عودة فاينا

By Medusa_Morae

2.8M 117K 55.5K

"هل تعتقد أنك قوي لمحاربتك بعض البشر؟.. فقط جرب محاربة أفكارك مثلي" -فاينا فيدور نيكولاييف. ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ في عا... More

الشخصيات الرئيسية
الفصل الأول "كوابيس"
الفصل الثاني "الأمل الضائع"
الفصل الثالث "خيبة أمل"
الفصل الرابع "الحفل"
الفصل الخامس "ترحيب مبهر"
الفصل السادس "باعت جسدها؟"
الفصل السابع "ال DNA لا يصنع العائلة"
الفصل الثامن "رصاصة!"
الفصل التاسع "إيما!؟"
الفصل العاشر "لما لا ننم سوياً؟"
الفصل الحادي عشر "مشاعر مبعثرة"
الفصل الثاني عشر"الحقيقة"
الفصل الثالث عشر "وغد متملك لعين"
الفصل الرابع عشر "ميت لا محالة"
الفصل الخامس عشر "قاتلة رحيمة؟"
الفصل السادس عشر "صفعة"
الفصل السابع عشر "بيتروڤ إيجور"
الفصل الثامن عشر "قُبلة"
الفصل التاسع عشر "موعد غرامي مع المافيا"
الفصل العشرون "غيرة قاتلة"
إقتباس "الوداع يا حبي"
الفصل الواحد والعشرون "عاهرة"
الفصل الثاني والعشرون "فضيحة؟"
الفصل الثالث والعشرون "جاسوسة؟"
الفصل الرابع والعشرون "مكر أنثى"
الفصل الخامس والعشرون "آل نيكولاييف"
الفصل السادس والعشرون "مارسيل؟"
الفصل السابع والعشرون "ظـل القمـر"
إقتباس "القاعدة رقم واحد: لا تثق بأحد"
الفصل الثامن والعشرون "هروب مُرتجل"
الفصل التاسع والعشرون "كريستوفر فونيكس"
الفصل الثلاثون "طباخ السم يتذوقه"
الفصل الحادي والثلاثون "هدوء ما قبل العاصفة"
إقتباس "لأني وقعت بحبك..."
الفصل الثاني والثلاثون "إبتزاز عاطفي"
الفصل الثالث والثلاثون "فقط لأجلك"
الفصل الرابع والثلاثون "تملك مُخيف"
الفصل الخامس والثلاثون "كـارثـة!"
الفصل السادس والثلاثون "الوجه الآخر"
الفصل السابع والثلاثون "كـرم فريـد مـن نوعـه"
الفصل التاسع والثلاثون "صداقة بنكهة الموت"
الفصل الأربعون "أخوية المُسوخ"
الفصل الواحد والأربعون "كراسيفا"
الفصل الثاني والأربعون "هدية وكرم ضيافة"
الفصل الثالث والأربعون "فريا سوليفان"
الفصل الرابع والأربعون "صلاة وتضرع للرب"
الفصل الخامس والأربعون "هدية ثمينة للغاية"
شروط الفصول...
الفصل السادس والأربعون "ذكريات ضائعة"
الفصل السابع والأربعون "آباء وقسم الدماء"
الفصل الثامن والأربعون "بيكاسو ولوحة المعاناة"
الفصل التاسع والأربعون "أساطير الموت وعرش الدماء"
الفصل الخمسون "فاينا فريدريك فونيكس"
الفصل الواحد والخمسون "عباءة الفجور وعدالتها المُلتوية"
الفصل الثاني والخمسون "عقدة الذنب ونذر بالهلاك"
الفصل الثالث والخمسون "رفاهية الموت والسراب الملعون"
الفصل الرابع والخمسون "الجراند ماستر"
اقتباس من الفصل القادم 🤍
الفصل الخامس والخمسون "لعنة الأفكار التي لا تموت... أبدًا!"
أين يمكن ايجادي 🤫🤗
الفصل السادس والخمسون "قتل ثلاثة طيور بحجر واحد!"
إقتباس "لقد فقدت نفسي.."
الفصل السابع والخمسون "دموع في الظلام"
إقتباس من الفصل القادم.. "فن مواساة الزوجة ١٠١"
الفصل الثامن والخمسون "الخيانة تجري في الدماء"
الفصل التاسع والخمسون "في ظل الضغائن القديمة"
إقتباس من الفصل القادم... "إنه ملكي"
الفصل الستـون "مائدة من الجحيم"
الفصل الواحد والستون "في غياهب الماضي"
الفصل الثاني والستـون "غـرام القـديس"
الفصل الثالث والستـون "سيمفونية الرغبة والمـوت"
إلى قرائي الأعزاء... يكفي!
الفصل الرابع والستـون "العنقاء والغرفة الحمراء"
إقتباس من الفصل القادم - كأس الغيـرة
الفصل الخامس والستون "جنون على حافة النصل"
الفصل السادس والستون "مناورة الأشقاء"
إقتباس من الفصل القادم.. "عصير التفاح"
الفصل السابع والستون "نذير بالرحيل"
الفصل الثامن والستـون "الاسم ألكساندر.. حامي العائلة"

الفصل الثامن والثلاثون "نبش في المـاضي"

28.2K 1.3K 489
By Medusa_Morae

*هينزل الفصل التاسع والثلاثون يوم الجمعة القادم باذن الله لو الفصل كمل الشروط كلها وهي انه يوصل لـ ٥٠٠ ڤوت و ٣٠٠ كومنت*

فصل طويل ٤٢٦٠ كلمة 🫶🏻❤️ متنسوش التعليق بين الفقرات 💕

ومتنسوش تعملولي فولو علي تيك توك Medusa_Morae ✨💕

༻﹡﹡﹡﹡﹡﹡﹡༺

"يمكن أن يأتي الوحش بأشكال عديدة...

