آنجِيلوس١٩٤٠ || YM

By 00melas

186K 17.1K 26K

كُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الأ... More

مُقدمة
-١- حَانةُ المَوتِ المُفاجِئ
-٢- سُوناتا "مثيرٌ للشفقة"
-٣- سُوناتا الرَّقم واحِدٌ وعشرون
-٤- المَعزوفة الرَّابعة ( اختناق)
-٥- سيمفونية ضَرباتُ القَدر
-٦- المعزوفَة الثالثة عَشر
-٧- تضحية مُوسيقية
-٨- بِجانب البُحيرة
-٩- المَعزُوفة الثّانِية والعُشرون َ
-١٠- الجَاز عَبر شَوارع بِرلين
-١١- مَعزُوفة أُوبِرالية
-١٢- لَيلة كَئيبة
-١٣- تراقُص الأجسَاد
-١٤- نُدبةٌ قَديمة
-١٥- ضَوء القَمر
-١٦- السُقوطُ السَادس
-١٧- السُّوناتا السَّابعة عَشر
-١٨- رِحلة الى مَكانٍ بعيد
-١٩- مَشهدٌ مِن صُنع شِيكسبير
-٢٠- السُوناتا التَاسِعة و الخَمسُون
-٢٢- رِسَالةٌ الى آلفرِيد
-٢٣- الحَرَكة الأُولى
-٢٤- ليلة موسِيقية قَصِيرة
-٢٥- لِقاءٌ بعد فُراق
-٢٦- مَعزوفة الجَرسْ
-٢٧- جُزئية الشِتاء
-٢٨- سيكلوجيات شائعة
-٢٩- السوناتا الأولى
-٣٠- حانةٌ في مَانهايم
-٣١- مُذَكَرة آلفريد
-٣٢- النِهايَة
- مَعزوفةَ مُميزة ١/٢ -
- مَعزوفَة مُميزة ٢/٢ -

-٢١- مُوسِيقى الأُورغن الشَهيرة

3.9K 442 433
By 00melas

Enjoy

***************

جيمين

لم أعد أستطيعُ الوقوف ثابتاً أمام الجِنرال ، الكَذِب يُضعفني و التوتر من كل لَحظةٍ تَمر يأكلني

في داخلي أعلم بأنه سيغفر لي كَذبي و لكنه لن يغفر استغلالي لِثقته و حُبه لي على هذا النَحو

أستيقظ يومياً بِسبب أحلامي السيئة التي تُراودني و أصبح النوم خانقاً و مُتعِباً

كُنتُ مليئاً بالثقة حين دخولي لقصره و لكن الخوف هو من يملأ قلبي الأن فهل فقدت ثقتي بنفسي

أم رُبما فقدت شُعور الصِدق في الكلمات و مِن شِدة الوهم الذي أعيش به بات لي شخصيتان مُختلفتان

أحدهما عشيقة الجنرال و الأخرى عدوته

و في جَميع الأحوَال كُل ما أعرِفهُ عَني هو أنني لَستُ بِخير

تظاهرت بأني على ما يُرام أمامه لمدةٍ طويلة و لكن التَمثيل لا يليق بي و مَن يَهتم

لا أحد

أنا المُلام في النِهاية و جَميع مَن في صَفي الأن سوف يَنقلبون ضِدي و مُجدداً أنا المُلام الوحيد

و على ذِكر الجنرال الذي بات يُثير شكوكي فهو و على الرغم من إجازته الا أنه يخرج برفقة سيباستيان كثيراً و لا يعود الا فَجراً

تنَفست بِعُمق و أخذت خُطواتي خارج الغُرفة بل خارج المنزل بأكمله حاملاً الحقيبة المليئة بالرسائل ، جونغكوك في انتظاري خارجاً و الوقتُ مناسِبٌ تماماً فالمنزل خالٍ و إيثان ينامُ بعمق

