LEONIDAS PROPERTY|ملكية ليونا...

Od Laya6n

31.8K 1.2K 351

كل شيئ بدء منذ تلك الليلة،في تمام الساعة العاشرة مساءاً، كل شيئ بدء عند ولادتها، وعند قيامهِ بإعطائها اسماً، ... Více

Intro|مقدمة
1
اقتباس.
2
Songs for part 2 | أغاني
3
4
اعتذار.. ربما؟
5

6

1.4K 75 27
Od Laya6n

لا تنسوا التصويت على البارت والإستمتاع به❤️
(الله اكبر
الله اكبر
الله اكبر
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك
إنّ الحمد والنعمة لك والملك،
لا شريك لك)
عيد اضحى سعيد يا رفاق❤️🙏

~~~

" كانت المسافةُ بَينَنا بحجمِ إلتِفاتة
ولكنَّنا حَمقى!."
- مالك البطلي

~~~

-"ديڤ.. لقد كنا بانتظارك عزيزتي" قالت بيلا بمرح يناسب إحمرار خدّيها،

-" اعتذر على تأخري" حركت ديڤ شفاهها بخفة هامسة لها،
-ليون ها انت ايضاً" قالت أمّهُ بحماس غريب،
ولم تستطع ديفينيا تجاهل نظرات مارسيلو المليئة بالتساؤلات،
في الواقع، هي متأكدة ان كل من على الطاولة يملك ذات التساؤلات،وحدهُ مارسيلو من اظهرها،كالعادة،
هي مدركة جيداً ان التحقيقات ستنهال عليها من قِبَلِهم بِأقرب فرصة ممكنة،
لذا حاولت الإستمتاع ببعض الهدوء اللحظي وبعض الطعام الجيد،
-" هل هذا اللوبستير بصوص الليمون؟" كانت هذه ديف المتلهفة للحياة الأن،
هذا طبقها المفضل الذي تصنعه اليسا بإحترافية عالية،
-" انت الأفضل اليسا، انا احبك" بعثت ديف لها قبلة بالهواء، مما جعل ابتسامة اليسا تزداد إتساعاً،

كانت هذه أحد طرق تعبيرها عن الحب العميق الذي تكنهُ لمن تُحب، تحضير اطباقهم المفضلة لهم،

-" نعم، انها الأفضل على الإطلاق" قال ادم بحماس شديد، وكأنه طفل قد حصل على جائزة،

-" يمكنكم البدء بالأكل" قاطع انتونيو الذي يترأس الطاولة هذا الحماس المبالغ به، سامِحاً لهم بإطعام انفسهم،
وكما لو انّهُ ملك لدولة عُظمة، إستجابوا له جميعاً بتناغم دقيق،
بدئوا كبار العائلة ومعهم ليونايدس،ايثان وجايكوب بتناول شوربة البصل المُكرمل الفرنسية،اما ديف وصوفيا فكانتا يتمتمان بكلمات لصلاةٍ ما،اما الباقي فباشروا بسكب طعامهم متجاهلين صحن الشوربة امامهم،

ما إن قالت ديف "امين" كانت صحنها مليئ بالفعل، من غيرهُ، مارسيلو، هذا الفتى يستطيع ان يمتنع عن الأكل لأيام فقط لكي يُطعمها،

-"أُحبك" همست لهُ ديف بخفة وبلا صوت، رغم ان قاعة الطعام كانت تعجُ من الأصوات أصلاً، كما لو انهم بحفلة راقصة ما،

وما كان منهُ إلا ان يبتسم بخفة لها،

-" فلتبدأي بالشوربة حبيبتي، انها لذيذة حقاً" وشوش لها ايثان وهو يشير نحو صحن الشوربة خاصتها،

-" حاضر" تمتمت بخفة، تم باشرت بأطعام نفسها سريعاً،بِصمتْ،
صمت مفضوحاً سببَهُ،

-"متى ستسافرون ابي" سأل توماس وهو يُقطِّع قطعة الستيك التي امامهُ،

-" يوم الاثنين القادم" هتفَ انتونيلو وهو يرتشف بعضاً من نبيذه الفاخر،

-" هذا يعني اننا سنباشر العمل بالشركة انا وديف الأسبوع القادم؟" أجاب بتلقائية ،

-" لا كلام عن العمل على مائدة الطعام" هتفت اليسا وهو مستعدة للهجوم على اي شخص يكسر قاعدتها هذه،

