بارانويا | «جُنون الإرتياب» (...

By Ahlam_ELsayed

6K 422 2.2K

مُنذ الصِغر ونحنُ نعلم جيداً أن الخطان المتوازيان لا يلتقِيان أبداً ، فـ هل مِن المُمكن أن تتغير تِلك القاعِد... More

♡ إقتباس ♡
الفصل الثاني : إضطِراب
الفصل الثالث : حادِثة صُدفة
الفصل الرابع : غريبًٌ مُصاب
الفصل الأول : البداية
الفصل السادس : هروب.
الفصل الثامن : ليلى تكلمَت.
الفصل السابع : أجواء غير مُعتادة.
الفصل التاسع : كوثر تقلق.
الفصل العاشر : نِزاعات وتغيُرات
الفصل الحادي عشر : شِجارين في آنٍ واحِد
الفصل الثاني عشر : غُموض بين السُطور
الفصل الثالث عشر : بداية البداية
إعتذار بسيط♥ملحوظة الإعتذار قديم
الفصل الرابع عشر : خارِج عن المألوف.
الفصل الخامس عشر : شعور مُختلِف
الفصل السادس عشر : التهور والإندفاع
الفصل السابع عشر : تجمُع عائِلي
الفصل الثامن عشر : فضول أم شفقة.
الفصل التاسع عشر : عاد لـ ينتقِم
الفصل العشرون : هادِم الملذات ومُفرِق الجماعات
الفصل الواحد والعشرون : أشياء جديدة
الفصل الثاني والعشرون : أهُناك أمل؟
الفصل الثالث والعشرون : مِشوار العِلاج
الفصل الرابع والعشرون : ضّي الشمس
الفصل الخامس والعشرون : مأساة.
مهم ♥
الفصل السادس والعشرون : المرض النفسي ليس جنونً
الفصل السابع والعشرون : نبضات
صور تقريبية للأبطال♥
الفصل الثامن والعشرون : إنكشف السِتار
الفصل التاسع والعشرون : لن أترُككِ للظلام
هام🇵🇸♥.
الفصل الثلاثون : عُصفورً جريح.
الفصل الواحد والثلاثون : مرحباً بالمشاكِل
الفصل الثاني والثلاثون : قبل الطوفان بساعات
الفصل الثالث والثلاثون : فضيحة على الملأ.
الفصل الرابع والثلاثون : يومًا لك ويومًا عليك
الفصل الخامس والثلاثون : نُزهة مليئة بالحقائِق
الفصل السادس والثلاثون : سابِق ولاحِق
الفصل السابع والثلاثون : بنفسِج برائِحة التوت.
الفصل الثامن والثلاثون : لا مفر مِن الحقيقة

الفصل الخامس : الجانِب الأخر للجميع.

167 11 60
By Ahlam_ELsayed


{بسم الله الرحمن الرحيم}

أذكر الله.

صلوا على نبينا محمدﷺ

ڤوت وكومنت لتشجيعي💜🐰.

تجاهلوا أي أخطاء إملائية إن وجد.

.
.
.
قراءة ممتعة.

*ملحوظة بسيطة فيه شخصيتين من رواية 'شتان ما بيننا' هيظهروا في الفصل ده ، اللي مقرأش الرواية يكمل عادي أكنهُم شخصيات عادية*

.............

'هل تؤمِن بـ أن الحُب يُشفى كُل الجِراح؟ ، وماذا عن الجُروح التي يكون سببها الأساسي هو العِشق بـ ذاتِه؟! ، كيف ستُشفى؟ ، أعتقد أن الحُب مُجرد مُسكِن ألٓام مؤقت لا أكثر ، ألا توافِقني الرأي؟'

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صعد رحيم ونوح سُلم بنايتهُم ، وكان بدر يستند بثُقل جسدِه عليهِما لـ يقومان بـ إصالِه إلى شقتِه ، حينما وصلوا أمام الباب وجدوا من لم يتوقعوا رؤيتها.

