"جعلت قلبى الميت ينبِض" (قيد...

By 7JangIn7

723K 36K 2.6K

- قال بصوتِه الأجش بعد أن إرتشف من كأس الدماء : لقد سئمتُ العمل هنا ، أود القيام بزيارةٍ إلى عالم البشر .. خا... More

"Caracters"
Chapter "1"
Chapter "2"
Chapter "3"
Chapter"4"
Chapter "5"
Chapter "6"
Chapter "7"
Chapter "8"
Chapter "9"
Chapter "10"
Chapter "11"
Chapter "12"
Chapter "13"
Chapter "14"
Chapter "15"
Chapter "16"
Chapter "17"
Chapter "18"
Chapter "19"
Chapter "21"
Chapter "22"
Chapter "23"
Chapter "24"
Chapter "25"
Chapter "26"
Chapter "27"
Chapter "28"
Chapter "29"
Chapter "30"
Chapter "31"
Chapter "32"
Chapter "33"
Chapter "34"
Chapter "35"
THE END..
Luke & Dania's life

Chapter "20"

15K 867 64
By 7JangIn7

نهض لوك من على كرسيه بسرعة الرياح ، ليمسك ماركوس من تلابيب قميصه ليجعله واقفاً مقابل له ثم سدد له لكمة جعلت الاخر يبصق الدماء من فمه ، بينما لوك فقط لا يرى أمامه سوى ذلك الوغد و هو يقبض على كف دانية بطريقة قذرة ، ليسدد له لكمة اخرى اوقعته أرضاً ، فإنحنى فوقه يسدد له اللكمات بأعين مظلمة .
فزعت دانية من هذا المشهد الدموى الذى امامها فتراجعت إلى الخلف بهدوء بينما تبكى و تفتح اعينها على إتساعهما كيف حصل لوك على هذه القوة و السرعة ؟
ليقع بصرها على ماركوس الذى أصبح بين الوعى و اللاوعى بينما وجهه يكاد لا يرى من الدماء التى تغطيه ، لتخرج صرخة قوية منها ثم وضعت يديها على فمها و أغلقت عينيها بقوة لتتلاشى رؤية ما يحدث أمامها ، فهل تأذى أحداً ما بسببها الان ؟

كان لوك يتابعها بأعين هادئة و قبضة يده معلقة فى الهواء ، لينزل يده و ينظر لماركوس الذى اصبح التعرف عليه صعباً ، ليتركه و ينهض من على الأرض ليعدل هندامه ثم إتجه للهاتف المعلق بالجدار ليستدعى حراس الشركة الذين أتوا مسرعين إلى رئيسهم ، ليأمرهم لوك بأخذ ماركوس خارج الشركة ، ثم إستدار لتلك التى تتابع ما يحدث بخبثٍ يغلفه الهدوء ، فأمسك أوراق الصفقة و قام بتمزيقها ثم أردف قائلاً : صفقة مرفوضة و الان إلى الخارج خلف ذلك الحقير !

انهى لوك كلامه بحدة بينما يقف شامخاً واضع يديه بجيوب بنطاله ، لتنظر له مساعدة ماركوس و التى تدعى ماريا لبضع لحظات ثم أخذت حقيبتها من فوق الطاولة و خرجت من القاعة ليتبقى بها فقط دانية و لوك .

إلتفت لوك إلى الزاوية القريبة من باب الخروج ليجد فتاته تضم قدميها إلى صدرها بينما تبكى بهدوء ، ليلتقط لوك احد المناديل الورقية من على الطاولة ليمسح به باقية الدماء التى تبقت على قبضته ثم إقترب من دانية بهدوء .
ليجلس مقرفصاً أمامها لكى يصل إلى مستواها ثم بدأ يربت على شعرها بخفة و يعيده إلى الخلف بهدوء ، لينطق بنبرة هادئة : كفى بكاء يا صغيرة كل شئ على ما يرام ، لقد إنتهى الامر بالفعل .

لتندفع دانية معانقة لوك الذى سقط على الأرض من إندفاعها ثم قربها إليه ليطوق خصرها بينما يسند ذقنه على كتفها الأيسر ، لتمر ثوانى حتى أردفت دانية بكلمات متقطعة إثر بكاءها : كنت خائفة منه لقد هددنى يا لوك بالفعل .
ليشدد لوك من إحتضانها ثم بدأ بالتربيت بخفة على ظهرها ليكى تهدأ ، و لقد كانت أفعاله منافية تماماً لأعينه التى تحولت للون الأحمر القانى ، ليشعر بتحركاته بين أذرعه التى أعادته لوعيه و أعادت اعينه للونها الطبيعى .

