بارانويا | «جُنون الإرتياب» (...

Ahlam_ELsayed द्वारा

6K 423 2.2K

مُنذ الصِغر ونحنُ نعلم جيداً أن الخطان المتوازيان لا يلتقِيان أبداً ، فـ هل مِن المُمكن أن تتغير تِلك القاعِد... अधिक

♡ إقتباس ♡
الفصل الثاني : إضطِراب
الفصل الثالث : حادِثة صُدفة
الفصل الرابع : غريبًٌ مُصاب
الفصل الأول : البداية
الفصل الخامس : الجانِب الأخر للجميع.
الفصل السادس : هروب.
الفصل الثامن : ليلى تكلمَت.
الفصل السابع : أجواء غير مُعتادة.
الفصل التاسع : كوثر تقلق.
الفصل العاشر : نِزاعات وتغيُرات
الفصل الثاني عشر : غُموض بين السُطور
الفصل الثالث عشر : بداية البداية
إعتذار بسيط♥ملحوظة الإعتذار قديم
الفصل الرابع عشر : خارِج عن المألوف.
الفصل الخامس عشر : شعور مُختلِف
الفصل السادس عشر : التهور والإندفاع
الفصل السابع عشر : تجمُع عائِلي
الفصل الثامن عشر : فضول أم شفقة.
الفصل التاسع عشر : عاد لـ ينتقِم
الفصل العشرون : هادِم الملذات ومُفرِق الجماعات
الفصل الواحد والعشرون : أشياء جديدة
الفصل الثاني والعشرون : أهُناك أمل؟
الفصل الثالث والعشرون : مِشوار العِلاج
الفصل الرابع والعشرون : ضّي الشمس
الفصل الخامس والعشرون : مأساة.
مهم ♥
الفصل السادس والعشرون : المرض النفسي ليس جنونً
الفصل السابع والعشرون : نبضات
صور تقريبية للأبطال♥
الفصل الثامن والعشرون : إنكشف السِتار
الفصل التاسع والعشرون : لن أترُككِ للظلام
هام🇵🇸♥.
الفصل الثلاثون : عُصفورً جريح.
الفصل الواحد والثلاثون : مرحباً بالمشاكِل
الفصل الثاني والثلاثون : قبل الطوفان بساعات
الفصل الثالث والثلاثون : فضيحة على الملأ.
الفصل الرابع والثلاثون : يومًا لك ويومًا عليك
الفصل الخامس والثلاثون : نُزهة مليئة بالحقائِق
الفصل السادس والثلاثون : سابِق ولاحِق
الفصل السابع والثلاثون : بنفسِج برائِحة التوت.
الفصل الثامن والثلاثون : لا مفر مِن الحقيقة

الفصل الحادي عشر : شِجارين في آنٍ واحِد

121 12 82
Ahlam_ELsayed द्वारा

{بسم الله الرحمن الرحيم}

أذكر الله.

صلوا على نبينا محمدﷺ

ڤوت وكومنت لتشجيعي💜🐰.

تجاهلوا أي أخطاء إملائية إن وجد.

.
.
.
قراءة ممتعة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

'قد يظُن المرء بـ أنه حُر يفعل ما يشاء دون أن يتحكم بِِه أحد ، ولا يعرِف حقيقة كون كُل مَن هُم أعلى مكانةً مِنه ، يُديرون حياتِه بأكملِها تحت مُسمى ؛ العمل - الدراسة - المعيشة'.

.............

أتت ليلى في الصباح إلى شمس كما إتفقتا سوياً.

وقبل أن يهُموا بـ الرحيل وجدوا كوثر تصعد إلى جِانِبهم داخِل السيارة ، قامت بخلع نظارتِها الشمسية ونطقت بـ صرامة.

"قولت أجي أقعُد مع عميد الكُلية بتاعتكُم ، وأهو بالمرة أشوف مستواكُم الدراسب واصِل لفين!".

نظر كِلتاهُما إلى بعضِهما البعض في صمت حيث لا مكان للكلِمات ،  أمرت كوثر السائِق بـ القيادة نحو الجامعة لـ ينفذ الأمر على الفور.

