نهض لوك من على كرسيه بسرعة الرياح ، ليمسك ماركوس من تلابيب قميصه ليجعله واقفاً مقابل له ثم سدد له لكمة جعلت الاخر يبصق الدماء من فمه ، بينما لوك فقط لا يرى أمامه سوى ذلك الوغد و هو يقبض على كف دانية بطريقة قذرة ، ليسدد له لكمة اخرى اوقعته أرضاً ، فإنحنى فوقه يسدد له اللكمات بأعين مظلمة .
فزعت دانية من هذا المشهد الدموى الذى امامها فتراجعت إلى الخلف بهدوء بينما تبكى و تفتح اعينها على إتساعهما كيف حصل لوك على هذه القوة و السرعة ؟
ليقع بصرها على ماركوس الذى أصبح بين الوعى و اللاوعى بينما وجهه يكاد لا يرى من الدماء التى تغطيه ، لتخرج صرخة قوية منها ثم وضعت يديها على فمها و أغلقت عينيها بقوة لتتلاشى رؤية ما يحدث أمامها ، فهل تأذى أحداً ما بسببها الان ؟
كان لوك يتابعها بأعين هادئة و قبضة يده معلقة فى الهواء ، لينزل يده و ينظر لماركوس الذى اصبح التعرف عليه صعباً ، ليتركه و ينهض من على الأرض ليعدل هندامه ثم إتجه للهاتف المعلق بالجدار ليستدعى حراس الشركة الذين أتوا مسرعين إلى رئيسهم ، ليأمرهم لوك بأخذ ماركوس خارج الشركة ، ثم إستدار لتلك التى تتابع ما يحدث بخبثٍ يغلفه الهدوء ، فأمسك أوراق الصفقة و قام بتمزيقها ثم أردف قائلاً : صفقة مرفوضة و الان إلى الخارج خلف ذلك الحقير !
انهى لوك كلامه بحدة بينما يقف شامخاً واضع يديه بجيوب بنطاله ، لتنظر له مساعدة ماركوس و التى تدعى ماريا لبضع لحظات ثم أخذت حقيبتها من فوق الطاولة و خرجت من القاعة ليتبقى بها فقط دانية و لوك .
إلتفت لوك إلى الزاوية القريبة من باب الخروج ليجد فتاته تضم قدميها إلى صدرها بينما تبكى بهدوء ، ليلتقط لوك احد المناديل الورقية من على الطاولة ليمسح به باقية الدماء التى تبقت على قبضته ثم إقترب من دانية بهدوء .
ليجلس مقرفصاً أمامها لكى يصل إلى مستواها ثم بدأ يربت على شعرها بخفة و يعيده إلى الخلف بهدوء ، لينطق بنبرة هادئة : كفى بكاء يا صغيرة كل شئ على ما يرام ، لقد إنتهى الامر بالفعل .
لتندفع دانية معانقة لوك الذى سقط على الأرض من إندفاعها ثم قربها إليه ليطوق خصرها بينما يسند ذقنه على كتفها الأيسر ، لتمر ثوانى حتى أردفت دانية بكلمات متقطعة إثر بكاءها : كنت خائفة منه لقد هددنى يا لوك بالفعل .
ليشدد لوك من إحتضانها ثم بدأ بالتربيت بخفة على ظهرها ليكى تهدأ ، و لقد كانت أفعاله منافية تماماً لأعينه التى تحولت للون الأحمر القانى ، ليشعر بتحركاته بين أذرعه التى أعادته لوعيه و أعادت اعينه للونها الطبيعى .
إبتعدت عنه دانية بهدوء بينما تمسح دموعها بباطن كف يدها بينما تبرز شفتها السفلية قليلاً ، ليبتسم لوك بخفة على مظهرها اللطيف بينما الاخرى لم تلاحظه و لكن إنتبهت له عندما نطق بهدوء : لنذهب إلى المكتب لنتحدث هناك .
