شمس أوستن

By 4BOUNA

25.6K 1.8K 1K

لَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح... More

المقدمة
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوّج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي ، لكن ..
الفصل السادس : لن اخسر ، سوف اتسلق !
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه !
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية !
الفصل التاسع : الارشيدوق
الفصل العاشر: أميرة عالقة
الفصل الحادي عشر: قرار ترحيل
الفصل الثاني عشر : سيدي حامل السيف المقدس
الفصل الثالث عشر : ابكي بشكل جميل !
الفصل الرابع عشر : مهمة زوجتي العزيزة
الفصل الخامس عشر : مُلاحِقَةُ الثّنائيات !
الفصل السابع عشر : حفلة الشاي
الفصل الثامن عشر : كانت كذبة!
الفصل التاسع عشر: استمتعي بالبكاء ، سينا!
الفصل العشرون: لحن آخيليس الحزين
الفصل الحادي و العشرون : مظهر جديد
الفصل الثاني و العشرون : مجدداً و لكن
الفصل الثالث و العشرون : ذلك اليوم من الصيف الحزين
الفصل الرابع و العشرون : حربُ الأفئدة
الفصل الخامس و العشرون : تمثيل!
الفصل السادس و العشرون: ما أريد و ما يجب!
الفصل السابع و العشرون: بداية جديدة
الفصل الثامن و العشرون : كل شيء و لا شيء!
الفصل التاسع و العشرون: أنا معجبٌ بك!
الفصل الثلاثون : العدو الأكبر
الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك
الفصل الثاني و الثلاثون: أفرغي قلبك لي، سينا
الفصل الثالث و الثلاثون : ضائع
الفصل الرابع و الثلاثون: توقعات بلهاء!
الفصل الخامس و الثلاثون: القرار
الفصل السادس و الثلاثون: لا شيء كالحلم
الفصل السابع و الثلاثون: أحبكِ!
الفصل الثامن و الثلاثون: خبئني!
الفصل التاسع و الثلاثون: المسني لتعرفني!
الفصل الاربعون: قبلني كيران!
الفصل الحادي و الأربعون: المصمم الأفضل على الإطلاق
الفصل الثاني و الاربعون : موعد كزوج و زوجة.
الفصل الثالث و الاربعون: الطريقة لقتل روح

الفصل السادس عشر : أنا اعرفك !

344 35 3
By 4BOUNA

" انذار احمر! "

اندفعت نحو الداخل صارخة ثم هرولت باتجاه كيران

" قضي علينا! "

استندت بيديها على المكتب تحاول استرداد انفاسها التي استهلكتها ثم وضعت الظرف على المكتب و سألت :

" هل وصلتك دعوة أيضا ؟ "

قلب كيران الظرف بين يديه ثم رد :

" أنه من السيدة كاثرين "

اعتدلت واقفة ثم وضعت يديها على خصرها و قالت :

" أعلم هذا ، ما الذي علينا فعله الآن؟ "

" ما الذي تقصدينه بما الذي سنفعله ؟ سنلبي الدعوة طبعا ً"

" أنا لا أستطيع "

" لماذا ؟ "

" سنكشف ، أنا لا أستطيع فعل هذا "

كتف كيران ذراعيه فوق المكتب ثم قال :

" اذا انت لا تثقين في قدرتك على التمثيل "

" كيران أنا لا امزح! ، لا يمكنني فعلها "

" حسنا ، اجلس اولا و دعينا نتناقش بهدوء "

جلست سينا على الكرسي بجانب المكتب ثم زفرت نفسا و قالت :  

" لدينا اتفاق انت لا يمكنك اجباري على فعل ذلك "

" حسنا، لكن أخبريني اولا عن السبب "

