بارانويا | «جُنون الإرتياب» (...

By Ahlam_ELsayed

7.2K 465 2.3K

مُنذ الصِغر ونحنُ نعلم جيداً أن الخطان المتوازيان لا يلتقِيان أبداً ، فـ هل مِن المُمكن أن تتغير تِلك القاعِد... More

♡ إقتباس ♡
الفصل الثاني : إضطِراب
الفصل الثالث : حادِثة صُدفة
الفصل الرابع : غريبًٌ مُصاب
الفصل الأول : البداية
الفصل الخامس : الجانِب الأخر للجميع.
الفصل السادس : هروب.
الفصل السابع : أجواء غير مُعتادة.
الفصل التاسع : كوثر تقلق.
الفصل العاشر : نِزاعات وتغيُرات
الفصل الحادي عشر : شِجارين في آنٍ واحِد
الفصل الثاني عشر : غُموض بين السُطور
الفصل الثالث عشر : بداية البداية
إعتذار بسيط♥ملحوظة الإعتذار قديم
الفصل الرابع عشر : خارِج عن المألوف.
الفصل الخامس عشر : شعور مُختلِف
الفصل السادس عشر : التهور والإندفاع
الفصل السابع عشر : تجمُع عائِلي
الفصل الثامن عشر : فضول أم شفقة.
الفصل التاسع عشر : عاد لـ ينتقِم
الفصل العشرون : هادِم الملذات ومُفرِق الجماعات
الفصل الواحد والعشرون : أشياء جديدة
الفصل الثاني والعشرون : أهُناك أمل؟
الفصل الثالث والعشرون : مِشوار العِلاج
الفصل الرابع والعشرون : ضّي الشمس
الفصل الخامس والعشرون : مأساة.
مهم ♥
الفصل السادس والعشرون : المرض النفسي ليس جنونً
الفصل السابع والعشرون : نبضات
صور تقريبية للأبطال♥
الفصل الثامن والعشرون : إنكشف السِتار
الفصل التاسع والعشرون : لن أترُككِ للظلام
هام🇵🇸♥.
الفصل الثلاثون : عُصفورً جريح.
الفصل الواحد والثلاثون : مرحباً بالمشاكِل
الفصل الثاني والثلاثون : قبل الطوفان بساعات
الفصل الثالث والثلاثون : فضيحة على الملأ.
الفصل الرابع والثلاثون : يومًا لك ويومًا عليك
الفصل الخامس والثلاثون : نُزهة مليئة بالحقائِق
الفصل السادس والثلاثون : سابِق ولاحِق
الفصل السابع والثلاثون : بنفسِج برائِحة التوت.
الفصل الثامن والثلاثون : لا مفر مِن الحقيقة
الفصل التاسع والثلاثون : لن يمُر مرور الكِرام.
الفصل الأربعون : ليلةً لا تنتهي.
الفصل الواحد والأربعون : لأجل وردتي.
الفصل الثاني والأربعون : خُيوط مُتشابِكة.
الفصل الثالث والأربعون : أُريدك بجانبي.

الفصل الثامن : ليلى تكلمَت.

144 11 68
By Ahlam_ELsayed


{بسم الله الرحمن الرحيم}

أذكر الله.

صلوا على نبينا محمدﷺ

ڤوت وكومنت لتشجيعي💜🐰.

تجاهلوا أي أخطاء إملائية إن وجد.

.
.
.
قراءة ممتعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

'ليتنا بقينا أطفالاً فـ لم تلوِثنا قذارة البشر ، وكُنا ظللنا أنقياء القلب ، والروح ، والجسد'.

...........

أتى رحيم فور سماعِه صوت شادية ، كم يمقُت هذه المرأة وقد رغِب بشِدة أن يُفصِح لـ زوجِها عن حقيقتِها الشنيعة.

إعتذرت ليلى لهُم راغِبة بـ الرحيل دون الدخول في نِقاش مع تِلك السيدة غريبة الشكل والمضمون ،
فـ أخذتها ماجدة في عِناقٍ حار لـ تُبادلتها ليلى وهي تشعُر بدِفئ غريب لم تُعاهِده مُنذ سنوات.

