شمس أوستن

By 4BOUNA

25.5K 1.8K 1K

لَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح... More

المقدمة
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوّج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي ، لكن ..
الفصل السادس : لن اخسر ، سوف اتسلق !
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه !
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية !
الفصل التاسع : الارشيدوق
الفصل العاشر: أميرة عالقة
الفصل الحادي عشر: قرار ترحيل
الفصل الثاني عشر : سيدي حامل السيف المقدس
الفصل الثالث عشر : ابكي بشكل جميل !
الفصل الرابع عشر : مهمة زوجتي العزيزة
الفصل الخامس عشر : مُلاحِقَةُ الثّنائيات !
الفصل السادس عشر : أنا اعرفك !
الفصل السابع عشر : حفلة الشاي
الفصل الثامن عشر : كانت كذبة!
الفصل التاسع عشر: استمتعي بالبكاء ، سينا!
الفصل العشرون: لحن آخيليس الحزين
الفصل الثاني و العشرون : مجدداً و لكن
الفصل الثالث و العشرون : ذلك اليوم من الصيف الحزين
الفصل الرابع و العشرون : حربُ الأفئدة
الفصل الخامس و العشرون : تمثيل!
الفصل السادس و العشرون: ما أريد و ما يجب!
الفصل السابع و العشرون: بداية جديدة
الفصل الثامن و العشرون : كل شيء و لا شيء!
الفصل التاسع و العشرون: أنا معجبٌ بك!
الفصل الثلاثون : العدو الأكبر
الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك
الفصل الثاني و الثلاثون: أفرغي قلبك لي، سينا
الفصل الثالث و الثلاثون : ضائع
الفصل الرابع و الثلاثون: توقعات بلهاء!
الفصل الخامس و الثلاثون: القرار
الفصل السادس و الثلاثون: لا شيء كالحلم
الفصل السابع و الثلاثون: أحبكِ!
الفصل الثامن و الثلاثون: خبئني!
الفصل التاسع و الثلاثون: المسني لتعرفني!
الفصل الاربعون: قبلني كيران!
الفصل الحادي و الأربعون: المصمم الأفضل على الإطلاق
الفصل الثاني و الاربعون : موعد كزوج و زوجة.
الفصل الثالث و الاربعون: الطريقة لقتل روح

