ثأرُ الرِّياحْ|TK

By Tiixfk

181K 13K 12.3K

إذا كان سيمضي، لماذا بدأ؟ إذا الرّيحُ ستأخُذ خصيلاتك من بينِ يداي وتداعبها لماذا.. واصلتُ محاولة تطهيرِ يداي... More

٠ : شيئانِ للأبد.
١: زَوارق
٢: عصافير
٣: سماوات
٤: بُروق
٥: أصابع
٦: وجود
٧: أهازيج
٨: ممرات
٩: مرادف
١٠: وتَر
١١: شظية
١٢: خشِن
١٣: سُمْ
١٤: أوّلُ وعي
١٥: التماس
١٧: رّث
١٨: وجوب
١٩: النصف
٢٠: ضمور
٢١: تضييق

١٦: عُقدة

5.4K 517 632
By Tiixfk


إيليا آندرسون؟
تساءل تايهيونق بصوتٍ مرتفع، قطبتُ حاجباي أنظر للطريق لوهلات أُفكر بهذا الاسم

إيليا.. أين سمعتُ هذا الاسم من قبل؟
متأكد بأنني أعرفه، بأنني قرأتهُ في مكانٍ ما، سمعته.. لا أعلم غير أنهُ ليسَ جديداً أبداً

هل سمعت به من قبل حقاً؟

أجل ولكنني لا أتذكر أي شيء بخصوصه
همهم قليلاً، ثم بغيرِ راحةٍ تأفف من جديد، وبقيت ساكناً دون أن أتصرف أُفكّر بالذي رأيته، بالذي حدث ومالذي سوفَ يحدث في المستقبل

أولائك الذين اختُطِفوا.. لماذا قد ولدو إذا كانت نهايتهم سوف تكون بهذه الطريقة، تحتِ يد شخصٍ آخر، في موقفٍ ربما لم يعتقدوا يوماً أنهم سيعيشونه؟

أتساءل وإنّ ما ينخُر جمجمتي كل يومٍ هو هاته التساؤلات..

لماذا فقط أكونُ حاضرٌ في كل ذلك، لماذا أعيشُ هذه القصة بالذات، أوكانَ بإمكاني أن أعيشَ قصةً أخرى؟ أقلُّ تشويقاً؟ أو أكونُ فيها على الأقل بلا ندوبٍ داخلية؟ أو لا، ذلك محال أن لا يوجد في داخل أي أحد ندوب، ولكن أقل، أقل بكثير.. أقلُّ بقليلٍ سوف أرضى، فإني أشعر بالخزي في حياتي الآن، أشعُر بالقبح كلما حاولتُ أن أنظُر داخلي، أتردّدُ حتى باستعادة نفسي

أتردّدُ في إخراج شيءٍ مني وأنا هكذا في داخلي

ماذا نستطيع أن نفعل؟
قُلت أنزل من السيارة أسيرُ نحوه، معكوف الظهرِ مكسورَ القلب حاله، أما أنا فشعور الذنب والكره يرهقني، وكأنني من فعلتُ بهم كل ذلك، وإن صمتُّ الآن عن الذي رأيته فإنني مجرمٌ مثلهم لا محالة.

سنُخبر الشرطة

أخشى بأنهم لن ينفعونا بأيّ شيء
سخرتُ من قوله فهذه الحقيقة، لا فائدة منهم إذا كان أبي منهم بالأصل!

أنتَ محق ولكنني أعني في منطقةٍ أخرى رُبما؟
شعرتُ بشفاهي ترتفع، واحتلتني رغبةٌ بالضحكِ فجأة ففعلت اتكئ على السور، أحدّق في الظلام حولي بعد صمتٍ طويل

أتظنُّ بأنهم سيهتمون بشيءٍ لا يعني المنطقة التي يحمونها؟ بالكاد يحتملون كل الذي يواجهونه أكيد! عبءٌ إضافي سيرهقهم أكثر فلا تُرهق نفسك بالمحاولة في مُجتمعٍ فاشل يبحث عن لقمة عيشه فقط

ماذا عن الذين سُلبت عقولهم؟ صحتهم؟ أرواحهم؟ ألا تفكر بقلبٍ أمٍّ مطعون أو روحَ أبٍ ماتت واحبطت، وهم ينتظرون كل أولائك المراهقين؟
نظرتُ نحوه، هدوءٌ غريب احتلّه، هو من اتكئ على السور بيديه يدخّن، قطبتُ حاجباي.. شعرتُ بشيءٍ ينغزُ قلبي الساكن طوال الوقت، ارتبكت الرياحُ معي، فهبّت بقوة.. حتى تذكرتُ صريراً

أزعجني..