أجل إنها السيدة شادية زوجة المعلِم صابر ، كانت تقِف قُرب باب شِقة بدر وكأنها تنتظِر مجيئه ، وبالفِعل حينما رأته ركضت نحوه تتسائل بِـ خوف.

"يا مصيبتي!! إيه اللي عمل فيك كدا يا إستاذ بدر؟!".

تصنع بدر الإرهاق هاتِفاً بِخفوت في محاولة فاشِلة مِنه لإبعادِها عنهُم.

"لا لا أنا حاسِس بدوخه !! شكلي هيُغمى عليا ولا إيه؟ ، دخلوني البيت يا شباب بسُرعة قبل ما أنهار".

كتم نوح ضحِكاتِه بصعوبة ، بينما نظر رحيم لها بـ إشمِئزاز ثُم صاح بـنبرةٍ حانِقة.

"إنتي بتعملي إيه يا سِت إنتي؟!! .. وإزاي أصلاً نازلة مِن شقِتك في ساعة زي دي؟! ، فين اللوح جوزك يلمِك!!".

لم تُعجب شادية بطريقة رحيم معها ، شهقت بـ إستنكار وقالت تُدافِع عن نفسِها.

"وإيش حشرك إنت؟! أنا بكلِم سي بدر! .. تِدخل ما بيننا ليه زي البقدونِس!!؟".

أمسك رحيم لِسانه عنها مُراعياً لأخِر ذرة صبرٍ لديه أنها إمرأة ، ولا يصِح ضربِها أو سبِها ، قبل أن تُكمِل هي وصلة الردح خاصتِها ، أتاها نِداء زوجِها مِن الأعلى وهو يقول بصوتِة الخشِن.

"بِِت يا شادية جِبتي الكباب والكُفتة ولا نسيتي؟".

لطمت شادية فوق صدرِها وهي تستدير حول نفسِها  ، أجابت زوجِها مُهروِلةً إلى الأعلى.

"أيوه يا سيد الرِجالة !! جِبت كُل حاجة يا أخويا وطالعه أهو".

بعدما إختفت نظر ثلاثتِهم لـ بعضِهِم البعض وغاصوا معاً في نوبة ضحِك .

قال رحيم وهو يتجِة نحو شِقة بدر يقوم بفتحِها.

"يلا يا نوح عشان هتبات مع بدر إنهاردة".

رفع نوح حاجِبيه وأردف بِتعجُب.

"وإشمِعنا أنا اللي أبات معاه ، ليه متباتش إنت مثلاً؟".

هز رحيم كتفيه مُجيباً بِبساطة.

"يمكِن عشان أنا ورايا شُغل بدري؟ ، إنما أنت عاطِل .. وفاشِل وموركش لا شُغلة ولا مشغلة!".

أكمل بدر عنه ساخِراً هو الأخر.

"رحيم عندُة حق .. أنا فِعلاً مِحتاج حد يطرقعلي صوابِع رِجلي ، ويشربنى إمبّو لما أعطش بليل".

هتف نوح بضيق.

"إنتوا هتحدِفوني لبعض مِنك له؟ ، وعمتاً موافق أبات معاه بس بُكرا إنت اللي عليك الدور بقى!".

أشار بـ إصبعِه نحو رحيم لـ يومأ الأخر موافقً ، وقال.

"ماشيمفيش مُشكِلة ... صح يا بدر سامي وسارة هيباتوا عندِنا وبُكرا هبقى أطلعهُملك".

لم يعترِض بدر لـ يقوم رحيم بتوديعهُما ، وهبط إلى منزِله.

••••••••••••••••••••

في اليوم التالي.

أتت ليلى أمام شمس النائِمة بِعُمق ، وحاولت إيقاظِها دون أن تُسبِب لها الفزع.

قامت بالتربيت بخِفة فوق كتفِها هامِسةً بحذر.

"شمس! إصحي يلا .. الساعة بقِت تِسعة الصُبح؟!"

تأفأفت شمس بـ إنزِعاج وردت.

"بتصحيني بدري ليه يا ليلى؟!".