الفصل الحادي و العشرون : مظهر جديد

302 33 4
By 4BOUNA

" أوه! أنا ممتن جدًا لأنك ما زلت هنا "
بعد دخولها الغرفة ، أغلقت سينا الباب و مشت  مهرولة نحوه ثم تتوقف على بعد خطوة واحدة من مكتبه
" هل هناك خطب ما ؟ "
باعد شفتيه و سأل ثم  رفع كيران رأسه و نظر إلى زوجته الواقفة  أمامه تحتضن رِزْمَةً من الأوراق
ابتلعت ريقها " هناك خطب " عضت شفتها السفلى 
" في الحقيقة .." تنحنحت " أريدك أن تقوم بختم وثائق المالية هذه"
" لماذا لم ترسليها مع البقية بالأمس ؟ "
طأطأت سينا رأسها و ردت :
"  لم انتبه لوجود وثائق اخرى "
تنهد كيران ثم ألقى القلم جانبا و تراجع ليريح ظهره و الانزعاج
بادٍ على وجهه
" كيف يجب أن أتعامل مع هذا الآن سينا ؟ "
أضاف :
" اخبرتك من قبل ،العمل بعشوائية هكذا لن ينجح "
رفعت رأسها ثم فصلت شفتيها للتوضيح لكن سرعان ما اطبقتهما و نظرت بعبوس ثم تنهدت
راقب كيران تحركاتها ، تسير بمحاذاة المكتب ثم تتوقف
شعر كيران بخيالها خلفه " كيراني! " و سمع صوتها
التفت كيران في اللحظة التي أمالت فيها سينا رأسها فالتقت اعينهما ، فتحت عيونه على نطاق واسع و وثب قلبه من مكانه و تسارعت وتيرة نبضاته
" أرجوك .. "
وجهها القرب من خاصته ، تنظر بعيونها الذهبية الكبيرة مترجيةً و يداها الصغيرتان مستقرتان فوق كتفيه
" أعدك بأنني سأكون أكثر انتباها في المرة القادمة "
نعومة عطرها الحلو يداعب أنفه و يتغلغل إلى أعماق أعماقه
يحدق، نظرة شاردة متأملة كما لو كان يرى وجهها بهذا القرب للمرة الأولى في حياته
لم تستطع سينا معرفة إن كان ما تقوم به فعالا حقا لكنها استمرت ، اطبقت كفيها و حاولت استعطافه
" لن يستغرق الأمر وقتا طويلا أعدك "
" اعلم انك نوع الأشخاص الذي إذا أنهى عملا لن يعود إليه أبدًا لكن .. "
تشير بأصبعها  إلى طرف الوثيقة
" فقط ختم صغير هنا "
لم يكن كيران واعيا في تلك اللحظة، ينظر إلى شفتيها المتحركتين لكن عقله يرفض ترجمة ما تتلفظ به
واصل النظر بتمعن إلى كل شبر من وجهها ، كل تعبير تضعه
لاحظ الخصلة الصغيرة العالقة في الزاوية بين شفتيها فرفع يده و قام بإبعادها 
في نظره دائما بدت سينا صغيرة و نحيلة قابلة للكسر تحت اي ضغط بسيط تماما كجناحي فراشة لذلك كان يبذل جهدا  في التعامل بحذر شديد  لكن رغم ذلك استمر في التساؤل
أنا حقا .. لما ارغب في معانقتها بشدة ؟!
قبض كلتا يديه بقوة و تنفس بعمق بينما يكرر في نفسه 
لا تهذي كيران ، لا تهذي، هذا التفكير ليس صائبا
بعدها اعتدل في جلسته و زفر نَفَسَهُ و قال : 
" حسنًا، ضع .. ضعيها وابتعد عن مساحتي "
ارتفع حاجباها و اتسعت عيناها بينما تنظر إلى شخصيته
مساحتي! الا يمكنه فقط أن لا يكون لئيمًا لثانية ؟ أشعر برغبة في لكمه و.. سينا اهدئي! من اجل نضارة وحيوية بشرتك
