آنجِيلوس١٩٤٠ || YM

By 00melas

196K 17.6K 26.4K

كُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الأ... More

مُقدمة
-١- حَانةُ المَوتِ المُفاجِئ
-٢- سُوناتا "مثيرٌ للشفقة"
-٣- سُوناتا الرَّقم واحِدٌ وعشرون
-٤- المَعزوفة الرَّابعة ( اختناق)
-٥- سيمفونية ضَرباتُ القَدر
-٦- المعزوفَة الثالثة عَشر
-٧- تضحية مُوسيقية
-٨- بِجانب البُحيرة
-٩- المَعزُوفة الثّانِية والعُشرون َ
-١٠- الجَاز عَبر شَوارع بِرلين
-١١- مَعزُوفة أُوبِرالية
-١٢- لَيلة كَئيبة
-١٣- تراقُص الأجسَاد
-١٤- نُدبةٌ قَديمة
-١٥- ضَوء القَمر
-١٦- السُقوطُ السَادس
-١٧- السُّوناتا السَّابعة عَشر
-١٨- رِحلة الى مَكانٍ بعيد
-١٩- مَشهدٌ مِن صُنع شِيكسبير
-٢٠- السُوناتا التَاسِعة و الخَمسُون
-٢١- مُوسِيقى الأُورغن الشَهيرة
-٢٢- رِسَالةٌ الى آلفرِيد
-٢٣- الحَرَكة الأُولى
-٢٤- ليلة موسِيقية قَصِيرة
-٢٥- لِقاءٌ بعد فُراق
-٢٦- مَعزوفة الجَرسْ
-٢٨- سيكلوجيات شائعة
-٢٩- السوناتا الأولى
-٣٠- حانةٌ في مَانهايم
-٣١- مُذَكَرة آلفريد
-٣٢- النِهايَة
- مَعزوفةَ مُميزة ١/٢ -
- مَعزوفَة مُميزة ٢/٢ -

-٢٧- جُزئية الشِتاء

4.5K 480 564
By 00melas

جا الفرج

************

التاسع مِن اكتوبر عام ١٩٤٣

جيمين

القَدر يالها  من كلمةٍ تُثير السخرية ، إن القدر كَلِمةٌ تُرادف الحَرب بقسوتها و كَثرة عَقباتها

و القدر الذي كنت الاحقه لسنواتٍ طويلة آتى لي على أقدامه وحيداً و ضعيفاً

حالة آلفريد التي تَبدو مُتعبة جعلت مني أشعر بالقوة و لطالما تَخيلت اليوم الذي سألقاه به ، ظننت بأن الخوف منه سيتملكني بعد ما فعله بي و بعائلتي

لكن اتضح العَكس فأنا ما زِلتُ قادِراً على مواجهته تماماً مثل اللحظة التي دَفعته بها عن والدتي في تلك الليلة المَشئومة

الجِنرال يُراقب خطواتي عن كَثب و في الوقت الذي يكون فيه خارج المَنزل يقوم باحتجازي داخل غُرفتي و يُقفل الباب مانعاً أي حديثٍ أو احتكاك يحدث بيني و بين والده

انا في الثانية و العشرون من عمري و لم أعد ذلك الشاب المُندفع و المتهور بل بِتُ أكثر هدوءً و أكثر صَبراً و شوقاً لرؤية آلفريد يموت بعد عذابٍ أليم

الغَضب الهادئ و الدَفين الذي وَضعه الموسيقار فيفالدي  في جزئية الشتاء مِن مَعزوفته الفصول الأربعة تُشبهني للغاية

البرودة و الحرارة .. النار و الثلج ... الانصهار و التجمد ، جميعا كَلماتٍ مُتناقضة لكنها الأنسب لوصفي حالياً

فأنا الأن أقف بجانب سرير آلفريد و أراقب أنفاسه المُنتظمة و التي تَدل على نومه بِسلام

أنا أنظر له و لا أفعل شيئاً و في يدي سكينٌ رَغبت  بغرزها داخل قلبه مِئات المرات ، و لكن هل تُعادل المِئة مرة آلامي على مدى السنين ؟

وجهٌ لم تُغيره السنين و لم تُضاف على ملامحه المُتعجرفة سوى التجاعيد التي زادت مِن قُبحه قُبحاً

لِمَ يتنفس بهدوء؟ لِمَ لا يختنق حتى الموت

أضغط على يدي كاتماً قَهري و مُحاولاً مَنع نفسي عن وضع الوسادة على وجهه و خَنقه

كيف يُمكنني وصف ما أشعر به الأن بالكلمات المُجردة ؟ إن الحَقد الدفين لن ييقى دفيناً الى الأبد بل سيخرج يوماً ما

