رَسائِل غونزاليس|TK

By zxitll

20.2K 1.2K 1.1K

و إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَ... More

الرّسـالـةُ اللّا أخيـرة: لِقـاءٌ مـا بعد الوَداع.
١. بِلا أيِّ رِسـالـة.
٢. تُزهِـر رسـائلِـي بك فقط.
٣. عِند انحناءِ الشَّفقِ القُطبي.
٤. في اللّا شـيء و أنت كُل شيء.
٥. تَبُجُّ بَحتُك الحَسناءُ كُلَّ ما بي.
٦. و إنَّني لتوَّاقٌ رُغم أننَّي لم أنَل.
٧. و ثُمَّ أنّني لم أكُن، فهل تكُن؟
٨. كالمُتَنَعِمِ بِأهازيجك في المساء.
٩. و كثيراً ما أفَقتُ و أنت مُحاذٍ لي.
١١. و المُزْنُ التي كادت أن تَسلِبَني مِنك.
١٢.جَعَلَتني أستفيقُ بُرهةً كشُعلةٍ وضّاءة.
١٣. أمـدًا بعيـدًا حتى غِبت عن ناظِري.
١٤. و ترجِعُ إليَّ بعد أن داهَمَتك المَنايا.
١٥. حتى ادْلَهم الفَجرُ مع مَطلَعِك.
١٦. إلى أن استَعدتُ روحك و أنا أُدفَنُ.
١٧. حَيًّا حتى باتَ طَيفي يزورك وَلِعًا.
١٨. مُحلِّقًا و إن بقيتُ أُلملمُ أوراق رسائلي.
١٩. و أُبقيك حائرًا بعد أن زُرتَ قَبري.
٢٠. حتّى اكتسى الثَّلجُ حرائِق الجَشعِ.
٢١.و التَحفتُ بجفنيك وسط زُرقةِ المحيط.
٢٢. البردُ قارسٌ رُغم أنّه الرَّبيع.
٢٣. و إرتعاشةٌ في دفئك و ما بين ذراعيك.
٢٤. تمزقت الأجنِحةُ فما بالُ السَّماء؟
٢٥. لا وَجع بعد كُلِّ ذلك الوجَع.
٢٦. أتيتُ و معي وَهج الخريف.
٢٧. هل لمحتُ ابتسامةَ المُحيط؟
٢٨. و بهجةُ فؤادك بعدَ كُلِّ هذا الحنين.

١٠. اللَّيلةُ التي نسيتُ بها ظلّك مُجدداً.

342 28 55
By zxitll

ـ

كانَ الثلجُ و الدَّغشُ قد أرخيا سدولهما على ضواحِي هذه البلدةِ المليئةِ بالأحداث، بينما جونغكوك الراكضُ بأقصى سرعته و هو يحملني بذراعيه الإثنتين المُلتفتانِ حول أقصى ظهري و خَصري، لأقومَ بدوري أن أتشبث به و أُحاوِطَ ذراعَي حول عُنقه الدافئ بعكسِ هذا القرسِ تمامـًا، لأبقى قريبـًا بحضنه الذي تسللت ضَرباتُ قلبه المُتسارعةُ إليّ نتيجة ركضه، و لا ننسى هذه الرائحةَ التي تواسيني و تمنحني لَذةَ الأمانِ رُغم الظَّرفِ الذي نحن به ...

إنهُم هناك، إلحقوا بهم!!!

جونغكوك إنهم يقتَربون!
قُلت بفزعٍ بعدما سمعت أصواتهم التي تقترِب منّا شيئًا فشيئًا

"لا تخف سيّد الموسيقى، فالألحانُ لن تُقيمَ عزاءها و تفقد سيد موسيقاها ما دُمتُ أنا مُتواجدًا معك حتى ذلك الحين"

و كالعادةِ كلماته تتغلبُ عليّ لترسم بسمةً طفيفةً على وجنتيّ

"ما الأمر أراك توردت"

أنت.. و هل الوقت مُناسب لهذا؟!
قلت بعد أن حشرتُ رأسي بعنقه لأتجنب نظراته التي تنظر تارَةً للطُّرقاتِ التي يحطُّ بها أقدامه الراكضةَ بها و تارةً على وجهي الذي قد احمر بسببه و بسبب شدّةِ البرد..

بالمُناسبة ألديك وجهةٌ مُعيّنة؟

"لا"

ماذا؟ هل أنت تسخَر؟!