إبتعدت عنه دانية بهدوء بينما تمسح دموعها بباطن كف يدها بينما تبرز شفتها السفلية قليلاً ، ليبتسم لوك بخفة على مظهرها اللطيف بينما الاخرى لم تلاحظه و لكن إنتبهت له عندما نطق بهدوء : لنذهب إلى المكتب لنتحدث هناك .

ثم نهض لوك بخفة عن الأرض و مد يده للاخرى التى لم تتأخر فى مد كفها الدافئ إلى كفه البارد ، ليشد لوك من قبضته حول كفها الصغير بالنسبة له ثم ساعدها على النهوض ، ليسيرا معاً متجهين إلى المكتب بخطواتٍ سريعة و بالطبع ذلك بسبب لوك الذى يحب أن يسابق الرياح فى كل شئ .

•••••••••••••••••••

انهى بالفعل العمال تصميم المنزل و اصبح جاهزاً للحفل ، فوقف جوهان أمام رئيسهم ليعطيه المبلغ الذى طلبه ، ثم ودعوا جوهان بعمليةٍ و لُطف .

فدخل جوهان إلى المنزل ليتفحص التصميم و الترتيبات بأعين ثاقبة بعد ذهاب العمال ، فهو يكره الأخطاء .
و بعد أن تأكد من كل شئ و قد نالوا إعجابه ، رمى بثقله على الأريكة الموجودة بغرفة المعيشة و حيث يمكنه من مجلسه هذا رؤية حديقة المنزل ، ثم تحسس جيب بنطاله ليخرج منه هاتفه و نقر عدة ارقامٍ منتظراً الرد من الجهة الاخرى ،
ليأتيه صوت هيلونة الهادئ اخيراً : مرحباً جون ، ليبتسم جوهان بخفة فكيف لصوتها فقط ان يجعل قلبه يكاد يقفز من مكانه ؟
ليجيبها بهدوء مماثل : كيف حالك عزيزتى ؟
لترد هيلونة بعد أن همهمت له و يبدو انها مشغولة بشئٍ ما : بخير ماذا عنك ؟
ليردف جوهان بحب : بخير بعد ان سمعت صوتك ملاكى الصغير ، لم يتلقَ جوهان إجابة منها فعلم أنها خجلة و لربما قد تكون رمت الهاتف و ركضت بعيداً و ليته يعلم ان هذا ما حدث بالفعل !
ليكمل جوهان كلامه بهدوء : لقد هاتفتك لأخبرك أن الحفلة ستبدأ بد قليل و سأتى لأخذك عندما تصبحين مستعدة ، فإبتسمت هيلونة بخفة ثم أجابته بصوتٍ خافت : حسناً سأذهب لأستعد إلى اللقاء جونى .
ليبتسم جوهان بخفة أهذا شعور الفراشات الذى يشعر به البشر عند الوقوع بالحب ؟
ثم اردف : إلى اللقاء حلوتى .

ثم أغلق الإتصال و نهض عن الأريكة بطاقة لم يشعر بها حتى و هو يقوم بتدريباته ، ليصعد على الدرج إلى الاعلى و على وجهه إبتسامة بلهاء لا يستطيع طمسها ، ليبدأ بترتيب ملابسه و الإستعداد بعد ان بعث رسالة إلى الجميع بشأن إقتراب الحفل .

•••••••••••••••

جلست دانية على الأريكة الموجودة بمكتب لوك و زاد توترها عندما جلس الاخر بجانبه براحة ، ليقطع هذا الصمت المربك بالنسبة لها صوته البارد الذى اردف به قائلاً : اخبرينى ما الذى اخبرك به هذا الوغد ولا تخفى علىِ شيئاً لأنى سأعرف بطرقى الخاصة ولن يعجبك ما سيحدث .
طالعته دانية بتوتر ممزوج ببعض الخوف ، فهى لم تتخطى بعد ما فعله بماركوس ، لتتحدث دانية بنبرة مترددة بينما تفرك كفيها ببعضهم البعض : ولكن عدنى اولاً انك لن تؤذيه أكثر .
ليقلب لوك عيناه بملل ، لن يعدها بالتأكيد فهو لا يضمن نفسه إنما سيجاريها فقط بالحديث لتخرج ما بجعبتها .
ليقول ببرود : حسناً تحدثى .