سوف يخرج على أسوء هَيئة و أثاره الجانبية لن تكون جيدة مُطلقاً

نحن النَفس البشرية التي من المُفترض بأنها نَفسٌ صالحة لكن الأمراض النَفسية مُتأصلة داخلنا و تَنتظر اللحظة المُناسبة لِلتحرر

و إن المواقف اليومية و على مر الزمان هي من تُكون شَخصيتنا و مُستقبلنا ، فأنا لم أكن لأكون بهذا الجموح يوماً لولا الجنود اللذين حاولوا إخضاعي و أنا لست بخاضعٍ في أي حال ...

يَدٌ امتدت تُغلق فمي و تَسحبني بَعيداً عن سَرير آلفريد  بل و عن غُرفته بأكملها ، لم أُقاوم فأنا أعلم من يكون هذا الشخص

أدخلني الجنرال الى غُرفته الخاصة  و ألصق ظهري بالحائط ، حاجباه شَكلا عُقدةً تَدل على غَضبه مني و لكنني لم أكترث
بل أبعدت يده عن فمي و بادلته حِدة نَظراته ، نحن و رُغم حُبنا العميق لِبعضنا الا أن الشِجار هو جُزءٌ مُهمٌ و أساسيٌ أيضاً في علاقتنا

المُشكلة تَقبع في رَغبات كِلانا المُتضاربة و كِلانا يرفض الاستماع لرأي الأخر ، أُحاول حمايته و هو يفعل كذلك

لكن حتى أستطيع حِمايته بعيداً عن الآذى يجب أن أقتل آلفريد

و حتى يَحميني هو يجب أن يُبعدني عن قَتل آلفريد

نحن على هذا الحال منذ لِقائنا بعد ذلك الفراق الأليم و بعد انكشاف جميع الحقائق و الأهداف

" توقف عن الوقوف في طَريقي يونغي فأنا لستُ طِفلاً ، إن رَغبت بقتل والدك لفعلت ذلك مُسبقاً "

وضعت يداي على صدره و دَفعته بعيداً عني لكنه لم يتزحزح من مكانه بل أمسك ساعدي و رفع ذِراعاي للأعلى

" كيف تَسللت خارِج غُرفتك ، لقد أقفلت الباب بإحكام "

ابتسمت له ساخراً و مُنتصراً

" أظننت بأن بابٌ خَشبي سيمنعني من تحقيق ما أرغب به ، عزيزي أنا هَربت من مُعسكر الإبادة و هَربت منك سابقاً على الرغم من أن الكثير من الجنود كانوا يُحاوطون المنزل لذا إياك و أن تَظن بأنك قادِرٌ على رَدعي "

" لكنه يبقى الحَل الوَحيد حَتى أستطيع حِمايتك ، أعلم بأن رَدعك و السَيطرةُ عليك أمرٌ صَعب الا أنني أحاول قد الإمكان إبعادك عن الأذية  "

أخفضت رأسي مُقهقهاً و نفيت له
" تَحمي مَن مِمَن ؟ يَجب أن توفر الحماية لوالدك عَزيزي فَهو مَن سَيموت هنا لا أنا "

" هو لا يُهمني إن تَعفن في الجحيم و لكن أنت من يُهمني و لا أرغب بِرؤية يداك مُلطخة بالمزيد من الدماء "

نَجحت بافلات يداي من قَبضته و كَتفت ذِراعاي مُتحدثاً بِبرود ، أنا أكره التحدث اليه و أنا على هذا الحال و لا أرغب مِنه سِوى برؤية جانبي اللطيف

" إنها مُلطخةٌ بالفعل لذا مالفرق ، ثم إنني أخبرتك سابقاً بأنها حَربٌ قائمة و لن تَنتهي إلا بِهدر الدماء "

" اذاً أنت اخترت الانتقام على الحب بيننا أليس كَذلك؟"

اشتدَّ بي الغَضبُ بسبب تَهوره في الكلام عن مَشاعرنا الذي لا ينتهي

" مَتى ستتوقف عن إقحام عَلاقتنا بانتقامي، لِمَ دوماً تَتكلم و كأنك المُحِب الوحيد و هل تَعلم عن ألم قَلبي في كُل مرةٍ تُشكك بِعشقي لك فمتى ستتوقف عن أنانيتك؟"

لِشدة قَهري أصبح صَوتي يَعلو مع كُل كَلمةٍ أنطقُ بِها و لولا غُرفة الجنرال البعيدة عن باقي الغُرف لاستيقظ جميع سُكان هذا القَصر على صراخي