••••••••••••

وقف نوح أمام شِقة صديقه مُتردِداً فيما ينوي فِعله ، فكر كثيراً بالأمس حتى أنه لم يستطِع النوم لـ وقتٍ كافي وكُل هذا بفضلِها هي .

إستجمع شتاتِه وقام بطرِق الباب بـ إستعجال ، خرج رحيم إليه بينما يُغلِق أزرار قميصه ويبدوا أنه كان يستعِد للعمل ، إستغرب لـ رؤيتِه نوح في الصباح الباكِر و قال ساخِراً.

"لا مِش مُمكِن!! .. نوح اللي بينام لحد العصّاري صاحي بدري كِدا ، دي أكيد مُعجِزة؟!".

نطق نوح مُمتعِضً مِن نبرة الأكبر.

"هو أنا نِمت ولا غفلت حتى؟".

إبتعد رحيم عن الباب تارِكاً مجالاً للأخركي يدلُف ، ثُم عاد مُكمِلاً وصلة السُخرية والشماتة فيه مُجدداً.

"يا كِبد أُمك يا إبني! .. هو الحب بيعمِل أكتر مِن كِدا فِعلاً ، وإنت اللَّه يعينك قلبك قلب رُمانة كُل يوم تحِب واحدة شكل".

نظر نوح حوله باحِثً عن طيفِها ويتمنى بداخِله أنها لم تذهب إلى الجامِعة بعد ، لاحظ رحيم ما يفعلُه فـ تسائل بـ إهتِمام.

"مالك ياض مِش على بعضك ليه النهاردة؟!".

فرك نوح يديه ببعض التوتُر ثُم أردف.

"ورد يا رحيم ... راحت تِقابِل واحد زميلها في الكُلية".

إختفت الإبتسامة عن وجه رحيم وسأل بجدية .

"تِقابلُه إزاي يعني؟".

وضح نوح له الأمر سارِداً ما سمِعه ليلة البارِحة.

"كُنت واقِف في البلكونة وبالصُدفة سمعتها بتكلِم حد ، لما ركِزت في الحوار عرِفت إنه شاب معاها في الجامعة ، وإتفقوا إنهُم يتقابلوا إنهاردة في الكافيه اللي قُدام الكُلية .. قولت لازم أعرفك بدال ما أروح وراها لوحدي!".

إقترب رحيم مِن صديقِه وهمس بتحذير واضِح.

"أنا هاخُد بكلامك وهاجي معاك .. بس لو طلعت بتِكدِب هتصرف تصرُف مِش هيعجِبك يا نوح؟".

أومأ له نوح بثِقة تامة فـ لِما سيكذُب في أمور كـ هذه؟ ، أكمل رحيم إرتداء ملابِسه سريعاً وذهب معه ، وذِهنه شارِد فيما سيفعلُه مع شقيقتِه إن صدق نوح! كيف ستكون ردة فِعله تجاهها ، بينما قلبِه ينكِر أن ورد الصغيرة تفعل شئً مُخالِفً لـ دينِها وأخلاقِها مِثل ذلِك.

••••••••••••

تلقى بدر مُكالمة هاتفية مِن علي فـ أجابه بـ حُنق شديد ، لقد أصبح لا يُطيق سماع صوتِه حقاً.

"سلامات يا علي عايز إيه تاني؟ .. مِش أنا كُنت لِسة عندك إمبارح؟".

قهقه الأخر بإستِمتاع فـ كم يعشق إثارة أعصاب هذا الفتى ، وأردف مُرتاحً تماماً.

"التسليم بُكرا الفجر حبيت أفكرك بس!".

تعجب بدر مِن ما قاله وحاول الإستِفهام قائِلاً.

"بُكرا إزاي يعني!؟ .. إنتوا غيرتوا الميعاد؟".

أومأ علي وكـ أنه يراه خلف شاشة الهاتِف ناطِقً بـ توضيح.

"أيوة .. البوليس عِرف ميعاد التسليم القديم فـ غيرنا المكان والميعاد كمان عشان منِتمسكش يا بيدو".

هتف بدر بـ غيظ وهو يجُز فوق أسنانِه بقوة.