لتأخذ دانية شهيق عميق و زفرته ثم قالت و هى تتجنب النظر لأعين لوك التى تراقبها بنظرات ثاقبة : عندما علمت من عاملة الإستقبال أنه وصل بالفعل ذهبت بالمقابلته هو و مساعدته ثم قمت بإرشادهم إلى قاعة الإجتماعات و قد كان يبتسم لى بطريقة لم تريحنى بتاتاً ، ثم عندما جلس رأيته يغمز لماريا و هى قد إبتسمت بخبث و ذهبت و أغلقت الباب خلفها ، لذا ذهبت لكى أخرج لأن القلق قد نهش قلبى ، و ما كدت أن اخرج امسك يدى و ابعدنى عن الباب مانعاً إياى من الخروج ، فأخبرته إن لم يبتعد سأخبر لوك ..أقصد السيد لوك ..
بينما لوك فقط يتابع حركات يديها النافية و اعينها المتسعة بإبتسامة خفيفة ، ولكن قد ازعجه نظراتها التى تنقلها لكل شئ عداه ، لتتابع دانية قائلة بهدوء :
و لكنه قال لى إن اخبرتك بشئ سيلغى التعاقد معك و هكذا أنتَ ستخسر الكثير من الاسهم و ستكرهنى و تطردنى و هو سيحصل علىِ او يختطفنى .

انهت دانية كلامها ببعض الإنزعاج ثم حولت أنظارها لذلك الجالس بجانبها و لم ينطق بحرف ، لتجد أعينه مظلمة و قد ازدات حدة ، ليقول اخيراً ببرود عندما لاحظ نظراتها الخائفة تجاهه : و أنتِ فقط صدقتِ هذا الحقير كالغبية !

لتفتح دانية فاهها ناوية التحدث و لكنها قررت إبتلاع لسانها ، عندما وجدت الاخر يرجع رأسه للخلف بينما يمسح على وجهه بغضب ،
لتنتفض من مكانها بخفة عندما هب لوك واقفاً على حين غرة و إقترب منها ليضع يده على ظهر الاريكة و انحنى مقرباً وجهه من وجهها لينطق بنبرة قوية بينما يطالعها بأعينها :
أقسم لك دانية إن حاولت الأرض حتى إبتلاعك سأخرجك من أجوافها و سأحرقها بجحيمى ، لا أحد يستطيع لمسك و أنا مازلت على قيد الحياة !

ثم إبتعد عنها ليخرج من المكتب بعد ان صفع الباب خلفه بقوة يخرج بها غضبه .
لتخرج دانية أنفاسها التى كانت تحبسها منذ إقتراب لوك منها ثم وضعت يديها على قلبها الذى ينبض بجنون ، لتقول بهمس : ما الذى يحدث لى !

••••••••••••••••••

كانت تستلقى ماتيلدا على سريرها بينما تتصفح هاتفها بملل ، ليأتيها رسالة من هيلونة تخبرها بأن تستعد فقد اقتربت الحفل ، لتغلق ماتيلدا هاتفها ثم نظرت للسقف بملل فهى لا تحب الاماكن الصاخبة ولكن لايوجد لدى هيلونة اختيار يسمى الرفض .
لتنهض عن السرير بخطىً ثقيلة متجهة إلى الحمام .

••••••••••••••••

كان يقف بالحمام تحت المياه التى تتدفق عليه بسلاسة بينما يستند بذراعيه على الحائط تاركاً تلك القطرات الباردة تخفف من صداع رأسه الذى اصابه من كثرة التفكير .

لقد كان يشعر بالخزى من أبيه ، لا يعلم لما من بين الجميع شاء القدر أن تكون أمه زوجة ذلك الحقير ، و لما كلارا تعمل معه و تطيعه هذا غريب !

ليقطع عليه تفكيره الذى سحبه مرة اخرى إلى الهاوية صوت رنين هاتفه .
ليقفل الصنبور ثم خرج من حوض الاستحمام متجهاً إلى تلك المنشفة التى إلتقطها ليلفها بإحكام حول خصره ، ثم خرج إلى غرفة نومه ليجد هاتفه الموضوع على السرير يضئ باِسم هيلونة .