-" بحقك أُمي هذا لا يُعدُ كلاماً عن العمل" أعترض توماس بشدة،

-" نعم، ستباشرا بالعمل بعد اسبوع من الأن" هتف ليونايدس بصوته الجهوري، وكانت هذه اول جملة ينطقها منذ ان جلسا على هذه الطاولة،

-" اللعنة، هذا يعني ان اجازتي قد انتهت؟"

-" لا تلعن على مائدة الطعام توماس!" قالت اليسا بصوتٍ يملئه الحنق،

بالنسبة لها كان هناك ثلاث قواعد لا يمكن كسرها عند تناول الطعام معاً،
اولاً، اللعن ممنوع منعاً باتّاً، لم ينعم علينا الإلٰه بهذا الطعام لكي نلعن، علينا ان نُردد كلمات الشكر والإمتنان بدلاً عن هذا. - وهذه القاعدة غالباً ما يتم كسرها بالمناسبة بِفضل رجال هذهِ العائلة الأبرياء.-

ثانياً، ولِأنَ طوال حياتها كانت مُحاطة بالعمل وضغطه، فهي تكره ان يتم كسر هذه اللحظات الثمينة بالحديث عنهُ ولو قليلاً،

واخيراً والأهم، يُمنع منعاً باتّاً ان لا ينهي احدهم طبقهُ،
من بين هذه القواعد الثلاث، كانت هذه القاعدة هي الوحيدة التي تستطيع ان تُحول اليسا الى انسانة اخرى كُليّاً،
العالم مليئ بالناس التي تتمنى فتات خُبز، كيف بإمكانكم تبذير كل هذا الطعام اذاً؟ كانت هذه جملتها التي ما زالت تُرددها منذ الصِغّر على مسامعهم،
وربما كانت هذه احد الاسباب التي أدت الى تقويم هؤلاء الرجال،
ببساطة، لا تضع في طبقكَ اكثر مما تحتاج، لا تأخذ اكثر مما تُريد ولا تطلب ما لا تستطيع تحمل تكلفتهُ،
ربما اليسا كانت مُصّرة جدا ليس لأنهُ فقط طعام، ربما كان هذا درساً اخلاقياً فذّاً، أنَّ عليهم تقدير تصرفاتهم كلها، ان يُدرِكوا أن لكل فعل ردةُ فعل وأنَ،
إن لم تستطع انهاء طبقك الذي إخترته بنفسك، لا تتوقع ان يُقدم لك الطعام مرةً أُخرى.

-" أمي ،ارجوكِ، عُطلتي لم تبدأ بعد وها هي تنتهي"

قال لهُ ادم وهو يحشو فمهُ بالطعام،
-"ليس وكأنك كنتَ مستلقياً بأحد شواطئ المالديف، كل ما كنت تفعله هو التسكع في الحانات الرخيصة"

مما أدى الى ان يغصُّ توم بِلُقمَتِهِ، ان يفضحهُ ادم امام الملأ وبحضور والديه وليونايدس هو امر لو يخطر على باله يوماً،
نظر الى والده الذي كان ينظر لهُ بغضبٍ يتطاير من عينيه،ثم نقل نظره الى ليونايدس الذي كانت نظراته وكالعادة غير مفهومه، لكن جسدهُ كان متصلباً وهذا دليلًا كافياً على أن هذا العشاء لن ينتهي بطريقة جيدة ابداً،

ليس وكأنهُ لم يعرف، لكنه حذره قبلاً من أن يبتعد عن هذه الأماكن المشبوهة، وتوم كان مدرك جيداً كما كل الجالسين على هذه المائدة،أن ليونايدس الكساندر لا يحبُ ان يكرر كلامهُ،مرتينْ.

قطَع حبلُ أفكاره عندما ضربتهُ والدتهُ على ظهرهُ وهي تصرخ به، ولكن ولأن هذه العائلة كانت مليئة بالجنون فلم يعرهم أحد إهتماماً، كُلٌّ أكمل ما كان يفعَلهُ،

بيلا تُحادث صوفيا حول فلمٍ ما، ادم يأكل طعامه بشراهة كما لو أنهُ لم يُفجر مصيبة ما، مارسيلو يتبادل الشتائم هو وجايكوب، ايفان في محادثة عن العمل مع روبيرتو و انتونيو،
اليسا تعاتب تومي و ليونايدس ينظر لهُ بغضب،