أجابتها الأُخرى بصوتٍ مُنخفِض كي لا يسمعها أحد خاصةً خالتها.

"ده ميعاد المُحاضرات! إنتي نسيتي؟!".

صاحت شمس بنبرة مُستنكِرة.

"مُحاضرات إيه؟! مِش إحنا خدنا فص...".

قامت ليلى بتكميم فمِها سريعاً قبل أن تُكمِل الجُملة ، أتت عزيزة و وقفت أمامهُما تُراقِبهُما بشك ، ثُم أردفت.

"الفِطار جاهِز يابنات .. يلا عشان تاكلوا قبل ما تروحوا الكُلية!".

أومأ كِلتاهُما بطاعة لـ تبتعِد عزيزة خارِجاً ، وقفت شمس وأخرجت ثيابً ترتديها ، أخبرتها ليلى وهي تتجِه خارج الغُرفة.

"خلصي وحصّليني ماشي! ، وأنا هعمِلك سندوتشات".

••••••••••••••••

في شِقة بدر.

كان هو ونوح لا يزالان نائِمان بعُمق ، حتى أيقظهُما صوت الطرقاتِ فوق الباب ، تذمر بدر بـ إنزِعاج وقام بركل صديقه قائِلاً.

"قوم إفتح الباب ياض".

وقع نوح فوق الأرض لـ يتأوه وكاد أن يسُب الأخر ، لكِنه تذكر أنه مريض ، إستقام بضجر وذهب يرى من الذي أتى في هذا التوقيت!.

فتح الباب فـ إصطدم بـ ورد أمامه ومعها الصغيران سامي وسارة ، نظر لها بنِصف عين لـ شِدة نُعاسِه ثُم تسائل مُتضايقً.

"عايزة إيه على الصُبح؟".

رمقتهُ ورد مِن أعلى إلى أسفل بنظراتِ إستخفاف و ردت.

"وإنت مالك؟ هو حضرِتك صاحِب الشقة وأنا معرفش!!؟ .. فين بدر؟".

زفر نوح محاوِلاً تهدِأة أعصابِه فـ الأمر لا ينقُصها حقاً ، أجاب مُبتعِداً عن الباب تارِكاً لها مجال لـ تدخُل.

"بيصيف في السرير ... هيكون فين يعنى؟ جاية تسألي عليه الساعة تِسعة ونص الصُبح!! ، تفتكري هيبقى فين مثلاً؟!! ، ما أكيد مِتنيل نايم!".

عقدت حاجبيها بغضب وصاحت بـ دِفاع عن كرامتِها.

"لا بقولك إيه متزعقليش!! ، أنا جيت عشان أديلُه إخواتُه وخلاص ، يلا يا عيال خُشوا جُوا".

نظرت لها سارة وأردفت بِبرائة.

"أبلة ورد إحنا عندِنا مدرسة! ، وأبيه بدر هو اللي بيوصلنا دايماً بـ نوسة ، وأكيد تعبان ونايم عموا رحيم هو قالِنا كِدا إمبارِح ، ينفع حضرِتِك تودينا بدالُه؟".

أستلطفتها ورد كثيراً ، سارة فتاة مُهذبة ومُطيعة عكس شقيقِها التوأم تمامً ، رُغم أنها في بعض الأوقات تكون خبيثة ، لكِن كيف ستقوم هي بـ إصالِهما إلى مدرستِهما؟.

كان نوح يستمِع لـ حديثهُم فـ رد على الصغيرة وهو يتجِه نحو الحمام.

"أنا اللي هوصلكوا يا سرسورتي .. إدخُلوا إنتوا غيروا بس".

ركض الإثنان نحو غُرفتِهِما ، نطقت ورد قبل أن تعود للأسفل.

"عدوا عليا وإنتوا نازلين عشان أديهُم الأكل اللانش بوكس".

لم تنتظِر سماع أي كلِمةٍ أُخرى مِنه وإختفت.

