آنجِيلوس١٩٤٠ || YM

Por 00melas

186K 17.1K 26K

كُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الأ... Más

مُقدمة
-١- حَانةُ المَوتِ المُفاجِئ
-٢- سُوناتا "مثيرٌ للشفقة"
-٣- سُوناتا الرَّقم واحِدٌ وعشرون
-٤- المَعزوفة الرَّابعة ( اختناق)
-٥- سيمفونية ضَرباتُ القَدر
-٦- المعزوفَة الثالثة عَشر
-٧- تضحية مُوسيقية
-٨- بِجانب البُحيرة
-٩- المَعزُوفة الثّانِية والعُشرون َ
-١٠- الجَاز عَبر شَوارع بِرلين
-١١- مَعزُوفة أُوبِرالية
-١٢- لَيلة كَئيبة
-١٣- تراقُص الأجسَاد
-١٤- نُدبةٌ قَديمة
-١٥- ضَوء القَمر
-١٦- السُقوطُ السَادس
-١٧- السُّوناتا السَّابعة عَشر
-١٨- رِحلة الى مَكانٍ بعيد
-١٩- مَشهدٌ مِن صُنع شِيكسبير
-٢١- مُوسِيقى الأُورغن الشَهيرة
-٢٢- رِسَالةٌ الى آلفرِيد
-٢٣- الحَرَكة الأُولى
-٢٤- ليلة موسِيقية قَصِيرة
-٢٥- لِقاءٌ بعد فُراق
-٢٦- مَعزوفة الجَرسْ
-٢٧- جُزئية الشِتاء
-٢٨- سيكلوجيات شائعة
-٢٩- السوناتا الأولى
-٣٠- حانةٌ في مَانهايم
-٣١- مُذَكَرة آلفريد
-٣٢- النِهايَة
- مَعزوفةَ مُميزة ١/٢ -
- مَعزوفَة مُميزة ٢/٢ -

-٢٠- السُوناتا التَاسِعة و الخَمسُون

4.9K 447 369
Por 00melas


Enjoy

***********

السابع مِن أبريل عام ١٩٤١

جيمين

الدِين أو الهوية القومية كانتا السَبب الأهَم لبداية أغلب الصراعات و الحروب  بين الشعوب البَسيطة ، سواء حروبٍ باردة أم علنية

أما الحروب السياسية فكان هَدفها الاساسي هو المَصَالح و الضحايا هم الشعب الذي ظن بأن حربهم قائمة ضِد من كانوا يُشابِهوهم بالبساطةِ و الجهل

أي في جميع الأحوال الضحايا هم الشعب لا المناصب

إن كان هتلر هو الحاكم الدكتاتوري في هذا الزمن فهذا لا يعني بأنه الأخير

و حتى لو نجحنا بالتخلص منه فهذا لا يعني بأن الدكتاتورية انتهت .. لأنها فِكرٌ و الفِكر لا يموت بل يتكاثر و يتم تناقله عبر الأجيال حتى يُصبح خالداً في عُقول البَعض

الاجرام و القتل و النهب و الى آخره من الأفعال السيئة هي مبدأ و فِكر بالنسبة لأحدهم و كونها سيئة لا يجعلها منبوذة فمنذ زمنٍ طويل و قبل مئات السنين كان لقب الطاغية يُعدُ مُحترماً و يحتفى به في اليونان ...

أنا أُصنف نفسي سيئاً و جيداً في آنٍ واحد  و هذا بالتحديد ما يجعلني إنساناً طبيعياً

لا أسعى لِلكمال  بل أسعى الى الحيادية في مَشاعري و الحياديةُ في زمني صَعبةٌ للغاية فإما أن تأخذ جانب الغالب أو جانب المغلوب

و لكن في حالي هذه فأنا أحب الغالب و أعمل لمساعدةِ المَغلوب
على أمرهم

البَعض يعتقد بأن الخضوع للأقوى هو الحرية بحد ذاتها ، لأن عدم خضوعهم سوف يُهدد حياتهم للخَطر و بِطريقةٍ ما الحُرية في نَظر العبودية و العبيد هي البقاء على قيد الحياة لأطول وقتٍ مُمكن