كانت الفوضى تعم المكان،
وحدها ديڤينا كانت ساكنة، تأكل بهدوء ورُقي، كما لو أن لا شيئ يعنيها،
بينما هي كانت تُصارع بهدوء،الفوضى التي تحدُث بداخلها،
الفوضى التي لا يدري

~~~

-"الطعام قطعة من الجنّة خالَتي اليسا،سلمَت يداكي" قالت ديڤ وهي تمسح فمها برُقي،بالمنديل بُنّي اللون الذي يتلائم مع ديكور الطاولة الذي استلهمتهُ اليسا من فصل الخريف الذي على الأبواب،

-" ليس وكأنك زرتي الجنة من قبل" قال توماس بسخافة وهو يبتسم بإستفزاز،

-"هاهاها مضحك" أجابته ديڤ التي لم تستطع كتم ضحكتها العالية عندما ضربت اليسا مؤخرة رقبة توماس وهي تُتمتم،
-" أكمل طعامك وانت صامت"

مما دفعه لأن يجلس كالجرو الصغير وهو يردد كلمات بصوتٍ مُتَذمِّر لم يعرها احد اهتماماً،

-" انا سعيدة جداً أنهُ أعجبك" قالت وهي تقترب نحوها كي تحتضنها،
" انا اعرف انك تحبين طعامي كثيراً، كلما أحسست بالجوع تعالي إلى فوراً، حسناً عزيزتي؟!"

بادلتها ديڤ العِناق بقوة،ثُم قبّلت جبينها بخفة،
-" بالطبع خالتي، إن لم أتي لكِ، اذاً اين اذهب؟"

-" توقفي عن ترديد كلمة خالتي هذه، أشعر وأنني بالسبعين من عمري"

-" لا تقلقي سيدة الكساندر، انت ما زلتِ في ريعان شبابك"

قالت بيلا بمرح وهي تنضم للعناق بخفة، مما دفع اليسا للقهقهة بصوتٍ عالٍ، بسبب كلاهما، المجاملة وإنضمام إبنتها للعناق،

منظر العناق حفّزَ شُعلة السخافة عند توماس الذي فزّ من مقعده فجأة وهو يصرخ،

-" ما الذي يحصل هنا؟ عناق جماعي بدوني؟ ايها الخونة"

ثم إنضم للعناق هو أيضاً، وبالطبع ولأنه توماس الذي يعتقد أنهُ سوبر مان والرجل الخارق، أحاط الثلاث فتيات بيداه وحاول ان يحملهم معاً، مما دفع ديڤ لإن تضحك بقوة على غبائه، اما والدتهُ وأخته فصرخاً من الصدمة،

-" أيها الغبي أبتعد" صرخت بيلا بتضايق وهذا لأنه كان قد غطاها كلها ومنع عنها التنفس من ضخامته،

-" لماذا لا استطيع ان أحمِلَكم؟ هل فقدُتُ عضلاتي؟" قال بهلع

-" إبتعد ايها الرجل الوطواط" صرخت بيلا بهلع،

-" ابتعد يا وطواطة، لقد خنقتها" قالت ديڤ بإستهزاء بين ضُحكاتِها،
مما دفع اليسا لأن تضحك اكثر، وهي تردد بكلمات كثيرة لم تسمع ديڤ منها سوى كلمة " مجانين"،

-" لن ابتعد قبل ان أحمل ثلاثتكم، سأُثبت للعالم أجمع انتي لم افقد عضلاتي" قال بجدية،

-" أيَ عالم أجمع يا مجنون، لا احد يهتم لِهُرائك هذا" أخبرته بيلا الحقيقة، لكنهُ كان منغمساً بالمحاولة أكثر ولم يسمعها،

-" هو يظن أنهُ بطل فيلم كرتون حقاً، ماذا هل ستُنقِذ غوثام بعد ان تحمِلُنا؟"
أخبرتهُ ديڤ، لكن هذا الفتى لا يعير أحد إهتماماً،

-" أخي! " صرخت بيلا كما لو أنها وجدت مُنقِذها وأخيراً،
" أرجوك أبعد هذا البغل عني" "إنهُ يخنقني"

-" ليون، تعال يا بُني، إنضم الى هذا العناق العائلي"

-" أمي!" صرخت بيلا " إبنتك تختنق هُنا"

عبر ليونايدس غرفة الطعام بعدما كان متوجهاً نحو الخارج،

-" مالذي يحدُث هنا" تمتم بخفة، وهو ينظر نحوهم بتفاجئ،
حتى التقت عيناه بديڤينا، التي كانت قد تحولت ضحكتها الى شبح إبتسامة، كانت قد اجبرت نفسها على فِعلها بعد ما رأتهُ فجأة،
ليس وكأنها لم تعرف أنهُ هنا، لكنها لم تكن معتادة على وجودهُ حولها، خاصة بِبيِتِه، هذا غريب قليلاً،
لِكونِهِ في السنوات الأخيرة ،لم يتواجد بالبيت كلما دخلتُهُ هي،

-" توماس ما الذي يحصل؟" تسائل ليونايدس بإستغراب وهو يتقدم بخطواتٍ ثابتة نحوهم،

-" أخي، اظن انني قد خسرت عضلاتي" أجابهُ بهلع،

-" هل ضربات أمي أثرت على عقلك؟" سأله ليو بحيرة وهو يبعِدهُ عنهن،
" أم انت غبي منذ البداية؟"

تنفست بيلا بقوة، حتى ظنت ديڤ انها سحبت كل الأوكسجين الذي في الغرفة،

نظر توماس لِلِيونايدس بإستياء، ثم قال له،