بالطبع شمس وقفت بعيداً كي لا يقترِب مِنها أي شخص ، لأنها لا تُحب أن يلمسها أحد مهما كان من هو.

ظلت شادية تقِف على حالِها وجميعهُم يتجاهلونها وكأنها هواء.
حتى قامت بـ إخلاء حلقِها بغرض جذب إنتباههُم لها ، إستغل نوح الوضع وإقترب مِنها قائِلاً بـ إبتسامة.

"سِت شادية! إنتي واقفة هِنا مِن بدري!؟".

رفعت حاجبيها تنظُر إليه بتعجُب وكأنها تُخبره ' هل تمزح معي؟' ، وخلال إنشغالهُم رحلت ليلى ومعها شمس.

أتى دور ماجدة لـ تتصرف مع هذه الإمرأة ، تقدمت مِنها وقامت بـ إبعاد نوح عنها لـ تنطِق بنبرة لاذِعة لا ترحم.

"إنتي لسة فيكي العادة دي يا شادية؟! ، يا ولية إحترمي نفسك وسنِك! ، ده إنتي سيرتك بقت على لِسان كُل رِجالة المنطِقة!".

شهقت شادية مُصطنعةً الدهشة و ردت.

"مين أنا؟!! طب وحياة شنب المعلِم صابر جوزي ، إن نيتي سليمة وجيت عشان أطمِن عليكي ، ده إنتي بركِتنا واللَّه ياحجة".

كتموا الفتيان صوت ضحِكاتِهم لأنهُم يعلمون جيداً أن شادية تكذُب.

كانت ماجدة على وشك تعليمِها الأدب ، لـ يأتى زوجِها مِن الأعلى وهو يُهذِب شاربيه ونطق مُتسائِلاً بينما عينيه تحوم علي وجوههُم.

"متجمعين عند النبي إن شاء اللَّه  .. خير يا حجة ماجدة! البِت شادية ضايقِتك فيحاجة؟ عشان أكسرلِك عضمها".

حبست شادية أنفاسِها خوفاً مِن أن توقِعها ماجدة في شر أعمالِها ، تنهدت ماجدة بقِلة حيلة وأجابته.

"أبداً يا أخويا هي شادية دي بنِسمعلها صوت ، دي نِسمة العمارة".

ثُم وجهت عينيها نحو شادية وأكملت غامِزةً لها.

"متِنسيش اللي قولتُهولك يا حبيبتي ، السلام عليكُم".

رحلت ماجدة عائِدة إلى شِقتِها ، ورحيم ذهب إلى عملِة ، بينما بدر قرر الصعود إلى شِقتِه لـ يقوم بـ إيقاذ إخوتِه ويوصِلهُم إلى مدرستِهِم.

بقي نوح و ورد ، فـ أخذ صابر زوجته ورحلا .

كانت ورد تستعِد لـ يومِها الجامعي ، فـ إقترح نوح عليها بطريقة مُهذبة.

"إيه رأيك أوصلك؟ بدال ما تروحي لوحدِك!".

نظرت ورد إلى الأرض وهي تُقسِم أنه قد جُن ، لـ جُرأتِه على طلب شئً كهذا مِنها ، وهو يعلم جيداً أنها لا تقرُبه بـ أي صِلة.

ومِن ناحيته قام بـ التفكير في هذا الإقتراح خوفً عليها مِن مُطارِدها ، الذي يود أن يراه مُجدداً ويُلقِنه درساً لن ينساه طوال حياتِه.

أتاه رفضِها القاطِع وهي تأخُذ كتُبِها مِن فوق الطاولة ، وأغلقت الباب بعدما ودعت والدتِها مُردِفة له.

"لا يا نوح ولو سمحت ركِز فـ اللي يخُصك وبس!".

تركته وهبطت بينما ظل هو لـ ثواني يُفكِر في المغذى وراء جُملتِها الأخيرة ، ما الذي يخُصه بـ الضبط؟!.

أقسم أنه لن يترُكها وحدها حتى ولو راقبها مِن بعيد ، ثُم ذهب خلفها دون تردُد.


•••••••••••••••••

وصلت ليلى إلى منزِلها.

