Enjoy
***************
جيمين
لم أعد أستطيعُ الوقوف ثابتاً أمام الجِنرال ، الكَذِب يُضعفني و التوتر من كل لَحظةٍ تَمر يأكلني
في داخلي أعلم بأنه سيغفر لي كَذبي و لكنه لن يغفر استغلالي لِثقته و حُبه لي على هذا النَحو
أستيقظ يومياً بِسبب أحلامي السيئة التي تُراودني و أصبح النوم خانقاً و مُتعِباً
كُنتُ مليئاً بالثقة حين دخولي لقصره و لكن الخوف هو من يملأ قلبي الأن فهل فقدت ثقتي بنفسي
أم رُبما فقدت شُعور الصِدق في الكلمات و مِن شِدة الوهم الذي أعيش به بات لي شخصيتان مُختلفتان
أحدهما عشيقة الجنرال و الأخرى عدوته
و في جَميع الأحوَال كُل ما أعرِفهُ عَني هو أنني لَستُ بِخير
تظاهرت بأني على ما يُرام أمامه لمدةٍ طويلة و لكن التَمثيل لا يليق بي و مَن يَهتم
لا أحد
أنا المُلام في النِهاية و جَميع مَن في صَفي الأن سوف يَنقلبون ضِدي و مُجدداً أنا المُلام الوحيد
و على ذِكر الجنرال الذي بات يُثير شكوكي فهو و على الرغم من إجازته الا أنه يخرج برفقة سيباستيان كثيراً و لا يعود الا فَجراً
تنَفست بِعُمق و أخذت خُطواتي خارج الغُرفة بل خارج المنزل بأكمله حاملاً الحقيبة المليئة بالرسائل ، جونغكوك في انتظاري خارجاً و الوقتُ مناسِبٌ تماماً فالمنزل خالٍ و إيثان ينامُ بعمق
جونغكوك كان يقف خلف المنزل ، كانت رؤية وجهه صعبٌ للغاية بسبب الظلام الحالك
" جيمين و اللعنة لِمَ توقفت عن إرسال أي شيء مُنذُ ثلاثة أشهر أتعلم كم كُنا قَلِقين"
قال لي و لكنني لم أمتلك الوقت الكافي للمُقدمات و العَتَب
" المَكانُ خَطيرٌ هنا و الجِنرال قد يأتي في أيّ لحظة لذا دعني أقول ما لدي "
خلعت الحَقيبة و سَلمتها له ليعقد حاجبيه و ينظر لها باستغراب
" ما سنفعله هذه المرة سيكون مُختَلِفاً ؟ فهل أنت مُستعد لإرسال رجالك الى مُختلف مَناطق ألمانيا "
" ماللذي تَنوي فِعله جيمين ؟"
"أنوي توسيع أفاقنا و التلاعب بكل من سيستلم هذه الرسائل "
تنهد و نظر لي ثم أعاد نظر للحقيبة ، كان متوتراً و يبدو بأنه لا يثق بخطتي التالية لكن لا بأس ، المُهم هو أن تَصل هذه الرَسائل الى مَكانها الصَحيح
" لِمَ تفعل هذا فجأة جيمين ؟"
شَتت أنظاري و بهمسٍ شِبه مَسموع أجبته
" أشعر بأن الجِنرال سيكتشف أمري قريباً ، نحن نقترب الى النهاية لذا ستكون هذه أخر مُهِمةٍ لي "
" تَشعر بالخطر من جِهته و ما زِلت في منزله ، تَصرفاتك تُربكني جيمين "
كُنت على وشك إجابته لكن هَمساً بعيداً أوقفني ، وسعت عيناي وأضطربت أنفاسي عندما مَيَزتُ صوت الجنرال من بين هذه الهمسات
" أرحل بسرعة أو اختَبئ في مكانٍ ما "
قُلت له ثم التفت بِسُرعة و سَلكتُ الطريق الى الباب الخلفي حيث القبو الذي يضع فيه الجنرال زُجاجات النبيذ خاصته
