VOTE & COMMENT ♡.
_______________________
- الا تشعر بالنعاس؟ انت لا تنام ؟
لما لا اراك متعبا مطلاقا ؟؟ -
تفوهت سريعا بنبرتها المتذمرة بعد
الحرج الذي سببه لها بحديثه ذاك.
-تسحب وسادتها تضعها امام معدتها
تستر صدرها بهِ امامه-
ملامح جونغكوك المستمتعة بما كان
يشاهد، استبدلت فجاة بأخرى ...
تلاشت بسمته الجانبية لتصبح ملامحه
اكثر برودة، هدوء، و فراغٍ قد لاحظتهُ
يون بلا شك .
-جون حدث شيئا؟ أ-ازعجك سؤالي؟؟ -
تسائلت بعدها دام تحديقه بالارض، و توترها
يزيد مع كل ثانية الى ان دام صمته لدقيقه
فتسائلت تميل برأسها للجانب ، كي يقابلها
وجهه برأسه المنتكس ، و نبرته الخفيضة :
- هل سمعتي بمرض الـ INSOMNIA
سابقا ؟ . -
- لا! و ما هذا المرض؟ -
- انه الارق ، انا شخصا لم ينام منذ
سنواتٍ طويلة يا ثرثارة ...
انا حقا لم استطع النوم منذ 6 اشهر
الآن! -
تجعدت ملامحها بشكلٍ مريب و ملامحه
الحزينة اتخذت من وجهه مهربا، لتقترب
منه تتمسك بيده تتحاول مع حديثه قائلة :
- اعلم ما هو الارق و لكن...هل زرت
الطبيب ؟ لعلك تجد حلاً؟ -
- اجل في الماضي ، و لكن انا اعاني
من هذا منذ ان كنت مراهقا ، و لكن ..-
صمت و التردد في اكمال حديثه ينهشه،
يقبض على يده بقوة فتبرز عروق يده
بشده و كل ذالك امام انضارها، فمسحت
فوق كتفه ، تقابله بجسدها تهدئه و تطمئنه
بعينيها التي رئى الدفئِ يشعُّ منهِما :
- لا باس جون ، اعلم ان هذا صعب ولكن
دعني اخبرك انه يمكنك الحديث
و الوثوق بي! انا مستمعة جيدة ... -
ابتلع جونغكوك رمقه، فيسحب قدميه
لصدره يطوقهما بذراعيه ، تنهد بصخب
و هدرجته بين انفاسه صدت بغرفتها
الهادئة - معدا انفاسهم المُسمعة - .
يون اقتربت تستند بجذعها على سريرها
ايضا فتتلامس منكبيهما بخفة، تتجهز
لاستماع ماهو على وشك ان يسرده :
- كل شيئ بدا منذ ان كنتَ بالثانية عشر،
وقعتُ بحادث سير، و كدت ان افقد حياتي.
كدت ان اصبح شخصا مشلولا ، بمعجزة
الآله و الاطباء و والداي عدت أسير من
جديد بعد تلاثُ سنوات .
و لكن علاجي استمر كوني امتلكت ساقان
ضعيفان بعد فترة جلوسي بكرسٍ كمقعد .
عندما عدت اسير، قام والدي بتدريبي
الملاكمة كونه كان احدى مدربي الملاكمة
باحدى الصالات الرياضية، بينما أمي
كانت ربة منزل، تحبذ الطبخ ، كنا عائلة
متكاملة نعيش بهدوء و سعادة ، فقط
التلاثة معا .. الى ذالك اليوم الذي ذهبنا
به للمستشفى و علمت امي بانها ستصبح
أمًا للمرة التانية بعد وقت طويل من المحاولات، بعد فقدان الأمل بأن تصبح
والدتاً من جديد ، كنتُ بالثامنة عشر
حينها، و كنتُ سعيدا بالخبر حقاً . -
ربّتت على ضهره، بعدما ناضر لعينيها
في نهاية حديثه كما لو انه يؤكد لها
مصداقية حديثه ، و بربتها و لمستها
الحنونة هي تؤكد تصديقها له ليكمل
حديثه براحة ...
- 9 اشهر ثم لتولد امي شقيقا لي، كنت
بالتاسعة عشر حينها و لكنني اعتدت
انني الفتى الوحيد المدلل لوالداي،
اهتمامهم و عطفهم و حنانهم ،
لقد اعتدت انه لي انا فقط، و هنا
بعد ولادة شقيقي ، اختفى حنان
والداي اصبحتُ ارى اهتمامهم
بأخي ، و انا؟ ... كنت اشعر بالأهمال!
والداي لاحظا ذالك، رغم تقبلي لشقيقي
و لكني لم اتقبل حصوله على ما هو لي،
والداي!...و لكنني لم افكر يوما بأن اقوم
بأيذائه أقسم لكِ!! فقط كنت اشعر انني..