"بتِتكلم كِدا على أساس إنك هتِتقِفش معانا! ، إنت ناسي إن أنا أول حد هيروح في الرِجلين لإني في وِش المدفع يا برِنس؟".

إبتسم علي إبتسامة خبيثة ، ثُم قال بـ صوتِه العابِث غير عابِئً بِما نبس بِه بدر للتو.

"أشوفك بُكرا يا بدر .. نام بدري بقى بلاش سهر".

أنهى المُكالمة فـ قام بدر بـ إلقاء الهاتِف بعيداً لأنه قد ضجر ، بداخِله صرخات كثيرة يود إخراجِها حتى يرتاح قلبِه قليلاً ، قرر أن يهبِط لـ يعمل في ورشتِه لعله يستطيع نسيان علي وقذاراتِه ، مُتجاهِلاً جُرح معِدتِع الذي لم يلتأِم بشكلاً كامِلاً حتى الأن.

•••••••••••••••

ذهبت عزيزة الباب لـ تفتحه وهيتُهندِم حِجابِها ناوية الخروج ، تفاجئت بـ الطارِق والذي لم يكُن سوى أنور ، نظرت له بدونية مُتأفأفة وقد طرحت سؤالِها بـ إستحقار.

"إيه اللي رجعك هِنا؟ مِش قولتِلك متعتِبش البيت ده تاني؟!!".

رمقها أنور بـ تفحُص لـ يتجاهل حديثها ناطِقً بـ شك .

"إنتي رايحالها صح؟".

صاحت عزيزة ناهِرة إياة وقد إكتفت مِنه.

"وإنت مالك؟ تِكونش فاكِر نفسك ولّي أمري وأنا معرفش؟!".

قامت بـ إبعادة عن طريقِها لـ تخرُج مُغلِقةً باب الشِقة خلفها ، وقبل أن تهبِط إلى الأسفل أردف أنور متوعِداً أمامها.

"عموماً أنا هعرف مكانها .. وهوريها أيام سودة ، ويكون في علمِك لا إنتي ولا أي حد هيقدر يحوشنّي عنها!".

شعرت عزيزة بـ وكزات في قلبِها خوفً على ليلى مِن ولدِها ، فـ صوتِخ وطريقتِخ لا يُبشِران بـ الخير ، يجب عليها تنبيه ليلى فوراً قبل أن يفعل بِها شئً سيئاً.

تركته وأكملت نزولِها بينما وقف هو دقيقتين ثُم لحِق بِها ، يُريد مُراقبة خط سيرِها لـ رُبما تُوصِله إلى طريق ليلى.

.......

فـ كانت عزيزة الأذكى حيث إستقلت سيارة أُجرى وذهبت نحو أحد عيادات الأسنان ، ظلت هُناك فترة مِن الزمن حتى تأكدت مِن ذهاب أنور بعدما شعر بـ الملل ، ثُم غيرت وجهتِها إلى عُنوان ليلى ، وهذه نُقطة تُحسب لها ضِد أنور .

••••••••••••

دلف ثلاثتِهم إلى الجامِعة لـ توقِفهُم كوثر قائِلة بـ أمر.

"هطلع أتكلِم مع العميد شوية وإنتُم روحوا شوفوا المُحاضرات اللي وراكُم يلا!".

أومأ لها كِلتاهُما بـ طاعة بينما ذهبت هي وتركتهُما ، كادت شمس أن تسير نحو قاعة المُحاضرات مُنفِذةً حديث جدتِها فـ أوقفتها ليلى قائِلة .

"رايحة فين؟ .. إحنا عندِنا مُحاضرة د/عفيفي وده مبنِفهمش مِنُه كِلمة أصلاً ، يبقى الأحسن نروح نِفطر صح؟!".

لم تستطِع شمس أن تُبدي إعتراضُها لأنها ليست في مِزاج للجِدال ، وافقت ذاهِبةً خلف ليلى بـ هدوء لـ تتجهان إلى المقهى أمام الجامِعة ، نظراً لـ عدم رغبتِهم في دخول مقهى الجامِعة ، أو رؤية زُملائِهم خاصةً لأجل شمس.