بعد إيصالِها شمس أمام باب الڤيلا ، وجدت خالتِها عزيزة تنتظِرها وأنور يقِف جِوار الشُرفة يُدخِن بـ شراهة ، وسميح كعادتِه في هذا المنزِل يكتفي بـ المُكوث أمام تِلفازِه كـ أنهُ مزهرية لطيفة نشتريها لـ نُزين بِها أثاثُنا.

فور أن لمحتها عزيزة هرولت تِجاهها وأخذتها بين ذراعيها تُردِف بـ راحة كبيرة.

"الحمدللَّه إنك بخير يا ضنايا! ، ده أنا قلقت عليكي أوي".

لم تُبدي ليلى أي ردة فِعل ، لأن عقلِها مليئ بالكثير مِن الأحداث والأفكار ، إبتعدت عزيزه قليلاً حتى يكون هُناك مجال لـ رؤية وجه إبنة شقيقتِها ، وجدتها مُتصلِبة كـ لوح مِن الخشب.

تصاعد قلقها أكثر وسألتها وهي تقوم بهزها بـ رِفق.

"مالك يا ليلى؟ .. فيكي إيه يا بنتي!؟ ، عاملة زي اللي شافت عفريت كِدا!".

نظر أنور إليها فـ رأها تُركِز عينيها عليه ، شعر بـ التوتُر وبدأ في التدخين بوتيرة أسرع ، مُتمنياً أن تدلُف إلى غُرفتها فقط دون كلام .

أجابت ليلى بهدوء عكس الحديث الجنوني الذي يخرُج مِن فمِها.

"إبنك بيتحرش بيا يا خالتي!"

صدمة .. سكون .. صمت.
ثلات كلِمات غير قادرين على وصف ما يحدُث الأن ، صدمة أنور حول تصريحها بـ أفعالِه دون خوف ، وصدمة عزيزة مِما قالته ليلى عن ولدِها رُغم عِلمِها بـ نزاواته القذرة ، لكِن أيُمكن أن يفعل هذه الأشياء مع إبنة خالتِه الوحيدة!! ، من عاشت معهُم لـ سنوات ليست بـ قليلة أبداً؟!!.

قهقهت ليلى وأكملت ناظِرةً إلى وجوهِهم.

"مصدومين؟! متخيلتوش طبعاً إن البيه المُحامي إبنكوا واللي بيدافع عن حقوق الناس ، ينتِهك حقي بالشكل ده صح؟!".

هاجمها أنور بعدما أفاق مِن ذهولِه.

"إنتي إتهبلتي يابت!؟ بقا أنا هبُصِلك إنتي؟ ، ده إحنا متربيين سوا يعني زي الإخوات!".

إختفت إبتسامتِها وردت عليه وبداخِلها تشعُر بـ القهر والحسرة ، خوفً أن لا يُصدقونها.

"وهو في أخ .. بيطمع في أُختُه؟!".

ألجمت هذه الجُملة لِسانه ، نظرت هي لـ خالتِها وقالت بحسم.

"أنور إمبارح إتهجِم عليا أنا وشمس وإحنا لوحدِنا ، كان عايز يعمِل فيها زي ما بيعمل معايا .. عارفة ليه؟".

رطبت شفتيها بـ لسانِها ثُم أكملت بـ مرارة.

"عشان شمس كانت هتِفضح قذارتُه قُدامكوا! ، لإني للأسف .. سكتت على عمايلُه كتير جِداً ، لكِن خلاص فاض بيا؟!".

لازالت عزيزة مُتصنِمة كـ الحِجارة و وعيها غائِب وتركيزها مُنعدِم.

ولكِنها إستعادت عقلِها حينما رأت ليلى تذهب تِجاه باب المنزِل  تجُر حقيبة سفر بيدِها ، لقد قامت بـ تجهيزِها سابِقاً إستعداداً لـ هذه اللحظة ، أردفت بـ شجاعة قبل أن ترحل.

"مِن وقت ما دخلت البيت ده وأنا بحوِش كُل قِرش يجيلي ، ومنعت نفسي مِن كُل حاجة عشان بس لما اليوم ده يجي أكون جاهزة!".

أخرجت مِن حقيبة يدِها ورقة مطوية فـ قامت بفردِها أمام أعيُنهُم ، وأكملت بـ قوة.