استعجلتُ خُطواتي قبل أن يدخل الجنرال الى المنزل ، و من شِدة توتري لم أنتبه لِصَف الزجاجات أمامي حتى تَعثرت بها و شظاياها أصابت باطن كَفي و رُكبتي
اختلاط المَشروب الكُحولي مع جُرحي كان مؤلِماً للغاية و لا أستطيع الصراخ حِفاظاً على نَفسي
أخفيت يدي الدَامية داخل جَيب سُترتي ثم عُدُت للمشي بِسرعة حتى أصل الى الُغرفة أو أي جُزءٍ من المنزل قبل وصوله
شعرت بالرطوبة على يدي و عَلِمت بأنها تَنزِف بِشدة و كأن هذا ما كان يَنقصني
عِند إمساكي لِمقبض باب الغُرفة فُتِح باب المَنزل لأزفِرَ براحة
خلت على عجل و تمددت أسفل الغِطاء مُغمِضاً عيناي و أستمع لصوت الخطوات البطيئة تَقترب من الغُرفة
أعطيت الباب ظهري و أغمضت عيناي حال دُخوله الغُرفة و خبأت كفي أكثر مُتَمَنياً عدم مُلاحظته
موسيقى الأورغِن للعازف يوهان باخ المُرعبة و التي تُدعى توكاتا و فوغ كانت تُعزف داخل رأسي مع مرور اللحظات
كُتمت أنفاسي المُضطربة و الألم الناتج عن اللسعات الخَفيفة في كَفي و لكن ما لم أستطع التَحكم به هو نَبضات قلبي العنيفة و التي أخشى وضوحها أمام الجنرال
شَعرتُ بجسدٍ يقف بجانب السرير مِن جهة نومي ، أتظاهر و أتظاهر و أدعو في داخلي أن لا يكون تَظاهري سيئاً و سهل الانكشاف
لم يفعل شيء بل بقي واقفاً و صوت أنفاسه مسموعٌ لي ، مُخيفٌ تَجمده أمامي و وقوفه دون فعل أي شيء
سَمعت تَنهده و من ثم خُطواته في الغرفة ذهاباً و إياباً ، كان الأمر خانقاً بالنسبة لي عدا عن أصابعي و يدي التي تَشنجت بالكامل
لم يخرج بل بقي داخل الغُرفة و بالتأكيد بين شفتيه تقبع سيجارته فأنا قد اشتممت رائحة التَبغ القوية
" إن كُنت ترغب بالتوقف عن التظاهر بالنوم فيمكنك ذلك "
قال لترتفع نبضات قلبي
" لِمَ أنت مُضطربٌ للغاية ؟ ما الذي حَصل"
نَبرته كانت تَكسوها البُرود و بروده هذا يعني بأن العاصفة قد اقتربت
قضمت شفتاي و فتحت عيناي على مَهل ، هل فُضح أمري و أخيراً ؟ كانت هذه الأفكار تغزوا عقلي
اعتدلت بجلستي و يدي المَجروحة ما زالت أسفل الغِطاء بعيداً عن عيني الجنرال
" ما بِك"
قال و نَفث الدُخان الكثير من فَمه و عيناه تنظر نحوي مُباشرةً
" ما الذي تَقصده؟"
سألته و حاولت عدم التَلعثم أو إظهار تَوتري له
" لِمَ كُنت تتظاهر بالنوم و لِمَ أنت خائف ؟ ما الذي حدث أخبرني "
كان عليَّ العثور على كِذبةٍ جديدة تُخرجني من مأزقي و ها أنا أُضيف على مجموعة كِذباتي واحدة جديدة
تأخرت في إجابته و نظرت ليدي الدامية و قررت استغلالها
" لم أكن مُضطرباً بل مُتألِماً؟"
رفع حاجبه باستغرابٍ و أنا أكملت حديثي بينما أُظهر له يدي
" فضولي قادني الى الغُرفة في الأسفل و عن غير قَصد كَسرت بعضاً من زُجاجات نَبيذك و جَرحت يدي و رُكبتي "
