رَسائِل غونزاليس|TK

Od zxitll

20.2K 1.2K 1.1K

و إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَ... Více

الرّسـالـةُ اللّا أخيـرة: لِقـاءٌ مـا بعد الوَداع.
١. بِلا أيِّ رِسـالـة.
٢. تُزهِـر رسـائلِـي بك فقط.
٣. عِند انحناءِ الشَّفقِ القُطبي.
٤. في اللّا شـيء و أنت كُل شيء.
٥. تَبُجُّ بَحتُك الحَسناءُ كُلَّ ما بي.
٦. و إنَّني لتوَّاقٌ رُغم أننَّي لم أنَل.
٧. و ثُمَّ أنّني لم أكُن، فهل تكُن؟
٨. كالمُتَنَعِمِ بِأهازيجك في المساء.
٩. و كثيراً ما أفَقتُ و أنت مُحاذٍ لي.
١٠. اللَّيلةُ التي نسيتُ بها ظلّك مُجدداً.
١١. و المُزْنُ التي كادت أن تَسلِبَني مِنك.
١٢.جَعَلَتني أستفيقُ بُرهةً كشُعلةٍ وضّاءة.
١٣. أمـدًا بعيـدًا حتى غِبت عن ناظِري.
١٤. و ترجِعُ إليَّ بعد أن داهَمَتك المَنايا.
١٥. حتى ادْلَهم الفَجرُ مع مَطلَعِك.
١٦. إلى أن استَعدتُ روحك و أنا أُدفَنُ.
١٧. حَيًّا حتى باتَ طَيفي يزورك وَلِعًا.
١٨. مُحلِّقًا و إن بقيتُ أُلملمُ أوراق رسائلي.
١٩. و أُبقيك حائرًا بعد أن زُرتَ قَبري.
٢١.و التَحفتُ بجفنيك وسط زُرقةِ المحيط.
٢٢. البردُ قارسٌ رُغم أنّه الرَّبيع.
٢٣. و إرتعاشةٌ في دفئك و ما بين ذراعيك.
٢٤. تمزقت الأجنِحةُ فما بالُ السَّماء؟
٢٥. لا وَجع بعد كُلِّ ذلك الوجَع.
٢٦. أتيتُ و معي وَهج الخريف.
٢٧. هل لمحتُ ابتسامةَ المُحيط؟
٢٨. و بهجةُ فؤادك بعدَ كُلِّ هذا الحنين.

٢٠. حتّى اكتسى الثَّلجُ حرائِق الجَشعِ.

316 31 20
Od zxitll

_قبل أربعة عشر عامًا_

ظهرت على جونغكوك علاماتُ الألمِ في وجهه و لم يكُن كُل هذا إلّا بسببي أنا بالتأكيد

كلّ هذا بسببي.. أنا من أوقعتهُم بكُلّ هذا..

أخبرني يا جونغكوك ماذا حصَل لكُما أرجوك تحدّث..
قُلت و أنا أهزُّ كتفه فلا توجد ياقةٌ لكي أشدّها نظرًا لجسده الشبه عاري

"لقد اشترط القائدُ على غارسيا أن يأتي بالحديدِ و يضعه بالنّار لكي يقوموا بسلخِ جلده و من ثُمّ طرده من السُّلطات و قبل كُل هذا أمره بأن يقوم هُو بحرقِ أحد أعضاء جسمي كذلك، و من ثُمّ يقومون بإطلاقِ سراحي و هذا ما قد حصَل..."
ردّ جونغكوك بأسفٍ شديد

سُحقًا! سُحقًا لا أستطيعُ الإحتمال أكثر من هذا!
صرختُ بأعلى صوتي مُندفعًا باتجاه المدخل قاصدًا ذلك القائد المُتعجرف و لكن كما هُو مُتوقعٌ من جونغكوك، فقد منعني من التقدّم باحتضاني من الخلف بقوة لأسمعه يهمس و وجهه قريبٌ جدًا من عُنقي مما جعلني أقشعرُ من أنفاسه