"ده عقد إيجار لـ شقة برا .. شقِتي اللي أجرتها بفلوسي وهعيش فيها لوحدي بعيد عن السِجن ده!".

هبطت دموع عزيزة بـ تتابُع وهي تهُز رأسِها بعُنف رافِضة فِكرة رحيل ليلى عنها ، مهما كان هي إبنتها؟ كيف تذهب هكذا وتترُكها.

بكت ليلى بدورِها الأُخرى وتحدثت بـ ضيق.

"متعيطيش! .. صدقيني ده الأحسن ليا ، أنا هِنا مِش حاسة بأمان إنتي فهماني أكيد؟!".

إنها تفهمها جيداً للأسف ، تفهم ما عانته مع رغبات ولدِها الشهوانية ، تفهم تعرُضها للأذى النفسي والجسدي على يد وحيدِها ، هي مُحِقة كُب الحق في رغبة رحيلِها بعيد عن هذا المنزِل.

عزيزة لا تملُك وجه حق أو عُذراً لـ تُجبِرها على البقاء في مكان لا يُعطيها الأمان والراحة!.

أنهت ليلى حديثها قائِلة.

"الوحيدة اللي مسموحلها تِعرف عِنواني وتزورني وقت ما تحِب هي إنتي .. سلام".

ودون كلِمة أُخرى تلاشت ، كاد أنور أن يلحق بِها لـ تأتيع الصاعِقة بعدما قامت عزيزة بـ صفعِه بـ كُل قوتِها وصرخت في وجهِه بـ تعابير مُشمئِزة.

"بعد تعبي في تربيتك كُل السنين دي! ، وبعد ما كبرتك وخليتك مُحامي قد الدُنيا تِطلع بالسفالة دي؟ ، يوم ما تقِل أدبك يبقى مع بِنت خالتك!!؟ ، بدال ما تكون سندها وحمايتها تبقى مصدر خوفها وقلقها؟!"

حاول سميح التدخُل والدِفاع عن أنور فـ منعتة عزيزة وهي تصرُخ بـ غضب.

"بني آدم زيك ميستحِقش يكون إبني! ، إطلع برا البيت يا أنور قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين ، وأنا وليلى هنكون أخصامك يوم القيامة".

شُل تفكير أنور هل والِدته تخلت عنه لأجل إبنة خالتِه؟ ، وبـ هذه السهولة أيضاً!؟.

نطق سميح بـ ليّن.

"إعقِلي اللي بتقوليه يا عزيزة! ، الواد هيروح فين في الوقت ده!!؟".

نظرت عزيزه له وهتفت بسُخرية.

"يغور في داهية! زي ما خلى بنتين يهربوا في نُص الليل بسبب أفعالُه الزبالة!".

تركتهُما وذهبت نحو غُرفة أنور وبعد دقائِق عادت ومعها حقيبة متوسطة بِها بعض الملابِس.

ألقتها بوجه أنور لـ تنطِق بـ جمود.

"هدومك أهي .. برا".

إلتقط أنور الحقيبة مِن فوق الأرض ومازال لم يستوعِب جدية والِدتِه بعد ، حتى قامت بدفعِه نحو الخارِج وأغلقت الباب خلفه دون ذرة ندم.

•••••••••••••••••

عانقت شمس جدتِها وقلبِها تغمُره السعادة ، مُنذ سنوات لم تشعُر بهذا الشعور الرائِع ، بادلتها كوثر بنفس الإشتياق وإبتعدت مكوِبةً وجهها بين كفيها ناطِقة بدموع فرِحة.

"وحشتيني أوي يا شمسي ، كبِرتي يا حبيبتي وبقيتي Lady زي القمر!".

إبتسمت شمس و قالت.

"إنتي كمان يا نانا وحشتيني جِداً!".

جلست كوثر وطلبت منها مُشاركتها أيضاً ، لـ تتحدث بنبرة مُتأسِفة.

"سامحيني يا شمس إني بقالي سنين مِش بزورِك؟! ، بس غصب عني المشاغل لهِتنيوأول ما لقيت فُرصة أنزِل مصر جيتلك على طول".

لن تكذُب شمس فـ هي حقاً كانت ترغب بوجود كوثر بجانِبها طوال تِلك السنوات ، لأنها أخر ما تبقى مِن عبق والِدها الراحِل ، لـ رُبما وجودِها كان سيُخفِف عنها ألآم ما عانته وحدها .. ومازالت تُعانيه.