من الصعب رَبط الحرية بأي مفهومٍ أخر ، فالحرية مُطلقة و بِلا قيود

في عام ١٩٣٨ قرأت في أحد المقالات في جريدةٍ بولندية مُعارضة للأحزاب النازية أن ليس الفَهم هو فقط ما يُميز الإنسان عن الحيوان بل الفعل الحُر ،  فالطبيعة تَحكم الحيوانات و الحيوانات تُطيع بينما الإنسان يشعُر بأوامر الطَبيعة ذاتها و لكنه يدرك أنه حُرٌ في أن يُعصي أو يُطيع

تم احراق المؤسسة المسؤولة عن إنتاج هذه الجريدة بعد انتشار هذا المقال في كل مكان و كم أجده مُضحكاً بأن فِكرة توعية الناس على حقوقهم كانت تُرعبهم

و لكن و بعد مَعرفتي بالجنرال اكتشفت بأن لِكل قاعِدةٍ شواذ

فأنا و بِكل بساطة أستطيعُ رَبط الحُب و الحُرية سوياً

مثلاً قُيود الجِنرال حولي
هي قيودٌ ليست بصالحةٍ لِلإستعمال أو بِمعنى أخر انا أشعُر بالحرية أثناء مُمارستي للحِب معه و برفقته

على الرُغم من عَدم وجود كلماتٍ صَريحة قد أدلينا بِها و على الرُغم مِن أن الكلِمات المَعسولة البَسيطة هي كُل ما تفوهنا به الا أنني أعتبر أن ما أُشّارك الجِنِرال بهِ هو حُباً عميقاً و مفردة جديدة للحُرية

فَحُبي لِلجنرال آلبير ليس سِجناً بل هو الحرية و مَنفَسِي بحد ذاته ...

قبل عِدة أيام أرسلتُ خِطاباً الى جونغكوك أخبره فيه عن مكاني الحالي و عن ضَرورة لِقائي به فأنا أحتاج مُساعدة أحد رِجاله في خِطتي القادمة

و مازلت حتى الأن أنتظرُ قُدومه الذي أتمنى بأنه لن يطول كَثيراً

الجنرال في إجازةٍ لمدة شهرٍ كامل لذا يجب أن أستغل غيابه عن الاجتماعات الحزبية و التي ستتحول لبحرِ دِماءٍ في ما بعد
كما أتمنى ..

.

لأول مرةٍ مُنذ مدة أعزف لحناً سعيداً بل ربما هذه مرتي الأولى على الإطلاق

لطالما تجنبت عَزف معزوفات فرانس هايدن بسبب إتِباعهِ لِلأُسلوب السعيد و المُبهج إلا أنني اليوم إنتابني شعورٌ و رَغبة كبيرة بِعزف ألحانه و السوناتا التاسعة و الخَمسون كانت خياري لهذا اليوم

آلبير و بعد إصرارٍ كبيرٍ مني قد أحضر لي هذا البيانو البُني
و الذي يُعد من أكبر أعداء الجِنرال الذي يغار من اهتمامي بالعَزف أكثر منه

إيثان كان مَشغولاً بِقراءة أحد كُتبه في غُرفته

و جمهوري و مُستَمِعي المعتاد لهذا اليوم هو مَحبوبي الجنرال الذي كان شارداً اليوم بشكلٍ غريب و أثار اهتمامي

" ما بك؟"

رفعت أنظاري له لثوانٍ و سألته عن سبب حاله ثم أعد أنظاري الى مفاتيح البيانو البيضاء و السَوداء

تنفس بِعمقٍ حين استفاقَ من شروده ثم فرك وجهه بكفيه مُتنهداً

" أسَمِعت بعملية الليلِ و الضَباب؟"

نفيت له و جذبني الاسم الغريب الذي قاله

" لم تبدأ بعد هذه العَملية لكن هتلر يُخطط لِليلةٍ لا قَمر فيها و لا خيرٌ أيضاً ، سيستهدف الناشطين السياسين و سيشن حملة اعتقالاتٍ كبيرة هذه المرة و قد تؤثر على الحروب مع الدول الأُخرى "

