The Secret Of The Number 13 "...

By painkiller_7

3M 124K 94.4K

ليس حُبُ الشخص بكثرةِ رؤيتهِ و الإقترابِ منهُ، فهناك شخص يستوطنُ القلبَ رغم أن لا لقاء يجمعهما... يُقال إن... More

Chapter 1: XIII الرقم
Chapter 2: الملاك الساقط
Chapter 3:زهرة زنبق العنكبوت الحمراء
Chapter 4:الخطوة السرية
Chapter 5:الحلقة المفقودة
Chapter 6:رقعة الشطرنج
Chapter 7:صوت الصمت
Chapter 8:عرين الأسد
Chapter 9:عازفة الكمان
*Note*
Chapter 10:رقم13 المزيف
Chapter 11:مغناطيس الياكوزا
Chapter 12:لقاء الغربان الثلاثة
Chapter 13:الفضول حول الوشوم
Chapter 13 Extra:هدية مقابل شرط
Chapter 15: إنزلاق الحظ
Chapter 16: عودة ألة الياكوزا
Chapter 17:حُب من الماضي
Chapter 18: سِرُ المرض
Chapter 19:سمفونية ضوء القمر
Chapter 20: قُبلة حارقة
Chapter 21: FILLER
Chapter 22: إلغاء العقد
Chapter 23: العادة السيئة
Chapter 24+25:تم كشف الغطاء+بطاقة الجوكر
Chapter 26:زهرة في يدِ شيطان
Chapter 27:إختراق القانون
Chapter 28:مقاتل الطيف الأخير
Chapter 29:رجل منتصف الليل
Chapter 30:التوقيع على الجسد
Chapter 31:إنفجار الزئبق الأحمر
Chapter 32:حُمى الحُب
Chapter 33: طريق مسدود
Chapter 34: تهديد ناعم
Chapter 35:رُهاب المجهول
Chapter 36: يوم مأسوي
Chapter 37 : Zodiac Signs
Chapter 38:سلاح ذو حدين
Chapter 39: ليلة لا تنسى
Chapter 40: سقوط القلعة
Chapter 41: مشروع القرن 21
Chapter 42: أغنية جاك السفاح

Chapter 14: حركة سيئة

67.3K 2.6K 1.3K
By painkiller_7

رَغم البرود الذي يحُوط قلبي
لكن بوجودكَ أنتَ في عُمق ذلك البرود
رغبة مشتعلة تصرخ
بإسمكَ

🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️

إيطاليا ---- ميلانو

مستشفى سالفاتوري

يطرق جينوفاني الباب و يدخل بإطلالة متعبة و شعر فوضوي بملابس رياضية... و بطبع مع آثار التعب على وجهه... ليجد ذلك المتهور لايزال يمسك بالهاتف و يلعب بألعاب الفيديو الخاصة بسباقات السيارات...مرتدي الملابس الخضراء الخاصة بالمستشفيات... متكئ بإستهزاء على مقدمة السرير...

ليتقدم نحوه جينوفاني... ينزع منه الهاتف و يقول : على الأقل إرتاح في هذا الشهر جيدا... لأنكَ لن تحصل على الراحة بعدها...

ليرد عليه ريكاردو بسخرية : سيكون الأمر سهل... ندرس في الجامعة... و ننجز بعض الأعمال الجانبية...
جينوفاني (يرفع ذراعيه عاليا) : أنظر فقط لحالتي...
ريكاردو : لابأس بكَ... حقا الأمر سهل... إنتظر فقط عندما أخرج من هنا... و سترى هذا بأم عينك...

فتنطلق تلك الضحكة من جينوفاني و يقول له : أنتَ لا تعلم ما اللعنة التي واجهتها في هذه المدة القصيرة... لهذا أصمت أرجوك... لقد جعلني أريانوس أقوم بأعمال التنظيف مع أعمال التزوير و غسيل الأموال... و زائد عن هذا.. فيغو اللعين الذي لم يتركني حتى أنام في الليل... و لا تنسى محاضرات الجامعة الصباحية... لهذا إستغل هذه الراحة أيها الأحمق..

ريكاردو : أنتَ تمزح... اليس كذلك...
جينوفاني : و هل رأيت يوما ما.. أريانوس يمزح... هذه المرة يبدو جاد... حتى فيغو شدد عليَّ التدريبات... لدرجة تكسر عظامي...
ريكاردو : سأجعل من المشفى يُمدد مكوثي هنا...
جينوفاني (يضحك) : مع أريانوس... هذا في الأحلام...
ريكاردو : تبا...لكن الحقيقة أريانوس تركنا مدى طويلة على راحتنا...
جينوفاني : أجل.. في الأخير معه الحق... فإصابتكَ هذه تؤكد مدى ضعفنا...
ريكاردو : لن أكذب... لقد كان الأمر محرج أن أُصاب بهذه الطريقة...
جينوفاني : و لا تنسى... أمام 13 أيضا...
ريكاردو : لا تجعلني أتذكر أرجوك... سأعتذر منه شخصيا...
جينوفاني : اللعنة... كدنا نسبب لهُ في مشكلة و عرقلة في عملهِ..
ريكاردو : لهذا غضب أريانوس... المهم... هل حقا فيغو ضغط عليك في التدريب...
جينوفاني : لن تصدق ما جعلني أقوم به... (ليرفع قمصيه أمامه).... أنظر ماذا حل بي...
فرأى ريكاردو الكدمات الحمراء على جسده و أضاف : اللعنة... سيقوم بقتلنا..
جينوفاني : إنه جاد أكثر من الماضي...يبدو أنها تعاليم أريانوس...
ريكاردو : هذا واضح... على كل حال علينا أن ننهض من هذه الراحة و الرفاهية...
جينوفاني (يبتسم) : أجل... (فوضع بعض من الأوراق أمامه).. و أكمل : لهذا أرسل لكَ الزعيم هذه السندات لتجد الثغرات و تقوم بإيجاد الحل و ترسله إليه...
ريكاردو (يرى محتوى الأوراق) : فهمت... يعني إذا لم أتمكن من إستخدام جسدي....فسأستخدم عقلي...
جينوفاني و هو يتجه إلى الخارج : حظ موفق يا إبن العم...أنا ذاهب لأخذ قسط من الراحة قبل أن يُغير فيغو رأيهُ
ريكاردو (يبتسم) :حسنا...ليلة سعيدة... مع السلامة...

جينوفاني و هو بضع يده على مقبض الباب و بصوته الهادئ : سأرجع إلى حلبة السباق عن قريب...لهذا لن تشعر بالملل...
لترسم تلك الإبتسامة الساحرة على ملامح ريكاردو و يرد: أهلا بعدوتكِ..صديقي...

يخرج جينوفاني مبتسم و تاركا ريكاردو منغمس في مهمته التي تم توكيلها له من طرف أريانوس... فلقد كانت عبارة عن مهمة لتحميل نوع من المهلوسات الخطيرة على باخرة بشكل خفي متجهة إلى أفغانستان...

***************

كازينو مونتيسي - - بروما --

الساعة الحادي عشر تماما

11:00 pm

بطبع في مقدمة الكازينو نرى على طولها إثنين من البار متقابلين مع بعضهم البعض... فكل بار يحمل صنف معين... في جهة اليسرى... ستجد أنواع مختلفة من الكوكتيل و الويسكي... لا ننسى الفودكا و بالطبع التيكيلا المحبوبة...

في حين من جهة اليمنى... نجد النبيذ بكل ألوانه... الأحمر الداكن... الأصفر القيحي... و الأبيض الشفاف و حتى البني... لكن ما يميز هذا الجانب هو عُمر كل زجاجة من هذا النبيذ العتيق... يعني قد تجد حتى زجاجة من عام 1980 و أكثر....

لهذا ستكون في حيرة من أمركَ عند الدخول.. فهل ستختار الجهة اليمنى أم اليسرى... و على كل شخص و مزاجه اليومي...

لتتعمق داخل الكازينو بذلك الثري المعلق تقريبا في كل مكان يشع بحبات الكريستالات المُضيئة... لكن ليس ضوء فاقع بل فقط بأضواء خافتة لتزيد من غموض المكان...