جونغكوك كان يقف خلف المنزل ، كانت رؤية وجهه صعبٌ للغاية بسبب الظلام الحالك

" جيمين و اللعنة لِمَ توقفت عن إرسال أي شيء مُنذُ ثلاثة أشهر أتعلم كم كُنا قَلِقين"

قال لي و لكنني لم أمتلك الوقت الكافي للمُقدمات و العَتَب

" المَكانُ خَطيرٌ هنا و الجِنرال قد يأتي في أيّ لحظة لذا دعني أقول ما لدي "

خلعت الحَقيبة و سَلمتها له ليعقد حاجبيه و ينظر لها باستغراب

" ما سنفعله هذه المرة  سيكون مُختَلِفاً ؟ فهل أنت مُستعد لإرسال رجالك الى مُختلف مَناطق ألمانيا "

" ماللذي تَنوي فِعله جيمين ؟"

"أنوي توسيع أفاقنا و التلاعب بكل من سيستلم هذه الرسائل "

تنهد و نظر لي ثم أعاد نظر للحقيبة ، كان متوتراً و يبدو بأنه لا يثق بخطتي التالية لكن لا بأس ، المُهم هو أن تَصل هذه الرَسائل الى مَكانها الصَحيح

" لِمَ تفعل هذا فجأة جيمين ؟"

شَتت أنظاري و بهمسٍ شِبه مَسموع أجبته

" أشعر بأن الجِنرال سيكتشف أمري قريباً ، نحن نقترب الى النهاية لذا ستكون هذه أخر مُهِمةٍ لي "

" تَشعر بالخطر من جِهته و ما زِلت في منزله ، تَصرفاتك تُربكني جيمين "

كُنت على وشك إجابته لكن هَمساً بعيداً أوقفني ، وسعت عيناي وأضطربت أنفاسي عندما مَيَزتُ صوت الجنرال من بين هذه الهمسات

" أرحل بسرعة أو اختَبئ في مكانٍ ما "

قُلت له ثم التفت بِسُرعة و سَلكتُ الطريق الى الباب الخلفي حيث القبو الذي يضع فيه الجنرال زُجاجات النبيذ خاصته

استعجلتُ خُطواتي قبل أن يدخل الجنرال الى المنزل ، و من شِدة توتري لم أنتبه لِصَف الزجاجات أمامي حتى تَعثرت بها و شظاياها أصابت باطن كَفي و رُكبتي

اختلاط المَشروب الكُحولي مع جُرحي كان مؤلِماً للغاية و لا أستطيع الصراخ حِفاظاً على نَفسي

أخفيت يدي الدَامية داخل جَيب سُترتي ثم عُدُت للمشي بِسرعة حتى أصل الى الُغرفة أو أي جُزءٍ من المنزل قبل وصوله

شعرت بالرطوبة على يدي و عَلِمت بأنها تَنزِف بِشدة و كأن هذا ما كان يَنقصني

عِند إمساكي لِمقبض باب الغُرفة فُتِح باب المَنزل لأزفِرَ براحة

خلت على عجل و تمددت أسفل الغِطاء مُغمِضاً عيناي و أستمع لصوت الخطوات البطيئة  تَقترب من الغُرفة

أعطيت الباب ظهري و أغمضت عيناي حال دُخوله الغُرفة و خبأت كفي أكثر مُتَمَنياً عدم مُلاحظته

موسيقى الأورغِن للعازف يوهان باخ المُرعبة و التي تُدعى توكاتا و فوغ كانت تُعزف داخل رأسي مع مرور اللحظات

كُتمت أنفاسي المُضطربة و الألم الناتج عن اللسعات الخَفيفة في كَفي و لكن ما لم أستطع التَحكم به هو نَبضات قلبي العنيفة و التي أخشى وضوحها أمام الجنرال

شَعرتُ بجسدٍ يقف بجانب السرير مِن جهة نومي ، أتظاهر و أتظاهر و أدعو في داخلي أن لا يكون تَظاهري سيئاً و سهل الانكشاف