" اهدأ، و لا تلُم نفسك.."
انتشح الهدوءُ مُتسللًا أعماق روحي و تنهدتُ بألمٍ لأقول و أنا أُبعد جسدي ببطئ عنه:

جونغكوك يجب أن تتلقيا العِلاج فورًا أنت و غارسيا

تايهيونغ!
صرخ والدي من بعيد و يبدو أنّه تبعني بالعربةِ إلى هُنا

هل كُل شيء على ما يُرام؟ ماتيو أنت خرجت ماذا حصل بالضّبط؟!
أخذ والدي يتفقد جونغكوك تارةً و يتفقدني تارةً ثم توجه إلى غارسيا

ليس هذا الوقتَ المناسب يا والدي، لنصعد للعربةِ فورًا لنتوجه للمشفى
قلتُ مُقاطعًا والدي

أنت مُحق هيا اصعدوا و أنا سأحمِلُ غارسيا، ساعدني من فضلك
قال و هُو يطلبُ المساعدة من سائق العربة لأتشبث أنا بذراعِ جونغكوك لنصعد معًا فأنا أعلم أنّه يتوجع بشدّةٍ و لكن لا يُظهرُ ذلك

صعد الجميع، و تحركت العربةُ و سردنا لوالدي كُل الذي حَصل و كما هُو مُتوقعٌ غضب جدًا و لا ألومه فهذا أمرٌ طبيعيٌّ جدًا، حتى أنا الهادئُ الآن لازالت تضطرِمُ نيرانٌ بصدري كُلما تذكرت، عليه اللّعنة ذلك القائد و الذي لا يستحقُ حتى هذه الرُّتبة أو هذا اللّقب

كم تبعُد مسافة المشفى عن هُنا يا أبي؟
سألت وسط هذا الصّمت الذي حلّ فجأة

حواليّ عشرون دقيقةٍ تقريبًا للأسف، و كما ترى فإنّ السائق يُحاول أن يَجعل الخيل تُسرع قدر ما يستطيع

"سيّدي"
نبس جونغكوك

أجل ماتيو؟

سأقصُّ عليك بعض الذي حصل حينما كُنّا أطفالًا، و عندما جلبنا غارسيا لهذه البلدة

لا بأس إن كُنت لا تستطيع أن تتحدث

كلّا لا بأس

إذن آذاني كُلها صاغية
قال والدي بعد أن ابتسم لجونغكوك بينما أنا فقد انتابني فضولٌ قويٌّ؛ لأنّني و للأسفِ لا أستطيع تذكر كل التفاصيل لأقول بنبرةٍ بها شيء من الحماس قليلًا:

أودّ أن أعرف كُلّ التفاصيل..

لك ذلك
قهقه قبل أن يقولها ليبدأ و يُكمل القول بعدها

"حينما وصلنا لتلك البلدةِ لأولِ مرةٍ _حسب ما أذكُر_ توجّه بنا غارسيا إلى مخبزٍ ما و لكن سمعنا أصوات إطلاقِ النّار على مسافةٍ لا تبعُد عنّا فسارع بنا غارسيا إلى مكتبةِ ذلك الطيّب و كُنّا خائفين بالطّبع و لكن كُنّا مُدركين بأنّ غارسيا كان بحاجةٍ للذهابِ و تفقد الوضع نظرًا لأنّه كان جُزءًا من السلطاتِ بالطّبع"

"استقبلنا ذلك العمّ استقبالًا لطيفًا بينما تايهيونغ لازال خائفًا فأحضر لنا بعضًا من الخُبز و قدّم لنا كأسين من الحليب السّاخن آه لا أنسى طعمه و رائحته فبدأتُ أنا الأكل بعد أن شكرت العمّ بينما تايهيونغ جلس بدونِ حراكٍ و قد بدت على وجهه علاماتُ القلق"