" أوليس استهداف الناشطين أمراً يحدث دوماً اذاً ما المُختلف الأن ؟ و لِمَ ستؤثر أفعال اللعين على الدول الأُخرى "

تأوه بتعبٍ ثم استقام و مَدد ذراعيه بعد جلوسه لوقتٍ طويل ثم تقدم مني و قطَع معزوفتي حين أمسك يدي

" هل تَستطيع التصويب؟ "

سألني دون أي مُقدمات  لأعقد حاجباي باستغراب ثم نَفَيت له
ليُتابع حديثه

" اذاً اتبعني"

وَقفتُ مِن مَكاني و لَحِقت به الى الخارج ، ابتعدنا عن مَنزل المَزرعة  و مَشينا مَسافاتٍ طويلة

الجو مازال بارداً على الرغم من أن الربيع قد حَلَّ بالفعل و على وشك الإنتهاء

في هذا الوقت تحديداً حيث نمشي بهدوءٍ الى مكانٍ أجهله رّغبتُ بامساك يده و رغِبت بالسلام برفقته

اقتربت منه أكثر و شَابكت أيدينا ببعضها مُتمنياً ألا تفترق عن بعضها أبداً

شدَّ على عِناق كَفينا ثم رفعهما حيث شفتيه و قَبَل ظاهر يدي بلطافةٍ قاتِلة

كان مَشهداً خيالياً ، نمشي على العُشب الأخضر مُتشابكي الأيدي و الروح و خُصلات شعرنا تتطاير و رُغم البرد الا أننا نُشكل الدِفء لبعضنا

هي أحد تِلك اللحظات القَيمة و النادرة التي ستبقى في ذاكرتي و تُعاد حين أفقدها

" مَعزوفتك اليوم كانت سَعيدة و مُختلفة عن سابقاتها "

" هل كُنت تَستمع لي حتى؟ ظَننت بأن أفكارك أخذتك بعيداً عني أيها الجِنرال كَثير المَشاغل"

قهقه بِخفةٍ لأبتسم أنا كالمُعتاد ، سماع ضِحكاته أجمل من سماع ألحان موتسارت و باقي الموسيقيين

" لا شيء يشغل عقلي عَنك جيمين ، فإن رأيت ما يدور داخل أفكاري لوجدت جيمين فحسب "

" هل أشغلك بالك الى هذا الحد ؟"

هَمهم لي و تأخر في إجابتي مُثيراً فضولي حول هدوئه الدائم في الأيام الأخيرة

" فقط أشعر بأن شيئاً سيئاً سوف يحصل ، أنا أجهل ما يكون هذا الشيء لكنني سأحرص على سلامتك انت و تايهيونغ دائماً"

ابتلعت ريقي بخوف فكلامه أثار ريبتي

" ماذا لو كان السوء صادِرٌ من أحَدِنا؟ ماللذي ستفعله حينها ؟"

" لا أعلم ، و لا أريد تخيل الأمر على هذا النحو ، أريد الاستقرار بهدوء معكما حالياً بعيداً عن الكثير من المشاكل و العمل "

الصمتُ أخذنا لبعضٍ من الوقت حتى وصلنا الى مكانٍ خالٍ تماماً من أي شيءٍ عدا مَنزلٍ خَشبيٍ صغير 

دخلنا إليه فوجدت عِدة أسلحةَ صيدٍ مُعلقة على الجدار و الزجاجات الفارغة تم تجميعها في زاويةٍ بجانب الأسلحة

" كُلما شَعرتُ بالإرهاق أتي الى هُنا و أُمارس هوايتي المُفضلة ، الرماية و بما أنك معي اليوم إرتأيت بأن أُعلمك التَصويب كي تحمي نفسك حين أكون بعيداً عنك "

اقترب من الأسلحة و أختار واحداً مِنها ثم سَلمه لي

" انتظرني في الخارج ، سأحضر الزُجاجات و أتي اليك "

فَعلت كما أخبرني و أثناء انتظاري له تَذكرتُ أمراً مُهِماً ، السلاح الذي أعطاه جونغكوك لي مازال أسفل وسادتي في غرفتي في القَصر