ولكن قبل ان يجيبها تذكر حديثه مع ديث ، هل يعقل انه يقصد جوهان صديق هيلونة ام انه فقط تشابه بالاسماء ؟
ليشعر بإهتزاز الهاتف مرة اخرى بيده ، لينقر بخفة على شاشته ثم رفعه لأذنه لينطق بهدوء : مرحباً هيلونة .
ليأتيه صوتها الذى لا يخلو من الحماس : مرحباً ايها الاحمق لما لا ترد على الهاتف ؟
فإبتسم ليرو بخفة ثم قال بهدوء : لقد كنت استحم .
لتهمهم هيلونة بإقتناع ثم أردفت : حسناً لقد إتصلت لأخبرك أن الحفلة ستبدأ بعد قليل هيا إجهز !

ثم أغلق ليرو الإتصال بعدما ودعها و أكد لها قدومه ، ليرمى هاتفه بإهمال على سريره و إتجه بخطىً متثاقلة ناحية خزانته ، ليفتحها و يمرر عليها أعينها اللامبالية ليرى ماذا سيرتدى .

•••••••••••••••••

نهض لوك عن كرسيه و هو يشعر بتصلب جسده من جلسته تلك ، ليمدد جسده بتكاسل و هو يسمع صوت طقطقة عظامه بينما وقع بصره على تلك الساعة التى تتوسط الحائط ، ليجد أنه قد تأخر الوقت بالفعل .

لذا عدل هيئته ثم أخذ مفاتيحه و اشياءه و خرج من مكتبه ليأخذ دانية و يرحلوا قبل ان تنتهى حفلة عيد الميلاد .

فوقف لوك عند باب مكتبها ليجدها تجلس بينما تستند بوجهها على راحة يدها مغمضة عينيها التى طالبتها بقليلٍ من الراحة ، ترتدى نظارة و تضع قلم وراء أذنها و تعقد شعرها على هيئة كعكة مبعثرة تتساقط منها عدة خُصل .
لتفتح دانية اعينها ببطئ بعدما شعرت بهالة أحداً ما ، لتجد لوك يقف مستنِدً على الباب بينما يضم يديه إلى صدره و يتأملها بنظراتٍ هادئة .
لتنهض دانية من على الكرسى بسرعة بينما تردف : هل تريد شئً ما سيد لوك ؟
ليُجيبها لوك ببرود قائلاً : هيا لنذهب لقد إنتهى الدوام . لتقول دانية بأعين لامعة : حقاً !

ليؤمى لها لوك ثم خرج متجهاً إلى المصعد تاركاً الاخرى تلملم أشياءها ثم تناولت سترتها و حقيبتها لتهرول خلفه بسرعة .

دخل لوك للمصعد ليرى دانية قادمة وهى شبه تجرى لأن المصعد أوشك على إغلاق أبوابه المعدنية ، ليضع كف يده بين البابين بينما يقلب عيناه بقلة حيلة .
لتدخل دانية اخيراً بينما تلتقط أنفاسها التى سلبت منها
بينما تنظر للوك بطرف عيناها بتوتر اما الاخر شعر بنظراتها ولكنه لم يحرك أنظاره الباردة عن الباب ،
لتردف دانية بنفسها : بارد و متعجرف .
ثم نظراته برعب عندما رأيته يبتسم إبتسامة واسعة بينما يفتح عيناه على وسعهما و يطالعها بنظراتٍ مرعبة ويعتصر قبضته بقوة حتى إبيضت مفاصل أصابعه .
ولما لا يفعل فقد سبته للتو حتى بعد ما فعله من أجلها آيدق عنقها الان بهذا المصعد و ليعوضه الله خيراً ؟

ليخرج لوك و دانية اخيراً من تلك الشركة التى خلت من الموظفين عدا رجال الامن الذين يقفون على بوابتها الضخمة .
ليمشى لوك بخطوات واسعة ناحية المرأب بينما تتبعه دانية التى ترمقه كل فينة و اخرى ، فهى لم تتخطى بعد إبتسامته المرعبة التى كانت كإبتسامة الممثل لى دونغ ووك عندما يفقد أعصابه .