ولكنها إكتفت بـ الرد بهدوء.

"متقلقيش يا نانا أنا مِش زعلانة مِن حضرِتِك ، مَدام جيتي وهتقضي معايا أجازتِك كُلها؟".

قهقهت كوثر بسعادة على برائة شمس التي لم تتغير أبداً حتى بعد مرور كُل هذا الوقت.

فـ كوثر بعد وفاة إبنها الوحيد إنشغلت بتسوية أعمالِه خارِج البلاد ، إضافةً إلى حُزنِها الكبير على فُراقِه في سِنٍ صغير ، وإضطُرت أن تترُك شمس وهي في السادِسة مِن عُمرِها رِفقة والدتِها ، ظنت بـ أن بهيرة ستعيش على ذِكرى زوجِها وتكتفي بتربية إبنتهُما وحدها.

لكِن ما حدث كان العكس ، حيث أن كوثر بعد سنتين مِن سفرِها أتتها أخبارا أن بهيرة قد تزوجت ، وليس هذا فقط بل أنها أيضاً ورِثت شرِكة صادِق التي بـ مِصر إضافةً إلى ڤيلتِه ونِصف أموالِه.

وهذا جلعها تثور وتغضب ، لم تستطِع الحضور إلى مِصر لكي تنتقِم مِنها وتأخُذ شمس تحت وصايتِها ، حتى مرت السنوات لـ تكبُر شمس وأصبحت بـ الجامِعة.

والأن قد أتت كوثر وهي جاهِلة عن التغيُرات التي حدثت إلى شمس خلال هذه السنوات.

ردت كوثر على حفيدتِها بنبرة يملؤها الوعيد.

"أيوه يا حبيبتي .. أنا هِنا ومِن النهاردة كُل الأوضاع هتِتغير أوعدِك".

•••••••••••••••

أنهت ورد محاضراتِها وكانت متوجِهة نحو بوابة الجامِعة ، وحينما خرجت للشارع رأت هذا المُطارِد يقِف أمامِها على الجِهة المُقابِلة مِن الشارِع.

عينية ترمُقها بتركيز شديد فـ قررت أن لا تُعيره إنتباه ، كادت أن تعبُر الشارِع ولم تلحظ هذه الدراجة النارية التي قد مرت مِن جانِبها ، وعلى حين غُرة قام الشاب الذي يقودها بسرِقة حقيبتِها وإنطلق هارِباً.

بدأت ورد تصرُخ وتطلُب المُساعدة ، لـ تجد هذا المُطارِد يركُض خلف السارِق وأمسك بِه لـ يقع مِن فوق الدراجة بقوة.

قام بضربِه وسبِه ثُم أخذ الحقيبة مِنه وعاد بِها إلى ورد لـ يعطيها لها مُردِفاً بِلُهاث.

"إتفضلي شنطِتِك .. إبقي خلي بالك بعد كِدا المكان هِنا مِش أمان؟".

شكرتخ ورد بـ إمتِنان فـ إبتسم لها ورحل.

وقبل أن ترحل وجدت نوح يخرُج أمامِها بشكل مُفاجِأ وتعابيره مُنكمِشة بغضب ، سألها بـ ضيق واضِح.

"كُنتي واقفة معاه بتعمِلي إيه؟! ، مِش أنا قولتِلك تاخدي بالِك مِن كلام الناس!!".

تأفأفت ورد وقلبت عينيها بملل وأجابته بـ جفاء.

"وأعتقد إني قولتِلك متِدخلش في حياتي الشخصية؟ .. وركز على اللي يخُصك وبس؟ ، ولو على وقفِتى معاه فـ أنا كُنت بشكُره لإنه أنقذني مِن واحِد حرامى حاول يسرق شنطِتي!".

إستوعب نوح حديثِها وشعر بـ ضيقه يزداد حينما علِم أن هذا المُطارِد قام بـ إنقاذِها بدلاً عنه هو؟.

بعدما وجدته صامِتاً إستدارت لـ ترحل ، فـ ذهب هو خلفِها قائِلاً.

"تمام يلا عشان أوصلِك".

