.
" بومقيو عانِقني " أردف تايهيون الذي يحاول صمود كي لا يفترق عن الأخر
بومقيو ضم الأخر اليه بعد أن سحبه من خصره الضيق ليلتصقا ببعضهما دون حراك فحركة واحدة كفيلة بصنع إلتحام خاطئ
بومقيو في هذه اللحظة لم يركز على ثقب الاسود الذي يقابلهم بل ركز بما امامه فحسب فحتى الوجود في عالم السحر لن يغير حقيقة ان عينى تايهيون هي الأعجوبة بحد ذاتها
هو دائما ما تمنى لو إستطاع الإقتراب دون الخوف دون الإرتعاب من فكرة انه يمكن ان يفقده
لكن اليوم يمكن ان يموت كلاهما يمكن ان تكون هذه أخر مرة يراه بها فلما لا لما لا يتهور للمرة الأخيرة ؟
نسيت العوالم من حولي و شفتاه كنفلاق الصبح من الفجر انا لا اريد الإستيقاظ
شفتان مقبرتان في كل شطرٍ ورديٍ تابوت
.
" كاثرين تشبتي هنا انا معك " تكلم هيوك وهو يخاطب زوجته لتمسك كلاهما بحديد الأسوار كما يفعل الأخرون
" هل الجميع هنا ؟ " صاح دارك وهو يلتفت لينظر لكل واحد منهم بما ان الكل متشبث بالأسوار رغم بعدهم عن بعضهم البعض
الوحش إختفى و كل تلك العشائر تضائل عددها تدريجيا حتى الوصول لشيطان الأساسي روفيوس الذي رفض ان يُسحب وحده فأمسك بأصغر فرد في عائلة تشوي
" لقد أمسكت بك "
" سيليس !! " صاح ويزارد من بعيد ليلتفت الكل وبما فيهم كاي الذي قفز دون تردد ليحاول سحب الصغير من بين يدا الشيطان
" الان البشري صار شجاعً ؟ "
" لتذهب الى الجحيم و أتركنا وشئننا " قال كاي بعد عدة ركلات على بطن الاخر الذي توعك
" اتركه واللعنة " اردف ليركله للمرة الأخيرة قبل ان يختفي الأخر في تلك الفجوة السوداء
" هل انت بخير ؟ " سئل كاي وهو يلهث
" انا بخير وانت ؟ " رد الاخر مع أن نبضات قلبه لازالت تتسارع من الخوف
" انا على مايرام هيا لنذهب " اردف كاي ليقترح يده على الاصغر الذي نظر إليها لثواني ثم تشبت بها
.
" هل إنتهى الامر ؟ " سئل سوبين الذي ماعاد يسمع اصوات الإصتدام وصراخ البشع
" بقي فقط .." وقبل ان تكمل سيدة إيل كلامها سمع كلاهما صوت الأحصنة التي توقفت والتي ماكانت إلا خاصة أشلين و اتباعها
" أخي ؟ اين هو !! " صرخت وهي تدخل المكان وورائها الجميع
" بئسًا ماذا فعلتهم !! " قالت اخر كلماتها هي ومن معها لتُغلق تلك البوابة ويتطاير غبارها نحو سماء
" هيوك هل إنتهى ؟ " تكملت مع شهقة بأخر كلامها
" نعم عززتي لقد إنتهى كل شيئ " أجاب ليعانقها بسعادة
" دارك ماذا حدث ؟ " قال مصاص دماء الذي وصل توًا
" لقد فوتت الكثير صديقي " تحدث دارك مع ضحكة مبتهجة لاول مرة منذ مدة طويلة
" هل الجميع بخير ؟؟ " سئل سوبين وهو يتأكد من كل واحد منهم ليلتف حوله الجميع معانقينه
و لا تسع عيونهم فرحة النصر هو إبتسم وكل مايريده الان هو الراحة كونه متعب لدرجة لا تتصور لكن كيف له ان يفعل ذلك وراحته موجودة فعيون حبيبه