" أخذتُ رشفةً من الحليب و نظرًا لسخونته نتجت مني ردةُ فعلٍ مُضحكة فحولتُ نظري إلى تايهيونغ فبادلني النّظر ليضحك هُو الآخر"

ضحك والدي و ضحكتُ بسعادةٍ هذه المرة ، ضحكتُ و تركت كل الأوجاع خلفي لوهلة، شعرتُ بسعادةٍ لم أشعُر بمثلها منذ زمنٍ طويل لأنّني تخيلتُ الموقف و لأنني علمتُ بذكرى لطيفةٍ كنت قد نسيتها و ها أنا أرى ابتسامةً قد شقّت ثغر جونغكوك و هُو ينظرُ إليّ

تصنّمتُ و شعرتُ بدقاتِ قلبي تتسارعُ بدونِ أيّ سابق إنذار، لا أُصدّق أنّني أخيرًا رأيته يبتسمُ بهذه الطّريقة و هُو يوجه نظره مُباشرةً نحو مُقلتَيّ بينما هُو جالسٌ قبالتي، لابُد من أنّك قد استوليت على هذا القلبِ يا ماتيو..

"يالَ بهجتي، لقد جعلت من هذا الحُسنِ أن يضحك أخيرًا"

انظر له لقد احمر خجلًا
قال والدي ضاحكًا

"إنّه وسيمٌ حقًا"

اصمت جونغكوك، و أنت يا والدي لا تضحك علي

تعالت ضحكاتُ والدي أكثر فأكثر، و أنا بقيتُ أتأمل وجه جونغكوك بخجلٍ طفيف، شعرتُ بتلك اللّحظةِ و كأنّني واقفٌ على مرفأ تنثرُ الريحُ بقطرات أمواجِ البحر مع ودقٍ ليس بغزيرٍ على كامل جسدي فتمنح روحي شعورًا جميلًا حدّ الإكتفاء

استيقظ غارسيا مُتوجعًا فتفحصه والدي و قبل أن ينطق توقفت العربة فأعلمنا السائقُ أننا قد وصلنا

دخلنا للمشفى على عجلٍ و نظرًا لأنّ إصابات غارسيا كانت أكثر بليغةً أولوا اهتمامًا أكبر له، و لا أقول أنهم لم يهتموا لأمر جونغكوك و بل حضرت مُمرضتين لتقوما بمعالجته..

_بعد أربعة عشر عامًا_

فالترقُد بسلامٍ أيّها المُخلِص

المسكين غارسيا لا أُصدّق بأنّه قد رحل..

قلتُ توقفوا عن إطلاق النّار!
صرختُ مُجددًا و قد بات أمري مُثيرًا للسخرية و أنا أصرخُ هكذا و هم لازالوا مُستمرين بإطلاق النار و المدافع

أخذتُ السِّلاح و وقفتُ بساقَيّ اللتّانِ ترتجفانِ خوفًا على جونغكوك، وجهتُ هدفي نحو ذلك الوغد الذي أطلق عليه و من حُسن حظي أنّه مُنشغل قليلًا فصوبتُ نحوه رصاصتينِ بمكانينِ مُختلفين و ها أنا ألمحه يسقط أرضًا رُغم أنّ الرؤية كانت صعبةً وسط كُلّ ذلك الغبار

و لكن هذا الغبار قد أصبح حَليفي لكي أُحاول أن أبتعد عن الأنظار، واجهتُ صعوبةً في سحبِ جونغكوك بسبب إصابتي و لكن على الأقل سلكتُ تلك السكةِ الصغيرة التي تقعُ بين بنايتين و ها هُم أسمعهُم يصرخون بـ:

لقد مات القائد، من قام بإطلاق النار عليه؟!! انسحبوا!

و من جهةٍ أُخرى يصرخون بـ:

النّصرُ حليفنا!

و هؤلاء الذين انتصروا هم من كان معهُم ماتيو

يجب أن أتفحص نبض جونغكوك!