ليركب لوك بمقعد السائق ثم نظر لتلك التى تقف أمام السيارة بتوتر بينما تقبض على يد حقيبتها بقوة ، ليردف بقليل من الحدة : هيا ليس أمامنا الليل بطوله يا فتاة الكيدراما .
لتتسع اعين دانية بتفاجئ كيف عرف انها لتوها كانت تفكر بأخر أعمال لى دونغ ووك ؟
لتفيق من شرودها على تلك النظرات النارية الموجهة لها ، فأسرعت بالركوب لتجلس على المقعد المجاور له ، ليدير لوك محرك السيارة ثم إنطلق بها بعيداً .

وكل هذا حدث أمام تلك الاعين الخبيثة التى نطق صاحبها بسخرية : لقد تبين حقاً أنك على علاقة مع هذه الفتاة ، رائع لقد أصبح للوك نقطة ضعف اخيراً .

•••••••••••••••••••

وضعت هيلونة هاتفها جانباً بعدما انهت الإتصال مع جوهان الذى اخبرها بإقترابه من منزلها ، ثم بدأت بوضع لمساتها الاخيرة والتى كانت أحمر الشفاه .

ثم إبتعدت عن المرآة قليلاً لترى نفسها جيداً ، فقد كانت ترتدى فستان باللون القرمزى و قد كان ضيق و يصل إلى ركبتيها و ذو اكمام رفيعة مما اظهر عظام الترقوة خاصتها و ذراعيها ، و اختارت حذاء كلاسيكى ذو طولٍ متوسط باللون الأسود اللامع و تركت شعرها مفروداً بعد ان جعدته قليلاً بمكواة الشعر .

لتبتسم هيلونة بخفة لنفسها ثم إتجهت لهاتفها لتتفحصه بعد ان سمعت صوت الإشعار القادم منه ، لتجده جوهان يعلمها بوصوله ، فإلتقطت هيلونة سترة جلدية باللون الأسود و ظلت ممسكة إياها بيديها .

خرجت هيلونة و ما إن رأت جوهان لامعة عيناها بإعجاب فقد كان يبدو وسيماً بتلك البذلة ذات اللون الازرق الغامق و ذلك القميص الابيض الذى يحتضن جسده من اسفلها و لا ننسى الحذاء الكلاسيكى الاسود .

و بالطبع جوهان لم تقل ردة فعله عنها ، فقد إعتدل بوقفته بعد ان كان يستند على سيارته الضخمة ، ليطالعها بإبتسامة خفيفة بينما رمش عدة مرات .
لتضحك هيلونة لخفة على تعابيره اللطيفة ، ثم إقتربت منه بخفة لتقف امامه اخيراً ، ثم حدث ما لم يتوقعه جوهان .

لقد قبلته على خده ثم قالت بحماس : كل عامٍ و أنتِ بخير جونى .
فَفاق جوهان من صدمته تلك ليمسكها من خصرها ليقربها إليه ، ثم اردف بهدوء : كل عامٍ وأنتِ أجمل هدية فى حياتى جميلتى .
لتبتسم هيلونة بخجل من مدحه و لكن إختفت إبتسامتها تدريجياً عندما تغيرت ملامحه الهادئة لاخرى متهجمة بينما يردف بحدة  : هل بحق الجحيم سوف تحضرين حفلة عيد الميلاد هكذا ؟
لتبتعد هيلونة عنه ثم قالت بعبوس : نعم لماذا هل ابدو قبيحة ؟
ليجيبها جوهان بهدوء : بلى ولكن أنا لا أريد لأحد أن يراكِ هكذا غيرى .
فإبتسمت هيلونة بخفة ثم إرتدت السترة الجلدية بينما تقول : هل هكذا أفضل ؟
لينطق جوهان بهدوء بينما يطالعها بحب : ليس أفضل ولكنه سئ أفضل الاسوء .
لتضحك هيلونة ثم قالت : حسناً هيا لقد تأخرنا على الحفل .
ليقول لها جوهان بنفاذ صبر : ولكن مهلاً ما هذا الكيس البلاستيكى الذى معك ؟
لترد هيلونة بإيجاز : إنه لدانية ، ليهمهم جوهان بتفهم ،
ثم فتح لها باب السيارة بينما يضع يده اليسرى خلف ظهره كرجلٌ نبيل ، ثم جلس بمقعد السائق بينما يحتضن كف يدها بيد و اليد الاخرى تتولى القيادة نحو منزله او لنقل الحفل .