أخفضت رأسي عندما لاحظت القلق يتشكل على ملامحه بعد أن كان البرود يكسوها ،
أطفاً سيجارته ثم أقترب مني جالساً بجانبي و أمسك بيدي بِلُطف
" هل أنت بخير؟ لِمَ لم تُعالجها الى الأن"
عَجيبٌ أمر تَلاعبه بشخصياته و انقلاباته ، ليس و كأنه ذات الجنرال المُخيف قبل لحظات و العجيب أكثر هو قلبي الذي يتماشى مع تَغَيُراته و في كُل الأحوال ينبض له
" أنت كالطِفل آنجيلوس ، دوماً ما تؤذي نفسك و دوماً ما أهرع لِمُعالجتك فمتى سّتُشفق على قلبي و تتوقف عن تَهورك"
الكلمات تبخرت مِن فمي فكيف لي أن أنطق بشيء و تأنيب الضَمير يَقتلني ، أنا سيء جداً و سيء للحد الذي يجعلني لا أتراجع عن أفعالي السَيئة
" دورثيا ليست هنا كما تعلم لذا أنا مَن سوف يُعالج جُرحك و قد يؤلمك قليلاً "
استقام مِن جانبي و خرج من الغرفة ، زممت شفتاي و أعدت رأسي للخلف شاتماً أسفل أنفاسي بغضب على كَذبي الدائم و الذي لا يتوقف
و لكن ماذا سأخبره ؟ الحقيقية الذي تَدل على استغلالي لِحُبه و ثِقته من أجل الانتقام من والده و أن ما أفعله الأن قد يُضره و يوقعه بمشاكل قد تنتهي بإعدامه
الإنتقام أم الحُب
أنا أُحبه كثيراً بل و أصبحت مَهووساً بوجوده حولي فإن فارقني بالي سيبقى حيث يتواجد
تأخرت في اكتشاف مشاعري نحوه و تأخري هذا عَنى تراكم الكذبات و اقتراب النهاية المؤلمة
لو أنني أحببته من البداية لتوقفت عن كُل شيء لكنني بالفعل أوقعت نفسي في مأزقٍ لا يُمكنني التراجع عنه
تعاونت مع هانس ضد الجنرال و آلفريد و صوفيا ماتت بسببي و نَقلت خُطط هِتلر و الحزب الى الرائد هوسوك
ثلاثُ جَرائِمٍ كبيرة بالنسبة للدولة و عقابها واضح ، ليس و كأنهم سوف يتساهلون معي فأنا في النهاية يهوديٌ هارب لا و بل أمتلك شقيقاً مُقعداً قد يُكتشف أمره في أي لحظة
المَشاعر المُبَعثرة تَقتُل
و أظن بأنني لن أموت على يد الجنرال أو على يد آلفريد
بل سوف أقتل نَفسي بنفسي و هذا ما يدعونه بالموت البَطيء
إن استثنيتُ مشاعر الحُب للجنرال سيبقى الخوف و الألم و التَشتت و الحُزن و الوِحدة
تَشكيلةٌ رائعة تُناسب أحوالي و تزداد حِدتُها مع مرور الأيام و الساعات و الدَقائق
أنا مُحتارٌ حول هدية آلفريد ، أهي هديةٌ واحدة فقط أم مجموعة هدايا تُرافقني الى قَبري رُبما
آلفريد رأى السوء و الشر في عيناي و عَلم بأن نيران قلبي تَكفيني لذا عَزلني عن الباقي و سمح لي بالمشاهدة بجانبه فَقط
دَخل مُجدداً الى الغُرفة و في يده صُندوقٌ خَشبيٌ صغير ، ابتسم و حَرك رأسه بيأس
" احتفظت بهذا الصندوق من أجل تايهيونغ خوفاً عليه من أن يؤذي نفسه و لكنه لم يفعل و انظر لك الأن ، الأخ الأكبر يتصرف كالصغار و يؤذي نفسه على الدوام "
ابتسمت له و لم أستطع كَبت ضِحكاتي فهو مُحِقٌ تماماً ، أنا أتصرف بطفولية أكثر من شقيقي الأصغر و جُزءٌ مني أيضاً يفعل هذا عَمداً حتى أتلقى الاهتمام و العِناية من الجِنرال