-" هل تعلم ماذا؟ فلتحاول حملهن ،اذا لم تقدر على فعلها اذا انا بخير، اذا إستطعتَ فعلها فسوف.... اللعنة علي اذا استطعت فعلها"

نظرت بيلا له بخوف،
-" تومي، هل انت طبيعي عزيزي؟"

-" لا عزيزتي، اظن أن قضاء بعض الوقت مع مارسيلو قد حوّلَهُ لأحمق كبير" أجابتها ديڤينيا،

-"لا تقوموا بتغيير الموضوع، هيا أخي،فلتفعلها"

نظرت ديڤينيا بعيني ليونايدس، كانت تترجاه الا يقبل، أن يضرب موخرة رقبة توماس وأن يُسكتهُ،

كان يُقابلها بنظرات لم تستطع تفسيرها، لكن عيناه كانت تلمع، ربما بسبب الإضاءة، ربما بسبب الجو المَرِح،ربما بسبب غباء توم وربما بسبب الجملة التي قالها بعد هذا:
-"حسناً،إبتعد"

شهقت اليسا ونظرت لهُ بيلا بفمٍ مفتوح من الصدمة، بدأت ديڤ تكُح كما لو انها مصابة بالانفلونزا ،أما توماس رأس المصائب فكان متفاجئاً لدرجة انهُ سألة بتردد:
-" ماذا؟"

-" الم يكن هذا ما تُريده؟ إبتعد هيّا" أجابهُ بإستعجال كما لو انهُا مهمة عليه ان ينهيها،

-"خذ هـذِه " ناولهُ ساعتهُ الروليكس دايتونا المصنوعة بعام الف وتسع مئة وثمانية وستون،

-" ليون، هل انت جدّي؟"

لم يُجيبها، وقف أمامهُن، وأحاطت بيداه الطويلتان ،
بيلا المسكينة كانت قد إندثرت تحتهُ،اليسا ولأنه أطول منها بكثير، وجهها وُضِعَ على صدره، أما هي، فقابلتهُ، وجهاً لِوجه، لو أقترب شبرين لتلامست أُنوفهم،
كان ينظر لها بنظرة لم تعتادها لهُ، نظرة الناس عندما يمرحون، عندما يتحررون من أنفسم، عندما ينتقلون من لعبة الى أُخرى بمدينة الملاهي،
عندما يكون الدوبامين مرتفع بدمهم،
عندما يكونوا، سُعداء،

-" واحد" قالها وهو ينظر لها، عيناه ما زالت تلمع بإستمتاع،
" إثنان ،
إبتسامه جانبية صغيرة،
"ثلاثة"

ما إن نطقها حتى شعرت ديف بإنها ترتفع عن الارض، ومن ثم سمعت صراخ بيلا ولمحت عينا توماس الهالعة، كما لو انه خسر ثروته كلها بمقامرة ما، اما اليسا فكانت فبدأت تضحك بهستيرية، فما كان من ديڤ الا ان تضحك هي ايضاً،لم تعلم اكان هذا سببه كل هذه الفوضى ام ان ضحكات اليسا المُعدية،

صوت ضحكتها كان يرن بإذنهِ ،كما لو انها موسيقى فريدة من نوعها،
موسيقى، لا يُريد لغيره ان يسمعها،

لم تستطع ديف ان تتحكم بضحكتها الصاخبة، حتى مع نظراتِهِ الغريبة المُحدِقة حولها، لم تستطع،
فما كان منهُ الا ان يبتسم بخفة، كما لو ان علاقتهم هي الأكثر طبيعية على الإطلاق، ثم وضعهن بخفة على الأرض، وإبتسامتهُ لا تترك وجهه،

-" ما هذا الجنون يا اللهي العظيم" صرخت بيلا خارجة من صالة الطعام بأكملها وهي تُتمتم بكلمات غير مسموعة، تُجزِم بها ان يوجد خلل خطير بهذه العائلة،

اما ديڤ واليسا فكانت قد هدئت ضحكتهما، أختفت إبتسامة ليونايدس وعادت مشاعر البرود بينهم،فإبتعدت ديڤينا عنه بوجلةٍ كما لو قربُهُ يرعِبُها،
حدّق بها بذات النظرات التي يُحدق بها طِفلٌ صغيرٌ الى امه عندما تأخذ لعبتهُ وتمنعه من اللعب،

كسر مشهدهم الملحميُ صوت اليسا وهي تصرخ بتوماس ان يُكمل طعامهُ، هذا كان سبب وجوده بقاعة الطعام من الأساس، لذا إما ان يكملَهُ او يبيتَ هُنا،

-" أمي ارجوك، يكفي انني خسرتُ التحدي"

-" خسرتهُ لأنكَ لا تأكل كفايتك من الطعام، هيا أنهِهِ حتى تصبح مثل ليونايدس" قالت لهُ وكأنها تُكلم فتى بالثالثة من عمره، لم تستطع ديڤينا تحديد نبرتها، أكنت تسخر منهُ ام تشجعهُ،

-" هيا أيُها الطفل اللطيف، فلتكمل طعامك" ربتت ديڤ على شعرهِ كما لو انهُ حيوانها اللطيف، وتغاضت عن نظراتهِ المُشمئزة بإبتسامة ساخِرة ثم خرجت من القاعة بأكملها،
وهي تمسع صوت ليونايدس وهو يُخبره بأن يلحقهُ الى مكتبه بعدما ينهي طعامه، ومن ثم صوت توماس وهو يتمتم بصوتٍ عالٍ:

-" اللعنة عليك ادم!"
اخر ما سمعتهُ هو تأوهِهِ بأام بعد ان ضربتهُ اليسا على رأسه متمتة،
-" لا تلعن على مائدة الطعام!"