يلتفت يمينًا ويسارً وهو يضيق حاجباه
" اين ويزارد و يونجون ؟ " كانت سعادة تغمره فقط للوصول الى هذه اللحظة حيث يعانقه ويخبره انهما هنا معا ولن يفرقهما شيئ بعد الان سيحبان بعضهما الى الأبد
" ألم يكن معك ؟ " سئل دارك مخاطبً داش
" لكنه عاد إلى هنا " تحدث سوبين
" الم يكن معك انت ؟ " تكلم تايهيون ليحل الصمت لثواني فيركد سوبين وورائه الجميع
السيدة إيل واقفة دون حراك و ويزارد الجالس ودموع بعيناه وكل ما يتوسطهما جسد ضئيل مستلقي على الارض و بعض دماء المتناثرة
كانت هذه اول مرة أحس بها سوبين ان قلبه توقف عن ضخ الدماء بل وكل جسده تجمد فقط برؤية وجهه الهادئ وعيناه المغمضة
جتا على ركبتاه ليرفع يده المرتجفة فتلامس بشرة حبيبه الباردة كبثلاث الثلج التي بدأت بتساقط في هاذا اليوم المشؤوم
يوم صار بيت آل تشوي غبارً ممزوجًا بقطرات دمائهم التي كانت وفية له وأقسمت ان تخوض الحرب المحتومة حتى النهاية
فكيف لك ان تذهب وكيف لك ان تجعل كل ما فعلوه هباءً منثورة تشوي يونجون انت من اقسمت انك لن تسامح نفسك لو مات حبيبك وأي شخص في سبيلك فلما صرت انت صاحب التابوت الذي يحمل تلك الوعود
" ي- يونجون " تحشرج صوته وهو لايزال لا يفهم ماحصل هو فقط يشعر بألم عظيم يجتاح قلبه وكأن خناجر مشحوذة تغرز به
وكيف لا فموت يونجون يعني عدم رؤيته لألف سنة اي في الحياة القادمة لان إسترجاعه من عالم الموتى مرتين في حياة واحدة امر مستحيل وخصوصا بما ان سوبين قد فقده من قبل
ألا يجب على الكل ان يعرف الحقيقة التي لطالما اخفاها سوبين ؟
حقيقة انه احب يونجون منذ ولادته أحبه في كل مرة كان يذهب هو ووالداه للإلتقاء بسيدة إيل التي كانت تتركه يداعب ذلك الرضيع ، هي كانت ستبقى هنا في عالم السحر لولا ان سيد وسيدة تشوي قُتِلا وصارت هي الهدف التالي
طفلها كان يحتاجها لم تكن لتتركه وحيدًا وهو هجين بشري وساحرة
لدا عاشت بعالم البشر وكل شيئ كان على مايرام حتى اليوم الذي خطف فيه إبنها
لم يكن الحظ حليفه ابدا ، فزوجها الغبي كما تسميه هي قام بإدخال الشرطة في الموضوع مما تسبب بأخد إبنها منها وماكان هنالك إلا شخص واحد يساعدها
" تشوي سوبين " الذي بتأكيد قد كذب عندما اخبر ويزارد انه أخد اغراض منها او أن والدة يونجون مجنونة فستعانت بالسحر
فهي بالاصل ساحرة لكن مامن احد يمكنه ان يعيده غير سوبين وحقا وافق مقابل شرط واحد وهو ان يعيش يونجون معه . هي كانت تعلم منذ البداية انهُ وقع لإبنها فلا يمكنها ان تتظاهر بعدم معرفتها انه كان هنا كل الليلة يراقبه كنجوم التي تطل على نافذته
والأن بعد ان إسترجعه بعد ان جعل الاصغر يحبه وحارب الكل من أجله هو هنا مرة اخرى يريد الرحيل
و لمَا يجب على كل شخص نحبه رحيل فتبقى ذكراه وحدها البديل الذي يُنسي القلب الوجع الأليم ..
