آنجِيلوس١٩٤٠ || YM

By 00melas

196K 17.6K 26.4K

كُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الأ... More

مُقدمة
-١- حَانةُ المَوتِ المُفاجِئ
-٢- سُوناتا "مثيرٌ للشفقة"
-٣- سُوناتا الرَّقم واحِدٌ وعشرون
-٤- المَعزوفة الرَّابعة ( اختناق)
-٥- سيمفونية ضَرباتُ القَدر
-٦- المعزوفَة الثالثة عَشر
-٧- تضحية مُوسيقية
-٨- بِجانب البُحيرة
-٩- المَعزُوفة الثّانِية والعُشرون َ
-١٠- الجَاز عَبر شَوارع بِرلين
-١١- مَعزُوفة أُوبِرالية
-١٢- لَيلة كَئيبة
-١٣- تراقُص الأجسَاد
-١٤- نُدبةٌ قَديمة
-١٥- ضَوء القَمر
-١٦- السُقوطُ السَادس
-١٨- رِحلة الى مَكانٍ بعيد
-١٩- مَشهدٌ مِن صُنع شِيكسبير
-٢٠- السُوناتا التَاسِعة و الخَمسُون
-٢١- مُوسِيقى الأُورغن الشَهيرة
-٢٢- رِسَالةٌ الى آلفرِيد
-٢٣- الحَرَكة الأُولى
-٢٤- ليلة موسِيقية قَصِيرة
-٢٥- لِقاءٌ بعد فُراق
-٢٦- مَعزوفة الجَرسْ
-٢٧- جُزئية الشِتاء
-٢٨- سيكلوجيات شائعة
-٢٩- السوناتا الأولى
-٣٠- حانةٌ في مَانهايم
-٣١- مُذَكَرة آلفريد
-٣٢- النِهايَة
- مَعزوفةَ مُميزة ١/٢ -
- مَعزوفَة مُميزة ٢/٢ -

-١٧- السُّوناتا السَّابعة عَشر

4.9K 495 609
By 00melas

Enjoy

************

الأول مِن مارس عام ١٩٤١

جيمين

أعلنت فرنسا و بريطانيا بشكلٍ صريح عن حربها القادمة ضِد ألمانيا النازية مما جعل هتلر و مِثل أي حاكم يُهيء جنوده و أسلحته في حال أي هجومٍ مُفاجيء

هتلر كان نرجسياً و يظن بأنه الأقوى ، هو الأقوى بالفعل و لا يمكن لأحد أن يُنكر هذا لكن النرجسية تقود للغباء أحياناً

و الاستهانة بالدول التي تحالفت ضِده و بالأخص بريطانيا هو أكثر فِعلٍ غبي قد قام به هتلر

غباؤه و نرجسيته هذه قد ذكرتني بصوفيا و حماقتها في استخدام المعلومات لصالحها ، و انا لم أكن لأخذ كلامها على محمل الجد لولا خوفي من تغير مشاعر الجنرال نحوي

فكلامه عن سقوطه الاول و الثاني و الثالث و الرابع و الخامس والسادس قد أكد لي بأن كِلانا عالقٌ في ذات الدَّوامة و بأن العاطفة قد نجحت بالتحكم بنا و الخضوع لها أصبح أمراً لا مَفر مِنه

أتألم مِن فكرة إخفاءي لحقيقتي و مِن فكرة أن نهاية طريقنا لن تكون بتلك السعادة

حبل الكَذب ليس طويلاً كما اعتادت امي على إخباري في كُل مرةٍ أكذب عليها بشأن تصرفاتي في المدرسة

و في يومٍ من الأيام سيكتشف الجنرال جميع ما أفعله و عندها لن يؤنبني كما كانت  تفعل والدتي

بل عندها  سأخطُ نهايتي المأساوية مع من اقتحم قلبي و سأعلن الحداد على جُثتي و على مشاعري

لست مُستعداً لنظرات الخيبة مِنه و لكن إن كان موتي على يديه فلا بأس سأتقبل كُل ما يأتي مِنه برحابة صدر

.