لم يفعل شيء بل بقي واقفاً و صوت أنفاسه مسموعٌ لي ، مُخيفٌ تَجمده أمامي و وقوفه دون فعل أي شيء

سَمعت تَنهده و من ثم خُطواته في الغرفة ذهاباً و إياباً ، كان الأمر خانقاً بالنسبة لي عدا عن أصابعي و يدي التي تَشنجت بالكامل

لم يخرج بل بقي داخل الغُرفة و بالتأكيد بين شفتيه تقبع سيجارته فأنا قد اشتممت رائحة التَبغ القوية

" إن كُنت ترغب بالتوقف عن التظاهر بالنوم فيمكنك ذلك "

قال لترتفع نبضات قلبي

" لِمَ أنت مُضطربٌ للغاية ؟ ما الذي حَصل"

نَبرته كانت تَكسوها البُرود و بروده هذا يعني بأن العاصفة قد اقتربت

قضمت شفتاي و فتحت عيناي على مَهل ، هل فُضح أمري و أخيراً ؟ كانت هذه الأفكار تغزوا عقلي

اعتدلت بجلستي و يدي المَجروحة ما زالت أسفل الغِطاء بعيداً عن عيني الجنرال

" ما بِك"

قال و نَفث الدُخان الكثير من فَمه و عيناه تنظر نحوي مُباشرةً

" ما الذي تَقصده؟"

سألته و حاولت عدم التَلعثم أو إظهار تَوتري له

" لِمَ كُنت تتظاهر بالنوم و لِمَ أنت خائف ؟ ما الذي حدث أخبرني "

كان عليَّ العثور على كِذبةٍ جديدة تُخرجني من مأزقي و ها أنا أُضيف على مجموعة كِذباتي واحدة جديدة

تأخرت في إجابته و نظرت ليدي الدامية و قررت استغلالها

" لم أكن مُضطرباً بل مُتألِماً؟"

رفع حاجبه باستغرابٍ و أنا أكملت حديثي بينما أُظهر له يدي

" فضولي قادني الى الغُرفة في الأسفل و عن غير قَصد كَسرت بعضاً من زُجاجات نَبيذك و جَرحت يدي و رُكبتي "

أخفضت رأسي عندما لاحظت القلق يتشكل على ملامحه بعد أن كان البرود يكسوها ،
أطفاً سيجارته ثم أقترب مني جالساً بجانبي و أمسك بيدي بِلُطف

" هل أنت بخير؟ لِمَ لم تُعالجها الى الأن"

عَجيبٌ أمر تَلاعبه بشخصياته و انقلاباته ، ليس و كأنه ذات الجنرال المُخيف قبل لحظات و العجيب أكثر هو قلبي الذي يتماشى مع تَغَيُراته و في كُل الأحوال ينبض له

" أنت كالطِفل آنجيلوس ، دوماً ما تؤذي نفسك و دوماً ما أهرع لِمُعالجتك فمتى سّتُشفق على قلبي و تتوقف عن تَهورك"

الكلمات تبخرت مِن فمي فكيف لي أن أنطق بشيء و تأنيب الضَمير يَقتلني  ، أنا سيء جداً و سيء للحد الذي يجعلني لا أتراجع عن أفعالي السَيئة

" دورثيا ليست هنا كما تعلم لذا أنا مَن سوف يُعالج جُرحك و قد يؤلمك قليلاً "

استقام مِن جانبي و خرج من الغرفة ، زممت شفتاي و أعدت رأسي للخلف شاتماً أسفل أنفاسي بغضب على كَذبي الدائم و الذي لا يتوقف

و لكن ماذا سأخبره ؟ الحقيقية الذي تَدل على استغلالي لِحُبه و ثِقته من أجل الانتقام من والده و أن ما أفعله الأن قد يُضره و يوقعه بمشاكل قد تنتهي بإعدامه