ثم نهض لوك بخفة عن الأرض و مد يده للاخرى التى لم تتأخر فى مد كفها الدافئ إلى كفه البارد ، ليشد لوك من قبضته حول كفها الصغير بالنسبة له ثم ساعدها على النهوض ، ليسيرا معاً متجهين إلى المكتب بخطواتٍ سريعة و بالطبع ذلك بسبب لوك الذى يحب أن يسابق الرياح فى كل شئ .
•••••••••••••••••••
انهى بالفعل العمال تصميم المنزل و اصبح جاهزاً للحفل ، فوقف جوهان أمام رئيسهم ليعطيه المبلغ الذى طلبه ، ثم ودعوا جوهان بعمليةٍ و لُطف .
فدخل جوهان إلى المنزل ليتفحص التصميم و الترتيبات بأعين ثاقبة بعد ذهاب العمال ، فهو يكره الأخطاء .
و بعد أن تأكد من كل شئ و قد نالوا إعجابه ، رمى بثقله على الأريكة الموجودة بغرفة المعيشة و حيث يمكنه من مجلسه هذا رؤية حديقة المنزل ، ثم تحسس جيب بنطاله ليخرج منه هاتفه و نقر عدة ارقامٍ منتظراً الرد من الجهة الاخرى ،
ليأتيه صوت هيلونة الهادئ اخيراً : مرحباً جون ، ليبتسم جوهان بخفة فكيف لصوتها فقط ان يجعل قلبه يكاد يقفز من مكانه ؟
ليجيبها بهدوء مماثل : كيف حالك عزيزتى ؟
لترد هيلونة بعد أن همهمت له و يبدو انها مشغولة بشئٍ ما : بخير ماذا عنك ؟
ليردف جوهان بحب : بخير بعد ان سمعت صوتك ملاكى الصغير ، لم يتلقَ جوهان إجابة منها فعلم أنها خجلة و لربما قد تكون رمت الهاتف و ركضت بعيداً و ليته يعلم ان هذا ما حدث بالفعل !
ليكمل جوهان كلامه بهدوء : لقد هاتفتك لأخبرك أن الحفلة ستبدأ بد قليل و سأتى لأخذك عندما تصبحين مستعدة ، فإبتسمت هيلونة بخفة ثم أجابته بصوتٍ خافت : حسناً سأذهب لأستعد إلى اللقاء جونى .
ليبتسم جوهان بخفة أهذا شعور الفراشات الذى يشعر به البشر عند الوقوع بالحب ؟
ثم اردف : إلى اللقاء حلوتى .
ثم أغلق الإتصال و نهض عن الأريكة بطاقة لم يشعر بها حتى و هو يقوم بتدريباته ، ليصعد على الدرج إلى الاعلى و على وجهه إبتسامة بلهاء لا يستطيع طمسها ، ليبدأ بترتيب ملابسه و الإستعداد بعد ان بعث رسالة إلى الجميع بشأن إقتراب الحفل .
•••••••••••••••
جلست دانية على الأريكة الموجودة بمكتب لوك و زاد توترها عندما جلس الاخر بجانبه براحة ، ليقطع هذا الصمت المربك بالنسبة لها صوته البارد الذى اردف به قائلاً : اخبرينى ما الذى اخبرك به هذا الوغد ولا تخفى علىِ شيئاً لأنى سأعرف بطرقى الخاصة ولن يعجبك ما سيحدث .
طالعته دانية بتوتر ممزوج ببعض الخوف ، فهى لم تتخطى بعد ما فعله بماركوس ، لتتحدث دانية بنبرة مترددة بينما تفرك كفيها ببعضهم البعض : ولكن عدنى اولاً انك لن تؤذيه أكثر .
ليقلب لوك عيناه بملل ، لن يعدها بالتأكيد فهو لا يضمن نفسه إنما سيجاريها فقط بالحديث لتخرج ما بجعبتها .
ليقول ببرود : حسناً تحدثى .