•••••••••••••••

وصل رحيم إلى عملِه وتوجه فوراً نحو مكتبِه ، قام بـ إرتِداء المِعطف الأبيض لـ يُباشر نبطچِيتِه الصباحية ، كانت أول حالة توجه إليها وأهمهُم بـ اللنِسبة له حالياً.

دلف إلى غُرفتِها ورسم إبتسامةً فوق شفتيه قائِلاً ببهجة.

"إيه الجمال ده؟ إحنا بقينا زي الفُل أهو!".

بادلتهُ الإبتسامة بخجل لـ يرد خطيبها عنها والسعادة تملئ عينيه.

"أنا مصدقتِش نفسي لما قالولي إنها هتُخرُج كمان إسبوع! ، بجد يا دُكتور مِش عارف أشكُرك إزاي؟".

ربت رحيم فوق كتفِه ونطق بِعملية.

"متُشكُرنيش أنا معملتِش غير واجبي يا أُستاذ عامِر! ، ومتِنساش برضُه إن لولا عزيمة كاريمان معانا وإصرارها إنها تخِف وتِرجع زي الأول ، مكُناش زماننا وصِلنا للتقدُم الملحوظ ده!".

أومأ الأخر بـ تأييد وأتى دور كاريمان لـ تنبُس بصوتٍ خفيض.

"برضُٖه حضرِتك تعبت معانا جِداً .. ورجعتِلي الأمل مِن تاني إني أطلع مِن المكان ده".

فرِح رحيم كثيراً لـ سماعِه تِلك الكلِمات مِنهُما ، وسعادته إزدادت أضعافً لـ شِفاء مريضتِه وخروجِها مِن المصحة عما قريب ، شعر أنه قد قام بـ إنجازٍ عظيم.

ما أجمل أن تُتقِن عملك لِـ تُساعد بِه الأخرين ، ويُصبِح اسمُك وصمة فخرٍ للأجيال مِن بعدِك.

•••••••••••••

الساعة الـ 1:30 ظُهراً.

جلست ليلى وشمس وسط إحدى الحدائِق العامة المليئة بـ البشر ، يتناولان فطورهُما بعدما أصرت ليلى أن يتجنبان تناوله بـ المنزِل ، خاصتاً مع وجود أنور بينهُم.

أمسكت شمس الشطيرة ونظرت لها بتمعُن ، ثُم قالت بتقزُز.

"ليلى! .. سندوِتش الطعمية ده مليان طحينة وأنا مبحِبهاش؟".

قهقهت ليلى فـ صدِيقتِها الأصغر تتعامل وكأنها إبنتِها المدللة ، تذمرت شمس لـ ضحِك الأُخرى عليها ، قامت ليلى بـ العبث داخِل حقيبتِها وأخرجت مِنها شطيرة أُخرى ، ناولتها إياها مُردِفة.

"ولا تزعل نفسك يا جميل! ، خُدي سندوِتش مِن غير نُقطِة طحينة أهو".

إبتسمت شمس برِضا ، وكانت ترغب بِـ مُعانقة ليلى لكِنها ترددت قليلاً ، بادرت ليلى بـ العِناق وهي تعتصِر جسدِها الضئيل بين ذراعيها.

مر من جانِبِهُما ثلاثة فتيان لـ يقول أحدهُم بصوتٍ عالي ونبرة ساخِرة.

"ياما نفسي فس حُضن حنان زي ده!".

تجاهلتهُم ليلى تمامً لأنها لا تودٌ أن تتشاجر الأن ، قد تنزعِج شمس أو تُصاب بإحدى نوباتِها.

ولكن هل الحظ سيُوافقِها على تفكيرِها المُسالِم ذاك؟ ، أتى شابيّن مِن الثلاثة لـ يقفان أمامهُما ، إبتسم أحدهُما قائِلاً بـ سماجة كريهة.

"صباح الخير مُمكِن أخد قطمة مِن السندوتِش؟ .. لأحسن أنا هفتان أوي وجعان".

رمقتهُما ليلى بنظرات قرف ، وأبتعدت شمس عن عِناقِها تُطالِع الرجُلان أمام ناظريها وقد بدأ جسدها يرتعِش ، وهى تهمِس نحو ليلى بنبرةٍ خائِفة.