الإنتقام أم الحُب

أنا أُحبه كثيراً بل و أصبحت مَهووساً بوجوده حولي فإن فارقني بالي سيبقى حيث يتواجد

تأخرت في اكتشاف مشاعري نحوه و تأخري هذا عَنى تراكم الكذبات و اقتراب النهاية المؤلمة

لو أنني أحببته من البداية لتوقفت عن كُل شيء لكنني بالفعل أوقعت نفسي في مأزقٍ لا يُمكنني التراجع عنه

تعاونت مع هانس ضد الجنرال و آلفريد و صوفيا ماتت بسببي و نَقلت خُطط هِتلر و الحزب الى الرائد هوسوك

ثلاثُ جَرائِمٍ كبيرة بالنسبة للدولة و عقابها واضح ، ليس و كأنهم سوف يتساهلون معي فأنا في النهاية يهوديٌ هارب لا و بل أمتلك شقيقاً مُقعداً قد يُكتشف أمره في أي لحظة

المَشاعر المُبَعثرة تَقتُل

و أظن بأنني لن أموت على يد الجنرال أو على يد آلفريد

بل سوف أقتل نَفسي بنفسي و هذا ما يدعونه بالموت البَطيء

إن استثنيتُ مشاعر الحُب للجنرال سيبقى الخوف و الألم و التَشتت و الحُزن و الوِحدة

تَشكيلةٌ رائعة تُناسب أحوالي و تزداد حِدتُها مع مرور الأيام و الساعات و الدَقائق

أنا مُحتارٌ حول هدية آلفريد ، أهي هديةٌ واحدة فقط أم مجموعة هدايا تُرافقني الى قَبري رُبما

آلفريد رأى السوء و الشر في عيناي و عَلم بأن نيران قلبي تَكفيني لذا عَزلني عن الباقي و سمح لي بالمشاهدة بجانبه فَقط

دَخل مُجدداً الى الغُرفة و في يده صُندوقٌ خَشبيٌ صغير ، ابتسم و حَرك رأسه بيأس

" احتفظت بهذا الصندوق من أجل تايهيونغ خوفاً عليه من أن يؤذي نفسه و لكنه لم يفعل و انظر لك الأن ، الأخ الأكبر يتصرف كالصغار و يؤذي نفسه على الدوام "

ابتسمت له و لم أستطع كَبت ضِحكاتي فهو مُحِقٌ تماماً ، أنا أتصرف بطفولية أكثر من شقيقي الأصغر و جُزءٌ مني أيضاً يفعل هذا عَمداً حتى أتلقى الاهتمام و العِناية من الجِنرال

بِعنايةٍ شديدة كان يُخرج قِطع الزجاج الصغيرة من يدي ، أعقد حاجباي في كُل مرةٍ أشعر بالألم

وسيماً للغاية و عطوفٌ أيضاً ، لا يبدو كالجنرال آلبير الذي دخل الحانة في أول لِقاءٍ لنا بل مُختَلفٌ تماماً

أين القَسوة التي يتحدث عنها الجميع فأنا لا أرى سِوى اللُطف و المَزيد و المَزيد منه

لم أتحمل كومة المشاعر التي ضَربتني فوضعت يدي السَليِمة على وجنته و بإبهامي داعبتها ليرفع وجهه و ينظر لي مِبتسماً

" ما الأمر؟"

لم أسمع صُوته جيداً فأنا شاردٌ بتفاصيل وجهه من أصغرها الى أوضحها

" أنا "
أغرق في عيناه و بالنظرة التي يُعطيني إياها في كُل مرةٍ تلتقي أعيُننا

إِنعقاد حاجباه و شفتاه المُتفرقة قليلاً ، السُفلى مُنتفخة و العُليا نحيلة

ابتسامته تحولت لجانبية عندما لاحظ تَدقيقي بشفتاه و انغماسي بالنظر لها

" أنا أُحبك "