طاولات في كل شبر... هذا أكيد فكيف لكازينو لا يحتوي على طاولات القمار بجميع أصناف الألعاب...

فكل شخص هنا يريد طاولة معينة... أي لعبة معينة جاهز لكسبها... لكن في هذا المكان يجب أن تحمل عدة صفات.. ذكاء حاد.. فطنة قوية... و بالأخص أن تكون أكبر مخادع... لتستطيع البقاء حي في أرضية الكازينو... فأحيانا يكون الرِهان حياتك بجانب المال أيضا....

عند حافة البار من جهة اليمنى... تجلس إمرأة صهباء بشعرها الناري القصير و المموج... ترتدي فستان أسود يعانق منحنيات جسدها الفاتن... لديه شق من ناحية ساقها و مفتوح من ناحية الظهر... ليظهر بعض النمش الخفيف على كتفيها و القليل في ظهرها...
تمسك بحافة الكأس الزجاجي بأناملها يحتوي على التيكيلا... تأخذ رشفة خفيفة و تعيد الكأس على الطاولة.. بكل هدوء...
ليأتي رجل في الأربعين من عمره ببذلة سوداء توحي أنه من الطبقة المخملية... يبدو أنه من روما بسبب لهجته الواضحة عندما تكلم و طلب كأسا من الويسكي من صاحب البار... فأخذ رشفة منه...

و قبل أن يضع الكأس على الطاولة همس لصهباء بجانبه : الطاولة رقم 20.. لعبة البوكر... عليكِ جمع المبلغ المطلوب

لترفع كأسها بكل خفة و تحتسي التيكيلا و تردف : كم لاعب موجود هناك..
ليقوم الرجل بتدوير الكأس و يضيف : أربعة و أنتِ الخامسة...
تبتسم و تضع يدها على خدها و ترد : هل هناك من عليَّ الحذر منهُ...

ليبلع ريقهُ بسرعة و يضيف : اليوم... لا أحد.. لكن إذا تقدم إليكِ شخص بعيون رمادية نادرة و غمازة جانبية... مع ندبة في حاجبهِ الأيسر... إرجعي أدراجكِ..

لتردف مبتسمة : أنا لا أتراجع أبدا...
ليقاطعها و هو ينظر لها : إنه خطير علينا كُلنا... لا نريد أن نموت بسبب عنادكِ...راسيل..

راسيل (تبتسم) : لكن إذا إقتربت للفوز.. فلن أتراجع... حتى و إن كان هذا الشخص خصمي... على فكرة من يكون؟
لوكس (يضغط على الكأس) : إنه أحد أفراد سالفاتوري..
راسيل : أه... المافيا الإيطالية...
لوكس : أجل... أعلم أنكِ منذ مدة لم تتواجدي في إيطاليا.... لهذا لقد تغيرت الكثير من الأمور هنا... و بالأخص مع هذه العائلة...
راسيل : حسنا... حسنا... سأنسحب إذا كان هو خصمي...
لوكس : أشكركِ... و إياكي و أن تغامري بنا...
راسيل(بسخرية) : حسنا، حسنا... أنا ذاهبة الآن...
لوكس : حظ موفق...... أيها النيزك...

لتضحك و هي متجه نحو طاولتها و في سرها : يبدو أن هذا الإسم أصبح ملاصق بي... لا يهم مدام أن الفوز من نصيبي....

تسير و كأنها هي صاحبة و ملكة الكازينو... و أن الجميع هنا تحت خدمتها...جسدها متناسق مع طولها... ملامح وجهها فاتنة... تبدو بريئة بتلك العيون الخضراء لكنها تخدع الشيطان بكلمة واحدة منها... و لا ننسى شعرها القصير الأحمر الذي يوحي بقوتها نظرا للونه النادر... الآن فهمنا لماذا يُطلق عليها لقب "النيزك"... فدخولها إلى قاعة اللعب... كانت تماما كإختراق النيزك للغلاف الجوي... فجعلت جميع الأنظار تتجه نحوها...و هي تسير نحو الطاولة 20... لعبة البوكر...

جلست هناك على أساس اللاعبة رقم خمسة...و كانت أمام أربعة لاعبين رجال... قامت بعملية المسح و قرأة ملامح الوجه...

لتحدث نفسها بعدما ألقت إليهم التحية : لا وجود لشخص الخطير... و هؤلاء... يمكنني خداعهم بسهولة... و سأنجح في جمع المال المطلوب...

ليتكلم الشخص الواقف أمام الطاولة و هو يرتدي في زي الموحد لهذا الكازينو فهو الشخص الذي يقوم بالتوزيع اللعبة..

الموزع : أيها السادة الكرام مرحبا بكم... بما أن العدد إكتمل إلى العدد خمسة... سنبدأ في "لعبة البوكر"

أومأ الكُل برأسهم بالإيجاب... ليبدأ بخلط الأوراق بيديه و بسرعة و بطبع ببراعة مع وضع بعض اللمسات البهلونية..

لكن أحيانا عندما يكون الشخص مُلفت للنظر... بشعر أحمر و فستان ضيق طويل بلون الأسود... بعيون خضراء و أحمر شفاه وردي يحمل البريق... بطبع تلك العيون الملونة النادرة ستنظر بإتجاه هذه الشعلة النارية... أو كم يُطلق عليها "النيزك"...

ليضع كأسه على الطاولة الزجاجة و ينظر في الأسفل بالتحديد في الطاولة رقم 20...ليمرر يديه بخفة و سرعة على ذقنه...بيده التي تحتوي على وشم الأجنحة السوداء...
يبتسم بإبتسامة جانبية و يحدث نفسه : منذ وقت طويل لم ألمح جمال مثل هذا... لنرى من تكون...

وزع على اللاعبين الأربعة... الخمس بطاقات بالمقلوب مع وضع أقراص البوكر الخاصة بهم... لتقديم الرهان عبرها بتحديد عدد الأقراص بمبلغ مالي معين...
لكن...
قبل أن يُعطي الموزع الإشارة ببدأ اللعبة...

تُطبطب تلك اليد بوشم الأجنحة على كتف اللاعب رقم ثلاثة... و بحركة برأسه... نهض اللاعب و أعطى مكانه إليه...

فتنظر العيون الخضراء عملية التبادل هذه التي حدثت أمامها و تبدو غاضبة...

لماذا... كونها رأت... عيون ملونة نادرة... ندبة على الحاجب الأيسر... و عندما إبتسم ظهرت تلك الغمازة الجانبية المتوارثة بين أفراد سالفاتوري..... الشخص الخطير... الشخص الذي تَم تحذيرها منه... أمامها الآن على طاولتها... طاولة فوزها..

لعنة تحت أنفاسها و هي تحدث نفسها : اللعنة... هذا ما لم يكن في الحسبان...سحقا لهُ.. و على وسامته أيضا...

قبل أن تنسحب... أمرَ الموزع ببدأ لعبة البوكر... و على الجميع أن ينظر إلى أوراقه الخمس.. و البدأ في وضع أقراص البوكر التي توحي إلى المبلغ المالي...

نظرت راسيل إلى أوراقها و لقد كانت ثلاث منها نفس النوع... و هذه إشارة على فوزها...يعني بطاقتين إضافتين من نفس النوع.. و الفوز لها...

تُحدِثُ راسيل نفسها مبتسمة و هي تمسك الخمس ورقات بين أناملها ليظهر طلاء الأظافر بلون الأحمر : أستطيع الفوز بشكل كبير... حسنا راسيل إلعبي لعب حلو و نظيف و بدون حيّل هذه المرة... لكي لا نُغضِب أعضاء المافيا الوسمين...

فتبدأ اللعبة برمي زهر نرد الأحمر لكل لاعب... و إذا ظهر العدد الزوجي... تضاف إلى صاحبها بطاقة... و جميع يضع عدد الأقراص مع قول رقم المبلغ المالي للرهان به...