الأيام تتوالى و أنا ما زِلت أرقد بفراش الجنرال بأمرٍ منه

و أيضاً نحن نقترب من نهاية الاسبوع أي الموعد الذي حددته صوفيا لإخبار الجِنرال بأمري و حقيقتي في حال رفضي للاتفاق الذي طَرحته

حتى أنها أتت في الأمس كي تُذكرني بموعدنا لكنني طلبت مِنها أن تُمهلني يوماً إضافياً

و بعد وقتٍ طويل و جهدٍ كبير أقنَعتُها لأكسب أنا يوماً إضافياً لصالحي

و قبل حُلُول هذا اليوم استدعيت هانس الذي يجلس أمامي الأن مُنتظراً مني أن أتحدث عن سبب احضاري له الى هنا

" أحتاج مُساعدتك في أمرٍ يَهُمُ كِلينا فهل ستَردني خائِباً "

قلت لهُ مُتظاهراً باللُطف قدر ما أستطيع ر مُحاولاً جذبه لطرفي قدر الإمكان

" بالطبع آنجيلوس أخبرني فيما أستطيع تَقديم مُساعدتي "

" صوفيا صديقة الجنرال تعرفها صحيح؟"

أومأ لي لأتابع حديثي

" أظن بأن آلفريد قد ارسلها للتجسس على كلانا مُقابل حصولها على الجنرال"

عقد حاجبيه مُستغرباً حديثي المُتلاعب على الأوتار الحساسة ، اعني خلق مُشكلةٍ صريحة بين ألفريد و والد هانس هو أمرٌ رائعٌ بلا شك

"ماللذي جعلك تعتقد هذا ؟"

" استمعت لحديثها مع دورثيا في ذات ليلة و قد قالت بأنها ستكشف جميع ما سمعته منك للجنرال و آلفريد و أيضاً بما أنني قد أظهرت لك و لوالدك دعمي سابقاً هي ستخبر الجنرال بأنني طرفٌ تابعٌ لكم و حينها أنت تعلم ماللذي سيحصل"

اكتسحه الصمت لبعض الوقت ثم نطق

" و لماذا لا تتخلى عن الجنرال مُقابل أن تتستر علينا ؟"

ابتسمتُ بسخرية و نفيت

" أتظن بأن صوفيا سيهدأ لها بالاً بمجرد حصولها على الجنرال ؟ أنا مُتأكدٌ بأنها ستخبره حال انحيازه لصفها ، الأمر لا ينتهي بامتلاكها للسيد آلبير بل هي تُريد التخلص منا الى المنفى "

شاهدت كف يده يتحول لقبضة و ملامح وجهه تُصبح غاضبة و مُستحقرة

" تلك الصوفيا اللعينة ، لم يرتح بالي لها منذ رأيتها، اذاً هل لديك أي خِطة لردعها عن أفعالها ؟"

"عازفٌ مثلي لن يستطيع ردع أحدٍ بقوة صوفيا و لكن أنت يا هانس الأقوى تستطيع إبعادها عن طريقنا بكل سهولة "

ابتسم لي و لاحظت انبساط كتفيه بفخرٍ قد اثار سُخريتي

" حسناً اذاً دع الأمر لي و سأنهيه في أسرع وقت "

"اعتمد عليك هانس و لم أكن لألجأ الى سواك فأنت الوحيد القادر "

أُعَظِم مِن شأنه عبر كلماتي المسمومة جاعلاً مِنه يقتنع و بكل سهولة ، جميعهم يمتلكون هذه النرجسية الغبية عدا واحد

واحدٌ فقط يتفوق عليهم في كُل شيء ، و احدٌ من الصعب التلاعب فيه و من يكون غير الجنرال آلبير ذو الذكاء الحاد

