آنجِيلوس١٩٤٠ || YM

Par 00melas

186K 17.1K 26K

كُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الأ... Plus

مُقدمة
-١- حَانةُ المَوتِ المُفاجِئ
-٢- سُوناتا "مثيرٌ للشفقة"
-٣- سُوناتا الرَّقم واحِدٌ وعشرون
-٤- المَعزوفة الرَّابعة ( اختناق)
-٥- سيمفونية ضَرباتُ القَدر
-٦- المعزوفَة الثالثة عَشر
-٧- تضحية مُوسيقية
-٨- بِجانب البُحيرة
-٩- المَعزُوفة الثّانِية والعُشرون َ
-١٠- الجَاز عَبر شَوارع بِرلين
-١١- مَعزُوفة أُوبِرالية
-١٢- لَيلة كَئيبة
-١٣- تراقُص الأجسَاد
-١٤- نُدبةٌ قَديمة
-١٥- ضَوء القَمر
-١٦- السُقوطُ السَادس
-١٧- السُّوناتا السَّابعة عَشر
-١٨- رِحلة الى مَكانٍ بعيد
-١٩- مَشهدٌ مِن صُنع شِيكسبير
-٢٠- السُوناتا التَاسِعة و الخَمسُون
-٢١- مُوسِيقى الأُورغن الشَهيرة
-٢٢- رِسَالةٌ الى آلفرِيد
-٢٣- الحَرَكة الأُولى
-٢٤- ليلة موسِيقية قَصِيرة
-٢٥- لِقاءٌ بعد فُراق
-٢٦- مَعزوفة الجَرسْ
-٢٧- جُزئية الشِتاء
-٢٨- سيكلوجيات شائعة
-٢٩- السوناتا الأولى
-٣١- مُذَكَرة آلفريد
-٣٢- النِهايَة
- مَعزوفةَ مُميزة ١/٢ -
- مَعزوفَة مُميزة ٢/٢ -

-٣٠- حانةٌ في مَانهايم

3.9K 429 496
Par 00melas


Enjoy

******************

الثاني مِن يَناير عام ١٩٤٤

مَانهايم

مانهايم الباردة و المُثلجة و التي ما زالت تَحتفل بحُلول العام الجَديد كانت المكان الذي يَقضي الجنرال أيامه وحيداً

برودة الجو لا تُقاس بِبرودة مَشاعره و الوحيد القَادر على جعل الثلج حول قَلبه يذوب هو مَحبوبه الذي يبعد عنه أميالاً و أميال

شارِداً طوال سَيره و ينظر لأبنية المَدينة و الحواجز العسكرية التي تَم وضعها بين كُل شارِعٍ و أخر

الباب الخَشبي فُتِحَ و ظهرت من خَلفه الضوضاء و الأصوات الصاخبة

و الموسيقى الألمانية  الشعبية الصاخبة والتي لطالما ظن الجنرال بأنها مُملة كانت تَصدح في أرجاء الحانة و صَوت الضَحك لا يُحاكي أوضاع الحَرب القائمة في البِلاد

ما يجري في هذه الحانة مُثيرٌ للاشمئزاز و من دخل اليها كان يعقد حاجبيه و يرتدي ملابسه العسكرية و النجوم و أوسمة الشرف عادت
لتزين كَتفيه

و جميع من يراه يُلقي التحية بخوف من مَنصبه الذي يَفوق جَميع المُتواجدين

يبدو أكثر جِدية و أكثر قَسوةً مِن السابق لربما أيام بُعده عن مَحبوبه و تَفكيره الشديد و قلقه على حياة من يَسكن قَصره هي ما جعلته على هذا الحال

بدأ عامه الجديد من دون رؤية عازفه و كم كان البُعد قاسياً عليه كما هو على جيمين

و لكنه ابتسم عندما تَخيل ما كان سيفعله مع آنجيلوس لو أنهما قَضيا
هذا اليوم سوياً 

هُو و مَحبوبه و البيانو في غُرفتهما و لاشيء أخر يُقاطع لحظاتهما مَعاً

و لكنها الأن مُجرد أحلام، إنها أحلامٌ يَصعب تَحقيقها ...

