•••
و قد مرّ شهراً كاملاً منذ التقائي به، انا لا اصدق انه قد حدث ذلك حقاً
لقد تغير كثيرا، وسيمي أصبح اكثر وسامة و رجولية، لكن ما لم يتغير هي مشاعري ناحيته، فأقسمت ما أن تلاقت أعيننا، قد شعرت وكأن قلبي سيخرج من صدري بأيّ لحظة
انا فقط ليس لدي القوة لمواجهته
ابداً..
انه يكرهني بالتأكيد..
ولكني مازلت احبه
ففي ذلك اليوم الأول الذي التقينا فيه، كان منذ ثلاث سنوات تقريباً، عندما كنت في عملي في سيول، هو قد جاء للملهى ذات ليلة، و أنا كعادتي أقدم المشروب لمن يطلبه
طلب مني حينها زجاجة كاملة من النبيذ، بدا شكله حزيناً للغاية ومرهق، إلا أن ذلك لا يحجب للآخرين مدى روعته و جماله، انه جذّاب بطريقته الخاصة
كان يشرب بإستمرار و كأنه يحاول طرد شيء ما عالق بداخله، نظر لي بهدوء و أنا بادلته تلك النظرات الفضولية بشأنه، فما الذي يشغل بال هذا الرجل يا ترى
"انت تعمل هنا؟"
سألنه بصوته الخشن والعميق وكم بدا مثيرة بنظر الآخر، همهم له تايهيونغ بينما يجلس على الكرسي أمامه حيث ما كان يفصلهم كانت تلك الطاولة المليئة بأنواع مختلفة من الكحول
"أجل، كما ترى"
ضحك جونغكوك بثمول وسط تحديقاته له بينما يحتسي من مشروبه
"لو كنت مكانك سأذهب كي أقدم على إحدى شركات الترفيه، او ازياء، أنصحك بأن تكون عارض ازياء، لانك ستستطيع اثارة الكثير بوسامتك"
ضحك تايهيونغ أثر ما قاله الذي أمامه، كثيراً ما يتم التّغزل به لكنه تلقّى ذلك كمزاحاً من هذا الرجل الغريب
" ما أسمك؟"
سأله في حين أعينه كانت تأكل وجهه
" جيون جونغكوك "
"جيون جونغكوك؟...سمعت بهذا الإسم من قبل "
" انا رجل اعمال"
"أوه أجل تذكرت...وانا كيم تايهيونغ "
ابتسم يوجّه كفّ يده قرب خاصة جونغكوك والذي سرعان ما أمسك بها يصافحه تحت نظراته العميقة ناحيته، إبتسم تايهيونغ له بلطف و لكن صدمه جونغكوك حينما قبّل له يده برومانسية
" يا! إن رآني مديري سيطردني، لذلك عليّ العودة لعملي الآن"
أردف بتذمر في حين كان على وشك الذهاب لولا من أوقفه واضعاً هاتفه أمام وجهه مردفا بإبتسامة جانبية
"عليك إدخال رقم هاتفك هنا أولا"
إبتسم المعني بخجل آخذاً الهاتف منه مُدخلاً رقمه، ليهمّ ذاهباً بسرعة لأخذ طلبات الزبائن تحت نظرات جونغكوك المعجبة ناحيته، فهو لم يتوقف عن اختلاس النظر له و تفحصه بالكامل، انه و بطريقة ما أعجبه، فلم يرى بجماله من قبل
وقد إستمر بالمجيء لمكان عملي يومياً و هذا جعلنا نلتقي كثيراً و كل يوم، مع رسائله لي و اتصالاته بي، ومرّت أربعة أشهر على لقائنا الأول، كلانا أصبح مقرباً كثيراً من الآخر و زيارته لمكان عملي اصبح دائماً
إهتمامه الذي دائما ما يظهره لي يعجبني، اصبحت معتاداً على رؤيته، إعتدت على زيارته لمنزلي حتى لو كانت بدون دعوةٍ مني
و إذ جاء ذلك اليوم الذي كنت فيه كعادتي يإنتظاره بينما اعمل، وقد تأخر حينهت بحيث كنت في كل دقيقة تمر، نظر بها لباب الملهى على أمل ان يأتي الا انه لم يأتي بتاتاً
مرت اكثر من ساعة وما زال الوضع على حاله، لم أتحمل أكثر أثر قلقي الكبير عليه، فهذه ليست من عادته، فتركت عملي متجهاً نحو منزله غير مهتم بأنه من الممكن أن يتم طردي بعدها
و ها انا اطرق باب منزله باستمرار على أمل ان يفتح لي الباب
مرت ثوان و فتحه لي أخيراً ظاهراً أمامي بوجهه الشاحب و عيناه المنتفخة، ذلك آلم قلبي و بشدة، ذهبت ناحيته بسرعة أضمه بقوة و هو سرعان ما بادلني، ما اصابني بالجنون حقا هو سماع بكائه على عنقي!