فتاة جميلة تحب اللون الأحمر، على سبيل المثال؛ اللون الذي ينزف منه ضحاياها عندما يتوسلون أن ينجوا من تحت قبضتها"

{في روسيا}

فاينا POV:

ثم انحنيت قليلاً في جلستي وانا اخبره قائلة ببساطة: أتعلم لطالما احببت اسم يوليان ولكون أسمك يوليان فأنا هنا سأقدم لك عرضاً لم اعرضه علي احد قبلك.

أنهيت حديثي وانا اخرج شئ من معطفي وانا ارى يوليان يطالعني بترقب وانا اخرج زجاجة صغيرة من جيب معطفي تحتوي على سائل ذو لون أحمر لأضعها على الطاولة الزجاجية وبجوارها وضعت مسدسي الآخر وبمجرد انتهائي مما أفعل اعتدلت في جلستي مجدداً وانا اخبره بنبرة مخيفة وعيناي لم تفارق عيناه: أختر يوليان.. أختر طريقة موتك!

راقبته وعيناه تتوسع في ذعر بينما يقول بتلعثم: أهذا هو العرض؟

أومأت له بهدوء بينما هو نزع عيناه عن وجهي وظل يحدق في المسدس والزجاجة التي بجانبه.

ظل صامتاً لفترة وعيناه لا تتزحزح عن الطاولة ومحتوياتها إلى أن رأيته وهو يحاول تحريك يده ببطء نحو سترته المرمية بإهمال على الجانب الآخر من الأريكة الجالس عليها مستغلاً الإضاءة الشبه منعدمة بالغرفة، ولكن قبل أن تلمس يده السترة كنت قد قمت بإطلاق النار أمام يده مباشرةً ولو أن يده كانت أقرب من السترة ولو بمقدار سنتيمتر واحد لكانت رصاصتي اخترقت يده.

سحب يده بسرعة لصدره وهو يطالعني برعب إلى أن أردفت قائلة ببرود: لا تحاول ان تفعل شئ كهذا مجدداً لأني وقتها سأقتلك دون حتى أن تختار الوسيلة!

وجدته يهز رأسه يميناً ويساراً بينما مازال يحتضن يده لصدره وهو يقول بتوتر: لما كل هذا بالأساس؟ إذا كان على الصفقة لا اريدها!

صفقة؟

أرسلني والدي لقتله بسبب صفقة؟

بغض النظر عن جهلي التام بمرادفات الأمور ولكني اعلم شئ واحد اكيد ان يوليان اخطاء في حق العائلة لدرجة ان ابي طلب مني خصيصاً قتله بأكثر الطرق اهانة لذا رددت عليه قائلة: فات الأوان على هذا الحديث وكلانا يعلم هذا بما اني متواجدة امامك هنا.. لذا، فلتختار المسدس ام السم ولننهي الأمر في هدوء.

سمعته يقول مستنكراً بصوت واضح به الخوف: وما الاستفادة من الاختيار انا بكلا الحالتين ميت! أخبريني ما الذي قد يجعلني اختار السم على طلقة في الرأس؟ ما الذي قد يجعلني اريد الموت بطريقة بطيئة ومؤلمة بينما الخيار الأسرع امامي؟

هززت رأسي نافية وانا اوضح قائلة: بل توجد استفادة.. إذا اخترت المسدس فأنت مئة بالمئة ميت لا توجد احتمالات اخرى اما اذا اخترت السم.. يوجد احتمال ضئيل ان تبقى على قيد الحياة.

عقد حاجبيه بشدة وهو يتساءل متعجباً من حديثي: ما معنى هذا؟

اشرت له نحو زجاجة السم وانا اخبره قائلة: في البار بالاسفل يوجد ترياق لهذا السم، إذا تناولته امامي الان سأترك لك الحرية في الخروج من هذه الغرفة والمحاولة للوصول للبار بالاسفل دون اعتراض طريقك، اذا استطعت الوصول للترياق فهنيئاً لك علي العمر الجديد.

أزاح عينيه عن زجاجة السم بينما طالعني بعيون مهتزة وهو يُعقب متساءلاً بصوت خافت متشككاً: اذا حقاً استطعت ان اصل للترياق.. ستتركيني حياً؟

اومأت له بينما وضعت كف يدي اليمنى على صدري قائلة بهدوء: أقسم لك بشرف آل نيكولاييف اذا استطعت الحصول على الترياق فلن أمسك بسوء وسأغادر المكان في هدوء تام.

هذا إذا استطعت الوصول في المقام الأول! هذا ما قلته بداخلي ولكنه ليس بحاجة لسماعه.

رأيته وهو ينظر للزجاجة بشرود وكأن أمامه وقت العالم كله حتى قاطعته قائلة بضجر: اسرع يوليان حتى لا اقوم انا بالاختيار نيابةً عنك!!

كلماتي أخرجته من دوامة أفكاره لأراه يبتلع لعابه بصعوبة بالغة وهو يقول بتردد: سأختار السم.

هددت ابتسامة لعينة الارتسام على شفتاي الان لانه اختار بالضبط الخيار الذي كنت اريده ان يختاره.

أومأت له وانا اشير براحة يدي نحو زجاجة السم وانا اقول ببرود: تفضل رجاءاً كن ضيفي.

راقبته وهو يزحزح جسده عن الاريكة قليلاً ليستطيع الاقتراب أكثر من الطاولة بينما أنحني يمد ذراعه ببطء وتردد نحو الزجاجة حتى امسكها بأصابع مرتعشة ثم اعتدل مجدداً في جلسته وهو يطالع زجاجة السم التي بين أصابعه بخوف جليّ في عينيه.