" سيدي هل أُحضر لَك مَشروباً الى طاولتك ؟"

نادلٌ لا على التعين قد تقدم منه راغباً بِخدمة الجنرال لكن النفي هو كُل ما قابله

" لا حاجة لذلك ، سوف أجلس بالقرب من الساقي "

كانت الهَمسات واضحة حول وجود الجنرال في مدينة مانهايم و حول هيئته التي تبعث بالريبة فهو مُقربٌ من الحاكم شَخصياً اذاً لا بُد أنه يُشبهه

الساقي سارع باحضار كأسٍ نظيف حال سماعه لكلمات الجنرال و لاقترابه منه

" نمتلك نبيذ عتيق مِن عام ١٩٢٠ إن كُنت تَرغب "

" بالطبع "

نَظر للنبيذ و هو يُسكب داخل كأسه و تجاهل صوت الموسيقى الذي بات مُزعِجاً عند اندماجه مع الضِحكات الثملة الصادرة من مجموعة رجالٍ و نِسائهم في الطاولة المُجاورة له

أخرج عُلبة السجائر مِن جَيبه و وَضع إحداها في فَمه ثم نَظر للساقي الذي أشعر عُوداً مِن الكَبريت و قَرب شُعلة النار الصغيرة مِن فوهة السيجارة كي تَشتعل

" شُكراً لك "

القى آلبير نَظرةَ على الساقي أمامه و كان شاباً يُماثل آنجيلوس عُمراً و بطريقةٍ ما هَيئته بَدت مُشابهة لِمن يَشغل أفكاره

" هل أَطلب منهم الخروج من الحانة سَيدي "

سأل الساقي عِند مُلاحظته لِشكل الجنرال المُنزعج لكن آلبير نفى

" لا بأس دَعهُم يَمرحون "

" عادةً الضُباط ذوي الشأن الرفيع يُخلون الحانة و يتفاخرون بمناصبهم أمام الجنود الأقل رُتبة لذا رَفضُك كان صَدِماً قَليلاً أيها الجنرال"

ابتسم آلبير للساقي ثم تجرع ما في كأسه بهدوء

" لابد و أنك أيها الساقي قابلت الكثير من أنواع البشر بِحُكم عَملك لكن يجب أن تعلم بأن البَشر مُختَلفون و أنا لستُ بِمُحبٍ لأمور التفاخر بما أملك "

" إن عَملي كَساقٍ لم يجلب لي سِوى فائدة واحدة و هي حِفظ الأسرار ، أتعلم عَدد الضُباط الذين أتوا و أفصحوا بأكبر أسرارهم أثناء غياب وَعيهم بسبب كَثرة الشُرب"

الحديث بدأ يأخذ المَجرى المُناسب للِجنرال ، فَسبب قُدومه الأساسي كان من أجل استخراج بعض المعلومات

" و ألم تُفكر يوماً بإفصاح أسرارهم مُقابل المَال؟"

الساقي نَفى و أمسك بزجاجة النبيذ مُعيداً ملء كأس الجنرال الذي أوشك على أن يُصبح خالياً

" يا سيدي الجنرال أنا رَجُلٌ لا يُهمني سوى الحِفاظ على زوجتي و طِفلاي بَعيداً عن الأذى ، أفعال الشُجعان و المُتمردين لا تُثير اهتمامي "

" أنت مُعاكِسٌ لأحدٍ أعرفه حَق المَعرفة "

ابتسم الساقي و طَرح السؤال الذي خَطر في باله

" ماذا عنك أيها الجنرال ، لابد و أن بُعدك عن زوجتك طوال الوقت مُؤلمٌ للغاية "

حياة الجنرال كانت خَفية عن أي أحد كما هو ماضيه لذا أخفض رأسه و شِبه ابتسامةٍ ظَهرت على وجهه ثم هَمس بصوتٌ لا يَسمعه أحد

" نعم الابتعاد عن زَوجي مؤلمٌ للغاية "

اقتراب رَجُلٍ كَبيرٍ في السن  يبدو مُتعجرفاً و ذو لِحيةٍ بيضاء و قام بِمُقاطعة حَديث الساقي و الجِنرال عن طريق إطلاقه لضِحكةٍ مُتملقة

" السيد آلبير في زيارة حانتي يالي مِن مَحظوظ و يال اختيارك الرائع فنحن نَمتلك أجود أنواع الكُحوليات التي قد تنال إعجابك "

كان صاحب الحَانة ليستمر بالثَرثرة لولا مُقاطعة الجنرال له و احراجه

" لا أرغب بسماع طريقة ترويجك لِحانَتك و كَما ترى أيها السيد أنا أمتلك مَشروباً بالفعل و كُل ما أرغب به الهدوء قليلاً "

تحمحم الرجل و ابتسم بِثقلٍ يُحاول تدارك الموقف المُحرج و يعلم بأنه لا يستطيع فِعل شيء سِوى الأبتسام فمن أمامه ليس شَخصاً يُستهان به

" لكنني أريد أن أطلب مِنك السَماح لِلساقي بِمُشاركتي كأساً على حِسابي "

