VOTE & COMMENTS ♡.
انصح الاستماع لاغنية :
.- All the stars - SZA . slowed
__
فتحت باب المنزل بيدينٍ مرتجفة ،
تحيط ثغرها بكفها تمنع شهقاتها .
صدرُها يهبِط و يرتفع بانفاسٍ مُهدرجة
لا تصدق ما رأته عيناها في مكتب جون
او الاثوات التي اتتها .
كان كافيا ان ترى ضله مع اخرى فوق
مكتبه !
اين الوعود؟ اين الحب؟ اين الآمان؟
تين ستضع الثقة التي وضعتها به الآن؟
لقد انكسرت للمرة التانية ضعف المرة
الأولى! الم تكُن كافية بالنسبة له ؟
الم يخبرها انهُ يهوسُ بها ؟ اين هوسُه
اذا ؟ .
تجمعُ ملابسها في حقيبتها دون توقفها
عن سقهاتها و بكائها ، اقتربت من مضدة
المرأة حيث تصطفُ مساحيق التجميل
خاصتها .
ارتفعت بنضراتها ناحية انعكاس المرآة
و تساهد نفسُها ، تلى اين وصلت حالتها ؟
هي ليست ذات الفتاة التي كانت عليها
قبل تلاثة اشهُر .
لقد وقعت بحبِّ رجُلٍ خُلق ليسبب لألم
و الحسرة لها بذات القدر الذي تعشقُه
بها ، و لكن في النهاية كرامتها ستتمسك
بها الى النهاية .
كانت غاضبة من نفسها ، و للمشاعر
المتراكمة بجوفها ، فرمت قنينة
عطر جون التي بيدها ، تكسر المرآة
و تقابل انعاكس شطاياها ، كـ شطايا
قلبها وسطِ روحها المنخدشة .
تبحث عن قلادتها اسفل وسادتها ،
ترمي ملائات السرير على الارضية
تتنفس بصخب و دموعها لا تتوقف
عن الانهمار بحرقة .
تشعر بالضعف ، تشعر انها بالكاد
تقف على قدميها ، ماذا ستفعل؟؟.
اتصلت بتاي و كانت بحاجةٍ ماسة
لنصحيته !
و فكرة السفر لباريس طرات في عقلها
بسببه ، لقد رفضت السفر صحيح، و لكن
تذكرة السفر الذي ارسلها اونوو اليها
ما تزال بجعبتها .
ستترك جونغكوك مرة اخرى بعدما فعلت قبل اسبوعين؟ كانت بالكاد تتنفس في انعدام
وجوده حولها ! فكيف سيصبح حالها ان
سافرت بشكلٍ نهائي ؟ .
اغلقت الهاتف تجثو على الارضية بقلة
حيلة و شعرها الطويل يعيق رؤيتها لكل
شيئٍ حولها ، معادا انعكاسها في شظايا
المرآة .
- لما تفعل بي هذا ، احببتك و خنتني
اعطيتك كل ما املك و خدعتني !!
جونغكوك لماذا !! -
انتحبت باسمه ، و صوتها يدوى بأرجاء
المنزل ، تعلم ان جلست اكثر هنا سيجدها
و قد تقلع الطائرة من دونها ، بينما السائق
في الخارج مازال ينتظرها بعدما طلبت
منه ذالك لدفعها مبلغٍ اضافي اليه ...
لا تمتلك وقتا من اجل التحسر على نفسها .
حملت حقيبتها بصعوبة ، و لم تهتم
لألم ضهرها ، تشرع بسحب احذيتها
و كل ما يخصها في الارجاء .
التفتت تناضر ارجاء المنزل ، و بكل زاوية
هناك ذكرى ، ذكرى معُه لن تناساها مُطلقاً .
خرجت و ساعدها السائق بوضع حقيبتها
في صندوق السيارة ، هاتفها لا يتوقف عن
الرنين و لم يكن غيرُه - حبيبُها جونغكوك-
ام انه اصبح حبيبها الخائن جونغكوك؟
شخرت دون تصديق كونه رغم افعاله مازال
يتصل بها ، اغلقت هاتفها كليا تجلس خلف
مقعد السائق قائلة :
- اوصلني الى المطار من فضلك . -
مترددة في السفر بشكل نهائي دون اي
تحادثه...؟ نعم.
غيرُ قادرة تصديق خيانته و لا قدرةٍ
لها في النضر الى عينيه بعد الآن...؟
نعم .
تتمنى لومه ؟ و السؤال عن السبب ؟
نعم! و لكن....
بعد كل ما قدمته من اجله ، لا احاديث
تترجم ما تشعر به .
تتمسك بحقيبها و على وشك صعود الطائرة،
يون لم تتوقع تواجده في المطار من اجلها
بتاتا ، و سماعُ صوته ينده باسمها خلفها فقط
زاد من ألمها .