فور جلوسهُما على أحد الطاوِلات الكثيرة داخِل المكان ، لمحت ليلى أمراً غريبُ بعينيها لـ تهمِس مُندهشة.

"ورد!! معقولة هي؟".

إلتفتت شمس لـ ترى ما تقصِده الأكبر ، وجدت تِلك الفتاة التي لا تعرِف سوى ملامِحِها الطفولية جالِسة على طاولِةٍ قريبة مِنهُما ، وأمامِها يقبع شاب في نفس عُمرِها تقريباً يتبادلان الحديث بـ إندماج ، أردفت شمس بـ تخمين.

"مِش دي أُخت اللي اسمه رحيم تقريباً؟ ، بس ثانية .. هي مخطوبة!".

لم تعلم ليلى ماذا تقول فـ صدمتِها قد إزدادت بسبب هدوء شمس المُريب ، وأيضاً تسايُرها معها في الحديث دون قلق أو توتُر مِما حولِها ، لكِن تركيزها الأن مُنصَّب فوق ورد ، فـ سألت نفسِها هل هذا حقاً خطيبِها ، لا تُريد أن تظُن بِها ظن السوء ولكِنها لم ترى أي دليل على إرتِباطِها الرسمي برجُل ، حتى لا وجود لأي خاتِم إرتباط في كفِها.

إستقامت ليلى واقِفة ونطقت بـ تشتُت ، كـ أنها تتردد فيما ستفعله الأن.

"أنا هروح أسلِم عليها وأعرف مين ده بالظبط؟ ، ما هو مينفعش أسيبها كِدا!".

لم تكُن ليلى مِن النوع الفضولي أبداً ، بل هي فقط قلِقة على ورد بِحُكم أنها الكبيرة هُنا ، و ورد رُغم عُمرِها لاتزال تصرُفاتِها حمقاء كما يبدوا لها.

ظلت شمس مكانِها وبعد تأكُدِها مِن إبتِعاد ليلى إبتلعت ما بـ جوفِها في قلق ، تُحاول بـ إستِماتة الإثبات للجميع أنها طبيعية تماماً كما أنها قادِرة على مواجهة ما حولِها ، في حين أن عقلِها يُصِر على إنكار مرضِها النفسس مُقنِعاً إياها أن العِلة بِهم هُم ليست بِها.

••••••••••••••••

وفي اللحظة ذاتِها وصل كُلا مِنهُما إلى المقهى المنشود ، وقف رحيم قليلاً يتشاور مع نفسِه يخاف أن يدخُل ويراها مع شاب بـ الفِعل ، لا يعلم كيف سيتصرف معها أمام الحشود مِن الغُرباء! .. أو ما هي الطريقة السليمة لـ موقِف كـ هذا ؟! ، لا يرغب بـ أيً فضيحة لـ عائِلتيهُما.

أمسكه نوح من يده وأعاده إلى أرض الواقِع ناطِقاً بـ صوتٍ داعِم.

"حاول لو شوفتها تِتمالك أعصابك ومتِتهورش! .. أو سيبني أنا أكلِمها تمام؟".

ظل ساكِنً للحظات ثُم أومأ بـ جمود رُغم ما بداخِلع مِن صِراعات وحروب.

........

نادت ليلى عليها مُتصنِعةً تفاجؤها لـ رؤيتها هُنا.

"مِش معقول .. ورد إزيك؟".

إستقامت ورد لـ تقِف بتوتُر ثُم تحدثت وصوتِها يكاد يختفي.

"ليلى! إنتي بتعمِلي إيه هِنا؟".

إستوعبت ليلى الموقِف مِن تعابير الأُخرى الفزِعة ، إضافةً إلى نظرات ذلِك الشاب الذي يُرافِقها نحوها بـ تبجُح دون خجل ، لـ ترُد عليها مُبتسِمةً وهي تسحبها مِن ذِراعِها بعيداً.

"تعالي هفهِمك".

إستجابت ورد لها  وسارت معها نحو رُكنٍ بعيد ، لـ تبدأ  ليلى كلامِها بـ عِتاب .

"مين ده يا ورد؟! وإزاي تِسمحيلُه يُقعُد يتساير معاكي قُدام الخلق دي كُلها؟".