فهذه هي قوانين لعبة البوكر... لعبة على طاولة مستديرة التي تعتمد على المهارة و الحنكة... و في البوكر يتم تقديم الرهانات الخاصة بكل لاعب... لكن للفوز تحتاج إلى أفضل أنواع التشكيلات من أوراق اللعب التي تكون بيدي كل لاعب و بهذا يحقق الفوز بجميع المبالغ المالية التي تم وضعها للمراهنة على الطاولة...

كل اللاعبين وضع الأقراص الخاصة به... لتُقدِمَ راسيل عدد الأقراص الخاصة بها و قد كان المبلغ يُشير إلى مبلغ مالي متوسط... لكي لا تُخاطر....

لكن الرجل الذي لم ينزع عيناه الساحقة و هو يُشاهد في كل ردة فعل للصهباء التي أمامه... مبتسمة و تعيش في عالمها الخاص...

ليخرج ذلك الصوت الخشن الرجولي ونظرهُ على أوراقهِ : هل لي أن أعرف ماهو إسمكِ... سيدتي...

رفعت راسيل نظرها نحو صاحب الندبة على حاجبه الأيسر و ردت مباشرة كونها المرأة الوحيدة على هذه الطاولة : و هل لي أن أعرف ما السبب؟
ليرد بينما يرفع نظره نحوها و بجمود يقول : محض فضول... هل سؤالي أزعجكِ...

راسيل (في سرها) : يا غبية ليس وقتكِ... تذكري أنه من المافيا لا نريد مشاكل....... فتبتسم له و ترد : لا...لا توجد مشكلة... أدعى "راسيل"...

ليُطلق ضحكتهُ الساحرة و تظهر غمازته الجانبية بعمق و يرد لها : جميل.....إسمكِ يليقُ بك بنسبة مئة في المئة...

ترفع حواجبها الأيسر و ترد : ماذا تعني... بنسبة مئة في مئة...
ليرد : ألا تعلمين ماذا يعني إسمكِ...
تردف قائلة : لا...
فيقول لها : "راسيل"... معناه في الأسماء الإيطالية... الفتاة التي تمتلكُ شعر أحمر... و هذا بطبيعة الحال ينطبق عليكِ بالتفصيل...
لتضحك بخفة : حقا... أقسم لك أنني لم أعلم بهذه المعلومة...
ليضيف : يبدو أن والديكِ... قدما لكِ إسم جميل و يناسبكِ..

تلاشت إبتسامتها و ظهرت بعض علامات عدم الرضا على ملامحها... لكن لكي لا تجعل الأمر مُريب قالت : و أنتَ؟ ... لم أعلم بعد ما هو إسمكَ.... يا سيد...

ليحدث نفسه مستغربا : يبدو أنها لا تعلم من أكون.. هذا غريب...ربما هي ليست إيطالية!!
فيرد عليها : جوليان...

راسيل : أنت أيضا تحمل إسم جميل... و ما هو معناه؟
ليرد عليها : هو إسم روماني قديم... إسم لملك روما في عهد بوليوس...
راسيل (تضحك) : ليس فقط جميل... بل حتى إسم عظيم...
جوليان : هذا لُطف منكِ... سيدة راسيل...
راسيل : فقط "راسيل"...
جوليان (يبتسم) : حسنا... كم تشائين...

يتكلمان على راحة، يضحكان... و يتبادلان في معاني الأسماء الخاص بهما... لكن بنسبة لللاعبين الثلاثة و الموزع الواقف على مقدمة طاولة اللعب... فهم كانوا يرتعشون خوفا و يتصببون عرقا...هناك من جف حلقه... و هناك من أُصيب بمغص في المعدة... و هناك حتى على وشك أن يُبلل نفسهُ..... لماذا ؟..
بطبع فجوليان سالفاتوري على هذه الطاولة... يعني شيء واحد.. و هو الرعب...

لكن الآنسة راسيل لا تعلم حقا من يكون... صحيح أنها ترعرعت و ولدت في إيطاليا لكنها خرجت منها منذ أيام المراهقة...
لهذا تجهل الكثير من الأمور... و بالأخص حول سالفاتوري... فهي رجعت إلى إيطاليا لبعض الوقت لا غير.... فقط الشيء الوحيد الذي تعلمهُ الآن... أنها يجب أن تنسحب عندما يكون جوليان خصمها... لكن تلك البطاقات الثلاث أظهرت لها أنه يمكنها الفوز بدون حِيّلها... فتسلل الطمع إليها و قررت أن تُكمل اللعبة بشكل نظيف... و ترى لماذا لا يجب اللعب مع الشخص المدعو
"جوليان سالفاتوري"....

أكمل الجميع رمي زهر النرد ... و بدأت راسيل تحصل على أوراق اللعب المناسبة... لتزيد من الأقراص و ترفع المبلغ... حتى جوليان قام بالمثل و رفع المبلغ بشكل أكبر...

تلك الأقراص الملونة المرتصة و الموضوعة فوق بعضها البعض... أصبحت راسيل ترها أموال نقدية ضخمة... فرمت زهر النرد الأحمر و هي تتمنى حصول على عدد زوجي... و بالفعل ظهر لها العدد ثمانية....

سحب لها الموزع ورقة و قدمها لها و كانت تحمل رقم 2 و حمراء... و ها قد تم الأمر و إكتملت تشكيلة الفوز...

بطبيعة الحال الجميع رمى نرد الزهر و تم سحب بطاقة لهم... علامات التوتر بادرة على الكل ماعدا راسيل و جوليان... اللذان يبتسمان فقط...

عندما وصل دور راسيل مرة أخرى... كشفت عن تشكيلة أوراقها و كانت خمس بطاقات متتالية من مجموعة واحدة...

و قالت بكل ثقة : "سترايت فلاش" يبدو أنني كسبتُ الرهان...

الكل نظر لها بدهشة... يعني هذه أول مرة هناك شخص كسب أولاً على طاولة التي يلعب بها جوليان... نظر الموزع إلى اللاعبين و طلب بكشف جميع أوراقهم ليرى هل هي فقط من تحمل التشكيلة الفائزة...

فعندما وصل الأمر إلى جوليان... كشف عن أوراقه التي كانت تحمل تشكلية الفوز أيضا...

الموزع (بتوتر) : إ..إنها... "رويال فلاش".. سيد جوليان أنتَ الفائز...

توسعت عيون راسيل الخضراء عندما رأت أنه حقا يملك تشكيلة "رويال فلاش"...نادرا ما تحدث هذه التشكيلة على لعبة البوكر... وهي التي تقود إلى الفوز الساحق..

بهذا جميع الأقراص البوكر التي هي مبالغ مالية... ستكون من نصيب جوليان...

حقيقةً هذه أول خسارة لراسيل في لعبة البوكر.... لن تنكر أنها شعرت بالإحباط و الغضب... بخصوص هذه الخسارة... شتمت داخلها... و فتحت حقيبة يدها و أخرجت بطاقتها ليستخرج الموزع منها المال المطلوب... و باقي اللاعبين أيضا...

فأشار جوليان لموزع بعَدم أخذ المال منهم فإستقر نظره على العيون الخضراء الغاضبة و قال : سررتُ بلعب معكِ.. راسيل... أرجوا أن نلتقي مرة أخرى و في طاولة مختلفة...

لكنها لم تفهم عدم أخذه للمال و بإستغراب ردت عليه : لكن... المال... أنتَ من كسبت الرهان...
ليضيف : لا أحتاجه... إنه لكم...أردت اللعب فقط...

ينهض من مكانه... يُعدل نفسه و يغلق زر سترته و يرجع أدراجه و الإبتسامة لم تُفراق معالم وجهه...

ليقوم الموزع بتقسيم المبالغ المالية على اللاعبين و منهم راسيل...... مثلما طلب جوليان..

لكن عندما تمت هذه العملية تحويل المال إلى بطاقات اللاعبين... ذهبت بسرعة بإتجاه جوليان الذي كان متجه نحو الخارج... متناسية أنه من المافيا... لتمسك بذراعه برفق من الخلف...

و تقول له : هل لي أن أعرف لماذا ؟!
لينظر نحو يديها البيضاء بطلاء أظافرها الحمراء و يرد مبتسم : لا حاجة لي للمال... هذا فقط...

راسيل (تنزع يدها ) : لكن الرهان يبقى رهان...