نضراتهما المتشابكة و انفعالُه رغم كل شيئ
يطالب بعودتها اليه؟
هذا هوسٌ حتمي، وليس حُباً نقيٍ اذاً .
تمنت لو انها تنسى كل ما فعل و تغفر له
و لكنها كسر شيئا اكبر هذه المرة، وهو ؟
ثقتها به .
لم تستطع سماحع كلامه بشكلٍ جيد بسبب
الحاجز الزجاجي الفاصل بينهما ، و انما
اسمها من بين شفتيه لم يتوقف .
دموعها انسابت بحرقة ، مقررة اتخاذ
هذه الخطوة و الدعس على قلبها بشكلٍ
نهائي ، فبكل مرة تستخدمه بها؟ تخرج
الخاسرة هي! .
دلفت للممر و ستصعد الطائرة ، صوتُ
جون توقف عن النضح لمسامعها ، و كانت
بالكاد تكبت دموعها تجرجر حقيبتها
خلفها .
هي ستنساه ، و ستتخطى حتماً .
و بالحقيقة انتهى بها الامر تبكي بمقعدها
تستمع للموسيقى بسماعاتها ، تشعر كما لو
ان كلمات الاغنية تحتضنها .
فتحت هاتفها ، و كانت خلفية الشاشة
صورتهما سويا ...
قضمت شفتيها ، و همست بحرقة
تقرا رسائله اليها ، يسالها عن مكانها
و العشرات من اتصالاته :
اغلقت الهاتف و ستتاكد من رميه في
البحر بعدما تصل .
تهمس اثناء مطالعة انعكاسها بنافذة
الطائرة و الضلام يقابل حالكتيها :
- اتمنى ان تجد هوساً جديدا لك ..
فانا لم اعد بالخدمة بعد الآن . -
--
خرجت من الطيارة بعد ساعات استغرقتها
الرحلة ، لم تنم بها و بل كان الارق رفيقُها .
كانت تبحث بعيناها عن شخصٍ مألوف بين الزحام ، و كلما حادثها احدهم لم تكن قادرة
على فهمه، او فهم المتحدثين حولها .
الفرنسية؟ لغة غريبةٍ عليها ولا تجيدها مطلقا ، فكل ما تعرفه هو - صباح الخير - أحبك - !
لو كان جون معها؟ لكانت ستخبره بهما
حتماً .
-اجل ... قالت انها ستتخطاه؟
و ها هي تتخيله معها هنا،
يتمسك بيدها ، يغرق خدها
بالقبل و يرمي عليها اطرائاته
المستمرة - .
ابعدت افكارها تسير بالمطار تبحث عن
شخص مألوف، و لم يستغرق الامر
لحظات اخرى الا وتشعر بسحبِ احدهم
لرسغٍ يدها .
التفتت بسرعة و كانَ الفاعل رفيقُ
طفولتها ، اونوو .
طويل القامة ، بشرةٍ صافية و عينانٍ
سوداء وسيعة بأهدابٍ جذابة رفيعة .
ذات الابتسامة النقية ، و مازال كما هو يشعرها
باللطافة من مجرد مطالعة وجهه ، فقط كما كان يفعل مُسبقا .
- Bienvenue au pays et capitale de l'amour -Paris-.
الفرق عما كان عليه مسبقا هو الطابع
الرجولي الذي تنبث منها هالته ، من ثم
صوته العميق و نبرته الثخينة .
نطق اونوو ببسمةٍ خافثة ، وسطُ نضراتي
الباهته في عينيه ، و ملامحي الباردة .
- ماذا؟ -
تسائلت بعقلي ، ما الذي قاله؟
و على الارجح فهمتي بسرعة
لما همست به!
فلم يعطني مجالا ، مقتربا قام بسحب
حقيبتي مقررا حملها بنفسها .
- قلت اهلا بك بدولة و عاصمة الحب!
ستكونين بحاجة الى دروس فرنسية
ايتها الارنبو ، فهنا دون اجادتك
للفرنسية لن تستطيعي التحرك ! -
قال يجعلني اعيد ذاكرتي لهذا اللقب
الذي كان يلقبني به سابقا .
- لست ارنبة احد اولا ، و ثانيا...
اين بيول ؟ الم تاني معُك ؟ -
- لم اخبرها بقدومك بعد ..
اعتقد انها ستتفاجئ برؤيتك
و بالمناسة ، سنة جديدة سعيدة! -
- همم .. لك ايضا -
اجبتُ بتململ ، اشعر بالتعب ولا
املك القدرة على الاخذ و العطاء
مع احدهم الآن !
و هذه الليلة المشؤومة
اتمنى فقط ان انساها .