أنزلت ورد رأسِها بـ خزي نادِمةً على جلوسِها معه ، ولكِنها فقط كانت تود مِعرفة كيف حصل على رقم هاتِفها لإرضاء فضولِها لا أكثر ، ولم تحسب نتائِج ما سيحدُث بعد ذلِك ، أو كيف سينظُر لها الأخرين لـ جلوسِها رِفقة شابً غريب دون حياء أو خجل؟!.

بررت ورد بـ صوتٍ مُتحشرِج دلالةً على رغبتها في البُكاء.

"أنا مكنش في نيتي حاجة وِحشة؟ واللَّه .. هو اللي كلِمني وطلب يقابِلني عشان يقولي موضوع مُهِم! ، فقولتِلُه نتقابل برا الجامعة أحسن تجنُباً يعني لـ كلام زمايلنا وكِدا".

رأت رحيم ونوح يدلُفان إلى المكان وهُما يبحثان عنها بـ الأرجاء ، إنتفضت ورد بـ فزع وتوسلت ليلى بـ بُكاء.

"يالهوي أخويا هِنا! .. أبوس إيديك يا ليلى تروحي تقوليلُه إني جيت معاكي؟ ، رحيم لو عِرف مِش بعيد يقعدني في البيت!؟".

هدأتها ليلى بـ لُطف وقامت بـ سحبتها خلفها نحو رحيم ونوح وهي تهتِف بـ إبتسامتِها الخجِلة.

"أُستاذ رحيم!".

نظر رحيم نحوِها ورأى شقيقتِه تقِف خلفِها كـ أنها تختبِئ مِنه ، ثُم وجه أنظارِه إلى شاب يجلِس فوق أحد الطاوِلات بِـ مُفردِه وقد تكهن أنه هو المُراد.

حاولت ليلى إلهائه عن ما حوله وهي تتحدث بـ مرح.

"أنا قابِلت ورد بالصُدفة .. تخيل طلعنا مع بعض في نفس الكُلية بـ إختِلاف الأقسام وإحنا منعرفش! ، قولت أجيبها هي وشمس عشان نِفطر هِنا بقى .. تحِب تِتفضل معانا!؟".

تجاهل رحيم كُل هذا الحديث وتعابيره لازالت جامِدة لا تتغير ، إكتفى بقول جُملة واحدة رامِقً ورد بـ وعيد.

"قُدامي على البيت يا ورد .. حالاً".

لـ يتفاجأ جميعهُم  بـ صوت شِجار قادِم مِن جِهة طاوُلة الشاب ، فـ نظر رحيم بـ جوارِه لم يجِد نوح وحينما وجه عينيه إلى الطاوِلة ، وجد صديقه يتشاجر مع ذاك الفتى بل ويقوم بضربِه أيضاً.

ركض رحيم تِجاهه وهو يُحاوِل فض المُشاجرة بينهُما صارِخً بـ نوح.

"بتهبب إيه يا نوح؟ ..هو ده اللي تمالك أعصابك! ، بس هتودينا في داهية يخربيتك .. سيبُه بقولك هتموِتُه؟!!".

وقفت شمس هلِعة وأنفاسِها تتثاقل لأنها تكره الصوت العالي و الصُراخ ، أيضاً تمقُت رؤية الدِماء فـ كان حظِها غير موفقً اليوم حيث رأت وسمِعت أمام عينيها كُل ما تبغُضه دُفعةً واحدة.

لم تكُن ليلى مُنتبِهةً لـ حالة شمس فـ هي مشغولة الأن بـ تهدِأة ورد البكّاءة ، وبـ ذات الوقت تُشارِك في إنهاء النِزاع بكلِماتِها اللطيفة.

••••••••••••••••

ظل بدر داخِل ورشتِه يعمل على سيارة قديمة كساها الصدأ مِن الداخِل والخارِج ، وأثناء إنشِغالِه رن هاتِفه فـ قام بمسح يديه مِن الشحوم ثُمأجاب دون النظر إلى اسم المُتصل.

"ألو مين بيتكلِم؟".

أجابت ورد مِن الطرف الأخر وهي شِبه مُنهارة.