يونغي كان ينظر لي يِتفاجؤ و عيناه فُتحت على أوسع نِطاق ، فعلى الرُغم مِن شِجاراتنا الكَثيرة إلا أنها كانت هادئة و تَخلو من الصُراخ

الصَمت حَل بيننا و كِلانا يُطالع الأخر دون قَول أي كَلمة ، فقط صوت أنفاسي العالي هو المَسموع

إن الجِنرال قَويٌ جداً و دوماً و رؤيته يَضعف بسببي تَجعلني أكره نَفسي و أحقد على آلفريد أكثر من ذي قَبل

مَشاعرنا مُتضاربة و ما نُعايشه الأن مِن تَوتر يُرهقنا للغاية ، أعلم بأنه يخشى فُقداني و أنا نادِمٌ بَعض الشيء لِصراخي و لكنني لم أعد أحتمل شُكوكه الدائمة

" يَصعب عليَّ المُساواة بين ما أشعر به نَحوك و بين انتقامي مِن والدك و لكن كُل ما أعرفه هو أنني أنتقم لأجل المُضي قِدماً معك دون أن يُعكر آلفريد صَفو حياتي ، لن يَهنأ لي العَيش إن كان هذا الحثالة على قَيد الحياة لذا أنا أطلب مِنك لِلمرة الأخيرة أن تَتفهم رَغبتي "

وَضع رأسه على كَتفي و حاوط خَصري بذراعيه و شدَّ على جسدي ضد صدره ، يدي امتدت لِخُصلات شَعره مُداعِباً إياها و أحاول بَث الطَمأنينة الى قَلبه

" أنا أُعاني من ذات مُعضلتك جيمين و أشعر بك ، أرغب لك بالانتقام و لكن أخاف مِن أن يُصيبك أي أذى فيا صغيري لِمَ لا ترأف بِحالي ، أُحاول الإحتماء خَلف حُبِنا لَعلنا نَحيا من دون أي دِماء لكن لا فائِدة و لا أمل "

رَفعت رَأسه عن كَتفي و وضعت يداي على وجنتيه ناظراً لانكساره و حُزنه الذي يُنافس حُزني

" حتى و إن لم نحيا نَحن فَحُبنا سوف يَبقى على قيد الحياة ، النّبض في قَلبي لن يتوقف الا حين تتخلى عني لذا ضَع ثِقتك بي حبيبي و دعني أُعاهدك بأنني سأبقى بين ذِراعيك سالماً "

أغمض عيناه و هَمس لي بما جَعلني أبتسم

" قَبلني صَغيري ، قَبل رُوحك فَشِفاهُك هي الوحيدة القادرة على جَعلي أنسى من أكون و من تَكون و ما يكون واقِعُنا"

أناملي سَارت على بَشرته حتى وصلت لشفاهه ، داعبت شِفته السفلى و دون شُعورٍ مني هَطلت دُموعي على حالنا البائس

اقتربت بشفاهي و دَمجتها على الفور دون انتظار و كُلي شَوقٌ للشعور باندِمَاجِنا حتى لو بأبسط الطُرق

كان يُبعد الدموع عن وجنتي و أنا مُستمِرٌ بالانغِماس في قُبلتنا و أشعر بالسعادة في كُل مرة يقوم بِقضم شِفتي

لم يكن لي هَدفٌ أو اي شيءٍ أسعى له  و كنت أنوي إنهاء حياتي حال انتهاء انتقامي من آلفريد لكن الأن كُل شيءٍ تَغير

حتى أنا تَغيرت فّحُب الجنرال جَعل مني جيمين الذي كُنت أبحث عنه لوقتٍ طويل

أتساءل الى أي حدٍ سَيصل حُبنا و هل لِمشاعرنا حُدود أم أنها لا نِهائية و لكن ما أعلمه هو أنني سأكافح كما كافحت مِن قَبل فقط لأجله و لأجل البقاء معه الى ما يُدعى بالأبد

" أحبك جيمين ، أحبك مَلاكي "

ابتسمت بوسعٍ ثم قَهقهت بخفة

" لا تَعلم كم كُنت مُتشوقاً لسماع هذه الكَلمات تَخرج بِصوتك العميق ، أحبك أكثر يا رُوحي "

رؤية ابتسامته تُشعرني بأنني على قَيد الحياة و بأن كُل شيءٍ بخير ، أحبه و لا أحد يَفعل أكثر مني

صَوت نِداءٍ باسم آلبير أعاد كِلانا من عالم مُداعباتنا ، كان آلفريد يُنادي له و صوته يبدو غَريباً و مُثيراً للريبة