استنشقت و زفرت بهدوء بعدها وضعت  الوثائق على المكتب أمامه ثم فرقتها عن بعضها و تراجعت نحو الخلف
  راقبت كيران يقوم بمد يده باتجاه صندوق عدة الكتابة ، يفتحه و يخرج الختم
  بنقع  أسفل الختم في علبة المسحوق الاحمر جيدا ثم و بخفة يده يختم الوثائق
عندما تأكدت من انتهاءه جمعت الاوراق و نظرت  مدققة أسفل كل الوثائق حيث ترك نقش الختم أثره ثم ابتسمت و التفتت نحو كيران
" شكرا لك "
بعدها استدارت و مشت باتجاه الباب
" سينا "
تلتفت 
" نعم "
" في المرة القادمة إن لم اكن هنا فقط اطلبي من جيروم أن يفتح الخزنة لك و قومي بختم الوثائق بنفسك "
رتب عدة الكتابة خاصته داخل الصندوق الخشبي العتيق ثم احكم إغلاقه و أتبع :
" لا داعي لانتظاري "
" حقا ؟! " اتسعت عيناها " هل ستسمح لي بفعل ذلك ؟"
أومأ برأسه
" ألست خائفا؟ قد اقوم بسرقة أموالك و الهرب بعيداً " 
شابكت يديها خلف ظهرها و ضيقت عينيها
" انت بالكاد تعرفني .. "
تقدمت بضع خطوات ثم فصلت شفتيها و قالت بطريقة مريبة :
" قد أكون شخصا سيئا "
تهمس
" الا تعلم؟ أنا خطيرة .. خطيرة جدا! "
انبسط وجهه و انفرجت شفتاه فارتفعت زوايا فمه في ابتسامة جميلة 
" لا ،  لست كذلك "
" ما الذي يجعلك واثقا جدا هكذا ؟ "
" لأن ضميرك لا يزال حياً .. "
توسعت عيناها الذهبيتان نسبيا ، رفع كيران رأسه و نظر إليها مباشرة و البشاشة بادية على وجهه
" هذا ما يجعلني واثقاً "
لاحظ كيران الحيرة في عينيها اللتين كانتا تسألان عن معنى كلماته، فكرت سينا داخليا
لماذا يبدو أنه يثق بي؟  أم أنها  طريقته في جعلني أصدق ذلك؟
استطاع كيران استقراء ما تفكر فيه من خلال ملامحها ، الاحتمالات التي كانت تضعها كإجابة 
لطالما كانت سينا مكشوفة له بطريقة ما من خلال تعابير وجهها ، لغة حواجبها تارة و عيناها تارة أخرى
' ظريفة '
تملكته رغبة غريبة في الضحك ، رفع يده و غطى فمه ثم أطبق شفتيه لحبس ضحكته لكنها انفلتت فانخرط في موجة من الضحك
تردد صدى نبرته العميقة في الارجاء
في تلك اللحظة جعل تصرفه قلب سينا يقفز من مكانه فزعا، عندها عادت حواسها للعمل أصبحت أكثر انتباها
واقفة كالصوص المبلول تشاهده يضحك غير واعية بما يجري ، تحدق بعيونها الذهبية الكبيرة في حيرة و تيه
انتظرت سينا تفسيرا لكن كيران استقام واقفا ثم ارتدى معطفه و سار باتجاهها، رفع يده و ربت على رأسها
" سوف أنضم إليك لاحقاً ، حسنا ؟  "
اومئت برأسها  و لوحت مودعة ثم راقبت سينا الباب يغلق تدريجيا
" ما الذي أصابه؟! "
تساءلت عاقدة حاجبيها ثم ابتسمت في اللحظة التالية و قالت بينما تعبث بأطراف الوثائق
" لكنه يضحك بشكل جميل حقا "
ضربت رأسها و قالت موبخة
" افيقي! قال ضحكة قال! .. أنا ما الذي افعله هنا أساسا؟! لأخرج! "
هرولت مسرعة نحو الخارج  