"إلحق يا بدر رحيم ونوح عندي في الكُلية وبيتخانقوا ومحدش عارف يسكِتهُم .. تعالى بسُرعة".

قال وهو ينزِع بِدلة العمل.

"طيب طيب إهدي! .. عشر دقايق وأبقى قُدامِك".

أقفل الخط وجهز دراجتِه النارية كي يذهب إلى صديقيه بـ أسرع ما يُمكِن ، قبل أن تقع كارِثة.

•••••••••••••

لم يكُن ينقصهُم سوى ما حدث حيث سمِعوا شمس تصرُخ بِعُنف ، فـ إستدارت ليلى لها بعدما إستوعبت وجودِها معهُم ، لـ تُذهل بمُضاربة شمس مع أحد الفتيان هاتِفةً فيه بغضب.

"بتمسِكني ليه بتِتحرش بيا هه؟! .. رُد عليا وقولي مين اللي بعتك ورايا يا حيوان؟".

إنجذب رحيم أيضاً تِجاه صوتِها لـ يترك نوح يُكمِل مشاجرتِه ذاهِبً لها ، وحينما وصل عِندها حاول تخليص الفتى مِن بين يديها بـ صعوبة ، فـ قد كانت تضرِبه وتخدِشه بِقسوة شديدة كـ أنها ليست في وعيها.

بينما وقفت ليلى بين هذا وذاك حائِرة ماذا تفعل؟! ، لـ تُقرر أن تُساعِد صديقتها وهرولت إليها بـ خوف .

ظل رحيم يُحاول جعلها تسترخي وهو ينطِق بعقلانية.

"شمس كفاية مينفعش اللي بتعمليه ده ، طب قوليلي عمل معاكي إيه وأنا هجيبلك حقِك؟".

نظرت شمس إلى رحيم بشراسةكـ إشارة له أن يبتعد عنها ، لم يتأثر هو بـ أفعالِها بل زاد إصراره أكثر لـ تخفيف حِدتِها ، 'يقولون دائِماً لا تُعانِد طبيبً نفسياً فـ إن عاندتُه زاد إصرارِه أكثر'.

وهُنا قد أتى بدر مُهروِلاً نظر لـ نوح أولاً الذي لا يزال يتشاجر مع الفتى ، ثُم أدار عينيه تِجاه رحيم لـ يجده أيضاً مُمسِكً شاب وكـ أنه يضرِبه ، ظل هو في المُنتصف مُشوش العقل لا يعرِف من يُساعِد بـ البداية.

حصل على الإجابة حينما رأى تِلك الفتاة المدعوة بـ شمس داخِل الشِجار ، لم يستمِر بـ التفكير كثيراً وذهب تِجاههُم  صارِخً بصوتٍ عالي.

"إنتوا جايين هِنا تِعمِلولي عبدُه موتة وإبراهيم الأبيض؟!".

وجه كلِماتِه إلى رحيم تحديداً قائِلاً.

"وإنت يا دُكتور يا مُحترم .. بِتِتخانق مع عيال مِن دور أُختك!".

كان رحيم محشوراً بين شمس والفتى لـ يصيح بـ غيظ.

"بس يا مُتخلِف مِش أنا اللي بتخانق أنا بسلِك بينهُم .. نوح هو اللي بيتخانِق هِناك أهو .. روح هاتُه مِن قفاه بدال ما إنع واقِف كِدا!!".

تسائل بدر ببلاهة شديدة.

"بتسلِك إزاي يعني؟".

أشار رحيم إلى شمس شارِحً الموقِف مُختصرِاً.

"الوغد ده عاكِس أنِسة شمس .. بس هي ما شاء اللَّه عليها قامِت بالواجِب وزيادة ، قولت أجي أسلِك قبل ما تخلص عليه!".

كتم بدر ضحِكاتِه بقوة فـ هذا ليس التوقيت المُناسِب أبداً للمُزاح ، قاطعهُما صُراخ ورد مِن الجِهة الأُخرى مُردِفة بهلع ، وقد كان الوضع فوضوياً للغاية.

"إلحق يا بدر نوح وِقِع مِن طولُه!".