ابتعد الجنرال عني و خَرج من الغُرفة و بالطبع أنا لن أُفوت هذه اللحظة لذا خَرجت لاحقاً به بصمت

رأيت آلفريد يُعانق الجنرال و لكن يونغي لم يقم بمادلته و لا حتى التربيت على ظهره بل بقي ساكناً

الغرابة تُحاوطهما و حالة آلفريد تُثير فُضولي ، منذ مَجيئه و هو يبدو مُضطرباً و طِوال الوقت  ينظر حوله

أمسك الجنرال بكتف والده وأخذه الى الغُرفة و أنا وقفت بجانب الباب أنتظر خروجه حتى أنهمر عليه بالأسئلة

و مهما كان سوء ما يمر به آلفريد أنا سعيد  و أتمنى له المزيد من المشاعر السيئة و المزيد من الألم

***************

فرانكفورت

هدوء مَكتب هوسوك قد تم تَعكيره بِسبب اقتحام نامجون له ، وجهه كان مُتعرقاً و يأخذ أنفاسه بِصعوبة

عقد الرائد حاجبيه و استقام على الفور يسأل عن حال صديقه

" ماللذي حَصل ، لِمَ أنت على هذا الحال"

جلس نامجون على الكُرسي و حاول التنفس بِهدوء قبل أن يتحدث يِما أثار ريبة الرائد

" انتهى كُل شيء ، كُل ما علينا فِعله الأن هو انتظار انهيار الدولة الألمانية النازية "

" ماللذي تَقصده ؟ و من أين لك بهذا الكلام"

" جونغكوك أرسل لي بأن المَحكمة الدُولية بدأت بالعمل على مُحاكمة جميع من يعمل لدى الحزب النازي"

الخَبر كان كالصاعقة على هوسوك الذي فقد الأمل بِتحرر ألمانيا من هِتلر و أتباعه و خاصة في الفَترة الأخير فالحزب قد استطاع احتلال دُولٍ كَثيرة و اكتسب حُلفاءٍ كُثر و خُطتهم التالية كانت فَضَ التعهد بين ألمانيا و روسيا و احتلالها

و في حال نَجح هِتلر في احتلال روسيا  عندها لن يردعه شيء و حتى المحكمة الدُولية لن تَفعل

" دعنا نَنتظر فقط و تمنى بأن يكون كَلام جونغكوك صَحيحاً "

" لكن ماذا عنك أيها الرائد؟ في نَظر المَحكمة أنت دَاعمٌ
لهذا الحزب "

تنهد هوسوك و فَرك وجهه بعنف

" لا أعلم و لكن إن كان قرار المَحكمة شاملاً عِندها سيتم إعدامي برفقة جونغكوك و ذلك الجنرال آلبير "

*****************

برلين / جيمين

لوقتٍ طويل تَظاهرت بأنني مُجرد عازفٍ يمتلكه الجنرال فقط كي لا أُثير شُكوك آلفريد حتى أنني شاركت سيباستيان غُرفته في بعض الأحيان

و لكن اليوم فَعلت شيئاً مُختلفاً

شاركت الجنرال و والده مائدة الطعام مِما جعل من آلفريد ينظر لي باستصغارٍ و استحقار

" يبدو بأن الانضباط في منزلك بات مَعدوماً ألبير ، فكيف تَسمح لخادمٍ بتناول الطعام برفقتك"

الجنرال يتناول طعامه بهدوء و أنا أفعل كذلك ، نَظرات آلفريد تحرقنا و كِلانا لا يكترث

أنا أنتظر المَزيد منه و أنتظر انفعاله  ، راقبت يده التي تَحولت لِقبضة و كُنت سعيداً بمعرفة أن وجودي هنا يستفزه

لست واثقاً مِن مَعرفته لِمن أكون فهو حَتماً لا يَذكر وجهي و لا يذكر الفتى البولندي الفقير الذي قام بدفعه و شَتمه دون خَوف

قَتل الكثيرين قبل عائلتي و بعدهم فكيف له أن يذكر صُراخ نَجدتهم في ذلك اليوم و كيف له تَذكر صُراخي  و هلاك روحي

أعدت ظهري لِلخلف و كَتفت ذِراعي و على وجهي تَقبع أكثر ابتسامةٍ مُستفزة

نَظرت له بقوة و تَمنيت لو أنه يتذكر وجهي و نَظرتي التي لم تَختلف مِن حينها 

أعلم الأن بأن نَظرتي له ستغضبه و لكن ما أنا بانتظاره الأن حَقاً مو رَدة فِعل الجنرال التي سَتحسم كُل شيء

