رَسائِل غونزاليس|TK

By zxitll

20.2K 1.2K 1.1K

و إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَ... More

الرّسـالـةُ اللّا أخيـرة: لِقـاءٌ مـا بعد الوَداع.
١. بِلا أيِّ رِسـالـة.
٢. تُزهِـر رسـائلِـي بك فقط.
٣. عِند انحناءِ الشَّفقِ القُطبي.
٤. في اللّا شـيء و أنت كُل شيء.
٥. تَبُجُّ بَحتُك الحَسناءُ كُلَّ ما بي.
٦. و إنَّني لتوَّاقٌ رُغم أننَّي لم أنَل.
٧. و ثُمَّ أنّني لم أكُن، فهل تكُن؟
٨. كالمُتَنَعِمِ بِأهازيجك في المساء.
٩. و كثيراً ما أفَقتُ و أنت مُحاذٍ لي.
١٠. اللَّيلةُ التي نسيتُ بها ظلّك مُجدداً.
١١. و المُزْنُ التي كادت أن تَسلِبَني مِنك.
١٢.جَعَلَتني أستفيقُ بُرهةً كشُعلةٍ وضّاءة.
١٣. أمـدًا بعيـدًا حتى غِبت عن ناظِري.
١٤. و ترجِعُ إليَّ بعد أن داهَمَتك المَنايا.
١٥. حتى ادْلَهم الفَجرُ مع مَطلَعِك.
١٦. إلى أن استَعدتُ روحك و أنا أُدفَنُ.
١٧. حَيًّا حتى باتَ طَيفي يزورك وَلِعًا.
١٨. مُحلِّقًا و إن بقيتُ أُلملمُ أوراق رسائلي.
٢٠. حتّى اكتسى الثَّلجُ حرائِق الجَشعِ.
٢١.و التَحفتُ بجفنيك وسط زُرقةِ المحيط.
٢٢. البردُ قارسٌ رُغم أنّه الرَّبيع.
٢٣. و إرتعاشةٌ في دفئك و ما بين ذراعيك.
٢٤. تمزقت الأجنِحةُ فما بالُ السَّماء؟
٢٥. لا وَجع بعد كُلِّ ذلك الوجَع.
٢٦. أتيتُ و معي وَهج الخريف.
٢٧. هل لمحتُ ابتسامةَ المُحيط؟
٢٨. و بهجةُ فؤادك بعدَ كُلِّ هذا الحنين.

١٩. و أُبقيك حائرًا بعد أن زُرتَ قَبري.

272 29 34
By zxitll


إنّني أتذكرُ الآن يا أبي...أتذكرُ هذا و ذاك و ما قَد حصل...
قُلت بنبرةٍ مُرتعشةٍ و جسدي المُرتجف

أحقًا؟!

لقد.. لقد ظلمته يا أبي ظلمته..!

لا بأس يا بُني لا بأس هوِّن عليك..
قال والدي و هُو يُربتّ عليّ

أوقِف العربة.. أوقف العربة!!
صرختُ بأعلى صوتي المُحمّلِ بأطنانٍ من الندمِ المكسوِّ على كاهلي

اهدأ يا تايهيونغ اهدأ! و لا تتحرك هذا خطِر!
صرخ والدي و هُو يُحاول منعي من الحراك

أنت تعلمُ جيّدًا يا أبي أنك لن تستطيع أن توقفني
قلت بنبرةٍ جديةٍ لأنزل من العربةِ عائدًا إلى ذلك المكان الموحش

ركضتُ و بقيتُ أركضُ سريعًا بلا أيّ أدنى تفكير، إلى أن تعثرتُ و لم أترك مجالًا لأستجمع أنفاسي إلا و ها أنا أقِفُ مُجددًا لأُكمل الركض حتى سمِعتُ صوتًا قادمٌ نحوي لأتدارك أنه خيلٌ يمتطيه غارسيا ليتوقف فجأةً و يأمرني بأن أصعد معه

صعدتُ و انطلق بسرعةٍ و ما إن وصلنا قال غارسيا بإصرار:

لا تدخُل

سأدخُل!!

إن كُنتَ تُريد أن يخرج ماتيو من هُنا فلا تدخُل!!

تنهدتُ بعد أن غضب هو الآخرُ و دخل إلى هُناك و بقيتُ مُتأمّلًا عودته مع ماتيو بفارغ الصّبر، رُغم أنَّ الصبر ضئيلٌ ضئيل و قلبي استحوذ عليه الهَلع

بعد انتظارٍ دام لِرُبعِ ساعةٍ _رُبما_ رأيتُ أحدهُم يخرجُ من هناك فتوسعت حدقتي على مصراعيها مما قد شهدته...