كان هذا الإنذار لـ يذهب بدر إلى نوح فـ وجد الدِماء تُغطي وجهه وملابِسه ، نظر إلى الفتى الذي كان يتشاجر معه لـ يعلم أنه السبب ، ثار بدر بشِدة وبدأ في لكُمه وهو يثأر لـ صديقه ، رُغم جهلِه بهوية هذا الفتى ولِما نوح كان يتشاجر معه مِن الأساس.

............

ظلت كوثر ماكِثة أمام منصور عميد الجامِعة يتناقشان في أمر شمس وحساسية حالتِها.

"شمس زي بِنتي يا كوثر هانِم! .. وربِنا يعلم إني مبخليش حد يتعدى عليها مِن زُملائها ، وليلى صحبِتها مِش بتدي فُرصة لحد إنه يدوسلها على طرف ، فـ حضرِتِك إطمِني طول ما هي هِنا وتحت عِينيا".

أومأت له شاكِرةً بـ إمتِنان حقيقي ، هي لا ترغب في رؤية حفيدتِها حزينة يكفي ما أصابها مِن عِلّل ومشاكِل.

طُرِق باب المكتب لـ يدلُف أحد الطُلاب وهو يلهث قائِلاً.

"إلحق يا دُكتور منصور في بوليس جِه ولمّ الطُلاب مِن الكافيتيريا اللي قُدام الجامعة ، وتقريباً كِدا شمس وليلى كانوا مِن ضِمن اللي خادوهُم!".

إنتفض كِلاهُما لـ يقِفا بفزع ، وخاصةً كوثر التي بدأ عقلِها يستحضِر جميع السيناريوهات البشِعة ، لم تستوعِب بعد كلِمات هذا الطالِب ؟ ، شمس .. شُرطة .. كيف؟!!.

ترك منصور مكتبِة وأخذها لـ يذهبان خلف الفتى ويفهمان ما حدث وكيف حدث.

••••••••••••••••

جلس رحيم ونوح وبدر داخِل سيارة الشُرطة في جِهة ، والفتيات الثلاثة مُقابِلهُم في الجِهة الأُخرى ، أما بـ النِسبة للشابين المُتسببين بـ هذا الشِجار تم أخذهُما في سيارة أُخرى تجنُبً لِلمشاكل.

وزع بدر أنظارِه على كِلا صديقيه مُردِفً بـ عِتاب .

"يارب تكونوا مبسوطين باللي وصِلنالُه دلوقتي بسببكُم؟".

هتف رحيم بـ ضجر مِن حديث الأصغر.

"قولتِلك أنا مكُنتش بتخانِق كُنت بسلِك ، اللي بدأ خِناق نوح فـ متلومنيش على حاجة!".

رد نوح بدِفاعٍ عن نفسِه وهو يتحدث بصعوبة ، نظراً لكثرة الإصابات في وجهِه نتيجة المُشاجرة.

"يعني بدال ما تِشكُرني إني خدتِلك حق أُختك بِترمي البلّوة عليا؟ ، طب ما تحاسب أساس المُشكِلة؟".

أنهى جُملتِه رامِقً ورد بشرارة لأنها السبب ، لـ يأتى دور ليلى بـ الحديث قائِلة.

"مالوش لُزوم التلميح ده يا أُستاذ نوح؟ ، أنا قولتِلكُم إن ورد كانت قاعدة معانا في الكافيه!".

صُدِمت بـ رحيم يقول بـ شفافية موجِهاً كلِماتِه لها.

"مع إحترامي يا أنِسة ليلى بس إنتي كدابة؟ ، أنا واخِد دُكتوراه في عِلم النفس وأقدر أميز الكداب مِن الصادِق ، وأُختي كِدا كِدا هتِتحاسِب لإنها غلطِت .. وهي عارفة هعاقِبها إزاي ، وكون إنك تِداري عنها بالكِدب مِش هيغير حاجة!؟".

لم تستطِع ليلى تبرير أي شئ إليه فـ هو أسكتها بحقيقة كذِبِها ، رُغم أنها فعلت كُل هذا حتى تُساعد ورد ولا نية لها بـ السوء.

