"تحرر الشر"
«دانية»
صعدت إلى غرفتى بعد ان وعدت لوك الذى كان يتصرف بغرابة ، و عندما دخلت الغرفة ذهبت إلى الخزانة لأخرج ملابس لى ، ثم وضعتها على السرير
لأتجه بعدها إلى الحمام لكى أستحم فأنا مازلت حقا أشعر بالإرهاق و التعب ، وما إن وضعت جسدى بحوض الإستحمام حتى شعرت بألم شديد يسرى برقبتى ، لأنهض متجهة إلى المرآة و عندما نظرت إلى رقبتى أصابتنى الدهشة ، فقد كان يوجد برقبتى أثرآ لفتحتين صغيرتين ، لأحاول التذكر من أين حصلت عليهم ، ولكن قد أصابنى ألم شديد برأسى ما إن حاولت ، لأمسك بالحوض الذى أمامى بشدة حتى لا أسقط على الأرض ، لأتجه إلى حوض الإستحمام دافنة نفسى به عدا رقبتى و وجهى ، لأنوى بداخلى أنى ساسأل لوك غدآ عن ما إذا تعرضت لإصابة ما او تقرب منى أحداً ما ، فعلى حسب كلامه هو اخر من رأنى ..
••••••••••••••••••
كان ملايو يراقب دانية التى توجهت إلى غرفة الملابس لترتدى ملابسها ثم إستلقت على السرير غارقة بأحلامها الوردية او لنقل السوداوية ، ليبتسم ملايو و هو ينظر لها نظرات أخيرة قبل ان يتسلق نزولا إلى الشارع قائلا بسخرية : أحلام سعيدة ايتها الصغيرة فالغد أخر يوم لك فى الحياة ، ليذهب بعدها باحثآ عن فريسته الأتية ...
••••••••
فى صباح اليوم التالى إستيقظ لوك ونهض ليفعل روتينه اليومى ، وبعدها قام بإرتداء ملابس رسمية عبارة عن جاكيت باللون الاسود وبنطال بنفس اللون وقميص باللون الابيض وحذاء رسمى باللون الاسود ،ثم توجه إلى الأسفل فوجد جوهان يتناول فطوره ، فقال له : جوهان أنا سأذهب إلى الشركة وأنت تولى أمر الجامعة لليوم .
فرد عليه جوهان بسخرية : لما هل تريد الهرب من رفيقتك بهذه الطريقة؟
فأجابه لوك بغضب: توقف جوهان عن التحدث بهذا الأمر قولت أنى لا أؤمن بتلك الأشياء الغبية حتى لو كانت حقيقية أنا من يحدد ما هو مصيرى ..سحقا لكل شئ !
لينطق جوهان بهدوء : إهدأ يا رجل كما تريد ولكن تذكر أنى أخبرتك بأنه لا يوجد مفر من القدر .
ليكمل بعدها جوهان فطورها بهدوء ، لينظر له لوك بحدة ،ثم غادر وهو كالبركان الذى على وشك الإنفجار .
•••••••••••••••••••••••
عند تلك الكسولة إستيقظت على صوت منبه هاتفها لتقم بإغلاقه و هى لا تزال مغمضة الأعين ، لتفتح أعينها العسلية بعد ثوان بصعوبة بسبب أشعة الشمس التى تسللت من تلك الستائر البيضاء ، لتنهض بتكاسل من على السرير وهى تتثاءب ، لتتجه إلى مرآة الحمام متفحصة رقبتها لتجد أنها تحسنت عن الأمس ، لتنهى روتينها اليومى الممل و إرتدت بنطال أبيض واسع و سترة بنية و حذاء ابيض مثل البنطال ، لتذهب دانية بعد ذلك إلى المرآة لتعدل شعرها على شكل ذيل ، لتحدث نفسها بحزن : اوه الأموال التى معى على وشك النفاذ يجب على البحث عن عمل ما ..
ثم إتجهت أخيراً إلى موقف الحافلات لتركب فى إحداهن ، لتلاحظ ذلك الرجل الغريب الذى يلاحقها ، ولكنها قالت لربما طريقه هو نفس طريقى ، ولم تضع الأمر بعين الإعتبار مكملة طريقها إلى جامعتها .
••••••••••••••••••••••••
وصلت هيلونة إلى الجامعة بنفس التوقيت الذى وصل فيه جوهان ، ليدخل جوهان إلى الجامعة ولكن قد سقطت منه محفظته عند البوابة فرأتها هيلونة فأسرعت لتأخذها من على الأرض وركضت خلفه قائلة : يا سيدى.. لقد أوقعت محفظتك ، وعندما إستدار جوهان وعينيه الزرقاء قابلت عينيها الخضراء صاح ذئبه منادى برفيقتى ، أما عند هيلونة فعندما رأته سمعت ذئبتها تقول بحماس : إنه رفيقنا كم هو وسيم . فتقدم منها جوهان قائلا بصوت هامس ولكن إستطاعت هيلونة سماعه : رفيقتى ؟ ، فاؤمت هيلونة برأسها بخفة بينما خديها قد تحولا إلى فرولاتين ، فإبتسم جوهان بإتساع وأخذ محفظته منها ، لينطق بأعين لامعة : لم أكن أعرف أن رفيقتى جميلة هكذا !