فيرد لها مبتسما ينظر في عيونها التي تشبه عيون القطط : لم أرى مسبقا إمرأة تلعب البوكر... لهذا أخذني الفضول إلى اللعب ضدكِ... من البداية لم أكن أنوي الفوز بالرهان...

شعرت راسيل نوع ما بالتحدي في كلامه... و إحساس بالمنافسة إكتسح جسدها و ردت و هي مبتسمة أيضا بعدما أبعدت بعض خصلاتها الحمراء و القصيرة إلى الخلف : إذن ربما نلتقي في لعبة مختلفة يوما ما...و سأحرص على رد الرهان لكَ...
جوليان (بصوته الهافت و المبحوح) : كم أتمنى هذا... راسيل.. و حقا تشرفت بمعرفتكِ...

راسيل : و أنا أيضا... جوليان...

ليتجها كليهما في طرق مختلفة... فهي إتجهت نحو حمام النساء و هو الذي خرج نحو سيارته الرياضية...

كانت تقوم بتعديل أحمر الشفاه أمام المرآة لتقول : مممم... يبدو أنني سأمكثُ أكثر في إيطاليا...و أعتقد أنني أيضا.. سأخالف بعض قواعد الجمعية... و نجرب اللعب مع المافيا قليلا... ( و تطلق ضحكتها الخفيفة و تخرج من الكازينو)....

أم في الطريق السريع... داخل السيارة الرياضية الفخمة و الرمادية... يضع يد واحد على المقود و اليد الأخرى تنزع في ربطة العنق ليرميها على الكرسي بجانبه و يُحدث نفسه و الضحكة لا تفراقهُ : إذن لهذا يُطلق عليها "النيزك"... و أخيرا إبتسم لي الحظ... سنرى ما يحملهُ النيزك من أسرار مخفية....(ليدوس على البنزين و تزداد سرعة السيارة بشكل رهيب)...

لعبة البوكر :

للفوز تحتاج بعض التشكيلات الرابحة و كل نوع لديه ربح خاص و على تصنيف محدد

تشكيلة بطاقات راسيل التي تعتبر ثاني تشكيلة مربحة تدعى "سترايت فلاش" :

تشكيلة بطاقات جوليان التي تعتبر أول تشكيلة مربحة تدعى "رويال فلاش" :

****************

في نفس الوقت

الصقلية - - إيطاليا

فندق باردون

لايزال اللحن الجميل من الموسيقى الكلاسيكية يجوب القاعة مع بعض الهماسات على كل طاولة مخصصة لزوجين من الحضور... كل طاولة عن ماذا يتناولون من أحاديث.... و لاتزال مونيكا تنظر بحدة... على طاولة أريانوس و كيف أنه يتكلم و يبتسم مع... زوجته... حقا لم تتوقع يوما أنه سيتزوج بهذه السرعة... زواجه هذا جعل جميع مخططاتها في العدوة إليه تذهب أدراج الرياح...

لعنت تحت أنفاسها و في سرها : كان من المفروض أن أكون أنا و ليس هي... ما الجميل فيها حتى يجعلها زوجتهُ... (و شربت كأس الشمبانيا دفعة واحدة... و أخذت كأسا ثانية )

و في الوسط القاعة... المسرح المضاء بشكل ساطع بفضل الثريا الضخمة المعلقة فوقهُ يصعد باردون و في يديهِ ميكرفون ليقول : أرجوا إنتباه الجميع من فضلكم... شكرا لكم على تلبية دعوتي المتواضعة... في فندقي الجديد... اليوم في هذه الحفلة الصغيرة... جمعتُ جميع المقربين على قلبي هنا.. لأُشاركَ معكم خبر أسعد قلبي... و هو... أنني سأصبح أب عن قريب و أخيرا...

لتعُم القاعة بأكملها بالتصفيق و تبادل التهاني له و لزوجته الحامل...و هو يقف هناك و يلوح بيديه كنوع من رد الجميل و التهاني

مع إنطلاق للألحان الموسيقية العذبة و الراقية على هذا الخبر السعيد... أجل فهو لطالما إنتظر بأن يصبح أب و ها قد إبتسمت له الدنيا.. و قدمت لهُ أعظم هدية تُقدم للإنسان... فهو الطفل الذي سيكون جزء منه و من حياته.. و دليل على حبه لزوجتهِ التي فعل لها المستحيل من أجل عيش هذه اللحظة معها...

لتتجاوز الساعة منتصف الليل و الحفلة لاتزال في بدايتها فقط... لكن شيء ما عكر صفو هذه الليلة على تولين...

ليتكلم معها إيثان في جهاز البلوتوث الصغير داخل أذنها...

إيثان : تولين... هناك حركة غريبة...عدد من الرجال يتحركون بشكل مريب... هل يمكن أن يكون الزعيم في خطر.. أريد إشارة منكِ...

لترفع يدها و تسحب بعض من خصلات شعرها إلى الخلف... و هذه هي الإشارة..

ليرد إيثان عليها لأنه رأها عبر الكاميرا : حسنا... الطابق السادس في قاعة الإنتظار...سأتكفل بجميع الكميرات لهذا خذي راحتكِ..

لم تكن تمتلكُ غير شيء واحد لفعلهِ...لكي لا تجعل أريانوس يشعر بإختفائها بشكل كبير... فقامت بتمثلية كاذبة عليه...

مسكت بالطاولة و كأنه سيغمى عليها....

لينتبه لها أريانوس و يقول : هل أنتِ بخير تولين...

فتضع يدها بسرعة على فمها و كأنها ستسترجع منه لترد عليه بصوت متألم : أ... أعتقد أنني سأستفرغ... (ليصدر منها صوت الإستفراغ)..

ليضع سطح يدهِ برفق على ظهرها : هل تحتاجين طبيب...
فتلوح بالنفي بيدها... و تقول له بسرعة : سأذهب إلى الحمام فقط... يبدو أنني أكثرت من أكل المملحات...
أريانوس : هل أذهب معكِ...
تولين : لا.. لا داعي... إنه مجرد غثيان... لن أتأخر...
أريانوس : لا خذي راحتكِ... إذا إحتجتي شيء ما.. إتصلي بي فورا...

أومأت برأسها و ذهبت مسرعة نحو رواق الحمام مُمسكة بفمها...

ليُحدث نفسه : حقا لا تبدو بخير.......
ليقاطع حبل أفكاره رجل أعمال شهير... أراد التحدث معه بخصوص بعض الأعمال... ليبدأ في التكلم معه...

و بنسبة لتولين التي تسير بكعبها العالي كالأمواج الهائجة... و كأنها ليست تلك المرأة التي كادت تستفرغ منذ قليل...اللعنة على تمثليتها المتقنة... إستطاعت خداع أريانوس بشحمه و لحمه... و بكل سهولة...

دخلت حمام النساء و ذهبت إلى المرحاض الثلاث... رفعت الغطاء منهُ... لتجد سلاح "بي إم.. P. M" ملفوف بالبلاستيك... وهو مسدس خفيف يعد من أسرع المسدسات الدفاع عن النفس...لتقوم بشحنه بالذخيرة مع كاتم الصوت و تضعه في الحزام الموجود على فخذها من ناحية شق الفستان...

تولين (عبر البلوتوث) : أين هم...
إيثان : إنهم مختبؤون بشكل متفرق من ناحية قاعة الانتظار في الطابق السادس...
تولين : حسنا.. اهتم بالكاميرات و تعطيل المصاعد.. و دعى الباقي لي...

كانت الوجهة نحو الطابق السادس... لكنها استخدمت السلالم لكي لا تجعل بعضا من الموظفون يشاهدونها هناك
و ها قد حطت أقدمها هناك...و أيضا الطابق السادس كان فوقها ليس ببعيد...

اتجهت بشكل عادي نحو قاعة الإنتظار... و بخطوات هادئة غير مسموعة و كأنها لا ترتدي كعب عالي حتى...

فشعرت بتلك الأقدام التي تسير خلفها... و عن الهيئة التي تنتظرها في قاعة الانتظار التي كانت فارغة عن غير العادة...و لحظة وجودها في منتصف القاعة... يخرج ذلك الرجل ببذلته السوداء من وراء العتبة هناك لينظر نحوها..