~~~

-" أين صوفي؟" سألت ديڤ مارسيلو وهي جالسة بجانبهِ على الكنبة السوداء في صالة الجلوس،

-"في الخارج،قالت انها تريد استنشاق بعض الهواء النقي"

-"لماذا؟ هل يحدث شيئ ما؟" سألت ديڤ بقلق،

-" لم تخبرني ولم ارد ان اضغط عليها، لكنها لم تكن على طبيعتها عندما خرجت"

وقفت ديڤ بتوتر وهي متجهة نحو الخارج لترى صديقتها، لكن صوت الخادمة الشابة وهي تقول لها بإستحياء،
-" انسة ديفينا، السيد الكبير يُريدك بمكتبه"

تشنج جسد ديڤينا، هي لم تكن تعرف ان هناك شخص يُسمى بالسيد الكبير في هذا المنزل، لكنها خمنتْ أنهُ ليونايدس، انتونيو امامها يُحادث اباها، وتومي بالطبع ليس بالسيد الكبير، بالإضافة الى انهُ يُعاني مع والدتهُ ليُكمل طعامه كالفتى الصغير،

-" من هو السيد الكبير" سأل أيثان بعدما سمع الخادمة تُحادثها،

-" إنهُ السيد ليونايدس،سيدي" أجابتهُ الخادمة وكانت خدودها قد تحولت للأحمر، يبدو ان التواجد مع هذا العدد من الرجال الوسيمين في غرفة واحدة لم يكن بصالحها،

-" هُراء" تمتمَ مارسيلو بعدما سمع جوابها، هل الوغد اصبح السيد الكبير الأن؟

-" يُمكنك الرحيل" أشار إيثان للخادمة التي اومئت بخفة ثم استدارت راحلة،

-" ما الذي يُريده هذا الوغد؟ ها تكلمتما؟" سأل مارسيلو بإندفاعية،

-" لا اعلم، ربما شؤون العمل؟" اجابتهُ بتساؤل، لم يكن يبدو عليها التوتر، بل، الإستغراب،