زفرت ورد بقوة وهتفت هادِرة بِه مُغتاظة مِن طريقته.

"لا توصل ولا أوصلك! .. وإنت ملكش حق توصلني؟ فـ سيبني في حالي بقى!!".

تركته ورحلت صاعِدة في سيارة أُجرى ، تنهد نوح بـ حُزن هو يُحاول .. وهي ترفُض ، يعلم أنها ليست كـ أي فتاة يعرِفها ولكِنه يُريد ويرغب أن تبقى معه ، يُدرِك أن ورد طوق نجاتِه مِن القاع ، فـ كيف يُخبِرها بذلِك وهي تتلاشاه بـ تِلك الطريقة؟.

أم أنه لم يُحاوِل بـ الشك الصحيح؟ ، لـ رُبما كانت ستقبل حينها!.

••••••••••••••••••••

بعد مرور النهار بـ أكملِه .

ها هي ليلى تقِف أمام سِمسار العقارات ، وتكاد تتوسل إليه أن يُغير لها الشِقة.

نطق هو بصوتِه الخشِن.

"مليش فيه يا أنِسة بحوراتِك دي! ، أنا متِفق مع حضرِتك على شقة إيجار قديم؟ ، ودي الشقة الوحيدة المُناسبة مع إمكانياتِك!".

هي لا تعترِض على الشِقة بـ ذاتِها ، بل إعتراضِها على موقِعها ، أقل ما يُقال عنها أنها في حي يعُج بـ المُتعاطين واللصوص وقُطاع الطُرق أيضاً.

تحدثت ليلى بنبرة بائِسة.

"إعتبِرني زي بِنتك؟ .. صدقني أنا لو جيت سكنت هِنا لوحدي مِش بعيد تاني يوم ينشُروا خبري وفاتي في صفحة الوفيات!".

تنهد السِمسار بـ شفقة على حالِها لأنهظ يعلم أن الشِقة لا تصلُح للمعيشة ، خاصةً إلى فتاة شابة مِثلها ، هو بحد ذاتِه إذا طُلِب مِنة المكوث هُنا سيرفُض رفضً قاطِعاً.

فكر قليلاً وأتى بعقلِه حلاً مؤقتً.

"طب إسمعي .. لأجل إنك مِن دور عيالي أنا عندي شقة تانية في مكان أحسن شوية؟ ، أصحابها ربِنا كرمهُم وسافروا برا البلد وعايزين ليها مُستأجِر بس.."

إلتمعت عينيها مُتأمِلة ، وتسائلت بلهفة شديدة.

"بس إيه؟!".

أكمل هو مُردِفاً.

"إيجارها زيادة حبتين يعني بدل ما هتِدفعي 500 هيبقوا 700 .. ها قولتي إيه؟!".

أخذت دقيقتين تُفكِر ثُم هزت رأسِها بـ موافقة ، لن تجلِس في هذه الشقة السيئة لأجل توفير مِئتان جُنيه؟.

إبتسم السِمسار بـ رِضا فقد توصلا للحل أخيراً ، ثُم طلب مِنها أن تتبعُه مُتجه إلى عُنوان الشِقة المنشودة.

•••••••••••••••

مكث بدر داِخل ورشتِه وهو يتأمل أركانِها بشغف كبير ، يُريد أن يستعيد عافيته وصِحته حتى يعود للعمل بِها مِن جديد ، أتاه إتصالاً هاتفياً فـ زفر بضجر وهو يعلم جيداً مهية المُتصِل.

أجاب بعد بُرهة.

"أفندِم؟"

تحدث علي بنبرتِه الساخِرة المعهودة.

"يا حبيبي لِسة فاكِر ترُد عليا؟!".

تأفأف بدر بـ ملل ورد بنفاذ صبر.

"إنجز يا علي .. بتكلِمني ليه؟".

تغير صوت علي مِن السُخرية إلى الجدية وأردف بـ غضب.

"إنت هتِستعبط يالا!! .. بقى مِش عارف بكلِمك ليه؟ ، عشان الشُغل اللي سيادتك سايبُه بقالك كام يوم ورايح تصيع هِنا وهناك مع صُحابك؟".

