ثأرُ الرِّياحْ|TK

By Tiixfk

181K 13K 12.3K

إذا كان سيمضي، لماذا بدأ؟ إذا الرّيحُ ستأخُذ خصيلاتك من بينِ يداي وتداعبها لماذا.. واصلتُ محاولة تطهيرِ يداي... More

٠ : شيئانِ للأبد.
١: زَوارق
٢: عصافير
٣: سماوات
٤: بُروق
٥: أصابع
٦: وجود
٧: أهازيج
٨: ممرات
٩: مرادف
١٠: وتَر
١١: شظية
١٢: خشِن
١٤: أوّلُ وعي
١٥: التماس
١٦: عُقدة
١٧: رّث
١٨: وجوب
١٩: النصف
٢٠: ضمور
٢١: تضييق

١٣: سُمْ

5.8K 566 598
By Tiixfk


مرحباً..
صوتهُ صدح حين فتحتُ المكالمة فارتبكت أوجاعي، وتيبّس لساني ولم أستشعر أقدامي فوق الأرض أبداً، فما هذا الذي يحدُث؟ أبكل عُقلٍ الآن.. جاي يكلمني!

هيونغ.. كيف حالُك؟
شخرتُ ساخراً، ولكنني في الحقيقة أرجُف رجفاً مميتاً في داخلي، وبي مليار فكرة وظن

لماذا لستَ في المنزل؟
قال من جديد بنبرةٍ مُترددة

سأُخبرك بكل شيء جونغكوـ
أغلقتُ الهاتف أُعيد رأسي إلى الخلف، أُشبك يداي ببعضها وأحدق في ضوء المصباح الذي يتوسطُ السقف، صوتُ انسكاب الماء ..

وصوتُ صغيرٍ يبكي..

وصوتُ جرحي ينزف من خلال كل بقعة في هذا المنزل الغريب.

استقمتُ جالساً من جديد والحيرةُ مأزقي، وعدتُ أستند على الجدار خلفي والأجوبة تُنهكني من واقعيتها.. فجاي ليسَ خيّراً؟ نعم هو كذلك فعلى من أكذب، على نفسي؟ ونفسي أشدُّ البشرية كرهاً للنفاق والخداع والكذب؟

كيفَ.. أستطيع أن أثق به؟

هل أنا عجولٌ بحكمي الآن.. نعم فلربما أنّ جاي يملك أسباباً!

هل تشوي شخصٌ جيد؟
وسألت أتخطى مرحلة السكون في هذه الغرفة وأدخل في مرحلةِ الغموض الذي تحفّ تايهيونق، فنظرت حين هدأت خطواته واستكنت، نظرتُ في ظهره، وشيءٌ اغتالني فجأة كلما صعدتُ بعيناي على تفاصيله الرشيقة، ولربما أنه يمكن للجمال أن يصمتنا أحياناً حقاً، فلم أقدر أن أسخر من عيناه التي هلعت ولا وجوده الذي بدا سراباً وكأنه فارقني أمامي.

تعال واجلس
قلت له فتحرّك وكأنه قد وعى أخيراً بأنهُ أطال الغرق بعيداً عن يباسة اللحظة الحاضرة، فجلس يبتلع ريقه وبحدةٍ حدّق بي الآن، فتقدمت أضعُ يدي فوقَ مرآة صبره القليل على ما يبدو وأُحدّق حتى تلاطمت أفكاري حدةً أكثر وأكثر

تايهيونق..
وناديته، كأنّ فتيلاً علِق في أصابعي

لماذا.. بينما أنا هُنا، ترتعب؟
حدته هدأت فصار في نظراته لينٌ غريب، لكنهُ شيء.. شيءٌ مرّ سريعاً على قلبي

وأنا مرعوبٌ الآن مما شعرتُ به في هذه الثانية، مرعوبٌ جداً!

لم أرتعب، ما هذا الهُراء الذي تقوله؟
ومن جديد، يحدّق بعينانِ مسكينتان، يلعب بالسوار الصغير على رسغه قبل أن يعيد حدقتاه فيّ، فأتحرك كأن شيئاً مؤذياً سيصيب جسدي كلما نظر.