وقفتُ ساكنًا قليلًا و بدت أقدامي تحملني شيئًا فشيئًا و لم أشعُر إلّا و ها أنا أركضُ مُجددًا فارتميتُ بجسدي بحضن ذلك المُترنح و إذ به يصرخُ مُتألمًا

ما الخطب! ماذا حدث؟
سألتُ بقلقٍ و أنا أتفحصُ سائر جسده و الحروق التي واضحٌ أنها حدثت للتوّ

"افتقدتك..."
تحدث بلسانه رُغم أنَّ الذخيرتين اللتان تبرُقان هُما من نبست بكلّ تلك العواطف لينعصر فؤادي أكثر فأكثر..

جونغكوك! أنا أعتذر! ، أنا أعتـ __ كلّا... لن أُسامح نفسي على ما فعلته
أخذتُ بقبضتي و أنا أضربُ الجدار بقوةٍ شديدةٍ حتى سال الدّمُ منها، ضربتُ و ضربتُ بدون توقف إلى أن شعرتُ ببرودةِ جلد قبضته و هي تشدّ على معصمي و يده الأُخرى التي أناملها تتخلخلُ بين خُصلاتِ شعري اللامعة

وقفتُ ساكنًا و حولتُ نظري نحو ذخيرتيه السوداوتين من السّماء و تلمّس الشوقُ سبيله إلى أعماقِ بحرِ نفسي، و من ثُمّ تقدمتُ نحوه بخُطى مُندفعةٍ جاعلًا ذراعي تُحاوطه ما بين رفقٍ لكي لا يتألم من جروحه و ما بين قوةٍ في آنٍ لِأقوم بإشباعِ لهفتنا و شوقنا، و كذلك مُحاولًا في إخفاء ندمي و اضطرابي

كانت أناملي مُنتشرةً تُلامس ظهره بينما وجهي الذي كان يفيضُ شعورًا منّي ليصبح مُتناقضًا ما بين بسمةٍ تشقُّ ثغري، و عينانِ مُقوستانِ و ما بين دموعٍ اكتساها ندمٌ و شوقٌ و حُبٌّ و حُزنٌ و فرحٌ جميعها معًا في الوقت نفسه..

لم يكُن يُصدر هُو الآخرُ أي صوت.. عدا صوتِ نبضاته التي بدأت ترتفع و ذراعيه التي بدأت تُحاوط خصري لتنهمر دموعي أكثر فأكثر..

فما يُؤلمني أكثر من كُلّ هذا، أنّ رُغم كُلّ الذي واجهه بسببي أنا كان و لازالَ يمنحني نفس الحُبِّ و بل أكثر بكُلّ مرةٍ رُغم عدم استحقاقي لكُلّ هذا الحُبّ الثمين

أردتُ أن أبقى هكذا مُؤبدًا، و لكن اللحظاتُ البهية يقطعها شيءٌ بكلّ مرةٍ فها هم بعض رجال السّلطةِ قادمون و معهم غارسيا بحالٍ يُرثى له فقاموا برميه في الأرضِ بدون مبالاةٍ ليعودوا إلى أدراجهُم

توجهتُ إليه مُسرعًا لأتفقده و أصرُخ:

غارسيا ماذا حصل؟! غارسيا! و أنت يا جونغكوك لماذا تقِفُ هُناك ساكنًا أخبرني ماذا حصل لكُما في الدّاخل؟!

ظهرت على جونغكوك علاماتُ الألمِ في وجهه و لم يكُن كُل هذا إلّا بسببي أنا بالتأكيد

كلّ هذا بسببي.. أنا من أوقعتهُم بكُلّ هذا..

_بعد أربعة عشر عامًا_

هذا يكفي يا تايهيونغ، اذهب و استَحم قليلًا و من ثُمّ ارتح و أنا سأذهب لأُنادي الطّبيب!

ذهب غارسيا مُسرِعًا للخارجِ أما عنّي فقد حاولت أن أقف لأذهب و أستَحِم، و لكن الوهنُ سيطر على سائرِ جسدي فوقعتُ على الأرضِ قبل أن أصِل للسّرير حتى، رُغم أنه تطلب منّي بضعُ خطواتٍ فحسب..

لو كُنتَ هُنا الآن بجانبي يا جونغكوك، لكُنت قد أعرتني ذراعك و حتى ظهرك أو صَدرك و أغوصُ به عميقًا، و لكن...