" أنا لا أستطيع ، لا اعتقد ان لدي الثقة الكافية الامتثال أمامها كما أننا .. " توقفت لبرهة تفكر ثم اتبعت بتوتر و قلق: " أنا لا أعرف عنك شيئا كما أنك لا تعرف عني الكثير ، سيكون هناك الكثير من الأشخاص المرموقين ماذا لو أنني اقترفت خطأ قد يؤدي إلى اكتشاف أمرنا؟ كيران أنا-"

" سوف اكون بجانبك "

" ماذا؟! "

" انت لن تخوضي هذا وحدك ، سأكون بجانبك و أوجهك"

 "حقا؟! لكن ماذا لو- "

" سينا ، لا داعي للقلق ، كل شيء سيكون بخير ، نحن فقط بحاجة لتحديد أطر وهمية لعلاقتنا هذا كل ما في الأمر "

" حسنا ، فقط إن وعدت بأنك سترافقني "  

" بالطبع سأفعل "

تنهدت براحة فور تأكيده فارتخى كتفاها ببطء و انبسط وجهها و تلاشت امارات القلق و التوتر من تجاعيد و عقد على جبهتها

" اذا .." زفرت نفسا ثم اتبعت :  ما هي خطتك ؟ "

" ان تصبحي شريرة و تتجاوزي شهرتي "

" ماذا ؟! "

رفع كيران الخصلات المتساقطة على جبهته بيده ثم وضح قائلا:

" المهمة التي تملكينها هي جعل الدوق المشهور ملكك و استعماله كما تشائين ، هناك من يأمل ان تصبحي نقطة ضعفي ، اجعليهم يعتقدون ذلك "

ضيقت عينيها ثم ردت :

" هل تعتقد ان ذلك سيبقيني في امان ؟ "

" لا تقلقي ، اذا انتشرت الشائعات حول كوني واقعا في حب الشريرة سيتركونك و شأنك و يستعدون لمهاجمتي "

فكرت سينا في الأمر داخليا

 قيل عنه في فترة من الفترات انه لا ينتمي لاحد و المرأة الوحيدة التي أشيع أنها استطاعت أن تكون نقطة ضعفه هي ليليان سوان فقط لا غير ، لكن مهلا! أنا لم امثل دور الشريرة من قبل ! أذكر أن مربيتي دورثي قالت لي يوما : " إن كنت ستحصلين على دور في رواية فحتما ستكونين الشريرة " حسنا، لنرى إن كان ذلك صحيحا حقا

" افهم من كلامك أن خطة زواجك اكبر بكثير مما تبدو عليه " علقت سينا

" السيدة كاثرين شديدة الملاحظة و لا يمكن خداعها ببساطة لذلك عليك أن تكوني أكثر حذرا حول ما تقولينه و تفعلينه، لا تبالغي فقط كوني طبيعية ، واضح ؟ "

أومئت سينا برأسها ثم ردت :" سأبذل جهدي " بعدها وقفت  من مكانها و خطت خطوتين باتجاه الباب لكن كيران استوقفها

" سينا "

استدارت نحوه

" نعم "

" اريد سؤالك عن شيء ما "

تقدمت و عادت لتجلس على مقعدها ثم سألت :

" ما هو ؟ "

" مؤكد انك سمعتي عن جريمة قتل القس أليس كذلك ؟ "

كما لو أن احدهم وجه لكمة عنيفة إلى صدرها، اضطرب تنفسها و معه استرسلت دقات قلبها تقرع بقوة ،جفلت بصدمة تنظر بعيون متسعة إلى الأرضية لثواني قبل أن تعود إلى وعيها

 كافحت لثواني و بعد أن استطاعت فك عقدة لسانها قالت :  

" ب-بلى .. سمعت ، ل-لكن لما تسأل فجأة ؟ "

ابتلعت ريقها ثم اتبعت :

 " ا-انت .. تريد فعل هذا لإثبات نفسك، أليس كذلك؟"

بعد التفكير في الامر ان وجد الفاعل فسيضمن مكانه حقا و سيتم الاعتراف به نوعا ما كشخص عملي و ليس كجاسوس  للإمبراطور ، لكن ... ماذا عني ؟ ماذا عني انا؟! إن ساعدته الان من سيساعدني أنا ؟!