"سنجدُ طريقـًا لا تخف"
قالها بثقةٍ مع ابتسامةِ خُبثٍ، تلك الإبتسامة التي يصعب علي تفسيرها ليتسلل لي القلق بسبب ثقته هذه

صحيح لماذا لا نَذهب لبيت ذلك العم؟!
قُلتُ مُباشرةً بعد أن تبادرت لذهني الفِكرةُ

"لا أستطيع الآن العَودة للخلف"
قالها و باتت أنفاسه تتصاعد لِسُرعةِ ركضِه و تسارعُ نبضِه

ألا يوجَدُ طريقٌ آخر؟!

"لا أظنّ ذلك، لقد ابتعدنا"

_صوت إطلاق _

حذاري إنهُم يُطلقون!!
قلتُ لجونغكوك بفَزع

"دَع الأمر لي سيّد الموسيقى"

زادَ جونغكوك من سُرعةِ ركضِه فبدت عليه شيءٌ من علامات القلقِ رُغم ثقته الغير مُتزعزعة، رُبما هو...قلقٌ علي؟ ... ها هو يتخذ مساراً كان على يمينِ الطريق الذي كُنّا نسلكه و يالَ سوءِ حَظِنا هذه المرّة، نهايةُ هذا الطَّريقِ مَسدودة و لا يُمكننا أن نعود لأنهم يقتربون منّا...

" لن يحصُل مكروهٌ لنا لِذا لا تقلق سيّد الموسيقى"

و لكن الطريق مسدود، هَل تعي ذلك؟!

أنزَلَني بِكُل حذرٍ و هدوء ليقول بعدما وضع كفه برفقٍ على وجنتي و نظر لِعيناي الفَزِعة:

" استند على ذلك الحائطِ و حاوِل أن تُلصِق ظهرك و جسدك به قدر الإمكان و لا تُصدِر أيّ حركةٍ أو صوت، ثِق بي"

و ماذا عَنك! ماذا ستفعل؟!

ردّ عليّ بابتسامةٍ فذهَب مُسرعـًا نحو ذلك الطريق الذي جِئنا منه، أردتُ اللحاقَ به و لكن توقفتُ فاتجهتُ نحو الحائطِ و فعلتُ ما أخبرني به، أجل أنا أثقُ به و بقدرته و لن يَخذلني... أرجو أن يعودَ سالمـًا...
همستُ برجائي بألمٍ غريبٍ حلَّ على أيسرِ صدري، لأسمع فجأةً صوتَ إطلاقِ النارِ بدون توقف، أنا قلِقٌ عليه و بشدّة أجل و لكنَّني أثِقُ بأنه لن يُهزَم. لحظات حتى باتَ صوتُ ذلك الإطلاق المُستمر يُضعفني و أحسستُ بصوته يُحشر برأسي فأمسكت برأسي و أطلقتُ صرخةً خفيفةً دلالةً على توجعي، سُحقاً الوقت غير مُناسب لضعفي هذا يجب أن أتحلى بصبرٍ أكثر و أن أنتظر عودته سالِمـًا أجل...

كم بغضتُ نفسي على وَهني هذا، و كم كنت أُحاول صدَّ هذا الوهنِ و أكونَ أقوى و لكن يالَ الأسفِ و يالي عديمُ الفائدةِ فها أنا أسقُط أرضـًا لعدمِ تحمُلي لأصواتِ الإطلاق... فتحتُ نصف عيني بصعوبةٍ فرأيتُ ظلَّ أحدهم يقتربُ منّي ببطؤ، هالةُ ظلٍّ لستُ أجهله فهل هو جونغكوك؟ أتمنى ذلك..

_بعد ثلاثةِ أيام_

قالَ غارسيا مُبتهِجـًا: ماتيو تعال لقد استيقظ غونزَاليِس!!

جونغكوك بغيرِ استيعاب: أحقاً ما تقولُ أنت؟!!

غارسيا: تعال و انظُر بنَفسك.

أراد جونغكوك أن يُهرول نحو غرفةِ المشفى تلك بجروحه التي لم تُشفى جيِّداً بعد، و لكنه توقف فجأةً و هو يرصُّ على قبضته و يعضّ شفته السُّفلية بقوَّةٍ حتى سالَ الدَّم

غارسيا بقَلق: ما بالُك؟!

جونغكوك بصوت مَبحوح: أنا خائفٌ يا غارسيا خائِف..

غارسيا: من ماذا؟!