"دول بيكلمونا إحنا؟ يلا نمشي! قبل ما يعملوا فينا حاجة .. يا ليلى!!؟".

أمسكتها ليلى بقوة تُطمئِنها ، وقامت بلملمة أغراضهٕما غير عابِئة بهذان الوقِحان ، ثُم إتجهت بِها خارج الحديقة مُتمنية مِن قلبِها أن لا يتبعانهُما.

وتِلك المرة تحققت أُمنيتُها ، فـ لم يذهب الفتيان خلفِهِما ، ولكن شمس لازالت ترتعِش وتنظُر ف كُل أتجاة بريبة ، خوفاً مِن أن يكونوا خلفهُم ، وقفت ليلى بوجهِها نابِسةً بِهدوء.

"خلاص يا شمس مفيش حاجة؟ .. إحنا كويسين أهو!! ، خُدي إشربي العصير ده وهتبقي أحسن".

أخرجت مِن الحقيبة عُلبة عصير تُفاح ، أخذتها الأُخرى لـ تتناولها بطاعة مُحاوِلةً نِسيان أمر هؤلاء الحمّقى.

••••••••••••••

مر اليوم ثقيلاً على البعض ، ورائِعً على البعض الأخر ، وفي المساء وقف بدر داخِل ورشتِه مُستنِداً بجسدِه فوق أحد المقاعِد.

نظر حوله بضياع يتذكر والِده ومواقِفه هُنا ، يتذكر كيف كان يُحِب تِلك المِهنة وكم كان يُبدِع فى أدائِها؟ ، بينما هو أحبها مِن خلال أباه ثُم قرر تعلُمِها مُنذ أن كان فى العاشِرة مِن عُمرِه ، حتى أصبح خبيراً بِكُل تفاصيلِها الصغيرة ، حتى أن مجال دراستِه كان الهندسة الميكانيكية.

لا يعلم لِما هو هُنا لكن يبدوا أن الشوّق غلبه ، وحنين ذكرياتِ الماضي أجبره على النزول إلى الورشة بـ هذا التوقيت مِن الليل.

قاطع شروده صوت هاتِفه يرِن ، إلتقطه وأجاب بلا مُبالاة.

"خير؟! عايز مِني إيه تاني؟ ، مِش كفاية اللي رجالتك عملّوه فيا لما جيت الشِركة!!".

أتاه صوت الأخر وهو يتعالى بقهقهاتٍ مُستمتِعة.

"معلِش يا بدر عندي أنا دي إمسحها فيا ، البهايم قولتِلهم روقوا عليه مِش روقوه؟! ، بس تقريباً .. فِهموا قصدي غلط ، أعمل إيه معاهم مشغل أغبية!"

غضِب بدر بشِدة لـ سُخريتِة مِنه ، وصاح بضيق.

"لا يا شيخ؟!! بقا تخليهم يعوروني وتقولي معلِش!!! ، أنا بسببك هوقف شُغل في ورشتي إسبوعين أو أكتر عشان الجرح يلِم!؟ ، ده غير إني كان مُمكِن أموت! لولا ستر ربِنا وإتلحقت على أخِر لحظة".

زفر الأخر بـ ملل وأردف بـ برود أعصاب.

"لو بتِعمِل الغاغة دىطي كُلها عشان الفلوس! ، فـ أنا هبعتلك مبلغ حِلو تمشي بيه نفسك الأسبوعين دول؟! ، ها ملكش حِجة بقى؟".

جز بدر فوق أسنانِه وهو يشعُر بـ القهر لـ حوجتِه إلى ذاك المُخنث ، ولكن ماذا يفعل؟ ما باليد حيلة!.

أغلق الهاتِف بـ وجهِه لقد طفح كيله ، لم يعُد يحتمِل سماع كلِمات الإستهزاء والشفقة مِنه ، همس بتوعُد.

"ماشي يا عليّ .. مسيري هربيك على بهدلتك ليا دي".