-" هل تريدين ان أتي معك؟ " سأل إيثان بخفة،

-" لما عليها ان تُطيعهُ وتذهب، لا تذهبي، لنرحل هيا" نفرَّ مارسيلو بوجهه،

-" مارس؟! فلتخفض من صوتك، نحن في بيته" تمتمت ديڤ ممسكة يدهُ بخفة،
" ولا بأس بهذا، سأراه واعود، لا تقلقا"

أراد مارسيلو ان يوقفها لكن إيثان امسكهُ بقوة،
-" دعها"

هذا أخر ما سمعتهُ وهي تصعد السلّم، متجهَ نحو مكتبهِ، محاولةً عدّ خطواتها ،خطوة بعد الأُخرى،هذهِ الطريقة الأمثل لِكي لا يُسيطر عليها تفكيرها ومن ثم الهلَعْ.

~~~

وقفت أمام بابا مكتبه الشاسع، مكتبهِ الذي كان يوماً مكانها المُفضل،عقلها أمرها ان تطرق الباب،لكنها تجاهلتهُ ودفعت الباب بهدوء،

كان هو جالساً على كرسي مكتبه،كما لو أنهُ ملِكاً ،يحمِل كتاباً بيدهِ، ملفاتهُ مصففة بعناية بالغة على جانب المكتب،وامامهُ كوب قهوة ساخنة يتطاير منها الدخان،

رأتهُ يرفع رأسه مُترقباً حينما دخلت الى الغرفة، لم تكن نظراتهُ واضحة، رأتهُ يبتسم بتسلية، لما يبتسم؟ هل أصبح مجنوناً بعد مرور كل هذه السنوات؟

-" لم تُغيري هذهِ العادة؟" قال بعدما كان صامتاً لثانيتين،

نظرت لهُ بإستغراب،

-" أيةُ عادة؟"

-"إقتحام المكان بدون الإستئذان" أجاب وعيناه كانت مبتسمة، لماذا هو فَرِح؟ هل هو غبي؟

-"هل هذا شيئ مُثير للسعادة؟" سألته بإستغراب،

لم يجيبها لعدد من الثواني، حدّق بها بتركيز، ثم قال،
-" بل، مُثير لِلْذاكرة"

كالعادة، غريب الأطوار، تجاهلتهُ قائلة، وعيناها تلمع سُخريَةً:
-" لم اكن أدري انّهم يُنادونك بالسيد الكبير هنا"

-"انها مجرد عادة عند عاملو المنزل"

-"عادة؟ هل نحن بالقرن الثامن عشر؟" قالت ساخرة.

-" هل ينحصر إحترام الأخرين بالقرن الثامن عشر؟" قال بتفاجئ،
هذا الرجل يعيش في عالم موازي حقاً،

-" حسناً جلالتك،هل لي أن أعرف سبب مناداتك لي؟"

لمعت عيناه بإستمتاع،

هما يلعبان لعبة خطيرة جداً، لُعبة يتنافس فيها قلبهما،
الفائز بها يربح قلبين، قلب ذاتِه وقلبَ من أمامه،
أما من يخسر، فعليه أن يُودِّع فؤادَهُ للأبد،
لُعبة مستمتع هو بها جداً،
أما هي، فتكره ان تكون الطرف الخاسر أكثر من أي شيئ في هذا الكون.

-" إجلسي" قطع هو صمتهم بإشارته للمقعد الذي أمام مكتبه،

هي أرادت ان تجلس منذُ دخلت الغرفة،لكن لأنهُ يأمُرها بذلك فهي لن تفعل، لن تجلس ولو على عرش ملِك،

-" لا وقت لي للجلوس"

حدق بها بسوداوية، هي اكثر من تعلم كم يكره أن يُعانده أحدهم،
ولهذا السبب بالذات، هي مستعدة أن تبقى واقفة لثلاث ساعات كاملة،
فقط كي تتللذ بغضبه،

-ديڤينا، إجلِ..." كرر جملته محاولاً ان لا يغضب،

قاطعتهُ، وهذا شيئ اخر يكرهه بالمناسبة،

-" قل لي لماذا ناديتني، لا أريد اطالة الوقت هنا"

نظر لها بغضب، لو فقط يعرف كم هي سعيدة الآن،

-" ناديتك من أجل العمل..."
بالطبع، ليونايدس المِهَني، لا شيئ اكثر من هذا،

-" سوف تباشرين العمل انت وتوماس في يوم الاثنين المُقبل، سوف أُطلعكِ على كيفية سير العمل وعلى نظام الشركة ومعظم المستندات، أعتقد ان انتنونيو قد أعلّمَكِ بهذا الشأن، خمس أيام في الاسبوع، من الثامنة حتى الرابعة، اذا اردتِ إجازة عليكِ إعلامي من قبل اسبوع،
سوف تستمرين بالعمل حتى يبدأ دوام جامعتك، عندها ستعملين لدي ثلاث ايام، وستُركزّين بدراستك بقية الأسبوع،
اعتقد انك تعلمين نظام العمل لذا انا اتوقع منكِ ان تكوني مُستعدة جيداً، هذا كل شيئ للأن."

نظرت له بفاه مفتوح، ما كل هذه المعلومات؟ لماذا عليه ان يكون دقيق لهذة الدرجة، لماذا عليه ان يكون مُتحكم لهذه الدرجة،