يحدق في الوثيقة الموضوعة أمامه شارد الذهن ، الأسماء المعروفة المدرجة في القائمة جعلته في حيرة من أمره
" هل طلبت حضوري؟ "
يرفع رأسه و ينظر إلى الشخص الذي يدلف إلى الداخل 
" كيران .." يشير إلى الكرسي على يساره
" تعال، اجلس "
بعد أن جلس كيران على الكرسي علا صوت طرق خفيف على الباب
" أخي! " يدخل شينايير بحماس و يتخطى عتبة الباب ثم يتوقف فجأة " اوه! ک-كيران أيضا ؟! "
تجعدت جبهته
" ه‍-هل فعلت شيئا خاطئا ؟! "
نفى ديميتريوس برأسه ثم أشار إليه و قال
" اجلس "
تقدم شينايير و جلس على الكرسي هو الآخر
" طلبتكما لأنني أريد المشورة "
مرر ديميتريوس الوثيقة إلى كيران و قال :
" المرشحات لمنصب الامبراطورة المستقبلية، جميعهن من اختيار صاحبة الجلالة "
ينظر كيران إلى الاسماء المدرجة في القائمة ثم رفع رأسه و فصل شفتيه
" إن كانت لويز هي الهدف من كل هذا، اعتقد أن عليك أن تختار أكثر مرشح لا تطيقه "
أومأ شينايير برأسه و قال مؤيداً :
" أوافق كيران الرأي "
كتف ديميتريوس ذراعيه فوق المكتب و سأل :
" من تقترح؟ "
يتتبع شينايير و ديميتريوس تحرك اصبع كيران إلى أن توقف فجأة  رفعا رأسيهما في الآن ذاته و حدقا معا في كيران بعيون متسعة
" هذا سيفي بالغرض حتما "
" حقا! " صرخ شينايير ثم نظف حلقه و سأل بنبرة أكثر استقرارا
" ماذا عن الرجل الآخر؟ "
فكر ديميتريوس و نظره ثابت على الاسم المقترح للحظات ثم فصل شفتيه و قال دون رفع ناظريه
" تريدني أن أحصل على امرأة رجل آخر؟! "
تنهد كيران ثم تراجع إلى أن لامس ضهره الكرسي
" انت الامبراطور، كما أن الرجل الآخر لا يخطط للخوض في علاقة جدية " لف كيران الساق حول الأخرى و أضاف :
" أراهن أنه لن يعترض على ذلك حتى "
" لكن لديها حتما رأي آخر  "
اعترض ديميتريوس فتنهد كيران و قال :
" كيف تريدني أن أرد على هذا ؟ "
لم يرد ديميتريوس فواصل كيران قائلا :
" انت تدرك جيداً قدر المسؤولية التي على عاتقك أليس كذلك؟ توقف عن التفكير في نفسك فقط "
" في الواقع أنا أعلم ، أعلم ذلك جيدًا لكن ليس بتلك الطريقة القاسية و الجافة التي تتحدث بها "
" لنفترض أن لويز لا تريدك فعلاً، هل ستفكر في مشاعر الآخرين؟"
" و تريدني أن أقحم امرأة لا احبها في ذلك و اجعلها تتجرع مرارة ذلك الشعور "
" ديميتري أنت الامبراطور!  لديك مسؤوليات أهمها الحصول على وريث ، مع امرأة تحبها أو لا! "
تدحرجت حدقتاه ، ينظر شينايير بقلق إلى كيران و ديميتريوس و هما يرشقان   بعضهما البعض  بردود متتابعة بعناد
في لحظة ما تنهد ديميتريوس و اشاح ديميتريوس بوجهه ما جعل كيران يشعر بأنه يتم تجاهله ، استنشق  بحدة ثم اسقط قبضته على المكتب و صرخ :
" ماذا ستفعل عندما تدرك بأن لويز لا تكن لك أي مشاعر؟! "
جفل " هي ليست- "
" أجبني! " صاح في تشنج ثم زفر نفسه و قام برفع شعره المتساقط أمام ناظريه  نحو الخلف بعصبية 
" ما الذي تريده ؟! هل تريد أن تصبح مجنونا مثلي ؟! يركض كالحيوان خلف شخص لا يريده! "
مسح وجهه بخشونة محاولا احتواء غضبه ثم تحدث بنبرة أقل حدة
" اعتقدت أنك رأيت و شهدت على ما آلت إليه الأمور عندما تصرفتُ بعناد، بعد كل شيء ، كنت الخاسر الوحيد، خسرت كل شيء .."
استقام كيران واقفا ثم تراجع خطوة نحو الخلف ثم بسط ذراعيه  قال بمرارة :
" أنظر إلي ، هل تريد أن تصبح مثلي ؟! فارغ و عاجز عن التعافي"
نظر ديميتريوس و شينايير إلى كيران معا ، تعبير وجهه المنقبض عبر عن مدى فظاعة الشعور الذي تركه ذلك الألم في تلك العينين ، كما أدركا كم هو مضنٍ ذلك الشعور ، خفض الاثنان انظارهما
" استمع .. "
اقترب كيران من ديميتريوس و انحنى " انظر إلي.. " طلب كيران ثم اتبع :
" انا لا أحاول أن أكون فظا أو متسلطا .. "
امسك بمقبضي الكرسي ثم نظر في عيني ديميتريوس مباشرة و قال
" كنت في نفس الركْب واعتقدت مثلك أنه في النهاية  سأجد السعادة  ولكن كل ما وجدته هو  السواد ، سواد لعين سيظل ملتصقا بك إلى أن يفتك بك "
نظرة الألم المرير في العينين الزرقاوين وهو يقول
" لا يهمني ما سيكون حكمك عني الآن، إن كنت ستكرهني ، افعل ذلك لكن ديميتريوس تذكر .."
اظلم وجهه و تحولت تلك النظرة المراعية إلى نظرة أكثر جدية و حزم، يضيف مؤكداً على كل كلمة  :
" أنا أفضل الموت على رؤيتك ترتكب نفس خطأي! "