و قال : ما أجمل أن تكون القطة في المكان المناسب...

علِمت تولين من هذه الكلمات أنها هي الهدف و ليس أريانوس...

لترد بجمود : عفوا... يا سيد.. ماذا تقصد...

الرجل (يتقدم نحوها) : سيدة تولين... آه عفوا أقصد.. زوجة الزعيم أريانوس... علينا تصحيح بعض الأمور هنا.. لهذا سنأخذكِ معنا...بإرادتكِ أو بدونها...

ليظهر ثلاث رجال من خلفها تماما مستعدين لإشارة واحدة للإنقضاء عليها... حسنا هنا تولين لم تتماسك نفسها من الضحك... أخر شيء تتوقعهُ في هذه الحياة... أن يتم إختطافها من قبل أعداء أريانوس... لماذا... لأنها زوجتهُ...

ضحكت بصوت عالي حتى ترد عليه : أنتَ قُمتَ بأسواء خطوة في حياتكَ... خطفي... أنا.. هاه.. إنه ضرب من الخيال...

دخلوا في حيرة من أمرأهم... إنهم رجال و عددهم أربعة و هي إمرأة وحيدة أمامهم بدون حارس شخصي واحد... حقا توقعوا أن يغمى عليها من الخوف.. أو تبكي أو حتى تصرخ... لكن للأسف.. ولا واحد فيهم يعلم أنه أمام عين الشيطان... الرقم 13...فبطبع لن يعلموا... المساكين..

لينقض واحد من خلفها محاولا إمساكها... من ذراعيها لتثبيتها من أجل تخذيرها...فقبلاً أن يرفع يده عليها...تتجه هي إليه... و بحركة خفيفة و سريعة بيديها تقوم بتدوير رأسه 180 درجة... فسقط في لحظة واحدة... جثة ميتة لا تتنفس...

تنظر حولهم و تقول بفحيح كأفعى الكوبرا : من التالي؟

وبدأ القتال لأنها ليست بشخص عادي... فمهمة خطفها مستحلية على هذا المنوال...

لكن بقي رجل واحد يقف هناك في المنتصف يشاهد فيبدو أنه الرئيس هنا..أما الإثنين ذهبان نحو تولين...لكنها محترفة في القتال القريب أيضا... بدافع الغريزة رفعت قدمها و ركلت الاول في فخذه بالكعب العالي... ليجد نفسه أرضا يتألم....لم تنتهي بعد...ليصبح في مستوى منخفض لهذا... و بركلة ثانية جعلته يفقد وعيه... في الحين الآخر... أتى من الخلف لإمساكها... لكن تغير الأمر و أصبح بينهما تبادل للضربات... و بحركة محترفة على مستوى رقبته بجانب تفاحة آدم... جعلت من تنفسه يتوقف... ليجث على ركبته و بركلة منها على الرأس... يسقط أرضا بدون حركة... و بهذا إنتهت من ثلاث رجال في وقت قياسي... فهذه إحدى تقنيات القتال لفنون القتالية اليابانية... بدون استخدام الأسلحة...

لكن عندما وقفت لتتجه نحو الرأس المدبر... بسرعة رمى خنجرا حاد نحوها... فحذرتها غرائزها الطبيعية و تفادته في آخر لحظة... لكن تم خدشها تحت عينيها بالضبط... لتنزل القليل من الدماء على وجهها... لمست بيدها... و وجدت قطرات دماء... و هذا ما جعل نيران الغضب تكتسح جسدها بأكمله... و اللعنة الملعونة إنه وجهها... كيف سمح لنفسه برمي الخنجر على وجهها... إشتعلت عروقها بالأدرينالين... و هي تركض نحوه لقتلهِ متجنبة الخنجر الثاني.. لتركله من الجانب الصدر القفصي ليجد نفسه يتألم بشدة... قبل أن ينهض... تسحبهُ من شعره و ترفعه قليلا... و هي خلفه تماما... رأسه تحت ذراعها... و مسدسها مباشرة في رأسه...

تولين (تكشر على أسنانها) : من أرسلكَ ؟
الرجل (بتوتر) : ل... لا... لا أعلم...

لتمسكَ بفمه بشدة... و تطلق رصاصة على رجله اليمنى... ليطلق صرخته الكاتمة لأنها كانت تضغط على مستوى فمه...
تولين (بغضب) : لن أكرر كلامي.. من أرسلكَ؟...

ليبدأ في التكلم فتُبعد يدها : نحن نَتلقى الأوامر عبر الهاتف و تم أمرنا بأخذكِ... إلى مزرعة من أملاك "بيلي مارسي".. في جنوب الصقلية..

تولين : أين الهاتف؟
الرجل : في جيبي... (و قدمه لها)

رأت محتوى الهاتف و كان يحمل رقم الهاتف و الإيميل... و هذا كافي لمعرفة هوية الشخص....

نهضت و الرجل يصرخ من الألم... فتنظر له ببرود و تطلق ثلاث رصاصات عليه... ليُرسل إلى الجحيم... ذهبت نحو الجثث الأخرى و أطلقت النار عليهم...لموتهم بشكل قطعي و أيضا كنوع لتهدئت غضبها و أعصابها...لكنها إستشعرت بوجود شخص آخر خرج من إحدى الغرف... لتصوب مسدسها نحوه... لكنه لم يكن سوى موظف يرتجف من الخوف...

تولين : إذا أردتَ العيش... إنزل إلى الحفلة.. و أخبر السيد أريانوس سالفاتوري بالصعود إلى هنا.. قُل له أن زوجتكَ...في مشكلة..

الموظف (بخوف) : أ... ح... حاضر... ( و ذهب مسرعا إلى هناك)

تولين (في سرها) : من الأحمق الذي يفكر بخطفي الآن....

أرجعت مسدسها إلى حزام فخذها... و مشت إلى تلك المرآة الموجودة هناك... لترى إن كان الخدش عميق أم لا فقد جعلها تفيض من الغضب... مسحت بيدها تلك الدماء القليلة و فكت مشابك شعرها ليسقط على وجهها بشكل كلي بهدف إخفائهِ... بطبع لا تستطيع أن تجعلهُ يرى وجهها الذي يحمل هذا الخدشَ...

لحظات فقط...و سمعت ذلك الصوت الخشن أتي من خلفها و هي تجلس على كرسي هناك...

أريانوس (بهدوء) : ماذا حدث هنا...
أخرجت زفير من الإحباط و ردت : محاولة.. لخطفي..
رفع حاجبه مستغربا : مُحاولة خطفكِ؟! ... هذا شيء جديد..
بجمود قالت : أجل..

مشى بخطواته الهادئة نحوها و أصبح مقابل لها و هي التي تنظر من الجهة اليسرى لكي لا يرى ما حل بها... لكنه نزل إلى مستوها كونها كانت تجلس على الكرسي... ليمسكَ برفق ناحية فكها ليجعل من وجهها مقابل له...و بهدوء سحب خصلات شعرها الفحمي وراء أذنها و رأى بوضوح ذلك الخدش...
أم هي التي تكاد تموت من الإحراج الممزوج بالخجل... إنه قريب.. قريب جدا عليها... و هذا خطير على قلبها... و أيضا لم ترغب بأن يشاهد وجهها الذي إعتبرتهُ هي أنه مشوه...

لتضرب أنفاسه الساخنة وجنتها و قال بصوته الهافت : المرأة متميزة بجمال وجهها.. لهذا عليكِ الحرص عليه تولين.. فهذا تبذير لثروة الطبيعية...

هربت شهقة من فمها كونهُ بهذا الشكل أمامها و يجذبها بعينه الكريستاليتين نحو دوامته اللانهائية.. لمستهُ و أنفاسه الحارة.. جعلتها ترفرف من داخلها.. شتَتَ لها جميع حيوايتها فبدأت بالشعور لتلك الاشياء التي كانت دائما ما تدفنها و تُخفيها... لكنها اليوم تنفجر رغما عنها كإنفجار المفرقعات في السماء السوداء... لم تعلم إنْ تغزل بها أم قال هذا فقط كونها إمرأة.. لم تعلم أي شيء.. عقلها ذو الذكاء الحاد أصبح في ثانية فارغ لا يحتوي على ذرة ذكاء واحدة...