ابتسم هانس و حمل نفسه خارجاً مِن الغُرفة و أنا بقيت لوحدي على السرير أُراقب تفاصيل غُرفة الجنرال التي حَفظتها عن ظهر غيب

و بالحديث عنه أنا أشتاق له للغاية ، كانت الساعات القليلة بقربه تُرضيني و لكن الأن لا يُرضيني سوى وجوده بجانبي طوال الوقت

البيانو الوحيد في الزاوية أغراني و بشدة و اشتاقت أناملي للعزف و ملامسة المفاتيح

بشيءٍ مِن الصعوبة استقمت من على السرير مُستنداً بالأثاث الثابت مِن حولي

و لم أستغرق الكثير حتى وصلت بفرحةٍ عارمة الى مَقعد البيانو و مُجدداً رائحة المُوسيقى اجتاحتني

رائحة الموسيقى تعبيرٌ مجازيٌ استخدمته كثيراً أمام رافائيل الذي كان يتعجب و يسألني إن كان للموسيقى رائحة فِعلاً

هذه الرائحة لن يستطيع اشتمامها سِوى من أحب الألحان و أدمن عَزفها

وضعت أصابعي على المَفاتيح واخترت السوناتا السابعة عَشر لِبيتهوڤن كَلحنٍ لأعزفه لوحدي و في عُزلتي داخل غُرفة الجنرال

كان مِن الصَعب على شابٍ مثلي أن يتخيل وقوعه. في مشاعر عميقة كهذه

و لم أتوقع بأن هذا النوع مِن المشاعر يُناسب مُجريات حياتي و هل أستحق الجِنرال حتى؟

و هل ستكون أمي راضية بما يحصل داخل قلب ابنها الصغير

هل و هل و هل ، التساؤلات لا تكف عن مُضايقتي و الاحتمالات في رأسي تتشبث في أفكاري

و لو أن رافائيل  بجانبي لكنت سألته عن هذا الحال و عما أمر به فهو بالتأكيد يمتلك الإجابة لكل هذه الأسئلة

في بداية الطريق ظننت الجِنرال عابراً يُنسى و يرحل مع هبوب رياح ديسمبر الباردة

لكن في نهاية المطاف اكتشفت بأنه كأشجار الشتاء الروسية سيبقى ثابتاً في قلبي و يقف في وجه العواصف و مهما حاولت اقتلاع جذوره سيعود لينمو مُجدداً بشكلٍ أقوى

بات كالوطن فحين أضع رأسي على صدره أشعر بأنني في دياري و الى حيث أنتمي

فكيف أصف جِنرالي ؟ بعيناه حادةُ المَرسم و التي تُعطي انطباعاً قاسياً ، أم باقي ملامح وجهه التي تُناقض عيناه

فشفتاه و وجنتيه وصَف أسنانه و جميع ما فيه لطيفٌ يبعث لي بالسَكينة و الهدوء

أو هل اتحدث عن يداه و أنامله الطويلة التي لا تُشابه أناملي أبداً

كيف يخضع جسدي لكُلِ ما يفعله و كيف أتحول مِن جيمين المُتمرد الى جيمين الطفل بين يداه

لكنت سأكره حالي هذه في السابق لكنني أحب ضُعفي أمامه ، أحب عندما أُظهر الطِفل المفقود في داخلي و أحب عندما يبرع هُو بالاعتناء بهذا الطفل

ليس كُل الخُضوع سيء فالخضوع لِحب الجنرال جميلٌ و يعيد الحياة الى عُرُوقي

و ها أنا أعترفُ لِذاتي و أعترف لألحَاني بأنني أُحِبه و بكل ما أمتلكُ من مشاعر مُتبقية

أنا أُحبكَ أيها الجِنرالْ

**************

هامبورغ

"أراك تُكثر مِن زيارة و مُحادثة الغريب سيد تايهيونغ فما السبب خلف ذلك ؟"