طأطأت رأسها و اعتصرت شفتها السفلى بين أسنانها بينما تتشبث بفستانها إلى أن إبيضت مفاصلها

" اردت ان اسأل ان كنت تعلمين شيء عن تلك القضية ال- "

" لا اعلم شيئا! "

وسع كيران عينيه متفاجئا من الرد السريع كما لو كانت اجابتها جاهزة من البداية ثم فصل شفتيه و قال :

" اذا انت- "

" أنا حقا لا اعرف شيئا!" رفعت رأسها و نظرت إليه ثم اتبعت " ليس لأنني لا اريد مساعدتك ، ابدا ، ا-انا فقط .. لا اعرف حقا "

" لما كل هذا التوتر ؟! "

ضحك كيران بخفوة على اضطرابها الغريب و المفاجئ ثم اتبع

" اصدقك ، أنا لا أريد اجبارك على شيء ، أنا فقط اريد ان اثبت مدى صدق نيتي "

تنهد ثم استند بمرفقيه على المكتب يشابك أصابعه و أضاف:

" سينا، أنا لا اخطط لإلحاق الأذى بشعبك لكن توحيد القارة هو القرار الأمثل ، صدقيني"

" أعلم ، لكنه صعب .. من الصعب إقناع مليوني شخص حصل بالفعل على انطباع سيء بهذا ، كما هو صعب ايضا علي  اختيار الشخص الذي لن يسمح بتكرار ما حدث في تلك السنوات السوداء، أنا اسفة كيران لكن .. انا لا يمكنني الوثوق بك ببساطة ، لا يمكنني أن أأتمنك على شعبي  بسهولة، أرجو أن تتفهم هذا "  

" حسنا .. " اومئ كيران برأسه ثم تراجع  نحو الخلف بخيبة و اتبع : " أتفهم ذلك "

" اذا ، بما أن حديثنا انتهى .. انا سأشرع في تجهيز نفسي اولا "

دون انتظار رد منه انسحبت سينا بابتسامة على وجهها تبددت فور إغلاقها للباب، عبست بخيبة

" ما الذي علي فعله الآن يا الهي ؟! "

ضغطت شفتيها و أغلقت عينيها محاولة حبس دموعها و منعها من الانهمار

" ان علم كيران بأنني .. لا! لالا "

فتحت عينيها على مصراعيهما ثم حركت رأسها يميناً و يسارً تحاول ابعاد المشهد الدموي الذي قفز امام ناظريها فجأة ، ربتت على ساعدها تتمتم مُطَمئنة :

" لا! لن يحدث هذا ، لن يحدث ابداً ، مهما حصل على هذا ان يبقى سرا ، مهما حصل على الاقل الى ان انفصل عنه "

على الجانب الآخر وسط أحد أزقة العاصمة المكتظة و تحديدا داخل احدى الحانات جلس رجلان يكتسيان السواد في الزاوية يتبادلان أطراف الحديث حول الطاولة الخشبية دائرة الشكل و على أحدهما امارات الغضب ، قال يخنق :

" لقد وافقت على الاقتراح فقط لأن ذلك سوف يبقيها آمنة بعيدا عنهم لفترة، لكن في حال انحرف عن المتفق عليه أنا لن اتردد في التخلي عن كل شيء من أجلها "

تنهد الهادئ ثم رد قائلا :

" هي تعني لي الكثير أيضا، سلامتها تهمني كما تهمك و أثق في أن كيران سيفعل المستحيل لحمايتها تماما كما كنت ستفعل "

" حسنا ، كما تريد، لكن ادوارد .." ارتشف من كأس الشراب خاصته ثم اتبع مهددا : " اجعله يبقي هذا في ذهنه ، إن أصابها مكروه .. لن اتردد في هدم كل شيء على رأسه!"