أبعدت نظرها بسرعة و أخرجت بصعوبة تلك الكلمات تنهدت و قالت : كان خطأ صغير...
ليبتسم بخفة و تنغرس الغمازات : خطأ صغير.. جعلكِ تقتلين أربعة رجال.. و لوحدكِ...
تولين : كان يجب حصول هذا....فأنا تدربتُ من أجل هذا اليوم...

أريانوس (يحدث الموظف) : إسمع... أحضر لي علبة الإسعافات الأولية... و أخبر باردون بهذه الحادثة...
الموظف : ح... حاضر سيدي...

لينظر لها مرة أخرى : حسنا... هل لي بتقرير عن ما حدث هنا...تولين...

تنهدت و أردفت : تم إخباري بوجود شخص يريد مقابلتي في الطابق السادس... فذهبتُ إلى هنا ظنا بي أنه خاص بالعمل.. لكن ظهر هؤلاء مع محاولة خطفي...بسبب.....أنني زوجتكَ...

مسح بأنامله على فمه بخفة و أضاف بنبرة غاضبة : و هل علمتي من أرسالهم...
لترد عليه : تم إستأجارهم فقط... لكن المكان الذي يفترض بهم أخذي إليه... كان مزرعة من أملاك بيلي مارسي.. هذا ما علمتهُ... سيطر عليّ الغضب فقتلتهم بسرعة...

أريانوس (في سره) : تتحدثُ عن القتل كشُربها للمياه...هذا مُحير... ليتكم : تولين... سأرى ما السخافة التي حدثت هنا...الأهم أنهم لم يحصلوا على مُرادِهم... و أنتِ بخير...

ليدخل باردون مع الموظف و مئة سؤال يدور في باله... ليتكلم : أريانوس.. ما الذي حدث هنا...
ليرد بجمود : محاولة خطف... بعض الحمقى تجاوزوا الحدود...
باردون : لا تخبرني أن هناك من حاول خطف السيدة تولين..
أريانوس : أجل...

باردون : أين هم حراسها الشخصيين... علينا إستجوابهم فورا...
ليبتسم له بينما يأخذ علبة الإسعافات الأولية من يد الموظف : لا يوجد حراس شخصيين لها...هي من تكفلت بهم...
باردون (يهمس له) : أنتَ تمزح صحيح...
ليرد له ساخرا : ببساطة هكذا تكون زوجة الزعيم...باردون...
باردون (بإحباط) : أنتَ مجنون... حقا مجنون...

ليعود إلى تولين و أردف : سيقوم رجالي بالتنظيف لا تقلق بخصوص هذا....

ليضع علبة الإسعافات على الطاولة بجانبها... لتقوم بمحاولة فتحها و تقول له : شكرا....

بينما هي تفتحُ في علبة الإسعافات... هو الثاني أحضر كرسي آخر ليجلس أمامها... و بدون سابق إنذار... يسحب كرسيها بيد واحدة... ليجلعها أمامه تماما و مُحاصرة بجسده الضخم...بينهما شبرا واحد...

يتكلم بنبرة هادئة و هو يفتح العلبة عنها : لا تتحركي... سأقوم بوضع بعض المرهم لكي لا يترك آثار في المستقبل...

تصنمت مكانها... فجأة أصبحت جثة هامدة لا تعلم إن كانت تتنفس أم أن الأكسجين نفذ هنا... هل لازالت حية أم لا؟ ... فتولين لا تعلم...الشيء الوحيد الذي إستنشقتهُ في هذه اللحظة كان رائحته التي لن تُخطئ في معرفتها... رائحتهُ التي جعلت جدرانها الفولاذية تذوب و تنصهر أمامه....
دائما ما يُفاجأها بهذه التصرفات و هي كل مرة تهرب و تُنكِر أي شيء بدرَ منه هو بالذات.. لكن حقا هذه المرة مختلفة تماما... و لأول مرة لم تستطع منع خجلها أمامه فهي لا تستطيع أن تخفي هذا الآن أو أن تختفي مع الظلال كعادتها.... لتتصاعد حرارة جسدها لأقصى درجة... مما أدى إلى تلون خديها و أذانها بالأحمر.... دليل على خجلها و إنفعال جسدها على حركات أريانوس هذه الغير مفهومة.... فهذه المرة سيشاهد هذا الجانب منها رغما عنها.... فلا مهرب و هو يُحاصرها بهذه الطريقة...

بطبع أي رجل في هذا العالم سيستمتع بمنظر المرأة التي هي أمامهُ... و عن خجلها الذي يتأكل في كل خلية منها... لا إراديا يبتسم بشكل ساحر لأنها بهذه الوضعية جعلته يشعر بكيانه الرجولي... لتهرب منه ضحكة خفيفة فبصوته المبحوح و بينما هو يقوم بوضع المرهم على ذلك الخدش...قال لها : يجب الإستحفاظ على الثروات الطبيعية تولين... لا نريد إستهلاكها بسرعة... و تعريضها للخطر

لتبلع ريقها بسرعة و تردف : أنا لا أفهمكَ...
أريانوس : عليكِ الإنتباه لنفسكِ أكثر... و عدم تعريض وجهكِ لحادثة مثل هذه...
تولين : كانت خارجة عن إرادتي...
أريانوس : أجل... لا أريد حصول هذا مرة أخرى... و بالأخص على وجهكِ....

تولين (في سرها) : ما اللعنة الآن التي تحدثُ... لماذا يهتم؟! ... لا يجدر به فعل هذا... لا يمكنكَ أن تهتم بي.. بالأخص أنتَ...أريانوس...
لترد : سأكون حريصة في المرة القادمة... لا داعي لقلق على شيء تافه...

أريانوس : ليس تافه... و أنا أعني هذا...

ليقوم بفتح ضمادة قطنية ذو سطح بلون البيج... ليضعها عليها برفق على سطح الخدش... و بعدما وضعها ليتأكد أنها قد إلتصقت... مسح بإبهامه على طول الضمادة التي كانت تحت عينها بالضبط... لينزل بأنامله الخشنة يتلمس نحو وجنتها ثم فكِها و همس لها : لا أحبُ الندبات.. بالأخص على الوجه.. تولين....

فقط.. أومأت برأسها لأنها إذا تكلمت فنبرة صوتها ستكشفها و تكشف حقيقة عشقها له....كل ما تحاول فعله في هذه الأثناء هو إستقرار تيار نبضات قلبها...

ليتكلم مرة أخرى : إصعدي للغرفة و سألحق بكِ...سأجعل بعض من الرجال يحققون في هذه الحادثة...
تولين : حسنا...

و بهذا ذهبت نحو الغرفة و قبل أن تدخل إلى المصعد لمت شُتاة نفسها و تتكلم عبر البلوتوث : إيثان إهتم بأمر الكميرات.. لكن لا تحذف القتال في هذا الطابق... لكي لا نجعل الحادثة مشكوكة في أمرها...
إيثان : حسنا لكِ هذا تولين....

لم تُخبره عن أمر الهاتف بعد... فهو علم بشيء ما لهذا أراد التحدث معها على إنفراد... لكن هي ليست مثل بقية الناس... فهي شخص يصفي حساباته بنفسهِ... لن تَتكل على أريانوس...أخرجت اللوح الإلكتروني و أرسلت إلى الهاكرز التابعين لها... رقم الهاتف و الايميل... و أخبرتهم بجلب جميع المعلومات حوله... لكن كان لديها ضيق في الوقت لهذا أجبرتهم على تنفيذ أوامرها في غضون نصف ساعة..
غيرت ملابسها لترتدي شيء بسيط... جينز أسود طويل ملاصق لها... مع قميص صيفي عادي و بسيط بلون الأزرق الداكن... فهذه الملابس لها عملها خاص... جهزت كل شيء في حقيبة صغيرة و وضعتها تحت السرير..

أخرجت منوم من نوع الخفيف... و تركته في جيبها... أجل فهذه الليلة لن تنتهي هكذا و على خير...و خطتها التي تدور في ذهنها قررت تنفيذها مهما كان...