" أنتِ .. إن كنت لا تعرفين ، سوف تتأذين إذا واصلت تناولها  "
" لا يهم ، أنا أفضل أن أتأذى على أن يصاب الناس بالأذى بسببي ، و ايضا .. "
ارتفعت زاوية فمها، رفعت سينا رأسها ثم فصلت شفتيها و قالت :
" كيف علمت بأنني اتناولها؟ "
واصلت :
" في العادة يتم استعمالها استعمالا موضعيا لإيقاف النزيف ، ما الذي جعلك تعتقد ذلك ؟ "
فتحت عيون كاميل على مصراعيها ، في تلك اللحظة أدرك أنه كشف أمره بنفسه ، لعق شفته السفلى ثم قال متلعثما
" في الحقيقة، الأمر .. ذلك ليس- "
" لا عليك! "
شابكت يديها خلف ظهرها
" بدل الإجابة هلا تسدي لي معروفا ؟  أبق ذلك سراً ، لا ينبغي لأحد أن يعرف عن ذلك ، هل ستفعل من أجلي؟ "

" لأكون صريحة ، أنا لا أريد أن اسجن، فكما تعلم ، ليس لدي الوقت الكافي لأعيشه لذا .. أنا لا أريد أن اقضيه في السجن "

" اعتقد أن شخصا مثلك رأى الكثير من الأشخاص، الأحياء منهم والأموات يدرك تماما قيمة أن تكون حيا، هل انا على صواب ؟ "
ضحكت
" في النهاية ، أنت قرأت الكتاب كاملا بأجزائه، بينما قرأت أنا فقط الصفحات القليلة الأولى منه "
المرأة الشابة الواقفة أمامه تحدثت بطريقة مباشرة و حكيمة ، نظرة ثابتة جادة لم تتأثر بأي عاطفة ، واثقة جدا و غير مهتمة بما ستكون عليه الإجابة ، امرأة مقتنعة تماما  بحقيقة أنها ستموت تستمر في الابتسام كما لو أن تلك الحقيقة مجرد هراء لا أساس له من الصحة
تساؤل واحد تردد في ذهن كاميل ، ووضع اجابتين يحتملهما ذلك السؤال و هما إما أنها  مسؤولة جداً أم أنها ممثلة بارعة
" بالضبط "
ابتسمت ثم رفعت و لوحت  برزمة العشبة و قالت :
" اشكرك على هذا "
بعدها  سارت باتجاه الباب و غادرت البرج تاركة كاميل في حيرة يفكر
هذا مختلف تماما عن ما توقعته، لما كنت اعتقد بأنها ستستعمل لغة التهديد ؟ 

بعد النقاش الحاد تم الاتفاق على مجموعة من التغيرات التي يجب على ديميتريوس فعلها فكانت الخلاصة كالتالي :
[ اولا ، علينا أن نتعامل مع مظهرك الخارجي، لا احد يفضل الشعر الطويل ، الزمن يمضي و ايضا عليك أن تتوقف عن ارتداء هذه الملابس ، أنت لست قديسا ]

[ ثانيا ، عليك أن تختار من القائمة أكثر مرشح لا تطيقه لويز ]

[ ثالثا ، عليك التمثيل ، كن باردا غير مبالي تجاهها ]

ديميتريوس تنهد مستسلما و اختار أن يحاول وفق ما اقترحه الرجلان الجالسان أمامه ، نظر إلى كل منهما على حدى ثم اسقط نظره
ينظر إلى خصلات شعره المتناثر على الأرض ، كان هناك الكثير من الذكريات ، الشعور اللطيف لأصابعها في شعره   لا يزال عالقا في ذهنه و صورة انعكاس وجه المرأة الواقفة خلفه  تسرح شعره بانتباه و حذر على المرآة الصغيرة فوق المكتب ، تذكر تلك اللحظات التي كان يختلس فيها النظر إلى وجهها من خلال تلك المرآة العاكسة ، ملامحها الهادئة و عيونها الساحرة
توسعت عيناه عندما وقع نظره على رِباط الشعر المدفون تحت  الشعر المبعثر فدنى بسرعة و التقطه
قبض عليه بقوة و الرعب باد في رماديتيه بعدها نظر حوله و أدرك أنه لم ينتبه أحد لذلك ففتح درج مكتبه و دسه في الداخل ثم اغلفه بسرعة
بعد لحظات أعلن حلاق العائلة الحاكمة عن انتهائه ، التفت ديميتريوس و حدق في انعكاسه على المرأة ، تلمس أطراف شعره القصير، ابتسامة باهتة رسمت على محياه
" احسنت عملاً "
بعد الثناء على حسن عمله أُذن للحلاق بالانصراف، وقف كيران و اقترب من ديميتريوس و يداه في جيبه ثم قال : 
" سأتحدث و شينايير مع مصمم و خياط العائلة "
نظر ديميتريوس إلى كيران فشينايير الذي اومأ برأسه مؤيدا ثم قطب حاجبيه و تذمر
" انتما تشعرانني بأنني دمية استعراض! "
استقام شينايير ثم سار و وقف بجانب كيران، فصل شفتيه و رد :
" فقط استمع إلينا ، إذا لم ننجح .. افعل ما تريد "