فتح زجاجة السم ببطء ومد يده الأخرى نحو كأس الخمر الذي كان أمامه وبمجرد ان امسكه سكب محتويات الزجاجة به قبل أن تسقط الزجاجة الفارغة من يده بسبب كثرة ارتجافها رعباً مما هو اتي.. رفع يده حاملة الكأس لأمام وجهه وكان واضحاً بشدة ان يده هذه ايضاً كانت ترتجف بعنف بينما ظل يمرر بصره بين الكأس وبيني وكأنه منتظر معجزةً ما ان تحدث وتعفيه من شرب الكأس.. ولكن لماذا؟ ألم يكن هذا اختياره؟

قرب الكأس من وجهه وقبل أن تلمس شفتاه حافة الكأس رفع عينيه نحوي للمرة الاخيرة وهو يتساءل مجدداً بخوف: لو شربت هذا الكأس الان ستسمحين لي بالخروج من هنا للحصول على الترياق... أليس كذلك؟

دحرجت عيناي بملل وانا اخبره بحدة: لقد أقسمت لك بشرف العائلة هل تظن اني أخدعك؟ هل تظن أني لست قادرة على قتلك بالسم اذا اردت؟ هل تظن اني لا استطيع ان اجعلك تتجرعه غصباً؟ ولكني لم افعل لاني كما اخبرتك هذا عرض لم اعرضه علي غيرك يوماً وذلك بسبب اسمك الذي يجب أن تكون شاكراً لأمك على إعطائه لك فبسببه ربما تظل حياً!

ظل يطالعني بعيون تقطر رعباً وتجمد مكانه بالكأس أمام فمه بدون حركة حتى أشهرت مسدسي نحوه وانا اقول بنبرة ثلجية: يبدو اني اخطأت باعطائك عرضاً كهذا لذا انا سأنهي هذا الامر والان!

وبمجرد انهائي لكلماتي رأيته وهو يتجرع الكأس كاملاً بسرعة خائفاً من أن اقوم بإطلاق النار عليه فيخسر اخر فرصة له للنجاة.

شاهدته وهو يستقيم سريعاً متجهاً نحو باب الغرفة ليفتحه بتعجُل وهو يخرج من الغرفة بسرعة..

بعد خروجه من الغرفة اخفضت مسدسي وأنا أعيد رأسي للخلف مستندة على الأريكة أحدق في السقف للحظات.. آه يوليان لو تعرف ما ينتظرك لاخترت المسدس في غمضة عين.

بعد مرور ما يقارب العشرة ثواني استقمت من مكاني متجهة للخروج من الغرفة لاتابع يوليان في رحلة بحثه عن الترياق.. ولكن لماذا اراه يمسك سياج الطابق بيد بينما يمسك معدته بيده الأخرى وهو يتأوه بألم شديد ولكنه تحامل على نفسه وهو يتجه بخطوات بطيئة جداً نحو أول درج بالسُلم.

تابعته بخطوات هادئة حتى وصلت لأول السُلم الذي كان يوليان وصل به للدرجة الرابعة وهو يتمسك بسياجه وكأنه القشة التي ستنقذه من الغرق، حتى استطاع الوصول للدرجة الخامسة وانهار جسده كلياً ليسقط على الدرج صارخاً مُتخذاً ما تبقى من الدرجات سقوطاً حتى وصل لنهاية السُلم.

صرخته جعلت الجميع ينتبه لما يحدث.. توقفت الموسيقى والحركة بينما الجميع يشاهد يوليان وهو ساقط ارضاً يصرخ متألماً بينام بدأت الدماء تتدفق من فمه بغزارة.

رعب.. انتشرت حالة من الرعب في المحيط والجميع يتابع مترقباً لما سيحدث..

بدأت انزل الدرجات وانا اشاهد يوليان يحاول الزحف بجسده ارضاً لكونه غير قادر علي الاستقامة بينما الدماء ملأت المكان من حوله مُخلفة رائحة صدئة.. رائحة الموت.. رائحة موته المحتوم.

وصلت لآخر درجة لأراه استطاع الزحف قليلاً تاركاً ورائه خطاً من الدماء ولكن فجأة توقف عن الزحف وهو يبعُد عن البار بضعة خطوات صغيرة.. اقتربت منه حتى وصلت لاقف امامه علي بُعد خطوتان لأراه وهو يمد ذراعه بصعوبة نحوي وهو يقول من بين اسنانه الدامية بصعوبة بالغة: س.. سا... س.. ساعد... ني...

أملت برأسي يميناً قليلاً وانا اطالعه يموت بطيئاً امامي وانا اخبره ببرود: لم يكن هذا اتفاقنا يوليان.. لم اخبرك اني ساساعدك!

"أ.. أر.. جوو..ككيي" كان هذا آخر ما استطاع قوله قبل ان تاتيه نوبة جديدة من بصق الدماء.. شاهدته بهدوء وهو يطالعني بعينان متوسلتان الرحمة.. كانت عيناه تتوسلني المساعدة ولهذه النظرات لم افعل شئ سوى هز رأسي رافضةً في هدوء.

لم يتجرأ أحد على التحرك من مكانه ولا على الاعتراض.. لم يتجرأ أحدهم علي الوقوف امامي لمساعدته، بالنهاية يوليان كان شخصاً مهماً ونهايته كانت بهذه البساطة والسرعة فماذا سيحدث لهم إذا اعترضوا طريقي؟

نهايته كانت بهذه السرعة لانه ظن للحظة أن شخصاً مهماً واغتر وظن أنه سيستطيع أن يقف أمامنا نحن من صنعناه!

مجرد كلب حاول عض اليد التي ساعدته.. وجزاء الكلاب المسعورة لدينا هو الموت!

ظل الوضع على ماهو عليه لما يقارب العشرون ثانية.. هو فقط يبصق الدماء بينما يطالعني بعيون زائغة مغمورة بالدموع وأنا فقط اطالعه بصمت حتى شاهدت اخيراً الضوء وهو يختفي من عينيه ومعه وقفت ارتجافة جسده وسكن تماماً بينما استمرت الدماء في التدفق من فمه المفتوح.