وصريراً أرهقني

أوّاهُ كم يؤلمني قلبي يا ربي ولا بي حيلةٌ لأضمده، أو أُسكّنه في هذا الوقت

لماذا ذكرى قبيحة تراودني أثناء ما أحدق في خلقة الرب الكاملة يساري؟

أنظرُ فيهِ من جديد.. وأحُس بأنني خيبةٌ تركُض إليه وتحتويه

أحُس بأنني سوفَ أؤلمني إن استمريت

وبأنني سوف أؤلمُه، فمن هبةِ ريحٍ بكى قلبي ذكرى منذُ أعوام!

أفكر بماذا عليّ أن أفعل غيرَ شيءٍ أعلمُ بأنهُ لن ينفعني
هل بإمكاني حرق تلك القرية وفقط؟ ولكن هنالك احتمالٌ أن ينجو البعض فلذلك لا.. ليست فكرةً صائبة
أثرثر مقترباً منه، أعلم بأنّ أشدّ الأشياءِ خطورةً الآن هي الاقتراب منك ولكنني أنجذب، شعورُ الانجذاب نحوك لوحده أمرٌ جذّابٌ بنفسه بالأصل!

أنتَ الخطير، أم هو الشيء الذي بدأ يظهر في داخلي؟

تحيّرني أفكاري نحوكَ بل وتأخُذني وأنا لا أعلم ماذا أستطيعُ أن أسمع غيرَ أن كل ذلك يروقُ لدهشتي بك لا غير

إذن فأنتَ لديكَ أفكارٌ اتجاههم في النهاية
قال ثمّ تبسمَ، حكّت عقلي ابتسامته المرتاحة ثم التفت ويدهُ تحتَ ذقنه تُسنده

أحسست بأنّ الربيع ابتدأ حين أطال النظرَ في دون حديث

هكذا فقط رأيتُ بأنّ الزهر يطير

والعصافيرَ تسبح لا تغرق

هكذا وجدَ الفقير مكانَ لحافه المهترئ قصراً

هكذا.. كأنّ الغيث هطل بعد أعوامٍ من حُزنٍ لم يبكيه أحد

ماذا بعد؟

أحسُّ بأنني كُنتُ ميّت؟ وأنّني حاربتُ عمراً كاملاً في معركةٍ لا تنتهي وبقيتُ جثةً بين أشلاء الخوف وكل تلكَ الأوهام، وها أنا.. ها أنا للتو أحيا من جديد

هل تسنِدُ يدك وجهك أم تسندُ أحلامي حقاً؟
سخرتُ بقولي لابتذاله ولكنني كنتُ أعنيه!

ماذا تقول الآن؟
ضحك بغيرِ فهمٍ فتبسمتُ لضحكته الجميلة، إنني أشعر بأنهُ يومٌ جميل، ذكرى جميلة أخيراً في عقلي تسكُن.

إلى متى سوفَ نبقى على هذا الحال؟
سألته بعد أن أشحتُ برأسي بعيداً، أشمُّ رائحة البحر، وحبَّ البحر، فيضانه، أمواجه، تعبه، وأنا.

ليسَ إلى الأبد على الأقل رُبما؟
أتردُدٌ كان في صوته؟ أم خوف، قلق؟

رُبما ما نعيشه هو الأبد الذي اعتقدهُ شخصٌ آخر من الماضي وفي النهاية لم يوجد فيه
احسستُ بأنه نظرَ نحوي فالتفتُ أنظر في عيونهِ تماماً، كتفه يلاصق كتفي وأفكاري تعجفُ بذاكرته الآن بلا ريب فعيونه كأنها التقطتَ شيئاً فيّ

أنتَ ذكي، لكنك كريه تصدّق؟

ليتك تخرَس ولا تتحدث
أخبرته ولكنه اقتربَ بجنونٍ مبتسماً ينقُر أنفه بأنفي!