" هيا إستيقظ يونجون ألم تقل انك لن تسامحيني إذْ لم اعد ؟ ها انا ذا " تحدث وهو يهز الأخر الذي لم يكن له اي رد
" إفتح عيناك انظر إلي " يهزه مرة اخرى وقد اقسم الجميع أن سوبين سيفقد عقله بدون يونجون سيجن وسيحفر قبرًا بجانبه لا محالة
" إستيقظ أرجوك لا تتركني وحدي "
" سوبين توقف عزيزي لقد م-مات " اردفت كاثرين ودموع بعيناها
ويزارد قد رأى هاذا المشهد من قبل لكن لم يكن لنفس الشخص هو قد اغمض عيناه بحسرة لكن لا يعلم لمَا ظهرت صورة واحدة غير مفهومة بعقله
أليست هذه قلادة .... الحب ؟
فكر قليلا وهو ينظر من حوله لينتبه الى عنق يونجون كان يرتدي شيئ ما ، إقترب اكثر ليمد يده تحت نظرات الجميع الذي تستفهم عن ماذا يبحث
ابعد طرف القميص ليجد نفس تلك سلسلة فيحدق بسوبين الذي لا يعلم لماذا لكنه وجد بصيص الامل بعيون شقيقه
" ماذا تكلم ! "
" أظن ان هناك طريقة لنوقض يونجون " تكلم لتتسع عينا سوبين فيمسك الأخر من كِلا كتفاه
" ماذا ! ماهي ! أخبرني ! سأفعل اي شيئ ! "
" إهدأ يجب ان تتحكم بمشاعرك اولا " تحدث ليكمل
" انا لست متأكد لكني رأيت هذه القلادة وأظن انها قلادة الحب التي لا أعلم من اين احضرتموها لانها شبه غير موجودة لكن لنقل انها هي سبيل الوحيد لإنقاذه "
" كيف ؟ "
فرقع ويزارد إصابعه ليظهر كتاب بلون القرمزي القاتم امامه " لست متأكدً لكن اظن انه ... " قال مع إنقلاب الصفحات والكل أذان صاغية
" هنا ! " نطق ليقرأ ما وجده " في حالة إمتلاك هذه القلادة
يمكنك إسترجاع ماضاع ، فقط بالحب الخالص وما الحب الخالص إلا أفعال لنتشارك الألم ونتلو الكلمات نقطع الأحبال لتسيل دماء
فقط بالحب الخالص
بخطأٍ واحد يضيع إثنان
صاحب دماء ومن إخترقته الرماح
فلا تنسى ان تتلو الكلمات عند نزول القطرات
قطرات من يمناك فوق قلبه عند اللقاء
أغمض عيناي و قدم روحك بلا عناء
بلا ندم وبالحب الخالص
" مالذي يعنيه هاذا ؟ " سئل دارك
" هاذا يعني ان سوبين سوف يقطع عِرقًا من يده اليمنى ثم يضع قطرات دمائه فوق قلادة يونجون وبضبظ هنا " اشار ويزارد الى المكان الذي كان القلب الذي بالوسط ، ليكمل " و يبدو انه سيعيد قرأة هذه الكلمات ليتِم الطقوس لكن توجد مشكلة واحد "
" ماهي ؟ " نطق داش
" إن لم يفلح الأمر سيموت سوبين كذلك " تكلم ويزارد وهو ينظر لسوبين
" كل ما أحتاجه هو سكين فحسب " اردف سوبين وهو ينظر إليهم ، ليخرج كاي سكينا صغير " خد "
" كاي لما تحمل معك سكينًا ؟! " حدق به بومقيو
" لحالات كهذه "
" سوبين هاذا سيكلفك حياتك إذْ لم ينجح الأمر ، فكر قليلا " وأخيرا تكلمت والدة يونجون التي لا تريد ان يموت إثنان بدل واحد فبالاخير عائلة سوبين تحتاجه
وربما من المقدر لإبنها الموت
" سوبين نحن لا نريد ان نخسر كلاكما " تكلم هيوك يحاول ان يجعل شقيقه يفكر قليلا بالعواقب
لكن من هم ليوقفوا تشوي سوبين الذي عاش من أجل شخص واحد عاش ليكون بقربه عاش ليسلِم روحه وقلبه وكل مايملك له وحده .
فهل ستكون نهايتنا قصة أخرى تسرد عن مئساة الحب أم سنحيا لننهي الصفحات البيضاء ونطبع عليها القبُلات
الى مدى الحياة
إنـتـهـى ~
هاي حبايب قلبي ♡
البارت لي بعده وأخيرا أنهيته بعد ان عدت كتابته ألف مرة 😭 لهيك بنزله بعد مدة قصيرة وبس أحبكم
كونو بخير
وخبروني اي شيئ ♡