أجبني إذن؟
قلت أعمّق حدة صوتي لأسيطر على كيانه

إنهُ سيء كم مرةً علي أن أُخبرك بذلك، أنتَ تريد إثباتات؟ اكتشفها بنفسك أيها الأخرق لا شأن لك بماذا كنت أعيش
منزعجاً استقام، يا لهُ من عقلٍ حاد يمتلكه وفكرٌ غبي

هيه..
رفعتُ رأسي حين قال فجأةً بتردُد، تقدم من جديد يجلس بحاجبين مقطوبين

هل جاي أخبرك إنهُ بخير؟ كيف اتصل؟

إنهُ في المنزل
توسعت عيناه حين قُلت

كيف ذلك!

لا أعلم أيضاً
وأنا المُنزعج هذه المرة، فكلما طرأ هذا الأمر على أفكاري شعرتُ بالضيق

سأذهب
قلت أستقيم أسبق خطواته التي لحقت بي حتى باب المنزِل

أين ستذهب؟

سأعودُ للمنزِل
ارتديتُ حذائي أهمّ بالخروج من عتبة المنزل إلا أنّ يده أمسكت بذراعي بقوة يجعلني أُحدّق فيه، ماذا الآن

وماذا بعد ذلك؟
سألني يثير تعجبي من جديد، لذا رفعتُ يدي متأففاً أُزيح يده إلا أنه رفع يده الأخرى يضعها فوق يدي باصرار

ماذا بعد ذلك؟ لا شيء طبعاً ليست لدي خطط، أو ذلك سيُحدّده جاي
نزع يداه عنّي بكل قوة وابتعد يدفعني ثم يغلق الباب في وجهي!

واو هذا لعينٌ جداً، أبتغي ضربه حتى يفقد وعيه بين أقدامي وسأسرُّ برؤية ذلك بكل صدق.

أكملتُ سيري حتى أصبحتُ في المنزل، أُراقب الملل في الأرجاء قبل أن أخلع حذائي وأدخُل، وكان السُكون دائماً مصدراً لهذا المنزل حتى مع قدوم الفتى الذي اختفى لأشهُرٍ طويلة.. لا شيء غيرَ الصمت، وماذا أعتقد بأفكاري هذه أصلاً مع عائلةٍ مضطربة وفاشلة كلياً؟

من شدة الاختناق شعرتُ بأنّ ثيابي ضاقت علي، وبأنّني أصبت بالشلل فلم أستطع إلا الشعور بالعجز الشديد وبالخمول ينتابني وأنا أسير في هذا المنزل، ياللطاقة السلبية المشحونة به.

هيونغ..
صوتٌ لهوفٌ هادئ صدح، حين وصلتُ أمام باب الغرفة وفتح، ولاقاني وجهُ أخي الصغير، هادئاً للغاية في ملمحه، لم يتغير به شيء ولا جرحٌ واحد ولا خدشٌ صغير ولا أيُ شيءٍ حرفياً، لم أعي كيف اختفى وجهه من أمامي وصرتُ بين أحضانه، إلهي ياللسكينة في عناق جاي بعد كل هذا الوقت الطويل، ياللسكينةِ والرُعب معاً، فأكادُ أقتلعُ جذور رأسي الآن وأصرخ بكل شيء من شدة تقلّب مشاعري

هل أنا في حُلم؟ أم أنني استيقظتُ من حلم؟ أم ماذا؟ ماذا اعتنقني وخنقني الآن، لماذا أرغبُ أن أبكي حتّى فجرِ اليوم الآخر!

يمكن لأفكاري أن تُلهبني لهباً مميتاً إلى هذا الحد؟ بل يمكن للمرء أن يموت من شدة تفكيره حتّى.

أينَ كنت
أبعدتهُ أقول، أدخل متجنباً التحديق به، لا أشعُر باللهفة بل بالاختناق، أُريد أن أبتعد منه ومن نفسي ومن العالم أجمع في هذه اللحظة تماماً.

كان يجب أن أخبرك بكل شيء منذُ البداية أعلم لكن..

