١١: شظية

6K 528 626
                                    


مالذي تعنيه؟
سألته وعيناي قد تاهت في أفكاري فلشدة ما اغرورقت بها لم أعي إلى ماذا أحدّق منذُ وقتٍ طويل.

مالذي يعنيهِ حقاً؟ له وحده؟ يالهُ من هُراءٍ لا أحبذه.

فماذا سيجني من فعلته، لستُ أملك المال لأعطيه حتّى، أيساعدني حقاً! لا.. محالٌ أن يكون في الأرضِ شخصٌ هكذا، يُساعِد بلا مُقابل، الدنيا ليسَت حَلوى مغلّفة إن فتحتُ قرطاسها تلذذتُ بسُكريتها، لا.. الحُب ليسَ موجوداً حتّى، ليسَ طعماً أتذوقه، ولا نكهةٌ لها رائحةٌ حلوة أشمها.

إنزل وسأُخبرك بكل شيء
وفعلت، أُحدق بمحلّ القهوة قليلاً قبل أن ندخُله ونجلس في منتصفه، كتفتُ يداي أنظر له كما يفعل، يحدّق فيني بملل قبل أن يلتفتَ زافراً ثم يعود للنظر فيّ بعد أن طلب القهوة وبعضُ الكعك.

تحدّث، ثم لماذا بعد وقتٍ طويل تعزمني على القهوة

هاه.. أعزمك؟ ستدفعُ ثمن مشروبك وسأدفعُ أنا ثمنَ مشروبي

ماذا توقعتُ من شخص اجتمع به جيبٌ فارغ وعقلٌ أخرق
وعقد حاجباه وساورت دواخلي ضحكةٌ لم أصدرها

من الذي خطّط لك، أوليسَ أنا؟

لا، لستَ أنت
تبسّمتُ لا أكبحُ اهتزاز صدري الضاحك حينَ توسعت عيناه وعجزَ فمهُ عن التحدث

أنتَ ناكرٌ فوق قباحة كل صِفاتك!
وصمت حين وضعَ النادل أكواب القهوة وصحنَ الكعكَ الصغير

دع هرائنا واخبرني ما هي خطتك، ماذا تعني بالرحيل لوحدك، إلى أي حدّ وصلتَ في بلاهتك؟
رشفَ من قهوته قليلاً ثم عاد يمدُّ تلك الورقة، يمدُّ سبابته بإصرار وينظر في عيناي بكل قوة

هنا بلا شك سيكون أخاك وصديقك، وبلا شك وون يعمل هُنا، هم يعرفوننا، سأسألك.. هل تملكُ المال لتستأجر أحداً ليدخل هناك؟
نفيت أزيح عيناي أحدق إلى ما يشير اصبعه من جديد

ثأرُ الرِّياحْ|TKDove le storie prendono vita. Scoprilo ora