في اليوم التالي، في الصباح الباكر، اجتمع الثلاثة في القبو وصعدوا جميعا لتلك النافذة ودخلوا، معهم الكتاب والمرآة وشمعة، حملت الاميرة تلك المرآة ووقفت امام الباب، نظرت إليها مطوّلا، لكن لم يحدث شيء، قالت كارا:«لما هي لا تلمع؟» قالت الاميرة:«وما ادراني انا؟» قالت:«تكلمي معها مثل تلك المرة ربما تستجيب» قالت:«ايتها المرآة، كيف لي ان افتح هذا الباب؟ اخبريني ارجوكِ» قال سيلفر:«لقد بدأت انزعج منها، هاتها هنا، يا مرآة، ان سمو الاميرة كاثرينا تطلب منك ان تخبرينا عن كيفية فتح هذا الباب» فبدأت تلمع، قالت الاميرة:«سيلفر انت رائع لقد جعلتها تستجيب» قال:«جيد انها استجابت وإلا كنت سأشعر بالغباء لانني اكلم مرآة» ثم شعروا بزلزلة الارض، فتح ذلك الباب تلقائيا، ثم طارت المرآة ودخلت، فتبعتها الاميرة وتبعها الآخرون، وعندما وصلوا وجدوا نافورة، ذهبت تلك المرآة ووضعت نفسها فوق تلك النافورة، بدى وكأن مكانها هناك، فقال:«ثم ماذا؟ اين الكنز؟» قالت الاميرة:«نافورة، انها جميلة» امسكت كارا الكتاب وفتحته، رأت ان كل الصفحات فارغة، قالت:«لا بد ان هناك شيء هنا يخبرنا عن مكان الكنز» فرأت الصفحة الاخيرة، كانت فارغة، لكن ظهرت عليها كلمات! قرأتها بصوت عال:«ان الكنز هو ماء تلك النافورة، يجب فقط على اهل العائلة الملكية شرب ذلك الماء» قالت الاميرة:«هذا يعني انني استطيع شربه، لكن ماذا سيحصل؟» قال سيلفر:«جربي ان تشربي، كوني حذرة» ذهبت لتلك النافورة، وانزلت رأسها لتشرب، لكن لون الماء قد تغير، لقد صار احمرًا، لم تستطع شربه، قالت:«لقد صار لونه كلون الدماء انا خائفة» قالت كارا:«ماذا تقصدين؟ ان الماء ليس له لون» قال سيلفر:«ما بك ايتها الاميرة؟ اشربي الماء هيا» يبدو ان الاميرة وحدها من تستطيع رؤية ما يحدث للماء، بقيت امام النافورة لا تفعل شيئا، ثم صار المكان مظلما فجأة، لا يمكنها رؤية شيء سوى تلك النافورة، فصرخت قائلة:«سيلفر، كارا، اين انتما؟ ردوا علي» شعرت بخوف شديد ينتابها، حتى ظهر شخص غريب ذو لباس ابيض وكان طويل القامة ويطوف، وقف على الارض وقال لها:«هل تعرفين من انا؟» قالت:«انا....انا لا اعرف» قال:«انتِ الاميرة كاثرينا صحيح؟ دعيني اخبرك انني اول حاكم لقلعة آثيري» قالت:«حقا!؟ هل هذا يعني انك جدي؟» قال:«نعم بالضبط» كانت الاميرة تشعر بتوتر وخوف شديد حتى سمعت صوت ذلك الطيف، ارتاحت كثيرا عند سماع صوته، قالت:«اخبرني ماهو الكنز؟» قال:«انه امامك، هذه النافورة فيها دمائي، هذه الدماء سحرية كل من يشربها يشفى او يتضاعف عمره، الوحيد الذي شربها هو اخي عندما قتلني، هل تعرفين من هو اخي؟» قالت:«لا لا اعرفه» قال:«الدوق السابق للقصر يا عزيزتي» قالت:«الذي ادخل ابي بغيبوبة!؟» قال:«نعم انه هو، كانت نيته ان يقتله لكنه ادخله بغيبوبة من غير قصد، لان والدك ورث دمائي، وهو كان يطمع بها» قالت:«حسنا اذن، اخبرني لما كنزك بهذه المملكة؟» قال:«هذه المملكة كانت لي، لكني تركتها لاخي فلم يقبل بها، فتبعني عندما اسست مملكة آثيري وصار الدوق، واوصيته ان يدفنني في هذه المملكة لانها جزء مني، بدلا من ذلك اخذ جزء من دمائي ورمى جثتي هنا، حتى اتى والدي ودفنني لكنه مات بعد ذلك، لقد قتله اخي» قالت:«لقد فهمت، ان اخوك شرير» قال:«انه كذلك، هذا لانه يكرهني بسبب انني ولي العهد، هو يغار مني، لكن الآن لا تقلقي لقد ذهب للابد، لابد انه فقد دمائي الآن فقد هاجمه الكثير من الحراس عندما حاول قتل والدك» قالت:«كيف تعرف كل هذا؟» قال:«انا حولكم دائما، لقد مت لكنني لازلت حيا بينكم، لقد فقدت جسدي فقط» قالت:«ان هذا مخيف نوعا ما، حسنا اذن، لقد سررت بمعرفتك يا جدي» قال:«وانا ايضا، اشربي من دمائي هيا» قالت:«لا شكرا، كان هدفي ان اعرف ماهو الكنز ليس ان آخذه، لكن بعد التفكير سآخذ القليل» قال:«من اجل والدك أليس كذلك؟» قالت:«نعم» ثم استيقظت فجأة، ووجدت نفسها امام تلك النافورة مع كارا وسيلفر، قالت كارا:«يا سمو الاميرة هل انت بخير؟ فقدت الوعي فجأة» قالت:«انا بخير، كارا احضري شيئا نضع فيه الدماء» قالت:«أي دماء؟» قالت:«فقط نفذي امري» فذهبت مسرعة ثم قال سيلفر:«ماذا حدث لك؟» قالت:«قصة طويلة، احملني انا متعبة» قال:«ليس بعد الآن انت ثقيلة» قالت:«هاااه! كيف تجرؤ؟» ثم جاءت كارا وقالت:«ان هذا فنجان كانت فيه الشمعة، هل يمكننا استعماله؟» قالت:«اجل، اعطيني اياه سوف املؤه» ملأته ثم ذهبت مباشرة للخروج من المكان فتبعها الآخرون.
عندما خرجوا، قالت الاميرة:«علينا المحافظة على هذه الدماء قدر المستطاع» قال سيلفر:«انت تهذين ان هذه مياه وليست دماء» قالت:«نعم نعم ايّا يكن ستفهمون بعد قليل» ثم خرجوا من القبو، وفي طريقهم لغرفة الاميرة حكت لهم كل ما حدث لها ليفهموا ما حصل، لقد كان سيلفر وكارا متفاجئان حقا، عندما وصلت للغرفة وضعت الفنجان فوق الطاولة وغطته بقطعة قماش، ثم اتجهوا للمطبخ لتناول الغذاء.
~نهاية الفصل الثالث والعشرين~