عصر بدر قبضته بـ عُنف كاتِماً غيظه مِنه ، وتحدث بـ برود مُزيف.

"أنا لو عايز أستعبط هستعبط! ، كُل الحِكاية إني حابِب أبعِد فترة أخُد نفسي فيها مِن الشُغلانة المُقرِفة دي .. عشان أقدر أرجع تاني؟".

لم يُعجب علي بكلام الأخر فـ هدر بِه بـ تهديد.

"الشُغلانة دي يا أخويا هي اللي معيشاك إنت وإخواتك مرتاحين؟ .. يومين بالظبط يا بدر لو مرجِعتش لـ عقلك متلومش إلا نفسك يا حلو!".

أغلق علي الخط بوجهه ، فـ وقف بدر فجأة وقام بركل المِقعد بقدمِه ، يكاد يصرُخ لـ شِدة غضبِة وحُزنِه إضافةً إلى ندمِه المُميت لـ تورطِه بـ هذا العمل .

ولكِنه لا يلوم سوى نفسِه ، هي من دفعته للسير داخِل هذا الطريق ، الذي لا عودة فيه إلا بسفك الدِماء.

••••••••••••••

بعد أن رتبت الخادِمة غُرفة شمس كي تبيت كوثر معها فـ هذا كان إتفاقهُما ، ظلت شمس تُثرثِر مع جدتِها طوال الليل رُغم أنها قليلة الكلام ، لكِن الوضع مُختلِف رِفقة كوثر.

لم تستطيع كوثر رؤية زوج بهيرة طوال النهار ، بفضل إنشغالِه بـ أعمالِه الخارجية مجهولة المصدر ، كانت ترغب بشِدة رؤيتِه وإعطاءِه درساً قاسياً إنتقامً لـ روح ولدِها صادِق ، وحينما ملت مِن إنتظارة قررت النوم وتنفيذ رغبتها بـ اليوم التالى .


غفت شمس داخِل أحضان جدتِها بعُمق ، وقبل أن تغفوا كوثر أيضاً وجدت باب الغُرفة يُفتح ببُطئ مُصدِراً صريراً مُزعِجاً ، نظرت نحو الإضاءة الخافِتة الأتية مِن الخارِج.

رجُلاً في مُنتصف عُمرِه يتسلل داخِل الغُرفة كـ اللصوص ، وقد علِمت من هو فوراً لأنها رأته بـ أحد الصور الموضوعة بـ الأسفل ، إستيقظت شمس بـ فزع وأضاءت الأباچورة وكما توقعت إنه ثروت مُجدداً.


تجمد ثروت مكانه ذاهِلاً عندما وجد سيدة شمطاء تُشارِك إبنة زوجتِه فِراشِها ، رمقته كوثر بـ حاجِب مرفوع ، وتسائلت بنبرة مليئة بـ الشك.

"خير يا ثروت بيه؟ إتلغبطت بين أوضِة النوم و أوضة شمس ولا إيه؟!".

••••••••••••••••••

تم.

منتهاش عشان سلمى وندى بيضايقوا😂💜.

المهم فصل جديد أهو ومدلعاكوا أخر دلع فيه وحابه أقولكم إن من الفصول الجاية الأحداث هتبدأ تدخل في سكك تانية خالص وشخصياتنا غموضها هيقل شوية شوية وهنبدأ نفهم كل حاجة سوا .

إنتظروني قريب بفصل جديد.

وحابى اعرف رأيكم فث القصه لحد دلوقتي.

متنسوش الفولوا يا حلوين💜🐰.

أشوفكم على خير♥.

وداعاً.

Continue Reading

You'll Also Like

10.2M 475K 75
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
19.6K 1.7K 25
ماذا لو وضعت مصيرك و تركت مهمة إيجاد المزعوم بِتوأم روحك لِتطبيق؟! Cover by : anobeass الغلاف من صنع أنوبيس ♡
93.9K 3.6K 42
ماذا أذا وجدت ذاتك فيٰ عالم ملئ بالسموم والخبث والمكر؟؟ ماذا أذا وجدت ذاتك وسط عالم لايعلموا شئ عن ألانسانية؟! ماذا أذا أصبح عالم البشرية غريب كليا...
2.9M 87.2K 59
قصة رومانسية بقلمي ملك إبراهيم