ارتخت يداه حول يدي المُصابة و عيناه توسعت مثلي ، الكلمة خَرجت سَهواً من فمي

اللحظة العاطفية أضعفتني و اعترفت بمشاعري دون إرادتي

أخافتني ردة فِعله ، لربما سيتراجع الأن و يمتنع عن الاقتراب مني مُجدداً

" أعتذر لم أقصد "

شَتَتَ نَظره و أعاد تَركيزه على عِلاج يدي بصمتٍ أربكني و أزعجني

سَحبت يدي لكنه أعاد إمساكها أقوى من المرة السابقة

" لا تَعترف لي إن لم تكن مُتأكداً مِن مَشاعرك "

همهمت له بتساؤلٍ عن جملته التي بَدت لي غَريبة

" لِمَ تَعتذر عن حُبك لي ؟ لِمَ لست مُتأكداً من مشاعرك "

" أنا خائف مِن أن اعترافي قد يُزعجك أو قد يضع حُدوداً بيننا "

لَفَ يدي بِقُماشةٍ بعد أن انتهى من تَعقيم و مُعالجة جميع الخدوش و الجروح

ثم أبعد الغِطاء عن جَسدي

" أياً مِن رُكبتاك قد تأذت؟"

أشرتُ لقدمي اليُسرى ليُباشر برفع بِنطالي كاشفاً عن رُكبتي و ساقي و جُزءً مِن فَخذي

جُروح رُكبتي لك تَكن عميقة بل مجرد خدوشٍ سَطحية لا تَحتاج سوى لتَعقيمٍ بَسيط

" لا أعلم ماللذي تُظهره أفعالي لك ، لكنها ليست شيئاً عابراً بالتأكيد لذا لِمَ الخوف من الاعتراف ؟ ألا تُشعرك قُبلاتي لشفتاك بالحُب و ماذا عن عِناقي لك ، جميع ما أفعله مَعك يمتلك مشاعراً جميلة لم أعرف مَعناها و لا أظن بأن الحُب كَلمة كافية "

بعد انتهائه انحنى مُقبلاً أعلى رُكبتي ثم أعاد بِنطالي الى ما كان عليه

" أنت الشُجاع هُناك آنجيلوس لذا لا تَعتذر عن شيءٍ نشعر به كِلنا ، من الجيد أن نَعثر على كَلِمةٍ مُناسِبة لِكُل ما نَفعله فعندما تسألني عن سَبب مُداعبتي لك سوف أبرر أفعالي بأني أُحبك "

الخَجل و الحِمرة غَزَت وجنتاي و لكنني لم أقف ساكناً بل هَجمت على شّفتاه بِعنفٍ واحتياج

يبتسم بين قُبلي العشوائية له و أعلم بأنه يُريد السُخرية مِن خبرتي القَليلة في هذا الأمر لكنني لم أكثرث فأنا أفعل ما أمرتني مشاعري و غَريزتي بِفعله

امسكني من كَتفاي وثبتني ثم قرر هو قِيادة قُبلتنا ليجعل مِنها قُبلةً ناجِحة

" بجانب التَصويب يجب أن تتعلم كيف تُقبل باحتراف "

صغرت عيناي ثم قلبتهما باستهزاء

" لِمَ تَسخر من كُل أفعالي ، إن كَررتها سأمتنع عن تَقبيلك "

" لا أسخر بل أستلطف ، أنت لطيفٌ للغاية كُل ما بك يبعث لي السعادة فأتمنى يا تميمة حظي و سعادتي أن تبقى بجانبي "

" و الى أين أذهب ؟ لا عائلة لي سِواك و إيثان " 

تنهد و كأنه تذكر أمراً ما
" صحيح تايهيونغ حزينٌ منذ أيام و أرى العلاقة بينكما مُتوترة للغاية  فمالذي حَصل في غِيابي "

" فقط يَتهرب من حقيقة أنه إيثان أيضاً ، يكره عندما أُناديه باسمه الأول "