-" هل عندك اسئلة؟" أخبرها بمهنية، كما لو يحادث سكرتيرته الخاصة،

-"اسئلة؟ هل مسموح لي ان اسئلك؟ يالا الكرم!"
قالت بإندفاعية وكم ارادت لو تخدش وجههُ بإظافرها،

نظر لها بإستغراب،

-" ما بال ردة الفعل هذه؟"

-" استمحيك عذراً؟" قالت بإزدراء،
" هل كان مِنَ المتوقع أن اقول لك، نعم، جلالتك؟
هل تراني أحد العاملين لديك حضرة الملك ليونايدس المعظم؟
هل تُسمي هذا عملاً؟ لماذا أشعر وأنه خطة لكيفية سير حياتي للأربع سنين القادمة؟
ما دخلك بدراستي؟ لماذا علي ان اخبرك عن تحركاتي من قبل اسبوع؟ وما بال الدوام من الساعة الثامنة حتى الرابعة؟ هل أنا مُزارعة؟"

نظر لها بتفاجئ، هذه الصغيرة تستطيع كسر توقعاته بكل مرةً بسهولة،

-" ما الذي أغضبك لهذه الدرجة؟"

ضحكت بإستهزاء،
-" هل انت معتاد على الطاعة لدرجة انك لا تفهم ما الخطأ فيما قُلْتَهُ؟
دعك من هذا، ما هي وظيفتي ليونايدس ؟ هل ستجعلني ملتصقة بك اينما ذهبت؟"

-" اليست هذهِ وظيفتك على كلِّ حال؟" سأل بموضوعية،

هذه حقيقية، لكنها لا تعلم لما الٓمتها لهذه الدرجة،

-" ماذا؟" سألت بهدوء مهزوز،

وقف من على مقعده بهدوء، كما الملك حينما يقوم، ثم تقدم نحوها بخطوات ثقيلة ومتوازنة، وهو يُتمتم بهدوء،

-" انتِ ستكونين مساعدتي ديڤينيا، ستكونين تحت تدريبي وتحت مسؤوليتي حتى ارى انك قادرة على المشي بلا كتف تستندي عليها.."
إقترب اكثر نحوها،

" كل هذا لمصلحتك، دعينا ننسى الماضي ونركز على المستقبل، حسناً؟ هذا أفضل لكلانا."

رجفَ قلبها بشدة، لا تعلم ماذا يقصد بكلامه هذا، هي لم تعد تفهمه، لو ان لِليونايدس اسم أخر فسيكون كل ما هو غامض وسِّرّي.

أرادت أن تُجيبه لكن طرق الباب قد أوقفها،

-" أدخل" أمرّ وهو ما زال مُحدقاً بها،

كان جاك،
-" أعتذر على المقاطعة سيدتي،لكن،هناك امر طارئ وعليك المجيء حالاً"

نظرت نحوه بهلع،
-" ماذا حصل جاك؟ هل ابي بخير؟"

-" إنها صوفيا سيدتي، لم نجدها بالحديقة، لقد إختفت"

-" ما اللعنة؟" سألت بصوتٍ عدواني،

-" ما الذي تقصده؟ هل إختفت من حديقة منزلي؟ هل سألت الحُراس؟"سأل ليونايدس

-" مارسيلو وايثان يبحثون عنها بالأسفل، لم نجدها للأن" قال جايكوب بيأس.

-" هل أخبرتم الرجال؟ سوف نجدها في نصف ساعة، لا داعي للهلع، لا أحد يُخطف من منزلي" أخبرهم ليونايدس وهو ينظر بعيني ديڤ، محاولًا ان يطمئنها،

-" لا داعي لهذا، رِجالي قادرين على إيجادها" أخبرته ديڤ وهي تنظر بعينيه،

نظر لها بسودواديه، "رجالي" ؟ ما بال ياء الملكية تخنقهُ من كل الجوانب،

-" ما اللعنة دي.."

-" سيد ليونايدس من فضلك، دعني اتولى مهمة إيجاد صديقتي لوحدي" قاطعته قائلة بحده،

-"سأبدا العمل بالساعة الثامنة وانهيه في الرابعة كما تريد، إجازتي أخبرك عنها قبل يوم واحد فقط، أُريد مكتبي الخاص، ولا تتوقع مني أن أُحضر معي كوب القهوة الخاص بك معي في الصباح، لأنني لن افعل!
ولا تعتقد انني أفعل هذا لأنني اقتنعت بِهُراء الكتف خاصتك، فأنا اسند نفسي بنفسي، واذا لم تكن مدرك لهذا بعد،إسئل مدرسة التنين الأحمر عني،
اذا ما زلت تردينني مساعدتك الشخصية بعد كل هذا، راسلني على ايميلي الخاص،انا متأكدة انك تعرفه،

ابتسمت بخفة ثم انهت حديثها ،

"الى اللقاء ايها السيد الكبير .."

القت كلماتها ورحلت، فعلتها مرتين اليوم، بالمرتين تركتهُ خلفها مستمتعاً، مع إبتسامة كبيرة تُغطي وجههُ،
يبدو أن الحياة أعطته سبباً لكي يضحك،
يبدو أن الحياة تدعوه لرقصة تُرعِش الأطراف،
ومن هو لكي يرفض دعوةَ الحياة؟