بِعنايةٍ شديدة كان يُخرج قِطع الزجاج الصغيرة من يدي ، أعقد حاجباي في كُل مرةٍ أشعر بالألم
وسيماً للغاية و عطوفٌ أيضاً ، لا يبدو كالجنرال آلبير الذي دخل الحانة في أول لِقاءٍ لنا بل مُختَلفٌ تماماً
أين القَسوة التي يتحدث عنها الجميع فأنا لا أرى سِوى اللُطف و المَزيد و المَزيد منه
لم أتحمل كومة المشاعر التي ضَربتني فوضعت يدي السَليِمة على وجنته و بإبهامي داعبتها ليرفع وجهه و ينظر لي مِبتسماً
" ما الأمر؟"
لم أسمع صُوته جيداً فأنا شاردٌ بتفاصيل وجهه من أصغرها الى أوضحها
" أنا "
أغرق في عيناه و بالنظرة التي يُعطيني إياها في كُل مرةٍ تلتقي أعيُننا
إِنعقاد حاجباه و شفتاه المُتفرقة قليلاً ، السُفلى مُنتفخة و العُليا نحيلة
ابتسامته تحولت لجانبية عندما لاحظ تَدقيقي بشفتاه و انغماسي بالنظر لها
" أنا أُحبك "
ارتخت يداه حول يدي المُصابة و عيناه توسعت مثلي ، الكلمة خَرجت سَهواً من فمي
اللحظة العاطفية أضعفتني و اعترفت بمشاعري دون إرادتي
أخافتني ردة فِعله ، لربما سيتراجع الأن و يمتنع عن الاقتراب مني مُجدداً
" أعتذر لم أقصد "
شَتَتَ نَظره و أعاد تَركيزه على عِلاج يدي بصمتٍ أربكني و أزعجني
سَحبت يدي لكنه أعاد إمساكها أقوى من المرة السابقة
" لا تَعترف لي إن لم تكن مُتأكداً مِن مَشاعرك "
همهمت له بتساؤلٍ عن جملته التي بَدت لي غَريبة
" لِمَ تَعتذر عن حُبك لي ؟ لِمَ لست مُتأكداً من مشاعرك "
" أنا خائف مِن أن اعترافي قد يُزعجك أو قد يضع حُدوداً بيننا "
لَفَ يدي بِقُماشةٍ بعد أن انتهى من تَعقيم و مُعالجة جميع الخدوش و الجروح
ثم أبعد الغِطاء عن جَسدي
" أياً مِن رُكبتاك قد تأذت؟"
أشرتُ لقدمي اليُسرى ليُباشر برفع بِنطالي كاشفاً عن رُكبتي و ساقي و جُزءً مِن فَخذي
جُروح رُكبتي لك تَكن عميقة بل مجرد خدوشٍ سَطحية لا تَحتاج سوى لتَعقيمٍ بَسيط
" لا أعلم ماللذي تُظهره أفعالي لك ، لكنها ليست شيئاً عابراً بالتأكيد لذا لِمَ الخوف من الاعتراف ؟ ألا تُشعرك قُبلاتي لشفتاك بالحُب و ماذا عن عِناقي لك ، جميع ما أفعله مَعك يمتلك مشاعراً جميلة لم أعرف مَعناها و لا أظن بأن الحُب كَلمة كافية "
بعد انتهائه انحنى مُقبلاً أعلى رُكبتي ثم أعاد بِنطالي الى ما كان عليه
" أنت الشُجاع هُناك آنجيلوس لذا لا تَعتذر عن شيءٍ نشعر به كِلنا ، من الجيد أن نَعثر على كَلِمةٍ مُناسِبة لِكُل ما نَفعله فعندما تسألني عن سَبب مُداعبتي لك سوف أبرر أفعالي بأني أُحبك "
الخَجل و الحِمرة غَزَت وجنتاي و لكنني لم أقف ساكناً بل هَجمت على شّفتاه بِعنفٍ واحتياج
