بسم الله الرحمن الرحيم .
تم التعديل بتاريخ ٢٥/١٢/٢٠٢١
........
أتى الجنود بعد فترة وفتحوا البوابة لدانييل واركون ، ليهرعا ساندرا ويتفقداها من كل مكان ، بعد ان تأكد اركون أنها بخير ، قال بنبرة صارمة " انت معاقبة ."
صعق كل من دانييل وساندرا على الكلام المفاجئ الغريب ، قالت ساندرا " لماذا ؟ ما الذي فعلته ؟"
اركون " أمازلتي تسألين ."
تذمرت ساندرا بسرعة " لكني لم أفعل شيئاً سيئاً ."
دافع عنها دانييل قائلاً " إنه ليس بسببها ، بل بسبب ذلك الوغد هو من أحضرها و زرع فكرة التخلص من المشعوذة في رأسها ."
جفل جسد الكسندر قليلاً عند معرفة كونه الوغد المقصود .
رد اركون باصرار " لكن ساندرا هي من وافقت على كلامه وقَبِلَته وذهبت معه أيضاً ."
ساندرا " لكن هذا ليس عدلاً ."
اركون " لتعتادي ، ان الحياة هكذا ."
تمتمت ساندرا بكلمات تذمر دون توقف ، تجاهلها اركون وأكمل " وأنت يا دانييل ، كنت تعرف انها تقوم بمشكلة ما ، لكنك لم تخبرني إلا في آخر لحظة ."
دانييل " أصبحت انا السبب الآن ."
اركون " اصمت ، انت السبب دائماً ، بسبب دلالك الزائد لها انظر ماذا فعلت ."
أخذ اركون نفساً عميقاً قبل أن يكمل كلامه " المشكلة أني مشغول دوماً ولا أملك الوقت لمراقبة ابنتي الحمقاء ."
قالت ساندرا مجيبة كلام والدها " انا لست حمقاء ."
اركون " بل أنت كذلك ، ولا تجادليني مرة أخرى ."
وضع اركون يده على رأسه وقال " ان مت في يوم ما ، فذلك سيكون بسببكما انتما الاثنان ."
ساندرا " بسبب دانييل وحده ."
اركون " قلت لا تجادليني ."
ساندرا " لا أريد ، أنا أفعل ما أرغب به ."
أنهت جملتها الأخيرة واستدارت ناحية الكسندر ومن معه ، لم يعرف اركون ماذا يفعل معها فتركها تذهب ، والتفت لدانييل الواقف أمامه .
دانييل " ما الذي سنفعله الآن ؟"
اركون " سنعود للمنزل ."
دانييل " بدون ساندرا ؟"
اركون " ستأتي لوحدها لاحقاً ."
دانييل " لماذا ستبقى ؟"
اركون " حسب ما فهمته منها ، فهي ستنظف آخر شيء ."
التفت دانييل لساندرا التي تتحدث مع الكسندر ، و أخرج تنهيدة طويلة .
*******
اقترب الكسندر من ساندرا الجالسة عند حافة المحرقة المطفأة ، جلس بجانبها وسألها " أين ذهب والدك ودانييل ؟"
قالت ساندرا دون أن تزيح عينيها عن الثلوج التي تغطي المكان " لقد عادا للمنزل ."
لم يرد الكسندر عليها ، بل بدأ بتأمل وجهها ، لطالما كانت بديعة الجمال في نظره ، لكنها تبدو اجمل الآن ربما ، لم يخطر بباله قط أن النهاية ستكون فاترة لهذه الدرجة ، ربما عليه التوقف عن قراءة القصص الخيالية لشارلوت كل ليلة ، فهي تؤثر على تفكيره .
قالت ساندرا مقاطعة الصمت الذي بينهما " أتعرف لماذا أسمتني أمي بهذا ؟"
تعجب الكسندر من السؤال المفاجئ ، لكنه أجاب بسرعة " ليس حقاً ."
ساندرا " كان هناك امرأة نزلت من السماء على هذه الغابة في الماضي ."
قال الكسندر بسرعة " دعيني احزر اسمها كان ساندرا "
ابتسمت ساندرا على كلامه ، وقالت " هذا صحيح ، ساندرا الاسم الذي امتلكته أول امرأة استخدمت السحر ."
الكسندر " السحر ."
ساندرا " انه ما نستخدمه نحن والمشعوذات ، ما يعطينا القوة ."
الكسندر " لكنّي لا أراك تستخدمينه ؟"
ساندرا " أتريد أن تعرف ما أستطيع فعله ؟"
ابتسمت ساندرا بطريقة مريبة وهي تقول كلماتها ما جعل الكسندر يبتعد عنها خطوتين .
الكسندر " لا ، فقط لا تبتسمي هكذا ثانية ."
ساندرا " حسناً كما تريد ، أنت الخاسر ."
