا أنا لسة مخلصتش دوامة الإمتحانات اللي انا فيها وكل ما أخلص امتحان ادخل في التانى فمعنديش وقت أكتب بتواصل ، وقررت أحاول أكتب وأنشر أي فصل حتى لو قصير فاعذورني لو الفصل مش طويل والاحداث فيه مش كتيره ، هخلص بس وهعوضكم بفصول كتيرة بس انتم ادعولي الفترة دي تعد على خير.

أتمنى تكونوا إستمتعتوا بالقراءة النهاردة .

متنسوش الفولوا يا حبايبى♡♡

أشوفكم على خير .

وداعاً.

Continue Reading

You'll Also Like

1.8K 122 19
(مكتملة)..معايير المجتمع تجبرنا دائمًا على فعل أشياء كثيره لا نُريدها، خاصةً النساء، فالمجتمع لا يرحم الأنثى ويرونها مخطئه دائمًا حتى وإن كانت على حق...
6.3K 543 33
قلبتُ عيناي بين عمّاتي وأعمامي الذين لاحظتُ وقوفهم معًا بعيدًا وقد انشغلوا في الحديث سويًا، لأنتبه بعد لحظات إلى الباب الذي فُتح، التفتُّ لأرى من الآ...
356K 28.8K 89
ماذا إذا اجتمع الشر المطلق مع الذكاء ؟! وماذا إذا اجتمعا كلاهما مع النرجسية وجنون العظمة وعقدة نقص دفينة ؟! حتماً ستكون النتيجة كارثة بشرية ، وها أنت...
671K 14.5K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...