لتبتسم له هيلونة بخجل ، ثم ركضت بأقصى سرعتها إلى محاضرتها ، أما عن جوهان فظل ينادى عليها بإسمها أمراً إياها أن تعود ولكن لا حياة لمن تنادى ، ثم توقف عن ندائها ليبدأ بالضحك على خجلها ، قائلا فى نفسه انه سيعثر عليها قبل رحيلها و لن يدعها تفلت من بين يديه حتى يتعرف عليها أكثر و أيضاً يأخذ رقمها لكى يتواصلوا معآ ، ليتجه بعدها إلى مكتب المدير و هو من فرط سعادته يشعر بأن قدميه لا تلمس الأرض .
•••••••••••••••••••••••••
ها قد وصلت دانية أخيراً إلى المحاضرة ولكن متأخرة كالعادة ، لتنظر بساعتها قائلة : سيقطع السيد إيد رأسى ، و قد تحققت نبؤتها بالفعل فقد قال لها السيد إيد : لا تحضرى محاضراتى إلى نهاية العام الدراسى
فحاولة دانية الإعتذار منه وأن تبرر له سبب تأخرها و لكنه قطع حديثها قائلا انه لن يقبل منها أى إعتذارات أو تبريرات ، فخرجت دانية من القاعة وهى تشعر بالضيق من نفسها و من الأستاذ ، لتحاول التخفيف عن نفسها بالتوجه إلى المكتبة إلى حين إنتهاء محاضرته .
•••••••••••••••••••••
كان قد وصل لوك إلى الشركة ، وقد كان الجميع ينظر له بإنبهار فلم يتوقعوا أن مدير الشركة الأصلى بهذه الوسامة و الشخصية القوية تلك ، فبالرغم من وسامة جوهان هو الأخر ، إلا أن شخصية لوك مميزه و تعطيه طابعه الخاص ، فتوجه لوك إلى مكتبه و قد أنهى معظم عمل اليوم ، وقام بطرد السكرتيرة المسؤولة عن مكتبه ، فقد كانت تحاول إغرائه بأساليب رخيصة و كانت أيضاً تسرب بعضآ من معلومات صفقات الشركة إلى الشركات المنافسة مقابل المال ، و بينما كان لوك يتفحص أحد الملفات ، وجد هاتفه يضئ بإسم جوهان ،ليلتقط هاتفه من على المكتب ، ليجده قد أرسل له بأن يأتى لأخذه بعد إنتهاؤه فلا تزال سيارته معطلة ، ليزفر لوك بضيق ، فذلك الاحمق منذ أسبوع كامل لم يقم بإرسال سيارته إلى ورشة الصيانة ليتم إصلاحها ، بدلا من ذلك يعتمد على لوك فى إيصاله ، أو على سيارات الأجرة ، مهلا لما لا يأخذ سيارة أجرة ..؟
••••••••••••••••••••••••••
فى ذلك المكان المتعفن التى توضع فيه إنتهى دانيال من تعذيبها والتأكد من أن قواها لا تزال ضعيفة ، ثم خرج أمراً الحراس بالإنتباه لها لكى لا تهرب وإلا سيكون العقاب شديدآ ، ليتجه بعدها إلى سيارته راكبآ إياها متجها إلى منزله غافلا عن تلك الأعين التى كانت تراقبه ، و قد كان من يراقبه قد إستغل فرصة رحيله ليدخل إلى ذلك المكان وقام بالقضاء على كل الحراس الذين كانوا فيه ، ثم دخل إلى غرفتها فإبتسمت عندما رأته بخبث ، ليقوم بفكها من سلاسل الفضة التى كانت تلف حول أيديها و عنقها مانعة قواها من الظهور ، ثم خرجوا من ذلك المكان ، فقالت له: كنت أعلم أنك ستأتى ولكن لما تأخرت ؟ ، ليجيبها الأخر بعملية : إنها أوامر الزعيم ، لتقول له الأخرى : لا بأس المهم أنى قد تحررت .. وعدت لكى أنتقم .
•••••••••••••••••••••
كانت دانية تجلس بالمكتبة على أحد المقاعد الخشبية و تضع أمامها على تلك الطاولة المستطيلة أحد كتب الفانتازيا الرومانسية ، بينما هناك إبتسامة هادئة تشق وجهها ، إلى أن قطع عليها تلك اللحظات ، تلك الفتاة التى دخلت إلى المكتبة سائلة دانية : هل أنت دانية روك ؟
لتجيبها دانية بإستغراب : نعم أنا ، هل هناك أمراً ما ؟
••••••••••••••••••••••
Finished 🤎☁