_مع جونغكوك_

السّماءُ مُلبدةٌ بالغيوم، و أقدامُ ماتيو لم تحمله إلّا باتجاه قبر فقيده الذي زعم الجميع بأنه رحل حتى نفسه أوشكت أن تُصدق ذلك..

ها هو يصِل عند قبره فسقط الكمانُ الذي كان يحمله نيةً منه أن يعزف عند القبر و لكن ما قد رآه أوقفه عن الحراك، اقترب بسرعةٍ من الحُفرةِ جالسًا على رُكبتيه واضعًا يديه على التُّراب يتفقدّ الذي بالدّاخل و أجل لقد نسي غارسيا أن يدفن الحُفرة بسبب استعجاله لإسعافِ تايهيونغ

"إنّه حيّ.. أنا واثق، تايهيونغ على قيد الحياة!!"

قال جونغكوك بصوتٍ شبه مبحوح بعد أن أصابته حيرةٌ لوهلةٍ فوقف سريعًا قاصدًا أن يرجع للقريةِ و لكن تذكر أمر القبر فقرر أن يدفنه بما أنّ المجرفةَ مُتواجدة و لكي لا يتحدث الناس عن أمرِ موته إن علموا بأنّ تايهيونغ على قيد الحياة

" لم أعلم بأنَّ نسيم الرّياح سيُعلِمُ روحي بأنّك حيٌّ و لم أثق به، و لم أعلم بأنَّ صدى البحر سيوبخني على الذي بدأتُ أ ُصدِّقُ به، يالَ لُؤمِ السماء المُلبدة، لما لم تُخبريني بأنّ قبره فارغ، و أن روحه تمشي على مكانٍ ما على هذه الأرض... "

هذا ما كان يُتمتم به جونغكوك بنفسه و هو يقوم بالدّفن، و عندما انتهى جلس قليلًا ليستريح و أخذ الكمان و قرّر أن يعزف لعلّ فُؤاده يهدأ

و بل كان العزفُ يخلق عواصف أُخرى بروحه و لم يُجدي هذا نفعًا، لذلك عاد أدراجه للبلدةِ باحثًا عن الذي سبّب له فُقدان عقله..

_بعد شهرين_

جيّدٌ أنّك بدأت تتماثل بالشفاء يا تايهيونغ
قال غارسيا

حالي جيّدٌ تمامًا يا غارسيا، أشكرك حقًا
قُلت مع ابتسامةٍ طفيفة

لا أُريد أن أتذكر كيف وجدتُ جسدك مُطرحًا بالأرض قبل شهرين، ظننتُ أنك قد فارقت الحياة تلك المرّة حقًا!
قال غارسيا و تنهد بعدها

المُهم أنّني على ما يُرام الآن..
قُلت بينما جزءٌ مني ليس كذلك، جسدي تعافى و لكن روحي لازالت تتألم وجعًا، و إن مُتّ فسأموتُ شوقًا ليس إلّا

غونزاليس
قاطع غارسيا شرودي بنبرةٍ جادّة

أجل؟

ستُقام حربٌ ما بعد أربعةِ أيام، و سأُشارك بها أرجوك انتبه لنفسك

ماذا؟ أين ستُقام؟ سأُشارك!

توقعت أنك ستقول ذلك، و لكن كلّا لا يُمكنك يجب أن تبقى هُنا و تستريح! لا أُريد أن يُصيبك مكروه مُجددًا أرجوك استمع لي..

أنا آسفٌ يا غارسيا و لكن تعلم بأنّني لن أتراجع

آهٍ منك يا تايهيونغ و يال عنادك، أنا المُخطئ أنّني قُمت بإخبارك

يجب أن نُحضّر الساتر أوليس؟ لم يتبقّ سوى بضعةِ أيام

لا بأس، الشباب قد بدأوا ببناءه بالفعل، صحيح كدتُ أن أنسى لقد ذهبت قبل يومين إلى المكان الذي كنت ستدفن به و أنت حيّ و وجدتُ أنّه قد دُفِن رُغم أنّني لم أقم بدفنه

هذا يعني...

هذا يعني أنّ هناك أحدٌ ما قد قام بدفنه و أنّه يعلم بأنك على قيد الحياة

لماذا لم تقُم أنت بدفنه؟!

لقد كنت مُستعجلًا لإسعافك و نسيتُ أمره، و لكن وجدتُ شيئًا على القبر من غير الأزهار الكثيرة

و ما هُو هذا الشيء؟

كمان

كمان؟

أجل و لقد أحضرته معي

لماذا قُمت بإحضاره؟!