لقد مرت بالفعل ساعة ونصف بعد منتصف النهار، هل حدث شيء ما ؟
جالسة أمام المائدة بهدوء لكن عقلها يسكنه ضجيج مزعج، استمرت سينا في الانتظار و التفكير
قال بأنه سينظم الي لتناول الطعام لكنه تأخر ، كيران ليس نوع الأشخاص الذي يتخلف عن موعد
ارتفع حاجباها و اتسعت عيناها
أم أن مكروها ما .. لا!
حركت رأسها نافية تطرد كل الأفكار السوداوية التي تحوم في ذهنها
" سيدتي، هل هناك مشكلة؟ "
رفعت سينا رأسها و نظرت إلى رئيس الخدم الواقف على الميمنة و  يضع تعبير القلق على وجهه ، ابتسمت سينا بخفوة و ردت :
" لا على الإطلاق "
" إن كان غياب سيادته هو ما يقلقك اعتقد انه لا حاجة لذلك لأنه في العادة يكون مضغوطا في مثل هذه الأوقات" اتبع موضحا  " الذكرى السنوية السابعة  لتتويج صاحب الجلالة على الابواب لذلك يصبح السيد مشغولا أكثر في هذه الفترة "

" حسنا "
أرجو أن يكون ذلك السبب
جعلتها كلمات ريوجان مطمئنة بعض الشيء و رفعت بعضا من الثقل الخانق الجاثم على صدرها ، زفرت براحة ثم تذكرت أمرا آخر 
لما انا مهتمة بذلك؟! سينا هو ليس زوجك الحقيقي! افيقي!
كل هذا لأنني بدأت اعتاد على ذلك ، هذا غير مبشر! ما الذي أصابني؟!
" سيدتي، هل نقدم الاطباق الآن؟ " سأل ريوجان
" أجل! "
خرج صوتها عاليا فجأة ما لو كانت فزعة ما جعل الخدم متفاجئين ، تنحنحت سينا ثم قالت بابتسامة متداركة الوضع : 
" نعم، رجاءً "

_________________

نهاية الفصل🌻

أي تعليق او مناقشة ؟

اشوفكم على خير 🤍

Continue Reading

You'll Also Like

1.9K 127 10
فنّان موهوب يعيش صراعات نفسية بعد تلقيه لصدمة عمره، يحارب عراقيل حياته مستعينا بفنّه و وظيفته المتواضعة. تجمعه الصدف بفتاة من عائلة نبلاء لتقع هي في...
2.6K 521 19
المُـوبِقُ هُوَ الحَـاجِزُ العظِيمْ المُستحِيل لوقُوع شَئ. حَاجِرْ دِينِيْ، عقَائِدِي، إجتِماعِيْ، ثقَافِيْ وَ فكْرِي هـوَ ماسَيجعَـل إجتمَاع شَخصَان...
565 95 23
أن أكتب لك عن كل الأفكار التي تقبّل رأسي تلك القبلة الفرنسية الرومنسية و الهادئة ... هذا الكتاب ، ليس فصولا أعترف فيها بحبي لك و إنما فتاة تتعرى لك...
40.9K 1.4K 11
رغبتي بك وغيرتي عليك أشد من ان تتحمليها.