استعجب الساقي و صاحب الحانة من أمر الجنرال و مُجدداً ليس بوسعهما إلا المُوافقة

و موافقتهما السريعة ذكرته بآنجيلوس و بِلقائهما الأول في حانة المَوت المُفاجئ عندما رَفض مَحبوبه مُشاركته المَشروب و بالرغم من مَعرفته بِهويته الا أنه كان شُجاعاً بما فيه الكفاية ليقول لا لأي شيءٍ لا يرغب به

جيمين مُختلف بطريقةٍ عنيفة جعلت منه يقع في الحب بسهولة و دون التساؤل عن السَبب فكل شيءٍ واضح

الأمر تَم حَسمه مِنذ البداية و كُتب عليهما الوقوع في عِشقٍ لا يُناسب الزمان أو المكان الذي يعيشان به

جَلس الساقي الى جانب الجنرال بعد أن أحضر كَأساً مَلَأهُ بالمشروب و انتظره حتى يبدأ حديثه كي يَعرف سبب طلبه الغَريب

هو كان ساقٍ يلتزم الصَمت و يستمع لِتُرهات الضُباط و السَكارى و لكنه وجد نفسه الأن يُجالس رأساً كبيراً في الدولة لذا انتابته الريبة و تمنى أن تنتهي هذه الليلةُ على خَير ما يُرام

" قُل لي هَل من الممتع الاستماع للأسرار أيها الساقي ؟"

" أيها الجنرال أخبرتك سابقاً بأنني أود البقاء بَعيداً عن المَشاكل من أجل عائلتي "

" اذاً دَعني أُقدم لَك عَرضاً سخياً مِن جِنرال الدولة الأكبر آلبير ، سأحميك أنت و عائلتك و أحرص على ألا تَطالكم أصغر آذية  و لكن في المُقابل ستقدم لي المُساعدة سِراً دون مَعرفة أحد بذلك فقط أنا و أنت "

تنهد السَاقي و نَظر حوله يُفكر بِعرض الجنرال هذا

" سيدي الأمر خَطيرٌ للغاية و أنا أشعر بالخوف "

" لا تَقلق أيها الشاب فأنت و عائلتك في رِعايتي الأن لذا أجبني على جَميع أسئلتي "

الجنرال كان بارعاً في الاقناع و ماهراً في إظهار تَعابيرٍ مُناسبة تَجعل مَن أمامه يُصدقه و يثق به على الفور

على عَكس جيمين الذي عَلم فوراً بأن الجنرال خَبيثٌ و يجب الحَذر مِنه و عدم تَصديق كَلماته

" دَعنا نُصبح أصدقاء و أبعد هذا التوتر ، أنا الأن صديقك آلبير فما اسمك أيها الساقي "

" أُدعى فابيان شتيرن "

" اذاً أتُعطيني كَامل ثِقتك فابيان ؟ و بالتالي سَتكسب حِماية عائلتك من طَرفٍ لا يُمكن التغلب عليه و حتى إن قام أقوى الضُباط بتهديدك أخبرهم باسمي و سوف يتراعدُ خَوفا"

و حسناً الجنرال نَجح في مُهمته و هاهي علامات الرِضى تَبان على وجه الساقي الذي زَفر باستسلام

" لا بأس لكن ما سأخبرك إياه هو أمر خطيرٌ للغاية و أرجو منك الاحتفاظ بهذا السِر "

************************

السادِس مِن يناير عام ١٩٤٤

جيمين

كانت أيامي على حالها أنتظر أمام الشُرفة على أمل ان يأتي ساعي البريد و يضع الرسالة التي أتوق لِقرائتها من أشهر

و لكن رؤيتي له هذا الصباح و في يده عِدة ظروف جعلت مني أهرع الى الخارج على أملٍ بأن يكون يونغي قد أشفق على حالي و أرسل لي مَكتوباً يُطمئنُني عنه

و ها انا أقف أمام صُندوق البريد و أنظر لِرسالتين قد أشعلتا لَهيب الغَضب في قَلبي ، كُنت و على مدى أشهُرٍ قَلقاً على حياة الجنرال و وضعت مِئة بل ألف احتمالٍ سيء و لكنني أتفاجئ الأن بأنه قام بِخداعي و مازال في ألمانيا

و عِوضاً عن ذهابه الى فَرنسا قام بإرسال جونغكوك و إيثان الى هُناك

رِسالةٌ مِن حَرس مَدينة مانهايم و أُخرى من إيثان ، شَعرت بالاطمئنان قليلاً فوجود شقيقي في مكان أمن نسبياً هو أمرٌ مريح