وحيد! -
قال و الارتجاف بنهاية حديثه واضح،
يمسك بساقيه بشده ، يشد على كلماته
بحدة .
- انا اصدقك جون، اصدقك! -
- ربتت على راسه و كتفه مرارا و تكرارا،
تهدئه بكلماتها الهادئة تلك، فقط بدى
مختلفا تماما ، تلك اللؤلؤتين الدامعة
و الخوف، و التعب الذي رأته عليه قبل
اسبوع ، ها هي تراه مرتا ثانية الآن. -
- آهٍ فقط لو انتبهت ...
- تنهد، يمسح وجهه بكفِّ يده ، متذكرا
تفاصيل اليوم المشؤوم الذي تغيرت معه
حياته بالكامل -.
- في يوما مثل كافة الأيام خرجا والداي
معا للعمل ، و بقيتُ انا معُه بسبب طلب
امي لاقوم بحضانته و فقط كان يبلغ
10 اشهر، و كنا ..
كنا نملك خوضُ سباحة بحديقة
المنزل، و بذات الوقت كان هناك
مبارة كرة قدم مباشرة لفريقي
المفضل على التلفاز ..
اعتقد يمكنكِ معرفة بنفسك ما
حصل! -
ابتلعت يون رمقها و توسعت عينيها بقلق
الذي داهمها فقط من مجرد سماع حديثه، فماذا سيشعر هو الذي عاش هذا الموقف؟ .
ناضر عينيها ، بتحديقات فارغة
ثم نضح بجملةٍ واضحة، مليئة
بالألم و الحسرة :
- تذكرت امره بعد وقت طويل من عدم
ملاحظته حولي اثناء سهوي في مشاهدة
المبارة!..
ركضت باحثا عنه و لكنني لم اجده بأي مكان،
ارتفع الادرينالين بدمي و تعرقت يداي، شعرت بالخوف الشديد عليه و القلق
داهمني حيال ان كان قد اذى نفسه ،
فجاة تذكرت الحوض عندما رايت الباب
الموذي للحديقة مفتوح..
لقد غرق! ..-
تسربت دمعةٍ من عينه اليمنى ، و ملامحه
ثابته كما عينيه التي أبت ان ترمِش اهدابه
كي لا تتسرب دموعه بضعفٍ شديد امامها،
مستمرا على سرد ما حدث لاول مرة بعد 10
سنوات من الكتم و لكنه كما لو حدث بالأمس .
- عندما اخرجته كان وجهه ازرق ولا يتنفس..
اتعلمين ما الاسوا ؟ باللحظة الذي جذبت
بها هاتفي ، اتصل رقما غريبا و اجبت بسرعة
دون تفكير لعله شخصا يساعدنا على انقاذ الطفل الذي لا يتنفس بين يدي ،
و لكنها كانت ممرضة تخبرني ان والداي
توفيا بحادث سير قبل نصف ساعة . -
شهقت ، تضع يدها امام ثغرها بصدمة
و عينان منفرجة بهول مما طرأ مسامعها
- هذا اكبر مما قد تتحملهُ نفساً بصغره -.
بينما جونغكوك ناضرها بفراغ، و لم يستطع
مشاهدة نضرة الشفقة بها ، فقد وقف سريعا
ممسكا بقميصه و كان على وشك الهروب منها
الهروب من نفسه التي عادت للماضي،
- لا يتحمل نضرة الشفقة نحوه و الضعف
الذي اضهره جانبه لها . -
سحب قميصه و كاد ان يخرج من غرفتها،
الا ان محاوطة ضهره بجسدها الصغير، ثم
يديها الذي حاوطت خاصرته بقوة تمنعه
الخروج مُحتضنتا له، ايقفته عن اكمال خطاه .
لتخبره بأنفاسٍ متقاطعة، تستنشق مياه
انفهها ضد ضهره الصلب، و دموعها التي
هطلت دون سابق انذار :
- لا تفعل ارجوك! ، لا تقفل على
تلك الروح اكثر و دعها تتحرر،
ارجوك فلتدع احدا اخر يشاركك
هذا الثقل، فلتدعني انا اشاركك
هذا الثقل ... -
و حينها؟ كانت دموعه كسدٍ تم
فتحُه بعد اعوامٍ طويلة ، و هطلت
دموعه على طول خده مخفظاً
راسه ، يكتم شهقاته التي بالفعل
تسربت من ثغره المحمر جراء
عضه عليه ...
جونغكوك الذي قد نسى كيف يكون
شعور البكاء ، ها هو يبكي بين يدينِ
فتاةٍ مُراهقة تضاهي العمر الذي فقد
بهِ كُلّ شيئ .
__
- صوتُ انكسار قلبٍ.
و صفيرٍ قوي يؤكد الروح الفارغة. -
____________________________
جزء 25 - انتهى - .♡
تدريجيا اصبحت الرواية تتوضح ...