أينَ كُنت!
التفتُ بسرعة أرمي بزجاجة العطر على الحائط خلفه فارتخى جسده يجلِس محدّقاً بي.

آسف جونغكوك، أعلم بأنني جعلتك وحيداً مع والدينا وأثقلتُ كاهلك لكن كل ذلك حدث مصادفةً..
صبري نفذ، و وجعي امتلأ حتى بتُّ التحف الحرارة والغضب الشديد الآن

سرتُ بخطواتي حتّى وقفتُ أمامه فرفعُ رأسه يحدّق هادئاً بي

أنستك بضعة أشهر جحيمَ غضبي؟
كبحتُ يدي عنه لئلا يتألّم، ولكنني أُفكر أيضاً بأنهُ آلمَ قلبي بلا مبالاة فيولدُ حقدٌ عليه لم أعهده، آهٍ لا أستطيع أن أصرخَ بشيء ولا أستطيع أن أشكوه لأحد

ليسَ لديّ أمٌ حنون

ولا قلبُ أبٍ قلِق

ليس لدي أحدٌ يشعُر بي

ولا نفسٌ قد تراعيني فيني.

أعلمُ الآن بأنني احتجتُ لذراعٍ أخرى حقيقية أكثر من ذراع أخي فإن آلمني أخي فيها يكون هناك من يداويها، ولكن لأنني بائسٌ جداً وصعب المعشر لا يفهمني ولا يحاول أن يعرفني أحد، هذا مُتعب.. أن يحدّق بك شخصٌ عزيز أثناء محاولتك في أذيته، ولذا ابتعدت ولم أبتغي أن أظهرَ ضعيفاً أو أن أستثني أحد ولكن لأنهُ جاي سيفهمني ويعرفني.

أخبرني فقط، أين كُنت؟
أكان في تلك القرية حتى؟

كنتُ أعمل مع وون

ما هذا العمل الذي يجعلك تقطع اتصالك بي ويجعلك تترُك دراستك؟
سألته جالساً أتأمل ملمحه الذابل، لا أستطيع تفسير شيء، لا أصدق أني هادئ الآن!

لقد.. هيونغ.. أنا فقط لا أستطيع الشرح
قطبتُ حاجباي غاضباً فماذا يعني، لا يملك عذراً لهذا الغياب!

أنا أسألك أين كنت ومالذي جرى جاي فأجبني وإلا دفنتك حياً هنا!
رفعتُ صوتي وشددتُ قبضة يداي فوق ركبتاي، أكبح أن أستقيم وأضربه حتى يخرج كل ما في أحشائه

لم أستطع إخبارك لأنك لن تسمح لي بالرحيل هذا أولاً
استقام يقول، هاه؟ إذن ماذا عن الذي كان يدرس في ذلك اليوم

هل تعني بأنك ادعيتَ كل شيء؟
سألته مستقيماً لا أشعر بأنني أستطيع تمالك غضبي أكثر لذلك مسكتُ بجسده ألفّهُ سريعاً نحوي أجرّه من ياقته

من الذي اختطفك جاي، أخبرني من الذي عبث بعقلك وغيّرك لترضى بكل طواعية أن ترحل عن المنزل وتترك كل شيء
هسهسةُ أجرّه وأسحق قميصه بيدي فلا يبدو كالذي أعرفه

جاي لن يتركني!

فقط أردتُ بعض المال لنا جونغكوك لذلك اضطررت لترك كل شيء خلفي، ألا تريد أن نخرج من هذا المنزل، ألستَ متعباً بما فيه الكفاية من تكرار الماضي كلما استيقظت!
شعرت بالألم في قلبي ولكنني لا أعلم السبب تحديداً

أكانَ حديثه؟ أم أنه يصرخ في وجهي لأول مرة؟

هو نزع يداي بكل قوة حتى ودفعني حتى اصطدمت بحافة سريري.

أسمع رنينَ هاتفي كالحلم حولي، أشعر وكأنّ كل شيء مزحة..