عاد نوح لـ يُلقي اللوم عليهم مُردِفً هذه المرة وهو يشير إلى شمس.

"وبالنِسبة لأُستاذة شمس اللي كانت هتجيب للواد إرتِجاج في المُخ! ، ولا دي مِش معانا في الحِسبة؟".

نطقت شمس بصوتٍ خفيض وهي تُنزِل رأسِها للأسفل.

"حاول يعاكِسني ولما سكتِلُه لمسني بإيديه! .. كُنت لازِم أخُد حقي؟".

شككت ليلى بحديثِها ظنً مِنها أنها تُهلوس بحدوث أشياء ليس لها أساس مِن الصِحة.

"مُتأكِدة إنُه إتعرضلِك يا شمس؟ ، مِش يمكِن ...".

وقبل أن تُكمِل رفعت شمس رأسِها بقوة نحوها مُتسائِلةً بـ حاجبين معقودان.

"إنتي مِش مصدقاني يا ليلى؟ فكراني إتجنِنت وبتخيل حاجات محصلِتش؟ ، بقولك حاول يتطاول عليا واللَّه العظيم ما بكدِب!!".

نطق بدر فجأة بصِدق مُتأمِلاً تعابيرها بعينيه غير واعياً لِما يخرُج مِن فمِه.

"أنا مصدقِك يا شمس".

إتجهت أنظار الجميع نحوه بغرابة ، وخاصةً شمس التي تشوش عقلِها لِما سمِعته للتو ، حمحم بـ حرج مُحاولاً توضيح مقصِده لهُم.

"بُصوا على دِراعها هتلاقوا علامات صوابِع ، وده دليل إن القذِر مسكها فِعلاً .. فـ هي صادقة!؟"

نظروا إلى يدها ليروا العلامة بالفِعل ، شعرت ليلى بـ تأنيب الضمير لـ شكِها بالحقيقة وإعتذرت لها نادِمة.

"أسفة إني شكيت في كلامِك يا شمس .. والحيوان اللي لمسِك ده هياخُد جزاؤه".

أومأت لها شمس بهدوء وعادت لوضعيتها السابِقة غير راغِبة في النظر إلى وجوههُم وبـ التحديد بدر ، لا تعلم لِما يُراودها شعور بـ الإمتنان تجاهه.

أكملوا طريقهُم نحو مركز الشُرطة صامتون.

••••••••••••

إنتهى.

إزيكوا يا حبايبي عاملين إيه؟ ، إتأخرت جِداً وطبعاً متضايقة إني بتأخر في النشر بسبب الدراسة والإمتحانات ، لدرجه إني عندث امتحان بكرا بس قولت مينفعش اطول عن كدا ولازم أنزل الفصل دلوقتي ، هو مش طويل اوي بس يعني يقضي الغرض .
مع العلم إني مِش راضية عنه وحاسة اني كتبته بسرعة ، فسامحونث لو فيه اي أخطاء .

وإدعولس إمتحان بكرا يعدي على خير.

متنسوش الفولوا يا قمراتي🤍🌙.

أشوفكُم على خير ♥.

وداعاً.

पढ़ना जारी रखें

आपको ये भी पसंदे आएँगी

16.5K 923 11
"تأتي البُشرى من حيثُ لا تدري؛ قد تتمثل في كلمةٍ لطيفة يُلقيها أحدهم ولا يُعطي لها بالًا ولكنها تركت أثرًا عظيمًا في نفسِك، أو جملةٍ داعمةٍ تقرأها صد...
522K 39.1K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
جنّة إبليس mona fares द्वारा

रहस्य / थ्रिलर

359K 29.1K 89
ماذا إذا اجتمع الشر المطلق مع الذكاء ؟! وماذا إذا اجتمعا كلاهما مع النرجسية وجنون العظمة وعقدة نقص دفينة ؟! حتماً ستكون النتيجة كارثة بشرية ، وها أنت...
827 117 13
هل الأنثي تحتاج الى رجل لكي تتعايش بين المجتمع بصورٍة طبيعية؟، هل كل أنثي كما يقول عليها[عانس/فاتها القطار] هكذا أنتهت حياتها ولا تستطيع أن تقدم أفضل...