باردٌ ولكن ناعم، أثرهُ ناعمٌ جداً على أنفي

لا أريد أن أصمت ولن تستطيع أن تصمتني حينَ لا أريد أن أفعل
عاد إلى طبيعته أخيراً بعد أن شعرتُ طوال الوقت بهدوئه المريب

حين أحرق تلك القرية سوفَ أرميك فيها قبل ذلك
قُلت فالتصق بي يحدّق إلى الأمامِ ضاحكاً، ولكنني لا أستطيع أن أنتبه لأي شيء الآن غير يده المُلتفة حولَ ذراعي بكلّ قوة، ألتمس اصراره في التشبث بي، ألتمسُ طفوليةً حلوة، ثباتاً يهزُّ ثباتي أنا.

لن تقدر لأنني سألعنُك حتّى في قبري وستتدمر حياتُك من بعدي تماماً
تبسمتُ ساخراً لما قال

لن تفعلَ شيئاً جديداً صدقني، لأنّ كل شيء قد تدمر بالأصل
أدار عيناه ثمّ تنهد ينظر بنظرة عميقة للسماء، تراجعت خصيلاته للخلف قليلاً وحملت الرّياح بهائه تطيّر حسنه البديع قليلاً قبل أن ترتخي من جديد على وجهه

جونغكوك، هل تحدثت من قبل عما في قلبك؟
عقدتُ حاجباي بغيرٍ ارداةٍ مني ونفيتُ له

لا.. وماذا في قلبي أصلاً ليُشرح؟
لا أشعر بأنني أمتلك الكثير رغم أنني تألمتُ عميقاً، إنهُ.. كيف أشرحُ ذلك؟ إنها ندوب، أترى حين ترقعُ ثوباً مثقوباً بقُماشٍ مُماثل؟ فلا يبين بأنك قد رقعتهُ أبداً؟ بالضبط هذا تماماً شكلُ ندوبي التي تسكُنني، إنها منّي وفيني وترتديني كجلدي.

هل الجميعُ يخرس حينَ يحاول أن يشرح شعوره؟ أعني تصوّر أنني حين أبكي وأقول وأقول وأحس بأنني فرغتُ كل ما بي، ما يزال داخلي يشعر بأنه لم يقل شيئاً في الحقيقة!
بانفعالٍ قال، ولكنه مجروح ولذلك كانت ردة فعله قاسية حتى وهو يشرح الآن

ولكن أنت.. كيف لكَ أن تظلَّ أخرساً طوال حياتك عن مشاعرك، لا أستطيع التصديق حتى جونغكوك
ومن جديد تحدث، ينزل رأسه، ينظر فيّ.

رُبما لأنه ليس بوسعي أحدٍ أن يعلمُ كم يكلّف صمتي، وكم تكلّف كلماتي، لا يعلم أيُ ميزان، أيُ عقل، أيُ قلم، ماذا بهذا القلب المعطوب سِوى أنهُ معطوبٌ وحسب ولكن، لا يفكر أحد ماذا جرى بهذا العطب، لماذا أصبحَ هكذا وظلّ هكذا، ونمى هكذا

إذا تحدثتُ وقلت، لن يكون مريحاً لي، ولن يزرعَ قولي ورداً في بُستانِ أحد بل سيزرعُ شوكاً قد يأذيني لاحقاً لا غير، هكذا كبرت.. أتعلّم أن أخرسَ باستمرار عن شعوري
ولذلك ربما أنا سام.. سامٌّ دون أن أعلم متى أنشر سُمّي.

لم أظن بأنّ الحديث معك هكذا قد يعطيني انطباعاً جيداً عن عقلك اللعين حقاً
أدرتُ عيناي حين قال فأبعدته عني بجفافٍ أعود أدراجي حيثُ السيارة

قم بتوصيلي ودع هرائك جانباً
أخبرته أرفع صوتي، فتقدم يصعد ويشغل المحرك متجهاً حيث منزلي، في سكونٍ عميق، عادت أفكار ذلك المكان الخشنة بجرحِ ذاكرتي، اللعنة كم ذلك يثير القرف والهلع فيّ، أي جنونٌ قي عقولهم، هل هم بشر؟

تايهيونق، هل كان أخيك طبيعياً في الماضي؟ لمن الجنون أن يكون كذلك
بحدةٍ سألته، لأن تذكر أخيه يثير الغضب لا غير

لا، لم يكن طبيعياً
قال بنبرته الهادئة يزيدُ سرعته

هو كانَ يُعاني من شيء ما إذن

كان يملكُ أفكاراً غريبة.. أفكار مثلُ أننا يجب أن نموتَ جميعاً أو أن الكون بأسره سوفَ يقتُله؟
وسعتُ عيناي بدهشةٍ، أيُ عقلٍ سيُفكر بأنّ الجميع سوف يقتله؟

ماذا ستفعل بكل هذه الصور التي التُقطت؟
سألته حين توقف أمام منزلي، أريد أن نتحدث بشأن ما قال ولكن ليس الوقت المناسب، على الرغم من أنني أكاد أموتُ فضولاً لأعرف أكثر عنهما..