حدقت في عينيه التي مازالت مفتوحة بتعبير فارغ.. لم أشفق عليه ولم أتأثر من توسله.. كان الترياق موجود بالفعل في البار ولكني كنت أعرف أنه لن يستطيع أن يصل إليه قبل أن يلفظ آخر أنفاسه.. أراد أبي أن أقتله بأكثر الطرق إهانة؟ لا اعتقد انه يوجد اهانة اكثر من جعله يُقدم على قتل نفسه بنفسه بينما اعطيه بصيصاً من الأمل لأقوم بنزعه منه بعدها بمنتهى القسوة!

لا توجد إهانة أكثر من أن يشهد الجميع على لحظة موته المُخزية وهو يزحف متوسلاً المساعدة مني بينما أنا أرفض..

نزعت نظراتي عن عيناه الميتة وانا اطالع المشهد حولي.. جميع النساء العارية كانت اختفت من المحيط ومن تبقي كان الرجال.. تحديداً الرجال المجرمين الذين يطالعون المشهد بصدمة.. لم اقوم بعملية قتل علانية مسبقاً، دائماً ما كنت أقتل في الخفاء.. حسناً ليس في الخفاء كثيراً لاني كنت اقتل الجميع في المكان الذي اتواجد به.. لذا، لا يتبقى احداً ليحكي قصصاً عني لأني اكون قتلت الجميع بالفعل ولكن اليوم كان لابد من القيام بهذا العرض ليراه الجميع ويعلموا أنه ليس من الحكمة الوقوف في وجه آل نيكولاييف!

ظللت اطالع الجميع بعيون مبهمة حتى اخيراً قررت الحديث قائلة بصوت عالي جهوري مُهيمن يقطر منه التهديد والوعيد: هذه هي ضريبة المحاولة للوقوف أمام آل نيكولاييف!

ثم مررت بصري عليهم وانا اتباع قائلة بينما أشير نحو جثة يوليان: اذا حاول احدهم مرةً اخري الوقوف امامنا لن اكون رحمية في المرة القادمة ولن ينتهي الأمر بهذه البساطة... الجميع هنا يعمل تحت ظلنا.. لولانا لما كنتم وصلتم لكل هذا الثراء والنفوذ.. لذا تذكروا قبل المحاولة للتمرد مجدداً وعندما تظنوا انكم اصبحتم لديكم ما يكفي من النفوذ لتتمردوا أن آل نيكولاييف هم من يحكمون روسيا بأكملها! أن آل نيكولاييف هم النفوذ بذات نفسها! لذا أظهروا بعض الامتنان واللعنة!

بعد ان انهيت خطابي القصير وجدت الجميع يحني رأسه تعبيراً عن الاحترام ليّ ولعائلتي.. وبمجرد أن رأيت هذا المشهد أمامي ارتحتُ كثيراً لان هذا يعني أن الرسالة قد وصلت دون الحاجة لسفك المزيد من الدماء.

منذ البداية لا أعلم فيما كان يفكر يوليان وهو يتمرد علينا؟ هل كان منتشي لدرجة أنه لم يعي ما كان يفعل؟ هل فقد عقله؟

أياً يكن الآن قد دفع ثمن غبائه وبفعلته الغبية هذه ساعدني على تذكير الجميع من هو الاقوى هنا.

مررت بصري بينهم ابحث عن فيكتور الذي كنت تركته هنا قبل الصعود ليوليان لأراه يقف في الزاوية المظلمة يتابع كل ما يحدث بهدوء.. اكتفيت بان اشير له برأسي أن يتبعني وانا اتجه للخروج من النادي مسرعة لاني الان في طريقي للسفر مجدداً.. في طريقي الي افروديت.. يجب أن أكون في اليونان قبل حلول المساء.

༻﹡﹡﹡﹡﹡﹡﹡༺

{في لندن بمقر المافيا البريطانية}

التفت ألكساندر بينما يدلك وجنته ليواجه عمه الثائر أمامه ليتحدث بإستفزاز: ما بك عمي أصبحت عنيف هكذا؟؟

"ستري العنف الحقيقي اذا لم تخبرني فوراً أين أخذت ابنتي بالأمس؟" كان هذا رد فريدريك الحاد الذي جعل ألكساندر يدرك ان عمه يعلم بخطفه لفاينا بالأمس.. بالطبع حتى لو كان ولاء الجميع لألكساندر فعمه ستصله الاخبار بطريقة او باخري!

وقف الكساندر مستقيماً وهو يقول بهدوء رامياً الحقيقة في وجه عمه مرةً واحدة : فاينا في روسيا عند عائلتها الأخرى.

هنا فقد فريدريك اعصابه وقام بإمساك ألكساندر من ياقة قميصه بعنف وهو يهزه قائلاً بعصبية: ماذا؟ ماذا تقول؟ سافرت ابنتي ولم يكن لدي علم بهذا حتى؟ ثم عائلة ماذا نحن عائلتها الوحيدة!

هز فريدريك رأسه بهستيرية وهو يهدر في وجهه صارخاً: توقف عن الكذب ألكساندر لقد علمت أنك قمت باخذها فاقدة الوعي معك لخارج القصر مستخدماً الممر السري للعائلة! أين ذهبت بابنتي واللعنة؟ أقسم إذا كنت قد قمت بأذيتها بأي شكلاً كان أني سأنسي انك ابن أخي واقوم بقتلك بنفسي!

عندما استيقظ فريدريك اليوم وصلته هذه الأخبار عن كون ألكساندر خرج من القصر بصُحبة فاينا الغائبة عن الوعي لذا أتى للمقر حيث يكون ألكساندر متواجداً مرتعباً من أن يكون ألكساندر قد اقدم على فعل أهوج لأن بالتأكيد كونه أخذها لخارج القصر وهي غير واعية لن يكون فعل حكيم بل ورائه كارثة بالتأكيد! شياطينه كانت تصور له أسوأ السيناريوهات عما دار بين ألكساندر وفاينا بالنهاية ألكساندر ليس الحمل الوديع الذي يظهره لابنته البريئة، وهو هنا الآن ليضع حداً لهذه الشكوك!