جونغكوك: رُبما هو قد استيقظ فعلاً.. و لكن من المُحتمل أن لا يتعرفَ علي، رُبما قد نَسيني مُجدداً...

غارسيا و هو يُمسك بكتف جونغكوك : لا تَقلق، لندخل و ننظر ما سيحصُل و لنتمنى بأنك لم تَمتحي من ذاكرته مَرةً أُخرى...

جونغكوك بداخله و هُو يخطو بخطواته مُتثاقلاً نحو تلك الغُرفةِ : لا أعلمُ ما إن كُنتَ ستتعرفُ عليَّ يا سيّد الموسيقى هذه المرَّة أم لا، و لكننّي أعلمُ أنَّ قوايَ قد خارت بسببِ هذا الشُّعورِ الذي يُراودني، الشُّعور بشيءٍ ما يقبضُ على روحي بقَسوة و كأنّه يُنذرني بأنَّني إن خطوتُ داخلاً و رأيتني ستنظُر إليّ بتلك النَّظرات التي لا أتمنى رؤيتها مُجدداً مثل آخرِ مرّةٍ عندما نسيتني كذلك سأتمنى لو أنّني لم أدخُل قطّ، لِذا أرجوك يا سيّد الموسيقى... قُم بإبقاءِ روحي مُخلدَّةً بروحك و ذهنك مُؤبداً أتعِدني؟ تشه إنّني مُثيرٌ للسُّخريةِ بحق...

ها هو جونغكوك يَقِفُ أمامَ ذلك السَّريرِ الذي يرقُد به تايهيونغ ليُحاول جونغكوك استجماعَ شتات نَفسه و يتقدَّم من الآخَر ببطؤ..

جونغكوك: آه أخيراً استيقَظت...

تايهيونغ ببُرود و صوت مُرهق نوعاً ما: أجَل شكراً لك و لكن ماذا حَصل لي؟

جونغكوك: عِندما انتهيتُ من أولئك الحَمقى عدتُ لك فوجدتُك مُطرحـًا بالأرضِ و حملتك بسرعةٍ إلى هُنا...
جونغكوك بصوتٍ مخنوقٍ و هو يضعُ يداه المُرتجفةِ على وجنتي تايهيونغ : المُهم أنَّك بخير...

تايهيونغ و هو ينظُر لعيونِ الآخر: يبدو بأنَّك تعرفني... من تكون؟

وجم جونغكوك ساكنـًا فأزاحَ يداه و استقامَ بثقلٍ شديدٍ و كأنَّ العالم قد حطَّ فوقه دُفعةً واحدة _فالأمرُ الذي قد خافَ من حدوثه مُجدداً قد حَصل بالفِعل _ فوضع قُبعته السوداء الطَّويلة لِيقول: أنحني لك سُموّك.. أنا مُعلّمُ الموسيقى الخاص بك...

تايهيونغ و هو يبتَسم ببرود: يبدو بأنَّ والدي قد عيَّن مُعلمـًا آخر مُجدداً، أهلاً بك إنني تحتَ رعايتك أُستاذي، و لكن لحظةً واحدة ما هو اسمُ ذلك المُعلم؟ لقد نسيتُ اسمه و شَكله، غريب...

جونغكوك بصوتٍ هادئ جدًا: عن اذنك سيادتك، سأذهب الآن...

غارسيا: ماتيو...

جونغكوك: غارسيا... اعتَني به من أجلي إلى أن أعود من فَضلِك...

تايهيونغ بَعد أن خَرج جونغكوك من الغُرفة : هل قُلت ماتيو؟

غارسيا: أجَل ماتيو هل تتذكر؟!!

تايهيونغ : لا أعرِفُ هذا الأُستاذ و لكن أعرِف اسم ماتيو..

غارسيا بفَرح: إذن هل تعرف اسم 'جونغكوك'؟؟

تايهيونغ: اممم... لا أَظُنُّ ذلك.

غارسيا : مُؤسِف و لكن كيف لك بأن تَعرِف اسم ماتيو؟

تايهيونغ: إنَّه الشَّخص الخياليّ الذي أَكتُب له رسائِلي.

غارسيا بصَوتٍ شبه مَسموع: و ماذا إن كانَ هذا الشَّخص غير خياليّ...

تايهيونغ: ماذا تَقصِد؟

غارسيا : لا شَيء، و الآن خُذ قسطاً من الرَّاحة سيدي.

تايهيونغ : هل قُلت بأنَّك تُدعى غارسيا؟

غارسيا: أجل.