لتأخذ دانية شهيق عميق و زفرته ثم قالت و هى تتجنب النظر لأعين لوك التى تراقبها بنظرات ثاقبة : عندما علمت من عاملة الإستقبال أنه وصل بالفعل ذهبت بالمقابلته هو و مساعدته ثم قمت بإرشادهم إلى قاعة الإجتماعات و قد كان يبتسم لى بطريقة لم تريحنى بتاتاً ، ثم عندما جلس رأيته يغمز لماريا و هى قد إبتسمت بخبث و ذهبت و أغلقت الباب خلفها ، لذا ذهبت لكى أخرج لأن القلق قد نهش قلبى ، و ما كدت أن اخرج امسك يدى و ابعدنى عن الباب مانعاً إياى من الخروج ، فأخبرته إن لم يبتعد سأخبر لوك ..أقصد السيد لوك ..
بينما لوك فقط يتابع حركات يديها النافية و اعينها المتسعة بإبتسامة خفيفة ، ولكن قد ازعجه نظراتها التى تنقلها لكل شئ عداه ، لتتابع دانية قائلة بهدوء :
و لكنه قال لى إن اخبرتك بشئ سيلغى التعاقد معك و هكذا أنتَ ستخسر الكثير من الاسهم و ستكرهنى و تطردنى و هو سيحصل علىِ او يختطفنى .
انهت دانية كلامها ببعض الإنزعاج ثم حولت أنظارها لذلك الجالس بجانبها و لم ينطق بحرف ، لتجد أعينه مظلمة و قد ازدات حدة ، ليقول اخيراً ببرود عندما لاحظ نظراتها الخائفة تجاهه : و أنتِ فقط صدقتِ هذا الحقير كالغبية !
لتفتح دانية فاهها ناوية التحدث و لكنها قررت إبتلاع لسانها ، عندما وجدت الاخر يرجع رأسه للخلف بينما يمسح على وجهه بغضب ،
لتنتفض من مكانها بخفة عندما هب لوك واقفاً على حين غرة و إقترب منها ليضع يده على ظهر الاريكة و انحنى مقرباً وجهه من وجهها لينطق بنبرة قوية بينما يطالعها بأعينها :
أقسم لك دانية إن حاولت الأرض حتى إبتلاعك سأخرجك من أجوافها و سأحرقها بجحيمى ، لا أحد يستطيع لمسك و أنا مازلت على قيد الحياة !
ثم إبتعد عنها ليخرج من المكتب بعد ان صفع الباب خلفه بقوة يخرج بها غضبه .
لتخرج دانية أنفاسها التى كانت تحبسها منذ إقتراب لوك منها ثم وضعت يديها على قلبها الذى ينبض بجنون ، لتقول بهمس : ما الذى يحدث لى !
••••••••••••••••••
كانت تستلقى ماتيلدا على سريرها بينما تتصفح هاتفها بملل ، ليأتيها رسالة من هيلونة تخبرها بأن تستعد فقد اقتربت الحفل ، لتغلق ماتيلدا هاتفها ثم نظرت للسقف بملل فهى لا تحب الاماكن الصاخبة ولكن لايوجد لدى هيلونة اختيار يسمى الرفض .
لتنهض عن السرير بخطىً ثقيلة متجهة إلى الحمام .
••••••••••••••••
كان يقف بالحمام تحت المياه التى تتدفق عليه بسلاسة بينما يستند بذراعيه على الحائط تاركاً تلك القطرات الباردة تخفف من صداع رأسه الذى اصابه من كثرة التفكير .
لقد كان يشعر بالخزى من أبيه ، لا يعلم لما من بين الجميع شاء القدر أن تكون أمه زوجة ذلك الحقير ، و لما كلارا تعمل معه و تطيعه هذا غريب !
ليقطع عليه تفكيره الذى سحبه مرة اخرى إلى الهاوية صوت رنين هاتفه .
ليقفل الصنبور ثم خرج من حوض الاستحمام متجهاً إلى تلك المنشفة التى إلتقطها ليلفها بإحكام حول خصره ، ثم خرج إلى غرفة نومه ليجد هاتفه الموضوع على السرير يضئ باِسم هيلونة .