لا بأس، انظُر
أخرج غارسيا الكمان و لم تُصدّق عيناي ما رأته..

مددتُ يدي التي بدأت ترتجف لأحمله بحضني، ها هي الرؤية قد بدت ضبابيةً بسبب الدموع التي تجمعت بمُقلتيَّ

إذن كما توقعت...
قال غارسيا

اتخذتُ وضعيتي لأبدأ بالعزفِ عليه، و حينما بدأتُ شعرتُ و كأنّني أعزف أول مرّةٍ في حياتي، كانت و لازالت أوتارُ هذا الكمانِ بها شيءٌ مُميزٌ و فريد، أجل إنّ هذا الكمان يخصّ جونغكوك و ليس غيره...

أردتُ أن أضعه جانبًا و بغتةً سقطت منه ورقةٌ ما، لم يهدأ قلبي البتّة و حينما التقطتها اكتشفتُ أنّها رسالة، رسالةٌ جعلتني أنسى من أنا.. هذا الخط، هذه الأحرُف و الكلمات، و الرائحةُ الملتصقةُ بها، كُل شيء يخصه، يخصه فقط..

"لا أعلمُ إن كُنت ستقرأ هذه الرسالة أم لا، و لكن أعلمُ بأنّ البُلور الذي يخصّ مُقلتيك تستطيع أن تُشاهد و تتأمّل نفس السماء التي أستطيع أن أُشاهدها أنا الآن، كنت سأعزفُ بهذا الكمانِ بجانب قبرك و يالَ حماقتي حينما أوشكتُ أن أُصدق بأنّك قد رحلت، فعزفتُ بعد أن دفنتُ قبرك الفارغ، أرجو أن ألتقيك بيومٍ من الأيام. و الأهمُ من كُلّ هذا، لا تُشارك بهذه الحرب القادمة و لا أيّ حربٍ أُخرى، أودّ أن يبقى قبرك فارغًا من جسدك إلى أمدٍ طويلٍ طويل...

المُشتاقُ لك: جونغكوك.

تصنعتُ الثبات بينما قلبي المُرهق قد انهار تمامًا _بالأخصّ حينما انتهيتُ من قراءته_ لأقول لغارسيا بجدّية:

سأذهبُ للحرب

أعطني هذه الورقة، هي من ماتيو بالتأكيد ماذا كُتِب بها؟
أخذها من يدي ليُباشر بقراءتعا و من ثمّ يقول:

انظُر، ماتيو أيضًا لا يُريدك أن تخوض الحروب نحنُ قلقين عليك

لم أعُد طفلًا، قلتُ سأذهبُ و انتهى الأمر، خُذني إلى هُناك

كما تأمُر
قال غارسيا بعد أن تنهد

ذهبنا لنتفقد الأوضاع، كنت أملك إحساسًا قويًا بأنّ جونغكوك سيأتي و لكن حينما تفقدتُ الموجودين لم أجده، لازلتُ أرتدي هذا القناع لكي لا يتعرف عليّ أحد، لقد اعتدتُ عليه على أيّ حال

_يومُ الحرب_

لقد بدأوا بإطلاق المدافع!!
صرخ أحدهُم

حافظوا على الساتر يجب أن لا يقوموا باختراقه!
قال القائد

غونزاليس لا تتقدّم أرجوك، ابقَ خلفي
قال غارسيا و هو يُطلق النار بينما أنا أحملُ مُسدسًا فقط بدون بُندقية

و وسط كُلّ هذه الضجّة، بقيتُ أتأملُ ظهور ماتيو بأيّ فرصة

أيّها القائد أحدهُم واقفٌ على قمة الساتر!!
صرخ أحدهُم

أطلقوا النّار!
صرخ القائد

الساتر بدأ بالإنيارِ شيئًا فشيئًا بسبب المدافع، و الموجودين يُفارقون الحياة واحدًا تلو الآخر، و النصف الآخرُ مُصابٌ بشدّة بينما غارسيا الذي قبل قليلٍ كان أمامي قد تقدّم ليُطلق على أحدهم قد اخترق الساتر، أرادت أقدامي أن تحملني لكي أقوم بمساعدته و لكن قبل أن أتحرك سقط غارسيا مُطرحًا على الأرض، لم يتحرك البتّة.. تقدمتُ بخطواتٍ مُثقلة و حينما تفقدتُ نبضه كان قد فات الأوان....