تايهيونغ: و من تكون؟ و ما علاقتك بوالدي؟ و لِماذا أنا لستُ بالقَصر؟

غارسيا: أنا أعملُ لدى والدك و صديقه أيضـًا، جئت إلى هُنا لتتفقد أحوال البلدة ألا تَذكُر؟

تايهيونغ و هو يعقُد حاجِبَيه: رأسي يؤلمني سأرتاحُ قليلاً و ثمَّ أودُّ العودَة للقَصر.

غارسيا: أمرُك سيّد غونزَاليِس، سأتركك ترتاح عن إذنِك سأذهبُ إلى مكانٍ ما...

تايهيونغ و هو مُستلقٍ على السريرِ على جانبه الأيسر حيثُ تُقابله تلك النافِذةُ التي تُضيء الشّمسُ أشعتها منها: ما بالُ ذَلك الأُستاذ.. كيف لأعينه القاتمةُ تلك أن تكونَ صادِقةً إلى ذلك الحَدّ رُغم أنَّ هذا اللِّقاء الأولُ بيننا، ما بالُ فؤادي قد اهتزّ قليلاً حينما اقتربَ منّي بقلقٍ مع رائحته المألوفَةِ تِلك... و ماذا يقصد حينما ذَكر بأنّه قد رآني مُطرحاً أرضاً و جلبني إلى هُنا؟و ما خطبُ تلك الجُروح التي تُزيّن جَسده سُحقـًا رأسي سينفجِرُ حتمـًا...
صحيح.. تذكرتُ ظلّه و هو يخرجُ من هذه الغُرفةِ فلقد شدّني ظلّه ذاك بشكلٍ غريب و كأنّني رأيتُ ذلك الظلّ بمكانٍ ما من قبل... و تلك الخُطوات التي تطرقُ بالأرضِ لما تبدو و كأنّني سمعتُها من قبل أيضـًا؟ من أنت أيُّهـا الشَّخصُ الذي ليسَ بِغريـبٍ على روحي؟ من تكـون بحَق؟...

_ من جانِبٍ آخر_

أرجوكُم ساعدوني!! كلّا لا تفعل...
صوت صُراخ

بينما كان جونغكوك و جَسده المُثقل الذي يخطو بذلك الثّلجِ _و كأنّه جُثةٌ مُتحركة_ سَمِعَ صَوت ذلك الصُّراخ فلمح رجلًا يضربُ صبيًّا و يُدخل كمياتٍ كبيرةٍ من الثّلج داخل ملابسه، فتوجّه جونغكوك نحوه بخطواتٍ باردة جداً و بسكونٍ تام و أمر بذلك الصَّبي بأن يهرُب بعيداً بصوتٍ مُخيف، ففعل الصَّبيّ ما أمر ليُمسك جونغكوك بياقةِ ذلك الرَّجل الذي يجلب الشؤم و الذي يبدو عليه بأنّه قد شرب كثيراً، و أخذ يضربه ضربًا مُبرحـًا و بوحشية شديدة... رُبما كان ذلك بسبب قلبِ جونغكوك المُحطَّم جعل منه هكذا. أخذ يلكمه بقبضته الحديديةِ بدونِ توقف للحدِّ الذي كادَ أن يقتُل ذلك الرَّجُل ليأتي غارسيا بسرعةٍ و يمسك جونغكوك من الخَلف ليصرُخ:

ماتيو عُد إلى رُشدك!!! أتُريد أن تُسجَن مُجدداً؟!!

أراد أن يلكمَ ذلك الذي يستحق مُجدداً و لكنه توقف عند آخرِ لحظةٍ عندما سمع كلمات غارسيا تِلك، فابتعد غارسيا عن جونغكوك بسُرعةٍ ليتفقد ذلك الرّجل بينما جونغكوك قد جثي على ركبتيه و جلسَ مُنهاراً و الدِّماءُ تُلطخُ يُمناه و يُسراه و الذي يرصُّ عليهما بقوَّةٍ شديدة...

غارسيا: آه من حُسنِ الحظ، إنّه حَيّ... سأطلبُ من إحدى العربات أن تأخذه و لكن قبل هذا...

انحنى غارسيا لِمُستوى جونغكوك ليردف له بـ: استجمِع شتات نَفسك يا ماتيو هيّا هذا ليس أنت، فماتيو الذي أعرفه لا تنفطِرُ روحه بهذه السُّهولة لذلك سأطلب منك أن تتماشى مع الأمر و تعتاد على السيّد غونزَاليِس، و الأمرُ الآخر سمعته يرغب بالعودة في القَصر لذلك خُذه إلى هُناك من فَضلِك؛ لأننّي سأبقى هُنا أُراقب جدّه و والده و النُّزل كذَلك...