جلست على الأريكة هناك... و بدأت في إكمال تمثليتها على أريانوس.... و مثلما قال... أتى و دخل بهدوء و جلس على كرسي الأريكة بجانبها تماما...

دقيقة صمت بينهما حتى قال : من أين تعلمتي فنون دفاع عن النفس..
تولين : في الصين عندما كنتُ في الخامسة عشر من عمري....(فهذه كذبة أخرى فلن تستطيع أن تخبره أنها تدربت على يد الياكوزا)
أريانوس : هل لي أن أعرف السبب؟
تنهدت و أردفت : أبي... جعلنا كلنا نتدرب في أمكان مختلفة لكي لا يتم اختطافنا و تهديده بنا...

أريانوس (في سره) : العاهر...... ليرد قائلا : حسنا فهمت.. كان قتالكِ فريد من نوعه... لهذا سألت عن هذا الأمر...
تولين : إذن.. رأيت الكميرات؟
أريانوس : بالطبع...

لتنهض تولين من مكانها و تذهب إلى تلك المنضدة الكبيرة التي تحمل أنواع من النبيذ... لتسكب في كأسها و تقول له مبتسمة : أتشرب معي قليلا...
ليرد لها : كأس واحد...
تولين : حسنا....

لكنها قبل أن تسكب النبيذ في كأسه وضعت مسحوق المنوم بكل خفة منها.... لأنها كانت من الخلف فلم يلاحظ... بل في الأصل لن يفكر في أنها ستقوم بهذا الفعل....

قدمت له الكأس... جلست بجانبه و قالت : اليوم... كان حقا غريب... لم أتوقع حدوث هذا مطلقا.. (و تحتسي القليل من النبيذ)
أريانوس (يأخذ رشفة من النبيذ) : حتى أنا... فخطفكِ بالتحديد هنا لن أتوقعه... لكنها كانت رسالة واضحة و موجهة لي...
تولين : هل تشكُ في أحد ما...
أريانوس : الدليل معكِ... لهذا أنا أنتظر هنا...
لتضحك بخفة و قالت : أتقصد الهاتف..
ليأخذ رشفة من النبيذ و يردف : بطبع...
وضعت الهاتف على الطاولة و أضافت قائلة : أي أسماء تشكُ بها...
ليأخذ الهاتف : ليس بعد... و أنتِ؟
تولين : مثلكَ....لكن عندما أجد شيء سأخبركَ به...
أريانوس (يُكمل كأسه) : أجل هذا أكيد... سأستحم و أنتِ إرتاحي...

ليتجه نحو الحمام و هو ينزع في سترته و يفك ربطة عنقه... ليأخذ حماما سريعا....
لتخرج منها تنهيدة محبطة و تحدث نفسها : أنا أسفة...حقا أسفة أريانوس...

فشربت كأسها دفعة واحدة... و رمت بنفسها على السرير.. و كأنها تأخذ في راحة بعد هذه الحفلة المتعبة و المليئة بالأحداث الغير متوقعة.... قرابة خمس و عشرون دقيقة خرج أريانوس يجفف شعره بالمنشفة عاري الصدر تماما... و لمحها نائمة بل تغط في نوم عميق... أطفئ مصابيح المنضدات... و مثل الليلة السابقة... تسطح في الجانب الأيمن من السرير... و أغمض عيناه... كونه كان يشعر بالتعب الشديد... فهو لا يعلم ماذا شرب منذ لحظات... فتحت تولين عينيها القرمزيتين بلونها البني... لم تكن نائمة مطلقا... تنظر مباشرة نحو ساعة المكتب هناك... تحسب في الثواني و الدقائق لكي يأخذ المنوم مفعولهُ... و بالتحديد عندما وصلت عقارب الساعة على الثالثة تماما... أدارت نفسها ببطئ إلى أريانوس و إقتربت منهُ... لوحت بيدها إلى وجهه... لا إشارة... وضعت أناملها بخفة شديدة على مستوى ذراعه لترى إذا كان سينهض أم لا.... لتتأكد... لكنه حقا غطى في نوم عميق... فتنفسه يوحي إلى هذا.... نظرت إليه كيف هو نائم بهذا الهدوء...فلم يسبق لها أن وصلت إلى هذا القرب منه...

لكن تذكرت أنها لا تملك الكثير من الوقت...أخرجت تلك الحقيبة و ارتدتها...رأت رسائل التي وصلتها و علمت بمكان المزرعة بالتحديد.... جهزت نفسها جيدا و حاولت الإتصال بإيثان لكنه لم يُجيبها...

تولين (في سرها) : هل نام الأحمق...

لكن بعد الإتصال الخامس رد عليه بصوته الناعس... أجل كان نائم.. لتقول : سأخرج من الفندق...قم بعملكَ المعتاد...
إيثان : لكن... إلى أين..
تولين : فقط قم بتعطيل الكميرات اللعينة...
إيثان : حسنا... لا تغضبي...
تولين : سأخذ سيارتكَ
إيثان : إنها في نفس المكان...
تولين : جيد...

هذه المرة... خرجت من الشرفة... و نزلت ببراعة عبر النوافذ و الشرفات الأخرى الخاصة ببقية الغرف... فلم تُريد أن تُقابل رجال أريانوس أو حتى باردون...
أخذت حذرها و كانت الوجهة نحو مزرعة من أملاك بيلي مارسي في جنوب الصقلية.... لم تأخذ وقتا كبير و قد وصلت نحو الوجهة المطلوبة... رأت أن المزرعة تحت حراسة مشددة... إرتدت قناعها لتخفي نصف وجهها و شعرها الذي كان على شكل ضفيرة لتتحرك بسهولة... و مسداستها مع كاتم الصوت جاهزة... تسللت بكل سهولة إلى الداخل... و تجنبت الكميرات... حتى وجدت نفسها داخل منزل في عمق المزرعة.... واجهت بعض الرجال... لكن برصاصة في الجبين إنتهى أمرهم... سمعت بعض الأصوات من ناحية إحدى الغرف... و دخلت إلى هناك بسرعة... لتجد شخصين على المكتب يبدوين ذو أهمية و ثلاث حراس في الداخل.... لكنها تحمل مسدسين و كاتم صوت فإنتهت منهم بسرعة... لتصوب نحو الرجلين ذو البذلات الارستقراطية...

تولين : من الرئيس هنا...
الرجل الأول : م.. من أنتِ؟
لتطلق النار على رجلهِ و يُطلق صرخته : أنا من أطرح الأسلئة هنا... من الرئيس؟...
ليتكلم الرجل الذي أصابته بصوت متألم : اللعنة... إنه أنا

تولين : حقا... جميل.. إذن السؤال الثاني... من منكم أمر بإختطاف زوجة الزعيم أريانوس؟...

لتتوسع بؤبؤة أعين الرجلين من الدهشة... ليتكلم الثاني : و كيف علمتِ.. نحن لم.....
قاطعت كلامه بإطلاق النار بجانب رأسه تماما لتكشر على أسنانها : الإجابة.... حالا...

فينطق الرجل المصاب : لا نعلم...فنحن نتلقى الأوامر من الهاتف... بصوت شخص معدل أليًا...نعمل معه بصفة خفية.. يرسل لنا المال كاش... عندما ننفذ له أوامره...و آخر أمر منه... كان جلبُ زوجة أريانوس إلى المستودع في نابولي...

تولين (بجمود) : أين الهاتف...

فوضعه الرجل على الطاولة أمامها...لتخبره بفتحه و الإتصال به أمامها لتضيف : أخبره بأنكَ ستقوم بخطفها غدا... و خطأ واحد سأفجر لكَ رأسكَ حالاً...

نفذ كلامها بالحرف الواحد... ليتصل و يظهر من الهاتف صوتا مُعدل أليًا يقول : هل تم تنفيذ المهمة؟
فيرد الرجل : ل... ليس بعد... حدثت مشكلة... لكن في الغد أُأكد لكَ بتنفيذها...