و أيضاً الجنرال على قيد الحياة عكس جميع احتمالاتي مما جعلني أتنهد مُرتاحاً فسلامته تأتي أولاً

لكنني غاضبٌ مِن ارتجالاته في أفعاله ، الوقت أصبح ضَيقاً و يوماً بعد يوم يُحسم أمر ألمانيا و لكن حبيبي ما زال عَنيداً يرفض الاستماع لي

"  أتعرف عُنوان قَصر جونغكوك في مانهايم؟"

سألت سيباستيان الذي يُرافقني في كُل مكانٍ حِرصاً على سَلامتي كما أمره يونغي قَبل رَحيله

" بالطبع أتود أن نُرسل للجنرال خِطاباً عن معرفتنا بمكانه ؟"

هل أُرسل له أم أدعه و شأنه كي يُقرر مَصيره ، فالحديث مَعه لن ينفع بعد الأن و على ما يبدو هو مُصِرٌ على البقاء في ألمانيا اللعينة و انا لا أعلم السَبب حتى

" دَعنى نتمهل قليلاً ، اسبوعاً على الأقل و إن لم يخرج مِن حدود مانهايم بَعد اسبوع سأذهب أنا إليه و أصب جميع غَضبي و حقدي "

" ماذا عن آلفريد ؟ أنت لا تقوم بفعل أي شيءٍ تجاهه سيدي "

ابتسمت بسخرية فمن شِدة الأمور التي تُثقل كاهلي بِتُ أنسى انتقامي من آلفريد

" هذا الجُرذ متى سوف يلفظ أنفاسه الأخيرة ؟ هو ساكنٌ للغاية و يبدو بأنه لايزال تحت تأثير الصَدمة بسبب ما افتعلناه لأجل اقناعه بِمَقَتل آلبير و لكن سكونه هذا لا يُعجبني و أعلم بأنه سيقدم على فِعلٍ سيء لذا احرصوا على مُراقبته جَيداً  "

إن بقاء الجنرال على قيد الحياة هو أكثر ما يُهمني الأن و لكن من أُحبه يُرهقني و يَشغل تَفكري و لا ينفك عن جعلي أقلق على حياته

في بَعض الأحيان أندم على وقوعي في حُبه على الرغم من أن الأمر لم يكن بإرادتي لكن وجوده في حياتي أضاف لي أموراً أقلق بشأنها كُنت في غِنى عَنها

و المزعج في الجنرال هو أنه يُشابهني تَمرداً و تَهوراً ، كلنا يميل الى تَنفيذ ما رأسه و نتجاهل الأوامر

كُنت أشعر أن موافقته السريعة لهروبه كانت تحمل خَلفها الكثير من الكَذب فهو لن يرحل و يتركني خلفه بهذه السهولة

دَخلت الى القَصر و أول ما فَعلته كان رَمي رِسالة الحُراس داخل المِدفئة و أبقيت على رسالة إيثان فهي غاليةٌ على قَلبي كَمُرسِلها

إن جونغكوك أهلاً لِلثقة  و ذو قَلبٍ طيب و أنا مُتأكد بأنه أخبر هوسوك و نامجون عن طَريقة الهروب الوحيدة الى فَرنسا و التي من المُفترض أن يتبعها الجنرال لكنه و بكل بساطة قَرر هَدم كُل ما خَططنا لأجله

" سأصعد الى غُرفتي و احرص على تقديم الطعام لآلفريد و أجبره على تناوله فَما بيني و يينه لن ينتهي بهذه السهولة "

أومأ لي سيباستيان و افترق كُلٌ مِنا في طَريقه ، صَعدت السلالم بهدوءٍ و ثِقل و لم أشعر بنفسي عندما وصلت الى غُرفتي

غُرفتي العشوائية و سريري المُبعثر الذي تأكدت من تَرتيبه صباحاً

عَقدت حاجباي فمن يَجرؤ على دخول غرفتي في غيابي ، التفت و كنت على وشك النداء لسيباستيان لكن فوهة سِلاحٍ اصطدمت بجبهتي و وجه آلفريد المُبتسم قابلني

يبتسم و يكاد يضحك كأنه مُنتصر و كُل ما يشغل عقلي هو كيف استطاع الخروج من الغُرفة

ابتلعت ريقي و قلبي أصبح ينبض بخوف و هاهو آلفريد مِن عام ١٩٣٩ يعود و على وجهه ذات الملامح القوية

" أنا أذكرك جيداً في هذه اللحظة و أذكر هذه القُوة المُزيفة التي أظهرتها في ذلك اليوم و لكنها كَلفتك كَثيراً كما ستكلفك الأن"