ولكن قبل ان يجيبها تذكر حديثه مع ديث ، هل يعقل انه يقصد جوهان صديق هيلونة ام انه فقط تشابه بالاسماء ؟
ليشعر بإهتزاز الهاتف مرة اخرى بيده ، لينقر بخفة على شاشته ثم رفعه لأذنه لينطق بهدوء : مرحباً هيلونة .
ليأتيه صوتها الذى لا يخلو من الحماس : مرحباً ايها الاحمق لما لا ترد على الهاتف ؟
فإبتسم ليرو بخفة ثم قال بهدوء : لقد كنت استحم .
لتهمهم هيلونة بإقتناع ثم أردفت : حسناً لقد إتصلت لأخبرك أن الحفلة ستبدأ بعد قليل هيا إجهز !
ثم أغلق ليرو الإتصال بعدما ودعها و أكد لها قدومه ، ليرمى هاتفه بإهمال على سريره و إتجه بخطىً متثاقلة ناحية خزانته ، ليفتحها و يمرر عليها أعينها اللامبالية ليرى ماذا سيرتدى .
•••••••••••••••••
نهض لوك عن كرسيه و هو يشعر بتصلب جسده من جلسته تلك ، ليمدد جسده بتكاسل و هو يسمع صوت طقطقة عظامه بينما وقع بصره على تلك الساعة التى تتوسط الحائط ، ليجد أنه قد تأخر الوقت بالفعل .
لذا عدل هيئته ثم أخذ مفاتيحه و اشياءه و خرج من مكتبه ليأخذ دانية و يرحلوا قبل ان تنتهى حفلة عيد الميلاد .
فوقف لوك عند باب مكتبها ليجدها تجلس بينما تستند بوجهها على راحة يدها مغمضة عينيها التى طالبتها بقليلٍ من الراحة ، ترتدى نظارة و تضع قلم وراء أذنها و تعقد شعرها على هيئة كعكة مبعثرة تتساقط منها عدة خُصل .
لتفتح دانية اعينها ببطئ بعدما شعرت بهالة أحداً ما ، لتجد لوك يقف مستنِدً على الباب بينما يضم يديه إلى صدره و يتأملها بنظراتٍ هادئة .
لتنهض دانية من على الكرسى بسرعة بينما تردف : هل تريد شئً ما سيد لوك ؟
ليُجيبها لوك ببرود قائلاً : هيا لنذهب لقد إنتهى الدوام . لتقول دانية بأعين لامعة : حقاً !
ليؤمى لها لوك ثم خرج متجهاً إلى المصعد تاركاً الاخرى تلملم أشياءها ثم تناولت سترتها و حقيبتها لتهرول خلفه بسرعة .
دخل لوك للمصعد ليرى دانية قادمة وهى شبه تجرى لأن المصعد أوشك على إغلاق أبوابه المعدنية ، ليضع كف يده بين البابين بينما يقلب عيناه بقلة حيلة .
لتدخل دانية اخيراً بينما تلتقط أنفاسها التى سلبت منها
بينما تنظر للوك بطرف عيناها بتوتر اما الاخر شعر بنظراتها ولكنه لم يحرك أنظاره الباردة عن الباب ،
لتردف دانية بنفسها : بارد و متعجرف .
ثم نظراته برعب عندما رأيته يبتسم إبتسامة واسعة بينما يفتح عيناه على وسعهما و يطالعها بنظراتٍ مرعبة ويعتصر قبضته بقوة حتى إبيضت مفاصل أصابعه .
ولما لا يفعل فقد سبته للتو حتى بعد ما فعله من أجلها آيدق عنقها الان بهذا المصعد و ليعوضه الله خيراً ؟
ليخرج لوك و دانية اخيراً من تلك الشركة التى خلت من الموظفين عدا رجال الامن الذين يقفون على بوابتها الضخمة .