•••••••••••••••

كانت دانية تنظر للوك كل فينة و اخرى بينما تلعب بأصابعها بتوتر ، ليلف لوك وجهه إليها لبضع لحظات ثم أعاد بصره للطريق لينطق بعدها بهدوء : ماذا هناك ؟

لتلعق دانية شفتيها ثم قالت بتردد بينما تحرك يدها مع نسمات الهواء الباردة من نافذة السيارة : لا شئ أنا فقط ..

لتبتلع باقى جملتها عندما احاط لوك ذراعها بكفه ساحباً إياها بقوة ناحيته ، لتحاول دانية فهم ما يجرى ثم إتسعت عيناه ببطئ عندما إستوعبت أنه لولا لوك لكانت تلك الشاحنة صدمت ذراعها .

ليوقف لوك السيارة على جانب الطريق ، ثم قال بغضب : ما الذى تحاولين فعله بحق الجحيم ؟ لقد كادت الشاحنة على وشك سحق ذراعك !

لتنظر له دانية بخوف إستشعره لوك منها و ما أكد له شعوره هو إلتصاقها بباب السيارة ، فهو لم يدرك أنها رأت عيناه للتو و هى تصبح بِلون الدماء القانية !

فسألها لوك بنبرة هادئة نسبياً : لما أنتِ خائفة الان ؟
لتجيبه دانية بنبرة مترددة : خائفة منك ..لوك .
ثم انهت جملتها بصوتٍ منخفض لم يكن ليلاحظه لولا قوة سَمعُه ، فتأملها لوك قليلاً ثم قال ببرود يحاول إخفاء حزنه به : لا تقلقِ أنا لن اؤذيكِ .. دانية .
ليشدد على حروف اسمها بنهاية حديثه ، ثم شغل محرك السيارة لينطلق بها مجدداً ، بينما دانية فقط غارقة فى أفكارها الكثيرة التى كانت تراودها منذ فترة ، هى اصبحت تخافه و بنفس الوقت تشعر بالأمان معه .. و كأنه ملجأها ؟

ليخرجها من دوامة أفكارها تلك صوت لوك العميق الذى صدح بالسيارة قائلاً بهدوء : ما الذى كنت تريدينه منذ قليل ؟
فردت دانية بإختصار : لا شئ .
بينما تصرخ بداخلها بسببه ، فهى لم تحصل على هدية لجوهان و لقد كانت تريده فقط ان يتوقف عند اى متجر لتشترى له هدية عيد مولده .

لتعى دانية على الطريق الذى سلكه لوك للتو ، فلم يكن هذا نفسه الطريق التى اخبرتها عنه هيلونة ، هل سيختطفها و يبيع أعضاءها ؟

بينما لوك على الناحية الاخرى قلب عيناه بنفاذ صبر ، ثم مسح على وجهه محاولاً تقليل غضبه ، ايرميها فقط من السيارة ؟ فلماذا سيحتاج رجلٌ غنى أعضاءها التى يشك حتى بسلامتها ؟

ليلفت إنتباه دانية ذلك المجمع التجارى الضخم لقد كان مزين بالكثير من الاضواء مما جعله مميزاً عن بقية المبانى هنا ، لتجد السيارة متجهة إليه ثم اوقفها لوك امامه بمرأب السيارات ، لتلصق دانية وجهها بزجاج السيارة بينما تتأمله هيكله المعمارى بأعين لامعة ، فلطلاما كانت من معجبى التصميمات المعمارية الدقيقة و التى تحتوى على تفاصيلٍ كثيرة ، و هذا المبنى الذى امامها مثالاً على ذلك .

و بينما دانية غارقة فى تأملها كانت هناك عينان تتأملاها هى ، و كأنها لوحة ربيعية صُنعت لتسلُب مِنك أنفاسُك قبل إنتباهُك .
ثم إلتفتت دانية إلى لوك قائلة : ما الذى جاء بينا إلى هنا ؟
ليجيبها لوك ببرود بعدما اخفى تلك الابتسامة البلهاء التى كانت تحتل شفتيه : لأشترى هدية لجوهان ، هل إشتريتِ له واحدة ؟
لتؤمى له دانية بالرفض ، لينطق لوك بهدوء بينما ينزع حزام الامان عنه : هيا بنا إذاً .