و لكن يده التي امتدت نحوي بصندوق
شوكولا بطعم الكرز - الطعم المفضل لدي- جعلني اناضره بعينين متسعة و بعضُ
التفاجئ يعتل ملامحي تماما مشعور الذنب
الذي طرأ بنفسي ، لمعاملتي الجافة له .
-بحقكم هو لم يفكر بمحادثتي طوال الاربع
سنوات الماضية حتى ! -.
- ما زلتَ تتذكر؟ -
اساله محولة عيناي عن لوح الشوكولا ،
لعينيه ، فيجيب :
- شوكولا بطعم الكرز ، لم انسى شجارك
معي من اجلها في السابق ،
فلن انسى طبعاً -
اجاب بنبرةٍ هادئة و تلك البسمة الخفيفة
تزين محياه .
اومئت اليه ممتنة ، احاول الابتسام
بوجهه ، و لكني فاشلة بصنع التعابير
و حزني؟ يفتضح على الفور .
- اشكرك -
- لا شكرٍ بيننا .. ارنبة -
امتدت يده يربت على قبة راسي
و يتخطاني بسيره نحو باب الخروج،
يجعلني اقف بمحلي لوهلة افكر بحقيقة
ما يجري .. هو يتصرف كما لو اننا كنا
سويا البارحة ! .
- يجب ان اهدا و اتجاهل الامر ببساطة
كما يفعل . -
سرنا سويا نحو سيارته ، و البرد صفع
وجهي بقوة رياحه الهابة بالثلوج الكثيفة
مما جعلني ارتجف وسط ملابسي رغم ثقلها ، اخبئ يدي بجيابي الى اللحظة التي دلفنا بها سيارتِه .
- سمعت ان عمي و بيول يسكنان
بشقتك؟ ...-
-هذا صحيح ، قام ابي بشراء
منزل لكما و لكنه في حالة تعديل
و ترميم ، فورما تنتهي الصيانة
ستنتقلون اليه .. -
اومئت بصمت ، اخفظ راسي على
مسند الكرسي ، و كل ما يجول برأسي..
جونغكوك و لحظاتي الاخيره معُه .
لا اعلم ما ينتظرني ، و لكني حتما
اخطط لتغيير حياتي و اتباع حلمي
بعيدا عن صخب قلبي و انكسار
ثقتي بجميع الرجال حولي .
--
-بعدُ خمسُ اعوام -.
- كان الرجل زائر نساء و كانت هي
فتاةٍ ذو عناد و انوثةٍ طاغية .
اوقعتهُ بحبها بل اصبح يهواها
و يهوس بكل ما يتعلق بها ، ورد
انهم نروا بصعوباتٍ كثيرة و بالرغم
من هذا ، الفتاة ؟ فضلته عن عيوبه
و تقبلته بها .
اتدرون كيف انتهت قصتهم؟ -
تسائل طالبا في العشرينات من عمره ، يقف
بقاعة كبيرة تحطيها المقاعد و طلابٍ يشاهدونه و يتابعون تقريره .
شاشةٍ بيضاء كبيرة ، تضعر فيها صورة
جونغكوك و حبيبته السابقة آوه يون .
كان الاستاذ جون يقف جانبا ، يستمع
لطالبه الذي تجرأ و اعاده للماضي بكل
بجاحة .
كان الطالب جريئا حتما بفعلته هذه .
الجميع صمت و لم يكن لهم الجرأة
على اجابة سؤال زميلهم ، اغلبهم
يدرون بحقيقة و ماضي جونغكوك.
ولكن لم يتجرا اي منهم السؤال،
او فتح موضوع حبيبته السابقة
معه لما تسببت به من عرقلةٍ في
مهنته .
فيجيبه جون بصوتٍ ابح و ثقيل، بجدية :
- دعني اخمن ..
هجرته؟. -
التفت اليه الطالب و ببسمةٍ جانبية
اجابَ استاذه :
- صحيح .. بعدها اصبح الجميع
يتسائل ما سر هجرها له!
هل اذاها؟ هل كان يعاملها معاملةٍ
سيئة؟ او بالنهاية هو خانها ولم
تتغير افعاله مع النساء ؟؟ . الجميع
و لم يجدوا الجواب .
فقط توقف هو عن مهنته كمصور،
و اصبح استاذا بعد سنتين من
الاختفاء عن الانظار و الجميع
عاد و اصبح يتسائل ما سبب
عودة المصور الشهير جيون
جونغكوك بعد طوال هذا الاختفاء؟
ليفتح اكاديميته الخاصة بتعليم
التصوير ، و فنون التصوير .