ابتسم الأصغر و على الفور أجابها

" أجد منه أنيساً لوحدتي و أحاديثه مُمتعة تجعلني مُتشوقٌ لسماع المزيد عن قصص العالم الخارجي فكما تعلمين أنا حبيس هذا المَنزل و هذه الجُدران و الجنرال لم يأتي لزيارتي مِنذ زمنٍ بعيد"

" لكن يا صغيري ما أدراك بِحسن نواياه ؟ قد يكون لُطفه مَعك نابعٌ مِن استغلالٍ و أذية فلا تُعطيه ثِقتك و لا تنجرف خلفه "

عبس تايهيونغ و أخفض رأسه غارقاً بتحليل تصرفات جونغكوك النبيلة و اللطيفة

" لا أعلم و لا تَقلقي فلا أحد سيحصل على ثِقتي سِواكِ و الجنرال "

انهى حديثه معها ثم حرك كُرسيه ذو العجلات نحو الغُرفة التي تم تقييد جونغكوك فيها ، لا يمكنه انكار أن أحاديث هذا الغريب قد راقت له لكن تحذير السيدة مارغريت قد جعل مِن الشكوك تُزرع في رأسه

و كأن حديث السيدة كان تَكَهُناً للمستقبل القريب جداً

وسع تايهيونغ عيناه حال دخوله للغرفة و قلبه نبض بخوفٍ حين كانت الحِبال التي قيد جونغكوك مرميةٌ على الارض بشكل مُبعثر و مُتقطع و مكانه خالي و بارد

لم يُدرك ماللذي عليه فِعله ، هل يقلق على حياته التي باتت في خطر أم يحزن على رحيله هكذا دون وداع

جونغكوك اختفى الأن و تايهيونغ عاد وحيداً دون أي صديق ....

و في مكانٍ أخر في ذات المدينة يسير جونغكوك في الطرقات بعد أن نجح بالهروب من منزل شقيق الجنرال

يشعر بالأسى على تايهيونغ الذي وجده لطيفاً للغاية و لا يُشابه الجنرال في أي شيء،

لكنه مُلزمٌ بالهروب فإن آتى السيد آلبير و عثر عليه في هذا المنزل عندها سيلقى حتفه دون أي أدنى شك

تايهيونغ بات يعلم بهويته لكنه مُتأكدٌ بأن هذا الطفل اللطيف لن يُخبر الجنرال عن أي شيء و لسبب مجهول قد استطاع أن يثق به

.

عند وصوله لأمام منزله رأى سيارةٌ عسكرية تقف أمام بابه ليستعجب الأمر و يدخل على الفور

" ماللذي يحدث هُنا "

سأل و لم يعطي بالاً للخادمة التي توسع عيناها بِذُعر فسيدها كان مُتخفٍ عن الانظار لوقتٍ طويل و الجميع قد ظن بأنه قد لاقى حتفه

" سيدي ، أنت على قيد الحياة؟"

" لا سأعود الى قبري بعد أن اتفقد أحوال المنزل "

قلب عيناه و أجابها ثم سار الى غُرفة المعيشة حيث يتواجد نامجون و هوسوك اللذان استقاما على الفور حين رؤيتهم له

" جونغكوك أين كُنت و اللعنة"

بغضبٍ تحدث هوسوك و ببرودٍ اجاب الأخر

" على مهلك كُنتُ في رحلةٍ قصيرة لا أكثر "

" و أين هذه الرحلة "

" في مَنزل شقيق الجنرال آلبير"

الصمت هو ما احتل المكان بعد سماعهم لكلمات جونغكوك الغربية

" شقيق؟ منذ  متى و الجنرال يمتلك شَقيقاً و من يكون ؟ "

"لا يُهم من شقيقه ، لكن ما يهم الأن هو جيمين ، ما أحواله ؟"