غضبتُ بشدّةٍ لأقوم بتأجيل الحزنِ بوقتٍ لاحقٍ و أخذتُ بُندقية غارسيا و ها أنا قريبٌ من الساتر جدًا و الذي قد بدأ الأعداء يخترقونه واحدًا تلو الآخر

أحدُ الطلقاتِ أصابتني بطرفِ ذراعي اليُسرى و لكن بقيتُ أُطلق النّار رُغم أن الذخيرة أوشكت على النفاد، لمحتُ أحدهُم يتقدّمُ منّي و علمتُ أنّه من أحد الأعداء، لم تكن الرؤية واضحةً من بعيد بسبب الغبار و قناعي قد سقط و لم أشعُر به

ها هو يقترب أكثر فأكثر و لم يكُن يركض مثل البقيةِ بل كان يمشي بخطواتٍ مُتقاربة أردتُ أن أُطلق و لكن الذخيرة قد نفدت و يال سوء الحظ، تذكرتُ المسدس الذي بجيبي و ها أنا أُخرجه لأستعد و أُطلق النار عليه و لكنه واقفٌ الآن أمامي مُباشرةً بالفعل

هل أنا أحلُم؟ أم أتخيل؟ هل هذا أنت يا ماتيو فعلًا؟ هل أنت هذا حقًا؟

"لا أُصدّق بأنّني حاربتك، لا أعلمُ لما انضممت أنت و غارسيا المسكين لهذا القائد المُخادع و لكن كل الذي أعلمه أنّني افتقدتك للحدّ الذي أُريد أن أعتصر جسدك بقوة.."
قال ليحمل السلاح عنّي بكلّ رفق

جونغكوك...
قلتُ لأشعر بغتةً بطراوةِ شفتيه توقف خاصتي عن إكمالِ الحديث، شعرتُ أنّني بالنّعيم، شعرتُ أنَّ الحرب الحقيقية هي هذه القُبلة و أنّ أوتارها لا يأتي بمثلها أيّ وترٍ لأيّ آلةِ كمان، يالَ هذا الجُنون

ابتعد هو ببطئٍ رُغم أنّني لم أرغب بأن يبتعِد البتّة، منَحني تلك الإبتسامة التي تمنيتُ دوامها للأبد، بادلته الإبتسامة مع مُقلتاي الخدِرة و ها هو أحدهُم يُقاطع بهاء هذا اللّقاء و قد كان القائد الحقير ليصرخ بـ:

إنّه أحد الأعداء أطلقوا النّار عليه!!

لأصرخ سريعًا كردةِ فعلٍ مُباشرة:
كلّا لا تُطلقوا عليه!!!

"تايهيونغ"
قال هو و الإبتسامة لازالت مُرتسمةً بوجهه ليُكمل:

"عش يا تايهيونغ من أجلي..."
لم يُكمل الحديث فقد قام ذلك القائد _الذي سأحقد عليه مُؤبدًا_ بإطلاقِ النّار عليه و ها هو يسقط أرضًا أمام ناظِرَيّ

جونغكوك!!
صرختُ بأعلى صوتي لأسقط على ركبتيّ و أقوم باحتضانه

أرجوك افتح عينيك.. أرجوك لا ترحل!!

حُصِرتُ في زوايا قلبي الخائب و المُحترِق، و خُدِشت المرايا و تنهد إبريل تنهيدةً كتنهيدةِ حوتٍ بعد الصّراع، شعرتُ وهلةً بأنّني سأنامُ بجانبه مُؤبدًا بعد كُلّ هذا الحُطام، أحسستُ بأنّني سأتقيأُ روحي و سآخذُ سُباتًا عميقًا في أحدِ المُحيطات

يالَ شُؤمِ السماء و هي زرقاء،
و يالَ هذه الطيورِ البائسةِ التي لا تُغرّد،
حتى الريشُ الأبيضُ لا أراه،
و بل ريشٌ أسودٌ بكُلّ مكان،
أين أنت أيُّها السلام،
فلا سعادةَ اليوم إلا في جُحر الظُّلم و الظّلام...

أرجوك استيقظ..

أودّ أن أتأمّل عيناك أكثر فأكثر..

عانقني...

أرجوك...

ـ

ـ

Continue Reading

You'll Also Like

3M 85.7K 64
عجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أ...
907K 62.4K 50
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...
765K 28.3K 46
القصه متوقفه لورا الامتحانات تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الث...
الحارث By تـ

Mystery / Thriller

9.8M 582K 52
رَجُلٌ يَشبَهُ الظِلْ يَرتَدي الأسود يُدَخنُ السَجائر بَعيدٌ وقَريبٌ بالآن نفسه يَستَمعُ للشِعر يَكتِبُ النُصوص يُمزقُها يُهدي الأُغنيات وحيد...