"انت تعلم جيدا انه إن لم تتناول وجباتك ستسوء حالتك"

" اجليه لاحقا "

سحبت سينا نفسا عميقا ثم زفرته ببطء محاولة ابقاء أعصابها تحت السيطرة

' إلهي الحبيب ، الصبر ، ألهمني الصبر '

 ابتسمت بتكلف ثم قالت :

" عزيزي! زوجي العزيز، انت لا تريد الفوز لأولئك الأشخاص اللذين يريدون رؤيتك ميتا ، أتعلم إن تدهورت حالتك سيصبح الأشخاص الذين يريدون رؤيتك ميتا سعداء هل تريد حدوث ذلك ؟! إلهي! أنا عن نفسي لن أسمح بحدوث ذلك و سأختار الانتقام، أوه! و هناك قضية الختم ايضا، انت تفهم ما تعنيه أليس كذلك؟ "

فكر كيران في كلامها مليا ثم رفع كيران رأسه و حدق فيها لثواني من الزمن بعدها فصل شفتيه و قال :

" أنت لن تتوقف أليس كذلك ؟ "

" جربني "

تأفف كيران ثم وضع الوثائق جانبا، بعدها استقام واقفا و خطى باتجاهها ثم فتح الباب :

" من بعدك يا زوجتي العزيزة "

" اوه! يا له من تصرف نبيل منك "

مطت شفتيها في ابتسامة مشدودة ثم ربتت على صدره و خطت خارجا و خلفها كيران ، نزلا معا السلالم ثم تحركا صوب قاعة الطعام و بعد أن جلست سينا على الكرسي بمساعدة كيران جلس هو الآخر مقابلا لها عندها تقدم الخدم ووضعوا الطبق الرئيسي على المنضدة

" شهية طيبة "

نظر كيران إلى فطيرة السبانخ الموضوعة أمامه بتعبير غير مريح ثم رفع رأسه و نظر إلى سينا التي بدأت بالفعل في تناول طعامها  

" سمعت انك لا تحب ما يطبخ بالزبدة ؟ هل هذا صحيح ؟"

" بلى "

" اوه! لكن كيف هذا ؟! انت تنحدر من عائلتين عريقتين العامة فقط من يتناولون الأطعمة الزيتية "

لم يبدي كيران اي رد فعل فأضافت سينا :

" لا تسيء فهمي أنا فقط متفاجئة "

استمرت سينا تسترق  النظر إليه بين اللحظة و الأخرى تحتسب اللقيمات التي يتناولها و ترقص محتفلة داخليا

' اللقمة الثالثة ، مرحى! أنت رائعة يا سينا ! هيا تناول لقمة أخرى ، واحدة أخرى بع .. نعم!

" ما الذي تفعلينه ؟! "

رفع كيران حاجبه مستغربا ثم سأل

" ماذا؟ أنا ؟! افعل شيئا ؟ لا شيء ، هل رأيت شيئا؟!"

" لست اعلم ، انت تتحركين و تقومين بحركات غريبة "

' فُضِحْت! '

" أوه! أحقا؟! " لكمت صدرها ثم زيفت سعلة و قالت :

" علق شيء ما ، ش-شيء نعم "

" هل انت بخير ؟ هل علي أن أنا- "

" لا! " صرخت ثم تنحنحت في اللحظة التالية بعدها ابتسمت و قالت بهدوء : " لا داعي لذلك ، يمكنك المواصلة ،رجاءً تناول طعامك "

بعد الانتهاء من تناول الطبق الرئيسي قدم الخدم طبق التحلية، نظر كيران إلى الطبق الغريب الموضوع امامه ثم أمسك الملعقة

' فقط ملعقة واحدة ، هيا، هذا لن يضر '

حث نفسه مشجعا ثم اغترف من الطبق و تذوقه ، استمرت سينا تراقب كل حركة قام بها بينما تفكر  