نظر هوسوك و نامجون لبعضهما و تنهدا بحسرة

" ما بكما ؟ هل جيمين بخير؟ "

" لا نعلم "
أجاب نامجون ليعقد جونغكوك حاجبيه باستغراب

" مالذي لا تعلمانه ؟ ألم يُخبركم جين بأي خبرٍ عنه ؟"

" جيمين مُصاب بسببنا "

*************

بِرلين - مساءً

جيمين

أقف على الشُرفة مُراقباً السماء السوداء الصافية و المُحمرة قليلاً التي تُنذرنا بأن هُطول الثلج قريبٌ للغاية

أفتقد مكاني المُفضل و البحيرة لكن برودة الجو و الجنرال العنيد يمنعاني من زيارته

أقضي وقتي في غُرفته و حتى أخبار جونغكوك و نامجون لم تَصلني و كيف لها أن تصلني و أنا لا أخرج سوى الى ممرات القصر

يتأخر يونغي في العودة كُل يوم لانشغاله الكبير ببعض الأمور العسكرية و التي أتوق لمعرفتها

ففي الأونة الأخيرة قررت العَمل لوحدي من دون نامجون أو جونغكوك المفقود و الخطة الأساسية في رأسي

هي خَلقُ نِزاعٍ بين المناصب العُليا و جعل كراسي البرلمان المُزيف هشةً و يسهل هدمها

كيف ؟ عن طريق ختم الجنرال و الرسائل السرية

لكن هُنالك ما يُعيقني في هذه الرحلة ، حِرصي على ألا يتأذى يونغي أصبح مُهماً بالنسبة لي لذا و بكل ما أستطيع سأحاول تشتيته عن حضور اجتماعات الحِزب

جعل الجميع يطمع و يطمح للحصول على مَنصب و حُكم هِتلر سيخلق جواً مِن عدم الأمان داخل الاجتماعات

و سترداد مُحاولات الاغتيال مِن أقرب الأقرباء حتى يَهلك الجميع و تَنحَلُ القوى الحزبية و تتشتت القِوى العسكرية

.

أيادٍ معروفة و مُحببة حاوطت خَصري بِلُطفٍ خَشية على جُرحي

و رأسٌ وُضِع و استند على كَتفي و صوتٌ عميقٌ كان لحني المُفضل مُؤخراً قد همس في أُذني

" كيف حال المَلاك مِن السماء ؟"

أخفضت رأسي و ابتسمت

" كيف حالي قَبل قدومك أم بَعده ؟"

" أخبرني عن الاثنان ملاكي فأنا لا أكِلُّ و لا أمِلُّ مِن سماع
صوتك "

داعبتُ يده التي تَشِدُ على جانب خصري السَليم

" في جميع الأحوال أنا مُشتاق لكن درجات هذا الاشتياق تَختلف، فقبل مَجيئك كُنت أشتاق لك و بعد قدومك بِتُ اشتاقُكَ أكثر من السابق "

قهقه و طبع قُبلةً على وجنتي الظاهرة لعينيه الناعسة

" و كيف هذا؟ أوليس من المُفترض بأن يحدث العَكس ؟"

رَفعت كَتفاي دليلاً على جَهلي ثُم أجبته

" لا أعلم ، اسأل القَلب فلربما يُجيبك بما تبتغي مَعرفته "

" و هل أسأل قلبك أم قلبي ؟ فكلاهما يشعران بذات الشيء و كلاهما مُترددان بالإجابة فهل سأنتظر وقتاً طويلاً "

البرد اشتد و جسدي نال من  برودة الرياح ما يكفي لذا الجنرال اتخذ قراره بإدخالي الى الغُرفة دون أي نِقاش

"لن أُعاتبك على وقوفك خارجاً بثياب نومك الخفيفة و لكنني و للمرة الأخيرة أطلب منك الاعتناء بنفسك في غيابي جيمين و توقف عن جعلي قَلقاً "