أغمضت عيناي و زفرت بغضب من إهمالي لتفصيلٍ مُهمٍ كهذا ، فإن عثرت عليه إحدى الخادمات سيصل الخبر الى الجنرال و عندها سيسألني و سيتوجب عليَّ العثور على كِذبةٍ تُرضي كلينا

" هل أمسَكتَ بِسلاحٍ مِن قَبل ؟"

سألني بينما يَصِفُ الزُجاجات بشكلٍ مُتساوي ، أجبته بِنعم لأنني وضعت احتمالاً بأن يكتشف أمر السلاح في غُرفتي

" لكنك لا تستطيع التَصويب صحيح؟"

" أنا أمسكت سِلاحاً مِن قبل لكنني لم أستخدمه بتاتاً"

أشار لي على زُجاجةٍ ما ثم أمرني بالتصويب و إطلاق النار عليها ، أغمضت عيناي مِن الصوت العالي و جَسدي ارتعش قليلاً و   لم أُصِب الزُجاجة حتى بل الرصاصة انحرفت انطلقت في مكانٍ بعيدٍ عنها

وقف خلفي و عَدلَ طريقة إمساكي للسلاح ، فَمه قريبٌ مِن أذني و يهمس لي بما يتوجب عليَّ فِعله

" جَسدك يرتعد عند خُروج الرصاصة و كأنك الضحية لذلك تَفشل في إصابة هَدفك ، انظر لوسط الزُجاجة بتركيز و لا تَخف من لحظة إطلاقك حتى لا ترتجف يدك "

أخذت نَفساً عميقاً و رَكزت على هدفي كما قال لي بثقةٍ تامة ، كان يضع يده فوق يده و يوجهها في الاتجاه الصحيح

" عند خروج الرصاصة قد يرتد جسدك الى الخلف لذ ابعد ساقيك عن بعضهما قليلاً و حاول مُوازنة نفسك حتى لا تتأذى "

أبعدت ساقاي عن بعضهما قليلاً و وقفت مُستعداً و مُنتظراً أوامره التالية

" أطلِق "

ضَغطتُ على الزِناد و خرجت الرصاصة لتُصيب الهَدفَ تَقريباً ، صَفق الجِنرال بيديه و أثنى على ما فَعلته

" رائع مُحاولتك الثانية تَكللت بالنجاح ، في المرة الثالثة ستصيب الهدف تماماً "

كان دوره الأن في التصويب لذا ابتعدت قليلاً عنه و شاهدت مهارته التي أدهشتني ، أصاب تِسع زُجاجاتٍ مُتتالية في الوسط تماماً و من دون أي خطأ

" أنت تُشعل روح التنافس داخلي أيها الجِنرال ، أرغب بتعلم المزيد حتى أتفوق عليك "

" صغيري أنا أدعمك في ذلك ، لكنك لن تتغلب على الجنرال آلبير أبداً "

كَتفتُ يداي و رفعت حاجبي لِغروره و تفاخره المُضحك ليقترب مني و يعانقني بينما يُقهقه على تعابيري المُنزعجة

" سأختبرك فيما بعد بما عَلمتك إياه اليوم لذا إياك و أن تنسى "

" لسُت أحد جُنودك لذا لا تُعاملني و كأننا في المُعسكر "

فَصل عناقنا و ابتسم لي بِخُبث
" بالطبع لست واحداً منهم ، فأنا لا أُعاقب جنودي بتقبيلهم و
تشويه شِفاههم "

**************

هامبورغ

بعد وقتٍ طويل و أشهرٍ طويلة من انقطاع أخبار جيمين ، هاهي الرسالة تصل الى أيدي جونغكوك الذي سارع بقراءة مُحتواها و أهم ما قرأهُ كان تحذير جيمين له عن عدم إخبار نامجون أو هوسوك بشأن الرسالة

جيمين في رسالته بدا و كأنه يُلقي الأوامر و لا يطلب المُساعدة ، كما لو أنه ذو شأنٍ رفيع و عكس ذلك الشاب الذي كان هادِئاً و يتكلم نادِراً