في حال استمر على هذه الحال و بهذا المعدل سيكون قادرا على إنتاج الطاقة و تعويض جسده عن ما فقده، لكن ما لا أستطيع فهمه هو من الذي يريد لحامل السيف المقدس الفناء ؟ من الذي سيجازف بأرواح الكثيرين هكذا بلامبالاة؟

" سأسمح لنفسي بالانصراف اولا ، استمتع "

 مسح فمه بالمنديل ثم وضعه جانبا و ارتشف من كأس الماء على يمينه و استقام واقفا

" الى اين؟! "

" عذرا! "

 تداركت سينا خطأها ثم قالت بعد أن صاغت سؤالها بطريقة أكثر سلمية

" أعني هل انتهيت ؟ "

" نعم، اراك لاحقا "

فصلت شفتيها للرد لكنها لم تجد ما تقوله فأطبقتهما مجددا و راقبته و هو يغادر قاعة الطعام إلى أن اختفى خلف الباب بعدها استقامت و ألقت نظرة على صحنه

" لم يلمسه حتى "

اعتقدت أنني إن وازنت نسبة السكر في اطباقه سيجعله ذلك يتناولها، لكن بالنظر إلى صحنه لا اعتقد أن هذا يفلح

تأففتْ ثم ارتمت على الكرسي تفكر

بعد التفكير في الامر، لأنظر إلى الجانب المشرق ، لقد تناول قطعة فطير السبانخ كاملة، هذا يعتبر إنجازا ، احسنت يا انا! يا روحي أنا!


" هل سترتدين هذا الشعر المستعار مجددا ؟ حقا ؟! "

سألت ماري بينما تنظر الى سينا الواقفة أمام المرآة تسرح خصلات الشعر الاسود

" بلى ، لا أريد التجوال هكذا ، كما أنني احببت هذا الشعر يبدو جيدا علي، انظري "

تنهدت ماري ثم أومئت برأسها و ردت :

" حسنا كما تريدين ، ضعي هذه ايضا "

ارتدت سينا قبعة القش التي مدتها ماري لها ثم قامت بربط الشريط

" هل تريدين الخروج حقا؟ يمكنك طلب الفستان الذي تريدينه من المنزل ، لما انت مصرة على الذهاب الى المحل ؟"

عدلت سينا القبعة على رأسها ثم ردت :

" نعم اريد ، يمكنك البقاء هنا إن كنت لا تريدين مرافقتي "  

" ليس هذا ما قصدته ، كما أنني لن اتركك تتجولين وحدك"

" لدي مرافقون بالفعل ، أصر كيران على ذلك "

بعد أن تجهزت كل من ماري و سينا ركبتا العربة فانطلقت و الوجهة كانت العاصمة الإمبراطورية

 بعد مسير ربع ساعة من الزمن توقفت أمام أحد المحلات ، ترجلت ماري من العربة ثم ساعدت سينا على ذلك بعدها دخلت سينا الى المحل و اول ما وقع عليه نظرها هو مكتب الاستقبال حيث تقف فتاة شابة بزيها الاسود الرسمي و التي فور سماعها لجرس الباب يرن أسرعت لاستقبال الزبون و الترحيب قائلتا :

" تفضلي سيدتي ، كيف يمكنني أن اساعدك ؟ "

" في الحقيقة أنا- "

"أنها الدوقة صوفيا ، يجب عليك أن تعامليها معاملة خاصة"

التفتت سينا نحو مصدر الصوت الأنثوي الدخيل ثم وسعت عينيها ، ابتسمت الحسناء ذات العينين الزرقاوين الجميلتين ثم فصلت شفتيها و قالت :

" تبدين مختلفة عن آخر مرة التقينا فيها ، ربما الشعر ؟ "

" اوه! " عبثت سينا بخصلات الشعر الاسود ثم ردت :"نعم ، أنه مزيف "

" يبدو جميلا عليك لكن الاصلي اجمل "

" شكرا على الاطراء "