أنتَ فقط تتعذّب من كل هذا الفشل الذي أحاطك، هيونغ أنتَ فقط تنكر بأنك تملك هذا الحظ السيء الذي يعيقك في كل مرة!
صرخ بقوة واستشعرت رجفةً سارت فيّ لصدق قوله حين بدأ يتقدم أكثر يجرّني من ياقتي بعينانِ حزينتان، أين ذلك الهدوء؟ أين ذلك الفتى الصغير الذي كان به قبل أشهر؟ كانت أشهر فلماذا صارَ جاي هكذا؟

كم مرةً رفضوا توظيفك، كم مرةً حاولت أن تصبح بحالٍ أفضل ولكنك فقط من صريرِ الباب تُجن! جونغكوك أنتَ مع مرور الوقت تصبح مجنوناً أكثر لا غير، نحنُ فقط سنغادر قريباً كل هذا المكان، ثِق بي، سأفعل كل شيء لأجلك ولأجل أختينا، فلماذا تستمر بالغضب علي ومعاملتي كالطفل! لقد كبرت، كبرتُ من ألمكَ أنت، من كل تلك السنين التي لم تمنها خائفاً، كبرتُ من خلال كرهك لنفسك، كبرتُ وأنا أراكَ تمزّق نفسك لتحمينا فأرجوك دعني وشأني وثق بي، ثق بأني سأعطيك حياةً مريحة! حياة لم تستطع أن تعطيها لنفسك حتى حين أصبحتَ راشداً
ورحل يتجه إلى الحمام بينما أنا خرستُ خرساً مميتاً

لم أستطع قول المزيد، لم أستطع التحرك، لماذا أحسُّ الآن بأنني عاريًا مخذولاً مهزوزاً.

كيف أخبره بأنه لا يمكن أن يسعفني شيء، ليس هناك قدرٌ كافٍ من الدموع لأبكيه ولا بئرٌ عميق ليحشُر صرخاتي، ليسَ هنالك أقلام ولا مسدسات لاحشرها في فم الرغبة الناعسة علّها تموت أخيراً لتحيا لاحقاً بشكلٍ جَديد

ليسَ هنالك شيء
الكلمات ضاعت في الكلمات؛ غشاءٌ أصاب دواخلي، غشاءٌ ثَقيل، تهزّه الرياح ولكنهُ لا ينقشع، تهزّه الأسماء والأيام والذكريات والحنين والأوقات، ولا يرتخي، غشاءٌ كأنهُ جِدار، غشاءٌ يلتفّ حول بصماتي، يمتصُ تاريخي المتواضع، يمتصني كما يمتص الموت روح طفلٍ فجأة وهو يلعب

هكذا أسقط خاوٍ مُرتجف

أداعب رؤوس الأيام بأطراف متيبسة، غير معلومة، منسية، وتخاف باستمرارٍ من تجاويفها، هكذا! مات في صدري كل شيء.. هكذا قتلت البرود كل حرارة، هكذا.. راح صدري ينوح عليّ بالمحاولة الفاشلة، منذُ أنهُ يعلم بأنني وأنهُ قد ذُبحنا منذُ أعوام.

يمكنك الخروج فلن أغادر المنزل الليلة
وظهره يقابلني قال، وهذا الفعل أثبت لي بأنه لا أحد في العالم يمكنه أن يفهمني كما هو، وها أنا بلا تردد خرجت، لا أعلم ماذا أقول له ومالذي أنكره ومالذي أدافع به، خائراً ضاحكاً خرجت من ذلك المنزل الذي آلمني اثنان وعشرونَ عاماً.. ليتني أموت ويموت كل شيء من خلفي، ليتني حرّاً بلا ثقل، أو ليتني الثقل الذي فوقي ولا أكون الذي تحته.

لماذا تحاول الاتصال بي في الدقيقة ألف مرة بحق الرب
أحدق في هاتفي أنظر للذي يتصل بي بلا توقف بلا حياء ولا حياة!

فأغلقت الهاتف أسير للمجهول، روتيني الممل عاد ولذلك لا أستطيع أن لا أضحك على نفسي وعلى الحياة وعلى قوله بأنه سيعطيني الراحة.

لا يمكن أبداً، أن ينتشلني أحد منّي، لأنّ العلة بي أنا، الوجعُ الذي فيني هو أنا.