قاطع وِحدته مرةً أُخرى صوت صديقه رحيم ، وهو يُنادي عليه مُتسائِلاً بِتعجُب.

"إنت يا زِفت إيه اللي نزِلك مِن البيت؟ ، جرحك مُمكِن يتفتح تاني كِدا!!".

إبتسم بدر وأجابه مُستفِزاً إياه.

"كُنت بطمِن على نوسة ننوستي!".

إقترب رحيم مِنه بـ تريُث ، وفاجئه بـ سؤاله مُردِفاً والشك يتملكه.

"مقولتليش بقى! .. إيه سبب إصابتك دي؟!".

تلجلج بدر مكانه فـ الأكبر لن يترُكه إلا حينما يحصُل على إجابة مُرضية ، ودون تفكير نطق كاذِباً.

"أبداً .. حبة بلطجية إتلموا عليا وكانوا عايزين يسرقوا نوسة! ، وإتعارِكت معاهُم طبعاً و واحد فيهم غدر بيا وعورني بـ المطوة .. لما لاقوني سايح في دمي خدوا بعضُهُم وخلعوا؟!".

رفع رحيم حاجِبه وكأنه لم يقتنِع وقال.

"وبعد كُل ده مأخدوش نوسة ليه؟!!".

إرتبك بدر مِن جديد لـ ترتعِ عينيه ثُم رد.

"ياعم ياخدوا مين؟! ، إذا كان بقولك أستموتِلهُم فيها عشانها!! ، ولما لقوني إتعورت خافوا وسابوني وهربوا".

صمت رحيم لـ بُرهة وبعدها أومأ قائِلاً.

"هعمل إني مِصدقك لحد ما تيجي وتحكيلي الحقيقة بنفسك؟!".

قام بـ إبعادة خارج الورشة وأنزل بابِها ، لـ يستنِد بدر عليه بـ ثُقل جسده عائِدان سوياً إلى منازلهُم.

•••••••••••••••••

في اليوم التالي .

جلست ليلى على طاوِلة الطعام تتناول فطورِها رِفقتهُم بعدما أصرت عزيزة على ذلِك ، على يمينِها جلست شمس والتي لم تتناول أي شئٍ بعد ، هي لم تعتاد على تواجُد هذا العدد مِن البشر حولِها ، ولكن وجود ليلى يُخفِف مِن توتُرِها وقلقها قليلاً.

وعلى يسارِها مكث أنور ، بينما عزيزة وزوجِها يقبعان على المقاعِد المُقابِلة لهُم.

إستمرت شمس بـ النظر للجميع تتفحص وجوههُم وتدرُس تعابيرهُم بدِقة ، تنتظِر أي رد فِعل عُدواني مِن أحدهُم تِجاهِها ، فـ لفت إنتباهِها حاجبين ليلى وهُما يتقوسان للأسفل ، وهذا التعبير يدُل على الإنزِعاج أو عدم الراحة.

رغبت أن تعرِف السبب خلف ذلِك الإنزعاج ، حتى جائها الجواب سريعاً حينما نظرت أسفل الطاوِلة ، وجدت يد أنور تعبث بـ قذارة فوق قدم ليلى ، والمسكينة لا تفعل شئً كي لا تلفِت الإنتباه ، مُكتفيتاً بـ صمتِها المؤلِم.

ولكِن هيهات أن تصمُت شمس على ما يحدُث ، وقفت بحركةٌ مُفاجِئة وإتجهت نحو مِقعد أنور ، ثُم قامت بصفعِه بِقوة صارِخةً عليه.

"إبعد إيدك عنها يا حيوان؟ وإياك تلمِسها تاني!!".

عضت ليلى شفاهِها وقد علِمت أن الأصغر رأت ما حدث للتو ، تحولت أعيُن أنور إلى اللون الأحمر وصاح بغضب شديد.

"إنتي بتضربينيأنا يا بنت الكلب!!".