انكمش وجه ألكساندر بتعجب واضح وهو يقول باستنكار: هل تظن اني قد أقوم بأذية فاينا؟ نعم هي قد تكون ابنتك ولكنها حياتي بأكملها أقتل نفسي قبل ان اقوم بأذيتها!!

صمت للحظة ثم أضاف بقسوة: ثم ماذا تقول نحن عائلتها الوحيدة؟ لا عمي لقد نسيت فاينا تربت لخمسة عشر عاماً معهم هناك بروسيا لذا فهم للأسف يعتبروا عائلتها أكثر منا نحن! قد نكون نتشارك معها الدماء ولكن هم يمتلكون كل ذكرياتها!

عند هذه الكلمات القاسية التي كانت بمثابة صفعة لوجه فريدريك مذكرة إياه بأي أب فاشل هو.. مذكرة إياه بكيف فشل في حماية ابنته الوحيدة..

فريدريك لم يسامح نفسه يوماً على اختفاء فاينا ولكنه كان لديه أمل انه بعد عودتها لهم لن تتركهم مجدداً ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتتركهم بعد اسبوع واحد فقط؟

أين العدل في ذلك؟

أفلت فريدريك ياقة قميص ألكساندر وهو يطالعه بعيون مجروحة تشع ألماً ولكنه آبي أن يظهر ضعفه وهو يقول بهدوء: إذا كانت بالفعل لدى عا... عائلتها الأخري.. لما قمت بخطفها بالأمس؟

دلك ألكساندر رأسه الذي سينفجر من الألم بسبب كثرة شربه للخمر بالأمس، بينما قال بهدوء: كنت احاول اقناعها ألا تذهب وتتركنا..

رفع فريدريك حاجبيه وهو يقول بتصريح أكثر مما هو سؤال: ويبدو لكونها هناك بالفعل الآن أنك لم تستطع أن تقنعها بالبقاء؟ ثم كيف لها ان ترحل هكذا دون اخباري انا و والدتها؟

تملك الغضب من فريدريك في آخر كلماته لكونه شعر أن فاينا لا تشعر بالانتماء لهم لكونها لم تكلف نفسها حتى ان تخبرهم بسفرها وسافرت هكذا دون حتى توديعهم!

واللعنة ماذا سيقول لروز؟ بالتأكيد ستنهار مجدداً عندما تعرف ان ابنتها سافرت بعيداً عنها!

اللعنة علي كل شئ!

قاطع شرود فريدريك رد ألكساندر الذي يبدو وكأنه يعرف ما يفكر به عمه حيث قال: كانت ستقوم بتوديعكما انت والخالة روز ولكن لكوني خطفتها لأحاول أن أقنعها بعدم الذهاب هذا جعلها تكون في عجلة من أمرها ولم تستطع توديعكم ولكني أؤكد لك عمي انها كانت تود ان أخبركم قبل ان تسافر.. لقد اخبرتني بهذا بنفسها ولكني كنت افكر فقد في كيفية منعها من السفر.

عقد فريدريك حاجبيه بتعجب وهو يسأل غير مصدقاً: ولما سمحت لها بالاساس ان تسافر؟ ألم تستطع منعها عن السفر؟

أومأ له ألكساندر وهو يقول مؤكداً: نعم كنت استطيع منعها ولكن.. ولكن ابنتك محامية يا عمي الكلمات هي لعبتها، استطاعت ان تقنعني في النهاية بأن أدعها تسافر..

"هل.. هل ستعود لنا مجدداً؟" هذا ما قاله فريدريك بتردد خائفاً من الإجابة التي سيسمعها من الكساندر.

ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتي ألكساندر وهو يقول بثقة: وهل تظن اني كنت ساتركها تذهب لو لم اكن متأكد من أنها ستعود لنا مجدداً؟ هل تظن اني كنت سأتخلى عنها؟

لمعت عينا فريدريك بفرحة وهو يتابع متسائلاً ببرود: متي ستعود؟

"بعد خمسة أيام" هذا كان رد ألكساندر المختصر بشدة.

ضاقت عيني فريدريك علي ابن أخيه وهو يسأله بترقب: ولما انت متأكد من أنها ستعود بعد خمسة ايام بالضبط؟ ربما تتأخر عن هذا أو ربما تُغير رأيها ولا تعود مجدداً؟

كان سؤال فريدريك سؤال استدراجي يحاول سحب المعلومات من ألكساندر عنها في نفس الوقت كان يحاول أن يطمئن قلبه أن ابنته ستعود له لأنه اذا لم تعد سيذهب بنفسه ليحضرها للندن وإذا حكم الأمر سيقوم بحبسها داخل القصر لمنعها من الابتعاد عنهم مجدداً.. ألا يكفيها خمسة عشر عام من الغربة بعيداً عنهم؟

إذا كانت هي لم تكتفي من البُعد فهو وأمها قد قتلهم الشوق لها وسيفعل أي شيء لتعود لأحضانهم مجدداً!

قد يكون فاته فترة طفولتها ومراهقتها ولكن لن يفوته أي شئ آخر بعد اليوم!

تنهد ألكساندر وقال وهو يطالع الفراغ: حسناً أنا أأمل انها ستعود بعد خمسة ايام لان لو لم يحدث ذلك ستكون العواقب وخيمة.