جونغكوك!
صراخاً أجفلني فالتفت أحدّق بالذي كان يركض نحوي بكل قوة، حتى استقرّ بجانبي متشبثاً بكل ذراعي

لا تنتحر أيها المخبول!
رفعتُ رأسي أشمُّ رائحة البحر، أغمض عيناي و أنفاسه المتوترة تعطّر كتفي الأيسر، خلف السور أقف، البحر الهائل أمامي ويظن الغر تايهيونق بأنني سأموت لو قفزت الآن..

ارتفعت شفاهي للأعلى أكثر

أكثر

وأكثر

داعبتني الرّياح ورائحته انتشرت، يا إلهي أيُ عطرٍ هذا الذي يلمسُ قلباً مجروحاً ولا يلسعه؟

فضحكت، حتى تساقطت من عيوني الدموع من شدة الضحك، ضحكتُ أنا، أنا ضحكتُ حقاً، لأنني أشعر بشيءٍ جديد، لأنني خائف، لأنني أريد البكاء ضحكت.

جونغكوك، أنتَ تضحك.. أنت حتماً سوف تنتحر
ويقول مهلوعاً فالتفت له مبتسماً ليصرخ في وجهي يجرني باتجاهه أكثر

هل تريد شيئاً يتخطّى الحُدود؟
سألته بهمس فخفت من الرّياح أن تسرق صوتي وكلماتي، بل سألت الدموع التي تناثرت فوق وجنتاه و وجهه الذي احمّر من بكائه علي..

بكائه علي أنا..

هو يبكي حقاً علي ظناً أنني سأنتحر! هل هو غبي، ألا يفكر مثلاً بأنني أجيد السباحة؟

أنتَ مجنون، فالتصعد الآن فوراً أمامي!
يقول باكياً متلعثماً، لعابه يتناثر على وجهي ولكنه حُلو؟ اللعنة هو حلو

أنتَ أحمق
وجميلٌ جداً

أنا أجيد السباحة حتى لو كان الشاطئ -في الأسفل- بعيد
وتركني بكل برود! يمسحُ وجنتاه بقوة يأخذ نفساً طويلاً قبل أن يلتفت بملامحٍ غاضبة وباردة يحدّق بي

هل يمكنك أن تأتي إلى هُنا وفقط؟
تأففت منزعجاً، أقفز من السور أقابله وجهاً لوجه، وهكذا صمتٌ مستمر، ينظر فيني وأنظر فيه، فتنهدت أُدير عيناي وأعود للتحديق فيه

سأُعيد عرضي، ألا تُريد شيئاً يتخطّى الحدود؟
ابتسمتُ أقترب منهُ كثيراً، شعره يناسب أفكاري، يناسب خشونة يدي أما عن وجهه فأعتقد بأنه يستطيع أن يُخرس قباحة حياتي.

ألا تُريد أن أصفعك حتى تخر أمام أقدامي معتذراً على عدم الاجابة على مكالماتي واصابتي بكل هذا الهلع!
ضحكت على الرغم من أنني كنت سأغضب كعادة ولكن لا طاقة لي اليوم، هذه الساعات أنا أكثرُ حزناً من أن أغضب.

لكنني أُحب أن تكون الذي ينحني
تلمّست وجنته ألاطفه، لقد ظهر في الوقت الصحيح، كنت أختنق، ولكن وكأنه ثقب اختناقي وتنفّس داخلي.

اللعنة أنتَ حقاً جنسي، وكريه.. لذلك أكرهُك
وشددته من ذقنه بقوة، أُلاشي ابتساماتي

أنتَ حقاً لا تفعل
تبسّمت أرفع شفاهي حيثُ خطّ الدمع فوق وجنته، هادئاً مسالماً، لم يقل شيئاً، لم يتحرّك، لم ينكر، ولمن الساخر أنّ أنفاسه المتثاقلة دفعتني لتذوّق ملوحة وجنته، بل عفواً لم يستطع ملحُ عيناه أن ينفي سُكّريته، تأكدتُ وأنا أتذوّق وجنته الآن، بأن هذا الفتى نادرٌ، كشيءٍ مُحال أن يتواجد في مُتحَف حتّى لأنه لن يحصل عليه أحد ولن ترسمه يدُ بشري كما براعة خلقته الآن، إنهُ عملٌ فنّي لكل مرآةٍ يحدّق بها!