و بصراحة سيد جونغكوك، هذا هو
سؤالي في تقرير اليوم! ما الذي
جعلك تعود لهذا العالم كاستاذ
و ليس كمصور يمتلك جميع هذه
الخبرة! لما توقغت عن التصوير -
تقابلت عيون الطالب بعيون استاذه
في صمت للحظات اثناء ضم يديه
امام صدره ، و يفكر كيف سيعاقب
طالبه او كيف سيجيب على هذا
السؤال الذي يعتبر شخصي؟.
كانت لحظاتٍ تزيد القلق و الفضول
يغلي بعقول كل من يشاهد على النقاش !
فجاة رنّ جرسٍ يعلن انتهاء وقت
الدرس، و دروس جونغكوك لليوم .
تقدم جون نحو الطالب بخطواتٍ بطيئة
يناضر عينيه بحاجبٍ مرفوع ، تعلم ضبط
نفسه بشكلٍ جيد في سنوات القليلة الماضية.
كان الطالب يناضره بصمتٍ و الفضول يتلئلئ
في عينيه عقله و ، فهو من اشد المعجبين بالمصور جيون جونغكوك منذ سن مراهقته
و كونه تسنحت له الفرصة كي يصبح طالبا
لديه؟ كانت تلك افضل لحظة في حياته عندما تم قبوله بكلية JK قبل عدة اشهر .
- جميعا ، يمكنكم الانصراف ، و انت
ايضا فيليب . -
جون تخطاه دون ان يجيب سؤاله مشددا
على احرف اسمه بالنهاسية .
يُبقي الطلاب في حيرة، ثم سار لمكتبه
يجمع تقارير الطلاب الذي وضعوها فوقه،
يحملون انفسهم للخارج متمنيين يوما
سعيدا لاستاذهم الرائع جيون جونغكوك ،
و نضراتهم على فيليب الواقف يحرج .
كان جون سيخرج من القاعة و لكن وقوف
فيليب امام وجهه ، سبب وقوفه يبلل
ثغره باعصابٍ مشدودة رغم برودة ملامحه!
- استاذ! تعلم انني لم اقصد التدخل
بخصوصياتك و كوني كتبت هذا
التقرير عن سيرتك الذاتية فقط
لاحترامي و اعجابي الكبير باعمالك! -
- توقف عن محاولة التقرب من
استاذك فيليب ، فذالك قد
يسبب لك المتاعب فقط ، مثل
الرسوب مثلا . -
تخطاه معدلاً نضارته فوق تلة انفه،
يسير تحت انضار فيليب اليه
بحاجبينٍ مقتطبة و ملامحٍ خائبة !
- ساكتشف ما جرى معك أستاذ جونغكوك...
اعدك! -
همس الطالب يقلض على يده بقوة ، ثم
حمل اغراضه و خرج من الكلية بالكامل .
شاهد جون من نافذة مكتبه في الحرم
الداخلي للكلية ، خروج فيليب بخطوات
مسرعة، دلّت على استيائه .
سلاسل الشمس الساطعة احرقت
عينيه، فاغلق ستارة النافذة يحرر
عنقه من تلاثة ازرار قميصه الاولى ،
انه وقت الضهيرة ، و الجو حارٌ
و يزداد حرارة يوما بعد يوم .
انه - يونيو - فصل الصيف و موسم
السباحة ، حفلات الشاطئ و سهرات
المراهقين ، و لجون؟ النبيذ المثلج .
اخذ يسكب النبيذ لنفسه ، ثم التفت
يناضر ايطار الصورة المعلقة على
حائط مكتبُه .
تأمل صورة العارضة امامه بتروٍ يرتشف
نبيذه و يده بوشمه الضاهر في جيب بنطاله الاسود اثناء استناد جسده على مكتبه .
رنّ هاتفه بعد دقائق ، يعيدُه لارض الواقع
من ذكرياته لاخر خمسة اعوام .
يتحمحم ثم يجيب ، بصوته الثخين ؛
- اجل ، جيون جونغكوك يتحدث . -
- مرحباً جونغكوك، انه انا كيم سوكجين. -
- مرحبا.. لم نتحدث منذ فترةٍ طويلة سوكجين،
ما الذي جعلك تتصل بي الآن؟ -
- بصراحة اتصلت لادعوك شخصيا
الى حفل زفافي الذي ساقيمه بفرنسا
جونغكوك، سيشرفني حضورك ! . -
فرنسا؟ ...
لما هذه الدولة من بين الجميع تحديداً ؟.
_____________________________
الجزء -63- انتهى ♡.
جونغكوك و يون انفصلوا لخمس
اعوام ، برايكم ايش صار بهذه
الخمس اعوام ؟ .
ملاحظة : الرواية تغير موعد تنزيلها،
بدلا من الساعة الثامنة مساءً بتوقيت
السعودية ، سيصبح التحديث على
التاسعه مساءً بتوقيت السعوديه .