أمال فريدريك رأسه وهو يطالع ابن أخيه بريبة ليسأله مستفسراً: ماذا تقصد ألكساندر؟ عواقب ماذا التي ستكون وخيمة؟

رفع ألكساندر بصره نحو عمه وظل يطالعه بعيون غامضة.. كيف يخبر عمه انه اذا لم تعود فاينا لهم أنه ربما سيضطر للدخول في حرباً مع المافيا الروسية؟ كيف يخبر عمه شيئاً كهذا دون أن يخبره بعلاقة ابنته بالمافيا الروسية؟

لذا، أكتفي ألكساندر بأن يهز رأسه وهو يقول بهدوء: لا شئ.. أنا متأكد من أنها ستعود.. لقد وعدتني بذلك وأنا أثق في وعودها.

༻﹡﹡﹡﹡﹡﹡﹡༺

{في الحديقة بقصر آل فونيكس}

كانت غريس جالسة في مقعد بالحديقة وهي تقضم أظافرها في توتر.. لا تعلم كيف ستعتذر من آرثر على ما بدر منها نحوه.. إذا كانت شعرت بالذنب بالأمس قراطاً واحداً فاليوم تشعر بالذنب أربعة وعشرون قراطاً.. تشعر انها حقيرة بشكل لا يوصف.. أين كان عقلها وهي تقدم على هذا الفعل الطفولي؟ أرادت إغاظة كريستوفر ولكنها لم تلاحظ أي وسيلة اختارت!

وبينما كانت غارقة في افكارها سمعت صوتاً رجولياً أتى من خلفها يقول بمزاح: يكفي قضم في اظافرك تكادي تأكلين أنامل يدك!

"فرانك" هذا ما صرخت به غريس قبل أن تستقيم سريعاً من على المقعد لترتمي بأحضان اخيها الاكبر.. لقد اشتاقت له بشدة فهو كان مسافراً مع كريستوفر في الثلاثة أشهر الماضية وبالأمس لم يتثني لها الفرصة لرؤيته.

*فرانك: شاب يبلغ من العمر عشرون عاماً ولكن يمتلك جسداً ضخم بالكثير من العضلات يجعلك تظن انه اكبر سناً.. طويل القامة ذو بشرة خمرية والسمة البارزة بشكل خاص به هي رموشه الطويلة، يمتلك شعر بني غير مصفف يبلغ طول كتفه، ولديه لحية متوسطة الطول.. يمتلك عيون كبيرة بنية داكنة وشفاه ممتلئة بشكل بسيط*

"نعم فرانك ايتها الصغيرة" هذا ما قاله فرانك وهو يطوق جسد أخته في عناق مُحكم حتى قاطعه صوتها المكتوم وهي تقول بتذمر طفولي: فرانك أعلم أنك اشتقت ليّ وانا ايضاً اشتقت لك ولكنك تكاد قتلي خنقاً!

هنا انتبه فرانك انه كان يعتصر جسد غريس بين احضانه ليطلق سراحها فوراً وهو يقول ساخراً: آه نعم من الواضح اشتياقك ليّ لدرجة انك رحلتي من الحفل بالأمس قبل أن تريني حتى!

رفعت غريس يدها تحك مؤخرة عنقها بينما تقول بتوتر وهي لا تلاقي نظرات شقيقها: آه لقد تعبت بالأمس قليلاً لذا عدت سريعاً للقصر لارتاح ولكن هذا لا يعني اني لم اشتاق لك اخي.

ظل فرانك يطالع شقيقته في هدوء ثم قال ما لم تتوقعه غريس: غريس.. هل قابلتي كريستوفر؟

أتسعت عينا غريس من سؤال فرانك المباغت وهي تهز رأسها نافياً أكثر من مرة قائلة: لا لم اراه ولا حتى بالحفل.. ولكن لما تسأل اخي؟

ضاقت عينا فرانك علي شقيقته وهو يقول بهدوء ونظرات مبهمة: جيد.. حاولي تجنبه هذه الايام واذا تعرض لكي تعالى ليّ فوراً.

أمالت غريس رأسها يساراً قليلاً وهي تتسائل متعجبة: فرانك.. لماذا تقول هذا الكلام؟ منذ متى انا اتجنب كريس؟ ولما تتحدث وكأن كريس سيؤذيني؟

صمت فرانك للحظة وهو يفكر فيما حدث في إيطاليا قبل ثلاثة أشهر تحديداً بعدما وصل هو وكريس لإيطاليا... ولكن قاطع تفكيره صوت غريس وهي تتساءل مجدداً: فرانك ما بك صامت هكذا؟

انتبه فرانك لشقيقته فقال بهدوء بينما طوق كتفيها بيديه الضخمة: غريس.. فقط اسمعي كلامي.. اذا شعرتي ان كريستوفر سيقوم بإذائك بأي شكلاً كان تأتين إليّ علي الفور.. لا تردد غريس.. تأتين إليّ فوراً!

ظلت غريس تطالع شقيقها ببلاهة واضحة في ملامح وجهها وهي تهز رأسها موافقةً وهي لا تفهم لما يقول لها فرانك هذه الكلمات وما المخيف بهذا الشكل في كريستوفر؟ كريس خاصتها؟ لا يمكن أن يؤذيها ولكنها قامت بالإيماء برأسها لأخيها حتى تريحه فقط، ولكن كريس؟ من المستحيل أن يؤذيها.. أليس كذلك؟

༻﹡﹡﹡﹡﹡﹡﹡༺

{عند فيكتوريا بيتروڤ}

تابعت فيكتوريا بيتروڤ الى احدى الغرف التي يبدو أن مارثا توجد بها وقام بفتح باب الغرفة لها وهو يأشر لها بأن تدخل.

دخلت وهي حاملة شقيقها في هدوء بينما مررت بصرها سريعاً علي الغرفة لتري مارثا نائمة على الفراش الوثير في منتصف الغرفة.. اتجهت نحوها وهي تناديها بينما تربت بلطف علي كتفها: مارثا.. مارثا هيا استيقظي... مارثا!

لكن مارثا لم تستيقظ، ظلت فيكتوريا تطالع مارثا في ترقب بينما التفت نحو بيتروڤ بعيون قلقة وهي تسأله: ما بها لما هي نائمة هكذا؟ لما لا تستفيق؟

هز بيتروڤ كتفاه بعدم إكتراث وهو يقول بلا مبالاة: هذا لانها مخدرة.