"ج.جونغكوك هل انت بخير؟!"
فصلت الحضن أكور له وجهه بين كفّاي احاول مسح دموعه التي تسيل على وجهه، فأمسك بيدي يدخلني منزله بعد ان أغلق الباب خلفنا
كنت جالساً على الكنبة في الصالة أستمع للذي يشكو لي من مشاكل عائلية تلاحقه، فعائلته دائما ما تفرض عليه أشياء لا يريدها وقد أخبرني بذلك من قبل، لكن والده القاسي معه يخلق كل يوم قصةٍ جديدة لـ يحكيها لي
أخذته لأحضاني احبسه بداخله في حين دموعي هطلت دون إرادتي، فها قد بدأت بالبكاء معه بينما يبادلني الحضن، أنا ضعيف في كل ما يخصّه
" كل شيء سيكون على ما يرام، انا معك جونغكوك وأعدك بأنني لن اسمح لأحد بأذيّتك"
"تايهيونغ... لقد مللت من ما أعيشه يوميا"
ألقاها بتعب بعد أن مسح دموعه، أمسكت بذقنه أجعل من أعينه تقابل خاصتي، ينظر لي بعد ان مسحت دموعي أنا أيضاً، لا اريد ان أبكي و أضعف الآن، اريد ان اكون مصدر قوته في هذه اللحظة بالذات
لم تستطع كلماتي الإفصاح عن ما اريد قوله لجعله أفضل، و بخفة اقتربت منه و فعلت ما أردت فعله دائماً
حيث قد أحنيت برأسي أجمع شفتاي مع خاصته أقبله بهدوء حتى أبعث له الراحة والطمأنينة بذلك، ما لم اتوقعه هي مبادلته للقبلة معي، حيث قد قربني منه اكثر حيث قد أخذ يتعمق بقبلتنا الهادئة على عكس داخلنا بحق
فصلنا القبلة بلهث بينما ننظر لبعضنا بعمق، اقتربت واضعاً جبيني ضد خاصته بينما أتحدث بهدوء كلماتي لعله يصبح أفضل
"طالما أنا معك سأجعل حياتك افضل دائما، سأجعلك سعيداً و سأكون معك بكل خطوة ستخطوها، تذكر بأني ظهرك الذي لن ينكسر بوجودك، فقط كي تسند عليه دائما فسيكون جاهزاً لحملك في كل لحظات ضعفك"
نهض المعني عن الأرضية يهرع لحضن تايهيونغ يضمه بقوة تحت دموعه وشهقاته، لوهلة شعر بأن ما يحزنه ذهب بعيداً، كان كلامه كافياً لمواساته فماذا عن حضنه الدافئ الذي استقبله بداخله للتو؟
" أنا أحبك تايهيونغ...احبك كثيراً"
"أحبك ايضا جونغكوك "
•••