ليمشى لوك بخطوات واسعة ناحية المرأب بينما تتبعه دانية التى ترمقه كل فينة و اخرى ، فهى لم تتخطى بعد إبتسامته المرعبة التى كانت كإبتسامة الممثل لى دونغ ووك عندما يفقد أعصابه .
ليركب لوك بمقعد السائق ثم نظر لتلك التى تقف أمام السيارة بتوتر بينما تقبض على يد حقيبتها بقوة ، ليردف بقليل من الحدة : هيا ليس أمامنا الليل بطوله يا فتاة الكيدراما .
لتتسع اعين دانية بتفاجئ كيف عرف انها لتوها كانت تفكر بأخر أعمال لى دونغ ووك ؟
لتفيق من شرودها على تلك النظرات النارية الموجهة لها ، فأسرعت بالركوب لتجلس على المقعد المجاور له ، ليدير لوك محرك السيارة ثم إنطلق بها بعيداً .
وكل هذا حدث أمام تلك الاعين الخبيثة التى نطق صاحبها بسخرية : لقد تبين حقاً أنك على علاقة مع هذه الفتاة ، رائع لقد أصبح للوك نقطة ضعف اخيراً .
•••••••••••••••••••
وضعت هيلونة هاتفها جانباً بعدما انهت الإتصال مع جوهان الذى اخبرها بإقترابه من منزلها ، ثم بدأت بوضع لمساتها الاخيرة والتى كانت أحمر الشفاه .
ثم إبتعدت عن المرآة قليلاً لترى نفسها جيداً ، فقد كانت ترتدى فستان باللون القرمزى و قد كان ضيق و يصل إلى ركبتيها و ذو اكمام رفيعة مما اظهر عظام الترقوة خاصتها و ذراعيها ، و اختارت حذاء كلاسيكى ذو طولٍ متوسط باللون الأسود اللامع و تركت شعرها مفروداً بعد ان جعدته قليلاً بمكواة الشعر .
لتبتسم هيلونة بخفة لنفسها ثم إتجهت لهاتفها لتتفحصه بعد ان سمعت صوت الإشعار القادم منه ، لتجده جوهان يعلمها بوصوله ، فإلتقطت هيلونة سترة جلدية باللون الأسود و ظلت ممسكة إياها بيديها .
خرجت هيلونة و ما إن رأت جوهان لامعة عيناها بإعجاب فقد كان يبدو وسيماً بتلك البذلة ذات اللون الازرق الغامق و ذلك القميص الابيض الذى يحتضن جسده من اسفلها و لا ننسى الحذاء الكلاسيكى الاسود .
و بالطبع جوهان لم تقل ردة فعله عنها ، فقد إعتدل بوقفته بعد ان كان يستند على سيارته الضخمة ، ليطالعها بإبتسامة خفيفة بينما رمش عدة مرات .
لتضحك هيلونة لخفة على تعابيره اللطيفة ، ثم إقتربت منه بخفة لتقف امامه اخيراً ، ثم حدث ما لم يتوقعه جوهان .
لقد قبلته على خده ثم قالت بحماس : كل عامٍ و أنتِ بخير جونى .
فَفاق جوهان من صدمته تلك ليمسكها من خصرها ليقربها إليه ، ثم اردف بهدوء : كل عامٍ وأنتِ أجمل هدية فى حياتى جميلتى .
لتبتسم هيلونة بخجل من مدحه و لكن إختفت إبتسامتها تدريجياً عندما تغيرت ملامحه الهادئة لاخرى متهجمة بينما يردف بحدة : هل بحق الجحيم سوف تحضرين حفلة عيد الميلاد هكذا ؟
لتبتعد هيلونة عنه ثم قالت بعبوس : نعم لماذا هل ابدو قبيحة ؟
ليجيبها جوهان بهدوء : بلى ولكن أنا لا أريد لأحد أن يراكِ هكذا غيرى .
فإبتسمت هيلونة بخفة ثم إرتدت السترة الجلدية بينما تقول : هل هكذا أفضل ؟
لينطق جوهان بهدوء بينما يطالعها بحب : ليس أفضل ولكنه سئ أفضل الاسوء .