ابتسمت لويز بخفوة ثم " اوه! "  فرقعت أصابعها في اللحظة التالية كمن تذكر شيئا و قالت :

" اعتذر ، رجاء تفضلي من هنا "

دلفت سينا من الباب الخشبي العتيق المطعمة نقوشه بالذهب و نظرت على يمينها إلى الفساتين الفاخرة المعروضة ثم خطت خلف لويز إلى وسط القاعة حيث  وضعت أريكة ارجوانية و أمامها طاولة خشبية دائرية الشكل و خلفها تطل من النوافذ الزجاجية الكبيرة على الشارع خارجا

" لا تبقي واقفة ، رجاءً ، تفضلي بالجلوس "

جلست سينا على الأريكة و اتخذت وضعية مريحة

" ما الذي تريد سيادتك شربه ؟ شاي ؟ قهوة؟ عصير ام مشروب اخر ؟ "

" اشكرك على كرمك لكنني لا أريد شرب شيء "

" حسنا ، كما تريدين "

أشارت لويز بيدها لصوفيا فانحنت بطاعة و انصرفت ، بعدها جلست  بجانب سينا و قالت :

" ما الذي يمكنني مساعدتك به ؟ "

تنهدت سينا ثم فصلت شفتيها و بدأت تسرد ، بعد مدة نقرت لويز على ذقنها مفكرة ثم قالت :

" اذا تقولين انك ستحلين ضيفة عند السيدة كاثرين و انت الان تبحثين عن فستان مناسب للحدث ، أليس كذلك ؟ "

اومئت سينا برأسها

" جميل ، السيدة كاثرين مشهورة بحفلات الشاي التي تعقدها و وصفات الشاي التي تعدها لضيوفها المرموقين، هي صارمة بعض الشيء لكنها لطيفة متأكدة من أنكما ستتفقان "

" أرجو ذلك "

" و ايضا لا اعتقد انها ستعبث مع زوجة كيران كينجي المنتظرة حتى إن حاولت لن أسمح لها بذلك "

شهقت سينا متفاجئة  

" افهم من كلامك انك ستكونين هناك أيضا ؟! "

" نعم ، لقد تلقيت مؤخرا دعوة أيضا "

" هل هي المرة الأولى لك ؟ "

" لا ، أنها الثالثة و بدون شريك أيضاً"

عبست سينا ثم قالت :

" أحقا ؟!"

" نعم "

سكتت سينا للحظة ثم قالت محاولة الرفع من معنويات لويز

" لا بأس! لا اعتقد انك بحاجة لشريك ، انت تتألقين بمفردك بشكل مبهر اساسا "

ضحك لويز على الاطراء المفاجئ ثم ردت :

" حقا؟ "

اومئت سينا

" اوه! " استقامت من مكانها ثم اتبعت : " لقد تأخر الوقت علي العودة، سررت بالحديث معك"

" أنا أيضا، عودي بأمان"

" سأفعل "

خرجت سينا من المحل بعد أن ودعت لويز و تأكدت من أن طلبيتها ستكون جاهزة قبل الميعاد المحدد لحفلة السيدة كاثرين

' أنا فقط اريد .. فقط لثواني معدودة ، اريد '

" س-سينا! "

فتح عينيه على نطاق واسع ثم رمش بسرعة في اللحظة التالية غير قادر على تصديق ما وقع عليه نظره الآن ، يتمايل الشعر الطويل الاسود بفعل النسيم و تداعب خصلاته الجلد ناصع البياض برقة و تألقت العينان الذهبيتان اللتان تطالعان مستكشفتين الوسط من حولهما

 استغرقه الأمر بضع ثوان ليدرك ان ما يراه حقيقة ، المرأة التي شغلت تفكيره طوال تلك الفترة و احتلت عقله قبل لحظات ايضا تقف وحيدة على بعد خطوات قليلة منه

' لكن .. لما تتجول وحيدة ؟! '

عقد حاجبيها و تساءل داخليا بينما يمعن النظر في الوسط من حولها

" ما الذي .." فتح عينيه على نطاق واسع " اللعنة!"