"مخدرة!!" صرخت فيكتوريا بذعر لترى بيتروڤ يدحرج عينيه بملل وهو يقول بهدوء: نعم مخدرة انها امرأة ثرثارة سليطة اللسان لذا كان من الافضل لها النوم لان صبري كان قد نفذ بالفعل من تحمل قلة أخلاقها!

"لا تتحدث عنها هكذا مجدداً!" هذا ما صرخت فيكتوريا به في وجه بيتروڤ وهي تؤشر نحوه بإصبعها السبابة.. وما كان منه هو إلا أنه كان فقط يطالعها بعيون هائمة.. انه يحب هذه المرأة التي أمامه بكل أحوالها خاصتاً عندما تتعصب وتصبح شرسة هكذا..

توترت نظرات فيكتوريا عندما لاحظت نظرات بيتروڤ نحوها.. كان يطالعها بعيون تلمع إعجاباً واضحاً والذي هوى قلبه هو أنه رأي هذه الحُمرة التي اكتسحت خديها تدريجياً وهو يقترب منها خطوة وراء الأخري حتي وصل ليقف أمامها مباشرةً، رفع كف يده الخشن ليضعه على خدها الناعم الساخن وهو يقول معتذراً بلطف بينما يداعب وجنتها بأنامله بهدوء: انا آسف.. لن أتحدث عنها هكذا مجدداً إذا كان هذا يتسبب في حزنك.. على الرغم من أنها تستحق ولكن أي شئ لأجلك..

اتسعت عيني فيكتوريا بصدمة من كلماته اللطيفة التي كانت تبدو وكأنها عناق دافئ لقلبها الخاوي البارد الوحيد.. لا تتذكر متى كانت آخر مرة أحدهم تحدث معها بهذا اللطف.. ربما كان قبل ميلاد شقيقها؟ ربما عندما كانت تمتلك ما يكفي من المال والجاه؟ بمجرد أن سقطت قام الجميع باعطائها ظهره لكن هذا الرجل الذي كان أمامها والذي تراه لأول مرة قام بالتحدث بلطف لمس قلبها.

ابتلعت لعابها بتوتر وهي تشيح بنظراتها بعيداً عنه بينما تقول: وإلى متى ستظل هكذا؟ متى ستستفيق؟

أمال بيترڤ رأسه قليلاً بينما يقول بهدوء: من المفترض أن تستفيق هي وشقيقك في أي وقت بدأً من الان...

ثم صمت للحظة قبل ان ينحني ملثم خدها بقبلة رطبة ثم ابتعد لينظر في عينيها المندهشة وهو يقول بصوت أجش عميق: سأذهب لأحضر لكم الأفطار فأنتم لم تأكلوا شئ منذ الأمس.

وبهذا التفت ليتجه نحو باب الغرفة يفتحه ولكن قبل أن يخرج التفت نصف استدارة وهو يقول: أنا آسف ايضاً على صراخي في وجهك قبل لحظات... رجاءاً لا تستائي مني...

ثم التفت خارجاً من الغرفة مغلقاً الباب خلفه في هدوء تاركاً فيكتوريا تتابع أثره في دهشة لم تدم عندما استمعت له يغلق الباب بالمفتاح من الخارج حابس ثلاثتهم هي وشقيقها ومارثا بالغرفة...

༻﹡﹡﹡﹡﹡﹡﹡༺

[مساءاً في لندن]

{في غرفة إيما}

كان ماكسيم مستلقي على الفراش محتضناً خصر إيما وهو يريح رأسه علي صدرها بينما يطالع الحائط بشرود وكآبة بينما كانت إيما تخلخل أصابعها داخل شعره الناعم تداعبه في هدوء ووتيرة ثابتة.

هذا كان حال ماكسيم منذ ان عرف ان فاينا سافرت من غيره.. شعر بالخيانة منها.. كيف لها تركه بمفرده هنا وتسافر؟

تحدثت إيما بصوت رقيق وهي تقول: ماكس لا داعي لكل هذا الحزن انا متأكدة انها سافرت لأمر مهم وإلا لما كانت ذهبت بهذه السرعة دون إخبار أحد...

هز ماكسيم رأسه ولكن لكونه كان يريح رأسه على صدرها كان الأمر أشبه بقط مدلل يتمسح في مالكته وهو يقول بحزن واعتراض: وانا لست أي شخص إيما.. أنتي لا تعرفين كيف هي علاقتي بفاينا.. كلانا دائماً ما نتواجد في اي مكان معاً او علي الاقل لا يغادر أحدنا دون أن يخبرالآخر بذلك وفوق كل هذا هاتفها مُغلق!!

ابتسمت إيما بهدوء وهي تستمع لتذمره الذي بدى طفولياً وهي تقول بينما تطبع قبلة صغيرة على جبهته: ما تقوله الآن جعلني أشعر بالفضول حول كيف ألتقيت بفاينا لأول مرة.

تجمد ماكسيم مكانه وهو يتذكر أول لقاء له مع فاينا.. يأس.. رعب.. ظلام.. دماء.. صراخ.. موت يحوم في المكان.. خوف والكثير والكثير من الخوف..

شعرت إيما بتصلب جسد ماكسيم لذا سارعت قائلة: أنا آسفة، إذا كنت لا تريد أخباري فأنت تمتلك كامل الحرية ألا تفعل.. أرجوك ماكس لا تتضايق مني!

هنا رفع ماكسيم رأسه عن صدرها وهو يطالعها بعيون غاضبة وهو يقول بنبرة مظلمة: لثاني مرة إيما.. هذه ثاني مرة تقومي بالتوسل ليّ.. امرأتي لا تتوسل أحد ولا حتى أنا!