جُن جُنون شمس حينما قام بسبِ والِدها الراحل ، كادت أن تلتقِط السكين الموضوعة فوق طبق الفاكِهة ، وهي تنوي الشر ، فـ سبقتها ليلى تُهرول نحوها مكتِفةً جسدِها مِن الخلف قائِلة بـ رجاء.

"لا يا شمس! إهدي عشان خاطري وبلاش تسرُع؟!"

وقفت عزيزة وسميح يُشاهِدان ما يحدُث بوجوه مصدومة ، لا يعلمان لِما وكيف بدأ الأمر حتى ، هتف أنور بغيظ مِنهُما.

"عايزة تقتليني؟!! ده إنتي مجنونة بقى؟".

تلوت شمس بجسدِها بين ذراعان ليلى بشراسة ، وصُراخِِها يعلوا أكثر ترغب بـ أن تنقض عليه ، هدرت ليلى بِه محاوِلةً السيطرة على الأُخرى.

"ما تبطل تستفِزها يا أخي؟!! ، ولا إنت عجبك الوضع؟".

رمقته ليلى بنظرة تحذيرية فـ خاف أن تكشِف أمره ، و والدية لا يعلمان أنه أشعل ذاك الشِجار حتى يُشتِت إنتباههُما عن أساس المُشكِلة.

أومأ موافِقً وقال.

"أنا نازل شُغلي أحسن ، بس يكون في علمِك .. مِش هسكُت على القلم ده!".

ترك المنزِل ورحل ، وكانت شمس قد هدأت قليلاً ، حتى أصبح جسدِها كـ الهُلام وخارت قواها لـ تقع نائِمة ، تسائلت عزيزة بغرابة وقد أفاقت وأخيراً مِن صدمتِها.

"هي نامِت بجد؟!".

لم تتعجب ليلى مِثلها لقد أعتادت على الأمر ، إكتفت بهز رأسِها إيجابً ، ثُم قامت ب، إسناد جسد الأصغر مُتجِهةً بِها إلى غُرفتِها ، وقد ساعدها حجم شمس الضئيل كثيراً.

نظر سميح لـ زوجتِه وأردف بࢪ قلق.

"البِنت كانت هتمّوت إبنك؟! ، لِسه موافقة على وجودها معانا برضُه؟".

رمقته عزيزة بـ حاجِب مرفوع ونطقت بنبرة ذات مغذّى.

"أولاً أنا وإنت عارفين كويس إن شمس تعبانة مِن صُغرها! ، ثانياً إحنا كمان عارفين إن إبنك مِش ملاك يا سميح؟!! ، ولا إنت شايف إيه؟".

فهِم سميح ما ترمي إليه وإلتزم الصمت ، فـ حديثه لم يؤتي بثِمارِه.

••••••••••••••••••

إستيقظ نوح على صوت شِجار والديه ، وخاصتً أباه صُبحي الذي يقوم بـ الصُراخ على والِدتِه.

خرج لـ يفهم سبب الصُراخ بينهُما ، سمِع والده يقول مُتضايقً.

"إرحميني يا هالة حرام عليكي اللي بتعمليه فينا بجد؟! ، ليه مُصِّرة تعذبينا؟".

نظر نوح نحو والِدته لـ يراها تضع ملابِس شقيقته أمامها تُحملِق بِهم بـ عينان دامِعتان ، وقد إستوعب الموقِف ، بكت هالة بقهر وصاحت في زوجِها.

"حرام عليك إنت!! حِس بيا وبـ النار اللي بتاكل في قلبي كُل يوم؟! ، دي بنتي يا صُبحي .. ضنايا وحِتة مِني؟".

لمعت أعيُن صُبحى بـ الدموع ولكنه قاوم البُكاء الأن ، ثُم رد بِغُصّة قاسية.

"وراحِت خلاص للي خلقها يا هالة؟! ، بلاش تعذبيها في قبرها! وتعذبينا معاكي ، فِكرك يعني أنا مِرتاح؟ ربِنا يعلم بحسرِتي عليها ، بس هنِعمل إيه يعني ؟! لا العياط ولا الشحتفة هيرجعوها لينا!!".