يبتسم بين قُبلي العشوائية له و أعلم بأنه يُريد السُخرية مِن خبرتي القَليلة في هذا الأمر لكنني لم أكثرث فأنا أفعل ما أمرتني مشاعري و غَريزتي بِفعله
امسكني من كَتفاي وثبتني ثم قرر هو قِيادة قُبلتنا ليجعل مِنها قُبلةً ناجِحة
" بجانب التَصويب يجب أن تتعلم كيف تُقبل باحتراف "
صغرت عيناي ثم قلبتهما باستهزاء
" لِمَ تَسخر من كُل أفعالي ، إن كَررتها سأمتنع عن تَقبيلك "
" لا أسخر بل أستلطف ، أنت لطيفٌ للغاية كُل ما بك يبعث لي السعادة فأتمنى يا تميمة حظي و سعادتي أن تبقى بجانبي "
" و الى أين أذهب ؟ لا عائلة لي سِواك و إيثان "
تنهد و كأنه تذكر أمراً ما
" صحيح تايهيونغ حزينٌ منذ أيام و أرى العلاقة بينكما مُتوترة للغاية فمالذي حَصل في غِيابي "
" فقط يَتهرب من حقيقة أنه إيثان أيضاً ، يكره عندما أُناديه باسمه الأول "
" اذاً توقف عن مُناداته بإيثان ، افعل ما يرغب به "
نفيت برأسي
" لا في النهاية مُجرد اسمٍ لن يُغير واقعه ، إيثان لم ينسى ماضيه بل يتهرب منه أي يجعل الأمر أسوء "
" ما هو ماضي تايهيونغ ، أنت لم تُخبرني "
على الرُغم من أنني أكره تَذكر تلك الليلة الا أن الجنرال يمتلك الحق بمعرفة ما حَصل مع تايهيونغ آنذاك
" اثناء عملية الإبادة أبعدوا إيثان عن عائلتي و اخذوه الى مكانٍ قُرب المَحرقة ، لم أشعر بالأمر لكنني سَمِعتُ صُراخه و عندما التفت رأيت أربعةٍ من الحُثالة تكاتفوا لِلمساس ببرائته و تدنيس جسده بشهواتهم الحيوانية و المُثيرة للقرف "
كُنت أشد على قبضتي و هو كذلك ، يرص على أسنانه و يُشاركني ذات الحِقد و المشاعر
" كان مُرعباً للغاية و كل شيءٍ حول تِلك الليلة كان مُخيفاً ، النار و الصراخ و ايثان و البرد و الثَلج الأسود ، ليلة ميلادي كانت ليلة موتي و ليلة ولادة آنجيلوس "
ارتجف جَسدي عندما تذكرت تفاصيل ذلك اليوم لذا هو لم يتوانى عن عناقي و دَفني بين ذِراعيه هامساً قُرب اذني بكلماتٍ لطيفة
كُنت على وشك الاعتراف له بكل شيء لكنني لم أرغب بتدمير ليلة اعترافنا على هذا النَحو لذا فَضلت الصمت و السكون على صَدره
ما بيننا كان في البداية حرباً باردة بين عقلين و الأن أصبح حرباً ساخنة بين قلبين يسعيان للصدق و يُكافحان للبقاء دون عَثرات
أنا سعيدٌ بأنني أخلق ذكرياتٍ جميلةٍ معه و أعوض قَسوة أيامي بسببه ، لن أتحمل حُزنه في يومٍ من الأيام فقلبٌ أعطاني السَعادة لا يَستَحِقُ سوى مِثلها
أخرجني من بين أحضانه و نظر بتساؤل
" لكن أتعلم أنا حَقاً مُحتارٌ حول شيءٍ ما من زمنٍ بعيد و بما أننا نتحدث عن تلك الليلة اذاً هل تسمح لي بسؤالك عن ما يشغل بالي؟"
أصبحتُ فضولياً أيضاً حول ما يشغل باله لذا أومأت له
" أنا سَعيدٌ للغاية بأنك نَجوتَ مِن كُل ما حَصل و لكن كيف استطعت الهَرب من الإبادة و من بين أيدي الجنود آنذاك ؟"
***************
يُتبع