" كيف خَرجت ؟"

قهقه بِعلو و استهزأ بي مُثيراً استفزازي

" كما فعلت أنت و أفلت من قبضتي عدة مرات "

رأسه مال و نَظر لي عن كَثب ليزداد رُعبي مِن هذه اللحظة

" أتعلم أنت تبدو كالطفل الذي حَلمت بتربيته يوماً ، شُجاعٌ جداً لكنك لست مَحظوظاً أيها اليهودي فأنت ولِدتَ في عالمي و في عالمي أنت تموت كالخنزير و أنا أحيا لذا انسى جميع ألاعيبك في السابق و دعني انتقم لابني الذي قَتَلته بدمٍ بارد"

كان دوري كي أضحك بِعلو و كان دَوره ليعقد حاجبيه

" تَنتقم ؟ لم أظن يوماً بأن آلفريد العظيم و الذي بحثت عنه طويلاً سينتقم مني و على ماذا يا تُرى ؟ قَتل وَلده الوحيد و لكن ماذا عن عائلتي أيها الجنرال؟ ألا أستحق أنا أيضاً الانتقام؟ "

" سيد آنجيلوس إن آلفريد-"

صاح سيباستيان عند دخوله الى غُرفتي و على ما يبدو كان يود إعلامي بهروب آلفريد من حُجرته لكنه تأخر كَثيراً فهاهو سِلاح المَعني يُصوب نحو سيباستيان الذي دخل و يداه مرفوع باستسلام

" قِف بجانبه سيباستيان الخائن "

قال و قد بان الحِقد الدفين على وجهه ، على الرغم من امتلاكه لسلاحٍ قاتل الا أن يده تَرتعش

سارع سيباستيان في الوقوف الى جانبي
" هل أنت بِخير سيدي ؟"

" لا تقلق سيباستيان "

" ياله مِن مَوقفٍ شاعري ، حتى في هذه الأحوال يا سيباستيان أنت تُلاحق هذا العازف الضعيف ، لا بُد و أن الخيانة أعجبتك الى حَدٍ كَبير "

" ألفريد كُف عن هذا الكلام و أطلق رصاصة انتقامك أنا مُستعد "

قُلت هذه الكلمات و أنا أعلم بأنه سيخطئ التَصويب فارتعاش يده ليس بِمزحة  ، بالاضافة الى انه يُمسك بسلاحي و أنا أعلم بأنه لا يوجد سِوى رَصاصة و احدة داخله

و بالفعل ها أنا أرى ابتسامته و مِن بَعدها صَدح صوت ضغطه ع الزناد ثم رَصاصة

رَصاصة كانت لتخترق المِرآة لولا حَركة سيباستيان الخاطئة عندما حاول حِمايتي لتدخل الرصاصة في ظهره

وسعت عيناي و نَفيت برأسي عندما رأيت سيلاً مِن الدماء يخرج من فم سيباستيان

" لا سيباستيان لا أرجوك "

سقطت على الأرض و رأسه في حضني ، عيناي لا تتوقف عن إنزال الدموع و لا أستطيع التَصديق

وضع يده على وجنتي و هَمس بِكلماته الأخيرة

" سيدي اعتني بنفسك "

*************************

يُتبع

ترا ما امزح بكيت و انا اكتب اخر جزئية

Continuer la Lecture

Vous Aimerez Aussi

55.6K 2.9K 32
تميزة عائلة كيم منذ الازل بكم اطفالها،تزاوجو منذ تاسس العائلة ببعضهم بعضا، يتزوج فقط اولاد العم و الخال،كثيرا ما تري العجائز هناك فاعمارهم تقارب المأ...
22.1K 682 13
مَالذي سوف يَحدثُ بَعد مرورَ سَنتان من الانفصالِ ؟! هَل سوف يَعود كُل شيء طبيعي أما مَاذا ؟! ما الأسرار الذي سوف تنكَشف ؟! والسؤال المهم هَل سوف يع...
247K 6.1K 33
❝ إذا زوَجـتُك لا تُمـتِعُك يا اخَـي ، انا سـأفَعل ❞ بـارك بيـكهيون. أحـببُت اخـي حُـباً مُـحرم قـذراً بِـه مـن الدنـاسَه والنجـاسه والقـذاره كـماً...
97.3K 6.8K 22
الكيسيثيميا: ظاهرة نفسية يفقد فيها الشخص التعبير عن العواطف المشاعر الداخلية ، والكيسيثيميا لا تعد مرضا. موجود على نحو اعتيادي عند بعض الناس الذين يم...