نعم شكوكي ما تزال حول تايهيونق تدورُ وتدورُ بلا توقف، كل يوم، في نظراته، وهدوئه يزيدُ تعجبي، ويثيرُ معلموماتي الضئيلة نحوه، أريد أن أعلم حقيقة كل شيء يختبئ خلف حلاوةِ عينيه

سوف ترى، لا تقلق وحسب
تبسم فنزلت بينما لوّح لي قبل أن يدير المقود ويبتعد، دخلت المنزل، أفتحُ هاتفي.. للتو أتذكر بأنني أغلقته في تلك القرية، لماذا هنالك الكثير من الاتصالات من جاي؟

صعدت للأعلى، المنزل مضاءٌ ليسَ كما المعتاد؟ غرفتهما مفتوحة؟ وهذا الأغرب اطلاقاً!

اللعنة أحس بوجعٍ كبير في قلبي، لا هذه أفكاري فقط!

الذي أفكر به الآن مثل كل يوم في كل تلك السنوات، خوفي فقط من يدفعني للتفكير بهذه الطريقة

فما أخافهُ لن يحدُث إطلاقاً..

ومع ذلك فإنني في كل خطوة أخطوها نحو غرفة أختاي أشعر بجسدي يهبِطُ رعباً أكثر

أعيد الاتصال بجاي ولكن.. حين فتحتُ باب الغرفة

صعقت مكاني

سقط هاتفي كما قلبي

إنني أختنق، بل إنني أرى الموت أمامي

ربّاهُ لا..
شعرتُ بجفاف حلقي الشنيع، بالخطيئة التي لن تغتفر وأنا أحدق في أرجاء الغرفة الفوضوية من كل اتجاه

ركضتُ حيثُ جسدُ أختي الصغيرة مُلقى على الأرضية الخالية.. عارية.

سيمو! سيمو!!
صرختُ حتى شعرتُ بالسكاكين تسيرُ طولاً على حنجرتي، ما هذا؟

ما هذا يا إلهي؟

ألم يشبعوا من خوفي؟ لقد سرقوا طفولتي، سرقوا مراهقتي وشبابي وعمري، سرقوا فرحتي، لا لم يسرقوها.. بل حطموني، حطموني قبل عشرون عاماً وها هم يقتلوني بعد كل هذا الوقت!

يداي بردت..

هي لا تتنفس، هي باردة

هي جثةٌ حقاً! سيمو ميتة!

لا.. لم يذهب حرصي هباءً منثورا، استيقظي أرجوكِ..
سالت دموعي، هاه؟ مالذي يجري هنا بحق الرب

لا، كل ما أعايشه الآن كابوسٌ مقرف، كل شيءٍ الآن كذبة

استيقظ يا جونغكوك

استيقظ يا جونغكوك

استيقظ يا جونغكوك

أرجوك استفق من هذا الليل المعتم

من هذا الجرح القاتم

استيقظ وإلا فستموتُ اليوم ولن تعود للحياةِ من جديد!

هيونغ؟ هيونغ ماذا يحدث أرجوك؟
صوتُ جاي على الهاتف، أيقظني من أحلامي البيضاء، ها أنا أفتحُ عيناي من جديد، أمسحُ ما تكوّر فوقَ عيناي يمنعني من أن أبصر جسدها الفقيرِ الصغير

وبكيت، بكيتُ حتى خارت قواي فوق جسدها

بكيتُ كأنني هي

كأنني خرجتُ من جسدي الميت وبقيتُ أحدق فيه ساكنٌ لا يتنفس لا يتحرك

اللعنة يا صغيرتي عليهم، اللعنة علي..
ضممتها بلحافِ السرير، دفعتها في صدري حتى شعرت بضلوعي تتألم، ليتني فعلتُ ذلك وأنتِ تتنفسين

ليتني قبل أن أخرج رأيتكِ تبتسمين تبكين، تزعجينني بنبرتك الحزينة المستمرة

ليتني لم أغادر المنزل..