الجانب الآخر من الهاتف : منحتكَ.. الكثير من الوقت... حسنا.. خلال 24 ساعة القادمة إذا لم أجد المرأة في المستودع رقم 303 بنابولي... إعتبر أن إتفقنا مفروض... (و قطع الإتصال)...
تولين : من أنتَ؟ و لما تنفذ كلام هذا الشخص...
ليرد عليها : هذا عملي... أقوم بخطف الأشخاص مقابل المال...
تولين : حسنا... ممتاز...

قبل أن يضيف كلمة أخرى... تُفجر رأس كل من الرجلين... و تُعيد شحن الرصاص... تأخذ الهاتف معها... و تخرج لتنهي حياة جميع المتواجد في هذه المزرعة اللعينة... لعدم ترك أي دليل.... أخذ منها ثلاثون دقيقة...لتنهي مهمتها هذه... هناك شيء ما مريب حول هذا...فهذه الحادثة تحمل الكثير من الأمور الغير واضحة... يعني هذه أول مرة يكون الهدف فرد من أفراد عائلة أريانوس...

لكن السؤال المطروح الذي بدأ يدور في رأس تولين هو.. لما وقع الإختيار على الزوجة و ليس أحد آخر...

فعادت أدراجها و تسابقت مع الرياح... كون شروق الشمس لم يبقى له الكثير.... و تحتاج بعض من الراحة... و أيضا مفعول المنوم ليس فعال بشكل كبير على صلابة جسد أريانوس فقد يستفيق و لن يجدها و تكون هناك مشكلة أخرى تماما...

أخير وضعت أقدمها داخل الغرفة و وجدته مثلما تركته نائم.... بنفس الهيئة...

جعلت من إيثان يأخذ قسط من الراحة هو كذلك... أرسلت جميع معلومات الهاتف الثاني... إلى أتباعها... و مثل العادة طلبت منهم إيجاد ما ترغب به...مع دفع المال الأولي لهم...أخفت جميع أشيائها و جعلتها تبدو بشكل عادي... قامت بفك ضفيرة شعرها... و مسدت على كتفها المتشنج من الضغط... غسلت وجهها بالمياه... و أخذت حبة لصداع رأس... بهذا فقط تسطحت بكل هدوء على الجانب الأيسر من السرير... و تنفست بشكل طبيعي أخيرا...

لكن أفكارها و صوت قلبها الذي يقرع في الطبول لم يجعلها تنام...أو تغمض عيناه حتى... أجل رغبت بشيء واحد... شيء واحد طلبهُ قلبها منها لأول مرة.... فكان طلب قلبها أن تكون بقربه هذه المرة... فعلى كل حال لتستغل نومه الثقيل هذا بفعل المنوم...

تقدمت أكثر نحوه... و هي تنظر في كل تفصيل منه لتحفره على صخرة ذاكرتها... فهي على كل حال أقدامها عالقة على أرضه و لا تستطيع التزحزح منها....

و أخيرا إستطعت شعيرات أناملها أن تشعر بجلده القاسي... و هي تُمرر بلطف عبر عيناه المغمضتين...رموشه.. أنفهِ... وجنتهُ... لكنها لم تتجرأ أن تصل إلى شفتيها... فهذه هي حدودها..

لكنها لمست صدره العاري... أين تتواجد تلك الوشوم التي تريد بشدة معرفة قصصها... مررت أناملها الرقيقة على كل وشم رغبت بمعرفته.... دقات قلبها و نبض عروقها سمعتها بوضوع لدرجة أنها ظنت أنها في أي ثانية ستتوقف أعضائها عن العمل... لم تفارق الضحكة معالم وجهها... هذا أكبر عربون سعادة تم غرسه داخل جسمها... لم تندم على سماع قلبها هذه المرة...على الإطلاق...

فترى بوضوح تسلل بعض خيوط الذهبية من خلال النافذة.... فلم يبقى لبزوغ الشمس الا لحظات و قد حان لتُخبئ مجددا هذه المشاعر و الأحاسيس... فحتى الوقت كان شحيحا بنسبة لها... و يقطع عنها هذه اللحظة...

أدارت نفسها مجددا نحو جهة الأخرى من السرير و حاولت أن تغمض عينيها و أن تثبط دقات قلبها... أخرجت زفيرا طويلا و ابتسمت و هي تُحدث نفسها : أنتَ لم تسحبيني لعواصفكَ فقط... بل سحبتني حتى لهدوئك.. أريانوس...

بهذا تستطيع أن ترتاح الآن...و تستسلم لنوم بكل راحة...

تولين تشعر بكل مشاعر الكون بجانبهِ... بينما أريانوس لا يعلم أين تتواجد في هذا الكوكب رغم أنها أقرب الأشخاص إليهِ...ففي نظرها هي أنها أحببت حُبًا فكان حُبها هباءًا منثورًا... فكيف له أن يكون متبادل و هما روحان منفصلتان....

يتبع.....

أغنية الفصل :

أنصحكم بسماعها لأنها حقا اغنية رائعة و كلماتها ذو معنى عميق و كأنها مخصصة لتولين 💕

🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️

مساء النور رفاق ❤️💜

كم هو متفق اليوم هو فصل 14
صراحة أخذ وقتي أكثر لأنني غيرت الأحداث لهذا

💫 حقا أرجوا أن ينال إعجابكم
قرأة ممتعة 💫

أرجوا دعمي بالتصويت ⭐

و رأيكم في التعليق 💕 سأرد على الجميع بإذن الله
حتى بخصوص الفصل السابق 😙

شكرا لكم جميعا على التحفيز
و الكلام اللطيف 🤍

........

كيف كان الفصل 14... ؟

تولين.... ؟

التمثلية... ؟

تخطيطها.... 😌 ؟

و بطبع كذباتها الغير متانهية... ؟

عملية القتل.... ؟

و بطبع ما قامت به بخصوص المنوم😅.... ؟

و أريانوس... ؟

إحم التصرفات التي لا نعلم من أين ظهرت 🤭؟

كلامه لها... 😏؟ فهو يقصد الكثير 😌... ؟

اذن ما رأيكم :
بالشخصية الجديدة "راسيل" أو النيزك...؟

عن عملها الذي يحمل العديد من الخبايا...؟

لعبة البوكر بينهما....؟ اعتقد أنني شرحت كيفية لعب الأوراق و الرهان على طاولة البوكر 😁...

جوليان ابن عم أريانوس... ؟ 😗

دخوله الجديد في الأحداث.... ؟

و عن الحدث الصغير بين ريكاردو و جينوفاني.. ؟
لازال هناك الكثير من هذين المشاغبين 😂.. هذه البداية فقط...

و عن توقعتكم القادمة 🤭... ؟

🔴 و كعادتي 😅😅 وقت النشر غير محدد... يعني كلما انتهي من فصل انشره.. فأنا لا انشر فصل غير مكتمل او ناقص.... لهذا لا أستطيع وضع وقت محدد... و أيضا... انا لازالت ادرس و لم أخذ عطلة فدوام الجامعة لم ينتهي... و أيضا انا اكتب على مذكرة تخرجي... لهذا ادعوا لي 🥺😭 صدقوني هناك ضغط كبير لهذا تحلو بالصبر معي من فضلكم 🥺🌺

❤️Love u all❤️

🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️🕸️

Continue Reading

You'll Also Like

ROBOT By Ü

Fanfiction

28.8K 2.6K 18
. لو أن الروبوتات نَطقتْ لصاحت -أطفِئوني- . ابتدت 10\3\2018 انتهت 21\8\2021 الساعة 10:10
30.9K 3.1K 24
ولتهرب من جريمه يصير ان تهوي صوب الأعلى .. لتهرب من الأسفل و يكون الوقت قد فات جدا لتكتشف انك لا تريد قتل احدهم .. انت فحسب تريد التخلص من شرهم وحم...
21.3K 1K 7
مرحبا ،هل بإمكانك أن تكون صديقي الخيالي؟
1.9M 8.5K 1
إليزا غارفاني كانت كل سنة تفوز بلقبين..الإيطالية المفضلة في مواقع التواصل الإجتماعي و كأس سباقات الأحصنة.. لهذا إهتمامها في الحياة كان لا يتعدى الأمر...