تفحصتُ نبضه و شعرتُ بأنّ الحياة قد عادت إليّ

آه إنّه حيّ.. و لكنه فاقد الوعي و وضعُه خطيرٌ لأنّ النزيف لم يتوقف إنّني بحاجةٍ إلى أن أصل للشارع لأستقل إحدى العربات

سيد غونزَاليِس!

خفتُ كثيرًا أن يكون أحد هؤلاء الذين يستهدفوننا و لكن من حُسن الحظ أنّه ذلك الشاب الذي يعمل بنُزل غارسيا و هو ابن صاحب المكتبة و نفسه الذي أنقذه ماتيو ذاتَ مرّة

جيّدٌ أنك هُنا أرجوك ساعدني على إيجاد عربةٍ ما!
قلتُ بخوفٍ و قلق و أنا أضعُ يدي على مكانِ نزيف جونغكوك

العربة جاهزة! و لكن أين سيدي غارسيا؟

أجبته بصمتٍ و علاماتُ الأسى اكتست وجهي ليُصعق هو الآخر و يكتفي بالتوجه نحوي بخطواتٍ مُثقلةٍ ليُساعدني بحمل جونغكوك

انتهى الظّلامُ على الطّريقِ الطّويلُ و أرسل الفجرُ نوره لِيقوم بمُواستنا، هذا ما تمنيتُ أن يحدُث الآن و لكن الشمسُ أوشكت أن تغرُب

و بدأ الضّباب يعمّ الأرجاء، حتى الخيل قد توقفت و يال قُبحِ هذا الحظ فنزلتُ سريعًا أتفقد الأرجاء و كان هُناك بناءٌ يبدو أنه يسكنه أحد، تقدمتُ و طرقتُ ذلك الباب، طرقته و لكن ما من مُجيب

و التفتتُ قاصدًا أن أعود أدراجي و لكن سمعتُ الباب قد فُتِح و قد خرج من الدّاخل رجلٌ يبدو أن عمره قُرابة الخمسين _رُبما_

من أنت؟
سألَ هُو

اعذرني سيّدي على الإزعاج و لكن لديّ رجلٌ مُصابٌ و لا أستطيعُ الوصول لمكانِ إقامتي بسبب الضّباب فهلّا سمحت لنا بالدخولِ رجاءً إلى أن يتلاشى هذا الضّباب؟ أرجوك لديه إصابةٌ بليغة!

لقد أتيت للمكانِ المُناسب، ادخلوا
قال هو مما جعلني أشعر بالحيرةِ قليلًا و لكن لا وقت لهذا، حملنا جونغكوك للداخلِ سريعًا و أخبرنا أن نضعه بسريرٍ رُغم الدّماء التي ستُلطخُ المكان

بالمناسبة أنا طبيب
قال بينما يحمل بيده إسعافاتٍ و غيرها، حتى هذا السرير يبدو و كأنه سريرُ مشفى و شكله كذلك يوحي بأنه طبيبٌ فعلًا و لكن أرجو أن لا يقوم بخداعنا فقط

إصابته خَطِرة و يبدو بأنّه قد تلقى رصاصةً قريبةً من صدره و لكن جيّدٌ أنّها لم تُصب قلبه، يُفضّل أن يُنقل للمشفى و لكن بما أنّ الوضع لا يسمح بالخارج سأحاول أن أُخرج الرّصاصة و أوقف النّزيف على الأقَل
قال بينما هُو يتفحصه

أجل أرجوك افعَل! و سأكونُ مدينًا لك حقًا.