لتضحك هيلونة ثم قالت : حسناً هيا لقد تأخرنا على الحفل .
ليقول لها جوهان بنفاذ صبر : ولكن مهلاً ما هذا الكيس البلاستيكى الذى معك ؟
لترد هيلونة بإيجاز : إنه لدانية ، ليهمهم جوهان بتفهم ،
ثم فتح لها باب السيارة بينما يضع يده اليسرى خلف ظهره كرجلٌ نبيل ، ثم جلس بمقعد السائق بينما يحتضن كف يدها بيد و اليد الاخرى تتولى القيادة نحو منزله او لنقل الحفل .
•••••••••••••••
كانت دانية تنظر للوك كل فينة و اخرى بينما تلعب بأصابعها بتوتر ، ليلف لوك وجهه إليها لبضع لحظات ثم أعاد بصره للطريق لينطق بعدها بهدوء : ماذا هناك ؟
لتلعق دانية شفتيها ثم قالت بتردد بينما تحرك يدها مع نسمات الهواء الباردة من نافذة السيارة : لا شئ أنا فقط ..
لتبتلع باقى جملتها عندما احاط لوك ذراعها بكفه ساحباً إياها بقوة ناحيته ، لتحاول دانية فهم ما يجرى ثم إتسعت عيناه ببطئ عندما إستوعبت أنه لولا لوك لكانت تلك الشاحنة صدمت ذراعها .
ليوقف لوك السيارة على جانب الطريق ، ثم قال بغضب : ما الذى تحاولين فعله بحق الجحيم ؟ لقد كادت الشاحنة على وشك سحق ذراعك !
لتنظر له دانية بخوف إستشعره لوك منها و ما أكد له شعوره هو إلتصاقها بباب السيارة ، فهو لم يدرك أنها رأت عيناه للتو و هى تصبح بِلون الدماء القانية !
فسألها لوك بنبرة هادئة نسبياً : لما أنتِ خائفة الان ؟
لتجيبه دانية بنبرة مترددة : خائفة منك ..لوك .
ثم انهت جملتها بصوتٍ منخفض لم يكن ليلاحظه لولا قوة سَمعُه ، فتأملها لوك قليلاً ثم قال ببرود يحاول إخفاء حزنه به : لا تقلقِ أنا لن اؤذيكِ .. دانية .
ليشدد على حروف اسمها بنهاية حديثه ، ثم شغل محرك السيارة لينطلق بها مجدداً ، بينما دانية فقط غارقة فى أفكارها الكثيرة التى كانت تراودها منذ فترة ، هى اصبحت تخافه و بنفس الوقت تشعر بالأمان معه .. و كأنه ملجأها ؟
ليخرجها من دوامة أفكارها تلك صوت لوك العميق الذى صدح بالسيارة قائلاً بهدوء : ما الذى كنت تريدينه منذ قليل ؟
فردت دانية بإختصار : لا شئ .
بينما تصرخ بداخلها بسببه ، فهى لم تحصل على هدية لجوهان و لقد كانت تريده فقط ان يتوقف عند اى متجر لتشترى له هدية عيد مولده .
لتعى دانية على الطريق الذى سلكه لوك للتو ، فلم يكن هذا نفسه الطريق التى اخبرتها عنه هيلونة ، هل سيختطفها و يبيع أعضاءها ؟
بينما لوك على الناحية الاخرى قلب عيناه بنفاذ صبر ، ثم مسح على وجهه محاولاً تقليل غضبه ، ايرميها فقط من السيارة ؟ فلماذا سيحتاج رجلٌ غنى أعضاءها التى يشك حتى بسلامتها ؟
ليلفت إنتباه دانية ذلك المجمع التجارى الضخم لقد كان مزين بالكثير من الاضواء مما جعله مميزاً عن بقية المبانى هنا ، لتجد السيارة متجهة إليه ثم اوقفها لوك امامه بمرأب السيارات ، لتلصق دانية وجهها بزجاج السيارة بينما تتأمله هيكله المعمارى بأعين لامعة ، فلطلاما كانت من معجبى التصميمات المعمارية الدقيقة و التى تحتوى على تفاصيلٍ كثيرة ، و هذا المبنى الذى امامها مثالاً على ذلك .