" لستُ أفعل أيها الجنرال و لكن طول غيابك عن المنزل يُشعرني بالضجر لذا اجد من التجول في أروقة القصر وسيلةً للتسلية و أظن بأنك تُعطي لأمور الحزب اهتِماماً أكثر مني "

ضِحكاته ترددت في أُذني بشكلٍ جميع ثم رفع يدي و قبلها بشغفٍ و لهفةٍ واضحة

" غِيرتك تُصبح أكبر أيها الفتى الشقي ، أخشى بأن تَسجُنني داخل هذه الغُرفة و تمنعني من الخروج "

صغرت عيناي و همهمت

" قد أفعلها حقاً لذا لا تتفاجأ عندما يحدث ذلك "

" لن أهتم حينها فالبقاء برفقة آنجيلوس نعيمٌ ابتغيه الى باقي العُمر "

لم أشهد على تلبكي و خجلي و احمرار وجنتاي الا حين أكون بجانبه و حين أسمع كلامه المعسول

و في جميع الأحوال هو السبب الرئيسي في تبعثري الدائم

" و كأن الخَجل خُلق لأجلك و حسب فكيف لك أن تكون جميلاً في جميع حالاتك؟ "

" أرجوك توقف لا أحتمل كُل هذا الكلام "

" أين ذهب جيمين لاذع اللسان الذي اعتاد على السُخرية مِن كلماتي الغزلية"

قلبت عيناي و ابعدته عني

" لُطفي معك لا يليق بك فما رأيك بعودة جيمين لاذع اللسان"

ابتسم و عاد للاقتراب مني بهدف سرقة بعض القُبل مِن شفتاي

" أهلاً بجيمين في كُل حالته ، قلبي سيستقبلك حتى و إن أتيت لي بلسانٍ حادٍ كالسيف "

كُنتُ مُوشكاً على الاقتراب منه و صُنع قُبلتنا اللذيذة الليلية التي أرغب بها بشدة ،
لكن قرع الباب الهمجي قاطعنا و جعل مِن قلوبنا تفزع

دخلت الخادمة و جسدها يرتجف بشكلٍ مُثيرٍ لِلريية

" ما بكِ ماللذي حصل"

سألها الجنرال و بصوتٍ خائفٍ و مرتعش أجابته بما جعل من عينانا تتوسع بِصدمة

"صوفيا سيدي ، جُثتها مرميةٌ في الحديقة الخلفية و الدماء
مِن حولها ، صوفيا تم اغتيالها"

*************

يُتبع

كان بدي احكي شغلة عن الوضع اثناء حُكم هتلر ،
هتلر كان يقتل أي حدا عندو إعاقة جسدية أو عقلية لهيك الجنرال عم يخفي تايهيونغ عن الكل

Continue Reading

You'll Also Like

2.6M 106K 20
تايهيونغ تعرض للأستغلال من قبل حبيبه لهذا عوضاً عن البكاء هو قرر أن يعيد الأخر معتذراً و متوسلاً للحصول على رضاته ڤِيكَوك: المُسيطر؛جيون جونغكوك الخَ...
138K 7.2K 52
ماذا سيفعل الطالب الجامعي جيون جونغكوك حين يجد رضيعه بجانب حاويه قمامه رواية أبويه لطيفة لا أكثر لا اسمح بالاقتباس هذه الرواية من وحي خيالي و إذا...
440K 33.1K 27
كانوا خمس أولاد إستطاعوا النجاة حتى مع ندوبهم الكثيرة لهذا ظنهم الجميع شياطيناً.. حتى أنا روبين ديميرو الفتاة الَّتي كان من المفترض أن تكون حياتها ه...
36K 1.1K 20
اكيد ماسامعين بمثل حاميها حراميها زين سامعين بضابط يخطف شنو الخلاة يخطف و شنو السر اليضمه وشنو الراح تحاول تكشفه البطله اخليكم ويه القصه انته تستكش...