ليتني لم أفعل

ليتني بقيتُ أتألم بجرحٍ قديم على أن أتألم بموتك المُريع..

ليتني أعطيتك كل ألعاب العالم وأذقتُكِ كل ما تشتهيهِ نفسك

ليتني أعطيتكِ الدنيا ومتُّ أنا قبل أن يفعلوا بكِ ذلك!
أردتُ الصراخ قهراً ولكنني لم أقوى إلا على أن أنوحَ بصمتٍ فوق جثتها

أريد أن أفجّر الأرض ومن عليها، أن يمطر الرب هذا الحريق في قلبي بركاناً من السماء فينتهي العالم بأسره محترقاً من بشاعة هذا الشعور فيّ..

ضربت السرير الحديدي حتى تناثرت دمائي في المكان، مرة ومرة وعشرٌ وعشرون حتى لم يعد بي القدرة على رفعها

أيدٍ سحبتها من جسدي، وأيدٍ حاولت إيقافي

فتوقفت، لأنني لا أستطيع التنفس جيداً، لا أستطيع التفكير مالذي يحدث الآن؟

هل حقاً يكرّر الماضي نفسه!

هل..

سبب الوفاة؛ اغتصاب..
سقطت من جديد

نعم

لقد حدث

خوفي الأكبر حدث

لأنني أحمقٌ وضعيف، لأنني تركتها وحيداً

لأنني بلا مال بلا وظيفة بلا مقدرة كلياً

كل اللوم علي، كل ذلك البؤس علي أنا..

حدثَ لي ما حدث لها فلماذا بكل حمق جعلتها في خطرٍ آخر

حميتُ كل أخوتي منه

كبرت لي يونغ وكبر جاي لكنكِ لماذا.. متي؟

آهٍ يا إلهي قلبي يفترسهُ الوجع بلا توقف

إنها ابنةُ السيد جيون، أجل هذا منزله.. وهذا ابنهُ جونغكوك، هل رأيته في العمل هذا المساء؟

لا، لم يأتي منذُ يومان..

جونغكوك؟ سيد جونغكوك هل تسمعني؟
جسد الشرطي يهزني ولا مقدرة لي على أن أزيح عيناي بعيداً عن جسدها

أسمعُ صوتُ جاي حولي وبكائه كالحلم، يهزني هو الآن، أهو يفعل؟

لماذا أشعر بأن العالم يدور بي وليس هم؟

أحس بأنني باردٌ لشدة الوجع، ليسَ بي رمشٌ يرمش، ولا عينٌ تغلق ولا حركة صغيرة قد أتحركها قط.

يمكن للدنيا أن تكون سخيفة جداً في عيناي حتّى وأنا أراقبها فقط من خِلال باب الغرفة، من خلال النافذة، من خلال هجراتي في خيالاتي، من خلال الثقب المنعزل وسط حُنجرتي

أريد أن أقول وأصرخ الآن، لكنني فارغ، و لا يمكنني أن أصرخ بشيء أقسى من هذا الثقل، لم أستشعر وجعاً كوجع ما يحدث الآن فيّ ولم أستطع لمس شيءٍ فيّ كمثل انعدام مقدرتي على لمس هذا الألم؛ مُهلك، بل قاتِل، أو رُبما أنّني في خيالٍ من الأوجاع المستمرة، ولم أستطع أن أنجو ولو لمرة من استيقاظي المُستمر فيها، فأتمنى لو كان ما يجري الآن كابوساً ليتبدد، أو كانَ هجراً فيتمدّد، أو بُعداً ليتوسّع في عقول أُخرى بعيداً عني
ولكنني وحدي تلتبسني الأوجاع والفراغ على مقاسي تماماً، وهذه الحقيقة؛

منّي أنا نتج الوجع، منّي أنا بكى الصدع، منّي أنا، استمرّ الجزع، خواءٌ يحترق.. أوّاه لو يلمس خوائي أحد، محاربٌ فيّ لا يلتقطني، بل لا يستطيع أن يفعل، كل ما في الأمر أنني خُلقت ونكهة خلقتي الحزن، أصابعي دامية، وقلبي نفذت دماؤه، وأنا مملوء الآن، مملوء بكل تعاسة وحزن العالم.

Continue Reading

You'll Also Like

1.3M 122K 36
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
663K 29.3K 38
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
2.3M 48.2K 73
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
365K 34K 22
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...