لا تبكي عليّ، سأفترسُك في المرةِ القادمة إن فعلت
ولا أمزح، وجهه لذيذ للغاية وهو محمر، محال أن تكفيه القُبلات، إنهُ يستطيع أن يدفعني للتصرف بكل جنون.

شكراً أعطيتني المزيد من الأسباب لكرهك، أنتَ مقرف
ومع قوله هذا هو ابتعد بهدوء يمسح وجنته التي لعقتها بكل تلذذ فضحكت من جديد، بدا خجولاً ومتقززاً فعلاً بالوقت ذاته.

حسناً لماذا أنا هنا بحق الرب
التفتُ من جديد أنظر له حين وجدته يكادُ يرحل

هل تمزح أين تذهب؟
سحبته من جديد ليقف بجانبي مغتاضاً

ماذا قال لك جاي؟
سألني بعد صمتٍ طويل فنظرت إليه قليلاً قبل أن أحدّق في الاضواء التي تسمح لي برؤية البحر قليلاً

لا يُريد إخباري بأي شيء

ماذا؟ أنت يجب أن تجبره! جونغكوك هل أنت مجنون أنت لا تعلم ماذا يفعلون في تلك القرية، تشوي مجنون أعرفه، أخاك كان يصافحه وهذا يعني بأنه متواطئ معه، حتى لو كان أخاك هذا لا يعني بأنه لن يكذب أو أنه يجب أن تثق به!
بغضبٍ ظلّ يتحدث فالتفت نحوه، إذا ظهر جاي أخيراً وبقى فما شأني بتايهيونق بعد اليوم؟ طبعاً لا أُفكر بتركه لأنني انتهيتُ من حاجتي ولكن يظلُّ قلبي يقرصني نحوه باستمرار.

لا أعلم ماذا أستطيع أن أفعل بعد الآن تايهيونق.. في الحقيقة لا أصدقك، ولا أصدقه ولا أصدق نفسي!

ماذا تعني بحديثك؟
بصرامةٍ تحدّث فنظرت له و وجدته حاقداً في نظرته لي

ألا تفكر لماذا أتصل بك كثيراً جونغكوك؟
مُجدداً قال لا يسمح لي بالحديث، وسؤاله.. فكرتُ نعم والإجابة كانت أنه مزعج لا أكثر

لأنك مُزعج؟
صفع رأسي بملمحٍ غاضب وكبحت ضربه

اسمعني جونغكوك، أنت دخلت حياتي بشكل مفاجئ لكنني لن أسمح لك أن ترحل بشكلٍ مفاجئ أيضاً، حين اتصل جاي عليك خفت أنك حقاً سوف ترحل، لأنك حقير وعلاقتي بك غريبة جداً، كل الذي أعرفه أنني أبتغي وجودك معي على الأقل حتّى أغادر يونغام
ولكن لماذا؟ لماذا يبتغي وجودي أحد؟ ولماذا لا يبقى هنا معي في يونغام!

إذا كنتُ حقيراً لماذا تبتغي وجودي؟
سألته، أضع يداي بداخل جيوبي أحدّق فيه بينما هو يحدّق في البحر

أبتغيك وحسب ما شأنك أنتَ في مبتغاي؟
ابتلعت ريقي لأنّني شعرتُ بجفاف الكلمات فيه، ولكنني لم أستطع أن أزيح ابتسامتي التي رُسمت والتي كبرت أكثر حين نظر بطرف عينه وأعاد نظره سريعاً للأمام حين علم بأنني أنظر إليه.

سيكلفك وجودي الكثير تعلم؟
تأفف يقترب أكثر بوقوفه إلى جانبي، فيه الكثير من الإصرار

أُريدك ولا يهمني أيُ شيء آخر غير ذلك.
هذا كثير على أن يحتمله قلبٌ واحد.

Continue Reading

You'll Also Like

656K 29.2K 38
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
659K 14.4K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
590K 25.6K 28
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
360K 13.9K 46
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...