" مهلا! إلى أين ؟! "

رغم نداء ادوارد المتكرر الا انه لم يعره اهتماما حاول تخطي الدمى البشرية المزدحمة تماما  كما لو كان يحاول مقاومة الغرق في الرمال المتحركة إلى أن تمكن اخيرا من الوصول إلى البقعة حيث كانت تقف ، لكن ...

" اين هي ؟! "

في اللحظة التي أدرك فيها انه فقدها ، التف حول نفسه يدور و ينظر في جميع الاتجاهات كالمجنون و حدقتاه المتذبذبتان تكادان تخرجان من محجرهما ، تتراءى مشاهد و تخيلات فضيعة أمام ناظريه بينما يركض باحثا في الأزقة ثم فجأة! وقع نظره على قبعة من القش على الأرض

" ما هذا المكان بالضبط ؟ "

في تلك الاثناء و بينما هي على تلك الحال تحاول تبين مكانها  ارتفعت يد كبيرة أمام وجهها ثم كممت فمها بقوة ثم شعرت  بشفرة حادة باردة تلامس عنقها، فتحت سينا عينيها على مصراعيهما و استرسل قلبها يخفق بعنف خاصة بعد سماعها للكلمات المهددة

" اصدر صوتا ولن اتردد في تمزيق حنجرتك! "

حاولت الصراخ و انتفضت بين الاذرع التي تمسكها بإحكام لكن بلا جدوى إلى أن خارت قواها

' ما الذي سأفعله الان؟!

" هل هي عذراء؟ "

نظرت سينا إلى الوجوه  الخبيثة من حولها التي تخطط لالتهامها بينما تفكر

' إن استعملت قواي الآن كل شيء سينهار، لن اكون قادرة على حماية ميش أو الطفل و لن احقق أيّ من الاماني التي أردت تحقيقها في هذه الحياة ، أنا .. أرجوك يا الهي، شخص ما، أرجو-'

 فجأة! قفز بسرعة من الخلف كيان اسود ووجه ضربة عنيفة بالعصا استهدف بها رأس البدين فطرحه أرضا

' في تلك اللحظة لم أكن قادرة على فعل شيء ، تيبس جسدي في مكانها و شعرت فجأة بالخدر و الرجفة في ساقاي غير قادرة على القيام بحركة و عقلي عاطل لا يعرض اي اقتراحات '

 شيئاً فشيئا بدأ اتباع الرجل المنبطح أرضا في التجمع متأهبين للهجوم ، درس الملثم بناظريه الوسط من حوله ثم وجه نظره إلى سينا لثواني بعدها ركض نحوها في اللحظة التالية ، لف ذراعه حولها ثم رفعها فوق كتفه و انطلق

" هل انت بخير ؟ " عقد جيروم حاجبيه ثم سأل بقلق بعد أن اخترق مسامعه صوت تنفس كيران المضطرب فجأة

" بخير، أنا فقط أشعر بشعور غير مريح فجأة، كما لو أن شيئاً سيئا حدث أو سيحدث "

"ربما من الاجهاد، هل تريد ان احضر لك شيئا ما؟ "

أشار كيران إلى قنينة زجاجية موضوعة على الطاولة ثم قال :

" أسكب لي بعض الماء "

هرول جيروم مسرعا باتجاه الطاولة ثم سكب القليل من الماء في الكأس بعدها وضعه على المكتب ، بلل كيران ريقه برشفات قليلة ثم وضع الكأس جانبا و هو يفكر بحيرة في الشعور الغريب الذي أصابه فجأة

تسابقت انفاسها وهي تحاول مواكبة وتيرة ركضه كل ما  كانت تراه هو ردائه الاسود يرفرف بفعل الهواء ، تساءلت عن الوجهة و اثقلت سحابة الخوف و القلق صدرها، انتابها الشعور بالخوف و الراحة في آن واحد ما جعلها في حالة حيرة ،  يحثها عقلها على الهرب في حين  يطمئنها قلبها قائلا: انت في مأمن  