الكسندر " اذا هل كانت الغابة هكذا قبل نزول المرأة ؟"
ساندرا " بالطبع لا ، كانت اللون الأخضر لا يفارقها كما هو الحال حالياً مع الأبيض ."
الكسندر " ولماذا أضحت هكذا ؟"
ساندرا " وما أدراني ، كل ما أعرفه أن بعد نزول ساندرا تغير كل شيء في هذه الغابة ، ظهرت الساحرات اللاتي غيرن الغابة ، وظهر أيضاً المستذئبون ."
الكسندر " ماذا عن المشعوذات ؟"
ساندرا " هناك نوعين منهن ، اللاتي حاول الحصول على الصفات الطبيعية للساحرات كالجمال والقوة باستخدام طرق ملتوية ، هذا هو النوع المنتشر لديكم كثيراً أيها البشر ."
الكسندر " والثاني ؟"
نظرت ساندرا للأسفل " والنوع الثاني كملكتكم العزيزة الذي باع روحه للشيطان ."
تمتم الكسندر عند كلماتها " أتساءل حقاً من الشيطان الذي تتحدثين عنه كثيراً ؟"
ساندرا " أليس واضحاً ؟" أشارت ساندرا للأمام و أكملت " انه هذه الغابة ."
نظر الكسندر لمكان اشارتها ، وشرد محدقاً في الأفق .
قالت ساندرا " أتعرف أيضاً أن دانييل كذب عليك ."
الكسندر " ماذا ؟"
ساندرا " قصة المستذئبون التي قالها ، معظمها صحيح والباقي لا ."
الكسندر " ما الذي تقولينه ؟ كيف لم ألحظ ؟"
ساندرا " لا تسألني ."
الكسندر " اذاً ما الذي كذب بشأنه ؟"
ساندرا " حسناً ، لماذا برأيك أيها الأحمق قد تحول ساحرة الليل القبيلة للمستذئبين الذين تكرههم ؟"
الكسندر " لماذا ؟"
ساندرا " أمتأكد أنك تريد مني اخبارك ؟ انها قصة مبتذلة بعض الشيء ."
قال الكسندر ملحاً عليها " أجل ، أجل ، أنا أحب القصص المبتذلة ."
ساندرا " لقد فعلت هذا لأنها كانت تحب أحد الأصليين ."
الكسندر " أجل ، وما المشكلة ؟"
ساندرا " أأنت أحمق أم ماذا ؟ لقد رأت أنهم يشبهونهم كثيراً ، فأعادت المستذئبين مجدداً ، لربما يعود حبيبها يوماً ."
الكسندر " ليس هذا ، لماذا لم يحبها الأصلي اذا ؟ أليست الساحرات مختلفات عن النساء العاديات ؟"
ساندرا " ولكن الأصلي مختلف أيها الأحمق ، ألم تقل انك تحب القصص المبتذلة ؟ كيف لم تعرف ؟ "
الكسندر " ماذا ؟"
ساندرا " لدى الأصليين هناك ما يسمى الرفيق ، شخص يتم تحديده منذ ولادتك ليكون شريك حياتك الأبدي الذي لا تستطيع تركه أو حُبَّ غيره ، ويكون بالعادة مستذئباً مثل رفيقه ."
أومأ الكسندر ايجاباً وقال " هممم لقد فهمت الآن ."
صفعته ساندرا على ظهره ، وقالت " جيد أنك فهمت ."
شعر الكسندر أن عظامه رجت كلها ، وكادت تخلع من مكانها ، لكنه كتم أنينه ، لأنه لا حاجة له .
قالت ساندرا بنبرة منخفضة " أتعرف لماذا تتساقط الثلوج في كل مرة تموت مشعوذة ؟"
الكسندر " لماذا ؟"
ساندرا " لأنهن لا يمتن سوى حرقاً ، و أيضاً نحن الساحرات النقيات نعرف كل شيء عن طريق الثلوج فهي تخفي الأسرار تحت طبقاتها ، لكنها هي لا تنقي الأرض منها ، نحن نفعل ."
الكسندر " أتعلمين ، أتمنى لو باستطاعتي حرق هذه الغابة ."
ساندرا " لكنك لا استطيع فمملكتك البشرية جزء منها ."
الكسندر " أعرف ، أعرف هذا تماماً ."
أتى ادريان من خلفهما وقال " سموك ، لقد أنهينا كل شيء ."
وقف الكسندر وتبعته ساندرا ، قال الكسندر " لا لم ننتهي من كل شيء ."
أشار لبعض الجنود الواقفين بالخلف ، ونظر لساندرا ، تنهدت ساندرا عند نظرته ، ولم ترد .
قال الكسندر مشيراً لساندرا " مازلنا لم نتخلص من الساحرة ."
تفاجأ ادريان قليلاً من كلام سيده ، لكنه عاد لرشده عند رؤية الجنود يجرون ساندرا من يديها ، وهي تنظر للخلف دون ان تزيح نظرها .
--------------------------------------