و بينما دانية غارقة فى تأملها كانت هناك عينان تتأملاها هى ، و كأنها لوحة ربيعية صُنعت لتسلُب مِنك أنفاسُك قبل إنتباهُك .
ثم إلتفتت دانية إلى لوك قائلة : ما الذى جاء بينا إلى هنا ؟
ليجيبها لوك ببرود بعدما اخفى تلك الابتسامة البلهاء التى كانت تحتل شفتيه : لأشترى هدية لجوهان ، هل إشتريتِ له واحدة ؟
لتؤمى له دانية بالرفض ، لينطق لوك بهدوء بينما ينزع حزام الامان عنه : هيا بنا إذاً .
لتفعل دانية المثل و تفك حزام الامان ، ثم سارت خلفه تتبع خطواته المتجهة إلى المجمع التجارى .
و ما إن دخلت دانية حتى إتسعت حدقتيها بإعجاب فهى لأول مرة ترى مجمع تجارى مصمم على الطراز الإيطالى و يحتوى على عدة تماثيل يونانية للزينة !
لتصتدم دانية بظهر لوك الذى طالعها بهدوء ثم قال بنبرة تحتوى بعض الحدة : إنتبهِ إلى خطواتك ! لتؤمى له دانية بلامبالاة بينما تمسح ببصرها أرجاء المجمع التجارى ، ليقع بصرها على محل أنيق ذو لافتة ذهبية متخصص ببيع المجوهرات ، لتقودها إليه قدميها تاركة لوك خلفها ، فنال إعجابها قلادتان إحدهما شمس والتى كانت ذهبية و الاخرى قمرٌ فضى يُكمِل شكل الشمس .
لقطع تأمل دانية لتلك القلادتان صوت لوك القريب من أذنها اليمنى ، الذى نطق به : هل تريدين شئٍ من هنا ؟
لتبتعد عنه دانية خطوتين فلقد كان قريبٌ منها للغاية التى جعلت من أنفاسه تضرب أذنها ، ثم أجابته بهدوء : لا .. أقصد نعم سأشترى شئ من هنا لجوهان و هيلونة .
فهى لن تخاطر بالمال المتبقى معاها لأجل تلك القلادات ، و أيضاً هى لا تملك حبيب بالفعل لتهديه إياها .
ثم إشترت دانية أمام إسورتين لجوهان و هيلونة إحدهما بيضاء و الاخرى سوداء و عندما تلمس إحدهما تضئ الاخرى بقلبٍ ينبض لتعلم شريك أنك تشتاق له ،
ثم خرجت دانية من ذلك المتجر لتتجه إلى اخر خاص بالعطور لتشترى زجاجة عطر إلى جوهان لتكتمل هكذا هديتها إليه .
ثم خرجت دانية من ذلك المحل لتتذكر شيئاً ، أين لوك ؟
فأخذت تنظر حولها يميناً و يساراً بهلع ، إلى أن شعرت بتلك الأنامل التى تطرق على كتِفها برفق ، فإلتفتت لتجده لوك الذى كان يمسك بيده حقيبتين تسوق يبدو ان بهما هدايا جوهان ، لتسأله دانية بغضب : إلى أين ذهبت وتركتنى وحدى ؟
ليبتسم بخفة ثم قال بهدوء : كُنت أحضر هديتى إلى جوهان .
لتتنهد دانية بقلة حيلة ثم ذهبت متجاهلة إياه ، ليبتسم لوك بجانبية على تصرفتها الطفولية ثم لحق بها إلى سيارته ليركبوا و يذهبوا إلى منزل جوهان .
••••••••••••••••••••
How are u My Clouds ? 💙
* توقف التعديل هنا مؤقتاً .