لاحظا وقوف نوح بينهُما فـ قامت هالة  بـ إزالة دموعِها سريعاً وإبتسمت قائِلة.

"أحضرلك الفِطار يا حبيبي؟!".

نظر نوح لهُما بتّيه وأومأ رافِضً ثُم أنسحب بِهدوء عائِداً إلى غُرفتِة ، قال صُبحى لائِمً إياها.

"عجبِك كِدا؟! أكيد سمعنا وأحنا بنتكلِم عليها!؟".

أنزلت هي رأسِها بـ أسف ماذا تفعل لقد غلبها حُزنِها ، ونسيت أن نوح هو أكثرهُم وجعاً على فُراق شقيقتِه.

خرج نوح مِن الغُرفة بعد دقائِق وكان بـ كامِل أناقتِه ، إبتسم لهُما مُردِفاً بنبرة مرِحة عكس تعابيره مُنذ قبل قليل فقط.

"أنا هنزِل أصيع شوية مع صحابي .. عايزين حاجة مِني؟".

لم ينطِق أحدهُما بكلِمة نظراً إلى حالة نوح المُحزِنة ، وحينما وجد الصمت مِنهُما تركهُما وإتجه للخارِج.

فور إغلاقِه للباب وجد ورد أمامه ، تسائل بداخِله لِما يجب عليه كُل مرة يكون مُستاءً فيها أن يُقابِلها هي؟ ، التوقيت خاطِئ حقاً و الوضع لا يحتمِل رؤيتِها!.

ولكن ما جذب إنتباهه هو تِلك الرواية بين يديها ، والتي قد إنشغلت بقِراءة سطورِها ، دون أن تنتبِه على وجودِه.

إبتسم هو بخُبث فور تذكُره نجاح خُطتِه ، وقرر أن يتسلى معها قليلاً قبل أن يذهب نحو وجهته.

•••••••••••••••

إنتهى.

هالو بارت مفاجئ انا نشرت انهارده لإني الفترة الجاية مش هعرف انشر للأسف لمدة اسبوع فالبارت ده نشرته تصبرو نفسكوا بيه لحد ما ارجعلكوا ، ووعد مني اول ما ارجع هعوضكوا.

صحيح ايه رأيكم فى ظهور كاريمان وعامر ده مشهد لأجل عيون فانز  "شتان ما بيننا" ، وطبعا فهمتوا ان كاريمان خفت الحمدلله ، وخلي بالكو عشان ممكن شخصيات تانية تظهر في المستقبل😂♥.

استنوني عشان روايتنا بدات تسخن والاحداث القادمة دمار وابطالنا قريب هيتجمعوا سوا.

يلا مش هطول عليكم.

متنسوش الفولوا يا قلوبي💗.

أشوفكم على خير يارب🤍🌙.

وداعاً.

Continue Reading

You'll Also Like

10.2K 617 39
• بعد إنهاء المكالمه سهيله بتذهب الي مكان تواجد فارس عند الاستدج وبتصفعه صفعه قويه علي وجهه تحت نظرات تعجب من الجميع... • وقال بنبره مخيفه وساخره : ا...
10.6K 822 31
هُناك مُعتقلين بالسجون يقضون فترة عقوبتهم، يعلمون ما اقترفوا من أخطاء، يعلمون متي تنتهي فترة محبسهم أو حتي متي يُعدمون وتنتهي المعاناه، وهناك سجون مغ...
630 146 23
‏لم يكن حزني هذه المره ثائرًا كما اعتدته، لم يأخذ صوت كسرٍ عظيم بل بدا كما لو أنه نزيف هادئ. 31/3/2022 إهداء إلى صانعة الغلاف: @hibastansuga
1.3K 165 21
سيفٌ جرح ساق نباتٍ ما فسقطت عليه حبات الندى فإزدهرت وردةٌ تشبه في محياها الورد، وكأنها منهم. وجد حب طفولته وعشقه، وعاني حتى يناله بينما هي مشتتة تعان...