جونغكوك: سُحقـًا...حسنٌ سآخذه إلى هُناك...

غارسيا و هو يَبتسم: أعتمِدُ عليك.

ها هو ذلك الصَّبيّ يتقدّم لجونغكوك بخَوفٍ بعد أن كانَ يختبئ في زقاقٍ قريب، و قد شاهد ذلك المَنظر الشَّنيع...

الصَّبي: هل.. هل كُنت ستقضي عليه حقـًا؟..

جونغكوك و هو يَقِف ليقول مع نظرته المُخيفة ببحةٍ خشنة و يبتسم بخفة: ألن تَشكُرني؟

الصَّبي: شـ شُكراً جزيلاً لك!!

جونغكوك و هو يقهقه: لا شُكر على واجب يا صغير و أيضاً لا داعِ للخوف فأنا أفعلُ ذلك لمن يستحق..

الصبيّ: بالمُناسبة.. هل أنت السيّد ماتيو؟..

جونغكوك: أوه نعم كيف عرفت؟

الصبيّ: رأيتك بمكتبةِ أبي قبل عِدّةِ أيام و قد سألته عنك و أخبَرني..

جونغكوك : آه إذن أنت ابن العم، أهلاً بك و انتبه على نفسك بالمرات القادمة و ابتعد عن هؤلاء السُّكارى

الصبي و هو يبتسِم: سأفعل، و أيضـًا أرجوك لا تُخبر والدي عن الذي حَدث..

جونغكوك: لك ذَلك و اعتني بنفسك و اذهب و اشرب شيئاً ساخنـًا و اجلس أمام المِدفأةِ مُطوّلاً لأنَّ جسدك قد يتعرض للتجمّد بسبب الثلج الذي أدخله ذَلك الحقير داخل ما ترتديه.

الصّبي: سأفعل، شكراً لك سيّد ماتيو.

_بعد ساعة_

تايهيونغ: آه أُستاذ... لحظة ما بالُ كُلِّ هذه الجُروح؟
قال بعد أن دَخل جونغكوك للغُرفة

جونغكوك: أنا بخير، استَعد من فَضلك سنعودُ للقَصر

تايهيونغ و هو يمسك بذراع جونغكوك لِيتوقف بعد أن كان يُريد التوجّه للخارج:

هل أعرِفك؟

تجاهل جونغكوك ما سأله إيّاه و شدّ على قبضته بقوةٍ مُجدداً

تايهيونغ: كلّا... أقصد.. أنا أعتذِر، فلرُبما تكونُ قريبًا منّي و أنا قد نسيتُ رُبما.. لأنّني.. لأنّني أشعُر بك، أشعُر بأنَّ هُنالك شيءٌ ما يربطنا...

وسّع جونغكوك حدقته بعد أن تسللت ذرّةُ أملٍ لروحه بسبب كلماتِ الآخرِ ليلتفت له و يَقترب و هُو واقفٍ أمامه ليقولَ بتلك الأعيُن اللّتا عادَ شيءٌ من بَريقهما للتوّ:

"لا قَشَّةَ في القَشِّ تُعمي البَصر، و لكنّني عُميتُ عن كُلِّ شيءٍ حينَما التَقيتُ بك..."

Continue Reading

You'll Also Like

241K 11.6K 44
فتاه يتيمه الاب والام تمت تربيتها عند عمها اخ اباها ولكن بوسط الكره والحقد تذهب أسيرة إلى داع١١ هل يا ترى يأتي شخص ويخرجها من هل عذاب؟ ام القدر لها ق...
3M 85.9K 64
عجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أ...
177K 9.7K 41
هنَاك للِيل داَمس من شدة الضلاَم ونجمة مضيء فيِ وسطةَ. لكَن ستظهر عليهم شمس مُحرقة اشد من ضوء نجمة .. تحطم وتشعُل نهار محرق وتخفيِ سواد المُنير بضو...
2.5M 158K 41
في مَنتـصفُ كائنات الصَفاء كَانت هناك قواريرُ ابريَاء لكل مَنهم جَانبً يشـعَ كـ الهلالِ شعورهم بلأمان أصبح كـ خيـالِ.. حاربُ!! لتنجو، لتثبت أنك قوي...