أرغب برؤية آلفريد يخسر جميع ما يمتلك و حتى ابنه الوحيد و العزيز على قلبه

إن انتقامي منه لم يعد يقتصر على عائلتي فقط بل أيضاً على حبيبي الذي لم يَعش طُفولته بشكلٍ جيد بل قَضى أيامه وحيداً مع الجنود و الدماء و القتل و التدريب القاسي

و حَقيقةً أنا مُتفاجِئٌ من أن الجنرال لا يُحب إراقة الدماء على الرغم من طفولته المليئة بالقتل و الحروب و المُعاناة

إن آلفريد دَمر حياة الكَثيرين و قَضى على أرواح البشر سواء يَهوداً أم غيرهم دون رحمة

لا يُمكنني وَصفة بالبشري و لا يُمكنني تَشبيهه بالحيوانات لأنه ليس كذلك بل هو مَسخٌ بلا قَلب و أنا لن أرأف بِحاله أبداً 

" يال وقاحتك أيها الشاب ، تَضع عينيك في عين أسيادك دون خَجلٍ أو احترام ، دعني أمنحك فُرصةً أخيرة إن لم تقف و ترحل الأن عندها سأنتزع مُقلتيك من مكانها"

شبكت يداي و وضعتهما أسفل فكي مُركزاً بِنظري عليه و هذه المرة نَظراتي باتت أكثر حِدة

" يال ارتعابي مِنك آلفريد جعلت مني أرتعد خوفاً و لكن يالك مِن وَقحٍ أيها الضَيف العزيز فكيف لك أن تَطلب مني الرحيل عن المائدة التي تَم اعدادها في قَصري "

حاجباه انعقدا و أنظاره توجهت للجنرال الصامت الذي يُشاهد المُشاحنة بيننا دون التفوه بأي كَلمة

" آلبير قُل لي ماللذي يتحدث عنه هذا اللعين هنا و من أي زَريبة حيواناتٍ قد جِئت به "

يونغي شد على قَبضته أسفل الطاولة فهو لن يقبل بأن يتم توجيه أي إهانةٍ لي و قبل أن يُظهر غضبه أمسكت بيده مُحاولاً تَهدِئته

طال انتظار آلفريد و عندما استوعب بأن الجنرال لن يقوم بأي فِعلٍ استقام عن كُرسيه و مشى نحوي و مع تّقدم خطواته تَتسع ابتسامتي و تُصبح أكثر خُبثاً و ذو هالةٍ شيطانية

إن كان آلفريد مُختلاً سأكون أكثر اختلالٍ و أكثر جُنونٍ منه

" أشعر بأنني رأيتك سابقاً و أشعر بأن هذه النظرات ليست بغريبة و لكن لا أذكر متى و في جميع الأحوال الأمر لا يهم يا فتى فموعد موتك قد حان "

وضع السِكين على رقبتي و عندها لم أستطع إيقاف الجنرال عن اندفاعه

تَكرر مَشهد بولندا و بدل أن أقوم أنا بِدفع آلفريد قام الجنرال بذلك ، دَفعه عني كما دفعته عن والدتي في تلك الليلة

ابتسمت فهذا ما كُنتُ أصبو له منذ البداية

إعادة الأحداث و إشعال رغبة الانتقام داخل الجنرال أيضاً

*****************

يُتبع

ايوه باقي شوي و تخلص آنجيلوس 💔

Continue Reading

You'll Also Like

149K 5.2K 104
يتزوجها كحماية لها من براثين الذئب الذى يحوم حولها لدمارها وتصبح المواجهه صعبه ما بين كلًا من "جعفر البلطجي" و "فتحي الجزار"
136K 6.7K 32
كل شيء رائع و مثالي في حياة أزميرالدا الهادئة،من إستيقاضها في الصباح حتى قضاء الليل مع اصدقائها في النادي الليلي.تنقلب حياة أزميرالدا بعد مشاهدتها لج...
138K 7.2K 52
ماذا سيفعل الطالب الجامعي جيون جونغكوك حين يجد رضيعه بجانب حاويه قمامه رواية أبويه لطيفة لا أكثر لا اسمح بالاقتباس هذه الرواية من وحي خيالي و إذا...
439K 33K 27
كانوا خمس أولاد إستطاعوا النجاة حتى مع ندوبهم الكثيرة لهذا ظنهم الجميع شياطيناً.. حتى أنا روبين ديميرو الفتاة الَّتي كان من المفترض أن تكون حياتها ه...