~~~

ارتعاش على وجهك | خوسيه برغامين

"ترتعش الشعلة
ويرتعش بريقها في الماء.
يرتعش ظلكِ في الهواء
والضوء في تطلعِك.

في البعيد من النشيد
يرتعش صوت الجرس
يرتعش صوت السيل
وصداه في الجبل.

ترتعش الموجة في الزبد
مستلقيةً على الشاطئ.
وترتعش على الرمل
آثار خطاك.

ترتعش كل النجوم
لما يطفئها الفجر.
وترتعش العتمة
شاعرةً بالتبرج.

في الآن واليوم
يرتعش المساء والغد.
وترتعش الأبدية
في اللحظة التي تَعْبُر.

يرتعش همسُ الريح
في أعالي الغابات.
والخطوة المنشدة للنهر
ترتعش في السيل الشفاف.

يرتعش نحيبٌ في شَعرك
من بكاء مبهم بلا دموع.
يرتعش الليل والنهار
وهما يلتقيان على وجهك.

ترتعش عزلة الحقول
في تغريدة عصفور،
من تحليق مرتجف
بأجنحة مرتعدة.

يرتعش الغصن على الشجرة
وعلى الغصن ترتعش الورقة.
أشعر بارتعاش
روحك في قلبي".


~~~

مرحبا،
هل اعجبكم البارت؟ لست راضية عنه، لكنني لم استطيع ان اجعله افضل، ما رأيكم؟

هل هناك اي انتقادات؟

مشهدكم المفضل؟

اكثر جملة قد أحببتموها؟

ما هي توقعاتكم للمستقبل؟

ما رايكم بديڤينا؟ تطور شخصيتها..؟

ماذا برأيكم سيحصل لليونايدس بالمستقبل؟

ماذا برأيكم حسل لصوفيا؟اين اختفت؟ هل امر يخص عائلتها؟

ماذا برايكم سيحصل عندما تبدأ ديڤينا بالعمل عند جلالته؟🤣

عيد اضحى سعيد مقدماً،💕
اراكم قريبا،
الى اللقاء،
ليان❤️

بعض من الصور التي تُعَبِّر عن بارت اليوم..

Pokračovat ve čtení

Mohlo by se ti líbit

1.1M 45.1K 42
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
329K 11.5K 43
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...
6M 170K 109
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
639K 31.7K 34
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...