توترت نظرات إيما وهي تطالع وجه ماكسيم الذي أخافها بحق لتشيح بنظرها بعيداً عنه ليقوم هو بوضع اصابعه أسفل ذقنها وهو يقرب وجهها منه قائلاً من بين أسنانه: إياكي إيما.. إياكي أن أرى نظرة الخوف هذه في عينيكي مجدداً!

ثم هدأ قليلاً وهو يقول بهدوء بنبرة أمرة: والان، أخبريني لما أنتي فاقدة الثقة بنفسك لهذا الحد؟

ظل إيما تحدق به بعيون مترددة ولكن نظرة الإصرار في عينيه جعلتها تتنهد بقلة حيلة وهي تعرف أن لا مفر من الإجابة.

༻﹡﹡﹡﹡﹡﹡﹡༺

{في أحد المقابر في لندن}

كانت السماء مظلمة بشدة أكثر من ظلمتها في الأيام السابقة.. يبدو أن كل شئ اليوم كان أكثر ظلمة وكآبة.. لم يمر وقتاً طويل حتى بدأت السماء في النحيب تماماً كما كان ينتحب قلبه.. كان ثابتاً لا يتحرك بينما قام المطر بإغراقه ولكن هذا لم يحرك له ساكناً.. كان البرد قارصاً ينهش جسده الذي كان مغطى تحت طبقات عديدة من الملابس المبتلة ولكن هذا لم يجعله يفكر في العودة لمنزله حيث الدفئ والملابس المجففة.. لم يستطع التغلب على الشعور بالفراغ الذي كان ينهشه داخلياً.. هل كانت كل حياته عبارة عن كذبة كبيرة؟..

لقد أخر ما يريد فعله لهذه اللحظة لأنه خائف.. خائف مما سيكتشف.. خائف من الحقيقة المُرة ولكن منذ متى يهرب من مخاوفه؟

هو رجل اعتاد علي ان يواجه الموت بابتسامة تزين ثغره فلم الان هو يرتعد خوفاً امام شاهد قبر؟

شاهد قبر ابتلع أحد أهم الأشخاص في حياته وهو الآن على وشك أن يقوم بفعل قد يكشف له حقيقة او قد يجعله يستحقر نفسه على نبشه لهذا القبر ولكن لا توجد طريقة أخرى لكشف الحقيقة.

تكونت غصة في حلقه بينما غمرت الدموع عينيه ولكنه عاند وآبي أن يطلق لها العنان على خديه.. لن يبكي ولو دمعة واحدة قبل أن يكتشف الحقيقة.. سيتماسك لحين أن يكتشف الحقيقة.

كان يمسك في يده مجرفاً حديدياً.. كان متردداً في أن يفعل ما ينوي علي فعله.. ولكن، لابد له أن يفعل هذا ليتأكد.. لن يستطيع أن يؤخر الأمر أكثر من هذا.. لن يستطيع ان يعيش بينما الشكوك تنهش عقله بلا رحمة.

وبهذا قام برفع المجرف عالياً في الهواء قبل ان يهوي به عميقاً في الأرض الرطبة ليبدأ في نبش القبر وهو خائف مما سيكتشفه....

»»————- ♡ ————-««

*هينزل الفصل التاسع والثلاثون يوم الجمعة القادم باذن الله لو الفصل كمل الشروط كلها وهي انه يوصل لـ ٥٠٠ ڤوت و ٣٠٠ كومنت*

-انتهى الفصل الثامن والثلاثون ٤٢٦٠ كلمة 👩🏼‍💻❤️

{شوية اسئلة نتسلى في الكومنتات بيهم}

س: فاينا وتصرفها مع يوليان؟

س: ألكساندر؟

س: فريدريك؟

س: فرانك ليه كان بيحذر غريس من كريستوفر؟

س: ماكسيم؟

س: ياترى إيما ليه فاقدة الثقة بنفسها للدرجة دي؟

س: مين اللي كان في المقابر؟ وياتري بينبش قبر مين؟

س: ايه اكتر جزئية عجبتكم في الفصل؟🖤

س: تفتكروا ايه اللي هيحصل في الفصل القادم؟

-متنسوش تسيبولي كومنت برأيكم وفوت للفصل علشان بيساعد الرواية توصل لقراء اكثر وبيشجعني معنوياً اني اكمل كتابة🤗✍️❤️

-عملت حساب علي انستاجرام: Medusa_Morae اتمني تنوروني هناك 💓

-واخيراً اللي مش متابعني علي تيك توك فايته كتير 😂💙 وكمان انا بنزل قصص قصيرة علي تيك توك بعيداً عن الروايات واقتباساتها، لينك الحساب في البايو❤️ اتمنى تنوروني هناك كمان 💓

❤️‍🔥دمتم بخير❤️‍🔥

Continue Reading

You'll Also Like

42.8K 1.8K 37
[ I LOVED A BOOKS LOVER ] مؤلـف كتـب حزيـنه لا تحـس علـي الحـب بسـبب ماضي أليـم ، يتغـير تفكيـره تجـاه الحـب بسـبب فتـاه حُـبها للقـراءه فـوق حُـب أ...
2.2K 246 7
فتاة روسية تعيش طول حياتها مع والدتها وإخوتها توأم تبحث عن والدها الذي لم تره لمدة 16 سنة إختفى في ظروف غامضة. فهل ستطول مدة بحثها أكثر...
2.1M 75.3K 64
"لقد عاقبني الله على كل خطاياي برؤيتي للرجل الذي أعشقه يحب أختي" -أفروديت كامارينوس. ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ في أعقاب مذبحة مروعة أودت بحياة عائلتها، تجد أفرودي...
640K 29.5K 36
رواية مترجمة من الإنجليزية للعربية، مترجمة من قبل didatranslation الرواية لا تمد لي بأي صلة، كاتبة الرواية الأصلية:Ambyluvsz أنا أقوم بالترجمة فقط...