دفعها إلى زاوية شبه مظلمة ثم  كمم  بكفه  فمها ، لم تكن سينا بحاجة لمن يجبرها على حبس انفاسها لأنها فعلت ذلك مسبقا و انسطت إلى الاصوات الكثيرة الخافتة التي تستقبلها اذناها و التي بدأت ببطء تصبح اكثر علوا و وضوحا، اعتصرت شفتها السفلى بين أسنانها

' انهم كثر! ما الذي علي فعله ؟! '

ليتني استمعت إلى كيران ، ليتني لم اتجاهل تحذيراته، إلهي أنا لا أريد إيذاء أحد ، إلهي ارجوك لا تجبرني على استعمال قواي ، إلهي أر-

وسط كل ذلك القلق و الندم شعرت سينا بيد الملثم الدافئة تمسك بإحكام خاصتها و صوته الهامس الثابت في اذنها يقول:

" لا تفعل "

اسقطت سينا نظرها على يدها التي يمسكها الشخص الغريب الغارق في السواد من رأسه إلى أخمص قدميه ثم رفعت رأسها، و مع تسارع دقات قلبها شعرت بشعور غريب ، شعرت سينا فجأة بالألفة

" أنا اعرفك "

رفعت يدها ببطء تستهدف غطاء رأسه الذي يغطي نصف وجهه

" أنا اعرفك .. متأكدة من انني- "

 أبعد يدها عن ردائه بسرعة ثم ترجع خطوة نحو الخلف و بينما هما على تلك الحال متفاجئان ينظران إلى بعضهما البعض بعيون متسعة اقتحم السكون السائد صوت مألوف

" سيدتي! "

' هذا الصوت ..'

" ماري! "

لم يكن هناك مجال للبقاء ، فور تأكده من أن مهمته انتهت هرول الغريب مبتعدا رغم نداء سينا المتكرر إلى أن اختفى

" سينا! هل اصابك مكروه ؟! هل تأذيت ؟! "

ركضت ماري بسرعة نحو سينا و كورت وجهها بيديها المرتعشتين تتفحصها بناظريها بقلق

" أنا بخير "

قالت و الشيء الوحيد الذي كانت شاردة تفكر فيه هو هوية ذلك الشخص الذي أنقذها قبل أن تصرخ ماري

"إلهي! ما أصاب يدك ؟! انت تنزفين!"

سحبها الصوت الصارخ من شرودها، نظرت سينا إلى يدها الملطخة بالدماء ثم رفعت رأسها و حدقت في الفراغ ، إلى البقعة حيث استطاعت أن تلمح ذلك الشخص مجهول الهوية قبل أن يختفي ثم تمتمت :

" أنه مصاب! "

تنهدت ماري متجاهلة ما قالته سينا لاعتقادهم بأن ما قالته  مجرد هلوسة ما بعد الصدمة ثم لفت ذراعها حول كتفي سينا و قالت :

" لا عليك، لقد مر، فقط تعالي معي ، لنعد ادراجنا الآن و بسرعة "

 ____________________

خذوا قلبي⁦❤️⁩ للناس يلي تعلق و تتفاعل مع أحداث الرواية 🥺 احبكم ✨


Continue Reading

You'll Also Like

97.9K 4.2K 26
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن ، .. .. روايتي جهدي الشخصي 😚 8/12/2023 ... #1التاريخية #3الروحانية #7الخيال العلمي
324K 26.2K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
600K 13.1K 23
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها لكن ... ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء م...
107K 9.8K 39
عندما يكون الشيطان حليفك فالحافّة هي طريقك الوحيد فَـ إمَّا الألم أو الجحيم . """ حين تبتعد النجوم و يبدأ الضوء في البهتان ، عندها جميع الآمال قد تح...