و لكن أُريد مُساعدة أحدكما

سأفعل أنا
قال ابن صاحب المكتبةِ لأندهش

لقد تعلمتُ بعض الأمور التي تخصّ الطّب من سيدي غارسيا، و قرأتُ بعض الكُتب أيضًا..
قال بينما علاماتُ الحزن بانت على ملامحه بعد أن قامَ بذكر غارسيا

إذن أرجوك افعل، أعتمد عليكما
قلت بقلق

أنا مدينٌ للسيّد ماتيو أيضًا، سأبذل قصارى جُهدي لأساعد بإنقاذه مثل ما فعل هُو لي

قال بعد أن وقف بجانب الطّبيب و ذهبتُ لأجلس بكرسيّ خشبيٍّ يقعُ خارج تلك الغُرفة لكي لا أُشوش عليهما، إنّني أموتُ قلقًا لأنّني وضعته بين يدي شخص لا أعلمُ إن كان صادقًا و بين يديّ شابٍ غير مُتمرس و لكن أرجو أن يبقى سالمًا و أن يتعافى بأقربِ وقت

مرّت أربعونَ دقيقةٍ تقريبًا و قد مللتُ أنظرُ لتلك الساعةِ كُلّ لحظةٍ و لم أستطِع أن أتحمل فتوجهتُ بسرعةٍ لداخل الغُرفة لأجِد الطّبيب يُطّهر يديه بينما ذلك الشاب يبتسم لي و علاماتُ الإرهاقِ قد استولت على وجهه

هو.. هُو بخير؟
قلتُ و جسدي كامله يرتجف

لا تقلق سيّد غونزَاليِس كُل شي مرّ على خير، لازال فاقدًا لوعيه و لكن لا بأس
قال الطّبيب لأهلع من معرفته لاسمي

كيف..

أنا أخبرته عنك بعد أن سألني حينما سمِع اسم غارسيا منّي

أنت تعرِفُ غارسيا؟

أجل بالطّبع هُو مشهورٌ بهذه البلدة، حزِنت لأمرِ رحيله.. بالإضافةِ إلى أنّني صديقُ طبيبك

طبيبي أنا؟!
قلتُ لأتوقع أنه يعلم عن أمرِ وفاتي بلا ريب

أجل و لقد أخبرني أنّك قد توفيت، تعجبتُ عندما علمتُ أنّك أنت غونزَاليِس و أنّك حيّ

أـ أعتذِر..

كلّا لا داعِ للإعتذار، و أيضًا لا تقلق لن أُخبر أحدًا و بالمُناسبةِ يُمكنكُم المكوثُ هنا الليلة، و لكي أتفقد صحة السيّد ماتيو كذلك

لا أعلم كيف أقومُ بشكرك أيّها الطّبيب..

على الرّحب، خذوا قسطًا من الرّاحة، توجد غُرفتان إضافيتان

أنا سأبقى مع ماتيو..

حسنًا، و حاول أن ترتاح كذلك و الآن عن اذنكُما

خرج كُلٌّ من الطبيب و الشاب لأجلس أنا قُرابة ماتيو و أُمرر أناملي نحو خدّه البارد وصولًا لشفتيه لأتوقف بغتة

ماذا أُفكر أنا؟ كيف لتلك القُبلة أن تُداهم خلايا ذهني المكسوّ بالقَلق

قلبي ينقبضُ بشدةٍ يا ماتيو، يال هذه الشامةِ الملكية و هذا الشحوب الذي يُكسبك بهاءً فوق جمالك

أمري محتومٌ عليك أتعلَم؟ أجل أنت مُخلدٌ بهذا القلبِ اليائسِ لذا ارقد به بسلامٍ حتى أحيا أنا

كيف لك أن تقول بكُلّ سهولةٍ :" عش من أجلي.." و أنت كُنت موشكٌ على الرّحيل بعد أن خلّفت حربًا بصدري بعد تلك القُبلة

كيف هُو العيشُ إن لم تكُن مُخلّدًا بروحي و أنت تتنفس؟

يالَ كُلّ هذا الإبتذال، إنّه لأمرٌ مُقرفٌ أن لا أقوم بإيصال الشّعور بغيرِ أيّ ابتذال

شعرتُ ببرودةٍ قد حطت على أناملي التي لازالت تتلمسُ شفتيه لأنفزع حينما رأيته قد استيقظ و فتح عينيه قليلًا

جونغكوك!
عاد الطّفلُ الباكي و ها أنا أبكي بحُرقةٍ و بهجةٍ و أنا أتلمس وجنتيه بغيرِ تصديق

"لا تبكِ.. قلتُ لك سابقًا أنّني قويّ.."
تحدّث هُو بصعوبةٍ لأنظرُ لعينيه قليلًا ثُمّ أُعانقه مُطوّلًا حتى سمعته يقول:

"سيّد الموسيقى.."