" اذاً توقف عن مُناداته بإيثان ، افعل ما يرغب به "

نفيت برأسي

" لا في النهاية مُجرد اسمٍ لن  يُغير  واقعه ، إيثان لم ينسى ماضيه بل يتهرب منه أي يجعل الأمر أسوء "

" ما هو ماضي تايهيونغ ، أنت لم تُخبرني "

على الرُغم من أنني أكره تَذكر تلك الليلة الا أن الجنرال يمتلك الحق بمعرفة ما حَصل مع تايهيونغ آنذاك

" اثناء عملية الإبادة أبعدوا إيثان عن عائلتي و اخذوه الى مكانٍ قُرب المَحرقة ، لم أشعر بالأمر لكنني سَمِعتُ صُراخه و عندما التفت رأيت أربعةٍ من الحُثالة تكاتفوا لِلمساس ببرائته و تدنيس جسده بشهواتهم الحيوانية و المُثيرة للقرف "

كُنت أشد على قبضتي و هو كذلك ، يرص على أسنانه و يُشاركني ذات الحِقد و المشاعر

" كان مُرعباً للغاية و كل شيءٍ حول تِلك الليلة كان مُخيفاً ، النار و الصراخ و ايثان و البرد و الثَلج الأسود ، ليلة ميلادي كانت ليلة موتي و ليلة ولادة آنجيلوس "

ارتجف جَسدي عندما تذكرت تفاصيل ذلك اليوم لذا هو لم يتوانى عن عناقي و دَفني بين ذِراعيه  هامساً قُرب اذني بكلماتٍ لطيفة

كُنت على وشك الاعتراف له بكل شيء لكنني لم أرغب بتدمير ليلة اعترافنا على هذا النَحو لذا فَضلت الصمت و السكون على صَدره

ما بيننا كان في البداية حرباً باردة بين عقلين و الأن أصبح حرباً ساخنة بين قلبين يسعيان للصدق و يُكافحان للبقاء دون عَثرات

أنا سعيدٌ بأنني أخلق ذكرياتٍ جميلةٍ معه و أعوض قَسوة أيامي بسببه ، لن أتحمل حُزنه في يومٍ من الأيام  فقلبٌ أعطاني السَعادة لا يَستَحِقُ سوى مِثلها

أخرجني من بين أحضانه و نظر بتساؤل

" لكن أتعلم أنا حَقاً  مُحتارٌ حول شيءٍ ما من زمنٍ بعيد و بما أننا نتحدث عن تلك الليلة اذاً هل تسمح لي بسؤالك عن ما يشغل بالي؟"

أصبحتُ فضولياً أيضاً حول ما يشغل باله لذا أومأت له

" أنا سَعيدٌ للغاية بأنك نَجوتَ مِن كُل ما حَصل و لكن كيف استطعت الهَرب من الإبادة و من بين أيدي الجنود آنذاك ؟"

***************

يُتبع

Continue Reading

You'll Also Like

26.9K 1.8K 4
"وإن استوطنَتِ الحروبُ ونيْطلَ الهلاكَ وجْدي سأظلُّ بعشقكَ هائماً مُغرمٌ، وإن غادَرت روحي كِيانها سأكونُ قِصّـةً خُطَّت لعاشقٍ لاقىٰ حتفهُ من الكلفِ...
55.5K 2.9K 32
تميزة عائلة كيم منذ الازل بكم اطفالها،تزاوجو منذ تاسس العائلة ببعضهم بعضا، يتزوج فقط اولاد العم و الخال،كثيرا ما تري العجائز هناك فاعمارهم تقارب المأ...
37.4K 1.3K 29
عندما كنت أبحث عن مكان لتدريبي الجامعي لم أكن أظن أنني سألتقي بمن ينتشلني من آلامي . جونغكوك "جيمين مارس معي الجنس " جيمين "الهذا السبب قبلتني بالعم...
31.6K 3.9K 12
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...