مَنزل المزرعة أي حيث تم تقييده لأيامٍ طويلة و حيث يوجد ذلك الشاب اللطيف تايهيونغ الذي اعتاد على قضاء الوقت معه و إزاحة الملل عنه

كان مُرتبكاً بأمر العودة الى ذلك المَنزل فماذا لو صادف تايهيونغ أو ماذا لو رأى الجنرال

جيمين مُتهورٌ دوماً و لا يحتسب خُطواته بل يُرسل و يُقدم على تنفيذ ما يخطر في رأسه على الفور

لكن ما باليد حيلة فجونغكوك مُجبَرٌ على الذهاب و لِقاءِ الفتى و بطريقةٍ أو بأخرى تمنى لو يستطيع رؤية تايهيونغ مُجدداً

********

جيمين

وضَعت داخل حَقيبةِ يدٍ سوداء جميع الرسائل التي سأعطيها لجونغكوك كي يُسلمها بشكلٍ سري لذوي المناصب

كما قُلتُ سابقاً إن خلق نزاعاتٍ داخلية ستجعل مِن قِواهم هَشة حتى يأكلون بعضهم و يبقى الفأران  الكبيران لوحدهما عندها سيكون من السَهل علينا الإيقاع بهما

دخول إيثان الى الغرفة دون و عيناه تَبحث عن أحدٍ ما

" يونغي  خرج برفقة سيباستيان الى مكانٍ ما "

احتل العبوس وجهه و تأفأف
" أنت تُحبه أكثر مني حتى ، أنا هو أخاك هُنا"

" انت شرير "

لم أفهم جُملته الصغيرة أو ما سَبب تَفوهه بها

" قرأتُ الرسائل جيمين ، كُنت أعلم بأن تواجدك مع الجنرال يتبعه أمرٌ سيء "

" ماللذي تتحدث عنه إيثان "

" انا تايهيونغ و لست إيثان بعد الأن لذا لا تُناديني بهذا الاسم "

كان الأمرُ مُشوشاً للغاية و لم أستطع فَهم نواياه و ماللذي يُريده مني

" إيثان احترق مع عائلته جيمين و لا أريده أن يعود و لا أرغب بأي شيء سوا البقاء على قيد الحياة بهدوء"

وقفت من مكاني و اقتربت مِنه جالساً أمامه

" إيثان ماللذي تتحدث عنه"

" قلت لك لا تُناديني بهذا الاسم مُجدداً"
ارتفع صوته لأوسع عيناي بِتفاجؤ مِن ردة فعله العَنيفة

" حسناً تايهيونغ عزيزي مابك أخبرني "

" تخلى عن هذه الرسائل و انتقامك الغبي جيمين و دعنا نبقى برفقة الجنرال بسلام "

شَردت في كَلِماته و ضَحكتُ بعدم تصديق

" أتخلى؟ أتطلب مني التخلي عن حقي و حق عائلتنا المَسلوبة؟ هل أنت في وعيك حتى "

" ماتوا جميعهم و حقهم لن يعود أبداً لذا عِش ما تبقى لك بصمت و تخلى عن تمردك و اندفاعك الذي يجلب لنا المصائب دوماً"

قضمت شفتاي بغضب و نظرتي احتدت و لم أعد أستطيع كتم صُراخي

" أتذكر ما فعلوه بك ؟ أتذكر صُراخ والدتنا و ليو و أبي ؟ و ماذا عن صُراخك إيثان ، جميعكم كُنت تصرخون باسمي و اللعنة كيف لي أن أتخلى "

دموعه هَطلت على وجنتيه و صوت شهقاته ارتفع ، ضَحكت بألمٍ على حالي فأنا جيمين سيء الأفعال في نظر الجميع و لن يتغير الأمر أبداً

" كان من السَهل عليك نِسيانُ المَاضي و تَجاهله تايهيونغ لكنني لا أستَطيع ، مُضحكٌ عندما تُخبرني بالتجاهل و التخلي و كأنهما أسهل شيءٍ في العالم ، أتعلم ما المؤلم أكثر ؟ أن أخي و عائلتي المُتبقية يقف ضِدي و يُخبرني بالنسيان على الرغم من أننا واجهنا الشيء ذاته "