كم افتقدتُ سماعها بصوتِ نبرتك..
قلتُ بعد أن عدتُ أتأملُ هذه الذخيرتين المُرهقةِ و المشبعةِ بالحُب

"َأتَذْكُر حينما أخبرتك ذات مرّةٍ أنّك تشعُر بالحُب"؟
قال و همهمتُ قائلًا

لحظةً واحدة.. عندما قصدتَ الموسيقى بالأمر؟

"أجل، و ها أنا أرى هذا الحُب يتكرر بك رُغم أنّ الموسيقى ليست مُتواجدةً بالوقت الرّاهن.."

لأنّك أنت موجود..
قلتُ و لا أعلم من أين أتى هذا.. كيف تجرأ لساني؟ وقفتُ بسرعةٍ بعد أن استوعبتُ الذي قلته بينما هُو اندهش لوهلةٍ و من ثمّ ابتسم

أردتُ أن أقوم بتغيير هذا الجوّ الغريب، و لكن لم أعلم ماذا أفعل ليُخالجني هذا السُّؤال فجأة:

قريبًا.. قريبًا سنذوقُ طعم السّعادةِ يا ماتيو أوليس؟

"سنكون سعيدين.. كما هُو الحالُ الآن"

هل.. هل تشعُر بالسعادةِ الآن حقًا؟

"كيف لا أكون سعيدًا و سيّد الموسيقى يتذكرني، بجانبِ أنه هُنا بجانبي"
لم أستطِع أن أنبس ببنت شفه، اكتفيتُ بأن أُبادله الإبتسام رُغم ألمي الذي تولد حينما تذكرتُ كل الألمِ الذي سببته له

كيف لك أن تبتسم بكُلّ صدقٍ بعد كُلّ الذي فعلته بك؟ ، كيف لعواطفك أن لا تتغير و بل تكبُر مرّةً كُل مرةٍ طوال هذه السنين؟

إليك أيُّها القلبُ الذي يحضى بكمٍّ ليس بزهيد
و إليكِ يا ذخيرتين قد حفر الإدلهامُ بها النُّجوم غرامًا
و إلى تلك الحَرب الموشكة و التي لا تهدأ
لقد عاد محبوبك فهلّا عزفت الدموع لي..

لقد عاد الأمانُ فقُم أيُّها السَّلامُ بأرواحنا و قلبه المستريح
فأنا الذي سُلِبتُ من قِبَله و هذا الدَّغشُ الأمثل بين كُلّ ليالِ الستة و الثلاثون عامًا في عُمري..

فابقى مُؤبدًا بهذا القلبِ يا من بقيتَ تعزِفُ على أوتاره و لازلت.

ـ
ـ

Pokračovat ve čtení

Mohlo by se ti líbit

501K 20.1K 23
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
5.1M 108K 58
داخل أعماقِ قصص الهويْ،،دائمآ ما تكون البداياتِ أفضل وألطف،،بعدها يبدأ الشغف بالتلاشي رويدآ رويداْ،،حتي يصبح الأمر عادي،،وبقصتي مع زوجي وحبيبي لم يكن...
3M 85.6K 64
عجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أ...
الحارث Od تـ

Mystery / Thriller

9.8M 582K 52
رَجُلٌ يَشبَهُ الظِلْ يَرتَدي الأسود يُدَخنُ السَجائر بَعيدٌ وقَريبٌ بالآن نفسه يَستَمعُ للشِعر يَكتِبُ النُصوص يُمزقُها يُهدي الأُغنيات وحيد...