لتفعل دانية المثل و تفك حزام الامان ، ثم سارت خلفه تتبع خطواته المتجهة إلى المجمع التجارى .
و ما إن دخلت دانية حتى إتسعت حدقتيها بإعجاب فهى لأول مرة ترى مجمع تجارى مصمم على الطراز الإيطالى و يحتوى على عدة تماثيل يونانية للزينة !

لتصتدم دانية بظهر لوك الذى طالعها بهدوء ثم قال بنبرة تحتوى بعض الحدة : إنتبهِ إلى خطواتك !  لتؤمى له دانية بلامبالاة بينما تمسح ببصرها أرجاء المجمع التجارى ، ليقع بصرها على محل أنيق ذو لافتة ذهبية متخصص ببيع المجوهرات ، لتقودها إليه قدميها تاركة لوك خلفها ، فنال إعجابها قلادتان إحدهما شمس والتى كانت ذهبية و الاخرى قمرٌ فضى يُكمِل شكل الشمس .
لقطع تأمل دانية لتلك القلادتان صوت لوك القريب من أذنها اليمنى ، الذى نطق به : هل تريدين شئٍ من هنا ؟

لتبتعد عنه دانية خطوتين فلقد كان قريبٌ منها للغاية التى جعلت من أنفاسه تضرب أذنها ، ثم أجابته بهدوء : لا .. أقصد نعم سأشترى شئ من هنا لجوهان و هيلونة .
فهى لن تخاطر بالمال المتبقى معاها لأجل تلك القلادات ، و أيضاً هى لا تملك حبيب بالفعل لتهديه إياها .

ثم إشترت دانية أمام إسورتين لجوهان و هيلونة إحدهما بيضاء و الاخرى سوداء و عندما تلمس إحدهما تضئ الاخرى بقلبٍ ينبض لتعلم شريك أنك تشتاق له ،
ثم خرجت دانية من ذلك المتجر لتتجه إلى اخر خاص بالعطور لتشترى زجاجة عطر إلى جوهان لتكتمل هكذا هديتها إليه .

ثم خرجت دانية من ذلك المحل لتتذكر شيئاً ، أين لوك ؟
فأخذت تنظر حولها يميناً و يساراً بهلع ، إلى أن شعرت بتلك الأنامل التى تطرق على كتِفها برفق ، فإلتفتت لتجده لوك الذى كان يمسك بيده حقيبتين تسوق يبدو ان بهما هدايا جوهان ، لتسأله دانية بغضب : إلى أين ذهبت وتركتنى وحدى ؟
ليبتسم بخفة ثم قال بهدوء : كُنت أحضر هديتى إلى جوهان .
لتتنهد دانية بقلة حيلة ثم ذهبت متجاهلة إياه ، ليبتسم لوك بجانبية على تصرفتها الطفولية ثم لحق بها إلى سيارته ليركبوا و يذهبوا إلى منزل جوهان .

••••••••••••••••••••

How are u My Clouds ? 💙

* توقف التعديل هنا مؤقتاً .

Continue Reading

You'll Also Like

6.2K 421 9
في لندن عام 1813، كانت مهمه كُل امرأه عزباء هو العثور على زوج في اسرع وقت ممكن، تفعل النساء المستحيل ليلاحظهم رجلاً ما، لكن ساكرا هارونا ، و الموسم ا...
1.5K 734 18
قصة تجمع بين الاخلاص والحب والخيال تحكي عن فتاة صغيرة عبرت عالماً أخر لتبدأ حياة جديدة مليئة بالمفاجئات . . . بتاريخ 2021/7/26 أنتهت 2022/2/17 تصنيف...
6.9K 371 54
اسم الرواية : وقعت في حب مصاص دماء بقلم : نيزوكو تشان النوع : +18 رومانسي _ مصاص دماء _ عنف _ غيرة _ تملك _ هوس _ حمل عدد الفصول : غير معروف حاليا ي...
338K 21.4K 38
[الرواية الاولى من سلسلة اسياد الدم] ماذا يحدث عندما تلفت فتاة بشرية صغيرة عين أحد هؤلاء الذين يسمون بالكائنات الأعظم، لورد ذو الدم النقي؟ هل تستطيع...