نظر لي بعيناه الدامعة و حاول النَطق بشيءٍ ما لكنني منعته

" النسيان فِعل و ليس كَلمةً تقال و حسب ، الأفعال تحتاج وقتاً طويلاً لتنفيذها و الأوان قد فات فأنا مِمن كُتب عليهم التَذكُر حتى الموت "

قلت له بِحرقةٍ و خَرجتُ مِن الغُرفة بل مِن المَنزل بأكمله ، أكره حين تتكون الغَصة في حلقي و أعجز عن البكاء

تَقرفصت مُستنداً على الجدار خلفي و نظرت بشرودٍ الى العُشب أسفلي مُحاولاً التفكير بأي شيءٍ أخر عدا كلمات إيثان الجَارحة

مازِلتُ أتألم حين يصفني أحدهم بالتمرد و الاندفاع ، لست كذلك لكن كُل مافي الأمر هو أنني لا أحب الخضوع و أكره أن أعيش بصمت

أكره بأن إيثان بدأ يُشبه ليو بخوفه و تجاهله هذا بعد أن ظننت لأنه سيكبر و ينضج ليصبح مثلي

لم يعد صغيراً بعد الأن فحينما كُنت في مِثل عُمره واجهتُ أمُوراً مريرةً للغاية ، كان مِن المُفترض أن أخاف مثله و مثل ليو لكنني و مع مرور الأيام و مواجهتي للمزيد من المواقف أُصبح أقوى و عازماً على أخذ حقي بيدي

شعرت بالراحة حين سمعت صوت دهس حِذاءٍ على العشب و خُطواتٍ تقترب مني ، انه هو لا غيره

أنامله تخللت داخل خصلات شعري بهدوء و صوته العميق قد غزا مُحيطي الكَئيب

" ما به ملاكي يجلس خارجاً لوحده ، أكُنت في انتظاري "

أومأ له و رأسي مازال مُنخفضاً و عيناي تنظر للأسفل

جلس أمامي و رفع وجهي نحوه

" هل تُريد من رُوحك أن يُقبلك لتُصبح بخير؟ "

أومأت له مُجدداً ليسحبني داخل أحضانه ويضع شفتاه على شفتاي بِلُطفٍ تَحولَ الى عُنفٍ بفضلي

" عندما تُقبلني أشعر و كأنني في النَعيم "

همست له حين فَصلتُ القُبلة ليبتسم و يقبل وجنتي

" أتعلم آنجيلوس أنا لم أؤمن يوماً بالجنة أو النعيم ، كُنت أعتقد بأن الموت سوف يُنهي كُل شيء "

" أنا على عَكسك ، أؤمن بوجودها حتى لو لم أستحقها فَفِكرة وجود شيءٍ جميلٍ بعد الموت مُريحة للغاية "

قهقه على كلامي و بعثر شَعري

" يالك مِن رَجُلِ دينٍ رائع "

" لستُ برجلِ دينٍ أيها الجنرال فلو كُنت كذلك لما طارحتك الغرام على فِراشك "

********
يُتبع

" جزئية المقال يلي قراه جيمين هي جملة أخدتها من كتاب اسمو غريزة الحرية "

Seguir leyendo

También te gustarán

22.1K 682 13
مَالذي سوف يَحدثُ بَعد مرورَ سَنتان من الانفصالِ ؟! هَل سوف يَعود كُل شيء طبيعي أما مَاذا ؟! ما الأسرار الذي سوف تنكَشف ؟! والسؤال المهم هَل سوف يع...
164K 6.4K 28
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
26.9K 1.8K 4
"وإن استوطنَتِ الحروبُ ونيْطلَ الهلاكَ وجْدي سأظلُّ بعشقكَ هائماً مُغرمٌ، وإن غادَرت روحي كِيانها سأكونُ قِصّـةً خُطَّت لعاشقٍ لاقىٰ حتفهُ من الكلفِ...
16.1K 2.6K 40
في بعض الأحيان، يحتاج الناس إلى التعلم بطريقة صعبة لهذا عليك أن تأخذ الناس من البداية بطريقة مسالمة خاصتا عندما يكون هذا الشخص هو شخص مهم ك.... ⚠️ال...